*بقلم/ حسين بَقَيرة* المملكة المتحدة الأحد، 20 أكتوبر 2024
من المؤسف إضاعة الوقت الثمين في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها السودان للرد على صحفية تنسب نفسها زورا وبهتانا إلى القوات المسلحة، التي ساندتها أغلبية الشعب، إضافة إلى المواقف الوطنية النبيلة لحركات الكفاح المسلح الموقعة على اتفاقية جوبا. هذه الحركات، رغم مرارات الماضي، انحازت إلى صف الوطن عندما أدركت الخطر الذي يهدد بقاء الدولة السودانية في هذه الحرب اللعينة.
في مقال رشان أوشي بعنوان “أمراء الحروب لا ينوون التوقف”، ادعت أنها تحصلت علي محضر اجتماع لقادة الحركات الكفاح المسلحة طالبت بنسبة 50% من السلطة، إلى جانب الأموال والمعدات والعتاد العسكري، و وفقًا لما ورد في مقالها. وبغض النظر عن صحة هذه المعلومات، فإن القوة المشتركة تقوم بدور وطني بطولي ونادر، ويحق لها الحصول على حقوقها. كما أنها تؤدي واجبها الأخلاقي تجاه الوطن والمواطن، لذلك تستحق كل تقدير واحترام. خلف هؤلاء الأبطال تقف شعوب وفية وقوية، ونضالهم لا يقتصر على الحركات المذكورة فحسب، بل هناك قوات أخرى مثل “قشن”، “ارت ارت المقاومة الشعبية”، “دقو جو”، وقوات “لواء بخيت دبجو”، وغيرهم منتشرون في جميع أنحاء السودان، يناضلون من أجل الخلاص من براثن الجنجويد.
مقال الصحفية رشان أوشي أعاد إلى الأذهان الأحداث الدامية في منطقة كولقي وقلاب اغسطس 2021، عندما غدرت قوات الدعم السريع ببعض الرفاق من قوات الحركات الموقعة على اتفاقية جوبا. قبل ذلك، ارتكبت مليشيا الجنجويد جرائم قتل وتهجير، حيث هجرت الأهالي قسراً إلى معسكرات النزوح، خاصة معسكر زمزم، وجلبت مستوطنين جدد (عربان الشتات) من دول أخرى، وأنشأت لهم ما يُسمى “نظارة الشطية” في عام 2015 في منطقة كولقي-قلاب، مما أدى إلى حرق وتهجير قسري لسكان أكثر من 60 قرية.
مليشيا الدعم السريع، قبل إشعالها هذه الحرب اللعينة، كانت تدفع للصحفيين المأجورين وأصحاب الأقلام الملوثة. ساعدت هذه الصحفية ( رشان أوشي ) الجنجويد والمستوطنين الجدد عبر توثيق كاذب كان جزءًا من مخطط لطمس جرائمهم وإثبات سيطرتهم على الأراضي المحتلة. من خلال برنامجها التلفزيوني “وعد وأمنيات”، بثت سلسلة من الحلقات عن منطقة كولقي-قلاب بعد تهجير سكانها، وكان الهدف منها تلميع صورة الجنجويد (المستوطنين الجدد) وتثبيت وجودهم في المنطقة.
علاوة على ذلك، قامت لجنة تحقيق حكومية برئاسة الجنجويدي محمد حسن التعايشي، وعضوية الجنجويدي عبد الرحيم دقلو وسليمان صندل، حليف الجنجويد الحالي، بمحاولة طمس الحقائق المتعلقة بتلك الأحداث. خلال تلك الفترة، تولت رشان أوشي مهمة توثيق سلسلة من الحلقات التي تم بثها على التلفزيون القومي، حيث قامت بدور مثير للسخرية أثار دهشة أبناء المنطقة.
منطقة كولقي، المحتلة من قبل المستوطنين الجدد، كانت منذ عام 2015 هدفًا لمليشيا الدعم السريع التي أسست “نظارة الشطية” كجزء من مخطط للتغيير الديمغرافي. والآن تُعلن نظارات جديدة في المدن المحتلة، وكان آخرها في مدينة زالنجي قبل أسبوع.
ليس من المستغرب أن تأتي مثل هذه الادعاءات من صحفية مثل رشان أوشي، التي اعتادت تزوير الحقائق والمساعدة في عمليات الإحلال السكاني في منطقة كولقي. لكن القريب انها تدعي دعمها ووقوفها مع القوات المسلحة، لكنها في الحقيقة تطعن الجيش من الخلف بمقالات مثل هذه. وهي تعلم تمامًا أن أبطال القوة المشتركة والمقاومة الشعبية الذين ضحوا بأرواحهم من أجل هذا الوطن، يستحقون الاحترام و التقدير.
لو كانت هذه الصحفية تمتلك ذرة من الوطنية أو تفكيرًا سليمًا، لكانت تحلت بالخجل أمام بسالة أبطال القوة المشتركة والمقاومة الشعبية في مدينة الفاشر، ولصمتت عن أكاذيبها التي تهدد وحدة الصف الوطني. لكن رشان أوشي، التي تعود إلى ماضيها المتقلب، اختارت مجددًا مغازلة الجنجويد، ربما كرد للجميل للهالك حميدتي وأخيه الهارب عبد الرحيم، اللذين دعما برامجها التلفزيونية لتثبيت “نظارة الشطية” في منطقة كولقي و قد وثقت لمناطق اخري لذات الغرض وًكان ذلك تمهيدا لهذه الحرب اللعينة لاحتلال السودان و تحويله الي دولة العطاوة من ثم إعلان مملكة ال دقلو حسب المخطط من قبل مليشيا الدعم السريع.
لقد نالت رشان أوشي ما تستحقه من هجوم شعبي، والشيء الإيجابي الوحيد من مقالها هو أنها كشفت حقيقتها أمام الشعب. الشعب السوداني بات يعرف الآن الصحفيين الزائفين، ويميز بين الخبيث والطيب. سوف تندم على محاولتها شق الصف الوطني في هذا الوقت العصيب، وغدًا لناظره قريب.
بقلم/ حسين بَقَيرة المملكة المتحدة الأحد، 20 أكتوبر 2024
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة