|
|
 يذبح الثوره بسكين حاضنته الدوليه
|
يذبح الثوره بسكين حاضنته الدوليه رغم ان عنوان مبادرة حمدوك تَضَمَّن النص على مصطلح "التحول الديموقراطي" الّا انه يلفت النظر في خطابه بتاريخ 15\8 الجاري – والذي اعلن خلاله عن الآلية التي اختارها لتنفيذ مبادرته انه ذكر- استدراكاً- بأن مناقشاته الاوليه مع من ناقشهم -و هو يحشد التأييد للمبادرة- اظهرت له اهمية قضايا التحول الديموقراطي لافتاً النظر الى انه قام بطرح المبادرة ولم يكن في خاطره الاطار السياسي والاجتماعي والاقتصادي والامني ...الخ الذي صاغ مبادرته في واقعه ومن وقائعه و كأنما الرجل كان يتصور ان قضايا 1.اصلاح القطاع الامني والعسكري 2.العدالة3.الاقتصاد 4.السلام 5.تفكيك النظام البائد 6.السياسة الخارجية 7.المجلس التشريعي يمكن حلحلة إشكالاتها الماثلة بمعزل عن كونها مخلفات سياسات وخطط ومناهج عمل فاشلة استمرت منذ الاستقلال وبلغت زروتها خلال حكم واستبداد الانقاذ وتواصلت انهياراتها خلال فترة حكمه بعد الثورة، وانه لم يكن يدرك ان قضايا التحول الديموقراطي وبعد سقوط رموز الانقاذ -كان يجب ان تكون هي جوهر برنامج عمل حكومة الثورة- و في هذا السياق لا توجد ثغرة يخرج علينا منها حمدوك بمبادرة تنسب لشخصه، و ان هذا البرنامج كان يجب ان يتضمن قياساً للاوضاع الاقتصادية والسياسية والامنية ..الخ لحظة سقوط الانقاذ والنقطة التي نريد بلوغها خلال الفترة الانتقالية، و ان اطار هذا البرنامج ومحتواه وهدفه وعنوانه هو التحول من الشمولية الى الديموقراطية ربطاً عضوياً بين كل بنود البرنامج وعناصره والتحول الديموقراطي كهدف نهائي للمرحلة.*اهمية التركيز على هذه النقطة وتسليط الضوء عليها هو كشف الغطاء عن محدودية الخبرات وضعف الوعي السياسي للسيد رئيس الوزراء ومستشاريه من خلال طرحه لمبادرة النقاط السبعة ودون ادراك منه بانه استنبط و حدد هذه النقاط في ارتباطها بقضايا التحول الديموقراطي، فهي نظرة لقضايا مجزأه استشكلت عليه وفشل في التعامل معها وهذا كل شئ.فالرجل -من خلال ما ذكره بعظمة لسانه- يفكر بالاجزاء والقطاعي وليس من خلال رؤية كاملة للمرحلة واهدافها -و مع افتراض انه هو الرئيس الذي سيقود هذا التحول والمرحلة- فان ذلك لا يبشِّر بخير مع ادمان ادارته للعمل بالروشتات الجاهزة فبعد روشتة الصندوق والبنك الدوليين يبدو اننا امام روشتة المبادرة...فكيف؟؟؟ يلفت النظر في خطابه المذكور أيضاً وبعد حديثه عن مشاوراته التي اجراها مع القوى السياسية والاجتماعية والادارة الاهلية والطرق الصوفية حول مبادرته ذكر صراحة انه تشاور ايضاً مع المجتمع الدولي حولها...بذلك فتح الابواب للاسئلة المشروعة عن اي مجتمع دولي قام باستشارته في مبادرته لاصلاح الاوضاع السياسية و الامنية والاقتصادية الوطنية من خلال مبادرته ونقاطها السبعة؟ و بالتالي ماهو دور المجتمع الدولي في صياغة المبادرة نفسها؟ و اسلوب طرحها كمبادرة شخصية؟ وهل قام المجتمع الدولي بتجميع ملفات فشل حكومته خلال عامين واعاد طرحها في صيغة مبادرة ممهورة بإسمه تُبرِّأه من مسئولية الفشل وتصوِّره كمنقذ وكصاحب مبادرة للاصلاح؟ ويُقيَّد الفشل في الملفات السبعة ضد مجهول؟ وماهي الحكمة في توقيت المبادرة ؟ بل وماهو دور هذا المجتمع الدولي في السياسات والقرارات التي اتخذها منذ اعلانه رئيسا للوزراء؟ بل وما هو دور المجتمع الدولي في عملية التمويه والتضليل التي ضمنت تسلله لهذا المنصب ابتداءاً؟*فالرجل الذي سوَّقه المجتمع الدولي وآلته الاعلامية الضخمة التي انشاها على انه المنقذ والمؤسس تكشف الوقائع والملابسات واحدة تلو الاخرى بانه رجل متواضع القدرات الفكرية والسياسية والقيادية و تتحول الظنون على يديه الى يقين بان حاضنته الحقيقية لم تكن قوى الحرية والتغيير ولا شباب المقاومة في يوم من الايام وإنما ما يسميه هو تمويهاً بالمجتمع الدولي. حتى وانه توَّج تماهيه مع حاضنته الدوليه بعدم الاعتراض على فتح أرشيف الأمن الوطني السوداني ليكون تحت تصرف وكالة المخابرات الامريكيه (FBI) -حسب موقع افريكا انتيليجانس. *ويبدو انما هو معلوم بالضرورة من ان الاستجابة لعمليات غسيل المخ الوطني و احلاله بمخ المنظمات الدولية و التي يخضع لها موظفو هذه المنظمات مقابل نيل ثقتها لا تكفي لتفسير حالة ابتعاد قيادات الحكومة الانتقالية عن مبادئ و اهداف الثورة بل والسباحة عكس تيارها. فالمبادرة التي أطلقها في يونيو الماضي لا تستحق الا ان تسمى بروشتة المجتمع الدولي لإصلاح أخطاء رئيس الوزراء الشخصيه و مستشاريه و حاضنته الدوليه ذاتها خلال العامين الماضيين، و مع شديد الأسف و في حالتنا هذه فإن إصلاح الأخطاء والتخريب اكثر كلفةً من الاستقامه على طريق الثوره واهدافها من البدايه.فالروشته التي قام بتنفيذها منذ يومه الأول ترتب عليها تهميش بل وتسفيه قوي الحريه والتغيير ولجان المقاومه وقوي الثوره عمومًا و ابعدها عن المشاركه في صياغة السياسات وتحديد الأهداف وتنفيذها.ونكتفي بمثال واحد يعبِّر عن كامل منهجه الذي اتَّبعه مع قوي الثوره منذ يومه الأول _ وهو تعامله مع البرنامج الاقتصادي الذي صاغته اللجنه الاقتصاديه لقوى الحريه والتغيير والذي اعتمد على استنهاض الموارد الوطنيه والمحليه وتحريك عجلة الإنتاج وتحفيزه وتصحيح سياسات الصادر والوارد والجمارك والضرائب والسيطره على التضخم......... الخ.قام بتسفيه هذا البرنامج واعتمد روشتة حاضنته الدوليه ( الصندوق والبنك الدوليين) و تسبب بذلك في حالة الانهيار والتوهان الاقتصاديه الحاليه حتى وصل معدل التضخم في يوليو الماضي الي 422٪ و حوَّل حياة عامة الشعب المعيشيه الي جحيم لا يطاق -وتفاصيل ذلك معلومه للجميع - و اعتمد ذات السياسات الاقتصاديه التي كان يتبعها النظام البائد و ردَّ الاعتبار لرأسماليته و سماسرته و جعلها قاعدته الاقتصاديه وسلَّمها زمام كل حركة الصادر والوارد والتجاره الداخليه _ فأصبح بلا قاعده اقتصاديه او سياسيه.*همَّش قوي الثوره بكافة مسمياتها فهمَّشه المكوِّن العسكري في مجلس السياده و استولي على اغلب صلاحياته في السلام والعلاقات الخارجيه -وكل ما يحلو له و وقتما يحلو له وبالكيفيه التي تحلو له- حتى أصبح هذا المكون أشد تمسكاً به في رئاسة مجلس الوزراء، إذ لم يعد يحتاج هذا المكوِّن لإذاعة البيان الأول.* بتهميشه لقوى الثوره وإقصاءها وإضعافها أسهم في فتح الأبواب أمام قوي الثوره المضاده فإستجمعت قواها وبدأت في مقاومة بل و مهاجمة المد الثوري وعرقلة تواصله. و إستمراراً منه في ذات المنهج، اطلق مبادرة المجتمع الدولي الاخيره و حشد لها ما حشد من الأسماء والتي لا يربطها بالثوره وبرنامجها وأهدافها رابط.و لكنه -لا فض فوه- لم ينس ابتدار تلاوته للمبادره بجرعه تضليليه كبيره على شاكلة -ان هدفه من المبادره والآليه هو تخليق كتله سياسيه واسعه داعمه لمبادرته و لبرنامجه الثوري- و لكنه اخفي التصريح بأنه يستغنى بهذا الخليط من الأسماء عن حاضنته المحليه الممزقه لقوى الحريه والتغيير و ينافس بهذا الخليط مجلس الشركاء الذي يستقوي به العسكر عليه و حتى يتطلع ان يكون نفس هذا الخليط بديله للمجلس التشريعي "ان استطاع الي ذلك سبيلا".*نختم بالتزكير بأن الثوره لن يستطيع تصحيح وإصلاح مسارها، إلا مَن مَهَرَها بدمه و صَنَعَها- لا من اختطفها.
الباحث / محمد الأمين سليمان
(عدل بواسطة سليمان محمد on 08-29-2021, 01:56 PM)
|
|
 
|
|
|
|
سليمان محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست