اذا اردنا ان نحلل اسباب ما آل اليه حال الوطن الكارثي الراهن والذي ينذر بزواله اذا لم نتدارك الامر بكامل الحزم والمسؤولية الوطنية فأنه منذ البدء لو كانت قوى المعارضة جادة في قضية اسقاط نظام الكيزان قبل عام ٢٠١٨ لكانت من قبل اسقاطه قد حسمت بالتوافق موضوع السياسات البديلة التي ستساهم في اعادة اصلاح الدولة بكل مؤسستها المدنية والنظامية وفق اسس قوميةوايضا لحسمت بالتوافق الجمعي موضوع الوثيقة الدستورية التي ستسير فترة الانتقال وايضا لحسمت موضوع اختيار الشخصيات التنفيذية والقانونية والادارية التي ستضطلع بادارة الفترة الانتقالية ولكن ذلك لم يحدث بسبب الكسل والعجز في ترتيب الاولويات وهو ما افضى للارتباك الذي حدث بعد اسقاط النظام من محاصصات حزبية للسلطة واخراج وثيقة دستورية معيبة حينما اشركوا فيها اللجنة الامنية للنظام المدحور كشريك في الثورة وهو للاسف ما افضى لكارثة مجزرة ميدان الاعتصام التي فقدنا بسببها مئات الارواح من الثوار الشباب وايضا افضى لهذا الانقلاب الذي اجهض الثورة وقتل مزيدا من الثوار! وللاسف سيتمكن الانقلابيون اكثر في التمكن من السيطرة على الدولة اذا لم تستعد قوى المعارضة ثوارا واحزابا وحدتهم بأي ثمن وهي وحدة قائمة هذه المرة على ميثاق دستوري واضح ينبغي ان يشرع المعارضون في انجازه ليمثل الجميع شاملا لكل تفاصيل ادارة فترة الانتقال وايضا مشفوع بسياسات بديلة واضحة للاصلاح الشامل في كل مؤسسات الدولة وايضا ان يتوافق الجميع على تسمية الشخصيات التنفيذية كوزراء ورئيسهم وايضا القانونية والادارية التي ستضلع بادارة فترة الانتقال وهذا هو الواجب الراهن والملح الذي يجب ان نشرع فيه قبل فوات الاوان اذ يمكن ان نستيقظ ذات صباح لنجد انفسنا ان المجتمع الدولي قد فرض علينا واقعا باسم مصلحة السودان بينما هو في صالح اعداء الوطن والثورة وهم خدام مصالح بلطجية المجتمع الدولي الكبار وحينها لن نستطع ان نقاوم ذلك الواقع ونحن على هذا الحال البائس من التشظي والمزايدات والتخوين لاننا افتقدنا وحدتنا مصدر قوتنا ولذلك لننجزها الان قبل فوات الاوان بحلول الطوفان وحينها سوف لن نجد وطنا نتصارع عليه بل بعض ذكريات حزينة سيجترها الاحياء من اجيال قادمات ستحكي عن ندم وحسرات حول وطن اغتاله اهله بغيبوبة الوعي الحزبي والذاتي الطاغي على مصلحة الوطن والشعب وانا لله وانا اليه راجعون
07-27-2022, 03:24 AM
طه جعفر طه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7427
الحبيب الغالي هشام هباني التفريط حصل و الإفراض في العداء حصل و علا نشيد التخوين و الاتهام بالعمالة و أفرز الشارع لجان مقاومته التي ساهمت أيضا في تجذير الاستقطاب السياسي و عادت الأحزاب عداءها للكيزان و هم في ذلك غير ملومين. فالشباب قد شب و شاب في عهد الكيزان انقسمت قحت عدة مرات و كان أسوأ انقساماتها مهزلة اعتصام الموز و انقسم تجمع المهنيين أيضا و بذلك انكشف حال لجان المقاومة و ظهرت عليها عيوب كثيرة و المجال لا يسمح بالخاص فيها . قدموا الكثير من التضحيات و مارسوا جسورة غير مسبوقة في منازلة انقلاب البرهان و حميدتي ما يتم الآن عملية فرز مريرة بين اتجاهين اتجاه مع عدم محاسبة كلاب اللجنة الامنية لنظام الكيزان و اتجاه مع المحاسبة دعك من التسميات و التصنيفات . فليسموا أنفسهم بما أرادوا و ليصفوا أنفسهم كما يريدون الموضوع كله حول محاسبة الحركة الإسلامية اعوانها حول الفساد و الجرائم منذ ٣٠ يونيو ١٩٨٩م
لذلك نحن في متاهة ، هذا غير حال الجيش الذي يعرفه الجميع فهو جيش عاجز و منتج إسلامي تافه من جانبي يا هشام لست يائس. سيطول عمر الانقلاب حتي يكتمل هذا الفرز المرير و تتكون نواة لسلطة مدنية قادرة علي محاسبة الحركة الإسلامية و اتباعها من كرور مليشيات و زبالات ثانية الطريق شاق و طويل يا هشام اتمني لك و لأسرتك طيب المقام في المهجر و أسأل الله لنا العون في مهجرنا الحزين هذا
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة