علاقة خطاب البرهان بقيام حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع خطاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان الأخير له دلالات سياسية وعسكرية مرتبطة مباشرة بخطوة إعلان حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع. لفهم العلاقة بين الخطابين، يمكن النظر إلى عدة أبعاد مهمة:
1. البرهان يحاول إعادة رسم المشهد السياسي في خطابه الأخير، بدا البرهان وكأنه يسعى إلى تأكيد شرعية الحكومة السودانية التي يمثلها الجيش، وإرسال رسالة واضحة بأنه لا يزال الطرف الشرعي الوحيد في السودان. هذا يأتي في وقت يتزايد فيه الحديث عن قيام حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع، ما يعني أن البرهان أراد استباق هذه الخطوة والتأكيد على أن أي حكومة خارج السلطة المركزية ستكون غير شرعية.
البرهان يسعى إلى تحجيم الدعم السريع سياسيًا من خلال خطابه، حاول البرهان إظهار الدعم السريع كقوة متمردة غير قادرة على تقديم حلول سياسية، في مقابل الجيش الذي يدّعي أنه يحافظ على وحدة الدولة السودانية.
التأكيد على دور الجيش في السلطة البرهان يريد إيصال رسالة أن القوات المسلحة السودانية ما زالت الطرف الأقوى والأكثر قدرة على إدارة البلاد، مما يعني رفض أي محاولة لتشكيل حكومة موازية في دارفور أو أي مناطق أخرى تحت سيطرة الدعم السريع.
2. قيام حكومة موازية كرد فعل على خطاب البرهان خطوة إعلان حكومة في مناطق سيطرة الدعم السريع قد تكون رد فعل مباشر على الخطاب التصعيدي للبرهان. الدعم السريع يسعى لتقديم نفسه كبديل شرعي قادر على إدارة المناطق التي يسيطر عليها، خاصة بعد أن أصبح واقعًا على الأرض أنه الطرف الأكثر سيطرة في دارفور وأجزاء من الخرطوم.
البرهان رفض أي حوار مباشر مع الدعم السريع، مما قد يكون دفع الأخير لاتخاذ خطوة الحكومة الموازية لتعزيز موقفه التفاوضي. الدعم السريع يريد تجاوز مسألة كونه "ميليشيا" وتحويل نفسه إلى كيان سياسي معترف به، مما يعزز نفوذه في أي تسوية سياسية مستقبلية. 3. التوقيت: هل أراد البرهان إحباط هذه الخطوة؟ توقيت الخطاب يثير التساؤلات حول ما إذا كان البرهان قد علم مسبقًا بوجود ترتيبات لتشكيل حكومة في دارفور، وبالتالي سعى لاستباقها بخطاب شديد اللهجة يؤكد عدم شرعيتها.
البرهان كان يعلم أن الدعم السريع يسعى لتوسيع شرعيته السياسية، لذلك ركز على رسائل تؤكد أن الدولة لن تقبل بحكومات موازية. قد يكون الخطاب بمثابة تحذير غير مباشر لحركات مثل عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو من الانخراط في حكومة الدعم السريع. 4. هل يؤدي هذا إلى تصعيد عسكري؟ هناك احتمال كبير بأن يؤدي قيام حكومة موازية إلى تصعيد عسكري خطير، خاصة إذا قررت القوات المسلحة السودانية التحرك ضد هذه الحكومة الوليدة.
البرهان قد يلجأ إلى شن عمليات عسكرية لاستعادة السيطرة على المناطق التي أُعلنت فيها الحكومة الجديدة، مما قد يؤدي إلى معارك عنيفة. قيام حكومة في دارفور قد يشجع حركات مسلحة أخرى على المطالبة بحكومات محلية، مما يزيد من خطر تقسيم السودان فعليًا. الخلاصة: المواجهة السياسية تتحول إلى مواجهة وجودية خطاب البرهان وخطوة قيام حكومة في مناطق الدعم السريع هما جزء من معركة أكبر على الشرعية السياسية في السودان. البرهان يريد إبقاء الجيش الطرف الوحيد الممسك بالسلطة، بينما يسعى الدعم السريع إلى تحويل نفوذه العسكري إلى كيان سياسي مستقل. هذه المواجهة قد تؤدي إلى تصعيد عسكري خطير، أو قد تدفع الأطراف الدولية للضغط من أجل تسوية سياسية تجنب السودان مزيدًا من التشرذم.
02-11-2025, 01:13 AM
Nasr Nasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 11414
Quote: الدعم السريع يريد تجاوز مسألة كونه "ميليشيا" وتحويل نفسه إلى كيان سياسي معترف به، مما يعزز نفوذه في أي تسوية سياسية مستقبلية.
الدعم السريع من زمان ساعي في حكاية تحوله لكيان سياسي كان المرحوم كبر قد حاول إستعراض بيان الدعم السريع السياسي في هذا المنبر وتمت مناقشته ولكنه حتي ذلك الوقت كان يحاول تقديم نفسه كبديل قومي ووطني لفلول الكيزان وذلك أمر صعب، أن تتحول فجأة من بندقية مأجورة للطغاة لكيان سياسي وطني وقومي أما محاولة الحكومة الموازية في مناطق تحت سيطرته فهي نزول من القومية للإقليمية أو الجهوية أو حتي القبلية هي محاولة في أحسن الأحوال تدفع بإتجاه تقسيم السودان وبذلك بكون الدعم السريع قد جلب لنفسه عداء كثير من القوي السياسيية وبالأخص قوي الثورة السودانية تلك التي تستميت من أجل سودان موحد
في المقابل فإن البرهان لا هم له سوي أن يكرس نفسه الطاغية الأوحد والأشمل لبلاد السودان ولا يهمه كما يفعل الكيزان أن كان السودان سيتفتت شزر مزر بسبب محاولته هذه
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة