|
Re: الى جنات الخلد سيدى ازرق طيبة (Re: ود محجوب)
|
يا للفقد العظيم له الرحمة وصادق الدعاء وأسكنه الله فى مكانه الصحيح بين الصديقين والشهداء.
ربنا يوزع بقية أيامه على الثوار لتطول أعمارهم وهم يواجهون الموت من أجل وطن يخلصونه من براسن الكيزان ومن لم لمهم. لك الله يا وطنى يرحل الأبرار ونحن فى أشد الحوجة لهم.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى جنات الخلد سيدى ازرق طيبة (Re: عبيد الطيب)
|
رحم الله الشيخ عبدالله بن الشيخ الريح وبعثهما مع من يحبان كان رحمه الله يمثل كل جميل فى الاسلام وفينا كسودانين العزاء موصول لاسرته والساده العركييين ومريديه وعارفى فضله انا لله وانا اليه راجعوت لا حول ولا قوه الا بالله
محمد دودى
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى جنات الخلد سيدى ازرق طيبة (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
نعي أليم قال تعالى: “يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي” صدق الله العظيم بقلوبٍ مؤمنة بقضاء الله وقدره، ينعى مجلس وزراء الحكومة الانتقالية للشعب السوداني عامة وجموع الطرق الصوفية خاصةً، وبمزيد من الحزن والأسى المغفور له بإذن الله الشيخ عبد الله بن الشيخ الريح بن الشيخ عبد الباقي، المعروف بأزرق طيبة، الذي لبّى نداء ربه مساء اليوم بعد صراعٍ مع المرض. عاش الشيخ أزرق طيبة، محباً للسودان و باراً به طيلة حياته الحافلة بالعطاء و الإحسان، قامةً و هامةً في دروب العبادة والريادة والزهادة. ناضل بضراوةٍ ضد ظلم نظام المخلوع البشير، و جبروته بلا مواربةٍ وهو الصادح بمشروع وطني لتوطيد السلام و الديمقراطية بإيمان و يقين ثابت كالحبال الرواسي، تقصده أطياف القوى الوطنية و السياسية بكل ألوانها و تلتقي عند مقامه الرؤى على أختلافها. سار – شمله المولى عزوجل بمغفرته و رضوانه- مسيراً موصولاً بحبل الله زهداً وورعاً رئيساً للسجادة القادرية وخليفةً للطريقة العركية,لم يدخر جهداً قط في سبيل السودان و السودانيين، ولم يجعل بينه وبين طلابه ومحبيه حاجب. إننا إذ ننعيه، نبتهل إلى الله العلي القدير أن يتقبله قبولاً حسناً وأن يغفر له ويرحمه وأن يُدخله الجنة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسُنَ أولئك رفيقا، وأن يرزق أهله وأصدقائه وعارفي فضله وجميع تلاميذه ومحبيه الصبر والسلوان. وإنّا لله وإنا إليه راجعون مجلس وزراء الحكومة الإنتقالية 10 نوفمبر 2021
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى جنات الخلد سيدى ازرق طيبة (Re: ود محجوب)
|
عُرف الشيخ بمواقفه الوطنية وانحيازه الدائم لقضايا الشعب السوداني، ولم ترهبه ترسانة العسكر وحقدهم على من يقول الحق، وظل عصياً من أن يُباع ويشترى، فظل صامداً ثائراً، عليه رحمة الله.
تولى الشيخ عبد الله الشيخ الريح الشيخ عبد الباقي الشيخ حمدالنيل الخلافة بعد وفاة أخيه العارف بالله الشيخ أبوعاقلة في العام 1990 رئيسا للسجادة القادرية وخليفة للعركين ليواصل المسيرة العظيمة النبيلة بكل جدارة وإقتدار .. مسيرة آبائه وأجداده الكرام ..مسيرة العبادة والريادة والزهادة… مسيرة متصلة موصولة بحبل الله المتين.. زهدا وورعا وإرشادا .. فالطريقة القادرية …. طريق للكمال والنضال .. فوق نصال النفس والجبس لتسمو الارواح في عالمها الحقيقي في ملكوت الله ناعمة بالوصول الي الحقيقة الربانية الناصعة… إيمانا ويقينا ونقاءً…
تولى الشيخ عبد الله ذلك المقام الرفيع وكان معدا له تماما من خلال تعليمه وتربيته ودراسته التقليدية والحديثة في جامعة الخرطوم كلية الهندسة فلم يدخر جهدا قط في سبيله … لم يجعل بينه وبين مريديه حجاب… وقته كله مبذول لمحبيه ومريديه ولشعبه واهله… لا ينام من الليل إلا قليلا ولا يأكل من الطعام إلا القليل ليقينه أن الإكثار من كليهما يميت القلب ويؤخر عن بلوغ المقاصد…
الشيخ عبد الله أزرق طيبة دائم الحضور بين الناس … وفي حالة من التواصل المستمر معهم في كل الاحوال وكافة البقاع كل من قصده وجده وكل من دعاه لبى دعوته أينما كان وقت ما كان تجد موكبه يمخر الظلام وينهب المسافات طالت ام قصرت ليصل المحبين والمريدين وأصحاب الحاجات دون كلل أو ملل… لديه من سعة الصدروالصبر لكل ذلك ما لايوصف … لديه من القدرة على الاستماع ما يدهش… لديه من الحضور الذهني والذاكرة الوقادة ما يحير… كل ذلك بتوفيق ونعمة من الله …
في عهده تمددت السجادة شرقا وغربا جنوبا وشمالا وبلغت أقاصي المعمورة في حب شديد وشغف لدرب السالكين ..حب تلقائي فطري … حب للعمل والخير والتهذيب والزهد وعمارة الأرض بالذكر والتسبيح والهيام في حب المصطفي صلي الله عليه وسلم وإحياء سننه وطريقه ومنهجه بالحسني والقول اللين وبالعمل والقدوة والأسوة والمثال….فلا غرو أن تنتشر الطريقة القادرية إنتشارا يسر وتزدهر الخلاوي وتكتظ بالتلاميذ وطلاب العلم … وتكون طيبة الشيخ عبد الباقي مقصدا يفد اليها الناس من كل مكان من الداخل والخارج بكافة ألوانهم ولغاتهم وجنسياتهم ..تحيا فيها المناسبات الدينية العظيمة وتقوم فيها المواسم الكبيرة ويأتمر فيها الزوار والمحبون في مشاهد نادرة تدل على عظمة هذا الدين الذي يوقد هؤلاء الشيوخ الكرام ناره بأنفاسهم الطاهرة الزكية… ومايميز الشيخ عبد الله قدرته على التواصل مع كافة الشرائح الإنسانية وطبقات المجتمع …فله رصيد هائل من الشباب وله مثل ذلك من الشياب… يتواصل مع الكبير والصغير .. الرجال والنساء وكلهم يحبونه حبا فريدا… لا ينساهم .. يعرفهم بأسمائهم وابائهم وامهاتهم لذلك كل واحد من هؤلاء يحس في نفسه أن الشيخ صديقه الشخصي … يتواصل مع الزراع والصناع والعمال وأساتذة الجامعات …والأدباء والفنانين والسياسيين وله من القدرة علي جذب وتوحيد القلوب حوله الشيئ المعجز … تجد كل هؤلاء في مجلسه العامر وقد ملأت قلوبهم البهجة والفرحة والأريحية….وللشيخ خفة ظل وحنكة وفكاهة وطرفة يصنعها حالا من غير تكلف يطرب لها مجالسوه ولا تتنفك عن ذاكرتهم أبدا …
في المواقف الصعبة تبين معادن الرجال ويعرف الغث من السمين … سيذكر التاريخ بإحترام شديد مواقف الشيخ عبد الله أزرق طيبة الوطنية العظيمة الكبيرة … فللرجل العظيم مواقف واضحة تجاه ما يتعرض له الوطن الكبير من دمار … ما ساوم أبدا ما أنكسر ما لان بل ظل صامدا وفاعلا … سيذكر التاريخ وقفته ضد إغتيال مشروع الجزيرة وتشريد أهله .سيذكر التاريخ موقفه ضد تمزيق الوطن سيذكر التاريخ مواقفه ومنافحته ومكافحته لأشكال الظلم المختلفة.وهذه المواقف الوطنية هي سيرة أجداده الكرام … وعطائهم لهذا الوطن … فمن أرض جده قامت بداية مشروع الجزيرة الذي اوي اليه الناس واطعمهم وكساهم بتوفيق من الله… وأرض مدرسة حنتوب هي أيضا أرض جده وهبها للانجليز لتقام عليها منارة العلم مدرسة حنتوب المجيدة …
إذن المواقف الوطنية هي صميم شخصية شيخنا الجليل الذي نسال الله له الرحمة والمغفرة والعتق من النار وانا لله وانا اليه راجعون
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى جنات الخلد سيدى ازرق طيبة (Re: ود محجوب)
|
غرار العبوس دار الكمال ونقاص دوبة حليل ابوي اللي العلوم دراس تبكيك الجوامع الانبنت ضانقيل لقراية العلم وكلمة التهليل بتصادم المغارة خيولا بجن باليل يا ود ليل البحور يا الجدك المانجيل دوبة حليل ابوي اللي العلوم دراس في يوم الخميس جانا الخبر وانشاع في الاربع قبل ازرق طويل الباع تبكيك الخلوق بي اغزر الدماع دوبة حليل ابوي اللي العلوم دراس غرار العبوس دار الكمال ونقاص دوبة حليل ابوي اللي العلوم دراس
رحم الله الشيخ عبد الله بن الشيخ أحمد الريح بن الشيخ عبد الباقى بن الشيخ حمد النيل بن الشيخ احمد السجاد بن الشيخ محمد طائل اليد بن الشيخ يوسف اب شرا. الرجل كان نموذجاً يحتذى به صادق التعازي للسادة العركيين وكل مريدي الطريقة القادرية.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى جنات الخلد سيدى ازرق طيبة (Re: Hafiz Bashir)
|
سأل الله له الرحمة و المغفرة و العتق من النار و ان يجزيه الله احسن الجزاء بما قدم للدين و من نصح و ارشاد للأمة و لمريديه و يعلم اهل السودان قاطبة انه لم يساوم و لم يشتري و لم يداهن في قضايا الوطن و الدين عندما اشتري الكيزان ضعاف النفوس حتى من بعض أطياف الطرق الصوفية اللهم اجعلها له حجة على اعدائه و رجاحة في ميزان حسناته والرحمة والمغفرة لجميع موتانا وموتى المسلمين ولا نقول الا ما يرضي الله (انك ميت و انهم ميتون) ، (كل من عليها فان) و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم . و صلى الله نبينا محمد و على آله و صحبه اجمعين و الحمد لله رب العالمين
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى جنات الخلد سيدى ازرق طيبة (Re: ود محجوب)
|
إنا لله وإنا إليه راجعون أسأل الله أن يرحم شيخنا و حبيبنا الرجل الصالح الصوفى الذاكر الذى لا تفارق كلمة الحق لا اله الا الله لسانه وأن يبدله دارًا خيرًا من داره وأهلا خيرًا من أهله اللهم لا تحرمنا أجره و لا نقول الا ما يرضى الله العزاء موصول لاسرته والساده العركييين ومريديه وعارفى فضله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى جنات الخلد سيدى ازرق طيبة (Re: ود محجوب)
|
بسم الله الرحمن الرحيم به الاعانة بدءا وختما و صلى الله على سيدنا محمد ذاتا و وصفا و اسما. .................. ( وفاء في حق ازرق طيبة) .............. أنا لله و انا إليه راجعون ..اللهم اسكنه فسيح جناتك مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا و الحقه سلفه الصالحين...احر التعازي للسادة العركيين و القادرية و اهل الطريق جميعا بالسودان في انتقال الشريف الحسيني خليفة الشيخ يوسف ابو شراء رضي الله عنهم جميعا الشيخ عبد الله الشيخ احمد الريح خليفة السجادة العركية بالسودان . و حقيقة فقد السودان علما من اعلامه و قطبا من اقطاب الارشاد و الكلمة و فقدنا رمزا يربط الحاضر بالماضي و يرعى الامور التي تخص المجتمع في كل المضامين و تحلق حوله من تلامذته المثقفون و الصف الأول من ابناء الوطن من اساتذة بالجامعات و اصحاب الكثير من الوظائف بالدولة و تجده مع كل قوم بلغتهم و فهمهم ..يصعد بمجلسه الى مصاف الدرجات العالية ..و ينزل الى جلسائه متبسطا متواضعا . فقدنا رجل المواقف و الحسم الحزم و الشجاعة و المروءة و الباس و النجدة عند الشدة ...فقدنا رجل السهر في الله و قيام الليل ..فقدنا رجل العفة و المنعة و الشموخ الذي يزينه نور الايمان و الذكر . فقدنا العابد الزاهد الورع التقي..و كان صاحب اذكار كبيرة و كان يقرأ ورد العركيين من حزب السيف و هو دعاء طويل منسوب لسيدنا علي بن ابي طالب كرم الله وجهه.. تستغرق قراءته زمنا طويلا ...اعتاد الشيخ قراءته اربعون مرة كما سمعت من البعض ...كان مجدا مجتهدا في الله تعالى. من جانب آخر كان الشيخ عبد الله كثير الكشف قوي الفراسة و للناس في هذا قصص كثيرة .فقد حكى احد تلامذته بالجامعة انه كان مواظبا على صلاة بن مشيش كل يوم ( 70 مرة)..و هذا الورد لا بعرفه احد الا الله و رسوله صلى الله عليه وسلم تسليما كثيرا... و ذهب ذات يوم الشيخ عبد الله ازرق طيبة فقال للشيخ : يا مولانا أريد اذنا في المزيد من الاوراد و الاذكار ..فقال له الشيخ : ( ما كفاك صلاة بن مشيش 70 مرة ) .. طبعا اذهل الرجل و اندهش من قوة الفراسة و الكشف العجيب لدى الشيخ .... و قد احيا الشيخ في زهاء الثلاثين من السنين في خلافته كل نواميس و شعائر المشيخة و اعتناءها بمصالح الأمة و اقامة الحق و رفض الباطل انى كان . رحم الله كريم الأصل و الفرع مولانا الشيخ عبد الله ..اللهم قدس سره و نور ضريحه و اسكته أعلى عليين .. و وفق خليفته من بعده و جدير بحمل الامانة و قد تدرب على ذلك و سار و سيسير ان شاء الكريم في نفس الدرب بهمة واقتدار ... ربنا لا تحرمنا اجره و لا تفتنا بعده...و نفعنا بسلفه الصالحين . ................ أنا لله و انا إليه راجعون . د. عمار ميرغني حسين محمد .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الى جنات الخلد سيدى ازرق طيبة (Re: نزار عبد الوهاب)
|
د. صديق عبدالهادي رئيس مجلس إدارة مشروع الجزيرة ينعى شيخ عبدالله أزرق طيبة بلغة رفيعة و فكر عميق* بغياب أزرق طيبة لم يعد السودان كما كان... (1) إنتقل إلى رحاب بارئه، في يوم الأربعاء الموافق 10 نوفمبر 2021، الشيخ عبد الله أزرق طيبة، بعد حياة عامرة قضاها في خدمة الدين وأنفقها في الإهتمام بأمور الناس، وفي تعمير دنياهم. إنشغل فيها عن حقٍ بالقضايا الكبرى، وفي الزمن الصعب. فأي رجل من رجالها فقدت البلاد، وأي صفحة باهرة من تاريخها قد إنطوت، بل وأي رحلة صوفية ملهمة وثرة قد توقفت. (2) قيل أن عامل الخليفة عمر بن عبد العزيز على بلاد خرسان، وإسمه الجراح بن عبد الله الحكمي، كتب إليه، أي للخليفة، عن خرسان بـ"أن أهلها لا يصلحهم إلا السيف والعصا"، فكتب إليه الخليفة عمر قائلاً: "بل كذبت. بل، يصلحهم العدل والحق. فأبسطه بينهم". كان الخليفة عمر بن عبد العزيز واحداً من التقاة الذين كانت تؤرقهم مجافاة الحق ويغضهم تطاول الباطل. كان واحداً ممنْ هم على قلتهم تحسبهم "كثرة" من فرط حبهم لأن يستظل الناس، كل الناس، بظل العدل. هذه هي القلة الكاثرة التي خرج منها الشيخ عبد الله، رحمه الله، وتحت لوائها إنضوى. فهو، لم يكن من بينها لان بيده السلطة، وإنما على النقيض، إذ كان منافحاً في وجه منْ بيدهم صولجان السلطة!. إمتدتْ سنوات خلافته على السجادة العركية السامية لثلاثة عقود ونيف، ولكن شاءت الأقدار ان يكون جلها في ظل نظام الإنقاذ "الإسلاموي". ذلك النظام الذي يعتبر وبكل الشواهد النظام الأسوأ في تاريخ السودان، الذي لا يراصفه في السوأ وفي التنكيل بالناس سوى صنوه التركي السابق! (3) إمتحنت سلطة الإنقاذ، وبأصناف عسفها المختلفات، الناس في كل شيء، وأطبقت على حياتهم حتى ضاقتْ الأرض بأهلها وقلتْ ملاذات أمنها. في لحظات الإمتحان تلك إستجاب الشيخ عبد الله في بسالة نادرة لنداء الحوبة، وفي شجاعة لا مثيل لها جعل من "طيبة" داراً لأبي سفيان حينما إنعدمت الدور الآمنة، وحينما إنسدت الأبواب في وجه طالبي الحق. فلقد وقف الشيخ عبد الله شامخاً وصميماً يهش عن الناس إحن الدنيا وهوام سلطانها آنئذ!. لم يكن هناك غيره حين تواترت الخطوب، ولكن قل لي، منْ كان غيره سيكون؟!. علتْ صحيته الصارمة "الأرض...لا" شاقةً عنان السماء، فانتصبتْ كالسيف، فاصلةً بارزةً ليس في سطور تاريخ المشروع وحسب وإنما في تاريخ "الأرض" في البلاد قاطبةً، وبالقطع، ذلك حينما يتم تدوين "تاريخ الأرض" بكل الصدق، ودونما تحامل. فتلك العبارة الموسومة "الأرض...لا"، ودونما شك، ستندرج في مصاف العبارات الخالدة التي خبرتها تواريخ الأمم، وأصبحت جزءاً من وجدانها. (4) يتفق الأكاديميون والمفكرون بمختلف مدارسهم على أن للقيادة مواصفاتها التي لا يمكن تمحلها أو إنتحالها بأي حال من الأحوال. فهي في أصلها صفاتٌ مجبولة وفي يسيرٍ منها مكتسبة، ومن ارفعها التواضع وحب الناس والشهامة ووضوح الرؤية والإستعداد الفطري لقول الحق والذود عنه ساعة الإقتضاء. إنعقدت كل تلك لدى الشيخ عبد الله، بل وبأكثر منها. الشيخ عبد الله، ومما عرف عنه، إنه رجل متواضع مع وأمام الجميع. يجيد السمع بتهذيب صوفي رفيع، غض النظر عن نوع القول وعمنْ القائل، ومكانته. كان رجلاً كريماً ومجواداً، ضنيناً بالطعام على نفسه بل وحروماً عزوفا، ولكنه محباً لإطعام الناس بيده، أي والله كان يطعم جلساء مائدته بيده، ويقتسم معهم الكوب الواحد محبةً وتبركاً!. إنه، وبفعله التلقائي ذلك كان يعطي الإحساس بالأبوة الحانية. (5) نعلم جميعنا أن الشيخ عبد الله رجلٌ سياسي من الطراز الأول، وهو راعٍ للحزب الوطني الإتحادي، ولكن في تعامله مع الآخرين لا يضع لذلك إعتباراً ولا يتوسله قاعدة لتحكم العلاقة بينه والناس. فقد كان يستقبل الجميع ويجلس إليهم دونما مدعاة للتفضيل أو الحرج والتكلف. وتلك بالقطع من سمات السياسي الضليع. إنه يتعامل مع السياسة بروحٍ صوفيٍ نقي. فقد كان معياره الوحيد في التعامل هو موقف المرء من العدل والحق. وذلك بالنسبة له أمرٌ لا مساومة فيه. إجتهد عاطلو المواهب ومتواضعو القدرات و"سريحو" "أسواق" السياسة الكاسدة في إلحاقه قسراً وسبغه نكايةً بممالأة الحزب الشيوعي!. وهم أعلم الناس من غيرهم بان الشيخ عبد الله ليس بشيوعي البتة. إن ذلك بالتأكيد ليس بالأمر المهم، وإنما السؤال الأهم هو كيف تسنى أن يتفق الجميع وبل يتواطؤون، وبمنْ فيهم الشيوعيون، على محبة الشيخ عبد الله والإنجذاب إليه، وبكل هذه العاطفة الجياشة الجارفة والحميمية الصادقة دون أولياء الله الخيِّرين الكُثر الآخرين؟!. لا غرو، فالشيخ عبد الله هو سليل الشيخ يوسف اب شرا الذي كتب عنه ود ضيف الله في طبقاته الشهيرة، "وأعطاه الله القبول التام عند الخاص والعام. وأقبلت عليه الدنيا فمسكها ظاهراً لا باطناً. ومع ذلك فيه تقابة للطلبة ويكسي العريان ويطعم الجيعان ويعين على نوايب الدهر ويحمل الكل ويواصل أرحامه. وإذا سمع من أحد تغير خاطر فيبذل له المعروف حتى يرضيه ويقبل عليه".(374:92) لم يقبل الناس على الشيخ عبد الله بسبب ذلك لوحده وإنما لدواعٍ عديدةٍ اُخر. أحب الشيخ عبد الله الفقراء بصدق. أحس همومهم ولم يتخل عنهم أبداً عند الملمات، ولم يكتف يوماً بنصحهم "عند منعرج اللوى" ويذهب لحال سبيله!. فقد كان يحثهم على عمل الأحسن بالقول الحسن، " يجلس الشيخ عبد الله أرضاً في ردهةٍ تبدو أوسع من تلك التي عند المدخل، وحوله عدد كبير من الزوّار والزائرات. يسمع في أناة وصبر لأناس تأخذ بتلابيبهم ربقة الفقر.. "يا شيخنا ما في حاجة ما عملتها، سرقة سرقت.. قلع قلعت ونهب نهبت، والحال في حالو"، وضوحٌ واعترافٌ على الملأ.. شفافيةٌ تنتقص عتاة "التوجه الحضاري"!... فيرد الشيخ "دا كلو ما تعملو.. أدوهو الفاتحة"، فيرفع الجميع أيديهم تضرعاً وتضامناً. إن ما يهمني في هذا الأمر، وهو بالقطع جديرٌ بالتوقف، هو أن مواقف الشيخ "أزرق طيبة" تجاه الفقر والفقراء، وخاصةً في مشروع الجزيرة، ذات صلة وثيقة بمثل هكذا معايشة، وكذلك لصيقةٌ برؤيته رؤية العين المجردة للفقر يمشي على قدمين!" (48:11) (6) هناك مأثرة كبرى سيذكرها التاريخ. وهي أنه قد أصبح للتصوف المعاصر في تاريخ السودان مرحلتان، وهما مرحلة ما قبل الشيخ عبد الله وما بعده. نقل الشيخ عبد الله وبشكل جذري حركة التصوف من حالة التساكن المهادن إلى حالة الإنحياز لأجل مقارعة الظلم، ومنع إنتهاك حقوق الناس بممارسة الباطل. حرر الشيخ عبد الله وبشكل حاسم مفاهيم عديدة من قبضة الخضوع والخنوع والمسكنة ودفع بها إلى رحاب الفعل الحي المقاوم. ولا أدل على ذلك من تقدمه وفي جرأةٍ غير مسبوقة لرعاية حركة المزارعين وقيادتها "تحالف المزارعين" في أحرج لحظاتهما، وثابر على ذلك حتى تمّ إنتزاع الحقوق، ومن ثمّ تكفل بحمايتها. ومن هنا كسبتْ وتظل تكتسب، فعلاً لا قولاً، عبارة "الأرض...لا" تاريخيتها وقيمتها الحقيقيتين. ما قام به الشيخ عبد الله في مواجهة دولة الإسلامويين في السودان، وخاصة في الجزيرة وبما للجزيرة من أهمية تاريخية وإقتصادية وإجتماعية، يضارع ما قامت به حركة "لاهوت التحرير" في أمريكا اللاتينية. وهي الأخرى، وكما هو معلوم، لم ينج قادتها من رجال الدين المتحررين من الإتهامات الجزاف. ولكنها في نهاية الأمر إنتصرتْ للفقراء والمسحوقين. وأضافت بفضل ذلك تحسناً ليس في الجانب المادي لحياتهم وحسب وإنما اضافت كذلك رصيداً ثراً للإرث الإنساني المعرفي، وخاصة فيما يتعلق بتحرر الدين من قبضة المؤسسات العتيقة وجعله في خدمة مصالح العامة من الناس وفي الدفاع عنهم. وبالمثل، ولكن من جانب آخر، فما فعله الشيخ عبد الله في سنوات خلافته على السجادة القادرية العركية قد وضع مجمل حركة التصوف أمام نقلة نوعية جديدة، أي أمام مساهمة ضخمة ومعتبرة لا يمكن إغفالها في مسيرة الصراع والتطور الاجتماعي ومحاولة ربط حركة التصوف بها. وهي في نهاية الأمر مساهمة أعادت للدين بعضاً من حيويته وأبانتْ من دون شك ومن تحت الركام قدراً كبيراً من جوهر نزعاته التحررية. فقد يكون أنه لمجمل هذه الأسباب وغيرها أن حدث إنجذاب المبدعين والمستنيرين من المثقفين، وبرضا تام، لأن يكونوا في معية الشيخ عبد الله. وتلك بالقطع واحدة من الظواهر المائزة التي وسمت وستظل تسم عصر الشيخ عبد الله وما بعده. (7) إفتقد السودان أزرق طيبة في لحظة فارقة من تاريخه، وفي وقت كان الأحوج إليه فيه أكثر من أي قائدٍ آخر. لأنه ودنما ريب كان سيقولها مرة ثانية لو أطل حكم الفرد، وبمثلما قالها بها للبشير من قبل، "دا قدح دم نحنا ما بندخل يدنا فيهو"!. لله درك ولذكراك المجد. وبالفعل، بغيابك لن يكون السودان كما كان!. خلّف الشيخ عبد الله من ورائه تركة مثقلة، وشاغراً عصياً على الملء. ولكنه وبنفس القدر ترك سيرة فخمة وملهمة، ستكون زاداً للقادمين والسالكين على طريقه الشائك الصعب. ندعو لخليفته على السجادة القادرية العركية، الشيخ الريح الشيخ عبد الله ازرق طيبة، بالتوفيق والسداد في تحمل هذه المسئولية المتفردة بعد شيخٍ رمزٍ متفرد، يعد وبكل المقاييس فارعاً في تاريخ سجادةٍ باسقة الدوح. وفي الختام، صادق التعازي للخليفة الريح ولكافة اهل السجادة القادرية العركية ولمريديه وأحبابه. ونتضرع للمولى عز وجل أن يتقبل الشيخ عبد الله وان يحسن وفادته بقدر جبر الخواطر الذي عرف به، وبقدر المحبة والمودة التي كان يبسطها للناس، وخاصة ضعفائهم، بدون منٍ أو أذى. والله على ذلك قدير. 1 Comment احمدعبدالغني الهواري الهواوير له الرحمه والمغفره وعليه من الله الرضوان
| |
|
|
|
|
|
|
|