00:16 AM June, 04 2023 سودانيز اون لاين mustafa mudathir-Canada مكتبتى رابط مختصر همنجواي قال الحياة بتبقى ساهلة لما يكون ما عندك حاجة تخسرها. فعلا ً، مواساتي لكل من فقد شيئاً في الحرب، شقا الأيام وتعب الليل، الكثير من المقتنيات في حصاد العمر، البيوت التي بدت متلفزة في عريها وحيائها، لكأن ريحاً طيبة تفوح منها، والنفيس الذي يتحدى الموت، صدى عزة أولانية وأصيلة، حطموا عنه زجاج البترينة، وبكت (فضية) من شدة أخذ الهمج رعاع الأرزقية. ربما شكم الفقد عزيمة التواصل فينا، ما عسانا نقول؟ هل تكفي تلك العبارات القديمة؟ وإن لم نقل شيئاً، هل تبدو خسارتنا أقل وحياتنا أسهل؟ وهل نمزح ونحن نقرع مصائرنا ببعضها دون أن نخشى مغبة الاشتعال؟ وعن الغبن تكلم. عندما لا أذن أصغت ولا زاغ البصر أو طغى، أنت لا تحتاج المسافة كي تغتبن، فلقد فضح الفقد المدَسة، وبانت نوائب الزمان ضحى الغد، ولن تخرج من إعصار الغضب والانكار ولن تجد من يساوم دون أن يرميك بطلقة، وغوايةً في الغِل يذهب الغريم الذي يهوى الغياب، "وقت تنهد المدارات وتسوّد سماء البارحة". ولست محض متابع مهتم ، اخبار الحرب فظيعة، أنت لا تسمعها، فأنت في الأوار، لكنّني أسمعها وقلبي معلق بين الثرى الدامي وأشلاء القذيفة، عقلي يلتهم الصور أمامي، يجترها قبل أن تزوي في الذاكرة، يلم شظايا حديث يفرك نار الخوف والأهبة بين صديقين، قبل دوي القصف، وعبرةَ أمٍ تمحض ابنتها وصايا الوداع ثم تسحقهما (دانة)، أتابع بهمةٍ أسيراً، أسير فكرته عن النزاع، ولم تكن فكرته جيدة وأرقب خطو الراكض الأعزل، في ذهولٍ، أيا زخة الرصاص، لا تستثني أحداً، وازعم ان الصور الحية قدامي لا تقل عن الواقع عينه، لانها، مثله، تعصر قلبي في زوايا مفجعة وليس ثمة انذار يسبق الغارة، نعرف أن في السينما، زمن الحرب، ثمة صافرة يلم الناس فيها أطرافهم، حذر انتهاك الجسد، لكن أقدار الناس في الخرطوم تأتي مسيخة هكذا وفاترة، بلا صافرة، وأحسن القول إن في المدن هشاشة الحضارة الزائفة ، فهي أوهى من بيوت العناكب ، عُرضةٌ وقابلة للفتك المباغت بلا رحمة، فهي في لغة أخرى vulnerable بل هي قطعا susceptible ويقتلها غباء الدَعة، يهجس فيها حب التملك البليد للأشياء، ومنحها مزايا العزيز بالمساكنة، كأنها بشر يمشي، لتنجو من الرمي والإبعاد، إنها الفقدُ بعظمة لسانه! ثم أتبع سبباً، كبار السن والنساء المرضعات، الأطفال والمعاقين من حروب سابقة والرجال الممسكين بالوقار، رغم الهرولة، أليس لهم حظ في روزنامة القتلة؟ ولا أكمل قصص الاغتصاب، يصدها عني ضمير الغائب، وجداني الذي من صنع بلادي، اعتبرنني غير مصدق لخبر هذه الفاحشة فالحكايات عنها يشتريها أغبياء النفس ورهط السابلة، أوَليس للمغتصبة حق الحياة وحق ترميم حرمة النفس ونفي ذباب العيب؟ إن اخبار الحرب فظيعة! ونوايا النهب، بديعٌ شائه، من تراث السلب ومجد المغنمة، فخذ قولك عني، أيها الجندي، لست جند الله ولا جند الوطن ولئن دنوت من أهلي ستسمع مني أهازيج المنون ويكلمك الغضب الصراح! متى نفض هذه البرمجة بحيث نرضي من الغنيمة بالإياب مجرداً من شبهة الحق المضاع، سالمين من الأذى، غير محدثينه لغيرنا، متى؟ توقيعي هنا ا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة