نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسودانية ليلى أبو العلا ضمن أفضل 10 روايات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-20-2024, 05:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-11-2023, 03:41 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 8152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسودانية ليلى أبو العلا ضمن أفضل 10 روايات

    02:41 PM December, 11 2023 سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر
    صحيفة نيويورك تايمز اختارت عشر روايات تاريخية من بينها رواية للكاتبة السودانية البريطانية ليلى أبو العلا.

    التغيير: وكالات

    اختيرت رواية «روح النهر» للكاتبة السودانية ليلى ابو العلا ضمن أفضل 10 روايات تاريخية لعام 2023 التي اختارتها صحيفة نيويورك تايمز.

    الكاتبة السودانية البريطانية ليلى أبو العلا، وبحسب سيرتها المنشورة في بعض المواقع، ولدت في القاهرة، ونشأت في الخرطوم. وانتقلت في منتصف العشرينيات من عمرها إلى أبردين.

    ألفت ليلى ست روايات هي روح النهر، استدعاء الطيور، المترجم، لطف الأعداء، المئذنة وزقاق الأغاني، الحائز على جائزة الخيال للكتاب الاسكتلندي.

    ونال عمل ليلى اعترافا نقديا وشهرة كبيرة لاستكشافها المميز للهجرة والروحانية الإسلامية.

    الكاتبة السودانية البريطانية تعتبر أول فائزة بجائزة كين للكتابة الأفريقية، كما فازت مجموعتها القصصية “في مكان آخر، المنزل” بجائزة سالتير للكتاب الخيالي.

    واستطاعت أبو العلا بكتابتها واسلوبها المتميز ان تشق طريقها وتحجز مقعدها بين أشهر الكتاب والروائيين على مستوى العالم أجمع.

    وحققت فتحاً للكتابة والإبداع السوداني يوازي ما أحدثه الروائي الرّاحل الطيب صالح بحسب رأى النقاد فيها.
    تخرجت ليلى في جامعة الخرطوم كلية الاقتصاد وسافرت إلى لندن لنيل درجة الدكتوراة.

    بعد محطة الدراسة في لندن اتجهت إلى اسكتلندا وعاشت هناك مما كان سببًا في أن تتأثر بالغربة وتكتب عنها وعن حال المرأة المسلمة في بلاد الغرب.

    كتبت أبو العلا عن الاغتراب بطريقة مميزة وعن المشاعر النفسية المتضاربة وحياة التوهان للمغتربين ما بين الشوق والخسارة والعزلة للحصول على حياة مغايرة.

    واختيرت روايتها روح النهر المترجمة من أبرز 100 كتاب حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية.

    وحققت ليلى جائزة كين للأدب الأفريقي سنة 2000 عن رواية (المتحف).

    وأدرجت روايتاها “المئذنة وزقاق الأغاني” في القائمة الطويلة لجائزة أورانج ثلاث مرات.

    كانت دائما ما تردد “كنت أشعر بالحنين إلى السودان والثقافة العربية، الناس من حولي لا يعرفون شيئاً عن بلدي أو عن الإسلام، المكوّنان الرئيسيان لهويتي وهذا ما زاد من إحساسي بالغربة، الظروف هي التي أجبرتنا على المغادرة ولم تكن خياراً”.

    إلى جانب الاديب العالمي الراحل الطيب صالح وغيره من الكتاب، تعتبر ليلى واحدة من الشخصيات المؤثرة في الأدب السوداني وترجمت رواياتها لـ 15 لغة مختلفة.

    وتم بث مسرحياتها The Insider و The‏ ‏Mystic Life وغيرها على راديو بي بي سي.

    وتشغل الكاتبة منصب الرئيس الفخري لجمعية دراسة السودان، والأستاذ الفخري لمركز WORD بجامعة أبردين وزميل الجمعية الملكية للأدب.

    (عدل بواسطة زهير ابو الزهراء on 12-11-2023, 04:02 PM)







                  

12-11-2023, 04:22 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: زهير ابو الزهراء)

    شكرا زهيرنا


                  

12-12-2023, 09:09 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: حيدر حسن ميرغني)


    رواية ليلى أبو العلا "روح النهر"
    إعادة رسم السودان في المخيال الأوروبي
    أماني الصيفي
    تتناول رواية "روح النهر" التي صدرت عن دار نشر الساقي في لندن للروائية السودانية ليلى أبو العلا فترة تاريخية مهمة في تاريخ السودان الحديث وهي فترة صعود الحركة المهدية حتى نهاية حكمها بين سبعينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر.
    وتُعتبر "روح النهر" -بقدر ما هي صراع حول هوية "محمد أحمد المهدي بن عبد الله"- هي كذلك صراع أدبي حول الهوية الحقيقية للإسلام والثقافة السودانية. ففي "روح النهر" تسير الروائية ليلى أبو العلا بخطى ثابتة في اتجاه ترسيخ مشروعها الأدبي "وهو كتابة رواية ما بعد كولونيالية تصور فيها الآثار الاجتماعية والنفسية للالتقاء الثقافي بين الغرب والشرق منذ القرن التاسع عشر وحتى يومنا من جهة، وترد على تصوير الغرب للإسلام والثقافة الإسلامية من جهة أخرى في محاولة لإعادة رسم صورة للسودان وأهله في القرن التاسع عشر والواقع تحت طبقات متشابكة من الاستعمار والتمييز العنصري.
    من الحكم العثماني حتى الاحتلال الإنكليزي
    تروي "روح النهر" معاناة أهل السودان تحت الحكم العثماني الذي تمادى في تفقير وإهانة الأهالي وكان من أهم أسباب ظهور الانتفاضة المهدية ونجاحها حتى نهاية حكم أتباع المهدي والاحتلال الإنكليزي للسودان في عام 1898.

    الغلاف الإنكليزي لرواية الكاتبة السودانية البريطانية ليلى أبو العلا "روح النهر". Novel Cover River Spirit of British Sudanese Author Leila Aboulela
    "روح النهر" ترد على الكتابات الكولونيالية: تعتبر "روح النهر" أول الأعمال الروائية السودانية باللغة الإنكليزية التي ترد بشكل صريح على الأعمال التاريخية والأدبية التي كتبت باللغة الإنكليزية لتصور السودان والانتفاضة المهدية من خلال سير ذاتية وكتابات لقادة في الجيش الإنكليزي. صورت تلك السرديات السودان من خلال "المهدي" وأتباعه كمجموعة من الدراويش والمستبدين الشرقيين بينما ظل قادة السودان أنفسهم وكذلك أهل البلد وثقافتهم وتاريخهم مجرد خلفية تلعب دورًا هامشيًا في مسرح الأحداث. نالت هذه الأعمال شهرة واسعة وترجمت إلى العديد من اللغات ولعبت دوراً كبيراً في تشكيل الرأي العام وحتى تأييد حملة كاملة لاحتلال السودان والثأر لمقتل الجنرال شارلز جودون باشا على يد أتباع "المهدي" في عام 1985. وكذلك تشير"روح النهر" إلى الجدل الذي ظل دائرًا لزمن طويل حول فاعلية إلغاء العبودية في المجتمعات المسلمة. فرغم إلغاء الرق في السودان في عام 1862 تطرح الرواية إشكالية التحايل على القوانين حتى بين من دعموا تطبيقها سواء من المسلمين أو الأوربيين. وفق ما تكتب الناقدة الأدبية أماني الصيفي.
    تبدأ أحداث "روح النهر" في عام 1877 وتروي قصة الفتاة الصغيرة أكواني وهي فتاة يتيمة تولى رعايتها -هي وأخيها الصغير "بول" بعد وفاة والدها وغزو قريتها- تاجر من الخرطوم يدعى ياسين. يعهد "ياسين" لأخته "حليمة" بالفتاة أكواني وأخيها بعد أن يترك التجارة ويسافر إلى مصر لتلقي العلم في الأزهر الشريف.

    لكن أخت "ياسين" سرعان ما تبيع الفتاة أكواني لزوجة الحاكم التركي "نازلي" لتبدأ رحلة أكواني الطويلة من الاسترقاق والمهانة في بيت حاكم تركي ومن بعده رسام أستكلندي "روبرت" حتى تعود في النهاية لتعيش مع "ياسين" المختبئ من اضطهاد المهدي وأتباعه على أثر رفضه الاعتراف به.

    المهدي والمسلمون والحداثة في "روح النهر"
    من خلال تتبع قصة الفتاة أكواني أو زمزم -الاسم الإسلامي الذي أطلقته عليها زوجة الحاكم التركي- يتعرف القارئ على المناخ الثقافي والاجتماعي والسياسي للسودان في فترة صعود دولة المهدي وحتى نهايتها في عام 1899. فعلى مدى سبعة وعشرين فصلا تستعرض "روح النهر" من خلال تعدد الأصوات وتشابكها والانقسام في الرؤى والولاءات حتى في العائلة الواحدة حول الحكم العثماني والتواجد المصري في السودان وشخصية محمد أحمد المهدي بن عبد الله، الرجل الذين نصب نفسه "المهدي المنتظر".

    ادعى "المهدي" أنه سيحقق العدالة في بلاد المسلمين بعد أن أصبح حكامها من المسلمين "الأتراك" تاركين لتعاليم الاسلام وعاثوا في البلاد فسادا.

    من خلال شخصية "موسي" و"رابحة" و"نفيسة" والعديد من عائلة ياسين تصور "روح النهر" كيف استطاع "المهدي" أن يحشد تأييد فئات واسعة من المهمشين ممن وجدوا في دعوته اعترافا بإنسانيتهم وتطبيقًا للإسلام الصحيح بعيدًا عن فساد الحكام والمرتزقة. كما تبع "المهدي" فئات كبيرة من البسطاء الذين صدقوا أنه حقا المهدي المنتظر في آخر الزمان. وتصور الرواية كيف استطاع "المهدي" من خلال حشد التأييد والالتزام بدعوته وبدعم أتباعه وإيمانهم بمشروعه. استطاع المهدي وأتباعه -في وقت قصير للغاية ورغم بدائية استراتيجياته العسكرية- هزيمة المدن المحصنة والحاميات التركية والإنكليزية في فترة لم تتجاوز أربعة أعوام.

    كانت دعوة المهدي دعوة لتأسيس أمة إسلامية مطهرة مما اعتبره زوائد غربية جاءت بها الحداثة من بلاد الكفر، فلم يكن مفهومه للدولة قوميا أو جغرافيا على هذا النحو؛ بل كانت المصالح الدينية للمجتمع الأوسع للمسلمين" الأمة "، لها الأسبقية على الحدود العلمانية.

    كما طالبت دعوة ثورة المهدي بالتزام الأشخاص التزاما كاملا بدعوة المهدي ومبادئها الرافضة للحياة المادية والحداثة الغربية التي استطاعت أن تؤثر على حكام المسلمين وثقافة المسلمين كما ظهر في زيهم وسلوكهم. وفي صورة مشابهة لكل الحركات الدينية المتطرفة عبر التاريخ، تصور رواية "روح النهر" كيف تحول أولئك الذين ليسوا داخل مجتمع أتباع المهدي (حتى المسلمين) إلى كفار وأعداء ويجب محاربتهم دون هوادة. فنرى هذا الصراع في الرواية من خلال تتبع السرد لدخول أتباع المهدي للقرى التي شُرد أهلها وفُرق فيها بين الزوج والزوجة كما روت لنا قصة "حليمة" أخت "ياسين" حيث تم تطليقها عنوه وتزويجها لأحد أتباع المهدي على اعتبار أن زواجها من رجل لم يصدق المهدي يعتبر باطلًا.

    وبينما تصور "روح النهر" هوية "المهدي" كشخصية مقدسة ونموذج للعدالة والنزاهة الروحية تتمتع بكاريزما وضمير اجتماعي بالنسبة لأتباعه تستعرض الرواية كذلك وجهة النظر المخالفة والتي رأت "المهدي" كشخص مدعٍ ومسلم متطرف لا يمثل الإسلام الصحيح من خلال شخصية "ياسين" و "زوجته" وغيرهم من المتعلمين الرافضين للمهدي ودعوته.

    اللحظات الأخيرة للجنرال البريطاني غوردون باشا قبل مقتله في قصر الحاكم العام في الخرطوم - السودان. General Gordon's Last Stand Quelle Wikipedia Commons
    "ومع ذلك لا تتبنى الرواية متقابلة ثنائية تتمثل في نموذج لثقافة إسلامية عادلة مقابل ثقافة غير مسلمة ظالمة": تصور الرواية كيف استطاع "المهدي" من خلال حشد التأييد والالتزام بدعوته وبدعم أتباعه وإيمانهم بمشروعه استطاع المهدي وأتباعه -في وقت قصير للغاية ورغم بدائية استراتيجياته العسكرية- هزيمة المدن المحصنة والحاميات التركية والإنكليزية في فترة لم تتجاوز أربعة أعوام. كانت دعوة المهدي دعوة لتأسيس أمة إسلامية مطهرة مما اعتبره زوائد غربية جاءت بها الحداثة من بلاد الكفر، فلم يكن مفهومه للدولة قوميا أو جغرافيا على هذا النحو؛ بل كانت المصالح الدينية للمجتمع الأوسع للمسلمين" الأمة "، لها الأسبقية على الحدود العلمانية. طالبت دعوة ثورة المهدي بالتزام الأشخاص التزاما كاملا بدعوة المهدي ومبادئها الرافضة للحياة المادية والحداثة الغربية التي استطاعت أن تؤثر على حكام المسلمين وثقافة المسلمين كما ظهر في زيهم وسلوكهم. وفي صورة مشابهة لكل الحركات الدينية المتطرفة عبر التاريخ، تصور رواية "روح النهر" كيف تحول أولئك الذين ليسوا داخل مجتمع أتباع المهدي (حتى المسلمين) إلى كفار وأعداء ويجب محاربتهم دون هوادة.
    أما الفتاة أكواني/ زمزم فربما تكون رمزًا للسودان فرغم معاناتها وانتقالها من استعباد لآخر إلا أنها ظلت على الحياد في بداية الرواية حتى انتهي بها الأمر مع "ياسين" ممثل جامعة الأزهر وصوت الأخلاق والدين الصحيح. وتنتهي أحداث الرواية ببداية الاحتلال البريطاني للسودان في عام 1898 والدمار الذي لم يقتصر على تدمير أثار الدولة المهدية ونبش جثة المهدي والتنكيل بها، بل كذلك حصد الأرواح من السودانيين من أتباع المهدي.

    "روح النهر" ترد على الكتابات الكولونيالية
    تعتبر "روح النهر" أول الأعمال الروائية السودانية باللغة الإنكليزية التي ترد بشكل صريح على الأعمال التاريخية والأدبية التي كتبت باللغة الإنكليزية لتصور السودان والانتفاضة المهدية من خلال سير ذاتية وكتابات لقادة في الجيش الإنكليزي. صورت تلك السرديات السودان من خلال "المهدي" وأتباعه كمجموعة من الدراويش والمستبدين الشرقيين بينما ظل قادة السودان أنفسهم وكذلك أهل البلد وثقافتهم وتاريخهم مجرد خلفية تلعب دورًا هامشيًا في مسرح الأحداث. نالت هذه الأعمال شهرة واسعة وترجمت إلى العديد من اللغات ولعبت دوراً كبيراً في تشكيل الرأي العام وحتى تأييد حملة كاملة لاحتلال السودان والثأر لمقتل الجنرال شارلز جودون باشا على يد أتباع "المهدي" في عام 1985.

    من أشهر الأعمال التي تم انتقادها كأعمال استشراقية في تصويرها السودان وأهله في هذا السياق كتاب "السيف والنار"(1895) للضابط النمساوي رودلف سلاطين باشا (1857-1932) أو الفيلم البريطاني الشهير The Four Feathers (1939).

    من خلال تتبع قصة الفتاة أكواني/ زمزم تصور أبو العلا رحلة البطلة نحو تحضر تختلف عن تلك التي دعمتها الأعمال الأدبية الغربية حيث تتطور الأحداث في اتجاه تحول ونضج البطلة/ البطل نفسياً واجتماعياً من اعتناق إسلام بربري متخلف إلى مسيحية أو علمانية متحضرة.

    تتحول أكواني في الرواية من فتاة قروية بسيطة جاهلة إلى فتاة تتبع التعاليم الإسلامية والسلوك الإسلامي على يد عائلة "ياسين" المتعلمة والمتبنية لإسلام متنور. ومع ذلك لا تتبنى الرواية متقابلة ثنائية تتمثل في نموذج لثقافة إسلامية عادلة مقابل ثقافة غير مسلمة ظالمة.

    تعري أبو العلا طبقات مختلفة من التمييز العنصري داخل الثقافة العربية الإسلامية الواحدة، إذ تكشف بين ثنايا الرواية عن التقاليد والرؤى التمييزية الضاربة بجذورها في أعماق الثقافة العربية/ السودانية مما يعيق تطبيق قيم الإسلام الصحيح. فهنا أكواني/ زمزم التي تجد نفسها مجبرة على الجلوس أمام مهندس السفن والرسام الأسكلندي "روبرت" والذي يطمح في رسم صورة لامرأة سودانية للجمهور الأوروبي المولع بالشرق البعيد ونسائه ومن خلالها يستطيع تحقيق امتيازات في الغرب.

    تجد أكواني نفسها كذلك في مجتمعها في مرتبة أقل مرتبة من "أخوات ياسين" ليس فقط لأنها يتيمة بل خصوصاً لأنها ليست مختنة مثلهن، كما أن لأكواني بشرة أكثر سمارًا مما يجعلها في مرتبة أقل من بنات جلدتها من السودانيات.

    وهنا كذلك تشير "روح النهر" إلى الجدل الذي ظل دائرًا لزمن طويل حول فاعلية إلغاء العبودية في المجتمعات المسلمة. فرغم إلغاء الرق في السودان في عام 1862 تطرح الرواية إشكالية التحايل على القوانين حتى بين من دعموا تطبيقها سواء من المسلمين أو الأوربيين.

    المرأة السودانية والاستشراق في الرواية
    تكرس أبو العلا في روايتها "روح النهر" كما في أعمالها الأدبية السابقة جانبًا كبيرًا للحضور النسائي الذي دائما ما يختلف عن الحضور السائد للمرأة العربية/ المسلمة سواء ظهر ذلك في الروايات واللوحات الاستشراقية أو الأعمال الأدبية ما بعد الكولونيالية التي ما زالت تصور المرأة المسلمة خاضعةً ومقهورة.

    الروائية السودانية البريطانية ليلى أبو العلا كاتبة رواية "روح النهر". British Sudanese Author Leila Aboulela Photo Judy Laing
    في "روح النهر" تسير الروائية ليلى أبو العلا بخطى ثابتة في اتجاه ترسيخ مشروعها الأدبي: وهو كتابة رواية ما بعد كولونيالية تصور فيها الآثار الاجتماعية والنفسية للالتقاء الثقافي بين الغرب والشرق منذ القرن التاسع عشر وحتى يومنا من جهة، وترد على تصوير الغرب للإسلام والثقافة الإسلامية من جهة أخرى في محاولة لإعادة رسم صورة للسودان وأهله في القرن التاسع عشر والواقع تحت طبقات متشابكة من الاستعمار والتمييز العنصري. من خلال تتبع قصة الفتاة أكواني أو زمزم -الاسم الإسلامي الذي أطلقته عليها زوجة الحاكم التركي- يتعرف القارئ على المناخ الثقافي والاجتماعي والسياسي للسودان في فترة صعود دولة المهدي وحتى نهايتها في عام 1899. فعلى مدى سبعة وعشرين فصلا تستعرض "روح النهر" من خلال تعدد الأصوات ويتشابكها الانقسام في الرؤى والولاءات حتى في العائلة الواحدة حول الحكم العثماني والتواجد المصري في السودان وشخصية محمد أحمد المهدي بن عبد الله، الرجل الذين نصب نفسه "المهدي المنتظر". ادعى "المهدي" أنه سيحقق العدالة في بلاد المسلمين بعد أن أصبح حكامها من المسلمين "الأتراك" تاركين لتعاليم الاسلام وعاثوا في البلاد فسادا.

    تستحضر "روح النهر" جيشًا من النساء المتعددات الطباع والخلفيات الاجتماعية والتعليمية سواء كن مؤيدات وداعمات للمهدي أو رافضات لدعوته. من خلال حبكة مشوقة وأسلوب أدبي واقعي تعتمد فيه على المصادر والوثائق التاريخية تعرِّف رواية "روح النهر" القارئ الغربي بمعاناة تلك النسوة المسلمات واحتياجتهن المختلفة في مجتمع يقع تحت طبقات متعددة من الاستعمار السياسي والاجتماعي ومن ناحية أخرى تستعرض بلغة بسيطة ودون تكلف الكثير من القيم الإسلامية المتعلقة بالزواج والإنجاب والعلاقة الحميمة بين الزوجيين والعلاقات في العائلة.

    وفي هذا السياق كذلك يُحسَب لأبو العلا أيضا تكرارها لمفهوم "جناح النساء" لتصف الجزء من المنزل الذي يضم الأفراد من نساء العائلة عوضاً عن كلمة "الحريم" ذلك المفهوم ذو الإيحاءات الجنسية والهيمنة الذكورية في الكتابات والرسومات الاستشراقية وحتى ما بعد الكولونيالية حول الشرق ونسائه.
                  

12-12-2023, 09:46 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10934

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: حيدر حسن ميرغني)

    تحية كبيرة للجميل زهير و للجميل حيدر لتنويرنا عن رواية ليلى أبو العلا...

    المقال التعريفي قدم رؤية شاملة لما تمثله الرواية..

    ليلى حسب علمي هي سليلة أسرة أبو العلا المشهورة..

    سأعود لتعليق لاحقا عن الموضوع..

    مع خالص الود
                  

12-12-2023, 10:36 AM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    سلام محمد
    Quote: كما طالبت دعوة ثورة المهدي بالتزام الأشخاص التزاما كاملا بدعوة المهدي ومبادئها الرافضة للحياة المادية والحداثة الغربية التي استطاعت أن تؤثر على حكام المسلمين وثقافة المسلمين كما ظهر في زيهم وسلوكهم. وفي صورة مشابهة لكل الحركات الدينية المتطرفة عبر التاريخ، تصور رواية "روح النهر" كيف تحول أولئك الذين ليسوا داخل مجتمع أتباع المهدي (حتى المسلمين) إلى كفار وأعداء ويجب محاربتهم دون هوادة. فنرى هذا الصراع في الرواية من خلال تتبع السرد لدخول أتباع المهدي للقرى التي شُرد أهلها وفُرق فيها بين الزوج والزوجة كما روت لنا قصة "حليمة" أخت "ياسين" حيث تم تطليقها عنوه وتزويجها لأحد أتباع المهدي على اعتبار أن زواجها من رجل لم يصدق المهدي يعتبر باطلًا.

    يُحمد لهذه الرواية انها كُتبت باللغة الانجليزية (وجه ضاحك) وإلا لأصابها ما أصاب "شوق الدرويش" للروائي عضو المنبر حمور زيادة من حيث الآراء غير النقدية التي بذلت لتجريم الرواية
    ليلى ، صاحبة الأسلوب الجزل، ربما عالجت مسألة "الثورة المهدية" بحرفية وإتقان شديدين دون الإنزلاق لتقليل شأن "المهدية" وقاداتها الذين يكاد البعض أن يضعهم في مرتبة الأنبياء والصحابة
    Quote: تعتبر "روح النهر" أول الأعمال الروائية السودانية باللغة الإنكليزية التي ترد بشكل صريح علىالأعمال التاريخية والأدبيةالتي كتبت باللغة الإنكليزية لتصور السودان والانتفاضة المهدية من خلال سير ذاتية وكتابات لقادة في الجيش الإنكليزي.

    قارن ما ورد أعلاه بإفادة الناقد الراحل عيسى الحلو حول رواية شوق الدرويش في ندوة في منتدى "دال" الثقافي حول الرواية وأبعادها التاريخية والسردية، في مارس 2015
    Quote: "
    عيسى الحلو: لا يهمني من قريب أو بعيد ما يقال خارج النص من تأويل للتاريخ أو تأويل للسرد.. ليس هنالك رواية تاريخية، توجد رواية تخييل تاريخي
    "


    https://www.aljazeera.net/culture/2015/3/25/%D8%B4%D9%88%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%AF%D8%B1%D9%88%D9%8A%D8%B4-%D9%84%D8%AD%D9%85%D9%88%D8%B1-%D8...88%D8%A7%D9%8A%D8%A9
                  

12-12-2023, 11:30 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10934

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: حيدر حسن ميرغني)

    شكرا يا حيدر على الرابط...

    قراءة جميلة ومفيدة لتعدد الأصوات الناقدة..

    لاحظت أن عيسى الحلو بعبارته المقتضبة كأنه يرى ضرورة الالتزام ببنية النص"بنيوية" أو قد يقصد( دون أن يوضح) ما شرحه الآخرون بأنه يجب

    النظر إلى الرواية من حيث أدواتها التعبيرية فقط.
                  

12-12-2023, 05:11 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مراجعات نقدية غربية لرواية ليلى أبو العلا "روح النهر River Spirit"
    ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي
    تقديم: هذه محاولات لترجمة بعض ما نُشِرَ في صحف ومواقع إسفيرية غربية من مراجعات نقدية لرواية الأستاذة ليلى أبو العلا الأخيرة المعنونة "روح النهر River Spirit"، التي صدرت في مارس من هذا العام، والتي آثر الدكتور خالد فرح في مراجعته القيمة لها أن يترجم عنوانها بـ "مُناجاة النهر".
    ****** ****** ******
    1/ المراجعة الأولى بقلم ميغا ماجومدار Megha Majumdar : نشرت هذه الروائية الهندية التي تعيش الآن في نيويورك هذه المراجعة النقدية في صحيفة نيويورك تايمز New York Times الصادرة في السابع من مارس 2023م. وتجد هنا بعض المعلومات عن كاتبة هذه المراجعة: https://tinyurl.com/jnmtaxxshttps://tinyurl.com/jnmtaxxs
    __ _ _ _ _
    مع أفول نجم الإمبراطورية العثمانية في سودان القرن التاسع عشر، ونيل البريطانيين لنفوذ متزايد في المنطقة، أعلن زعيم ديني (سوداني) عن أنه هو "المهدي"، وأنه يهدف لإزالة ظلم الحكام الأجانب وإقامة العدل، خاصة فيما يتعلق بالضرائب الباهظة التي فرضها أولئك الحكام. ومع اكتساب ثورته لمزيد من القوة والأنصار، بدأ طمعه في السلطة يُفْقَد حركته بريقها ونقائها الأيديولوجي. وتتبعت ليلى أبو العلا في روايتها الجديدة الرائعة "روح النهر River Spirit" مسار تلك الثورة، وهي تتحور إلى أداة جديدة من أدوات القهر. وعاشت في غضون تلك السنوات التي سادها العنف والاضطراب كل شخوص الرواية. فهناك ياسين، ذلك التاجر الذي صار فقيها فيما بعد (بعد أن درس في الأزهر الشريف. المترجم)، وكاد موقفه المبدئي ضد المهدي يورده موارد الهلاك. وكان ياسين يقول: "نسميه المتمهدي ... المهدي المزيف ... الدجال"؛ "كلمات شجاعة، إلا أن أعصابنا في غاية التوتر، وثقتنا في حالة يرثى لها". وهناك أيضا "صالحة"، زوج ياسين، وهي أمرأه قوية الشكيمة قدمت تضحيات كبيرة ينفطر لها القلب. ومن الشخصيات الأخرى في الرواية فاطمة، والدة ياسين، التي شقت لنفسها طريقا للتخريب في حياة سياسية كانت تخفيها عن أعين أفراد عائلتها. وهناك أيضاً إسماعيل، صديق ياسين، الذي كان يكتم تشككه من أجل تنفيذ ما يأمر به المهدي، إلى أن وجب عليه – في نهاية الأمر – أن يختار بين الطاعة وبين صداقة عزيزة عليه.
    وتقدم ليلى أبو العلا كذلك للقارئ في منتصف الرواية شخصية أخرى هي لرجل أسكتلندي اسمه روبرت، وهو مهندس سفن، كان قد هجر مجال الفن عقب وفاة زوجته، وكان يقول بلهجته الأسكتلندية: " لا يا أمي. ما أنا بحاجة (الآن) لفرش الرسم ولا للألوان ولا لقماش الرسم الكتاني. لقد انتهيت من ذلك العمل". ثم ارتحل روبرت إلى الخرطوم للعمل في حوض للقوارب، حيث أعاد اكتشاف حبه للرسم والتلوين. وتجبرنا الرواية للنظر في الطرق التي كان يمارس بها روبرت فنه. فقد كان يستعبد – مع بعض التأبي – امرأة (من "الأهالي". المترجم) ويجبرها أن تجلس أو تقف أمامه كي يرسمها. وكان يسأل نفسه إن كان بالإمكان خلق شيء جميل من أبشع التعديات الأخلاقية.

    ولكن في وسط كل هذه السرديات، التي تتداخل وتتلاقى في تموجات مع بعضها البعض بشكل ممتع مثل الأمواج على الشاطئ، تجد في الرواية شخصية "أكواني". فهي قلب الرواية النابض وعمودها الفقري المستقيم. ومن المثير أن نذكر أن المؤلفة ذكرت في باب "الشكر والعرفان acknowledgments" بالرواية أنها عثرت في أرشيف جامعة درم على فاتورة مبيعات واِلتِماس أو عَرِيضَة لفتاة مسترقة هاربة (آبِقة)؛ وكانت تلك هي إحدى أصول تلك الشخصية المركزية. وكانت "أكواني" بنتاً يتيمة مسترقة أنقذها ياسين، بعد أن قامت مجموعة من صائدي الرقيق بغارة على قريتها قتلوا فيها والدها (وآخرين)، وبِيعَتْ، وغُيِّرَ اسمها الأصلي إلى "زمزم". وغدت حياتها تدور حول البحث عن الحرية والسعي لتكوين عائلة جديدة.

    وفي غضون تلك الفترة داومت "أكواني" على أمرين عدتهما من الثوابت: الذهاب إلى ضفة النيل الأبيض فهو "كتاب زمزم، الذي تستطيع مطالعته"، وعشقها لياسين، على الرغم من أن شكل ذلك الحب - الذي بدأ منذ الطفولة - قد تغير الآن.
    ويمكن للمرء أن يختار قراءة هذه الرواية باعتبارها "قصة حب" أكثر من كونها "قصة حرب"، يجد فيها أن الرابطة (العاطفية) بين ياسين وأكواني تقدم جوهراً عاطفياً معقداً ولكنه ينتصر في النهاية.
    مرت عليّ لحظات تمنيت فيها أن أكون أكثر قرباً من شعور ووعي "أكواني"، وأن أشغل عقلاً مرناً مثل عقلها، يملأه عشق جامح، لكنه مقيد بشدة. في ظل أيام عملها الشاق، لا بد أن تكون بالتأكيد قد عانت من ألم ممض وفَجّع وحرقة لما كان عليه ماضيها، ومن الرغبة في النضال من أجل مستقبلها. لكن ربما يكون جزء من طِمَاح هذه الرواية هو رفض مثل تلك التوقعات.

    إن إحدى المتع العظيمة في هذه الرواية هي الاستماع لها وهي ترشدنا لكيفية قراءتها. الوتيرة سريعة، تتسابق على الأحداث الجسيمة، وتوضح تغييرات عميقة بشكل مباشر مقلق. النص قاسٍ لا يرحم عند تقديم لحظات من الأَسَى والكرب. خذ على سبيل المثال، اللحظة التي شاهدت فيها "أكواني" طباخاً كبيراً في السن له شخصية آمرة، ومحبوبتها خديجة وهي تُقتل على يد أحد الحراس لإصرارها على أن المهدي هو نبي كاذب. كتبت ليلي أبو العلا: "لقد فقد أعصابه وداس على بطنها. لم تنج، وفارقت الحياة".

    وتترك لغة الرواية الحادة القوية الصارخة للقارئ أن يقرر كيف يتأثر بها. هل سنتوقف؟ هل ندير أنظارنا؟ هل سنتأمل في المعنى المنشقّ لموت فرد ما - ما هو المعنى بالنسبة لمن يحبه، وما هو المعنى عند أمة في حالة حرب؟ غير أن الرواية شَفُوقة وعطُوفة أيضاً. تتفهم الرواية لماذا يتبع الأنصار والأتباع، ولماذا يهاجم الأعداء، ولِمَ يخون المعذبون. إنها قصة حب تدوم في زمن القسوة والعقاب.
    يخبرنا ياسين بأنه "ليس بمقدور المتعصبين المتطرفين أبداً إخراج أحسن ما في نفوس الناس ... سوف يَجِدُّونَ في تَجْيِيش الْجُيُوشِ، ويغزون وينهبون، لأن العدوان هو وحده الذي سوف يحافظ على قضيتهم حية في النفوس. إن قتال عدو ما، هو دوماً أَسْهَل من إدارة تعقيدات البشر".
    للمرء ان يقرأ "روح النهر" بحسبانها روايةً عن تعقيدات البشر تلك، خاصة تعقيدات حَيَوات النساء. ففي المواقف التي تتسم بالزعزعة والخطورة وعدم الاستقرار، تفلح النساء دوماً في إيجاد طرق للروغان منها، وتحديها، والانتصار عليها.

    وفي نهاية الكتاب، تتركنا المؤلفة مع أكثر الأسئلة ثقلاً: ما الذي نؤمن به، وما هي الأشياء التي يمكننا التضحية بها من أجل تلك المبادئ التي نؤمن بها؟ إن تخلينا عن قناعاتنا من أجل سلامتنا (الشخصية)، فما قيمة هذه السلامة؟ أين مركزنا الأخلاقي، ما مدى قربنا من القلب؟
    لقد ألفت ليلى أبو العلا رواية عن الحرب والحب والإيمان والأنوثة، و- بشكل حاسم –عن الخلاف حول صدق الروايات العامة. من سودان القرن التاسع عشر إلى أمريكا اليوم، تغدو تلك الأسئلة، وهي في طريقها إلينا، أشد الحاحا.
    ******** ******* ******* *******
    2/ المراجعة الثانية: نشرت الكاتبة البريطانية المستقلة آنا هاترسلي Anna Hattersley هذا العرض لرواية ليلى أبو العلا الجديدة في مجلة "Litro Magazine" في 23 مارس 2023م.
    ___ ____ ___
    إن كلمة "حَتْمِي" هي الكلمة المفضلة للروائية ليلى أبو العلا، بحسب ما ذكرته في مقابلة لها في البودكاست المسودة الأولى (First Draft). تقول: "أحب الأدب القصصي بسبب ذلك، لأنه يُظهر بقوة كيف أن كل ما تراه ليس عشوائيًا فحسب. هناك الكثير وراءه مما أدى إلى نشوء هذه اللحظة بالذات".
    وبالفعل، يتخلل شعور بالحتمية رواية ليلي أبو العلا الجديدة "روح النهر"، ففيها يتناول سبعة رواة التحديات التاريخية والسياسية والدينية التي واجهت السودان في نهايات القرن التاسع عشر. وتتبعت الرواية حياة "أكواني" منذ أن كان عمرها أحد عشر عاماً، حين استرَقّت، وإلى أن بلغت مبلغ النساء. وكانت قصتها هي الرابط الذي جمع بين أولئك الرواة السبعة، بينما تشتت شمل العائلات بقيام زعيم ثوري بإعلان نفسه أنه "المهدي". وأجبر ظهوره وتسنمه للسلطة في البلاد شخوص الرواية لاختيار ولاءات متباينة، ومنح الأولوية لأجزاء مختلفة من هوياتهم.

    وعلاقة أكوني وياسين من الأمور المركزية في الرواية أيضاً، وفي بعض النواحي يمكن أن تُعد هذه الرواية قصة حب. يأخذ التاجر (الشمالي) ياسين معه أكوني وشقيقها بول ليتولى رعايتهما بعد أن تَيْتمَا إثر غارة على قريتهما. وتقوم أخت ياسين، واسمها حليمة، بتغيير اسميهما وتفرق بينهما، وترسلهما في مسارين متناقضين. وتصير أكواني هي زمزم، ويتم بيعها مسترقًة عديد المرات. وتغير حليمة اسم بول إلى إسحاق، وتتبناه عائلتها ولداً لها. وبهذه الطريقة تجعل المؤلفة من (تغيير) الاسم وسطوة التسمية إحدى الموضوعات (themes) المفتاحية في الرواية.
    عندما تعلمت زمزم من تومة أنه "لم يكن على المرء أن يسأل أسئلة معينة، فرواية الماضي لن تزيله ... كان من أسوأ الأخلاق أن تسأل الواحدة أسئلة مثل: ما سبب تلك الندبة على جسدك؟ ما هو اسمك سابقاً؟ أين يوجد طفلك الأول الآن". حينها يبدأ الشعور بثقل الكلولونيالية، الذي هو أيضاً موضوع مركزي تتعامل معه ليلى أبو العلا بحذق وبراعة.
    وتقود ثورة المهدي إلى تحرير السودان من الحكم العثماني، وتعرض المؤلفة هنا تعقيدات الموقف عبر تسمية الطفلة. فلا تتصالح زمزم مع اسمها الجديد إلا في نهاية الرواية عندما تسمع قصة (السيدة) هاجر التي سميت باسمها. "منذ لحظة تغير منظور زمزم حول اسمها. تلك التي تحدثت عن لغة النهر سُمِّيَتْ على اسم ذلك الماء المقدس". ويرمز الماء والأنهار كثيراً للحرية والسعادة عند زمزم، سواءً أكان في ملعبها البهيج وهي طفلة صغيرة، أو في ملاذها وهي مسترقة. غير أن الأنهار هي ما كانت قد سهلت - بشكل حاسم – الحملة الكلولونيالية وحربها. وفي كل أجزاء الراوية نجد أن البواخر النيلية كانت هي من أدوات المعتدين الظَلَمة.

    وتناولت المؤلفة أيضا الدور الذي أداه الجنرال غردون في السودان، وتتبعت نظرة السودانيين له، وكيف يصوره البريطانيون في بلادهم. وفي حين أنه قد ينساه العديد من البريطانيين الجاهلين بماضيهم الاستعماري وغير المهتمين بالتماثيل القديمة، فإن الحكايات التي رُوِيَتْ عن مقتله (في الخرطوم) كان لها تأثير مباشر في بريطانيا على مستقبل السودان. وربما كان ذلك هو السبب الذي دفع ليلى أبو العلا لتختم روايتها، ليس بتحرير السودان، أو عودة زمزم لقريتها، بل ختمتها بما حدث بعد ذلك بأربعة عشر عاما حين استولى البريطانيون على السودان. ويجد القارئ في فصل الرواية الأخير صالحة (زوجة ياسين) تسأل: "سيطرت بريطانيا الآن على كل أراضي (الخلافة) العثمانية التي كانت تحت سيطرة حكم المهدية. هذا ما جلبناه على أنفسنا نحن السودانيين عن غير قصد؟".
    تشكلت رواية "روح النهر" أيضاً بناءً على معتقدات شخوصها الدينية. فمواقف الزوجات والسَرَارِيّ والأزواج أو المسترقين ليست مواقف عرضية حدثت صدفة، فهي جزء لا يتجزأ من حَبْكة الرواية. يرون حظوظهم تتحول وتتجه نحو الصعود (والهبوط) لأن أحد التطورات يقود بلا هوادة إلى التطور التالي، ويحكون قصصهم بأصوات مميزة وواضحة لا لبس فيها. لغتهم جذابة يسهل فهمها. وصار الكثير منهم يعرفون أنفسهم من خلال الابتعاد عن بلدانهم الأصلية، ومن خلال علاقتهم الجديدة مع من حولهم - تجارب لا تختلف كثيراً عن تلك التي عاشتها المؤلفة نفسها.

    ولدت ليلى أبو العلا (لأب سوداني وأم مصرية. المترجم) في القاهرة، ونشأت في الخرطوم وانتقلت إلى أسكوتلندا وهي في العشرينات من عمرها، ووصفت كيف شكل الانتقال إلى بلد أكثر علمانية وجهات نظرها حول هويتها وإيمانها. وتم ترشيحها ثلاث مرات لجائزة Orange، التي صار اسمها الآن "جائزة المرأة للأدب"، وكانت أول فائزة بجائزة Caine للكتابة الأفريقية وفازت بجائزة العام في "جوائز جمعية سالتير الأدبية" (التي تسعى إلى تكريم الكتب التي تكون إما لمؤلفين أحياء من أصل أسكتلندي أو يقيمون في اسكتلندا. المترجم). أكان من المَحْتُوم على ليلى أبو العلا أن تؤلف رواية "روح النهر"؟ هذا سؤال نتركه لها. ومع ذلك، تقدم لنا هذه الرواية نظرة ثاقبة مثيرة للاهتمام عن حياة المسلمين في ثمانينيات وتسعينيات القرن التاسع عشر. وتثير تلك الحيوات الخيالية أسئلة حول الكيفية التي يحدد بها تاريخنا ما يمكن اعتباره اليوم أمراً "حتميا".

    ******** ******* ******* *******
    3/ المراجعة الثالثة: صدر هذا الاستعراض القصير في مجلة "مراجعات كيركس Kirkus reviews " في 15 يناير 2023م، بعنوان: "شابة تناضل من أجل نيل استقلالها واستقلال وطنها". ومراجعات كيركس، بحسب ما ورد في موسوعة ويكبيديا، ‏هي مجلة نصف شهرية أمريكية، أسستها فرجينيا كيركس‏؛ وبدأت في النشر في العام 1933م. تصدر المجلة في نيويورك، وتهتم بمراجعة الكتب قبل أن تُنشر.
    -------- ----- ------
    كانت أكواني طفلة صغيرة عندما غُزِيَتْ قريتها السودانية وقُتِلَ والدها. وتمكنت من النجاة عندما استطاع ياسين، التاجر الشاب الذي كان يزور منطقتهم قادماً من الخرطوم، من أخذها معه. وربط ياسين مصيره بمصير أكواني بشكل لا رجعة فيه.
    وتدور أحداث هذه الرواية (وهي آخر أعمال ليلى أبو العلا) في أخريات القرن التاسع عشر، عندما كان السودان لا يزال تحت الحكم العثماني، رغم أن أعراض ضعف تلك الامبراطورية كانت قد بدأت في الظهور. وظهر قائد سوداني أعلن أنه هو "المهدي" (الذي يؤمن المسلمون بظهوره في آخر الزمان)، وجمع حوله في فترة قصيرة عدداً كبيراً من الأنصار. غير أن ياسين يهجر مهنة التجارة التي ورثها لدراسة القرآن، ولم يكن يؤمن بمهدية ذلك الرجل.
    إن توصيف ليلى أبو العلا البالغ الدقة لتاريخ السودان الكلولونيالي والاجتماعي والديني هو أفضل أجزاء هذه الرواية الغنية المؤثرة. وحتى في الوقت الذي كانت فيه إنجلترا تنافس (غيرها)على الهيمنة على السودان، وحتى عندما تكتب ليلى أبو العلا عن التغيرات في السلطة الحاكمة بالبلاد، فإن نثرها لا يتحول أبداً إلى كتابة ثقيلة الوطأة تعوزها البراعة.
    ويتم تغيير اسم "أكواني" بعد خروجها من قريتها بالجنوب إلى "زمزم"، وتصبح بلادها أكثر عنفاً بصورة متزايدة، وتغدو حظوظها في الدنيا أشد اضطراباً وارتباكا، حيث تعرضت للاسترقاق ثم العتق. غير أنها ظلت دوماً وفية مخلصة لياسين. وكان ياسين في بادئ الأمر يعتقد أن حبه لزمزم يشكل عبئاً عليه. غير أنه يغير رأيه بعد وقت قصير ويرى أن زمزم لا تشكل عبئاً عليه، بل هي هدية؛ وأن من الخطأ أن يفكر بأي طريقة أخرى. وبينما كانت ليلى أبو العلا قد تناولت العلاقة بين زمزم وياسين بصورة باهرة تفيض بالحيوية، بل بلغة آسرة، فإنها لم تُدِرْ حبكة الرواية بذات الحيوية. فقد كانت وتيرة الأحداث بالرواية تبدو أحياناً غير متوازنة. فنجد أن الأحداث المأساوية أو العنيفة تقع مع القليل فقط من التحذير أو الضوضاء؛ ولا يتم بصورة كاملة دمج قصة جانبية عن رسام أسكتلندي في بقية الرواية. ورغم ذلك، فلا يزال هناك الكثير مما يدعو للأعجاب والإشادة برواية ليلى أبو العلا.
                  

12-12-2023, 05:33 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: حيدر حسن ميرغني)





                  

12-12-2023, 05:42 PM

Nasr
<aNasr
تاريخ التسجيل: 08-18-2003
مجموع المشاركات: 10858

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: حيدر حسن ميرغني)

    ألف مبروك لليلي أبو العلاء
    قرأت لها رواية واحدة هي ولي المساء حارة المغني
    وهي رواية في غاية الإمتاع

    ولو لقت سيناريست محترفين ممكن يطلع منها أجمل مسلسل تلفزيوني
                  

12-12-2023, 06:08 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10934

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: Nasr)

    شكرا يا حيدر باتحافنا بهذه المادة الدسمة عن الرواية وعرضها و نشأتها والربط التاريخي بين نشأة الكاتبة و أصولها(الهوية)

    وبين الظروف التاريخية والأحداث التي تترك أثرها في الإنسان وتلصق في الذاكرة..

    الرواية عدها البعض ضمن سرديات ما بعد الكولونيالية وعدها البعض رواية تستند على الإرث التاريخي و عدها البعض قصة حب

    وهي تتضمن كل ذلك..

    أعتقد بروف بدرالدين الهاشمي هو من ترجم الرواية(غير متاكد) لأنه ترجم لها عدة روايات..

    وهو كالعادة بارع في ترجمة النصوص التاريخية التي تتعلق بتاريخ السودان (بعيون غربية)... هذا العرض الذي ترجمه يزيد من ثراء وقيمة الرواية نفسها

    لأنها تشير إلى أبعاد تساعد القاري(المتنبِّه) لتفحص قيمة الرواية وفهم ما وراء السرد بخلاف جماليات السرد ولكن تجعله يدركقيمة أن تكون إنسان و أن تكونلك أخلاق.

    **أجد نفسي حزينا لأن رواية"توترات القبطي" لأمير تاج السر لم تجد حظها من النقد المحلي ولا الخارجي.,لا أدري هل تمت ترجمتها أم لا.. لكنها رواية لا تقل إبداعا ولا روعة

    عما كتب حول نفس الفترة التاريخية ...

    الكاتبة ليلى أبو العلا ذكية لكونها نقلت الرواية إلى صف الكتاب القليليين الذين صُنِفت أعمالهم ضمن أدب ما بعد الكولونيالية...

    **لدي تعليق على قصة حقيقية حزينة قريبة الشبه بما ذكرته ابو العلا...وهي اكتشاف قصة المسترِقة.... وأكاد أن أؤكد بأن ابو العلا اطلعت على هذه القصة الموازية..

    ولي عودة

    *** هل نحن بعيدون و نحن نعايش ونشاهد ونسمع ما يحدث الآن.... هل سيجي يوما لتجد هذه السرديات المرعبة من ينقلها للعالم؟؟
                  

12-12-2023, 06:44 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10934

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)


    لدي تعليق بسيط لفت نظري و لا أريده أن ننساه في خضم عرض الرواية وهي الجزء المتعلق بالهوية..

    استوقفتني حقيقة أن ليلى أبو العلا تجمع بين الهويتين السودانية والمصرية... وذلك يذكرنا بالدراسات التي تتحدث عن هويات الأجيال الهجينة..

    *** ولا ننسى أن الهويات في هذه الرواية هي بمثابة القلب... ولكنها متوارية عن الأنظار إلا لمن يود أن يطلع عليها...

                  

12-12-2023, 07:55 PM

حيدر حسن ميرغني
<aحيدر حسن ميرغني
تاريخ التسجيل: 04-19-2005
مجموع المشاركات: 25196

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: محمد عبد الله الحسين)

    Quote: لأنني أتحدث لغتين، لم أكن بحاجة للاعتماد فقط على الأرشيف الموجود في بريطانيا. كان نصف بحثي يعتمد على السجلات العربية. على الرغم من أن بعض هذه المصادر الأولية قد تمت ترجمتها إلى اللغة الإنجليزية وأنني أقرأ الإنجليزية بشكل أسرع، إلا أنني قرأتها باللغة العربية الأصلية. إنهم رائعون لأنهم يكشفون الحياة اليومية للناس العاديين خلال هذه الحروب. تمكنت من خلالهم من التعرف على بنية الحياة في ذلك الوقت، وكيف يأكل الناس، وكيف يسافرون، ويتواصلون، وتوقعاتهم وقلقهم..

    تعرف يا محمد يعجبني الخيال الخلاق المبني من خلفية حدث/ معلومة/ تكاد تكون هامشية في السرديات التاريخية ، ليتسع وينسج هالة من الإبداع داخل النص
    هذا ممكن ان نعزيه لثقافة المبدع نفسه وتمكنه من سبر اغوار الشخوص التي يحكي عنها ، لذلك ، نقع في سحر ما ينقله لنا من شجنهم وأفراحهم وآلامهم في سرد بسيط وعميق
    لا شك ، ليلى ابو العلا تتمتع بخيال خصيب وساحر في آن
                  

12-12-2023, 09:30 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10934

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: نيويورك تايمز تختار «روح النهر» للسوداني� (Re: حيدر حسن ميرغني)

    الموضوع جميل. وفيه احالات عديدة.لكن المشكلة الواحد بينسى نفسه ويندلق
    مع الاحالات الواحد بيطلع من الخط ولما يتوه الخيط ذاته..
    **الجميلة في الكاتبة الانسجام الهوياتي ..بل ربما هذه الهجنة /الكريولية تعمق من الإحساس
    بالهوية و روح الانتماء...هذا العمل الروائي في اعتقادي ينطلق من هذا الوضع الهوياتي والانتقال عبر الحدود والدول مما وسع من دائرة الرؤيا...هذا بخلاف خيال الكاتبة..
    دي خربشات حول النص(نفتقد الخواض)...
    اكتفي بذلك فقد تعسمت الاصابع من الكتابة وتعفص الجوال..
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de