|
Re: في صحبة مارغريت آتوود (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
في صحبة مارغريت آتوود علي حسين
تقترب من عامها الـ" 86 " وتصر ان تنشر كتابا كل عام . تقول ان هناك ساعة تنبهها الى ضرورة مواصلة التاليف ، لا شيء عندها يعوض الجلوس الى طاولة الكتابة " الكتاب لا يتوقفون ، بل يستمرون في السير مثل أرنب إنرجايزر. يستمر ثم يسقط " ، تعيش كابوس اسمه الناشر الذي لديه استعداد لنشر دفتر هواتفها لان الجمهور يريد ان يقرأ لها اي شيء . لا تزال تستمتع باعادة قراءة شكسبير ، انه يعرف الكثير عن الناس ، تقرأ كثيرا عن الثورات وتجد في الثورة الفرنسية النموذج الأمثل للحرية . قالت ان جورج اورويل دمر حياتها فقررت ان تستحضر روحه في واحده من قصصها ، تعترف انها قرأت روايته مزرعة الحيوان وهي في التاسعة من عمرها ، اعتقدت انها كتاب للاطفال عن الحيوانات : " شعرت بالرعب عندما انتهيت من الصفحة الاخيرة " ، تطلق على جورج اورويل لقب " الامبراطور " في المدرسة الثانوية تقرأ رواية 1984 ، لم تكن قد بدأت التفكير في الكتابة ، إلا ان جرأة اورويل علمتها كيف تواجه المخاطر . ولدت مارغريت اتوود في الثامن عشر من تشرين الثاني عام 1939 في أوتاوا بكندا ، والدها عالم حشرات ، فيما عملت والدتها في مجال التغذية ، كتبت ثمانية عشر رواية و20 ديوان شعر وخمسة كتب للاطفال وعدد كبير من القصص ترجمت الى خمسين لغة ، ابتكرت لنفسها طريقة خاصة بالكتابة تقول عنها :" لا اؤمن بالعقدة الروائية ، واحاول ان امزج بين الحقيقي والخيالي ، واليومي والمجازي " بدأت تجرب حظها في الكتابة في سن مبكرة ، ادركت فيما بعد انها يجب ان تكتب الادب بحرفية ، اختارت اسم " الدمية " لروايتها الاولى - ترجمتها الى العربية سامية دياب - ، تدور فكرتها الرئيسية عن الزمن الذي يريد ان يعبث بمصائر الناس ، بطلة الرواية " زينيا " تدرك جيدا انها ستتحول في يوم من الايام الى غبار منثور ، مبعثر في الريح ، وستصبح تاريخاً فقط .تجازف فترسل المخطوط الذي كتبته الى احدى دور النشر ، وبعد اشهر كان الجواب :" الاوراق غير مفهومة " ، ليتعطل نشر الرواية اكثر من خمسة عشر عاماً ، تتركها جانبا لتكتب روايتها الثانية " المذنبة " في ذلك الوقت تعود الى كاتب طفولنها جورج ارويل :" ادين لارويل وكافكا بانني تعلمت الكتابة من خلال عشقي لرواياتهم ، دوماً، لم أرد أن أكون بوقاً لأي مذهب " عندما بلغت السادسة والاربعين نشرت روايتها " قصة الخادمة " - ترجمها عبد الحميد فهمي - ، - هناك ترجمة اخرى بعنوان حكاية الجارية ترجمة احمد العلي - يبدو الامر لها اشبه بالمفاجاة فالرواية التي تحذر من مستقبل كارثي لمجتمع يسوده العقم تهيمن عليه طائفة من رجال الدين ، تُقسم فيه النساء الى طائفتين ، مجموعة تخضع للاستعباد الجنسي لإنجاب الأطفال من رجال الدين الأقوياء، ومجموعة هنّ زوجات هؤلاء الرجال يعانين من العقم فياخذن الأطفال من أمهاتهن . رشحت الرواية لجائزة البوكر لكنها منحت في ذلك العام لكينجسلي أميس، بعد خمسة عشر عاما تخطف آتوود جائزة البوكر عن روايتها " القاتل الأعمى" - ترجمتها عزة مازن - ، وفيها نتعرف على حكاية شقيقتين، إحداهما انتحرت بعد الحرب العالمية الثانية نتيبجة مقتل حبيبها في الحرب ، والثانية امراة مسنة تستعيد ذكريات طفولتها وعلاقتها غير الشرعية بحبيب شقيقتها، إضافة إلى زواجها التعيس من رجل يكبرها سناً. عانت آتوود من نظرة المجتمع لها لانها لم تستقر في علاقتها الزوجية الاولى ولا الثانية ، وتقول آتوود في حوار معها لصحيفة الغارديان انها :" من ذلك الجيل الذين قيل انهم من المؤرخين الاجتماعيين والادباء ايضاً، ان على المرأة الكاتبة، منح نفسها لادبها، لانها غير قادرة على الامساك بطرف الكتابة والاسرة " . وعندما سالت هل لديها مشكلة لكونها الكاتبة الاكثر مبيعاً ، ومع ذلك تأخرت نوبل عنها حتى الآن؟ قالت :" الجميع يسألونني عن جائزة نوبل بينما أنا ليس لدي أي سلطة في هذا الشأن، أما بخصوص المبيعات فهناك أربعة أنواع من الكتب: كتب جيدة رائجة، كتب جيدة غير رائجة، كتب رديئة رائجة، كتب رديئة غير رائجة. النوع الأخير بالتأكيد هو النوع الذي لا يريد أحد منّا كتابته " . تنعكس اهمية كتابات مارغريت آتوود في تنوعها ، ورغم اصرارها على الغوص في عالم المرأة من خلال معظم اعمالها الروائية ، لكن ذلك لا يعني انفصالها عن الحاضر ومشاغله . وهي تدخل عقدها التاسع ، قالت لمراسل جريدة الغارديان :" ان الناس يبدون عجبهم، لأني مازلت على قيد الحياة. والناس يرون رأسي على شكل كتاب ، ويتوهمون انني طويلة القامة ،علماً انني قصيرة اقصر مما يتصورون وخصوصا امام الجوائز العام 2019 حصلت على " البوكر " الثانية عن روايتها " العهود" ، وقالت لجنة التحكيم في بيانها إن :" العهود رواية مكتوبة بشكل ممتاز ، وبابداع لغوي ، وتخاطب عالم اليوم وتقدم لنا نظرة ثاقبة وتخلق شخصيات يتردد صداها معنا "
| |
 
|
|
|
|