Quote: الإمارات الممول الخفي لمجازر دارفور: أسلحةٌ حديثة تشرعن الإبادة أخبار في نوفمبر 23, 2025
يتكشف الدور الفاضح لدولة الإمارات في واحدة من أبشع المآسي المنسية في العالم، عبر تغذية آلة الإبادة الجماعية في السودان، وتحديدًا في دارفور، بدعمها العسكري والمالي لميليشيات قوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”.
فبينما يتظاهر المسؤولون الإماراتيون بحديث ناعم عن «لا حل عسكريًا»، تظهر الأدلة من الأرض بأن أبوظبي كانت — ولا تزال — أحد أبرز مزودي الميليشيا الأكثر وحشية في إفريقيا بالأسلحة الحديثة، التي استخدمت في المذابح والاغتصابات الجماعية التي هزت الفاشر والعالم.
وقالت صحيفة ايفينينغ ستاندرد البريطانية إنه في 26 أكتوبر، وبعد حصار خانق دام 550 يومًا، اقتحمت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر، لتبدأ مجزرة وصفتها الأمم المتحدة بأنها إبادة جماعية مكتملة الأركان. رجال ونساء وأطفال تعرضوا للاغتصاب والتعذيب والقتل المنهجي. الجثث دُفنت بالجرافات في مقابر جماعية، بينما كان العالم مشغولًا بملفات أخرى.
وذكرت الصحيفة أن صور “السيلفي” التي التقطها عناصر قوات الدعم السريع كانت أكثر فظاعة من كل شهادات الناجين. من بين 70 ألفًا فرّوا إلى مركز “طويلة”، تحدثت دورا أوغو عن أن 200 ألفًا ما زال مصيرهم مجهولًا. بل وصل الإجرام إلى حد قتل 460 مريضًا وطبيبًا وممرضًا كانوا يحاولون الفرار من مستشفى على أطراف المدينة. إحدى “بحيرات الدم” التي خلّفتها المجزرة كانت مرئية من الفضاء.
ورغم هذا الجحيم، استمر الممولون الخارجيون في صب الزيت على النار، وعلى رأسهم الإمارات.
الإمارات تُنكر… ثم تكشفها الذخائر
منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023، وثّقت العديد من الوكالات الدولية، بينها الـCIA، أن الإمارات هي “المسلّح الرئيسي لحميدتي”. وعلى الرغم من نفي أبوظبي المتكرر، فإن الأدلة خرجت من أرض دارفور نفسها: صناديق ذخيرة بلغارية ضُبطت في شمال الإقليم، وتبيّن لاحقًا — عبر فرق الأمم المتحدة — أن الإمارات هي من دفعت ثمنها.
هذا إلى جانب تقارير تؤكد أن قوات الدعم السريع تحصل بشكل مستمر على قذائف هاون وصواريخ ومدافع ميدان إلى جانب طائرات مسيّرة صينية متقدمة.
وبينما تتهم الإمارات خصومها بأنها تحارب “الإسلاميين والإخوان”، لم تقدم أي دليل على أن السودان ساحة مواجهة من هذا النوع. كل ما قدمته — بحسب الوقائع — هو دعم لمليشيا قبلية متهمة بمجازر 2003 وبقيادة رجل كان جزءًا من الجنجويد آنذاك.
وعندما بدأت الفظائع تتصدر التغطيات، حاول مسؤولون إماراتيون القفز من السفينة الغارقة. قال أنور قرقاش قبل أيام: «لا حل عسكريًا… الحرب أحدثت دمارًا لا يوصف». لكن هذا “الدمار” لم يكن صدفة؛ كان ثمرة أسلحة إماراتية، وتمويل إماراتي، وذهب سوداني يُشحن إلى دبي حيث تتحول دماء السودانيين إلى سبائك لامعة.
ذهب السودان… شريان تمويل الحرب إلى بوابات دبي
الذهب هو قلب اقتصاد الحرب السودانية. حميدتي، المسيطر على مناجم جبل عامر عبر شركته “الجنيد”، يدير شبكة معقدة تُعرف باسم “بيت العنكبوت”، تُهرّب الذهب عبر مصر وتشاد عبر قوات الدعم السريع وقوات حفتر في ليبيا ثم ينتهي الجزء الأكبر في دبي، حيث يُباع ويُعاد تكريره، ويوفر سيولة هائلة لميليشيا حميدتي.
بهذه الطريقة، لم تكن الإمارات مجرد “متعاطفة” أو “حليفة سياسية”، بل طرفًا مباشرًا في تمويل المذابح، عبر تحويل الذهب السوداني — المنهوب بالقوة — إلى مصدر نقد لخزائن الدعم السريع.
وقد تحول السودان، ثالث أكبر بلد إفريقي، اليوم إلى فراغ كارثي 12 إلى 15 مليون نازح، مليونان على حافة المجاعة، 150 ألف قتيل منذ 2023، فيما رغم كل هذا، لم تعد “الرباعية” التي تضم الإمارات قادرة حتى على المحافظة على محادثات خجولة، إذ انهارت جهودها منتصف أكتوبر، قبيل مجزرة الفاشر مباشرة.
يسأل السفير البريطاني السابق وليام باتي بصراحة: «لماذا يدعم الخارج مجرمين يرتكبون إبادة مثل قوات الدعم السريع؟». الإجابة، وإن لم تُذكر مباشرة، تتكرر خلف كل رقم وكل جثة وكل منجم ذهب:
لأن الإمارات ترى في حميدتي أداة نفوذ، ورجلًا يمكنه أن يوفر لها ذهبًا، وممرات صحراوية، ووقودًا لمشاريع الهيمنة في السودان والقرن الإفريقي.
وبينما يحذر خبراء الاستخبارات من أن استمرار الحرب سيفتح الباب أمام داعش والمتطرفين والصين للتوغل في السودان، تبقى الحقيقة الأكثر خطورة أن الإمارات — بتمويلها وتسليحها — هي من يبقي هذه الحرب مشتعلة.
ومع غياب الإرادة الدولية، واستمرار شحنات الأسلحة والذهب، يبدو أن السودان يتجه نحو أسوأ، بينما يتقاسم حميدتي والجهات الداعمة له — وفي مقدمتها الإمارات — جريمة تحويل بلد كامل إلى مقبرة مفتوحة.
هذه ليست “أخطاء” أو “سوء تقدير”. إنها سياسة إماراتية ممنهجة تقوم على تحويل الحروب إلى استثمارات، والموت إلى نفوذ، والذهب إلى ثمن يدفعه السودانيون من دمائهم.
11-25-2025, 10:47 AM
Hassan Farah Hassan Farah
تاريخ التسجيل: 08-29-2016
مجموع المشاركات: 13132
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة