6 يونيو 2025 في قلب مأساة السودان المنسية، حيث يعلو دخان الحرب على صوت الحقيقة، وتُطمَس المآسي تحت ركام التضليل والعنف، ينهض مرصد النزاع في السودان، التابع لمعمل البحوث الإنسانية بجامعة ييل، كنبراس أمل لا ينطفئ في عتمة الخراب.
بعيون تترصّد السماء وعدسات تلتقط الحقيقة من الفضاء، وبعقول تنقّب في مصادر البيانات المفتوحة، يُوثّق المرصد الفظائع التي يعجز عنها الوصف: تهجير قسري، قرى أُحرقت عن بكرة أبيها، بنى تحتية طُمرت تحت الأنقاض — تدمير للمستشفيات، محطات مياه والكهرباء، حياة كاملة أُطفئت لشعب يعاني وطأة النسيان.
أكّد المرصد وجود المقابر الجماعية في الجنينة، ورصد الحرائق الممنهجة التي دمرت القرى، ووثّق الهجمات التي أزهقت أرواح المدنيين في ود النورة على يد الجيش قوات الدعم السريع، كما كشف الأثر الشنيع للقصف الجوي على المدنيين بواسطة القوات المسلحة السودانية. وساهمت تقاريره الصلبة في قرار وزارة الخارجية الأمريكية لتحديد ما قامت به قوات الدعم السريع على أنه إبادة جماعية. لقد ساهمت تقارير المرصد في صياغة قرارات الأمم المتحدة، وأصبحت سندًا لتحقيقات المحكمة الجنائية الدولية. تنبيهات المرصد الفورية، كتلك التي صدحت محذرة من هجمات قوات الدعم السريع على الفاشر، أنقذت أرواحًا وأحبطت كوارث إنسانية مرات عديدة، وألهمت جهودًا إنسانية أكثر فعالية. كل ذلك يتم بنزاهة تُخجل أولئك الذين يرغبون في دفن معاناة السودانيين في غياهب النسيان.
هذا العمل ليس مجرد بحث علمي؛ بل شهادةٌ أخلاقية، ملحمة صبرٍ وشجاعة، وسردٌ مقاومٌ للنسيان.
هذا العمل ليس مجرد بحث؛ إنه ملحمة إنسانية، شهادة على إرادة لا تُكسر، ونبراس يضيء دروب الحقيقة وسط ظلام الحرب. توثيق مختبر الأبحاث الإنسانية يخترق حجاب الصراع، ناقلاً محنة السودان إلى أسماع صانعي القرار، ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين. إنه يرسم خرائط القرى المدمرة، والمدن المنهوبة، والمستشفيات المحطمة، ليس فقط لتحقيق العدالة، بل كأساس لإعادة بناء السودان وتضميد جراحه. لقد شيّد مرصد النزاع في السودان أرشيفًا من الحقائق، صلبًا كالصخر، سيظل شاهدًا على هذه الحرب وما رافقها من أكاذيب، ليبقى صوت الحقيقة مدويًا عبر الأجيال. لكن هذه المهمة النبيلة تقاوم على أرضية تمويل هشة، تعتمد على منح خارجية تتقلب مع أهواء المانحين. في نزاع طويل الأمد، معقد، ومُغيّب إعلاميًا كالسودان، لا يمكن لهذا الدعم المتذبذب أن يكون الركيزة الوحيدة. التمويل الجماعي، خاصة من ا لجالية السودانية في الشتات، هو فعل مقاومة وتمكين — إعلان صلب بأن صوت السودان لن يُمحى. الدعم المستمر والمؤسسي ضروري لضمان استمرارية بيانات المرصد العالية الجودة، وتضخيم صوت من لا صوت لهم، ليصل صداه إلى أرجاء العالم.
نحن، السودانيون ومن يشاركونا إنسانيتنا من حول العالم، ندين لهذا المرصد بجميل لا يُقاس. حين خذلتنا المؤسسات، وقف وحده في وجه النسيان.
إن الإنسانيين، سودانيين ودوليين، مدينون بدين عظيم لمرصد النزاع في السودان التابع لمختبر الأبحاث الإنسانية، لأنه أبقى شعلة الحقيقة متّقدة حين تخلت عنها مؤسساتنا. هذه دعوة ملحة إلى الجالية السودانية في الشتات، إلى المهنيين والأعمال السوداني ، وإلى كل قلب ينبض بالإنسانية في المجتمع العالمي: تبرعوا مباشرة لدعم مهمة مرصد النزاع في السودان. كل درهم أو دولار تمنحونه يحمل في طياته أمل شعب، ويصبح، بفضل مانح كريم تعهد بمضاعفة كل تبرع، دولارين في لحظة — قوة تضاعف الأثر، وتُحيي الأمل. اضغط على هذا الرابط للتبرع مباشرة، وسيأخذك إلى صفحة التبرع الإلكترونية. في قسم التعليقات، يرجى تحديد أن تبرعك موجه لمرصد النزاع في السودان.
للتبرعات الكبيرة، غالبًا ما يُفضل التحويل البنكي على الدفع الإلكتروني. يمكنكم التواصل مع الإدارات المعنية في جامعة ييل للحصول على التفاصيل: للتحويلات النقدية: [email protected] أو الاتصال على 203-432-5867. للتبرعات بالأوراق المالية: [email protected] أو الاتصال على 203-432-4107
دعم استمرارية مرصد نزاعات السودان ومركز الأبحاث الإنسانية ليس مجرد تبرع، بل ضرورة استراتيجية للمساءلة، وبناء السلام، وصياغة مستقبل السودان. فبدون توثيق، لا عدالة، ولا مصالحة. فلنقف صلبين مع أولئك الذين يرفضون النظر بعيدًا، مؤمنين باستمرار رسالتهم من أجل السودان، من أجل الحقيقة، ومن أجل الأجيال القادمة. إن دعم استمرارية المرصد ليس إحسانًا عابرًا — بل هو ضرورة أخلاقية واستراتيجية من أجل العدالة، ومن أجل بناء السلام، ومن أجل مستقبل السودان.
سيذكر التاريخ ليس فقط مرتكبي الجرائم الشنيعة، بل أيضًا أولئك الذين وقفوا شامخين، رافضين الصمت. مرصد النزاع في السودان بجامعة ييل اختار ألا ينظر بعيدًا. فلنحتضن هذه الرؤية، ولنضمن بقاء عيونهم مفتوحة، مشعة بنور الحقيقة — للسودان، للعدالة، وللأجيال التي ستحمل راية الأمل.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
زهير ابو الزهراء
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست