قراءة موضوعية في الفضاء العسكري السوداني وماذا ينتظرنا في المستقبل القريب "بعاتي الانقاذ أو عفريت الدعم السريع أو اتحادهما معاً من جديد.. تلك احسبها هي نتيجة الحرب" واي كانت فهي شر مستطير!.
ماذا يحدث الآن؟!
، الجيش السوداني (القوات المسلحة) تتكون من عدة أفرع وهي في الأساس: المشاة المدرعات المدفعية الطيران المهندسين العسكريين
وبعد العام 2013 تم رويداً رويداً الإعتماد على الدعم السريع بديلاً لقوات المشاة التي هي عصب الجيش. عندما حدث الإنشقاق في يوم 15 أبريل الماضي حدث شي خطير لأول مرة يحدث منذ أن نشأت المؤسسة العسكرية قبل ما يزيد على قرن من الزمان أن المشاة في الجيش (غض النظر عن طبيعتهم) فقد سعوا منذ أول لحظة للقضاء على أفرع الجيش الأخرى وبدأوا بالطيران والمدرعات ثم المدفعية وأخيراً المهندسين والفنيين
بالمقابل فإن ما تبقى من الطيران والمدفعية يحاول القضاء على فرعية المشاة التي أعتبرتها بقية أفرع الجيش يوم 15 أبريل الماضي فقط متمردة عليها وأعلنت عليها الحرب.. ومن الناحية الأخرى فإن فرعية المشاة (الدعم السريع = وحدة المشاة كامر واقع) تتهم قيادة الجيش بالإنقلاب على الجيش والدولة والنظام.
هذه هي الصورة الواقعية في حل عن الأحكام الذاتية والإصطفافات حيال الحرب وفي حل عن "الصاح شنو والغلط شنو" هذه هي النظرة الموضوعية لما جرى ويجري. .
النتيجة العملية أن أول مرة في تاريخ السودان يحدث أن تنتقل حرب منظمة إلى الخرطوم وبواسطة المليشيا التي جعلها النظام القديم في مكان وحدة المشاة ثم قيادة الجيش الحالية أعتمدت ذلك أيضاً حتى بعد التغيير الذي حدثت في 11 أبريل 2019
وعليه حدث بالتالي تدمير عدد من وحدات الجيش الجوهرية مثل بعض المطارات (مروي والخرطوم مثال) والمدرعات والمدفعية وسلاح المهندسين.
إنتقال الحرب إلى الخرطوم مكان القيادة العامة ومؤسسات الدولة السيادية والدبلوماسية يعني أن الحرب التي أشتعلت منذ العام 1955م (تمرد الجنوب الأول) لم تصل الخرطوم وظلت تتمدد إلى النيل الأزرق وجبال النوبة فشرق السودان ثم دارفور.. الجيش السوداني كان دوماً مستطيعاً منذ العام 1956 وحتى يوم 15 أبريل 2023 على حصر العمل العسكري في جيوب أقليمية محدودة ولو ظلت ذات فاعلية وديمومة لكنها محيدة عن فعل كبير مثل الذي حدث هذه الأيام كونه حدث عبر تقديرات وتراكمات خاطئة من نظام الإنقاذ وقيادات الجيش الحالية (في عدائها لإرادة الشعب) إذ ما حدث هذه المرة شئ مختلف كلية:
1- الحرب داخل العاصمة الخرطوم
2- الإنشقاق حدث داخل مؤسسات كانت قبل ثانية واحدة مشرعنة قانونياً ولم تكن مصنفة سلفاً جماعة متمردة (الدعم السريع) حتى حدثت الحرب
3- تدمير مباشر لبعض مقدرات ومعدات الجيش في عقر داره.
أعتقد أنها تجربة قاسية سيتعلم منها الجميع برغم قساوتها بالذات على المدنيين والدمار الذي طال البنية التحتية للبلاد الخاصة والعامة .
والحل في نظري دوماً واحد فقط: لا لهذه لحرب وكل الحروب .. والإعتماد على الشعب السوداني والثقة به والصبر عليه في مواصله ثورته السلمية حتى تحقق أهدافها كاملة في السلام والحرية والعدالة.
من صنع الدعم السريع (الجنجويد) والدعم السريع طبعاً ذاته لا يثقون في الشعب السوداني وغير مؤمنين بإرادته ولا ثورته ولا رغبته في التغيير الحق.. لذا فإن هذه الحرب سيكون نتيجتها في كل الأحوال:
1- بعاتي في قيامة الإنقاذ (النظام القديم أكثر شراسة وعنفاً ضد الشعب السوداني وآماله في الإستقرار والسلام ودولة المواطنة.
2- عفريت جديد لا يقل شراً عن بعاتي الإنقاذ (الدعم السريع).
3- إتحاد جديد بين البعاتي والعفريت في حالة لا إنتصار أحادي لطرف من الأطراف “إذاً المفاوضات قد تقود إلى تلك النتيجة بطبيعة الأشياء".
وفي كل الأحوال قدر الشعب السوداني سيكون مواجهة بعاتي الإنقاذ أو عفريت الدعم السريع أو إتحادهما معاً من جديد.. تلك احسبها هي نتيجة الحرب" .. ولا يهم في كل الأحوال من المنتصر ومن الخاسر كله شر مستطير وهو قدر الشعب السوداني في مواجهته وفق مبادىء ثورته المعلنة والمتواصلة.
غير أنني أعتقد في إتحاد البعاتي مع العفريت أفق أفضل للإنتصار في المستقبل القريب لآمال الشعب السوداني في تحقيق مبادئ ثورته السلمية كون وجود التناقض في بنية أعداء الشعب وثورته يجعل فعلهم أقل حدة وذا قابلية أفضل للتحييد في المدى القريب عكس الإنفراد الأحادي لأحدهما بهياكل الجيش والدولة المختطفيين (33 سنة 1989- تاريخ الساعة) وإلى حين إشعار آخر.
إذا أستمرت الحرب أكثر من ذلك ستتغذى حد التخمة بجيوش وإمدادات من طامحين أقليميين هدفهم ذهب وثروات السودان عبر إثارة أكبر قدرة من الفوضى وزلزلة المتبقي من مؤسسات الدولة كيف تتاح لهم الفرصة كاملة!
05-16-2023, 04:07 AM
محمد جمال الدين محمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5392
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
محمد جمال الدين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست