ليس السؤال: لماذا يُهاجم رئيس الوزراء؟ بل: لماذا عجز عن كسب ثقة الناس منذ اللحظة الأولى؟ وما الذي يجعل الإعلام، بمختلف توجهاته، يتعامل معه كمسؤول مُرتبك لا كقائد واثق؟
في قلب هذه الأسئلة يكمن الخلل الحقيقي: الحاشية. ذلك الطوق غير المرئي الذي يحيط به، فأصبح سجنه بدل أن يكون مصدر قوته.
فقد حذرنا عبر الرأي العام مراراً من سوء إدارة الصلاحيات، ومن المحسوبية حتى في تمليك المعلومات للرأي العام، ومن المحاباة التي تمددت حتى صارت جزءاً من بنية اتخاذ القرار.
وكلما كتبنا، كان مقصدنا واضحاً: حماية المنصب وحماية الوطن. لكن المسؤول الذي لا يسمع، سيتعلم دائماً بالطريقة الأقسى.
لقد فقد رئيس الوزراء رصيده السياسي والتنفيذي لأن دائرته الضيقة حجبت عنه الواقع، وخاضت معاركها باسمه، وأهدرت ما تبقى من ثقة الشارع. وهكذا وجد نفسه في خانة التبرير الدائم، كمن يحاول سدّ ثقوب سفينة تتسرب من كل جانب.
الشعب اليوم منهك: حرب تحرق الأطراف، نزوح يقطع الأوصال، وضيق حال يلتف حول أعناق الناس كحبل مشدود. هذا الشعب لم يعد يملك رفاهية الصبر على من يتعلم:" الحجامة في قفا اليتامى".
إن استمر الحال كما هو، فليس من المستغرب أن تتحول إقالة رئيس الوزراء إلى مطلب شعبي صريح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة