أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلية فجر اليوم بمدينة عطبرة الأستاذة المربية فاطمة حسن

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 10:51 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-06-2023, 03:30 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلية فجر اليوم بمدينة عطبرة الأستاذة المربية فاطمة حسن

    03:30 PM August, 06 2023 سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر
    كتبت الأخت الدكتورة بتول مختار محمد طه:

    بسم الله الرحمن الرحيم

    (الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)


    انتقلت إلى جوار ربها فجر اليوم الأحد ٦ أغسطس ٢٠٢٣ بمدينة أتبرا الأخت الجمهورية فاطمة حسن وهي تعتبر الجمهورية القيادية في مدينتها ومن قياديات الجمهوريين على مستوى السودان.
    فاطمة أصلا من شمال السودان (مناطق التماس بين الضناقلة والمحس).
    دخلت مجال التعليم باكرا وظلت في هذا الحقل لحوالي سبعة عقود وعملت في مناطق أعالي نهر سيدون ثم أتبرا إلى أن تقاعدت ولكنها ظلت معلمة بسمتها في متقلبها ومثواها.
    دلفت باكرا إلى سوح الأستاذ محمود محمد طه بداية سبعينات القرن الماضي وسرعان ما صارت القيادية بالمنطقة فاحتضن منزلها العامر الفكرة الجمهورية وصار منزلة الأستاذ محمود محمد طه والأخوات والأخوان الجمهوريين وكل الوفود التي تذهب إلى أتبرا بل وأطراف اسرهم التي تحل ضيوفا على المدينة.
    ساهمت الراحلة الكريمة بدور أساسي في تكوين فرقة أتبرا وهي فرقة أنشاد معروفة ولها تسجيلات كثيرة في موقع الفكرة الجمهورية.
    بجانب أنها صاغت الكثير من ألحان قصايد تلك الفرقة فقد ساهمت هي أيضا بالأنشاد كمنشدة منفردة ولها كذلك العديد من التسجيلات.
    نعزي في رحيلها كل الأخوان والأخوات الجمهوريين واسرتها وتلاميذها وعارفي فضلها.
    نخص بالعزاء الأبناء الأستاذة اشراقة محمد حسن بأتبرا والبامهندس أسامة محمد حسن بالحجاز.

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 08-06-2023, 03:39 PM)







                  

08-06-2023, 04:36 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Yasir Elsharif)

    منقول من بوست النذير حجازي. تسلم يا النذير

                  

08-06-2023, 04:39 PM

اْسامة اْباّرو
<aاْسامة اْباّرو
تاريخ التسجيل: 02-13-2008
مجموع المشاركات: 964

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Yasir Elsharif)

    اللهم أنزلها نزل الطيبين مع من تحب ، والحقها بالصالحين رفقة من تحب.
    لها الرحمة والمغفرة ولأهلها ثواب الصابرين..
    العزاء لكافة الجمهوريات والجمهوريين ، ولأصدقائها ومعارفها..
    ولا حولا ولا قوة الّا بالله.
                  

08-06-2023, 04:45 PM

نعمات عماد
<aنعمات عماد
تاريخ التسجيل: 03-08-2014
مجموع المشاركات: 11404

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: اْسامة اْباّرو)


    اللهم أرحمها و أغفر لها و تقبلها القبول الحسن
    التعازي لكم و لكل الجمهوريين.
                  

08-06-2023, 04:55 PM

Amira Hussien
<aAmira Hussien
تاريخ التسجيل: 11-26-2016
مجموع المشاركات: 1722

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Yasir Elsharif)

    لها الرحمة والمغفرة والعزاء لاسرتها ولكل الاخوةوالاخوات الجمهوريين
                  

08-06-2023, 05:01 PM

Ahmed Yassin
<aAhmed Yassin
تاريخ التسجيل: 01-31-2013
مجموع المشاركات: 5507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Amira Hussien)

    اللهم ارحمها واغفر لها واجعل قبرها نورا وضياء برحمتك
    التي وسعت كل شىء وادخلها الجنة
    انا لله وانا اليه راجعون
                  

08-06-2023, 05:53 PM

Omer Abdalla Omer
<aOmer Abdalla Omer
تاريخ التسجيل: 03-02-2004
مجموع المشاركات: 4086

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Ahmed Yassin)

    لها الرحمة و المغفرة و القبول و خالص العزاء لأسرتيها الصغيرة و الكبيرة
                  

08-06-2023, 06:07 PM

السر عبدالله
<aالسر عبدالله
تاريخ التسجيل: 11-10-2006
مجموع المشاركات: 1507

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Omer Abdalla Omer)

    لها المغفرة والرحمة والفردوس الأعلى
    والعزاء موصول لكل الجمهوريين داخل وخارج السودان
                  

08-07-2023, 02:13 AM

النذير حجازي
<aالنذير حجازي
تاريخ التسجيل: 05-10-2006
مجموع المشاركات: 7160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: السر عبدالله)

    تقبلوا تعازينا الحارة يا حبيبنا د. ياسر الشريف وكل عموم قبيلة الحمهوريين الكرام،
    في هذا الفقد الجلل.

    كتب د. حيدر بدوي صادق:
    انتقلت اليوم إلى رحاب الكريم أختنا وأستاذتنا العظيمة فاطمة حسن، كبيرة الجمهوريين والجمهوريات في مدينة عطبرة. رحمها الله وأجزل لها العطاء وأنزلها منازل الصديقين والشهداء. وعزاؤنا أنها كانت من الجمهوريات الرائدات. وقد شهدت على ذلك عطبرة، وشهدت الخرطوم، وشهدت الأرجاء العديدة التي جابتها في السودان، بطوله وعرضه، ناشرة للوعي والاستنارة.

    وكتب عنها أخي وأستاذي محمد الفضل أحمد الطاهر، كبير الجمهوريين والجمهوريات في القضارف. وحكى قصة التزامها بالفكرة الجمهورية بعد أن كانت عضوة في الحزب الشيوعي، تم تكليفها بمتابعة محاضرات الأستاذ محمود محمد طه بعطبرة.
    ___________

    محمد الفضل
    القضارف
    ٦ أغسطس ٢٠٢٣

    تقبل الله أختنا الحبيبة فاطمة حسن مع الأخيار من أهل قرباه من إخواتنا وإخواننا الذين سبقونا بالإيمان. ونعزى الإخوات، بصورة خاصة، فى هذا الفقد الجلل. ونعزى أنفسنا وجميع الجمهوريين.

    كنا، شخصي ومبارك الحاج وجعفر دياب وحيدر بدوي، فى وفد للشمالية عندما نقلت ماما فاطمة لدنقلا. وزرناها بمكتبها، ومنها إلى بيتها. فأشرقت كأنما نزلنا عليها من السماء. فرحتها وتعبيرها عن حبها لنا كنا فوق الوصف. وهذا شأنها وديدنها، كما هو معلوم عن حبها لجميع الجمهوريين، ولجميع من هم في محيطها.

    ويجدر بي هنا أن أنقل لكم قصة التزام [ماما فاطمة] للفكرة الجمهورية كما روتها بنفسها:

    كنت عضوة فى الحزب الشيوعي وصادف طواف الأستاذ وزيارة عطبرة لاقامة محاضرات. تم انتدابي وزميلة من الحزب أن نحضر المحاضرات ونسجل فيها ما دار وحمل كل منا دفترا وقلما. أخذت واعجبت بالأستاذ وبالاخوات المصاحبات للوفد، بتول، اسماء، رشيدة، نوال، سمية. نقلنا المحضر للحزب وتخلفت الزميلة فى المحاضرة الثانية. حضرت المحاضرة برفقة أخي فلما انتهت المحاضرة قلت لأخي عايزة أقدم دعوة للأستاذ لزيارتنا لكن تفتكر بقبل وهو رئيس حزب بستجيب لدعوتي؟ قال لى: انت خسرانة شنو كلميه. كلمت الأستاذ فرحب بالدعوة لكن قال عندنا شرط، نزوركم العصر قبل المحاضرة ومنكم نمشي للمحاضرة نشرب شاى بلبن وبس. قبلت الشرط، أخبرت الوالد مشى السوق جاب الفواكة والمشروبات وخلافه وشريط أحمر زين بيه أعمدة المدخل لاستقبال الأستاذ والضيوف. لما حضر الأستاذ وشاف الاستعداد، قال لي: يا فاطمة أخليتى بالشرط! بادر الوالد: يا أستاذ دا بيتي أنا أكرمك بالشئ البليق بيك وفاطمة ما عندها دخل. تبسم الأستاذ وظهر عليه السرور. بعد شراب الشاي صحبتهم للمحاضرة حتى نهاية اسبوع المحاضرات. كانت آخر محاضرة يوم نهاية اجازة المدرسة حيث أعمل بمدرسة سيدون. الأستاذ قال لي: تحضرى المحاضرة بعد نهايتها نودعك بالمحطة.
    انتهت المحاضرة عند الساعة تسعة وهو وقت المبارحة للقطار من عطبرة. تحركنا بعد المحاضرة الساعة ٩ فوجدنا القطار لم يبارح المحطة وهى نقطة انطلاقه وهى من أغرب الاشياء من نقطة المبارحة من رئاسة السكة الحديد.
    بعد اسبوع لم أطق الانتظار فاتصلت بالأستاذ بالرقم الذى اعطاني إياه ورغبتي في الحضور، فوصف لي تركبي لامدرمان الثورة بالنص جامع الختمية تلفي شمال في فسحة امام البيت، وصلت حسب الوصف، قابلت الأستاذ فرحب بي مع ابتسامته وحبه المعهود، ومنها وعييييك.
    كانت جلسة ممتعة يد العناية فيها ظاهرة فى الاختيار .
                  

08-07-2023, 03:46 AM

adil amin
<aadil amin
تاريخ التسجيل: 08-01-2002
مجموع المشاركات: 37046

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Yasir Elsharif)

    الله يرحما ويتقبل هذه التلاوة على روحها
                  

08-07-2023, 06:09 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: adil amin)

    الشكر للمعزين والمعزيات.

    الله يبارك فيكم
                  

08-11-2023, 07:47 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Yasir Elsharif)

    منقول من بوست النذير حجازي " جمهوريون أحببتهم"
    Quote:
    رحلت أمي فاطمه حسن محمد إدريس و انهد ركن ركين ، و انفتحت ثغرة لا تسد ..*

    بقلم ابنها المكلوم: المهندس محمد عبد اللطيف هارون

    كنت في السنة الثانية بكلية الهندسة جامعة الخرطوم و من ضمن المنهج الدراسي ، كان لزاما علينا أداء دورة التدريب العملي الأساسي(zero training) بورش سكك حديد عطبرة ، كان ذلك في شهر رمضان من العام ١٩٨٦ م ،و كنت أعلم مسبقا أن لنا بمدينة عطبرة أهل كثر ، انتقل منهم من انتقل الى الرفيق الأعلى و بقي من بقي و كان من ضمن من انتقل ، عمي عبدالله هارون شيخ طويل رحمة الله عليه الذي عاش جل حياته بمدينة عطبرة إلى أن قبر فيها ..
    وانا احمل متاعي نحو محطة سكة حديد الخرطوم حيث تجمع الطلاب للسفر ، كررت على مسمعي مرارا ، والدتي رحمة الله عليها : " لازم تمشي لي خالاتك (حسنية و ستنا و فاطمة)" ، خالاتي اللائي سمعت عنهن مرارا في حكاياها لنا وهي تجتر حنين ذكريات طفولتها معهن ، سمعت كثيرا عنهن و من فرط محبة والدتي لهن بت اتلهف للقياهن ، و من أكثر ما شد انتباهي من تلك الروايات عنهن و التي رسخت في ذهني ، كانت عن خالتي الراحلة فاطمة حسن (ماما فطين) ، الوحيدة من بينهن من تقدمت في التعليم ، فهي خريجة معهد المعلمات بام درمان و عملت بعد تخرجها أستاذة بالمرحلة الاولية ثم الابتدائية بمدينة عطبرة و ضواحيها ، تنقلت "ماما فطين" ، كما يحلو لنا مناداتها ، في المدارس المختلفة و طافت مختلف المناطق بالمديرية الشمالية ، تتفانى في عملها ، أنيقة المظهر ، مثقفة ، خطاطة جدا ، و من أكثر ما كان يتردد عنها أنها اتبعت الفكر الجمهوري و المفكر محمود محمد طه في بواكير رحلتها مع التعليم ، و لم أكن اميز وقتها ماذا تعني الفكرة الجمهورية غير ما يثيره الناس عن غرابة الفكرة على المجتمع السوداني ، بالرغم من تلك الحلقات التي كان يعقدها الجمهوريون في الاسواق بمدينة بحري مساء ، و لكن كنا نمر عليها انا و صديقي ياسر مزمل و نحن طلاب في بحري الثانوية ،مرور الكرام ، مشاهد لرجال مهندمون و نساء يرتدين الثياب البيضاء ، يقفون معا ، تحمل النساء كتيبات تشرح الفكرة ، و يتحدث الرجال يشرحون الفكرة ، و اذكر انني لم اكن اركز كثيرا على ما يقال بينما يقوم صديقي ياسر بمناكفتهم دون بصيرة و فكر فقط من اجل المناكفة ، و مما لفت انتباهي جدا و ظل اثره في نفسي حتى الان ، ذلك الأدب الجم و القدرة المهولة على كظم الغيظ ، التي كان يتصف بها الجمهوريون وهم يديرون حلقات النقاش و الهدوء الذي كانوا يردون به على جهالات السابلة وهم يمرون على الحلقات و يلقون عليهم أسئلة استفزازية ، و يقيني انهم قد خضعوا لدورات تدريبية روحية عالية جعلت منهم "محبة تمشي على قدمين " ، و قد كان ديدنهم في سلوكهم المهيب هذا تمثل خلق النبوة و إيمان بقول المصطفى عليه الصلاة و السلام (طوبى للغرباء) ..
    وصلنا عطبرة بقطار يحمل على متنه قرابة الثلاثمائة طالبا و طالبة، كانوا يمثلون كل اقسام كلية الهندسة و صبيحة اليوم التالي انهمكنا في دورتنا التدريبية بمختلف أقسام السكة حديد ، تعلمنا فيها إضافة للمعرفة العلمية و العملية ، تعلمنا الانضباط و احترام الوقت و "بهرتنا صورة عطبرة " فعلا و ليس قولا ، ظل راسخا في ذهني صفارة بدء الدوام ، و أهل عطبرة موحدون على ظهور عجلاتهم يدخلون إلى مباني السكة حديد ، و صفارة يخرج فيها الجميع على ظهور دراجاتهم إلى منازلهم لتناول الإفطار و صفارة استئناف العمل بعد الإفطار، و استمرار العمل حتى نهاية الدوام و يخرج الجميع بعد سماع صفارة الخروج ، نظام. اشتراكي غير معلن ، لم اعهده في الخرطوم في اي مؤسسة من مؤسساتها ، اللهم إلا القوات النظامية ، في هذه البيئة ولدت و نشأت "ماما فطين" ، و من أوائل من ذهبن للمدارس من الأسرة ، هي و اختها ستنا و اخوانها محمد و إدريس و عوض ، كان والدهم حريص على دخولهم المدارس في وقت كان اقرانهم في المناطق الأخرى لا يكترثون للتعليم ..
    مضت الأيام الأولى للتدريب ، و انغمست مع زملائي في التحصيل العملي نهارا و أمسيات السمر مساء في داخلية مدرسة عطبرة الحكومية ذلك الصرح المطل على ملتقى نهر عطبرة و نهر النيل ، مضت الأيام و في غمرتها تذكرت وصية والدتي ..
    بعد انتهاء الفترة التدريبية ، بعد ايام من انطلاقتها خرجت مع ارتال الشغيلة و منظرهم المهيب وهم يخرجون من بوابات الهيئة المختلفة بعد سماع صافرة انتهاء الدوام و يممت وجهي شطر حي المربعات المتاخم لحي أم بكول الواقع أقصى جنوب وسط مدينة عطبرة ، قاصدا تنفيذ وصية والدتي و ما كنت اعرف حينها انني مساق على اجنحة المحبة إلى لقاء امي الروحية (ماما فطين) ، احتفى الجميع بقدومي .. فالقادم انا و لكن كان الاحتفاء بوالدتي في شخصي بائن ( انا في شخصك بحترم أشخاص ) ، كان مقدار محبتهم لها يقفز من القلوب مباشرة قبل الايادي و عبارات التحية ، لاجدني قبل أن يرتد الي طرفي ماثلا أمامي قصر "ماما فطين" الوريف و دوحتها التي منذ هذه الوهلة أصبحت مهوى فؤادي و مسراي ، وجدتني سيد المكان ، قضيت أيام التدريب المتبقية كلها معها ، في بيتها وسط أبناء اخوانها و أخواتها، محاطا بالمحبة و الكرم ، تركت داخلية الطلاب .. أصبحت ماما فطين منذ ذلك الوقت (امي الروحية) .. نموذجي الطيب للانسان ، تشاهدها فتذكرك بالله و ملائكته و كتبه و رسله ، كانت تتمثل في كل تفاصيل حياتها ، واقعا، سلوك العارفين ، حديثها ، صلاتها ، اناقتها وهي ترتدي الثوب الابيض ، و أشهد اني لم ارها طوال حياتي ترتدي غير هذا الثوب الابيض ، فكانت تبدو وهي تسعى بين الناس كالحمامة البيضاء تحمل غصن الزيتون فتنثر السلام و المحبة بين الناس ، لسانها لا ينطق إلا ذكرا و شكرا ، محبة للصالحين ، تسعى إليهم سعيا ، و قد سنحت لي الفرصة أن اتجول معها عليهم ، ظلت باذلة حبها و مالها في تربية أجيال من الأبناء و البنات ، تساعد اخوانها في تربية أبنائهم، فكانت اما روحية للجميع .. و لدى عتبات مقامها العالي بدأت فهم الفكر الجمهوري ، الذي اشكلته علينا افهام متحجرة ، تحنطت في التراثيات و اعتمدت النقل دون العقل ، و لا ادعي تمام استيعابي له ، و لكن بفضلها تحرر عقلي من غلالات الغبش و سلم قلبي من الغل و الحقد ، بسلوكها اليومي فهمت معاني" لوحة خلق الجمال" ، و التي وجدتها جدارية معلقة في صالونها ، متنها من أقوال الأستاذ محمود و شروحها متنزلة في أفعال و سلوك و أقوال "ماما فطين " .. في بيتها تعرفت على بعض اخوانها و أبنائها الروحيين من الجمهوريين .. و تيقنت أن ذلك الأدب الجم الذي شاهدته يوما ما في تلك الحلقات بالأسواق في بحري لم يكن محض تمثيل ، بل كان قول متنزل على الأرواح فأصبح فعلا .. و أصبحت "ماما فطين" عندي هي "لوحة الجمال" و وجدتني قد حفظت كلماتها عن ظهر قلب من القراءة الأولى، إذ يقول الاستاذ : " نَحْنُ نُبَشِّرُ بِعَالَمٍ جَدِيدٍ، ونَدْعُو إلى سَبِيلِ تَحْقيقِهِ، ونَزْعَُمُ أنَّا نَعْرِفُ ذَلِكَ السَّبِيلَ مَعْرِفَةً عَمَلِيَّةً.. أمَّا ذَلِكَ العَالَمُ الجَّدِيدُ، فَهوَ عَالَمٌ يَسْكُنُهُ رِجَالٌ ونِسَاءٌ أحْرَارٌ، قَدْ بَرِئَتْ صُدُورُهُم مِن الغِلِّ والحِقْدِ، وسَلِمَتْ عُقُولُهُم مِن السَّخَفِ والخُرَافَاتِ.. فَهُمْ فى جَمِيعِ أقْطَارِ هَذَا الكَوْكَبِ مُتَآخُونَ، مُتَسَالِمُونَ، مُتَحَابُّونَ.. قَدْ وَظَّفُوا أنْفُسَهُم لِخَلْقِ الجَّمَالِ فى أنْفُسِهِم، وفى مَا حَوْلِهِمْ مِن الأشْيَاء.. فَأصْبَحُوا بِذَلِكَ سَادَةَ هَذَا الكَوْكَبِ.. تَسْمُو بِهِمُ الَحيَاةُ فِيهِ سَمْتاً فَوْقَ سَمْتٍ، حَتَّى تُصْبِحَ وكَأنَّهَا الرَّوْضَةُ المُونِقَةُ.. تَتَفَتَّحُ كُلَّ يَوْمٍ عَنْ جَدِيدٍ مِن الزَّهرِ، وجَدِيدٍ مِن الثَّمَرِ." . كانت "ماما فطين" لوحدها حديقة مونقة ظلت طوال عمرها تنفح من يلج عالمها بالمحبة ، فقد كانت تدين بدين الحب ، أنى توجهت ركائبه ، قولا واحدا ..
    وكانت النقلة الكبرى التي زلزلت أركان المسلمات في رأسي تلك المخطوطات التي وجدتها في غرفتها الخاصة ، خلوتها التي تقيم فيها الليل صلاة و ذكرا و تأمل ، حين قرأت فيها تعريفا لسر الحياة حيث يقول الاستاذ : (قديماً هام الناس بسر الحياة الأعظم .. هاموا بسر القدرة ، و بسر الخلود .. فجد الفلاسفة وراء ما أسموه بحجر الفلاسفة ، و بحث الكيماويون عما أسموه إكسير الحياة .. و حلم القصاصون بخاتم المنى، و بالفانوس السحري.. و لم يظفر أي من هؤلاء بشئ مما كانوا يبتغون.
    قل لهؤلاء جميعاً ، و لغير هؤلاء ، من سائر الناس، إن سر الحياة الأعظم ـ إن إكسير الحياة ـ هو الفكر .. الفكر الحر .. الفكر القوي، الدقيق ، الذي يملك القدرة على أن يفلق الشعرة ، و يملك القدرة على أن يميز بين فلقتيها.. و هذا الفكر إنما هو ثمرة العقل المسدد ، المروض، المؤدب بأدب الحق ، و أدب الحقيقة ) .. و كنت قد بهرت بلوحة خلق الجمال مسبقا ، فامتزج العقل بالروح و الفكر بالمحبة و همت في عالم الأفكار حرا طليقا تحملني المحبة و لا يقيدني شئ ..

    انتقلت أمي للقاء وجه الكريم ، تحفها الرحمات ، متيقنة بلقاء حبيبها المصطفى و معيته ، تلك الغاية التي نذرت حياتها كلها لادراكها .. و نحن ابناء روحها ، نشهد لها بالصلاح و لا نزكيها ، فالله علام الغيوب ، أكرم و أرحم بها عن من سواه ، نسأله أن يجيزها الصراط و يسقيها في حوض المصطفى شربة لا تظمأ بعدها ابدا و ينزلها منازل الكرام البررة و يكرمها بصحبة المصطفى صلوات ربي و سلامه عليه ..
                  

08-11-2023, 07:50 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Yasir Elsharif)

    ***
                  

08-13-2023, 09:42 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Yasir Elsharif)

    ***
                  

08-15-2023, 07:24 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48891

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أحزان الجمهوريين انتقلت إلى الرحاب العلي� (Re: Yasir Elsharif)

    ***
    جلسة انشاد بحضور الراحلة الأستاذة فاطمة حسن والمنشد هو ابن أخيها حسن "حسون" محمد الحسن. من ضمن الحضور الأستاذ يوسف جورج سليمان وزوجته آمنة صديق علي صديق المشهورة بـ "أمنا" ، والقصيدة هي فريدة الشيخ ابن الفارض

    Quote: Mustafa Eljaili
    [15 أغسطس 2023]
    عزاء حار وخاص للأخ/الابن
    المنشد المرهف حسون…
    و……
    على نفسه فليبك من ضاع عمرهوووو…..
    وليس له فيها نصيب ولا سهموووووو…..


    شربنا على ذكر الحبيب مدامة
    عمر بن الفارض
    شَـرِبْنَا عـلى ذكْـرِ الحبيبِ مُدامَةً سـكِرْنَا بها من قبل أن يُخلق الكَرْمُ
    لـها البدرُ كأسٌ وهيَ شمسٌ يُدِيرُهَا هـلالٌ وكـم يـبدو إذا مُزِجَتْ نَجم
    ولـولا شـذَاها مـا اهتدَيتُ لِحانِها ولـولا سَـناها مـا تصَوّرها الوَهْمُ
    ولـم يُـبْقِ منها الدّهْرُ غيرَ حُشاشَةٍ كـأنّ خَـفاها في صُدور النُّهى كتْم
    فـإن ذُكـرَتْ في الحَيّ أصبحَ أهلُهُ نَـشاوى ولا عـارٌ عـليهمْ ولا إثم
    ومِـنْ بـينِ أحشاء الدّنانِ تصاعدتْ ولـم يَـبْقَ منها في الحقيقة إلاّ اسمُ
    وإن خَطَرَتْ يوماً على خاطرِ امرئِ أقـامتْ بـه الأفـراحُ وارتحلَ الهمّ
    ولـو نَـظَرَ الـنُّدْمَانُ خَـتمَ إنائِها لأسـكَرَهُمْ مـن دونِـها ذلكَ الختم
    ولـو نَـضحوا منها ثرَى قبرِ مَيّتٍ لـعادتْ اليه الرّوحُ وانتَعَشَ الجسم
    ولـو طَرَحُوا في فَيءِ حائطِ كَرْمِها عـليلاً وقـد أشـفى لـفَارَقَهُ السّقم
    ولـو قَـرّبُوا من حانِها مُقْعَداً مشَى وتـنطِقُ مـن ذِكْـرَى مذاقتِها البُكْم
    ولـو عَبِقَتْ في الشرق أنفاسُ طِيبِها وفـي الـغربِ مزكومٌ لعادَ لهُ الشَّمُّ
    ولـو خُضِبت من كأسِها كفُّ لامسٍ لـمَا ضَـلّ فـي لَيْلٍ وفي يَدِهِ النجم
    ولـو جُـليتْ سِـرّاً على أَكمَهٍ غَدا بَـصيراً ومن راووقِها تَسْمَعُ الصّم
    ولـو أنّ رَكْـباً يَمّموا تُرْبَ أرْضِهَا وفـي الرّكبِ ملسوعٌ لمَا ضرّهُ السّمّ
    ولو رَسَمَ الرّاقي حُرُوفَ اسمِها على جَـبينِ مُـصابٍ جُـنّ أبْرَأهُ الرسم
    وفـوْقَ لِـواء الجيشِ لو رُقِمَ اسمُها لأسـكَرَ مَـنْ تحتَ اللّوا ذلك الرّقْم
    تُـهَذّبُ أخـلاقَ الـنّدامى فـيّهْتَدي بـها لـطريقِ العزمِ مَن لا لهُ عَزْم
    ويـكرُمُ مَـن لـم يَعْرِف الجودَ كَفُّه ويـحلُمُ عـند الـغيظ مَن لا لهُ حِلم
    ولـو نـالَ فَـدْمُ الـقومِ لَثْمَ فِدَامِها لأكْـسـبَهُ مَـعنى شـمائِلها الـلّثْم
    يـقولونَ لـي صِفْهَا فأنتَ بوَصفها خـبيرٌ أَجَـلْ عِندي بأوصافها عِلم
    صـفاءٌ ولا مـاءٌ ولُـطْفٌ ولا هَواً ونـورٌ ولا نـارٌ وروحٌ ولا جِـسْمٌ
    تَـقَـدّمَ كُــلَّ الـكائناتِ حـديثُها قـديماً ولا شـكلٌ هـناك ولا رَسم
    وقـامت بـها الأشـياءُ ثَـمّ لحكمَةٍ بـها احتَجَبَتْ عن كلّ من لا له فَهْمُ
    وهامتْ بها روحي بحيثُ تمازَجا اتّ تِـحـاداً ولا جِـرْمٌ تَـخَلّلَه جِـرْم
    فَـخَـمْر ولا كـرْم وآدَمُ لـي أب وكَـرْم ولا خَـمْر ولـي أُمُّـها أُمّ
    ولُـطْفُ الأوانـي في الحقيقة تابع لِـلُطْفِ الـمعاني والمَعاني بها تَنْمُو
    وقـد وَقَـعَ الـتفريقُ والـكُلّ واحد فـأرواحُنا خَـمْرٌ وأشـباحُنا كَـرْم
    ولا قـبلَها قـبل ولا بَـعْدَ بَـعْدَهَا وقَـبْليُّة الأبْـعادِ فـهْي لـها حَـتْم
    وعَصْرُ المَدى من قَبله كان عصرَها وعـهْدُ أبـينا بَـعدَها ولـها الـيُتم
    مـحاسِنُ تَـهدي المادِحينَ لوَصْفِهَا فَـيَحْسُنُ فـيها مـنهُمُ النّثرُ والنّظم
    ويَـطْرَبُ مَـن لم يَدْرِهَا عند ذِكْرِهَا كَـمُشْتَاقِ نُـعْمٍ كـلّما ذُكـرَتْ نُعم
    وقـالوا شَـرِبْتَ الإِثـمَ كـلاّ وإنّما شـرِبْتُ التي في تركِها عنديَ الإِثم
    هـنيئاً لأهـلِ الدّيرِ كمْ سكِروا بها ومـا شـربوا مـنها ولـكِنّهم هَمّوا
    وعـنديَ مـنها نَـشْوَةٌ قبلَ نشأتي مـعي أبـداً تـبقى وإنْ بَليَ العَظْم
    عـليكَ بها صِرْفاً وإن شئتَ مَزْجَها فَـعَدْلُكَ عـن ظَلْم الحبيب هو الظُّلم
    فَـدُونَكَهَا فـي الـحانِ واستَجْلها به عـلى نَـغَمِ الألـحان فهيَ بها غُنْمُ
    فـما سـكنَتْ والـهمَّ يوماً بموضع كـذلك لـم يـسكُنْ مـع النَّغَم الغَم
    وفـي سـكرةٍ منها ولَوْ عُمْرَ ساعةٍ تَـرَى الدَّهْرَ عبداً طائعاً ولك الحُكْم
    فلا عَيْشَ في الدُّنْيا لمَن عاشَ صاحياً ومَـن لم يَمُتْ سُكْراً بها فاته الحزم
    عـلى نـفسه فليَبْكِ مَن ضاع عُمْرُهُ ولـيسَ لـهُ فـيها نَصيبٌ ولا سهمُ
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de