الأستاذ أزهري محمد علي، وكالعادة، لم يقرأ قصائد فقط ..

Quote: Ahmed Mohamed Khair [قبل 9 ساعات] الأستاذ أزهري محمد علي، وكالعادة، لم يقرأ قصائد فقط .. بل فتح دفتر الصراع السوداني على مصراعيه. فتح لنا سنوات من الكتابة على الورق، وساعات طويلة من النقاش في المنتديات السياسية والفكرية، وقراءة عميقة في سجل الدم وإجهاض الانتقال . بين الشمولية والتعددية بين الديكتاتورية والديمقراطية بين الحق والباطل . وبين وهم الاستحقاق الذي يسكن رأس من يرتدي البزة العسكرية ويعتقد أن الوطن ملك خاص له. حين قال أزهري: ده العز البتقدل فوقه لحم أكتافو فضلة خيرنا الكاب المشنقو كابنا والقاش البتكربو قاشنا والبوت البتلبسو بوتنا والنجم اللمع فوق كتفك دقيناهو من ياقوتنا ربيناهو من حر مالنا قطعنا ليهو عيشنا وقوتنا في هذه الكلمات، لم يكن أستاذنا أزهري يستعير لغة الثورة ومطالبها ، بل كان يعيد تعريف العلاقة بين الشعب والمؤسسة العسكرية. قالها ببساطة العارف، تلك البساطة التي تحمل داخلها تعقيد الحقيقة: العز الذي تتبختر به… ليس لك. هو فائض تعب الناس. الكاكي الذي تلبسه، والقاش، والبوت، والنجمة التي تلمع فوق كتفك… كلها صُنعت من عرق هذا الشعب، من ضرائبه، من قوته اليومي، ومن لقمة أطفاله. حتى تلك النجوم والدباببير ، لم تهبط من السماء، بل “دقيناها” من ياقوتنا، نحتناها من عرقنا، واقتطعنا ثمنها من حياتنا، لنقيم مؤسسةً مهمتها حماية الدستور، وحراسة الحدود، وصون النظام الديمقراطي، لا أن توجّه البنادق إلى صدور من دفعوا ثمن الذخيرة. أزهري، في هذه المقاطع، وهو يحمل لسان حال ملايين المقهورين، والمشردين، واللاجئين، والداعين للسلام، لا يخاطب جنرالًا فقط، بل يخاطب فكرةً ظلت لعقود تحرمنا الحياة وتصادر أحلامنا. فكرة أن السلاح يمنح حق الحكم. وفكرة أن القوة تصنع الشرعية. وهي الفكرة ذاتها التي دمّرت السودان مرارًا واخذتنا لهذه الحرب . ثم يواصل: حبلك بالكضب قصرتو وحبل الثورة كفى وفضل ودرب الثورة كمين جولة هنا، أزهري لا يهدد، بل يُخبر… ويُذكّر… ويقول إن الكذب، مهما طال، مصيره أن ينقطع. وأن الثورة، حتى حين تتراجع، تبقى أطول نَفَسًا من الطغيان. هذه ليست قصيدة فقط، بل محاكمة أخلاقية. بيان سياسي مكتوب بلغة الجمال والإبداع. وهنا تتجلى قيمة الفنون. الفنون ليست زينةً للخراب، ولا موسيقى خلفية للموت. الفنون، حين تكون صادقة، تقوم بوظيفة لا تستطيع السياسة وحدها أن تؤديها: أن تعبّر عنا، أن تكون لسان حالنا، وأن تقول ما نعجز عن قوله مباشرة. أزهري محمد علي ورفاقه في هذه الفعالية قالوا الكثير نيابةً عن شعبٍ مُنهك، وأثبتوا أن الفن، حين ينحاز، ينحاز دائمًا للإنسان، للحقوق، للحرية، للتحول الديمقراطي، وللسلام. ولهذا يخاف أعداء العصافير من الكلمة أكثر من الرصاصة. ولهذا يُطارَد الشعراء، والمفكرون، والمثقفون. ولهذا تظل الأغنية أخطر عليهم من الدبابة. في كمبالا، لم تكن الأغنيات فقط من أجل السلام، بل كانت تذكيرًا دائمًا لهم، ولأنفسنا، بأن السلام يبدأ حين نستعيد صوتنا، وأن صوت الحق يقف دائمًا إلى جانب السلام. شكرًا لمن كانوا هناك يهتفون من أجل السلام. وشكرًا أزهري… وشكرًا للرفاق.

Quote: ‎جريدة ديسمبر‎ war live. [قبل 15 ساعة] فلنغني للسلام ( أزهري ـ نانسي ـ أبوبكر ـ تروس ) فلنغني للسلام فلنغني للسلام ( أزهري ـ نانسي ـ أبوبكر ـ تروس )