|
Re: بيضة الديك .. تلميع الطيب صالح برواية واحد� (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
مع إيماني الشديد بأن أكثر ما يعيق التفكير النقدي، تقديس الأديب/ الشاعر / المادة موضوع النقد بالطبع ، أعمال الراحل الطيب صالح أصبحت لدى الكثيرين منا من "المقدسات" لدرجة لا يستطيعون معها تقبُل أي قراءة مخالفة لست بناقد ، لكني أعتقد أن "عبد الوهاب داؤد" لم يعمل أدواته النقدية ليدلل على ضعف الرواية ضعف الرواية عادة ما يُقاس بضعف الكتابة باللغة التي يكتب بها الروائي نفسه ، إفتقارها لللغة الجميلة .. هل فشل الطيب صالح في ذلك؟
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بيضة الديك .. تلميع الطيب صالح برواية واحد� (Re: nazar hussien)
|
هل كان عبد الوهاب داؤد يقصد شهادة رجاء النقاش وجابر عصفور تحديداً في عبقرية الطيب صالح وتفرده في خطابه الروائي. قال الناقد المصري رجاء النقاش وهو يعبر عن سر افتنانه برواية موسم الهجرة إلى الشمال "لم أتصور أننى أقرأ رواية كتبها فنان عربى شاب، ولم أتصور أن هذه الرواية الناضجة الفذة - فكرا وفنا - هى عمله الأول، لقد أخذتنى بين سطورها فى دوامة من السحر الفنى والفكرى، وصعدت بى إلى مرتفعات عالية من الخيال الفنى الروائى العظيم، وأطربتنى طربا حقيقيا بما فيها من غزارة شعرية رائعة، ولم أكد أنتهى من قـراءة الرواية، حتى تيقنت أننى - بلا أدنى مبالغة - أمام عبقرية جديدة فى ميدان الرواية العربية.. تولد كما يولد الفجر الجديد المشرق، وكما تولد الشمس الأفريقية الصريحة الناصعة».
وقال د. جابر عصفور “لا أزال أذكر مشاعر الإعجاب الغامرة التي انتابتني عندما قرأت (موسم الهجرة إلى الشمال) للمرة الأولى، فقد كانت حدثًا استثنائيًا في تاريخ الرواية العربية، وانطلاقًا في آفاق جسورة لإنطاق المسكوت عنه في الثقافة العربية التي لا تزال تقليدية في مجملها، فموسم الهجرة رواية بعيدة عن التقليد أو التصنع أو التزمت أو الخوف”. ويتابع عصفور: “لقد طرحت (رواية موسم الهجرة) قضايا الهوية والعلاقة بالآخر والأصالة والمعاصرة ومكانة المرأة”.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بيضة الديك .. تلميع الطيب صالح برواية واحد� (Re: حيدر حسن ميرغني)
|
شكرا يا حيدر عبد الوهاب مجهول يبحث عن الشهرة عبر النيل من الرموز ! كثير من الناس يعانون من هذه العقدة !؟ الغريبأن أمثاله يكونوان أكثر جاذبية للقراء ببساطة لأن معظمهم يحبون الشماتة و يكؤهون النجاح و يحبون الشمارات
السؤال الصحيح حول الطيب صالح هو لماذا يا عب وهاب داؤود تُرجِمت أعماله ل 56 لغة؟ يعني نحن نكذب كل الشعوب دي و نصدقك انت يا بليد
تعرف حتي تلقي في زول بيقول أن الإهتمام بماردونا لا أساس له فهو لاعب عادي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بيضة الديك .. تلميع الطيب صالح برواية واحد� (Re: طه جعفر)
|
لست ممن بألهون الطيب صالح و يعميهم هذا التأليه من النظر إلي كتابات أخري لكن الطيب صالح بمقارنة مع الكتاب الذي كتبوا عن موضوعة الإحتلال الأوربي لأفريقيا مميز جدا بدليل الإهتمام به و من المميزين عالميا الذين عالجوا ثقافتهم المحلية بالرواية و هذا كان موضوع دراسة دكتوراة لعدد من دارسي النقد في بريطانيا في سنة 1990 وجدت نسخة من كتاب موسم الهجرة للشمال في مكتبة جامعة بومبي هذا ليس مدهش، المدهش وجود نسخ من موسم الهجرة للشمال بالعربي مع توفر الترجمة. المسؤول عن قسم الأدب العربي قال أن موسم الهجرة للشمال من ضمن أكثر الكتابات التي تمت حولها دراسات لنيل درجات الماجستير الدكتوراة هذا في الهند لم أجد كتابات عربية حديثة لغير لويس عوض و جبران و غليون برهان السوري - الفرنسي و لم أجد أسماء مصرية و هذا ليس معيار للقياس لكنها الحقيقة فقط
هذا عبد الوهاب تحفة!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بيضة الديك .. تلميع الطيب صالح برواية واحد� (Re: طه جعفر)
|
عزيزي حيدر سلام وتحية لك ولضويوفك الأعزاء.. الصباح وأنا أتصفح بعجلة محتويات المنبر وجدت مقالا جميلا لدكتور عبدالله علي ابراهيم عن الطيب صالح.. وعلقت عليه بتلقائية نبعت من
جمال المقال و اٍلوب عرضه الشائق والعميق في نفس الوقت.. لعلى ا اسمح لي أن أنقل المقال هنا...لأنه أولا في نفس الخيط الرئيسي و ثانيا لأنه يتضمن ردا غير مباشر للناقد داؤود
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بيضة الديك .. تلميع الطيب صالح برواية واحد� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
في الذكرى الخامسة عشر لرحيل الطيب صالح (1929-18 فبراير 2009)
مصطفى سعيد: أنا أكذوبة
أنشر بمناسبة هذه الذكرى جزءاً من تعريب لكلمة طويلة لي في الإنجليزية عنوانها "المستعمر: حالة الخلو من الترجمة الذاتية" ووجدت أن الشاعرة نجلاء التوم أخذت بالمقال فعربتها دون علمي تعريباً مشوقاً. لها محبتي)
الترجمة (السيرة الشخصية) أثر حقيقي لإنسان عاش أصالة عن نفسه. ولكن تخلو المرأة أو الرجل ممن استعمرهم الغرب من الترجمة لأنهما عاشا عالة على غيرهما، أي من صنع الغرب. فالغرب يجحد من وطئهم بمنسمه سيرة يروونها عن أنفسهم، أو تروى عنهم. فإن طلبوا واحدة أمدهم بها من محض صنعه ومقارناته واستدعاءات من جراب تاريخه. وجحود الغرب ترجمة للمستعمَر، للآخر، مما صوره الطيب صالح بدرامية بليغة في "موسم الهجرة لشمال". فأراد الراوي في الراوية أن يعرف كنه مصطفى سعيد، بطل الرواية الغامض العجيب، فأخذ يقلب محتويات الغرفة النشاز التي بناها مصطفي في قرية سودانية لجأ إليها بعد تجربة حافلة وتراجيدية لا تُنسي من العيش في انجلترا. فمعمار الغرفة مستفاد من معمار القرى الأنجلوساكسونية بسقف أحمر محدودب مثل ظهور البقر. وازدحمت الغرفة بكتب غربية وغالبها في الإنجليزية. فحتى القرآن كان في غير نصه العربي. وتنفست الغرفة فوح انجلترا تفصيلاً حتى بوجود مدفأة فكتورية بها. وعثر الراوي خلال جوسه في محتويات الغرفة على ورقة انتوى سعيد أن يدون عليها ترجمته الذاتية. ولكنه لم يكتب فيها حرفاً عن نفسه. وهكذا ودع الرجل الدنيا ولم يجد في حياته ما يروي عنه لغيره. وبدا من بياض ورقة سعيد وسواد نصوص الغرب المعيارية في الثقافة والذوق والمعارف، التي شغلت الغرفة، أن سعيداً قد أفحمه الغرب فلم بنبس ببنت شفة عن نفسه.
ولا غرابة أن مصطفى سعيد، بطل رواية "موسم الهجرة للشمال" للطيب صالح ما أنفك يتبرأ من حقائقه على طول الرواية وعرضها ملحاً بغير لبس أنه أكذوبة. وكانت أكذوبة خَلقِه هي التي جعلته يقبع ذاهلاً في المحكمة، التي انعقدت لمقاضاته على قتله عشيقاته وزوجاته الإنجليزيات، وكأنها انعقدت لمحاكمة شخص غيره. فلم يعتذر عن قتله جين موريسون بل اعتذر عن الأكذوبة التي هو. وحين تحدث أستاذه في المحكمة عن عبقريته قال مصطفى سعيد الشارد لنفسه إن مصطفى سعيد لم يعش أبداً في الدنيا. فهو وهم وأكذوبة. والتمس من القضاة الحكم بقتل الأكذوبة.
ومصطفى أكذوبة بوده هام. فهو منتج غربي من قمة رأسه حتى أخمص شهواته. ووظف الطيب صالح المحكمة التي انعقدت لمحاكمته على جرائمه العديدة بصورة غير عادية ليعرض لنا الصناعة الغربية التي تناصرت لتخليق هذا الشقي. فكانت المحكمة ساحة نزاع، لا حول حقائقه هو، بل عن بريطانيين، وصفهم مصطفى سعيد ب "البله"، حول اعتقاداتهم المتباينة وصوابها. ففيها تجاحد المحامون (الذين مثلوا الطيف العقائدي البريطاني) فوق جسده: الاستعمار والليبرالية والتبشير والتسلح الخلقي والماسونية وإنسانية عصر الأنوار والبوهيمية واليسار. فلم يكن هو في المحكمة أصالة عن جرائمه، بل كان فيها نيابة عن الصناعة الفكرية الغربية. فهناك الحلقات البوهيمية التي استلطفت منه "الأسود الأنيق". وهناك اللوردات من متصنعة الليبرالية ممن مصطفى سعيد من معروضات فضلهم على العالم. وهناك اليسار المفتون بنظريته عن اقتصاد يقوم على الحب لا الأرقام وأصبح بذلك فتاهم المدلل..
وكانت المحاكمة كذلك عن ضبط جودة هذه الصناعات. فرأينا في المحكمة هذا الضبط عند بروفسير ماكسويل، مؤسس جمعية التسلح الخلقي والماسوني وعضو المجلس الأعلى للإرساليات المسيحية في أفريقيا، الذي انزعج من مصطفى سعيد منذ أيامه في اكسفورد. وكان يقول له إنك أنت المثل الحي على أن مهمتنا الحضارية في أفريقيا قد باءت بفشل عظيم. وتحسر على جهودهم الطويلة لتعليمه سدى. فمصطفى في نظره يخرج عليهم في المحكمة وكأنه ما بارح الغابة إلا أمس. ومع ذلك كان ماكسويل في المحكمة مصمماً على تبرئته من التهم. وحتى المحلفين، الممسوسين بالإنسانية الليبرالية، اجتهدوا لأول مرة للارتفاع فوق حزازاتهم حيال هذا العبد الذي لن يقبلوا، في وضع طبيعي، بتأجير شقة له في عقارهم. فلم يرغبوا بالحكم لإعدامه لأنه في نظرهم كان رجلا فقد الرغبة في الحياة.
ولم يرد مصطفى لمحاكمته أن تتحول إلى صراع بين الشرق والغرب. فليس ثمة نزاع كهذا في نظره. فالإنجليز، متى تجاحدوا، كانوا هم موضوع التجاحد لا مصطفى. فهم قد جعلوا منه باتفاق عقائدهم قرداً يطرب فعله صاحبه لأنه أتقن ما عوده عليه. وخاف مصطفى سعيد أن تستدعي المحاكمة صورة عطيل العربي الأفريقي من شكسبيرهم العظيم من جهة قتله حبيبته الأوربية من فرط الغيرة. فيتلاشى هو أكثر فأكثر في ركام الصور الغربية عنه. فصرخ فيهم ألا يجعلوا منه عطيلاً لأنه صحراء العطش . . . وأكذوبة.
ومصطفى أكذوبة بوجه ثان هام. فهو صناعة غربية حتى في شهواته. فحتى شهواته مستعارة. فلم يأت للشمال غازياً بذكره، كما قال، اعتباطاً. فهو منتج من منتجات صناعة العنف الأوربي الإمبريالي. فلفحت جرثومة العنف هذه الغرب من أكثر من ألف سنة مذ سادوا العالم. فهو قطرة من السم الزعاف الذي حقن به الغرب شرايين التاريخ. ومع ذلك لم يشته النساء كما شاء، بل اشتهاهن كما شاءت بروتكولات الغرب. وهذه الجرثومة لها إفرازاتها الفكرية التي سماها إدوارد سعيد ب"الاستشراق". فقد شوّقت صور المعرفة الغربية للشرق وأفريقيا نساءهم في رجال تلك البقاع الغامضة وفحولتهم الوهّاجة. ولم يكن مصطفى بحاجة لبذل أي جهد لإغوائهن. يكفي أن يكون هو الأكذوبة (لا مصطفي سعيد) المصنوعة ليترامين عنده كالفراشات. ولم يكن هو موضوع شهوتهن. فصورتهن عنه، ثمرة صناعة ثقافتهن، هي التي تنصب لهن الفخاخ فيسرن لحتفهن بظلفهن. فمن رأي مصطفى سعيد أن ضحاياه رغبن في الموت ولو لم يقتلهن لانتحرن طوعاً. فالذي قتلهن هو جرثومة مرض عضال أصابهن قبل آلاف السنين.
وكان الشرك الذي نصبه مصطفى لهن فصادهن من خيوط عنكبوت ثقافتهن. كانت المرايا تغطي غرفته. فهو إن ضاجع واحدة بدا في المرايا وكأنه ضاجع النساء جميعاً: الحريم. كان الصندل يفوح في الغرفة. وكانت المساحيق الشرقية والعطور مل حَمَّامه.
ومع أنه سعى دائماً لاسترداد نفسه من ركام المعرفة الاستعماري بقوله إنه ليس عطيلاً لأن عطيل أكذوبة إلا أنه يعرف من أين تؤكل كتف نساء مصابات بالشرق وأفريقيا. فكان يَستِرقهن لمضجعه من مقود ثقافتهن. قال لسيمور يغريها: أنا عطيل، عربي أفريقي. وكان يعرف أنه ليس بعطيل وإنما هي بضاعتهن ردت إليهن.
وسقطن في فخ من صنع أيديهن الثقافية. فآن هاموند قد أخذت الفلسفة الشرقية بعقلها في أكسفورد. أما سيمور فقد شغفت ببدائيته الأفريقية ثم أندلسيته العربية في وقت معاً. وهي هواجس شهوانية التقطتها من ثقافتها. فكانت تستعذب حديثه وترخي له أذنها في صمت والشفقة المسيحية تدفق في عينيها. وترى مصطفى سعيد وقد تحول في نظرها إلى مخلوق بدائي عار كما ولدته أمه. وما فرغت من النوم معه حتى وصفته بأنه خصب كالأندلس. وقالت له: أن أرتع فيّ أيها الشيطان الأفريقي. احرقني في نيران معبدك. ودعني التوي وأدور في طقوسك الوحشية الحامية. وكانت عابدة له حتى استعجب مصطفى سعيد وقال: ألأن هناك من ولد على خط الاستواء تجد بعض المجانين من الناس يدعونه عبداً وبعضاً يؤلهونه. فأين يقع الوسط السعيد.
لقد استوعب مصطفى الحضارة الغربية ولكنها كسرت جُبارته. وقد حمل أسفار تلك الحضارة إلى غرفته العجيبة النشاز في القرية السودانية التي لجأ إليها بعد عودته من إنجلترا. وبلغ من محو هذه الحضارة لهويته أنه فشل فشلاً ذريعاً في كتابة ترجمة لنفسه. فلما جاس الراوي خلال محتويات تلك الغرفة عثر على ورقة انتوى مصطفى أن يدون عليها ترجمته الذاتية ولكنه لم يكتب فيها حرفاً عن نفسه. وهكذا ودع الرجل الدنيا ولم ير في حياته ما يروي عنه لغيره. وبدا من بياض ورقة سعيد وسواد نصوص الغرب المعيارية في الثقافة والذوق والمعارف، التي شغلت الغرفة، أن مصطفى قد أفحمه الغرب فلم ينبس ببنت شفة عن نفسه.
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: بيضة الديك .. تلميع الطيب صالح برواية واحد� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
وفيما يلي كان تعليقي التلقائي:
طال بنا العهد بعد ان ساقتنا الأوضاع السياسية بعيدا عن إعادة اكتشاف أنفسنا من خلال النصوص السردية الباهرة.
تحليل رائع ...وقراءة ممتعة موازية وربط بين الأحداث والإشارات والعبارات المتناثرة في نص الطيب صالح..
الآن وأنا أقرأ يسطع في ذهني كل استدعاءات التفاصيل في تحليل سعيد في الاستشراق...
الآن( وأنا أقرأ المقال) أتلذذ بعبقرية النص وغموضه في آن واحد..و اندهش لتعدد الإحالات في نص الطيب صالح..
والآن...أدرك بصمة سعيد المهمة في دراسات ما بعد الاستعمار.. وكذلك الطيب صالح في تلك الدراسات وفي غيرها.
شكرا أستانا العزيز
| |
 
|
|
|
|
|
|
|