أسماك بورتسودان و أمباز الفاشر.. قوت شركاء معركة الكرامة..!!
(١) قبل عقدين تقريباً و في ذروة محرقة دارفور كتبت موضوعاً على موقع سودانيز اون لاين تحت عنوان (إنفصام الضمير الإنساني عند أهل الوسط و الشمال)؛ استنكرت فيه غياب مجرد التعاطف - ناهيك عن التضامن من قبل هؤلاء الناس تجاه اهليهم المنكوبين بنيران أئمة الكذب و رسل الشر ( الكيزان) ؛ في مقابل التعاطف الكبير تجاه أخوتنا في فلسطين. المدهش في حجم الغضب و الامتعاض الذين يبدوان على وجوه بعض السودانيين عندما يرون المنظمات الانسانية القادمة من دول الغرب و هي تحمل الغذاء والدواء الي أبناء جلدتهم بمعسكرات النزوح و اللجوء في دارفور و جبال النوبة في الوقت الذي تجد صناديق التبرعات للفلسطينيين في كل ركن من أركان مساجد الخرطوم العاصمة. مع ذلك ثمنت تضامن السودانيين مع الفلسطينيين بإعتبار أن قضيتهم لا تتعارض مع قضايا و معاناة المقهورين في دارفور و جبال النوبة أو أنقسنا و شرق السودان، لأنها (( اي القضية الفلسطينية) مسألة إنسانية بالدرجة الأولى ثم إسلامية و عربية.
(٢) بالأمس عاب البعض التظاهرة التي خرجت من مدينة أم درمان للتعبير عن تضامن أهل السودان مع أخوتهم في غزة في ضوء ما يتعرضون له من إبادة جماعية وسط مشاركة غربية و تواطؤ عربي لم يسبق لهما مثيل ، ذلك برغم ما ألم بالسودان و السودانيين من محن و كوارث بفعل الكفالة الكاملة و الاستثنائية لمليشيا الدعم السريع من قبل أطراف عربية متواطئة مع الكيان الصهيوني لإبادة أهل غزة. لم أر في تظاهرة أهل أم درمان غير مرآة تعكس جانباً من سمو السودانيين، الا أن أهل الفاشر اولى بالمعروف ليأتي الفلسطينيون من بعد . أليس كذلك ؟؟
(٣) كغيري من الناس أقدر للقيادة العسكرية في البلاد تقديراتها الميدانية. لكن بالمعطيات العسكرية و الاستراتيجية التي أعرفها (بتواضع) ؛ لا يوجد اي مبرر لعدم فك حصار مدينة الفاشر و التي تعتبر آخر معقل لرمزية الدولة السودانية الموحدة في إقليم دارفور. سيسجل التاريخ بأحرف من النور صمود الفاشر و أهلها و هم يسجلون الانتصار الثالث و العشرين بعد المائتين على المجرمين الاوباش المتعطشين للدماء. على أبواب الفاشر و اطرافها تمكن الجيش و القوات المشتركة و المقاومة الشعبية من إرسال أقذر من عرفتهم البشرية الي الجهنم و بئس المصير. مازال أهل الفاشر في صمودهم للدفاع عن طهارة آخر بقعة سودانية في الغرب لم تدنسها أرجل الذين لا يعرفون المحشر و لا الحساب . و في ذلك فضلوا الموت على الاستسلام . لكن الجوع الذي جعل من أهل الفاشر يأكلون الأمباز و الذي هو الآخر قد شارف على النفاد؛ يجب أن يحرك ضمير كل من ببورتسودان عندما يضع أمامه وجبة من الأسماك. توجهوا إلى الفاشر و كادوقلي أوقفوا أنين أطفالنا ..!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة