قصة حب ليوم واحد او حكاية البت صفاء!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-05-2024, 03:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-09-2022, 09:14 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
قصة حب ليوم واحد او حكاية البت صفاء!

    قصة حب ليوم واحد او حكاية البت صفاء!

    كنت في السنة الثانية (المدرسة المتوسطة) ما قبل الثانوية العليا.

    في أحد العصريات وبينما كنت أتسلى لوهلة بلعب كرة القدم مع بعض أقراني. جاءت صفاء إلى جيراننا. في الحقيقة ضلت المنزل. كانت تقصد بيتنا. كانت تقصدني. تقصدني من أجل أمر يخصها ظنت أنه يخصني.

    لم أكن أعرفها من قبل، لم أسمع بها، لم أسمع بإسمها، بالرغم من أن لها فوق العادة أربعة أسماء لسيت ككل البنات. إسمان رسميان والبقية دلع تستحقه.

    كانت صفاء "صفوية" في ذات عمري لكنها أكثر إشراقاً وجرأة، وجميلة, في الحقيقة باهرة.

    عندما عدت من الكرة روت لي بنت الجيران الصغيرة أن البنت الجميلة غاية الجمال وأنيقة المظهر ومهذبة العبارة جاءت تسأل عني .

    في الحقيقة نصف بنات البلدة عرفن بالبنت "الجريئة" التي جاءت تسأل عني في وضح النهار. وذهبت.

    عرفت أنها من ديم البساطاب (جبل أولياء) حوالي سبعة كيلومترات جنوب بلدتنا.

    صفاء لم تقل في ماذا تقصدني ولأي غرض تنشدني.

    أصبت بفيض لا يمكن إحتماله من الفضول.

    استحممت ولبست أفضل ما عندي من ثياب، ونفشت شعر رأسي بالخلال ثم وضعته في جيب البنطلون من الخلف فهو أداة مكياجي الوحيدة. وعزمت على الذهاب للبحث عن البنت الجميلة الجريئة.

    إستعنت بأحد الأطفال ليدلني على المنزل الذي ربما تقيم به صفاء.

    ولكن عندما طرقت الدار فوجئت بالرجل الذي فتح لي الباب!.

    كان أحد أساتذتي في المدرسة الإبتدائية وبيننا إحترام فائض. كان إنساناً شديد الحساسية والتهذيب. وكنت في ناظريه تلميذاً مثالياً في أداء واجباتي الدراسية. وذلك دوماً من أهم الأسباب التي تقرب المسافات بين الطلبة وأساتذتهم. ربما في كل الأزمان وكل أرجاء الأرض.

    لم أكن جاهزاً لمثل تلك المفاجأة. لكنني رأيته حسناً أن أقول له أنني أتيت خصيصاً لتحيته. فسعد جداً وأجلسني على كرسي في فضاء الدار. ثم نادى صبية صغيرة في عمري كانت قابعة في الزاوية الغربية من المنزل.

    لم يناديها بصفاء أو صفوية بل بإسم آخر لم أسمع به بعد.

    ظننت لوهلة أنني ضللت الدار.

    غابت البنت الجميلة الباهرة الأنيقة مهذبة العبارة ثم جاءت بكوبين من الشاي بالحليب مع البسكويت. عرفها الأستاذ بي "إنه الهدية" الإسم الذي عرفني الناس به آنذاك.. "أها" ولم تزد عليها، ثم مضت إلى وكرها الغربي.

    تلك اللحظة زاد شكي أو قل تيقنت أنني ضللت الدار.

    البنات الصغيرات الباهرات ربما هن كثيرات في هذه البلدة المنوعة الأعراق والثقافات والوجوه، والتي يقطنها بشر من مختلف أنحاء البلاد "إنها الديم" مثل كل الديوم البديعة.

    كنت أشرب الشاي واعيد ذكريات سنتين وأكثر إلى الوراء حيث كنت طالباً مثالياً بمدرسة أم أرضة الأبتدائية.

    ثم خرجت.

    لم يكن في خاطري البحث من جديد عن البنت الباهرة التي تنشدني. على أي حال لقد تأخر الوقت. الشمس غابت لتوها، لكن ذلك كافياً ليجعلني أسلك طريق الرجعة الى دار اهلي.

    دون أن أعي بالمفاجأة التي تنتظرني في الزاوية الخارجية من المنزل.

    وجدت البنت تقاطعني الطريق. البنت الجميلة الباهرة شديدة الجرأة. كاد قلبي أن يسقط على الأرض من روع المفاجأة.

    قالت لي بخطة للقاء بعد نصف ساعة. أن أنتظرها خلف المقابر في الناحية الشرقية في مواجهة مساحة من الأرض عارية ستعمر لاحقاً وسيسميها الناس بالأراضي.

    لم يكن متاحا لنا في ثقافة الزمكان ان نلتقي علنا (صبي وصبية) بلا مبررات واضحة ومعلنة.. الا خلسة.. وهذا ما حدث.

    نصف ساعة ويبدأ مسلسلان في أرض بلدة جبل أولياء المباركة.
    مسلسل مصري يدور على شاشة التلفزيون القومي حيث ينشغل جل أو كل البالغين من الرجال والنساء متسمرين أمام الشاشة يشاهدون مسلسل "الشهد والدموع".

    دون أن يعوا أن مسلسلاً آخراً لا يقل رومانسية وضراوة وشهدا ودموعا، يدور في أرض الواقع بطلته صفاء بجدارة فائقة.

    جاءتني في المكان الموعود بأقل من خمس دقائق من الزمن الذي ضربته معي.

    رايتها قادمة ناحيتي بلهفة لا تقل عن لهفتي. وقبل أن تصلني بعدة أمتار رفعت يديها الرقيقتين في الفضاء "آسفة أنني وضعتك وحدك في هذا العراء" .. “ولا يهمك، أنا سعيد شديد بقدومك".

    لم اكن أعرف بالضبط ماذا كانت تريد مني تلك الصبية الباهرة.

    ولكن على أي حال على طاولة مفاوضاتي جندان في غاية الإلحاح والأهمية.

    الأول طبعاً أن: أعرف لماذا جاءت صفاء تسأل عني والثاني ما سر علاقتها بأستاذي,خصوصاً أنني أسمع أو في الحقيقة أعرف من الناس أنه لم يكن متزوجاً في الأصل لينجب صبية في بهائها وإن لم تعوزه الجدارة ولا الوسامة.

    قالت أنه هو السبب "الأستاذ؟".. “نعم". كان يروي لي ولأطفال الجيران عن التكتيكات التي قلت بها في المدرسة “أنا؟”.. "نعم أنت”.

    في الحقيقة أذكر ان الأستاذ سألني مرة كيف أستطعت الحصول على الدرجة "العلامة" الكاملة في كل المواد الدراسية خلال كل إمتحانات الصف الخامس الإبتدائي (الأساس). رويت له التكتيكات التي أتخذ في القراءة والمذاكرة.

    وهي أنني: لا أقرأ بصوت مسموع. ذلك إن حدث فهو خطأ لأنك لحظة الإمتحان لن يسمح لك بالصوت بل وجب أن تكون صامتاً فإذن لا بد أن تلتزم الصمت دخراً لليوم الموعود.

    الأشياء التي تحتاج حفظ أحفظها في أقساط. ثم اغلق الكتاب وأمتحن نفسك بنفسك. الجزئية "الحتة" التي تصعب عليك أو تتعثر عندها أرجع من جديد إلى الكتاب ركز عليها وكررها مع نفسك سبعين مرة "مثلاً" واعد الكرة في كل نقطة تتعثر عندها.

    لا تدخر الإجازة الصيفية كلها للعب أو زيارات الأصحاب والأهل. بل أجمع المقرر من المواد الدراسية للسنة القادمة وأقرأ الأجزاء التي تستطيع منها. بالذات المواد النظرية وتستطيع أن تستعين بشخص أكبر منك فيما يتعلق بالمقررات الأخرى.

    وهناك ما هو أصعب ويحتاج تدريب ووقت لإجادته وهو نظام إخترعته بنفسي آنها وأسميته التصوير الذاتي!.

    أن تنظر إلى المقطع المحدد أو المعادلة الرياضية مسافة صغيرة من الوقت "ثانية" وتصورها في دماغك وتغلق الكتاب وتبدأ في قراءتها من الصورة التي أخذت في ذهنك.

    كانت تلك خطة فعالة جداً، تدربت عليها لدرجة أنني أثناء الإمتحان إن أستعصى علي إسم مدينة من مدن الأرض، أرجع إلى ذاكرة الخرط المصورة في ذهني دون أن تكون محفوظة في الذهن كمعلومة مجردة.

    وبدأت أتدرب بتصوير أرقام السيارات. ثم تطورت في التدريب بأن أكتب عشرة إلى خمسة عشر رقما على ورقة وأنظر إليها لمدة ثانية, ثم احاول كتابتها من جديد في ورقة أخرى واعود لأقارن وكثيراً ما نجحت.. مما شجعني.

    تلك من أهم الخطط التي سمعتها صفاء من الأستاذ وهو يخبرها ويخبر أطفال الجيران الآخرين.

    فسعدت جداً بأن الأستاذ يهتم بي، وأحببته أكثر في خاطري.

    لقد عشقتني الصبية الباهرة مما سمعت عني غيابا.

    كنت محظوظاً ذلك اليوم غاية الحظ. كان من أسعد الأيام في حياتي.

    ثم واصلت صفاء تخبرني ما لا أعلم:
    "الأستاذ خالي شقيق أمي".. لقد توفيت أمي وأنا صغيرة وتوفي كذلك أبي فتبناني خالي الأستاذ.

    كانت تخبرني بحسرة بائنة وحزن عميق. ثم بكت بلا صوت. فقط رأيت الدموع التي بدت كحبوب فضية بفعل ضوء القمر تتدفق فوق خديها فمسحتهم بيدي ثم بكيت مثلها، تعاطفت معها بصدق. ولكن سرعان ما رجعنا نتكشف وجهينا في ضوء القمر. ثم أنا وهي معاً إنشغلنا لوهلة بفستانها الوردي الأكتاف المكشكشة باللون الأصفر.

    وبرغم أنها في عمري لكنها بدت أكبر مني. وبرغم أنها أقصر مني طولاً في الحقيقة لكنها بدت أطول مني.
    وبرغم أنها كانت تحدثني عن ذكائي ونبوغي في المدرسة الشئ الذي سمعته من الأستاذ.. لكنها كانت أذكى مني بلا شك عندي وكانت لبقة وسمحة العبارة ومتمدنة.

    أعجبت بها شديد الإعجاب، في الحقيقة أحببتها من القلب. إنها جديرة بالحب والعناية.
    كانت مؤهلة للحب الكبير بجدارة فائقة.

    تجولنا في الأراضي الواقعة أمام ديم البساطاب وجلسنا عدة مرات على الأرض. ثم غيرنا الإتجاه فسحنا في الأرض في بعض غياب الوعي، حتى وصلنا بغتة المستشفى المحاذي لمركز الجيش. وعندما حسبنا زمن التحضيرات للمسلسل "الشهد والدموع" وزمن المسلسل وزمن النقاشات بعد المسلسل. كان لا بد لصفاء أن تعود، عندها سيكثر المارة بالطريق.

    وعند خروجنا من غابة العشر الملاصقة للمدرسة الثانوية العليا "التي سألتحق بها في المستقبل". وجدنا أمامنا رجلاً قوي البنية طويل القامة ويحمل في يده اليمنى سلسل من الحديد. كانت المسافة بيننا وبينه حوالي أربعة أمتار.

    أخرجت (الخلال) من جيبي وتهيأت للدفاع عن نفسي وعن رفيقتي. تلك من الأقدار التي لا سبيل غير أن تواجهها بالشجاعة اللازمة مهما كان يختلج بدواخلك من خوف.

    وقف الرجل أمامنا دون حراك لحوالي نصف دقيقة. لقد عرفته تلك اللحظة، رجل يسمى “ود الجديع” رأيته يزورنا مرة في البلدة. في الحقيقة هو قريبي في الدم. لكنه لا يعرفني. وأشتهر بالرجولة والقوة والعنف.

    سألني "أنت ود منو؟". أجبته وذكرت له إسم بلدتنا البعيدة. فبدأ يتراجع, في الحقيقة تركنا وذهب.

    لكن عندما وصل زاوية بيته التي لا تبعد من موقع الحدث إلا حوالي عشرة أمتار، إلتفت مرة ثانية "ومن هذه البنت التي معك؟".. أجبته بصوت جهور بجملة واحدة: “ليست قريبتنا في الدم" اذ كنت اظنني في وعي فطري بانثربولوجيا مجتمعنا.

    فما كان منه إلا أن ضحك بصوت عال ودخل داره.

    وعندما ألتفت إلى رفيقتي وجدتها ترتعد من الخوف كما قد يكون متوقعا في مثل تلك الاقدار.. لكنها إستطاعت أن تنطق بكلمة واحدة تأمرني: "ح تتزوجني" .. “طبعاً ح أتزوجك".

    ثم شبكت يدي في يد زوجتي الجميلة وأوصلتها لغاية باب الدار وودعتها برفق.

    ولم أرها بعد ذلك، لأسباب كثيرة ولكن أهمها أنني غير مؤهل للمهمة الجسيمة بعد.

    اليوم فقط عرفت عبر الصدفة وحدها أن حبيبتي "تلك الصبية الجميلة الباهرة" ماتت بالملاريا قبل عدة سنوات.. لم أكن أعلم.. إذن هذا اليوم لن تستطيع قراءة هذه السطور التي أود أن اقول لها عبرها أنني: أحببتك بصدق ذلك اليوم ولم أنساك أبداً يوم من الأيام برغم أنك صادفتيني قبل الميعاد.

    على أي حال إن يومك سيظل من أجمل الأيام في حياتي حتى ألتقيك يوماً ما.. كوني في سلام وعليك السلام في علاك، فأنت كنت دائماً عليا في دنياك وباهرة.

    وهذا اليوم خصصته لذكراك ويدك الرقيقة المتعرقة في يدي حبا وصداقة.

    محمد جمال الدين

    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-09-2022, 03:12 PM)
    (عدل بواسطة محمد جمال الدين on 03-11-2022, 01:10 AM)







                  

03-15-2022, 02:56 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة حب ليوم واحد او حكاية البت صفاء! (Re: محمد جمال الدين)

    ح اواصل الايام الجاية القصة
                  

03-15-2022, 02:57 AM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5353

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: قصة حب ليوم واحد او حكاية البت صفاء! (Re: محمد جمال الدين)

    خطا.. ح اواصل قصة رندا بالجوار.. دي انتهت للاسف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de