مقدمة: يعتبر موضوع تلبس الأرواح من الموضوعات الشائقة المرتبطة ارتباطا وثيقا بحياة البشر في كثير من المجتمعات خاصة المجتمعات الشرقية. تم إجراء الكثير من الأبحاث حول هذه الظاهرة من قبل المنتمين لهذه المجتمعات، كما اهتم بها الباحثون الغربيون بشكل خاص. جاء اهتمام الباحثون والكتاب الغربيون بموضوع تلبس الأرواح والطقوس المرتبطة به في الشرق ضمن محاولات الغرب لفهم الشرق باعتباره منطقة تتسم بالجاذبية والغرائبية والغموض، وكذلك لأسباب تندرج ضمن بعض أجندة الاستشراق الخفية. ضمن هذا السياق تم تصنيف طقوس التلبس والطقوس المرتبطة به ضمن ما يسمى ب (المتلازمات الإثنية) باعتبارها تُمارس من قِبل مجتمعات متميزة إثنياً. تلبس الأرواح والمتلازمات الإثنية: أٌطلِق مصطلح المتلازمات الُإثنية على طقوس تلبس الأرواح والزار والطقوس المشابهة له تعبيرا عن ارتباطها بمجتمعات محددة ذات تمايز إثني وفق نظرة الدراسات الغربية في هذا الصدد. يقصد بالمتلازمات الأعراض المتعددة المصاحبة لتلبس الأرواح، وهي الأعراض التي تظهر على الشخص المصاب خلال ممارسة طقوس تلبس الأرواح. تلك الأعراض أو المتلازمات حالات مختلفة تتراوح بين السقوط وفقدان الوعي المؤقت وجحوظ الأعين وخروج الزبد من الفم أو ونوبات من التشنج الهياج والصراخ. وأحيانا تشمل الأعراض كذلك التلفظ بعبارات أو كلمات من لهجات او لغات غريبة الخ. وفقا لما جاء في الدليل التشخيصي الإحصائي للأمراض العقليةWHAT IS DSM-III-TR ، هناك 29 نوع من المتلازمات الإثنية. يرى (بورغينيون 1979) أن 90% من المجتمعات تؤمن بوجود الأرواح بشكل من الأشكال، وأن 50% من هذه المجتمعات لديها تقاليد راسخة حول تلبس الأرواح. تراوح النظر إلى الأرواح في المجتمعات المختلفة باعتبارها كائنات غير مرئية ولكن لها تأثيراتها التي تؤمن بها كثير من المجتمعات بغض النظر عن درجة تحضرها أو قربها أو بعدها عن المعتقدات الدينية المختلفة. تعتبر الأرواح لدى كثير من المجتمعات ذات تأثيرات ضارة أو غير مرغوب. تتسبب الأرواح حسب المعتقدات السائدة في التأثير على حياة الأشخاص مثل الإنجاب أو الصحة أو الزواج. ترتبط التصورات عن الأرواح في معظم المجتمعات بكونها كائنات ضارة أو شريرة ترتبط بالجن أو الشيطان أو الأشباح. لتجنب التأثيرات الضارة للأرواح هناك سلسلة من الممارسات ومن الطقوس والترتيبات المحددة وفقاً لثقافة كل مجتمع من أجل إرضاء هذه الأرواح وبالتالي تجنب غضبها. يتم التعامل مع الأرواح في معظم المجتمعات الممارسة لهذه الطقوس من خلال وسطاء متخصصون يمثلون حلقة الوصل بين المريض وبين تلك الأرواح. تلبس الأرواح من منظور علم النفس وعلم الاجتماع: ينظر إلى الزار والطقوس الرقصية حسب علم الاجتماع والأنثروبولوجي باعتبارها طقوس اجتماعية تستند على تراث ثقافي للمجتمعات التي تمارس تلك الطقوس. في المقابل ينظر علم النفس إلى تلك المتلازمات الإثنية من حيث هي سلوكا فرديا للنفس ومن حيث انتقالها كذات تتقمص هوية فردية في إطار مراحل التلبس والانتقال من هوية لهوية أخرى. تجدر الإشارة إلى أن علم النفس الغربي ينظر إلى الأشخاص المصابين بالتلبس وتقمصهم لأوضاع نفسية تتضمن حالات من اللاوعي والانفصام المؤقت باعتبارها اضطرابات نفسية أو عقلية. في المقابل ساعد علم النفس الاجتماعي في الاقتراب أكثر نحو فهم موضوع تلبس الأرواح أي المتلازمات الاثنية وذلك من خلال النظر إليها من جوانبها النفسية بالإضافة لأبعادها الاجتماعية والثقافية. يتضح ذلك بشكل أكثر تحديدا من خلال النظر إلى تلك المتلازمات الإثنية (مثل الزار والطقوس المشابهة له) ضمن الطقوس الاجتماعية والفردية. الجانب الأهم في هذه النقطة هو النظر إلى تلك الطقوس من خلال تداخل وتشابك الهويات الفردية للشخص المتلبس في إطار حالة الاستحضار أو التلبس possession وانتقاله من هوية لأخرى. حيث يحدث كل ذلك ذلك ضمن سياق وقبول ومشاركة اجتماعية في تلك الطقوس. يتضح جلياً إذن أن في انتقال الشخص المتلبس من حالة الوعي الكاملة إلى حالة الانفصام وفقدان الوعي وتقمص مؤقت لهوية أو شخصية أخرى، حيث يتم ذلك بشكل متناسق ضمن طقوس وترتيبات آمنة بل وأحيانا تكون مصحوبة الرضا والابتهاج من الجميع. **للموضوع بقية.
12-23-2024, 06:12 PM
هدى ميرغنى هدى ميرغنى
تاريخ التسجيل: 10-27-2021
مجموع المشاركات: 6193
أخى المحترم ود الحسين~ سلاما واحتراما حتى مطلع العام الجديد ويتواصل دون إنقطاع… *ما عارفة التعليق عن "تلبس الإرواح " تحديدا ، أكتبه الآن ، ام حتى يكتمل الموضوع ؟
12-24-2024, 05:12 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
الزار في إسرائيل: كنت مهووسا منذ حوالي 3 أسابيع بالحصول على مقال يتحدث عن الزار لدى الإثيوبيات الموجودات في إسرائيل.لأنه الحصول على المقال مقيّد من لدن المواقع المختلفة التي يوجد بها المقال إلا بتصريح أو اشتراك أو شراء المقال . المهم اليوم عثرت على المقال. بدأت بقراءة المعلومات عن أسماء المؤلفين والمؤسسة الأكاديمية اللذان يتبعان لها وهي مركز الصحة العقلية في (بير سبع) في إسرائيل.. بير سبع مكتوبة بالإنجليزي كالآتي Beer sheva-بير سبع.. لفت نظري بشدة وجود اسم Sheva المقابل لكلمة سبع في (بير سبع). لاحظت أن كلمة شيفا بعيدة قليلا من كلمة سبع.. وفي المقابل كلمة شيفا sheva قريبة أو شبيهة (وربما محرفة) من كلمة شيبا Sheba .. وكلمة شيبا اسم متداول بكثرة في اثيوبيا، بل يمثل جزء أصيل من تاريخهم . لأن ملكة sheba أو سبأ في اثيوبية حسب الأسطورة أو الزعم التاريخي هي الملكة من ذهبت إلى سيدنا سليمان حسب الرواية الأثيوبية ( وهي بلقيس كما في الروايات العربية). وتقول السردية الاثيوبية ان ملكة شيبا انجبت من سيدنا سليمان طفل هو منليك الملك الأول في اثيوبيا والذي انحدر منه السلالات الملكية حتى هيلباسلاسي ..وهو ادعاء لم ننازعهم فيه نحن السودانيين لضآلة معلوماتنا كما في كثير من. فبدلا من أن استرسل في موضوعي الأساسي وهو موضوع الزار وجدت نفسي ألهث وراء أصل كلمة sheva وهل الكلمة هي نفسها كلمة sheba ، والتي تماثل من جهة أخرى كلمة سبأ؟.. بالمناسبة هناد ادعاء قوي في مقال طويل مليء بالأدلة المنطقية قدمه د. جعفر مرغني بأن بلقيس هي سودانية. وقد أوضح من خلال تخريج الاسم بأن بلقيس لها علاقة قرابة ببعانخي..) وذكر أن اسم سبأ موجود في السودان في عدة مناطق مثل سوبا و شيبا في شمال السودان.وأن عددا من اليهود زار وسوبا قديما لهذا السبب.
سأعود لاواصل عن الاسمين
01-14-2025, 10:00 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
لا، لم تسرق إثيوبيا تاريخ واسم السودان. إثيوبيا لها تاريخ طويل ومكانة في الحضارة الإنسانية ربما تكون أعظم من السودان القديم أو الحديث
اسم "إثيوبيا" نشأ من الكلمة اليونانية Aithiops، والتي تعني "الوجه المحروق" أو "البني المحمر".
تم تبني اسم "إثيوبيا" رسميًا في عهد الإمبراطور هيلا سيلاسي الأول. في عام 1931، أعلن أن البلاد ستُعرف رسميًا باسمها الأصلي، إثيوبيا، لتأكيد هويتها واستقلالها على الساحة العالمية.
قبل ذلك، كان يُشار إلى البلاد عادةً باسم الحبشة. كان الهدف من التغيير إلى "إثيوبيا" هو التأكيد على تراث الأمة وسيادتها الفريدة.
اسم "إثيوبيا" له أصول قديمة وكان يستخدم تاريخيًا للإشارة إلى المنطقة الواقعة جنوب مصر، والتي شملت أجزاء من إثيوبيا والسودان في العصر الحديث. ارتبط الاسم بمملكة أكسوم واستمر استخدامه في أشكال مختلفة على مر القرون.
ومع ذلك، خلال العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث، كانت ما يُعرف الآن بإثيوبيا تُعرف باسم الحبشة في المصادر الخارجية. وقد استخدم السكان الأصليون وغيرهم هذا الاسم بالتبادل مع اسم إثيوبيا، لكن "الحبشة" أصبحت أكثر انتشارًا في المراجع الغربية والعربية.
أكد الإمبراطور هيلا سيلاسي رسميًا على اسم "إثيوبيا" في أوائل القرن العشرين لتأكيد التراث والهوية القديمة للأمة. وقد كان هذا بمثابة تحول متعمد لاستخدام اسم "إثيوبيا" بشكل أكثر بروزًا في السياقات الرسمية والدولية.
لذا، في حين كان اسم "إثيوبيا" دائمًا جزءًا من تراث المنطقة، فقد أصبح مؤكدًا رسميًا في عهد هيلا سيلاسي.
إن الإشارة إلى "الخصي الإثيوبي" في سفر أعمال الرسل (أعمال الرسل 8: 27-40) في الكتاب المقدس الذي أرسلته الملكة كانديس "كنداكة" إلى القدس في حوالي 30-40 م مربكة بعض الشيء. كان الخصي مسؤولاً في بلاط كانديس "كنداكة"، ملكة الإثيوبيين كما أطلق عليها الكتاب المقدس، لكنها في الواقع كانت تعيش في السودان الحديث وليس إثيوبيا الحديثة، وكانت من مملكة مروي في السودان الحديث. في ذلك الوقت، كان مصطلح "إثيوبي" يستخدم على نطاق واسع للإشارة إلى الأشخاص من المنطقة الواقعة جنوب مصر، والتي شملت السودان الحديث وأجزاء من إثيوبيا الحديثة.
لذا، في حين أن الخصي والملكة كانا من مملكة مروي (السودان الحديث)، فقد أُشير إليهما باسم "إثيوبي" بسبب الاستخدام الجغرافي الأوسع للمصطلح في ذلك الوقت.
* تم استخدام لقب "كنداكة" ( "كنداكة" باللغة المروية) للإشارة إلى ملكات مملكة كوش، وتحديدًا أولئك اللاتي حكمن من مدينة مروي في ما يُعرف الآن بالسودان
حكمت مملكة أكسوم المنطقة التي تُعرف الآن بإثيوبيا واليمن وأجزاء من إريتريا وجيبوتي والسودان منذ حوالي القرن الأول الميلادي حتى القرن الثامن الميلادي تقريبًا. وخلال هذا الوقت، كانت أكسوم قوة كبرى في المنطقة، ومعروفة باتصالاتها التجارية وهندستها المعمارية الضخمة وإدخال المسيحية.
برزت سلالة سليمان، التي ادعت أنها تنحدر من الملك سليمان والملكة سبأ، في وقت لاحق، حوالي القرن الثالث عشر، وحكمت إثيوبيا حتى الإطاحة بالنظام الملكي في عام 1974.
إثيوبيا ليست خالية من التاريخ لسرقة اسم وتقاليد السودان. "كيبرا ناغاست (مجد الملوك)" هو نص إثيوبي يعود إلى القرن الرابع عشر يروي قصة الملك سليمان ملك إسرائيل والملكة سبأ (ماكيدا) وابنهما منليك الأول. وفقًا لكبرا ناغاست، كان منليك الأول أول إمبراطور لإثيوبيا ومؤسس السلالة السليمانية، التي ادعت أنها تنحدر من سليمان وشبا.
يصف النص كيف زارت ملكة سبأ الملك سليمان في القدس، وأدى اتحادهما إلى ولادة منليك الأول. سافر منليك إلى القدس لمقابلة والده، ووفقًا للأسطورة، أعاد تابوت العهد إلى إثيوبيا.
يناقش كيبرا ناغاست أيضًا تحول الإثيوبيين من عبادة الشمس والقمر والنجوم إلى عبادة "الرب إله إسرائيل"
كان الملك إيزانا ملك أكسوم حاكمًا مهمًا لمملكة أكسوم، حيث حكم من عام 320 إلى حوالي عام 360 بعد الميلاد. اشتهر بكونه أول ملك أكسومي يعتنق المسيحية ويجعلها دين الدولة. وقد تأثر اعتناقه للمسيحية بمعلمه فرومنتيوس، الذي أصبح فيما بعد رئيس الكنيسة الإثيوبية.
وفيما يتعلق بالسودان، وصلت المسيحية إلى منطقة النوبة القديمة (شمال السودان الحديث) بحلول القرن الأول الميلادي. ولعبت الكنيسة القبطية دورًا مهمًا في نشر المسيحية في النوبة، وبحلول القرن السادس، تبنت العديد من الممالك النوبية، بما في ذلك ماكوريا ونوباتيا، المسيحية.
لذا، بينما كان الملك إيزانا فعالاً في ترسيخ المسيحية في أكسوم (إثيوبيا الحديثة)، كانت المسيحية موجودة بالفعل في أجزاء من السودان قبل حكمه.
يذكر النص الإثيوبي لإيزانا حملة شنها ملك أكسوم ضد قبائل النوبة في السودان. ويُعتقد أن هذه الحملة جرت حوالي عام 349 أو 355 أو 360 م. يصف النص جهود إيزانا لإخضاع قبائل النوبة، التي كانت جزءًا من فترة ما بعد مروي في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، توفر النقوش اليونانية وغيرها من السجلات التاريخية دليلاً إضافيًا على الأنشطة العسكرية لإيزانا في المنطقة. تساعد هذه المصادر في تأكيد الروايات التاريخية للتوسع الأكسومي في ما يُعرف الآن بالسودان الحديث.
كان مصطلح "إثيوبيا" يستخدمه الإغريق القدماء في الأصل كوصف جغرافي واسع للمنطقة الواقعة جنوب مصر، بما في ذلك أجزاء من السودان وإثيوبيا في العصر الحديث. واستخدم الإغريق مصطلح "أثيوبس"، الذي يعني "الوجه المحروق" أو "البني المحمر"، للإشارة إلى الأشخاص الذين يعيشون في هذه المناطق.
لم يطلق السكان المحليون على أنفسهم بالضرورة اسم "إثيوبيا". كان اسم "إثيوبيا" أقرب إلى اسم أجنبي استخدمه الإغريق لوصف المنطقة بأكملها. وبمرور الوقت، أصبح الاسم مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالمنطقة التي تُعرف الآن بإثيوبيا في العصر الحديث، وخاصة أثناء صعود مملكة أكسوم.
فيما يلي بعض الكتب التي يمكن أن توفر معلومات أكثر تعمقًا حول الموضوعات التي ناقشناها:
On the Kingdom of Aksum and King Ezana:
"Axum: The History and Legacy of the Kingdom of Aksum’s Capital and One of the Oldest Continuously Inhabited Cities in Africa" by Charles River Editors. This book offers a comprehensive look at the history and legacy of the Aksumite Kingdom.
"Kingdom of Aksum" - Wikipedia article. While not a book, this detailed Wikipedia entry provides a thorough overview of the Aksumite Kingdom and its rulers, including King Ezana.
On Christianity in Nubia:
"Early African Christianity: Nubia" - Jude 3 Project. This article explores the history of Christianity in Nubia and its impact on the region.
"Christianity in Sudan" - Wikipedia article. This article provides a detailed history of Christianity in Sudan, including its spread and influence in ancient Nubia.
On the broader history of Ethiopia:
"Foundations of an African Civilization: Aksum and the Northern Horn, 1000 BC - AD 1300" by David W. Phillipson. This book covers the history of the Aksumite civilization and its impact on the region5.
"The History of Ethiopia" by Richard Pankhurst. This book provides a detailed account of Ethiopia's history, including its ancient kingdoms and modern developments.
01-15-2025, 11:17 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
تحياتي كل هذا السرد ليس فيه ما يبرر التحول للاسم عقب الحرب الثانيةبعد مرور اكثر من ألف سنة. واتخاذ هيلاسلاسي للاسم هو لربطه بالتاريخ اليهودي والذي كان المؤرخون اليونانيون هم من وثقوه وهم من اطلقوا اسم اثيوبيا والاسم يعنينا نحن اكثر من الآخرين.
01-16-2025, 07:39 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
يطلق شعب الحبشة على أنفسهم اسم الإثيوبيين منذ عام 1270
لا يرتبط اسم "إثيوبيا" نفسه ارتباطًا مباشرًا باليهودية. الاسم مشتق من الكلمة اليونانية "Aithiopia"، والتي تعني "أرض الوجوه المحروقة"، وربما يشير إلى البشرة الداكنة لسكانها، بالإضافة إلى أن هايلي سيلاسي كان أحد الأباطرة الإثيوبيين الذين عاملوا اليهود معاملة سيئة للغاية.
تم استخدام اسم إثيوبيا لتلك القطعة المحددة من الأرض منذ مملكة أكسوم في القرن الرابع الميلادي
كانت سلالة سليمان، المعروفة أيضًا باسم بيت سليمان، السلالة الحاكمة للإمبراطورية الإثيوبية من القرن الثالث عشر حتى عام 1974. أسسها يكونو أملاك في عام 1270، الذي أطاح بسلالة زاغوي . ادعت السلالة أنها تنحدر من الملك التوراتي سليمان وملكة سبأ، على الرغم من عدم وجود دليل تاريخي موثوق يدعم هذا النسب.
مع ظهور سلالة سليمان في عام 1270، أصبح اسم "إثيوبيا" مستخدمًا بشكل أكثر بروزًا. تبنى حكام سلالة سليمان اسم "إثيوبيا" وروجوا له، . ونتيجة لذلك، بدأ سكان المنطقة في التعرف على أنفسهم بشكل أقوى باعتبارهم إثيوبيين.
لعبت سلالة سليمان دورًا مهمًا في التاريخ الإثيوبي، حيث أشرفت على فترات التوسع والصراع والتطور الثقافي. كان آخر إمبراطور من سلالة سليمان هو هيلا سيلاسي، الذي أطيح به في انقلاب عام 1974
هناك وثائق تاريخية من العصور الوسطى تشير إلى البلاد باسم "إثيوبيا". ومن الأمثلة البارزة على ذلك "رحلة عبر البحر الإريتري"، وهي يوميات سفر يونانية من القرن الأول الميلادي تذكر "إثيوبيا" في إشارة إلى المنطقة. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت العديد من الخرائط والوثائق الأوروبية في العصور الوسطى، وخاصة تلك المتعلقة بالتجارة والاستكشاف، اسم "إثيوبيا" لوصف البلد.
لعب الإمبراطور هيلا سيلاسي دورًا مهمًا في الترويج لاسم "إثيوبيا" دوليًا. بعد تتويجه في عام 1930، عمل على تحديث البلاد وتعزيز حضورها الدولي. عندما أصبحت إثيوبيا عضوًا مؤسسًا للأمم المتحدة في عام 1945، تم تسجيلها تحت الاسم الرسمي "إثيوبيا"، مما ساعد في ترسيخ استخدام الاسم عالميًا.
قبل ذلك، غالبًا ما كان يُشار إلى البلاد باسم "الحبشة" "Abissínia" من قبل العديد من خارج إثيوبيا. كانت جهود هيلا سيلاسي مفيدة في تحويل اسم البلاد من "الحبشة" إلى "إثيوبيا" في السياقات الدولية. عند الانضمام إلى الأمم المتحدة، تحتاج إلى اسم واحد لبلدك بدلاً من استخدام الاسمين: "Abissínia" أو الحبشة حسب النطق العربي و إثيوبيا.
لذا فإن هيلا سيلاسي لم يسرق الاسم أو يخترعه، بل جعله الاسم الرسمي لبلاده في الأمم المتحدة. وقد استخدموا هذا الاسم منذ عهد مملكة أكسوم واستخدمه أباطرة إثيوبيا على نطاق واسع منذ عام 1270.
وأخيرًا، يُنظر إلى سليمان وموسى وسبأ على نطاق واسع باعتبارهم شخصيات أسطورية من قبل المؤرخين، وتحتوي قصصهم على عناصر من الأساطير والخرافات
========================= وفيما يلي بعض الكتب والمراجع التي تتناول التاريخ الإثيوبي والسلالة السليمانية:
Books on Ethiopian History:
"A History of Modern Ethiopia, 1855-1991" by Bahru Zewde - This book provides a comprehensive overview of Ethiopian history from the mid-19th century to the late 20th century.
"Ancient and Medieval Ethiopian History to 1270" by Sergew Hable Selassie - A detailed exploration of Ethiopia's history up to the rise of the Solomonic dynasty.
"The Emperor: Downfall of an Autocrat" by Ryszard Kapuscinski - A captivating account of Emperor Haile Selassie's reign and the political upheaval in Ethiopia.
"Ethiopia: A Cultural History" by Stuart Munro-Hay - This book delves into Ethiopia's rich cultural heritage and historical significance.
"The Battle of Adwa: African Victory in The Age of Empire" by Raymond Jonas - A detailed account of the Battle of Adwa, a significant event in Ethiopian history.
References on the Solomonic Dynasty:
"Solomonic Dynasty - EthiopianHistory.Com" - An online resource providing detailed information about the Solomonic dynasty and its rulers.
"The rise and fall of the Solomonic Dynasty of Ethiopia" by Tiruneh Tiruneh - This book offers insights into the rise and fall of the Solomonic dynasty, including the legends surrounding its origins.
"Kebra Nagast (the Glory of Kings)" - A 14th-century text that records the legends of the Solomonic dynasty, including the story of the Queen of Sheba and King Solomon ==========
طقوس الزار الإثيوبية " target="_blank">
01-16-2025, 08:06 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
ما أود قوله أن السؤال لا زال قائما وهو لماذا اختيار هذا التوقيت المتأخر لاسم اثيوبيا؟
عذرا لم الاحظ لما كتبته أنت من أن الاكسوميين هم أول من اختاروا اسم اثيوبيا..
ولكن اعتقد أن اكسوم كان منطلقها استحواذي برؤية قومية تريد الهيمنة على كل المنطقة...وهي إلقاء الظل الامبراطوري ليس على اثيوبيا فقط.. في اعتقادي أن اسم اثيوبيا لم يتم الاستمرار فيه كاسم للدولة عكس ما حدث في منتصف القرن الماضي من هيلاسلاسي.
أشكرك على المداخلات الثرة.. ولاحظت ارتباط باثيوبيا.. يا ريت لو عندك أي معلومات أخرى سواء من خلال إطلاعك أو من خلال وجودك السابق أو الحالي فيها..
سلامى وإحترامى ، أخى ود الحسين والسلام للجميع~ معليش لو حأكتب خارج الموضوع… *شاهدت الزار مرة واحدة فى زمن سابق وكنت طفلة (نعاين من شباك تلك الغرفة الفاخرة، الفسيحة المزينة) ، عند الجيران فى احدى مدن السودان *الأسرة كانت تركيبة من أسرة تقليدية مع خليط من الوعى حيث تواصلت معرفة الأسر لسنين عديدة بعدها *كنت فى حالة دهشة وأتابع فى الأحداث بدقة وملاحظة (ما زالت مرسومة فى الذاكرة) *كانت الشابة المعنية فى حالة معاناة أثناء الاحتفالية، تضع يديها على أذنيها - كانت تبدو فى حالة انزعاج لما يجرى حولها *بعد أيام أخذها الجانب الذى يمتاز بالوعى فى الأسرة إلى العاصمة وعادوا بها وهى متعافية ………………… *بحسب محاولة التحليل العلمى من جانبى رغما عن مقدراتى البسيطة لما أفكر فى ذاك الزار وحالة الشابة تلك، أتأكد تماما انها كانت مصابة ببعض من mental illness بدليل استعادة صحتها بعد العلاج المتقدم *من وجهة نظرى مع عدم المقدرات على تشخيص أى حالة، ارى ان ممارسة طقوس الزار وبحسب مكتوب دكتور ود الحسين وبحثه هذا هو محاولة تطبيب لأمراض حتى وإن كانت عضوية *هو التمنى واللجؤ إلى أى وسيلة كانت للمعافاة من المرض وخاصة فى حالة الأمراض النفسية - بعض الناس يرى ضرورة كتمانها ، ولا يعتبروا الزار كاشفا لها! …
##أواصل إذا الموقع وال connection دا ثبت- او ود الحسين يعمل ليه طقوس زار لتثبيته😀
01-23-2025, 07:06 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
Quote: إثيوبيا ليست خالية من التاريخ لسرقة اسم وتقاليد السودان. "كيبرا ناغاست (مجد الملوك)" هو نص إثيوبي يعود إلى القرن الرابع عشر يروي قصة
الملك سليمان ملك إسرائيل والملكة سبأ (ماكيدا) وابنهما منليك الأول. وفقًا لكبرا ناغاست، كان منليك الأول أول إمبراطور لإثيوبيا ومؤسس السلالة السليمانية، التي ادعت أنها تنحدر من سليمان وشبا.
طبعا اثيوبيا لها تاريخ عريق كما تفضلت..ونحن لسنا أقل منها .ولكن الفرق هو وعيهم المبكر بتاريخهم ثم انعزالهم الجغرافي والثقافي واتجاهم أكثر للشرق الذي كان ضعيفا
مع استقوائهم بالدين الجديد في بدايات عصر الاكسوميين كان كل ذلك دافعا لهم للأخذ بتاريخهم..
أما نحن فكنا شعوبا وممالك متفرقة منذ انهيار مروي و ارتباطنا الوحيد المؤثر كان مع الإخوة في الشمال الذي كانوا الواجهة المستقبِلة لكل الغزوات
الأجنبية...وكنا دائما نحن في حالة دفاع إلا قليلا..استفادت مصر من تلك الغزوات ثقافيا حيث أيقظ ذلك مبكرا للوعي الوعي والهوية الوطنية وسط ذلك
البحر المتلاطم من غزو الشعوب المختلفة ونشر ثقافتهم وفرض هيمنتهم على مصر.. وكنا نحن من بعد مروي ظهيرا في الظل منكفئين على أنفسنا إلا لصد الغزوات المتباعدة
علينا..و ظللنا هكذا إلا أن حط بنا التاريخ في مملكة سنار بتاريخ وجودها وأصلها الغامض الذي لم نفك طلاسمه بقين حتى الآن.. فكانت أول بروز للسودان للعالم بشكل شبه موحد
ولكنه بثوب جديد(إسلامي عربي) وبوجه جديد هو وجه التاجر بكل أنواع التجارة من أهما تجارة الرقيق( حسب موجة ذلك العصر ) ثم التجارة الواسعة في كل الأصناف المحلية..
وكانت الحبشة تعيش على مدى تاريخها الوسيط والحديث على ذكريات غزواتها الإقليمية و اعتدادها بكونها حامية وناشرة المسيحية.. وحتى أخذها بالمسيحية التقليدية(الارثوزوكسية)
يدل على احتقابهم لتاريخهم الديني بكل فخر.. والملاحظ أنهم ملتزمون حتى اليوم بكل تراثهم في الغناء والأزياء و طقوس الزواج والخ...عكسنا نحن الذين نحمل جينات شبه
كوزموبوليتانية(كوكبية) والحديث يطول صديقي العزيز محمد.
لك التحية والاحترام(بصوت محمد لطيف ههههه)
01-23-2025, 07:58 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
عفوا تعديل واضافة لما كتبت أعلاه: طبعا أثيوبيا لها تاريخ عريق كما تفضلت..ونحن لسنا أقل منها .ولكن الفرق هو وعيهم المبكر بتاريخهم ثم انعزالهم الجغرافي والثقافي واتجاههم أكثر للشرق ( الجزيرة العربية) الذي كان ضعيفا مع استقوائهم بالدين الجديد في بدايات عصر الاكسوميين كان كل ذلك دافعا لهم للأخذ بتاريخهم.. أما نحن فكنا شعوبا وممالك متفرقة منذ انهيار مروي وارتباطنا الوحيد المؤثر كان مع الإخوة في الشمال الذي كانوا الواجهة المستقبِلة لكل الغزوات الأجنبية...و كنا دائما نحن في حالة دفاع إلا قليلا.. استفادت مصر من تلك الغزوات ثقافيا حيث أيقظ ذلك مبكرا للوعي الوعي والهوية الوطنية وسط ذلك البحر المتلاطم من غزو الشعوب المختلفة ونشر ثقافتهم وفرض هيمنتهم على مصر.. وكنا نحن من بعد مروي ظهيرا في الظل منكفئين على أنفسنا إلا لصد الغزوات المتباعدة علينا..و ظللنا هكذا إلا أن حط بنا التاريخ في مملكة سنار بتاريخ وجودها وأصلها الغامض الذي لم نفك طلاسمه بقين حتى الآن.. فكانت أول بروز للسودان للعالم بشكل شبه موحد ولكنه بثوب جديد(إسلامي عربي) وبوجه جديد هو وجه التاجر بكل أنواع التجارة من أهما تجارة الرقيق( حسب موجة ذلك العصر ) ثم التجارة الواسعة في كل الأصناف المحلية.. وكانت الحبشة تعيش على مدى تاريخها الوسيط والحديث على ذكريات غزواتها الإقليمية واعتدادها بكونها حامية المسيحية وناشرة لها( هجوم أبرهة على الكعبة)، والدفاع عن المسيحية( قصة أصحاب الأخدود).... وحتى أخذها بالمسيحية التقليدية(الارثوزوكسية) يدل على احتقابهم لتاريخهم الديني بكل فخر.. ملاحظة أخيرة وهي نرى أن الأثيوبيين ملتزمون حتى اليوم بكل تراثهم سواء في الغناء أوالأزياء أو طقوس الزواج والخ. ويفتخرون به..عكسنا نحن ونحتقر ما يربطنا بماضينا. نحن الذين نحمل جينات شبه كوزموبوليتانية(كوكبية) نتأثر بكل ما يرد من الخارج..ودونكم طقوس الزواج التي نلتقطها للأسف من كل شعوب العالم حتى أزياء وظاهرة (الإشبين /الاشابين) وزي العريس( الزي الباكستاني) بدلا من الزي السوداني التقليدي...حتى الجلباب لم يسلم من عدوى الإنفكاك والهروب من ماضينا فظهرت(العلى الله) والطاقية وارد غرب أفريقيا..
01-23-2025, 08:20 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
Quote: بحسب محاولة التحليل العلمى من جانبى رغما عن مقدراتى البسيطة لما أفكر فى ذاك الزار وحالة الشابة تلك، أتأكد تماما انها كانت مصابة ببعض من mental illness بدليل استعادة صحتها بعد العلاج المتقدم *من وجهة نظرى مع عدم المقدرات على تشخيص أى حالة، ارى ان ممارسة طقوس الزار وبحسب مكتوب دكتور ود الحسين وبحثه هذا هو محاولة تطبيب لأمراض حتى وإن كانت عضوية *هو التمنى واللجؤ إلى أى وسيلة كانت للمعافاة من المرض وخاصة فى حالة الأمراض النفسية - بعض الناس يرى ضرورة كتمانها ، ولا يعتبروا الزار كاشفا لها! …
##أواصل إذا الموقع وال connection دا ثبت- او ود الحسين يعمل ليه طقوس زار لتثبيته😀
********************************************************************************************************************* شكرا على المداخلة
وفي انتظار المواصلة
01-27-2025, 11:38 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
السودان: المراحل المبكرة لإطلاق الاسم ودلالاته 2-4 المرحلة الثانية: مرحلة إطلاق اسم اثيوبيا باللغة اليونانية اثيوبيا بدأت المرحلة الثانية من مراحل إطلاق اسم “السودان" عند اليونانيين الذين بدأت صلاتهم بافريقيا في النصف الأول من الألف الأخير قبل الميلاد. وكلمة اثيوبيين في اللغة اليونانية تعني السود واثيوبيا تعني بلاد السود. وقد استخدم اليونانيون كلمة اثيوبيين بنفس المعني المصري القديم أي سكان جنوب مصر. فقد ذكر هيرودوت أن "المصريين يسكنون شمال اسوان... والاثيوبيين يسكنون المناطق الواقعة جنوب اسوان." (Herodotus, p 52. 54)
وعندما توسعت معرفة اليونانيون بافريقيا توسعوا في إطلاق اسم اثيوبيا على سكان افريقيا السود الذين عرفوهم. يقول هيرودوت إن الاثيوبيين اكتسبوا هذا اللون الأسود بفعل حرارة الشمس. (Herodotus, p 54) ويقسم هيرودوت الاثيوبيون إلى نوعين: الاثيوبيون جنوب مصر، والاثيوبيون الشرقيون وهؤلاء - كما يقول - يشبهون الاثيوبيون الجنوبيون في كل شيء عدا لغتهم وشعرهم حيث أن شعرهم مرسل (هيرودوت، تاريخ ص 61) فبلاد اثيوبيا تعني بلاد السود أو بلاد السودان، وأثيوبيا تعني السود أو السودانيين.
وكانت معرفة اليونانيون بالسودان سابقة لعصر هيرودوت. فقد وردت بعض المعلومات في التراث اليوناني القديم الذي دونه هومروس في الالياذة نحو عشرة ألف سنة مضت. ونقل ديودورس الصقلي عن المؤرخ اليوناني أجارثرخيدس في القرن الثاني قبل الميلاد أن صاحب الالياذة وصف زيوس والمعبودات اليونانية الأخرى "بأنهم كانوا يذهبون لاثيوبيا [السودان] لتلقي القرابين التي كانت تقدم لهم كل سنة. ولحضور الوليمة العادية التي كان يقيمها الاثيوبيون أنفسهم ... وأن ولاءهم [السودانيون] الشديد للآلهة أكسبهم رضاءها" ديودوري، ص 87) وانظر الموضوع رقم 7 في هذا الكتاب.
والوليمة المذكرورة هنا مقصودٌ بها "مائدة الشمس" التي وصفها الجغرافي الروماني بومبونيوس قائلاً: "يوجد عندهم مكان يملأ في كل الأوقات بوجبات جاهزة يأكل منها كل شخص ما شاء، ولهذا يطلقون عليه مائدة الشمس وهم يعتقدون أن الأكل الذي يوضع فيه يتجدد باستمرار بقدرة ربانية" (بومبونيوس، ص 133)
وكانت تلك المائدة من أهم المعالم التي زارتها بعثة الملك الفارسي قمبيز التي أرسلها عندما غزا مصر وكان يخطط لغزو السودان. فقد ذكرهيرودوت أن أعضاء البعثة زاروا ينبوع الماء الذي تنبعث منه رائحة الفل، وزاروا مائدة الشمس وتوابيت جثث الموتى. ووقفت البعثة على طعام السودانيين الذي يؤدى إلى طول أعمارهم، فقد وصفوا بأنهم طويلو العمر، إذ يعمرون إلى ما بعد المائة وعشرون سنة. كما وصفوا بأنهم أطول الناس قامة وأجملهم. (هيرودوت، تاريخ، ص 54 - 55)
وكان اليونانيون ينظرون إلى السودانيين القدماء نظرة فيها الكثير من التجلة والاحترام، فقد كانوا يعتقدون - كما ذكر أجاثرخيدس -"أنهم من أقدم البشر" ويقول: "إن الدليل على ذلك واضح، ذلك أنهم لم يأتوا كمهاجرين لكنهم أهل البلد، إذاً القول بأنهم أصليون مقبول من كل الناس. إنه أمر بَدَهي أن يكون سكان الجنوب هم أول من تخرجهم الأرض، لأن حرارة الشمس عملت على تجفيف الأرض من الرطوبة عندما وُلِدت كل الأشياء ودبت فيها الحياة. ويقولون إن من المحتمل أن أول الكائنات الحية ظهرت في المناطق القريبة من الشمس." (ديودور ص 18)
ووصف أجاثرخيدس قدماء السودانيين قائلاً: "كما يذكرون في الكتب أنهم أول من علم الناس تقديس المعبودات وتقديم القرابين لها، وتنظيم المواكب والاحتفالات وأشياء أخرى" ويقول عن ملوك السودانيين القدماء: "يتبع الملك في حياته النهج الذي تحدده قوانينهم، وفي العادة كان يتبع سنة الأسلاف لا يحابي أحداً، ولا يعاقب أحداً خلاف العرف المتبع عندهم" (ديودور ص 18)
ووضح هيرودوت أن عاصمة الاثيوبيون [السودانيون] هي مدينة مروي. (Herodotus, p 55) ومن المعروف أن مدينة مروي التي تقع في منطقة البجراوية الحالية شمال مدينة شندي كانت العاصمة الثانية لمملكة كوش الثانية. وقد وردت كتابة اسم هذه المدينة بطرق مختلفة. فأول ذكر لها ورد في المصادر اليونانية، وقد تُرجم اسم المدينة من نص هيرودوت المكتوب باللغة اليونانية إلى Meroe. (Edie, et al, Vol, 1 p 308) ومن العقول جداً أن يكون هيرودوت قد أخذ الاسم من اللغة المصرية القديمة. ويقول أركل إن أقدم رسم معروف لكلمة مروي وصلنا من اللغة اليونانية هو بَروا Barua. بينما يقول محمد ابراهيم بكر إن اسم مروي في اللغة المصرية القديمة هو بِدوي Bedewi. (محمد ابراهيم بكر، ص 141 وArkell, p 146)
وقد ورد ذكر مدينة مروي في نقش الملك الكوشي اماني نتي يركي في الكوة في النصف الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد، كما ورد في مسلة الملك الكوشي نستاسن في النصف الثاني من القرن الرابع قبل الميلاد. وقد ترجم رتشارد هلتن بيرس النصين إلي اللغة الانجليزية، فجاءت ترجمة كلمة مروي في النص الأول Meroe وفي النص الثاني Barawe، وترجمها بدج في نص الملك حرسيوتف Birawe وفي مكان آخركتب اسم المدينة Baruat. (ُEdie. et al, Vol. 1 p 401, 475 ) وذكر عبد القادر محمود أن اسم مدينة مروي يكتب باللغة المروية بِدويْ وبِرِويْ، بينما ذكر محمد ابراهيم بكر أنه يكتب باللغة المروية مَزِوي Mazewi. (عبد القادر محمود، ج1 ص 266 و324 ومحمد إبراهيم بكر، ص 141)
ويلاحظ اهتمام قدماء اليونانيين بتراث الأمة السودانية في تلك العصور المبكرة، فهل من أجل ذلك أخذنا بنطقهم لاسم عاصمتنا مروي وتركنا نطق أجدادنا لها؟ وجرت عادة بعض المؤرخين على ترجمة كلمة اثيوبيا في المصادر اليونانية والرومانية والكتاب المقدس إلى الحبشة وبدولة اثيويا الحديثة. ففي الأحداث المتعلقة بوزير الملكة الكوشية الكنداكة. فقد جاء في الكتاب المقدس مايلي: "26 ثم إن ملاك الرب كلم فيلبُّس قائلاً: قم وأذهب نحو الجنوب على الطريق المنحدرة من أورشليم إلى غزة التي هي برِّية على ماء * 27 فقام وذهب. فإذا رجل حبشي خَصِيْ وزير لكنداكة ملكة الحبشة كان على جميع خزائها ... 36 وفيما هما سائران في الطريق أقبلا على ماء. فقال الخصي هو هذا ماء ماذا يمنع أن أعتَمِد* 37 فقال فيلبس إن كنت تؤمن من كل قلبك يجوز. فأجاب وقال: أنا أُومن أن يسوع المسيح هو ابن الله ..." (أعمال الرسل الاصحاح 8 الآيات 26 - 40) في النسخة الانجليزية جاءت الآية رقم 27 أعلاه كالآتي: "So he started out, and on his way he met an Ethiopian eunuch, an important official in charge of all the treasury of Candace, queen of Ethiopian". (Acts 8:27)
ومن الواضح أن الشخص المذكور في الآيات هنا مقصود به أحد رجال الكنداكة ملكة كوش الثانية في العصر المروي. وقد وردت الاشارة إليه في الآية بالحبشي. والحبشة تعبير لاحق لم يكن مستخدماً أيام الرومان بل اشتهر في المصادر العربية يقابله Abyssinia في اللغة الانجليزية. ولكلمة الحبشة في المصادر العربية مدلولان، أحدهما خاص أطلق على مناطق دولة اثيوبيا وارتريا الحاليتين، ومدلول عام يشمل أراضي دولة السودان الحالية وأحيانا يتعدى ذلك ليشمل مناطق واسعة نحو الغرب كما قال المسعودي: "وأما غير هؤلاء من الحبشة الذين قدمنا ذكرهم من أمعن في المغرب - مثل الزغاوة والكوكو والقراقر ومديدة ومريس والمبرس والملانة والقوماطي وزويلة والقرمة - ولكل واحد من هؤلاء وغيرهم من أنواع الأحابش ملك، ودار مملكة" (المسعودي، مروج الذهب، موقع الوراق ج 1 ص 176) وقد أتت الاشارة " بالاثيوبي " إلى وزير الكنداكة في النص الانجليزي للكتاب المقدس. وذكر الأب فانتيني أن "أول مسيحي دخل أرض النوبة خصي من حاشية قنداقة وهي الملكة الأم في المملكة المروية" (فانتيني، ص 54)
فالحبشة في النص العربي للكتاب المقدس مقصود بها مملكة كوش الثانية في العصر المروي. لكن المؤرخ الاثيوبي سيرجيو سلاسي ذكر إن المسيحية بدأت في اثيوبيا [يقصد دولة اثيوبيا الحالية] مبكرا كما ورد في أعمال الرسل [النص الانجليزي] فإن خَصِيْ الملكة كنداكة ذهب إلى بيت المقدس وعمده فيليب.، وذكرأن الملكة كنداكة معروفة لأنها حاربت الرومان، وذكرأن أغلب الكتاب يفترضون أنها حكمت كل اثيوبيا" (Sellassie. P 97 )
لم يقل سلاسي إن كنداكة هي ملكة مملكة كوش الثانية (مروي) بل اعتبرها ملكة اثيوبيا التي كانت تعرف في ذلك الوقت بمملكة أكسوم. ويضيف سلاسي أن الكتاب اليونانيين ذكروا: "بعض المدن الاثيوبية التي لا تزال موجودة حتى اليوم وأغلب تلك المدن موجودة في اثيوبيا العليا التي هي السودان اليوم مثل نبتة ومروي" (Sellassie. P 49)
وفي واقع الأمر فإن سلاسي أرجع كل المواضع التي ذكرت فيها اثيوبيا وكوش في الكتاب المقدس إلى دولة اثيوبيا الحالية،(Sellassie. P 43) حتى النصوص التي ارتبطت مباشرة بملوك كوش المشهورين مثل الملك ترهاقا، كما ورد سفر اشعيا 37:9 "وسمع عن ترهاقة ملك كوش قولاً قد خرج ليحاربك" فعند سلاسي كوش هنا هي اثيوبيا الحديثة.
المراجع جيوفاني فانتيني، تاريخ المسيحية في الممالك النوبية القديمة والسودان الحديث، الخرطوم: 1978. ديودور الصقلي، وصف اثيوبيا والاثيوبيون، في سامية، السودان في كتب اليونان والرومان. سامية بشير دفع الله، السودان في كتب اليونان والرومان، الخرطوم: جامعة السودان المفتوحة 2008. عبد القادر محمود عبد الله، اللغة المروية، الرياض: جامعة الملك سعود. ابن فضل الله العمري، التعريف بالمصطلح الشريف.، في مصطفى محمد مسعد، المكتبة السودانية محمد ابراهيم بكر، تاريخ السودان القديم، القاهرة: مكتبة الانجلو المصرية 1971. هيرودوت، تاريخ هيرودوت، في سامية بشير دفع الله، السودان في كتب اليونان والرومان. الخرطوم: جامعة السودان المفتوحة 2008 Arkell, A. J. A History of the Sudan from the Earliest times to 1821, London: University of London, 1955. Herodotus, History of Herodotus. Encyclopedia Britannica, second edition, 1980 Richard Holton Piere, in Eide et al, Fonte Historiae Nubiorum. P 401, 475. Sellassie, Sergew Hable, Ancient and Medieval Ethiopian History to 1270 Addis Ababa: 1972, p 97. Tormod Eide, Tormod Eide et. al. Fonte Historiae Nubiorum
01-28-2025, 10:50 AM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
عودة للجدال الدائر بين اليمن والحبشة حول إدعاء كل منهما بان سبا تقع في بلده( ولا عزاء لنا نحن...فنحن ابعدنا انفسنا من التشكيلة بالرغم من...) بينما يرى المؤرخ اليمني عبدالله شيبة، أستاذ التاريخ في جامعة صنعاء، في كتابه "قصة ملكة سبأ بين الأسطورة والتاريخ" أن "أحد أهم العوامل لربط ملكة سبأ بإثيوبيا يعود لسبب سياسي يتعلق بمحاولة تبرير أحقية أسرة معينة بالحكم في إثيوبيا، حيث وفرت هذه القصة الشرعية السياسة والدينية للأباطرة الإثيوبيين للحكم مدى الحياة"، ويعتقد شيبة بأن "دستور عام 1955 في إثيوبيا خير دليل على ذلك، إذ نص على أحقية أسرة هيلا سيلاسي في حكم البلاد باعتبار أنها تنحدر من هيلي سهلي الذي تعود أصوله من دون انقطاع إلى منيليك الأول ابن نبي الله سليمان وملكة سبأ"، بحسب زعمه.
ويعترف شيبة بوجود آثار سبئية تم العثور عليها في عدد من المحافظات الإثيوبية، لا سيما في تيغراي، إلا أنه يستبعد أن تكون إثيوبيا أو تيغراي الموقع الأصلي لمملكة سبأ.
01-28-2025, 01:55 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
إثيوبيا تطالب بريطانيا بإعادة [كنوزها وآثارها المنهوبة منذ 170 عامًا] 🔙
الحكومة الإثيوبية طالبت بريطانيا بإعادة كنوز نهبها الجيش البريطاني خلال غزو الحبشة عام 1868 .. الغزو الذي قاده السير روبرت نابير انتهى بانتحار الإمبراطور تيودروس الثاني ونهب العاصمة ماجدالا .. حيث استحوذت القوات البريطانية على تذكارات قيّمة مخزنة الآن في متاحف الجيش البريطاني .. وتعتزم إثيوبيا التقدم بطلب رسمي لإعادة هذه القطع الأثرية بما في ذلك تلك التي يحتفظ بها ملك بريطانيا تشارلز الثالث .. حيث تدرس أديس أبابا التعاون مع وزارة الدفاع البريطانية لتعزيز حملتها مشيرة إلى أن هذه الكنوز تمثل إرثًا حضاريًا مقدسًا للشعب الإثيوبي.
01-28-2025, 06:42 PM
Mohamed Omer Mohamed Omer
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 2615
من كتبوا العهد الجديد هم المسؤولون عن الارتباك حول اسم إثيوبيا
يشير العهد الجديد إلى رجل أرسلته الملكة الأم لمروي، والمعروفة باسم الملكة كانديس أو كنداكا، باسم "الخصي الإثيوبي". قد يكون هذا مربكًا للقراء المعاصرين لأن كانديس حكمت مملكة كوش في ما يُعرف الآن بالسودان الحديث، وليس إثيوبيا. في العصور القديمة، كان مصطلح "إثيوبي" يستخدم على نطاق واسع لوصف الأشخاص من المنطقة الواقعة جنوب مصر، والتي تشمل أجزاء من السودان وإثيوبيا الحاليتين.
وبسبب التحديات التي تواجهها الدولة السودانية الحديثة والطبيعة الغامضة للتاريخ والهوية السودانية، سعى بعض السودانيين إلى مواءمة أنفسهم مع مجد التاريخ الإثيوبي من خلال الإشارة إلى بلدهم الحديث باسم إثيوبيا.
إن التعقيدات التاريخية والثقافية للسودان وهويته يمكن أن تؤدي إلى الرغبة في الاتصال بالتاريخ الغني والمشهور للمناطق المجاورة مثل إثيوبيا. إن تاريخ السودان متنوع ومتعدد الأوجه بالفعل، ويشمل حضارات قديمة مثل كوش ومروي. يتمتع الشعب السوداني الحديث بتراث فريد وفخور يستحق التقدير في حد ذاته.
ملكة سبأ شخصية يختلف العلماء حول أصولها الدقيقة. فوفقًا لمعظم الأدلة التاريخية والأثرية، كانت مملكة سبأ القديمة تقع في اليمن الحديثة. ازدهرت هذه المملكة بين عام 1000 قبل الميلاد وعام 275 بعد الميلاد، وكانت معروفة بثرواتها وشبكاتها التجارية.
ومع ذلك، فإن التقاليد الإثيوبية، وخاصة كتاب "كبرا ناغاست" (مجد الملوك)، تحدد ملكة سبأ على أنها ماكيدا، ملكة إثيوبيا. ويشير هذا النص، الذي يشكل حجر الزاوية للهوية الأرثوذكسية الإثيوبية، إلى أنها زارت الملك سليمان في القدس وأنجبت له ابنًا، منليك، الذي أصبح أول إمبراطور لإثيوبيا.
لذا، في حين أن اليمن هو الموقع الأكثر قبولًا على نطاق واسع لملكة سبأ، فإن التقاليد الإثيوبية تحتل أيضًا مكانة مهمة في الأسطورة. ملكة سبأ مزيج من التاريخ والأسطورة لا تزال تثير اهتمام العلماء والمتحمسين على حد سواء.
العلاقة التاريخية بين أكسوم "مهد إثيوبيا الحديثة وعاصمتها القديمة" وجنوب شبه الجزيرة العربية
العلاقة التاريخية بين مملكة أكسوم وجنوب شبه الجزيرة العربية معقدة للغاية. وفيما يلي بعض النقاط الرئيسية:
التجارة
كانت أكسوم تقع في موقع استراتيجي على البحر الأحمر، مما جعلها مركزًا حيويًا للتجارة بين إفريقيا وشبه الجزيرة العربية والهند. وكانت المملكة تسيطر على طرق تجارية مهمة وتسهل تبادل السلع مثل الذهب والعاج والحيوانات من إفريقيا مقابل سلع فاخرة مثل التوابل والحرير والأحجار الكريمة من شبه الجزيرة العربية والهند.
الروابط الثقافية واللغوية
كان الأكسوميون مزيجًا من الناطقين باللغة الكوشية من إثيوبيا والناطقين بالسامية من جنوب شبه الجزيرة العربية. كانوا يتحدثون لغة سامية ويكتبون بالأحرف السامية، مما ساهم في أحد أطول التقاليد القرائية المستمرة في إفريقيا.
اللغة الأساسية لمملكة أكسوم كانت الجعزية. والجعزية هي لغة سامية جنوبية كانت تستخدم في الإدارة والأدب والنصوص الدينية. وهي السلف للغات التغرينية والأمهرية الحديثة، والتي لا تزال تُتحدث في إثيوبيا اليوم. ساهم استخدام الكتابة واللغة الجعزية في واحدة من أطول التقاليد المتواصلة في القراءة والكتابة في أفريقيا.
الجعزية، التي لا تزال تستخدم كلغة طقسية في الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، توفر تقليدًا أدبيًا ولغويًا مستمرًا يمتد إلى آلاف السنين.
على النقيض من ذلك، تطورت اللغات القديمة في مصر، مثل الهيروغليفية المصرية، إلى القبطية، والتي تستخدم الآن في المقام الأول في السياقات الدينية من قبل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وبالمثل، في السودان، تم استبدال لغات مثل النوبية القديمة إلى حد كبير باللغة العربية، على الرغم من استمرار التحدث ببعض اللغات واللهجات المحلية.
إن استمرارية لغة الجعزية وأحفادها هي في الواقع سمة ملحوظة للتراث الثقافي لإثيوبيا.
هذا لإظهار مدى فخر الإثيوبيين بتاريخهم ولغتهم وثقافتهم: استمرارية اللغة! على الرغم من أن اللغة المصرية القديمة كانت واحدة من أقدم اللغات المكتوبة والمنطوقة في العالم إلا أنها ماتت! لا يزال الإثيوبيون يتحدثون لغتهم التي يبلغ عمرها آلاف السنين! التأثير العسكري والسياسي
مارست أكسوم نفوذاً كبيراً على جنوب شبه الجزيرة العربية، وخاصة خلال القرن الثالث الميلادي. ووسعت المملكة سيطرتها إلى أجزاء من غرب اليمن، بما في ذلك منطقة تهامة ونجران وأجزاء من أراضي حاشد1. أدى هذا التوسع إلى صراعات مع مملكتي حمير وسبئية، والتي استمرت طوال القرن الثالث.
الدين والتحول
في القرن الرابع الميلادي، في عهد الملك عزانا، تبنت أكسوم المسيحية كدين للدولة. وقد شكل هذا التحول تحولاً كبيراً في الهوية الدينية والثقافية للمملكة. كما أثر الأكسوميون على المشهد الديني في جنوب شبه الجزيرة العربية من خلال تفاعلاتهم وعلاقاتهم التجارية.
الانحدار والإرث
بدأ نفوذ أكسوم في التضاؤل في القرن السابع الميلادي مع ظهور الإسلام وزيادة المنافسة من التجار العرب المسلمين في البحر الأحمر والمحيط الهندي.
قبل تحول الملك عزانا إلى المسيحية في أوائل القرن الرابع الميلادي، كانت مملكة أكسوم تمارس ديانة وثنية. وقد تأثر هذا الدين بشكل كبير بمعتقدات وممارسات جنوب شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك استخدام رمز الهلال والقرص. كان الأكسوميون يعبدون آلهة وإلهات متعددة، وكانت ممارساتهم الدينية تشمل الطقوس والقرابين لهذه الآلهة
في الواقع، هناك بعض الأدلة التي تشير إلى وجود مجتمعات يهودية في أكسوم قبل تحول الملك عزانا إلى المسيحية. تدعي بيت إسرائيل (اليهود الإثيوبيون) وهم ينحدرون من جذورًا يهودية قديمة، ويعتقد بعض العلماء أن التجار والمستوطنين اليهود كانوا موجودين في المنطقة خلال العصور ما قبل المسيحية. ومع ذلك، فإن مدى وتأثير اليهودية في أكسوم قبل تحول عزانا لا يزال موضوعًا للنقاش بين المؤرخين.
لقد شاركت مملكة أكسوم في أعمال عسكرية ضد مملكة حمير اليهودية في اليمن. حوالي عام 525 م، في عهد الملك كالب ملك أكسوم، شن الأكسوميون غزوًا على اليمن لحماية المجتمع المسيحي من اضطهاد الحاكم اليهودي ذي نواس. وقد دعمت الإمبراطورية الرومانية الشرقية هذا الغزو وأسفر عن هزيمة ذي نواس وإقامة حاكم مسيحي ، سوميافا أشوا.
بالإضافة إلى ذلك، حكم أبرهة، وهو حاكم أكسوم، اليمن وروج للمسيحية في المنطقة. واستمر في حماية المسيحيين وإعادة بناء الكنائس التي دمرت أثناء الاضطهاد.
لذا، خاضت أكسوم بالفعل حربًا ضد الحميريين اليهود ولعبت دورًا مهمًا في حماية المسيحيين في اليمن.
يُعتقد عمومًا أن أبرهة المذكور في الإسلام هو نفس الحاكم الأكسومي الذي سيطر على اليمن وأجزاء من شبه الجزيرة العربية في القرن السادس الميلادي. وفقًا للتقاليد الإسلامية، حاول أبرهة تدمير الكعبة في مكة بجيش يضم فيلة حربية، وهو الحدث المعروف باسم عام الفيل. هذه القصة مذكورة في القرآن ولها أهمية في التاريخ الإسلامي.
عام الفيل
هو حدث معروف في التاريخ الإسلامي، وفي حين أنه موثق في المقام الأول في النصوص الدينية مثل القرآن، إلا أن هناك بعض التفسيرات التاريخية والأدلة التي تدعم حدوثه.
الرواية القرآنية: ورد ذكر الحدث في القرآن في سورة الفيل، التي تصف كيف هزمت طيور صغيرة جيش أبرهة، بما في ذلك الفيلة الحربية، حيث قذفتهم بالحجارة.
التفسيرات التاريخية: فسر بعض المؤرخين والعلماء الحدث على أنه استعارة لكارثة طبيعية، مثل الوباء. على سبيل المثال، اقترح جون إس. مار وإلياس جيه. هوبارد أن الحدث ربما كان تفشي الجدري الذي أوقف غزو أبرهة ولم تكن هناك حجارة تنزل من السماء https://pdfs.semanticscholar.org/0f09/056e1645c516d65f9fa4f5d5d84f45f49c7c.pdfhttps://pdfs.semanticscholar.org/0f09/056e1645c516d65f9fa4f5d5d84f45f49c7c.pdf
الأدلة الأثرية: في حين لا يوجد دليل أثري مباشر على وجه التحديد لعام الفيل، فإن السياق التاريخي لسيطرة أكسوم على اليمن ووجود أفيال الحرب في المنطقة خلال تلك الفترة الزمنية يضفي بعض المصداقية على الحدث.
التقاليد المحلية: تذكر التقاليد المحلية والسجلات التاريخية من المنطقة أيضًا محاولة أبرهة لتدمير الكعبة وهزيمته اللاحقة.
في حين أن المصادر الأساسية هي النصوص الدينية، فإن هذه التفسيرات والسياقات التاريخية توفر بعض الدعم لحدوث عام الفيل. يظل مزيجًا من السرد الديني والاحتمالات التاريخية لا أكثر ولا أقل دون أي حقائق ثابتة
من كتبوا العهد الجديد هم المسؤولون عن الارتباك حول اسم إثيوبياا
يشير العهد الجديد إلى رجل أرسلته الملكة الأم لمروي، والمعروفة باسم الملكة كانديس أو كنداكا، باسم "الخصي الإثيوبي". قد يكون هذا مربكًا للقراء المعاصرين لأن كانديس حكمت مملكة كوش في ما يُعرف الآن بالسودان الحديث، وليس إثيوبيا. في العصور القديمة، كان مصطلح "إثيوبي" يستخدم على نطاق واسع لوصف الأشخاص من المنطقة الواقعة جنوب مصر، والتي تشمل أجزاء من السودان وإثيوبيا الحاليتين.
ينشأ الارتباك من السياق التاريخي والجغرافي لمصطلح "إثيوبي" خلال الوقت الذي كُتب فيه العهد الجديد. في العصور القديمة، كان مصطلح "إثيوبي" يستخدم على نطاق أوسع للإشارة إلى الأشخاص من المنطقة الواقعة جنوب مصر، والتي شملت أجزاء من السودان وإثيوبيا وحتى الصومال في العصر الحديث. كانت مملكة كوش، حيث حكمت الملكة كانديس (لقب ملكة الإثيوبيين)، تقع في ما يُعرف الآن بالسودان1.
لذا، عندما يشير العهد الجديد إلى الخصي الإثيوبي، فإنه يستخدم مصطلح "إثيوبي" بالمعنى الأوسع لوصف شخص من المنطقة الواقعة جنوب مصر، والتي شملت مملكة كوش. وقد يكون هذا الاستخدام الأوسع مربكًا بالفعل للقراء المعاصرين الذين يربطون "الإثيوبي" على وجه التحديد بإثيوبيا الحديثة.
وبسبب التحديات التي تواجهها الدولة السودانية الحديثة والطبيعة الغامضة للتاريخ والهوية السودانية، سعى بعض السودانيين إلى مواءمة أنفسهم مع مجد التاريخ الإثيوبي من خلال الإشارة إلى بلدهم الحديث باسم إثيوبيا.
إن التعقيدات التاريخية والثقافية للسودان وهويته يمكن أن تؤدي إلى الرغبة في الاتصال بالتاريخ الغني والمشهور للمناطق المجاورة مثل إثيوبيا. إن تاريخ السودان متنوع ومتعدد الأوجه بالفعل، ويشمل حضارات قديمة مثل كوش ومروي. يتمتع الشعب السوداني الحديث بتراث فريد وفخور يستحق التقدير في حد ذاته.
01-29-2025, 07:22 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
مهم جدا : فيما يتعلق بادعائي أن الحبشة في غفلة منا بعد تدمير مملكة مروي قد استأثرت لوحدها ظلما وغدرا ومكرا باسم (اثيوبيا).. وبهذه الإشارة أنقل منه جزئية وردت في مقال للدكتور خالد محمد فرح يتفق فيه مع وجهة نظري .. (المقال منشور في صحيفة سودانايل بتاريخ 16 ديسمبر 2018 بعنوان" مقاربة أولية لمعضلة زارح الكوشي) الجزء الختامي من المقال المذكور أعلاه: وختاماً ، فإننا (نعتقد أنَّ جل التركة الثقافية والتاريخية Cultural and historical legacy ، والإرث السلطوي للمملكة الكوشية / المروية ، بالعديد من رموزه وشاراته ووقائعه ، قد انتقل إلى بلاد الحبشة/ أكسوم من بلاد سودان وادي النيل ،) التي يبدو أنها(أي كوش/ مروي/السودان) قد زهدت فيه(أي تراثنا) إثر تحولها بالكلية إلى الإسلام كما نرجح ، في الوقت الذي بقيت فيه السلطة الحاكمة في الحبشة والنواة الصلبة للمجتمع في تلك البلاد على المسيحية ، فآثرت أن ترث سائر تراث السودان الكتابي والتوحيدي السابق للإسلام كله إن أمكن ذلك ، وكأنَّ لسان حال السودانيين المعاصرين يقول لها: " مبروك عليك ". ولكن هذا لا يغير في الحقائق شيئا. فهذا التراث تراث سوداني أصيل ، نشأ في هذه البلاد ، ومنها انطلق إشعاعه الباهر نحو مناطق أخرى من العالم ، فينبغي علي الباحثين والعلماء السودانيين أن يهتموا به ، وأن يسهموا في الجهود الرامية إلى كشف غوامضه ، باعتبار انه يمثل تراثا إنسانيا جامعا ، كان لأسلافهم الأماجد شرف صنعه ووضعه في سجل التاريخ الإنساني والحضارة البشرية. هذا ، وما يزال الباب مفتوحاً للبحث والنقاش في مسألة زارح الكوشي بن لقمان الحكيم عليه السلام !!
02-01-2025, 08:33 PM
محمد عبد الله الحسين محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562
فذلكة مختصرة عن مسار البحث أتوقف لأحكي كيف قادني البحث من دهليز لآخر وأنا مستسلم بشكل كامل يقودني الفضول والتساؤلات المتوالية حول الموضوعات المختلفة.
وكل ذلك كان بسبب الزار. بدأت أولا بالكتابة عن الزار. ولم أكن أظن بأن الموضوع سينقلني من موضوع إلى موضوع ثاني إلى موضوع ثالث كانت البداية في تعليق لي قبل
خمسة أعوام لموضوع كتبته سوزان كينيون عن الزار. وكان لي رأي مختلف. فبدأت أبحث عن أصل وأسباب الزار في بعض مناطق العالم. أولا وأنا
أتقصى عن تاريخ ومنشأ الزار، فتفاجأت بوجود موضوع عن الزار في إسرائيل. وطبعا ده كان خارج التوقعات لأنه السؤال الذي يتبارد إلى الذهن هو من
هم الذين يمارسون الزار في إسرائيل؟ فوجدت عدة مقالات تتحدث عن ممارسة طقوس الزار في إسرائيل ولكنه ينحصر في الإثيوبيين الذين نقلوه معهم
عند هجرتهم لإسرائيل. فوجدت نفسي أبحث عن الزار في إثيوبيا لأنه وفق معظم الكتابات هي منشأ الزار( والقليل يرى أن منشأه فارس/إيران). وجدت نفسي
أبحث عن نشأة الزار في إثيوبيا تاريخيا وعلاقة اليهود الأحباش به..فوجدت نفسي أغرق في التفاصيل التاريخية الممتعة عن اليهود الأحباش. ما هو تاريخهم
وما سبب علاقة الدين اليهودي واليهود بإسرائيل؟ وما علاقتهم بقصة سيدنا سليمان وملكة سبأ..وهل هي يمنية ام إثيوبية أم سودانية كما ذكر د. جعفر
مرغني وتلاه عبد المنعم عجب الفيا..
طبعا وجدت العقدة الكبرى في هذه الرواية هي في تحديد أصل اسم سبأ كمكان أو كجماعة من البشر.والإرب من ذلك ربط الموضوع بسيدنا موسى.. وهنا أيضا
تجلت عقدة جديدة عن من هم الكوشيين؟ وما علاقتهم بسبأ وبزوجة سيدنا موسى؟ وهل مدين هي أرض الكوشيين؟ وهل مدين موجودة في أفريقيا؟
وجدت طبعا تضارب وخلط شنيع في الروايات لدى المؤرخين في تحديد المعلومة الصحيحة. قدني ذلك إلى السؤال كيف انتقل اسم اثيوبيا إلى الحبشة..ولماذا؟
وما موقعنا نحن إزاء ذلك. رأيت أن أقدم موجز لكيف تسلسلت الموضوعات حتى وصلت إلى هذه النقطة الأخيرة..والتي أرى أن الحبشة استولت على اسم اثيوبيا بحمولته التاريخية
والثقافية وجيرت التراث التاريخ كله لصالحها في غياب وإهمال تام من جانبنا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة