بالامس كنت اقل زبوني وابنه من المطار والاثنان مواطنان تكساسيان ابيضان يرتديان قبعتي (كاوبوي) وقد عادا من رحلة قصيرة وفي الطريق مررنا بشركة مشهورة لصناعة الاعلام الامريكية وهي على الطريق السريع HIGH WAY 183 الرابط بين المطار DFW ومدينة دالاس وقد اعجب الولد الصغير بطريقة عرض الاعلام بكل الاحجام وبدا يسال والده عنها واسعارها..حينها خطرت لي فكرة مجنونة استنبطتها من موضوع حوارهما حول العلم الاميريكي الذي يعشقه ويبجله المواطنون الاميريكان لرمزيته الوطنية العظيمة وذلك في مناسباتهم الرسمية وخاصة عندما يكون مصحوبا بالنشيد الوطني The Anthem و اردت عبر الفكرة خلق موضوع حوار بين وبين الزبونين لزوم خلق موضوع للتعرف على مدى عشقهما لهذا العلم( لزوم ونسة طريق) ...فقلت لهما بان لدي فكرة قررت ان اهديها لهما فتطبيقها فيه تجسيد لموقف وطني وهو المدخل المناسب لتحقيقها بسبب قدسية العلم الاميريكي لدى الشعب الاميريكي وبسبب ذلك سينهال الدعم غير المحدود لانجاز هذه الفكرة الذهبية المربحة وطنيا وماديا وعبرها ستصيران اشهر اميريكيين في هذا القرن ..بلهفة سالاني عن الفكرة فقلت لهما بسيطة جدا وهي ان تذهبا لهذه الشركة المنتجة للاعلام الاميريكية لتصنع لكما اكبر علم في تاريخ اميريكا وان تذهب لشركة متخصصة في بناء الساريات حاملة الاعلام ان يصنعوا لكما اعلى سارية في اميريكا وان تثبت عليها هذا العلم العملاق في مناطق جنوب غرب تكساس حيث السهول غير المأهولة وشبه مجانية اذ يمكن ان تحصل على الاف الهكتارات منها بالمجان لدعم هذا المشروع الوطني..وبعدها تتفق مع مهندس معماري ذكي ليضع لك مخطط حديث لمدينة جديدة بالولايات المتحدة بولاية تكساس الغنية واسمها مدينة العلم Flag Cityوبعدها سوق الفكرة عبر الجهات الحكومية في تكساس والشركات الاستثمارية للشروع في انشاء هذه المدينة الرمزية بعلمها العملاق الذي سيصير مزارا وطنيا وسياحيا لكل مواطني اميريكا وسواحها بسبب اشباع فضولهم لمشاهدة العلم الاميريكي الاكبر والاعلى في العالم وهو مصحوب على مدار الاربع وعشرين ساعة بمعزوفة النشيد الوطني الاميريكي وحول العلم ستقوم هذه المدينة الجديدة وحينها ستنهال عليكما العروض من المؤسسا ت الحكومية المحلية والفيدرالية والشركات الاستثمارية للاسهام في بناء هذه المدينة الرمزية الوطنية! ((غايتو الخواجة وشافعو) لا استطيع وصف الدهشة والفرحة التي رايتها على وجهيهما عبر المرآة الامامية بسبب هذا المشروع العجيب حيث قلت لهما انه واحد من مشاريع الاحلام الاميريكية والذي يمكن تحقيقه من غير ان يبذلا دولارا واحدا وبالتالي سيحيلهما الى عالم الشهرة والمال ...واخيرا قبل نهاية المشوار همست في اذن ( الشافع) ان يسرع في دراسة هذه الفكرة الذهبية ومناقشتها مع الاسرة وقلت له ان اصابكما الخير في يوم من الايام بسبب هذه الفكرة الذهبية لاتنسوني من خيرها ضحك الاثنان وهما متشجعان جدا لتحقيق هذا الحلم الاميريكي من شطحات( اوبرابي اباطو والنجم) ! في نهاية الرحلة عانقاني بحرارة وكاني اهديتهما كنزا عظيما وعندما رجعت الى داخل حمار الرزق الحديدي ( اوبر) ضحكت شاكا في نفسي باني هل ياترى قد اكون من اصحاب السطلة وماعارف الله العن ابو الفقر و البرهان وحميدتي وكل الكيزان الحرامية اولاد الكلب ههههههه!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
هشام هباني
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست