الثورات الميكانيكية لا تكفي: نحو مشروع وطني وثقافي وإنساني طويل الأمد 🔥
أنت ربما تعمل من أجل السلام والاستقرار، ومن أجل الخبز والدواء والماء والكهرباء والبنية التحتية.. وهذا أمر عظيم وجميل.. تعمل حرفيا.
لكن هناك سؤال لا بد من طرحه: هذه الحاجات الأساسية كانت متوفرة في يوم ما – بالحد المعقول – فلماذا ضاعت؟ هذا هو السؤال المهم.
ثم يبرز سؤال أهم: إذا استُعيدت من جديد، فما الضمان ألا تضيع مرة أخرى، في دورة جديدة من دورات الضياع؟
وما ينطبق على هذه الضروريات، ينطبق أيضاً على الثورات الشعبية التي تهب علينا سريعاً، ثم تنقشع، تاركة وراءها فراغاً وضياعاً وحسرة كل مرة واخرى.. الاستقلال 1956، أكتوبر 1964 وابريل 1985 وديسمبر 2018.. وكأن شيئاً لم يكن!
نستطيع كلنا ان نقوم بعملنا الجميل، الواجب، ونسعى ضمن سعينا في المقابل للإجابة على السؤالين: المهم والأهم، وذلك يمكن وفق هذا التصور عبر: (اربعة مشاريع كبيرة) كالتالي:
"1"
مشروع السودان 200 – رؤية وطنية بعيدة المدى للسودان، تقوم على التخطيط الصبور والمحكم، والاستفادة من التاريخ والتجارب العالمية.
المشروع الوطني.. مشروع دولة المواطنة – تعزيز قيم المساواة، والعدالة، وسيادة القانون، بحيث تكون المواطنة هي الأساس لا الانتماء القبلي أو الجهوي أو الديني، ولكن من منطلق مخيال "الزول" نفسه، لا من الأوراق أو النخب المغلقة. وهذه الفكرة وحدها تستحق النقاش في الوقت المناسب.
ورقة بحثية ورؤية سياسية نحو مشروع وطني جامع صالح للوحدة/الإنقسام/الإندماج
المشروع الإنساني السوداني (سدرة العالمية) مبادرة للعمل الإنساني الشامل في السودان وشرق وشمال إفريقيا.
https://sidraintl.org/https://sidraintl.org/
كل هذه المشاريع ملك للجميع، ومفتوحة للجميع، ولا تتعارض مع أي مبادرات اخرى قائمة، بل تكملها وتدعمها. غير ان لا انتظار للجماعة حتى تحضر.. الزول الواحد يعمل ولا ينتظر الثاني/الآخر.. ذلك هو مبدأنا وديدننا وواقعنا.
المناشط المقترحة: تفاصيلها يجدها المهتمون في الروابط المرفقة.
لماذا هذا التوجه؟ في سبيل الاجابة على السؤال الحيوي دعنا نضرب لك بعض الامثلة:
تجربتنا في الثلاثين عاماً الماضية، من عمر نظام الإنقاذ (1989–2019)، انحصرت في مقارعة النظام سياسياً، فاستنزفت الطاقات، وركّزت على المواجهة السياسية والعسكرية وحدهما، دون الالتفات إلى الجوانب الاستراتيجية الأخرى. والنتيجة: فراغ واسع في المجال الثقافي والاجتماعي والتنموي، وتأخر في التخطيط بعيد المدى... حالة تشبه موت القلب الحضاري النابض.
كما أثبتت ثورة ديسمبر 2018–2021 أن التغيير السياسي وحده غير كافٍ. حتى مع سقوط النظام، تبقى الحاجة ماسة إلى التغيير الاجتماعي والثقافي، وإلى رؤى استراتيجية طويلة النفس.
تجربة جنوب السودان خير مثال: رغم الانفصال، بقيت الحاجات الأساسية مشتركة بين كل الأطراف، والخلل الاستراتيجي متشابهاً، لأن التحديات لا تعرف الحدود.
الخاتمة:
الأربعة مشاريع ليست أحلاماً شخصية، بل دعوة عملية للجميع.
الطريق طويل، وربما تتغير الخرائط، لكن طالما بقي الإنسان السوداني، ستبقى الحاجة إلى العمل المشترك، والتخطيط العادل، والبناء المتكامل .. الان وبعد الحرب ومهما كانت نتيجتها ومهما تطاول امدها.
وملاحظة غاية الخطورة والاهمية عندنا في مشروع السودان200 والمشروع الثقافي السوداني الوليد المنبثق عنه:
ليس من أهداف السودان200 أو المشروع الثقافي السوداني (تحديداً) إنتاج علم جديد، أو صياغة ثقافة بديلة، أو إنشاء نظام اجتماعي مغاير، أو محاولة بناء حضارة متخيلة بقرارات فوقية.. بل غايتنا الأساسية هي التوثيق، التشجيع، وتعزيز الإيجابية.
فأي محاولة لفرض رؤية محددة بهذا الخصوص ستتحول إلى مشروع سياسي أو أيديولوجي/مذهبي/عقدي أو سمه ما تشاء، وهذا ليس ما نسعى إليه ولا يدخل ضمن أهدافنا.
ونحن إذ نقول ذلك لا نبتعد عن ذلك بدافع التحفظ الأخلاقي وحده، لا، بل لأن هذا المسعى في ذاته مستحيل عمليًا (أنا على يقين).
فالعلم والثقافة والنظام والحضارة لا تُولد بقرارات أحادية، ولا تنبثق من إرادة فوقية، وإنما تتكون عبر مسار طويل ومعقد غاية التعقيد يشبه ما توضحه نظرية النشوء والارتقاء: حيث يعمل الانتخاب الاجتماعي والثقافي على إبقاء ما هو أصلح وأقدر على التكيف، بينما يتساقط ما يعجز عن إيجاد مكانه في نسيج الحياة.
إن الثقافة الحية لا تُصاغ في المختبرات أو خلف المكاتب، مستحيل، بل تُنحت في الزمن وداخل الزمن عبر صراع الأفكار وتفاعل الأجيال وتراكم التجارب. وما يثبت في النهاية ليس ما أراده شخص أو مؤسسة أو سلطة آنية مهما كانت، بل ما اختبره الناس عبر الزمن، وارتضوه، وسمحوا له أن يستمر. وكما أن الكائن الحي ينتخب بقاءه عبر التكيف، فإن الحضارات لا تبقى إلا بما ينسجم مع حاجات مجتمعها العميقة.
لذلك، فإن دورنا المتواضع والضروري معًا، هو أن نكون شهودًا لا حكامًا: نوثق، نشجع، ونضيء مسارات الإيجابية، تاركين للزمن والمجتمع آلياتهما الطبيعية في الانتخاب والفرز والبقاء.
التفكير العدو\المضاد/الكسول/الساي هو الذي يقول أو يشيع\يشيء بغير ذلك
تلك هي فلسفة وأفق مشروع السودان200 والمشاريع الأخرى المنبثقة عنه: المشروع الثقافي السوداني كما مشروع دولة المواطنة والمشروع الإنساني.
دا توضيح بحكم الضرورة ويزعم الاحترام كما المحبة الخالصة 🌹🔥
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة