تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 02:01 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-16-2017, 05:54 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة)

    04:54 PM February, 16 2017 سودانيز اون لاين
    Dahab Telbo-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    سنبقى في أوج اللُقيا
    إن بقيت شمس الظهيرة

    16388068_1400591683349416_1537129984447432936_n.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

    إلى ....
    حمدي بدران
    فجيعتنا في مطلع هذا العام الغامض
    نمى للسرطان فينا ألف مخلب
    حين روّضتنا عصابة السفاح
    لأجل نفايات العالم
    ثم الى....
    حبّابة جبريل سليمان في غيابها الوثير

    تلبو

    (عدل بواسطة Dahab Telbo on 02-16-2017, 06:03 PM)







                  

02-16-2017, 06:00 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (1)
    تيه على قارعة الحُلم

    في الليلة الماضية وأثناء نومي العميق تابعت قصة درامية جداً، لا ادري فقد بدا الامر غريبا ً؛ وسطياً بين الحلم والصحو، لذلك جاءت التفاصيل على أوضح ما يكون؛كان مسرح الأحداث مشفى شعبي عادي جداً من فوضى المرضى المشتتين على أسرة العنبر ذا البناء العتيق؛ الشيء المريب هنا هو وجود راوي عليم - وهو امر قد يؤثر على مصداقية الحلم- وعليه أصحبتُ أول قاريء مشارك في الأحداث.
    كنت مرافق لأحدهم؛ استنتجت ذلك من جلوسي على حصيرة البلاستيك المفروشة على عريشة الزنك الملحقة بالعنبر؛ كانت الجلسة شعبية بإمتياز، هرج من جميع الجهات، روائح اكل ؛ قهوة، ومرضى؛ تجلس بجانبي عجوز تفوح من ضفائرها الرمادية رائحة كركار عتيقة وعبارة" يا الشيخ محي"، بجانبها شاب يرتدي بنطال رمادي من النوع الصيني الفضفاض وقميص وردي بهتته الشمس؛ ثم جمع غفير من نساء ورجال، بينهم امرأة بهية؛ في الفضاء سماء صيفية صافية تمور بها طيور سَوداءُ؛ كانت المرأة الجميلة تضحك وعلى وجنتيها اثار رهق حديث، يستشف المرء من عينيها والشيبات العالقات على مفرق رأسها الحاسر لا مبالاة عنيدة لا تتوفر الا في غرف الإعدام؛ عندما ناولتني العجوز ذات الكركار كوب الشاي أطلقت المرأة المُرهقة ضحكة مستعارة من جلسات القهوة النهارية في الأحياء الأكثر بؤساً، فأنتهرها رجل دخل للتو في الصورة، سريعاً تفحصتة بحرص متابعي الأفلام ؛ وجدته رجل عادي -بجلباب ابيض ولحية مشذبة بعناية-، بعدها وضعتُ كوب الشاي منتبهاً فقد بدا الرجل بهياج زائد عن المعقول ، قال بنبرته التي لم تتغير طوال الحلم "يا مرة ماتخجلي دا محله هسي" ظننته يقصد الضحكة فتساءلت بصمت "دا هسي ياربي جا من وين كمان!" كان حنقي على الرجل مبعثه قبضة سعادة وخزت قلبي مع أولى موجات ضحكة المرأة ؛ لكن ؛وانما لسوء حظ سعادتي؛ حدثت عملية فلاش باك احترافية لأرى ماحدث قبل تلك الجلسة .
    ظهرت المرأة الضاحكة وهي تهرول وراء مريض في سرير اسعاف نقّال وورائها ثلة من رجال ونساء ليس من بينهم احد من جلساء الشرفة سوى الرجل الهائج، كانت أكثر تماسكاً من بين من هم وراء السرير المتنقل جميعاً.
    صرخ الرجل الهائج؛ وإنما بيأس؛"وين المشرحة"ثم أختفى المشهد. ليجئ رد المرأة محفوف بكل إجلال ورهبة - ولكن بعد تنهيدة مريحة اطلقتها العجوز وهي تحاول صب كوب شاي جديد- " يا ولاد أمي أجروا تعالو!؛ ما بضحك مالي انا قدره ولا ورقة صدره ؛ قسمة وانتهت " هنا مرت صورة باهتة وسريعة للمرضى القابعين داخل العنبر الوسيع؛ وصرّ جندب من ثقب ما في سقف العنبر المليء بشباك العناكب؛ ثم رأيت رجل على جواد كُميتي اللون؛ يغطي رأسه ملحف داكن وبيده سوط جلد مدهون؛ و قبل ان يتحول المشهد الى ريفي قح؛ سمعت صراخ طفل رضيع يعكسه جوف العنبر المعبأ بالأنين .
    بدا القادم اكثر رهبة مع أشجار الصهب والحراز التي تحف جنبي الوادي العشيب؛ ثمة قطيع من العجول حديثة الولادة يرتع على شفى الوادي؛ سرب من طيور الرحو ينقّب عن دود الصارقيل تحت الماء الصافي الذي يجري بأنسياب على طرف المجرى الضخم؛ وعلى غير بعيد من المشهد، مجموعة من الصبية يسبحون في بركة ماء؛ وهنا اقتربت كاميرا الحلم اكثر لتظهر وجوه الاطفال الغارقين في عبث الماء بسفور، فميزتُ وجه الطفلة الأصغر بين المجموعة.
    ظهر وجه المرأة الضاحكة أكثر بهاء عندما نُزع منه الرهق، وتراكم السنين؛ كانت طفلة ماهرة في السباحة؛ تغطس في البركة ذات الماء الصافي برشاقة دولفين وبحركات بديعة تصل للنهاية وتعود؛ يبدو ان رشاقتها جذبت انتباه الرجل وجواده الكُميتي فجلس على طرف البركة مشاهداً.
    تداخلت صورة الطفلة والمرأة والماء لتتحول الى لوحة مائية تضم أعضاء الجلسة، حينها عددت على مفرق شعر المرأة ثلاثة شيبات؛ وفتحة صغيرة بين صف اسنانها السفلي؛ وهي مستغرقة في الحكي؛ وفي نقطة ما من قصصها التي لم اسمع تفاصيلها بدأ الجميع بالضحك؛ فاخذتني العجوز الى ركن بعيد من اجل ان تحكي لي قصة البومة الحكيمة التي أنجت طيور العالم من كيد اماني "بلقيس"؛ عندها تذكرتُ وجه جدتي " حبّابة" بوضوح أكثر.
    وقبل الاستيغاظ خمنت أَن مغذى الحلم يكمن في الحراز .


    تلبو
    فبراير 2017
                  

02-17-2017, 07:20 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (2)

    كوب شاي



    في وسط زحمة السوق الشعبي وغبرته الخانقة جلست قبالتها أبيع الليمون مع كثير فواكه ، افترش جوال خيش قديم، أرطبه بالماء من حين لآخر؛ الشمس هنا تنتفض وتثور وكأنها تنتقم من الأرض ، استرق النظر إلى وجنتيها النضرتين كليمونتين علقتا على منضدة زجاجية؛ من حين لآخر، ابتسم ، أُمني النفس، فيخرجني من التمني صوت بائع متجول " للشعيرية "؛ ودون أن أسب الشعيرية، أهش الذباب عن أكوام المانجو التي تجلس بجوار الليمون ، تعاند ذبابتان خضرواتان أن تذهبا بعيدا ، يغضبني كفاحهما ، اهم بضربهما ولكن أتراجع خوفا من أن أرديهما قتيلتين على قمة كوم مانجو وتتلصص عين زبون حاقد فيشهّر بي ، لأول مرة أتنبه للشبه بين ذبابي الأخضر وزبائنها، نعم إنهم متشابهين في كل شي في ثقل الدم ، التحليق ، الإلتصاق ، والثرثرة الماجنة، رمقتني بنظرة وهي تلمّع أحد أكواب الشاي ، تمنيت لو صرت كوب ، كوب ! قلبّت الفكرة في رأسي ( إذاً ماذا سيكون نصيبك منها غير التنظيف ومن ثم تحرقك بالماء الساخن !) وجدت الفكرة ساذجة ، رفعت رأسي ، هي الآن تحاول الابتسام ، ماذا ؟ لا إنها تتكلم مع احدهم، ولكن لا يهم فها هو ثغرها يلمع لأفوز ببسمة، وهو الأهم.
    - يا سيد الليمون ... الكوم بكم ؟
    بسماجة سحلية جائعة خرج صوت العجوز ليخرجني من ترصدي المقدس، أوشكت ان أجيبها سابا الليمون و جنائنه؛ لو لا تذكري لثورة الشمس الحمقاء.
    - الكوم بجنيه
    أجبتها متعجلا. قلبّت الأكوام كيفما شاءت ومن ثَم مضت دون أن تشتري ، لم الآحقها بأي حيلة من تدابير بائعو الشوارع فضاعت مناورتها بين زخم الترصد، تركتها وذهبت الى جنتي ، كان هناك ثمة ست زبائن يتحلقونها كسباع جائعة ، رأيت النهم في عيونهم وشبق طاغي على ابتساماتهم الضاحكة ،"أولاد ام زقدة" رددت في سري ، أملت عنقي لأواجهها ، قامت تحمل كوبين شاي وكوب ماء ، تأملت مشيتها، أردافها غنية كخريف ماطر؛ اهتز قلبي مع إرتجاف المؤخرة الذي يترك على الردفين نسق بديع يجعلهما مرتبطين مع الوسط -الاجرد كشجرة مجدّلة- بإشارة سحرية؛ رغم أنها كانت مدبرة إلا أن ظهرها الأجوف أفشى أمر الصدر الوارف؛ وهي التي لم تكن غريبة عني!؛ مهرة قلبي غير المروّضة، لحظتُ أن الجميع يصوب نظره بإتجاه واحد؛ إتجاه المهرة النافرة، اثنا عشر عيناً، "قتلتموها يا جِراء الله الضالة". غابت وسط زحمة الباعة ، فالتفت الى بعض شأني مصلحاً ما أفسده التزاحم وعبث العجوز ، هششت الذباب عن المانجو ، رطّبت جوال الخيش بعد أن أصلحت موضع قبعتي المصنوعة من سعف الدليب ، ومن ثَم صرخت ببضاعتي فجأة عندما أدركت خطر الوقت ، تجمع حولي نفر غفير ثم بدأت أكوامي تنقص ، يا الله كم هو جميل طعم النقود ، جنيهان ، فجنيه ، فأربعه ، (سوف أصير تاجر جملة بهذه الطريقة ) همست لنفسي ، أزاح جنون المال جنون الهوى جانبا، الى أن انفض سامر المشترين تاركين بضع أكوام متعجرفة ، أخرجت محفظتي الجلدية من جيب البنطال ،وضعتها بجوار كوب الشاي ، بدأت بترتيب النقود تمهيدا لإدخالها بالمحفظة
    - عايزة الكباية
    شدو بلبل يصل الى مسمعي ، رفعت رأسي فكانت بوجهها الملائكي؛ شماء تقف في كامل بهائها،استفهمت ببله
    -شنو!!
    - عايزة كباية الشاي
    قالتها بغنج لأجيب بتوسل ذليل
    - ليه تاعب نفسك يا جميل
    في محاولة بائسة لاستيعاب الصدمة واستجداء لغزل مرعوب، انفرجت الشفاه عن ابتسامة بريئة ، رأيت برق لم يصعقني، لكنه جعلني أتحسس الكوب الذي كان عن يميني ، لم أجده ،ألتقطت محفظة النقود؛ فتشت، التفت مذعورا
    - هسي كانت هنا
    ، درت حول نفسي ،استرقتٰ النظر ، سامقة هي كنخلة وشامخة مثل إباء بدوي، استنفرت الهمة جائلاً وبجدٍ بحثت عن الكوب المختفي ،" تحولقت " بعد البسملة ، درت سريعا،نظرت في جميع الجهات لم أجد الكوب ، نظرت إليها معتذرا وقلت
    - معليش يظهر انو في زول شالها؛ امشي وانشالله بعد شويه انا بجيب ليك دستة كبابي.
    غادرت وهي تضحك وتسبح ربها البديع ضاربة كف على كف ، تأملتها قليلاً قبل أن أهم بإدخال محفظتي في جيب البنطال ، ولكن لسوء الحظ تحولت محفظتي إلى كوب شاي .

    تلبو
    فبراير2017
                  

02-21-2017, 06:58 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (3)
    معايدة


    جبريل دهب
    اليك وانت تعبر اربعة وعشرين خريفاً

    أتدري يا فردة! بإمكان المرء أن يصطاد خمسين عصفورا من قرضاية حبوبة؛ قبل أن ينجز "جدك" بطاقة معايدة؛ لاسيما وإن كان منوط بها نقل بواقي حِتل المحبة الراسب في ركن ما من وتين تعِب كما هو الحال!.
    في رواية 1984 لطالما اعتقدت أن جورج أورويل ما أختلق فزّاعة " ألاخ الكبير" سوى ليضفي عليه سوء يعفي اخته "مارجوري" من عبء خط بطاقات المعايدة؛ فهو عمل شاق جداً؛ خاصة عندما ينمو بين زقاق السلالة فطر محبة قاتل.

    و لأني ما قطفت وردة قط لاجل معايدة؛ لن أهديك وردة؛ ولكني سأهديك لحظة. ذات ضياع وأنا اتسكع على خوابي تلك الاشياء خاصتنا وجدت ما يُعتد به، وجدتك مستغرقاً مع "كيكي بالمر" في تصيدها للحروف المهملة في فليم"Akeelah and Bee" فتذكرت مهارتك في إرجاع اللقطات؛ ولكن كيف تُنتظر الجدوى من أشياء موصدة ببصمة الروح؛ نعم ذات الروح القديمة/ الجديدة تلك التي لم تمل إشعاع البهجة؛ فاتكأتُ على عصى التداعي لأحمل ما غنمتُ من توقٍ على رسالة ؛ ولكن هل ستتحمل هذه الأحرف المتداعية كل ذلك!؛ هذا ما يرفض التسليم به الحنين !

    أما بعد

    اخوي السمح عيد ميلاد سعيد، فكل عام تتذكر الارواح دورة الزمن فتغير ثوب حبها؛ وتغسل ذاتها لتكون أكثر نضارة واشتهاء؛ فالأوراح إناث في حكم اللغة ؛ ومن شأن كل أنثى التجمل؛ وهكذا ترتدي روحك اليوم ثوب وردي من الحب يليق بسموها؛ فهنيئاً لها البهجة التي نعرف؛ ثم هنيئاً لنا بحِمى الرحابة الذي يحتوينا أبداً؛ في عراء الله المُهتاج برياح الجفاء؛ بل هنيئاً لنا بدوحة الحنو التي نمتلك.

    وكأنها النهايات؛ لذلك سنرمي منديلاً احمراً؛ -وأنّى للغرام أن يتدثر بغير لون التويجات!- يلوّح بصمودٍ؛ لا ينثني للريح او يطويه حمل الوجد العنيف؛ يمجد ذكرى العيد الأصغر، عيد باقات التمني؛ والسراب الغارق في وهج المسافة، الى حين وثوب الوعد الذي يفرد ثوباً للحميم فتُمحى لجج الوهج؛ حينها سوف نجري ببرق الاحتفال، نلهو، ثم نحرق عبوس الفُرقة على نار الحضور سمسمية الزيت أبداً ؛ ومعه نحرق تعنت الاشياء السعيدة!
    أما الآن فلا بأس من انفاق عام أخر لأجل الوعود الكبيرة .
    ثم أمممم…
    لا شيء سوى ؛ سنة حلوة يا جميل .

    تلبو
    21فبراير2017
                  

05-09-2017, 12:31 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    لقاءٌ على باحةِ العدم ِ



    أ

    خانت مشاعرنا ميزان الغِبطة، وإنزوت شوارع الإرادة إلى أرصفة ذاتها؛ كي يمر الإنكسار مختالاً، فوق الجادة الخالية ؛ قاصداً مضمار الفجيعة؛ عند سنطاتٍ من اليأسِ الشحيحِ؛على مقربةٍ من العسكر.

    ب

    كانت لُقيا بائسة
    مثل حلوة خذلها السُّكر

    ج

    إلتقينا وكنا مُرغمين
    فالأحلامُ غيوم لا تُمطر
    والشكُ المتخثر في دياجير الضمائر
    بات يحمل ثقلاً أعظم من الإحتمال

    د

    إلتقينا…في الهباء
    بين الهنا والهناك
    على رفات المدينة
    بين ثنايا رماد ميت
    -كانت اللقيا الكالحة-
    بميقاتها القهقري
    وفق شمسها الفاجرة
    غير إنَّا رغم ضيم المذلة
    لم نرد مشرب الموت
    المستريح على المشانق
    حين خان الزند نخوته
    واستقوى عليها بالسلاح

    هـ

    بيوت من الموت الهزيل
    تخوض في وحل الغياب
    سكون من الشك المقيت
    يلبده زبدُ عبابٍ لإبحار فاجر
    ذكرى هاربة في جلباب الرياح
    جثث لكلمات فاحشة
    رماد من الخذلان
    حكمة مغسولة بالطيش
    مكفنة بقطع الحشائش
    في أرض منقبة بالسواد
    ليس حداداً …
    فلم يعترف الشر بحقيقة الموت بعد
    فقط يدعوه "لقاء"
    وَيَا لبؤسنا من بيادق

    تلبو
                  

05-09-2017, 04:42 PM

محمد حيدر المشرف
<aمحمد حيدر المشرف
تاريخ التسجيل: 06-20-2007
مجموع المشاركات: 20358

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)



    لا أجيد القراءة الا في الورق .. سأطبعها غدا !!
                  

05-10-2017, 05:50 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: محمد حيدر المشرف)

    العزيز د/ المشرف حبابك
    لامحال سيسعدني اطلاعك النابه.

    تحياتي
    تلبو
                  

05-12-2017, 12:31 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    العريف نجم الدين ( نجيمو سخل) وتحية للملأ الأعلى


    https://up.top4top.net/

    لا احد يعيش بطولة دون تضحية ؛ وعيش الحياة على الطريقة غير المألوفة بطولة لا يعرفها الا من عاشها؛ او هكذا يمكن للسائق الخاص لقائد الفرقة ١٦ مشاه ان يبرر منح مشردي المدينة جولة مجانية على سيارة جي إكس أر فاخرة؛ وهو يعلم جيداً ان ذلك يتطلب الترجل معهم للأبد عند نهاية المغامرة.

    قليلة هي تلك القصص التي تناقلتها نيالا -بإجماع البطولات- عبر مجالسها الغارقة في عبق نوار النيم الابيض وثماره المزعجة، وأمنت عليها ازقة القش؛ كي تسمح لأسطورة الرجل الذي قام بأغرب تضامن مع المشردين بالشيوع، فلعقود ظلت المدينة تسترجع تفاصيل ذلك اليوم البارد من خريف ماطر؛ كلما مر "سخل" مبتسماً ببزته العسكرية المهترئة، جلاس نواديها برعوا في تقليد صوت القائد المنعم وهو يأمر سائقه لأخذ السيارته الفارهة لوادي برلي لأجل الغسيل، وكذلك وصف هندام العريف نجم الدين وبراعته في القيادة؛ قبل ان ترتسم على وجوههم مسحة غرابة يتطلبها مرأى سيارة فخيمة محملة بجيش من المشردين تحييهم شارة القيادة الغربية بسيفها ذي الفضاء البنفسج مرفرفة عند المقدمة؛ ثم يبشروا بهيبة جلال تمرد نجيمو الابدي على نمطية الحياة القبيحة الملبدة بسحب الفضيلة الزائفة.
    ليس لهذا فقط عاش نجيمو سخل؛ محبوباً؛ مجيداً وملهماً؛ فما حمله في جولاته الشاملة لازقة المدينة واسواقها من حب ودعابة محملة بنضال ناعم من اجل العيش، ظل على الدوام بلسم يخفف ما يتركه سفلة أمانة الحكومة ببرابرتهم وسفاحيهم؛ وبذلك هزم شرهم الف مرة؛ فمن منا لن يتمنى أن يكون بكل هذا الفخر!
    واليوم رياح الاسافير الهائجة ترمي بنبأ صعوده؛ وأي صعود ذلك الذي تحفه السعادة ويحمله عبير المحبة في شوارع المدينة الدافئة؛ عندما تعج الارض بجنود الشر وبيادق الخراب.
    لن يرى عظمة هذا المجد الا أولئك الذين لم يعيروا؛ ولو لمرة؛ كياستهم لمنتحلي الحكمة من حراس الأخلاق ودعاة الفضيلة المائعة.
    فلترقد بسلام صديق الشوارع؛ وليحيك برلي العظيم للأبد حين ترفع تحيتك امهات الحراز على تخومه.

    تلبو
                  

05-19-2017, 03:44 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (6)

    مأزقٌ خائرُ الحِيْلةِ




    هناك غرق اللسان الى الى ألابد؛ ليس في بحر أنثى تتضارب فيه حيتان التمنع، وإنما أمام ذلك الجمع غير الغفير.
    كان قبو مسجد الحي الضيق يتلائم وغطرسة كهوله الذين يتسكعون فيه منذ أن ادركوا قلة حظهم في الحياة الدنيا؛ سقفه -المعروش بالبوص- المتهالك يوحي بحالة العطب التي اصابت جيوب مترفي الضاحية، حيث كانت لجنته الدائمة خبيرة في استدرار عطف المحسنين وشراء حصائر البروش الطويلة النادرة؛ كنا تحته تماماً عندما أذاع الامام الكهل على مصليّه الناعسين خبر الخطيب الشاب:
    " يا جماعة وبعد ان صلينا فريضة الفجر نترك آذاننا تسوح في فضاءات الموعظة الحسنة مع ابنكم الداعية الهميم محمد"
    هكذا؛ ودون سابق إنذار وقعت في فخ الكهولة؛ حينها وددت لو أن الموقف يحتمل بعض الدعابة لأجيب هازئاً "ياحاج انت جادي".
    كنت حينها عائد لتوي لقضاء الإجازة الاولى من رحلتي الدراسية بجامعة القران الكريم قسم الدعوة والإعلام ؛ ولكن ذلك لا -ولن-يعني اني داعية بالمعني الفعلي للكلمة؛ فمن باب " لا" لأني لم أكن سوى مبتدئ"برلوم " اكمل فصلين دراسيين لم يتعدى فيهما ابجديات العبادات، ولكن ليست هذه العقبة حيث ان عادة ما يختزن الطلاب الكثير من تفاصيل تخصصاتهم المستقبلية لذلك لن يعجز طالب دعوة عن إلقاء موعظة عابرة لجمع صغير من عجائز الحي؛ ولكن حينما يتعلق الامر ب"لن" تتولد العراقيل ؛ فأنا لم ادخل هذه الكلية بغرض الدعوة؛ بل أني غضت الطرف تماماً عن مفردة " الدعوة" عند تدوين رمزها باستمارة التقديم، قافزاً للإعلام الذي لطالما ملكني صوت مذيعو مباريات كورة القدم منه؛ فأنا معلق رياضي؛ هكذا عرفت نفسي لنفسي منذ أن عرفت طريق متابعة الدوريات الكروية على شاشة التلفاز؛ اعرف خبايا الملاعب، من تواريخ الأندية الاروبية الى تفاصيل أندية كوبا امريكا؛ أحفظ تنقلات اللاعبين، وإمكنياتهم الفنية؛ أحب "البلوغرانا" وأعشق عراقة " الليڤر"؛ وإنتصارات الهلال ؛ أمتلك من معارف التحكيم ما يجعلني اهل لتقييم اداء الحكام؛ في الليلة السابقة للمأزق شهدت ضواحي شمال لندن معركة ضروس تصلح للخطابة بل والموعظة؛ ولكن في غيرما ذلك السقف المقدس. وقفت مستنداً على المنبر الحديدي أحدق في الوجوه الباردة المتلهفة لعظائم العظات؛ فكرت للحظة في قصة غريبة كنت قد سمعتها من واعظ جوال بسوق المدينة؛ تحكي عن تمنّع احدى حوريات العين عن زوجها -الذي كان ثري فيما سبق- بسبب حادثة دنيوية متعلقة بالانفاق على احد الفقراء، ولكن ذلك سيجعلني مضطراً لسرد التفاصيل التي لم أكن على ثقة من الإحاطة بها؛ وحتى لو نجحت في ذلك ربما أثارت غرابتها جدل قد يفضي بي الى الاتهام بالوهابية؛ قصة سيدنا موسى والخضر، فهي قصة سهلة وممتعة؛ ولكن ذلك يتطلب بعض المحفوظات، فآيات سورة الكهف متشابهة النهايات!.
    " اتوكل على الله وأتناول المايك ياولدي كلنا اذن صاغية"
    " لا ياحاج ماف داعي للسماعات؛فالصوت حيكون مسموع انشالله"
    وعجلة العقل تصر من دوران الفراغ القصصي العظيم؛ آدم، نوح، عيسى، سِير الصحابة؛ عناوين فارغة مع معمعة الهمهمة والتململ الجماعي هذه؛ وأخيراً وجدتها في ساحة المولد:
    "صلوا على الحبيب يا عُبَّاد الله ؛ سأنشدكم قصيدة مدح للشيخ انياس"

    تلبو
                  

05-19-2017, 10:48 PM

طه جعفر
<aطه جعفر
تاريخ التسجيل: 09-14-2009
مجموع المشاركات: 7322

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    استمتعت بالقراءة
    و الكتابة جميلة
    لدرجة أن أفضل حاجة تتعمل معاها
    هي اقتراح المشرف المشرف
    شكراً
    تلبو
    عامل لي اسمك السمح دا
                  

05-22-2017, 07:54 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: طه جعفر)

    استاذي طه جعفر
    حبابك

    شكراً على جميل قولك واتمنى ان تكون هذه الهلوسة على قدر المظنة

    ممتن
    تحياتي

    تلبو
                  

05-22-2017, 08:27 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (7)
    جبلٌ



    في تلك اللحظة العائمة في مساء خريفي دبغ تمكنت من اقتناص الجبل بتمعن غريب، قبل عبور العصفوران البريان بنواحٍ عابر لقمرية متمكنة من بيضتيها؛ ارسلتُ السهم؛ لم يكن الدفق الضوئي المستسلم لمسار الرؤى بتأني نظرة متفحصة او عبور خفيف للمحة مستعجلة؛ كان سيل محكم؛ مثل قسطاس بصري بديع بينهما؛ يجر الى دائرة الشبكية المُلقاة على لجج الضوء الوهّاج، كل ما يعني عنكبوت جائع وفيل اتخمه جشع خرطومه المرتخي بإزدراء، كانت الساعة حينها تشير بصفاء واضح الى كل ما تقع عليه عين لتوشي بتَكَتها المتجاوزة للجرس السادس عشر منذ ان تحللت من دم قتيلها الخريفي السابق لتكشف عن ما يبدو جبل:
    عشب أخضر يختزن بتلات تحاول شق طريق الألوان؛ نمل تحت اقدام اغنام نهمة يؤزها الإشتهاء على محرابة جموح الارض الخضراء ؛ رمل؛طمي؛ غبار؛ ثم تجاويف طينية عميقة؛ يبدو الجبل في وقت غير تلك الهنيهة كائن اكثر تماسك؛ مثلما تبدو عين مُغمضة؛ حيث تخرس الحُمرة المغّبرة بارجوان باهت، اي إسوداد او إبيضاض لجحافل الحصى المليارية المكبوتة تحت سلطة الصنم المهووس بالسمو؛ كما تمكنت من طمس هوية ألوان اخرى لحجارة اكبر؛ ترزح تحت تمويه التضاريس ؛ نبتات صغيرة؛ جحور وكهوف؛أخاديد للرياح والمطر؛ طرق ملتوية واُخرى مدرّجة، بيوت للعناكب والزنابير؛ ملاعب للقردة عليها أعشاش طيور مهجورة، ؛ برك صغيرة، قواقع صدفية؛ حجار وحجار، طيور بأعشاش عامرة، أرانب حذرة وجنادب تثبت حضورها بالصرير. ثم حمل السهم على نهايته تلافيف الف تفصيلة أخرى تنتظر لحظة اعمق.

    تلبو


                  

05-22-2017, 08:58 PM

علي دفع الله
<aعلي دفع الله
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 4740

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    شكرا تلبو
    استراحة وريفة وسط اجواء الكوليرا والغلاط في مصافحة ترامب ..
    هلوس ولك الجنة
    مودتي يا مبدع
                  

05-23-2017, 06:11 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: علي دفع الله)

    الحبيب علي دفع الله
    حبابك

    لقد هزمونا الجهلة في هذه الارض
    هزمونا حد الهلوسة.

    شكرا على المطايبة والكلام السمح.


    تحياتي
                  

05-24-2017, 04:23 PM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    احلى هلوسة..

    لك تحياتي اخي دهب..
                  

05-24-2017, 08:30 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: اسماعيل عبد الله محمد)


    (8)
    ظهيرة


    أغنية صاخبة يحملها هدير تعِب لركشة تتهادى على الشارع الرئيس؛ أغنية حية وخفيفة؛ دافئة مثل انفاسها وهي تتداعى مع إبريق الشاي؛ بضة بثغر مبسام؛ يتحدى برقه أشعة الشمس التي يسربها عرش الراكوبة الشحيح؛ تميل فينثال ألقها قبل ان يسيل فيض ابريقها على الكوب المتعطش للمشروب القاني.

    تلبو
                  

05-24-2017, 08:37 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    الاستاذ اسماعيل
    مرحب بيك

    في الأماسي الغارقة في المأساة تبقى الهلوسة أعظم حيلة.

    أشكرك على التوقف ها هنا.


    تلبو
                  

05-24-2017, 09:15 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)



    (9)
    زوايا



    سُئل حارسٌ عن الغباء فقال:
    الإفراط في اللامبالاة .
    وأعمى عن الإبصار فأجاب:
    النور الذي لا تنتجه ذاتك.
    وحكيمٌ عن الطيش فعرّفه:
    إخماد ثورة التفاصيل التي يفجرها الفكر.

    تلبو


                  

05-24-2017, 09:23 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    ا
    (A)
    تجرعٌ



    الساعة الآن تُشير إلى التاسعة ضياعاً، سهادٌ وبعض أرقٍ جاف ، ترتشفُ الكأس إرتشافا ً، فقد باعدت بينك المسافات وبين "العرقي البكر" ، كنت ستجثوا على ركبتيك متجرعاً الكأس بعنفٍ؛ بحصافة أكثر، ليمر وينجو لسانك من حريق الشراب؛ هناك في المنعطف البارد، عند الحي ذا الأزقه الملتوية والنساء الشريرات؛ هناك؛ -بالضبط تحت الليمونة جنوب مربط الحمار الأبيض- كنت تجلس ساباً الاموات دون ذنب سوى حيادهم حيال الجو الحار، تجلس وفي جوفك نداء الحريق السائل وقطعة من لحم. ولكن الآن وفي هذه الظلمة - رغم الضوء الاثير- لا تترأي لك خيوط النشوى كما كانت ، هل مات باخوس هو الاخر!.

    تلبو
                  

05-31-2017, 03:03 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (B)
    فيلم الأسد ( Lion)



    يعكس سارو الصغير ( ساني پاوار) فنتازيا الاكتظاظ البشري في شبه الجزيرة الهندية؛ واللا مبالاة العبثية للتناسل في القارة الأكبر في العالم؛ بينما يؤكد سارو الكبير( ديڤ باتل) حقيقة متانة الأواصر الاسرية حتى ولو نمت بين فقر مدقق.
    صُور الفيلم بين الهند وأستراليا من تمثيل
    سُاني باوار بدور الطفل سارو
    ديف باتل، بدور الشاب سارو
    نواز الدين صديقي
    ديفيد وينهام
    نيكول كيدمان
    روني مارا
    واخراج غارث ديفيس2016
    حائز على
    جائزة آكتا الدولية لأفضل ممثل مساعد 2017
    جائزة آكتا الدولية لأفضل ممثلة مساعدة 2017


    https://up.top4top.net/

    https://up.top4top.net/

    https://up.top4top.net/


    https://up.top4top.net/


    https://up.top4top.net/

    تلبو
                  

05-31-2017, 06:49 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (C)
    سِفْرُ الأصدقاءِ



    خفافاً/ ثقالاً كُنتُم
    تحملون الأغاني حقائب
    ورؤى الحبيبات قلائد
    ثم لون المطر هو التميمة
    وهذا الرهق الذي يصليكم
    يحرقكم فتتأففون
    بذكر المغضوب عليهم
    سيصليكم في العذاب الرحيم
    ينضجكم
    كما حوافر خَيل الايام
    ثم تصلون اخيراً الى المسغبة الابدية
    حيث لا شيء يقوي على إظهار البريق
    هناك ...
    حيث النوم وصحبة المساجد
    فهل ستخرجكم الجرائد
    من مصائد الضجر

    تلبو
                  

06-03-2017, 08:50 AM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    خطأ


    تلبو

    (عدل بواسطة Dahab Telbo on 06-03-2017, 08:53 AM)

                  

06-03-2017, 07:18 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    ( D)
    برزخٌ




    إننا لا ندري ؟
    قالها الشيخ الوقور وهو يمسك بيد الصبي عند مرورهما بالقرية المحروقة
    سكت الصبي ضائعاً في السحب المُحمرة ثم الأفق الضاج بالسحب
    لتمر أغنيتان لابوالعركي البخيت بتنورات ألحان ذاهية وقصيرة يتبعهما طائر يبدو من منقاره انه غير شريف.
    قال الطفل بنبرة لزجة:
    إننا ندري ولكننا لانريد؟
    وقف العجوز هنيهة قبل ان يركع متسائلا:
    ندري ماذا ايها الشقي؟
    سكت الطفل خجلاً قبل ان يجيب الغراب:
    ندري الهلاك ...ندري الهلاك.
    وفي تلك اللحظة استفاقت شجيرات العُشر الغافية تحت ظل الشفق لترشي الحياة بحليب المغيب ويغيب الحق الى الأبد.
    البرزخ الطويل مليء بالأرواح ذات الشبق الموتي بأجسادها التي تقدس الحياة تجر عربات الشك التي تركب عليها خيول السؤال .
    ثم أفق اخر به سُلم خاص لعروج شجيرات الُعشر.
    المتواطئة بالحليب.
    قال الصبي ثانية:
    هل تحب الموت يا جداه؟
    صمت العجوز الذي بدأ يتصبب عرق وهو يحاول سحب يده بحذر من يد الصبي الصغيرة .
    ضحك الغراب وأغنيات ابو العركي ذوات التنانير القصيرة.
    ضاق البرزخ ضيق الدخول الاول الى المبيض وبنفس التزاحم واللزوجة ماج
    فصفّقت الاغربة للفوضى ورقصت رقصة الهلاك.

    وحدها هي الأغربة التي تقوى على ذلك.

    تلبو

    (عدل بواسطة Dahab Telbo on 06-03-2017, 09:25 PM)

                  

06-09-2017, 01:45 AM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (E)
    إنكسار


    كان المساء شاحب عندما خاصمته الذكرى ليخون الليل ظلمته مثلما يخون الطغاة عهود الكادحين ، جلس في الدياجير الكاذبة متقرفص على حصيرة الحزن المنسوجة من دموع النشيج وبعض مرارت بالية ، زفر أنفاسه النارية مثل تنين غاضب في مساءات جائحة الانقراض المشئومة ، بينه وبين الامل ثوب الليل الداكن وبحور بلا شواطئ من اليأس ، تفرس الاحتمال بلا عيون ثم رفع رأسه ليحدق في السماء الغائبة غياب الفرح ، جال بعميه ذلك في مسافات العدم الدامسة ، لعن كل شيء سوى الاله الذي ناجاه بصوت كئيب مثل ثوب الحداد :
    "رباه ماهذا الهراء ؟
    النساء ،الولدان غير المخلدون ، النازحون الى حيث لاملجأ ، جموع اللاجئيون ، الحمر الأهلية والأخرى البشرية ، الدمى ، الهرج ، الموت ، الاحتراب وجحيم احتراق الوطن".
    هب واقفاً بعد ان دفق تسأؤلاته مثل دوشكا بعقد زخيرة مئوي ليرقص رقصة الولاة الجدد ، القتلى الجدد ، الجوعى الجدد ، اللصوص الجدد ، الهاربون الجدد على متن قوارب البحر ، رقصة الجثث الطازجة بين الأمواج واشجار العرد والغبيش في بيادي الوطن الخراب ، ثم مضى بساقين مبتورين ولحية حليقة صوب غابات الانكسار.

    تلبو
                  

06-12-2017, 09:13 AM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (F)



    فليكن ليل طويل
    مثل ملذات الخليفة
    فليكن ادهم مثل قلبي
    ومؤلم مثل تفاصيل الحكاوي
    ليل عقيم؛ منتن مثل دبر البلاد
    فما تبقى من رماد القرية
    لا يعمي عيون المتغطرسين
    على وسائد الشهوة…
    لا يروي عطش الرياح؛
    ولا يكحّل مقلتيك الدامعتين
    اذاً؛ لماذا تتلهفين الى الصباح!
    لا تلعني الظلام عزيزتي
    بل باركيه…
    ليس ملعوناً من يبلي حسنا
    في تأخير عجلة الموت
    فللموت ميقاتان الآن:
    واحد في أراضٍِ آمنة نشتهيها
    وآخر على حد طلقة الجلاد
    وهو ما تكفل السخيم بإرجائه

    تلبو
                  

08-04-2017, 04:31 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (10)
    أُحِبّها




    "١"
    كلما ضحكت الزهرات لدغدغة الندى
    يتفتح حبها زهرة بنفسيجة
    تهب الفؤاد طيب الأريج

    "٢"
    عندما تسوقنا خطى الذاكرة الى بيد الاشتياق
    يخرج زُغب التمنى لنعتزم الطيران رغم رياح العجز
    تتكسر الفراسخ في وجه عواصف البوح
    تتعطل آلة الزمن

    "٣"
    أُحِبّها كلما قرقع باب صفيح تحرشت به ريح عابرة واذوب إذ أسمعُ صوتها يندي رِفقةً وهي تسأل جارتها العجوز اذاما كانت تريد شيئا من السوقِ ، أُحِبّها كلما صفعت ريحُُ مكفهرة وجه شجرة النِيم ،كلما سمعتُ صافرة بائع حلوى القطن ، كلما بكت طفلة حرقها رمضاء الطريق ، كلما شُوى قلبي في رمضاء صدها، أُحِبّها كلما تلى صبي سورة قصيرة في حلقة مسيد القوني موسى ، كلما نهق حمار تعِب يجر عربة مياه، اعلم ان صوت الحمار منكر ولكنه يجعلني أحبها ! . قالت لها جارتها ذات مرة " انتِ ناضجة وعقلك فاهم" فبت أحب صوت جارتها حتى وهي تطلق عبارات فاحشة في حق زوجها السكير ، أحب السلاحف كلما حاكت مشيتها الهوينا وفي التمايل عشقتُ حرباء الخريف. في أماسي الخريف وعندما يخرج النمل الطائر اجد في رائحة الطين العتيقة التي ينثرها بطيرانه التائه رائحة حبها وعندما تضع جرادة " ام سميسمان" بيضها في الارض الرطبة تحت الحشائش يفرّخ بيض حبها الساكن في فؤادي -ابداً- فراشات عشق زاهيات كعرائس البحر. عند سماع هديل القماري من على رأس قطيتي أهيمُ بها حد البكاء واشدو مع كل قمرية كما علمتني الجدة في ساعة حصاد
    نسيبي فَسِل*
    كتلني كتِل
    نسيبي فَسِل
    كتلني كتِك
    هكذا تشكي القماري في تلاوة النوح ، احبها بقدر قساوة نسيب القماري وبقدر شجن هديل الحمائم الذي لم تفكُ تلاصمهُ جدتي بعد. في الشتاء بين ثنايا معطفي أتحسس حبها برؤس أصابعي الباردة عندما أضم يداي الى ابطي فأشعر بالدفء. في تفاصيل حينا الشعبي عندما تخرج زرافات الابقار نحو المرعى اجدها في صوت الراعي وهو يهش القطيع ، حينا -ذا الابقار- مليئ بالشائعات التي تنسجها بائعات اللبن لتبديد خوف عتمة الفجر عندما يقطعن "وادي برلي" راجلات نحو قلب المدينة ، مع شائعاتهن الفطيرة يصلني حبها. ذات ليلة وانا استمع الى تسجيل "صياد النجوم " في باحة بيتنا القش لحمتُ نجوم "التريا" ومن خلفها يصرخ حبهُا بنبرة ضوء واضحة معلناً "انا الدليل وليس التريا سوى انعكاسي ". حتى في الاشياء العادية اجد حبها ، في المدرسة الابتدائية ذات سياج الشوك ،سوق جبرونة ، صيحات السكارى ، نداء الجزارين ، صوت نقارة "القيدومة*" و عند صانعات الفخار ايضا اجد هواها ، اجده علاقاً في فضاء العنت الذي يعتري عملية نقش الرسومات على أصُصُ الزهور وأزيار المياه . ذات مرة وفي أوج ثورة شمس مارس أدرت عجلة المذياع لأجد موجة الإذاعة المحلية عند موعد برنامج " منوعات" فصدح الكابلي "سُّكر سُّكر" لأجد حبها السُّكر بل وجدت اللذة وكأني اتمطق قطعة سُّكر. أُحبّها وأُحب الحياة البهيجة التي تتنفس حُبّها.

    تلبو
    في أغسطس ما
    __________________
    فسِل : قاسي او جبان
    القيدومة: حفلة الأعراس والطهور

    (عدل بواسطة Dahab Telbo on 08-04-2017, 04:37 PM)

                  

09-12-2017, 09:00 AM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    <

    (11)
    وإن ناداك البعاد؛ فلن تستكين




    في حضرة غياب الصديق حسن فضل الله ورفاقه.
    ( قوز دنقو - أبريل 2015)

    الخالدون يتركون بهائهم للإعاضة.
    ذات لحظة بائسة كان فيها طلاب المؤتمر الوطني يقذفون النيران على غرف داخلية محمد صالح بالجامعة الإسلامية كنّا نقصد ذات النيران الملتوفية، بعد أن فرقتنا دموع البُنبان أيدي سبأ، اذكر ذلك جيدا وأن مشت عليه بضع سنين مغبّرة بالخذلان .
    كنت و حسن نقطع فيافي متسخة هي ما أهملته إدارة الجامعة من نصيب الطلاب واستغله جيرانها كمزبلة أسطورية ؛ عندما خرج صوته الحانق مجلجلاً وهو يقول "حرقوا غرفنا أولاد الحرام " قال ذلك وهو يشير الى الدخان الصاعد من المجمع الشمالي ، لم يكن حدسه خائباً قط -وما كان كذلك يوماً- فقد كانوا يحرقون الغرفتين ٣٦و٣٧ وأخريات من المجمع ذي الطابقين ، قبل أن يهموا بمطاردة فلول النزلاء العزل بسياراتهم المدججة بالسلاح.
    كانت تلك هي الليلة الأخيرة لنا ؛ حيث أنفقنا ليلها في الترقب ونش ذباب الشك اللجوج؛ داخل منزل رابطة "ينابيع " -الغارق في الهموم هو الآخر- عددنا يساوي عدد فصيلة من الهاربين من أقدارهم؛ فعندما يصبح الانتماء للجغرافيا علة تستوجب بيع الضمائر لشراء حياة آمنة؛ يجد المرء نفسه مضطراً لتبني موقف واضح، إما مع ضميره او ضده؛ فاخترنا ضمائرنا - ولازلنا معها-.
    دائما ما تسخر منا الأيام بإصرارها على تخليد المآسي؛ البؤس ومر المواقف؛ مثلما تسخر الثعالب من فرائسها قبل الالتهام ،وتماما كما تعبث ملهاة حقول الدخن بقلوب الطيور عبث بِنَا العبوس القانط؛ كل ذلك -يا صديقي- كان ممكنا ومستساغ في ظل حكم سفاح محترف ولكن أن تكون أنت -ابن الجماهير- بكل هذه العزلة ؛ هو ما لم يكن يوماً ليورد على الخاطر؛ ج-رذان الحياة تمادت كثيرا في قضم متاعنا البالي ، بعد أن جعلتنا نقتات من ما تنتجه مؤخرات الثعالب الملتحية؛ ذات الوجوه الكالحة؛ ولا زالت تتمادى يا صاحبي….لازالت! يا لتفاهتنا ؛ حينما تموت الثورة !
    رفيق العُزلة إننا اليوم-ورب هذا المداد المتَقطّر الذي يزعجني بإنذار النفاد مثلما أنذرتك من قبل مئات المرات بطارية تلفون "الربيكا"- لم ندخر حسرة الا و أنفقناها على أولئك الأنقياء الذين بذلوا مهجهم رخيصة في سبيل القضية ؛ التي أضحت تجاره رائجة في أيدي سدنة الفنادق؛ بالطبع لم ايئس من الخلاص ولكني يائس جداً من صحو ضمائر تجار النضال؛ أتدري!؛ أصبح لدي الكثير لأنفقه في تلك الأمور ، في استذكار بعض من تنويرك في سُوح المعرفة؛ أذكره إذ لا تذكره أنت الآن في منفاك العنيد ، في ذلك التيه الرخيص مثل صحراء المدافع الباردة؛ تلك التي سلمتك للجلاد بهديتين؛ هدية التسليم وعطية الانقياد ؛ ثم الآن وهذه - الآن- هي أم المصائب؛ الآن يخرج صوتك رغم غياب الجسد؛ تخطب فينا؛ فيهم؛ وفي الحضرة العليا.
    يا لتفاهة الزنزانة؛ لابد من أنها رطبة جدا، كئيبة وباردة مثل العدم؛ لابد من أنك ما فتئت تهزم كل ذلك بجلد الأبطال ؛ باحتمال فراق الجماهير ؛ تهزمنا بترك كل هذا الفراغ ؛ حين كنت لم نكن؛ ووقت سرت دون التفات شغلتنا شكوكنا عن اللحاق بك، لابد من انك كنت تقصد "ياسر المدو حرقاص"، متشوق لابتسام ، عبد الله أبكر خالد اسرائيل ، فضيل؛ خليل ببونه الشاسع في تضاريس الفكر -القلب يساري كما قدره والعقل يمين- ؛ ولكن نار النضال لا تحتمل الـ"بين بين" فأحترق بلهفة الفراشات للضياء. كنت الحقيقة؛ وكنا السراب ياصديقي؛ نعم نحن ذلك الرقراق الصاعد؛ نحن رواد الخذلان ؛ تحية إجلال لعبد المنعم؛ تحية إجلال للعم عُشر؛ للصاعدين بصمت بين فلجات مفارم اللحم الطري على ضفة النيل الأزرق. تحية إجلال للصامدين هناك والذين سئموا الانتظار فلحقوا بقافلة النور.
    هل ترى هذه السحب الرمادية؟. هناك على أقصى النضال؛ نعم هي ذاتها ياصديقي سبب كل هذا التداعي اللزج ؛ سبب ألانكسار ؛ وقبح المصائر ؛ سبب الكفر الأكبر بديمقراطية الله ورسوله ؛ إذاً فأسترح؛
    ففي الدواخل يربض التوق أبدا بجوار الحنق؛ وتحت الوتين جميل ضحكاتك و" تشغيلاتك" لعلي ابوجلحة عندما كنا نجلس - بكل أدب- لنشاهد تضليل قناة الجزيرة في أرض "ينابيع" لم نكن لندري قط أن الزمان يتربص بِنَا ؛ سلاماً عليك ؛ سلاما على عزلتك ؛ سلاماً على الذين لم يولغوا في وليمة " قوز دنقو" سلاماً على شهدائه الذين لم - ولن- اعرفهم ؛ سلاماً على رفاق الزنازين ؛ ثم سلاماً على الوطن المغطى بسحب الزيف ؛ والعار الأبدي للذين كفروا بطريق جون قرنق -المستقيم - ليؤمنوا بكروشهم وتهويمات الخلود الكاذب.
    أصمد عافية يا رفيق.
    http://www.up-00.com/
    تلبو
    سبتمبر ٢٠١٧
                  

09-15-2017, 12:00 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (12)
    قصيدة للبيت*



    لا املك ثمن أضحية ولا أعبأ لذلك لأَنِّي غير معني بالتضحية. نعم ليس مطلوب مني شراء خروف ، ولا حتى دجاجة ، اعلم أنكم تحسدونني على حظوتي ورخصتي السحرية هذه ولكن الامر بسيط بأمكان أي منكم التخلص من هم الأضحية فقط ان كُنتُم لا تصادقون رجل بجراءة مصطفى درش فقاعدة الاعفاء هذه تعمل تحت اي ظرف يتحكم في شئون اموره جنرال سفاح مثل رئيس البلاد: " الضحايا لا يضحون" أترون ! انها بسيطة ومقنعة أليس كذلك؟ ولكن السيد مصطفى افسد علي الامر عندما سألته هذا المساء بعينين تشع فرحاً؛ أليس هذا مبرر كافي يا درش ؟ قال بصراحة الأنداد وصوت محايد "مبررك ليس كافي ياصديقي خصوصا اذا ما أخذنا استجواب زوجتك المحفوف بضجة خراف الجيران وعيون طفليك في الاعتبار".
    تلك الصراحة في الإجابة أزعجتني -ولا زالت - فكما ترون هو لا يجاملني ، كل هذا العطاء الإبداعي الذي اوهبه له مجاناً وهو لا يجاملني ، فأنا لا استحق المجاملة إذاً،بهذه الطريقة يفهم هو الامر وكأني لم اكتب ، درش لن يفعلها حتى في ظرف كهذا ، نعم اكتب له هكذا دون اجر وهو يضن علي حتى بالمؤازرة ، لابد من انه يجهل حقيقة وضعه ، فهو القارئ الاكثر حظاً في العالم لأني بكرمي اعتمدته قارئاً خاصاً لأعمالي العظيمة ، و ذلك بلا شك سيحمل أي قارئ حصيف على تبني موقفاً رمادياً تجاه ولي حرفه ، هكذا يعلمنا رجال السياسة كل صباح عبر شاشة التلفاز الوطني صوتاً وصورة ، الا ان مصطفى لم يتعلم ، فيخسر وظيفته، لو انه ركز مع مسرحية الساسة المبتذلة لجاملني في إجابته تلك، بيد انه لا يعلم ايضاً باني لو قررت ان استغل حرفي لأجل ذلك لحشدت جيش من المصفقين ولكني لست " قوناً" او سياسياً رخيصا كوالي المقاطعة لأحتاج لذلك الزخم التصفيقي الهش ،فكل ما احتاجه هو رجل يبارك لي منطق "اللا تضحية" الذي أتبناه لمواجهة هذا العيد ،ولكن لندع كل ذلك جانباً فهذه السطور هي اقرب الى المدح المنزلي منها للاحتجاج على صراحة درش ، فالامر شاعري بطريقة او اخرى ولو كنت بارع بما يكفي لكتبت عنه قصيدة تنتمي لمنطقة "ما بعد الحداثة" ولكن عقدة السكن العشوائي جعلتها نثرا هكذا ،ولنختصر ؛ هذا النص كما يشير عنوانه يخص بيت ، نعم بيت ولكنه ليس اي بيت -وبالطبع ليس هو البيت الحرام-انه خاص جدا لأنه بيتي ، نعم هذا الذي انحني تحت احد عروشه لأكتب لكم ، وقبل ذلك يسرني ان اخبركم أنكم بقراءة هذا النص اصبحتم تشاركون مصطفى شرف مطالعة عظائم النصوص ذلك الذي فرط فيه بالصراحة الجريئة ، فأحترسوا فمن الصراحة ما حٓرٓمَ ،ولكن لا عليكم فأنتم الان تحت ضيافتي ، بل تحت عرش غرفة من بيتي ، لنعود للحديث عن بيتي حتى لا نفسد نظم القصيدة ،للدقة فهو ليس كذلك حقيقة فيما يخص ضمير الملكية، الا اني اسكنه على كل حال لذلك فليس هناك داعي لجرجرتكم من اجل تفاصيل لا تخدم النص في شيء.
    انه بيت جميل رغم عبث السيول وحقد الزوابع التي جعلته لا يداني الله جمال الا انه يستهويني جدا وذلك واضحاً من كتابتي ، حائطه المائل يجعلني احس بأنه يذهب بعكس اتجاه الدنيا ، فهو لا ينافقني او يستغفلني يظهر على حقيقته كما سروالي وجلبابي الوحيدين، تأكدت من ذلك تماماً عندما لم يخفي عني تشققات غرفه التي تماثل أخاديد الازمنة على وجهي ، إذاً هو بيت واقعي جداً،أحبه جداً ويشبهني جداً ومن شابه صاحبه فما ظلم ، هكذا أستطيع تحوير الحكمة لأمدحه ، فعندما نحب نصبح اقل أماناً على كل حال.
    شكرًا على المطالعة والآن دعوني أسألكم عّن المبرر أليس كافي لتجاهل الاضحية!
    تجاهلوا امر مصطفى حتى لا تجاملونني في الإجابة.

    تلبو
    23سبتمبر2016

    _____________________
    *اعادة نشر
                  

09-19-2017, 09:21 AM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)



    (13)
    نعي




    لقد مات جرقاس ، لا لم يمت جرقاس ،كل ما حدث هو أن جرقاس ذهب، الى أين ذهب إذاً؟ ذلك لا يهم ؛ فأي كلب إذا ما سئم الحياة فإنه سينسحب وجرقاس أنسحب حين سئم ، رَغْم أن ذلك عادل الى حدٍ ما إلا انه دائماً مايكون هناك ضحايا، فإنهما لم تسأما الحياة بعد، فلِمَ سُحبتا، اعني صغيرتي مريم وأمها ، فقد سبقتا جرقاس بساعات قليلة ، ماتت الصغيرة ثم لحقت بها أمها ، كان موت بارد ، موحش وسريع ، فيه يصاب المرء بالإسهال ثم يموت ، سُحبتا عبر طريق قصير ومميت ،اسمه الكوليرا ، قبل ان تبدأ رحلتها القصيرة المميتة بخطوات كانت تجري مرحاً وهي تقضم الحلوى ، كان ذلك قبيل المغرب بموت قصير ، ثم ماتت ، شيء قد يحدث في الحياة ، شيء مؤلم كهذا! نعم. فالموت سنة الحياة ، ولكن ليس مرتين في ليلة ! ،على كل حال لقد حدث كل ذلك ياصديقي وفي ليلة واحدة، ثم أكمل جرقاس الثالوث اللعين لتجدني أنفق يوم إضافي من اجل تدبير خائب قبل أن اجلس لأكتب لكم هذه الأسطر، فلم يتبقى سوى نواح لوحات المفاتيح ، عندما تكون وحيدا يغدو الكون بأثره متآمر عليك ، فتصبح فاشل في كل شيء سوى الثرثرة على السايبر ، هذا ما تعلمته من الحياة بعد أن سرق الموت ما املك من أحباب،ثلاثة أنفس عزيزة هلكت بسبب حماقة احدهم في غضون ثلاث وسبعون ساعة ، حسنا سأخبركم بما حدث في اليوم الخائب، كان يوماً شاقا أنفقته سُداً في البحث عن سخريتي الخاصة من الموت ، كنت قد عزمت على الانتقام ، لذلك فكرت في اتخاذ خير وسيلة لتنفيذ حنقي من سادة الموت في المدينة ، ولكن الامر كان مرهق، فكرت في قتلهم، سيكون كافيا لو قمت بتفجير قبة البرلمان ، ولكن ماذا عن صاحب القصر وحاشيته، وزير الصحة ، إدارة الوقاية ، مكتب الوالي ، المعتمد ، ضباط الصحة ،اممم الأمر معقد إذاً ،رفع دعوة قضائية،ولكن ما رأيك في مصير صبي مكتب الوالي، الانتحار، او الانضمام للحرروب العبث ولكن هل ذلك سيحدث فارق، تفكرت وفجأة وجدتني أقول: ما رأيك في نعي جرقاس في الصحف! ، أنها القاضية ، ستنال منهم بلا شك ، فورا حسمت الأمر ومن ثم بدأت أفكر في النعي كمن يفكر في حفل زفافه، فألتمعت حصافة الفكرة عندما تداركت تفاصيلها،نعي كلبي في جريدة محترمة ثم عزاء غريب هو الطُعم الذي يجمعهم للنيل منهم ، ولكني تداركت إننا لم نعد نمارس الحياة باحترام لذلك يجب أن أكون واقعي أكثر ،فعدلت الخطة الى " جريدة مقروءة" ، ثم استطردت مفكراً في التفاصيل ، لابد له أن يكون نعي مميز ، شيء باعث للسخرية بصورة واضحة، شيء خدّاع يثير السخط ويحمل قدراً من الدعابة والتسلية أيضاً ، شيء مختلف ، هذا بالضبط ما أريده ، "نعي مُختلف ذلك هو الذي يجعلهم يتجمعون كالكلاب الضالة وننال منهم يا جرقاس" هتفت ثم واصلت التفصّيل ، ان تكون الصيغة تحمل عبارات فاخرة من تلك التي يستأثر بها كبار الساسة والمثقفين ،كأن تُستهل بإقتباس لأمنويل كانط او بيت شعر لسيمون سنغور، ثم عبارة نصفية عريضة " نعي أليم" ثم تبدأ التفاصيل التقليدية كأن يُذكر في النعي انه كان كلب طيب ، مات وسجله الجنائي نظيفاً ، ثم يُوضح ذلك بأنه لم يحدث أن أعتدى على أحد ، شخصاً كان او حيوان طيلة حياته الرغيدة،وهو ما يعطي الحق على وصفه بالصلاح والتقوى، لا ادري كيف سيستطيع من يقرأ النعي استساغة ذلك ولكن لا يعجز صحفي في تحوير الكلام بحيث يجعل الأمر أكثر سلاسة، فانا اعلم أولئك الذين يعملون في مثل هذه المجالات أنهم يراهنون على مقدرتهم على حذلقة الحديث، إذاً فذلك ممكن ، قلت لنفسي ثم رحت استقصي ما تبقى ،الخاتمة لابد من أن تكون كوصلة عزاء تشمل المتفرقين من أهله في أوروبا وأمريكا وأن يكون الأمر حقيقياً اعني ضرورة ذكر أسماء كلاب أجنبية ، وهو أمر سهل في ظل وجود السيد "قوقل"، ولأجل توطيد تلك العلاقة يجب أن يكون النعي باللغتين ،العربية والإنجليزية ، حسناً ذلك حتماً سيسر إدارة الصحيفة لأنه يعني مزيدا من الجنيهات الموبوءة ، فكرت في دس اسم الكوليرا لجعل الأمر أكثر اشتعالاً بالنسبة لمعركة ما خلف السطور ، ولكن تداركت ذلة الحرص، فخلصت إلى أن يكون أخر سطر هو إعلان موعد تقبل العزاء الرسمي ، وان يكتب لذلك اسم الصالة المصيدة، ولابد من أن تكون فخمة هي الأخرى ، فالطرائد قوم يحبون الفخامة، قلبت ألأمر في رأسي ثم قلت بصوت مطمئن وهادئ: إنها خطة شاملة للنيل من الموت والترف الطفيلي ،ثم عدت لمراجعة أسلحتي التي حصلت عليها،مصوران خاصان من متطوعي الفتوغراف ، ثمانية مراسلون لقنوات إخبارية عالمية ، مراسلة وكالة روتيرز ، مراقبون أمميون ، ثم حشد من المدونين لضرب نرجسية بلاد الكوليرا ، "إنها القاضية " صدحت وفي وجهي اشراقة ضحكة مريم الصغرى وهي ترزح تحت بؤس موت الكوليرا،صوت مذيع نشرة الثامنة يأتي قويا ،كان يذيع خبراً يتعلق باكتشاف الفاكهة الفاسدة في السوق، ولكنه لم يحذر منها، مرت نسمات سريعة وصوت ركشة بعيد بضجة موسيقاه الأبدية،أشعلت سيجارة، دخنتها ببطءٍ ومن ثم نمت وفي رأسي ذهول انسيابية الأمور وتدبيرها السلس.
    لو أنها لم تُفسد كانت ستكون رهيبة وربما قلتم ذلك بأنفسكم لو أن الضربة نجحت ولكنها أُجهضت كأي عمل ذي فائدة ، كنت قد أعددت كل شيء بدقة ، استوثقت من ارقام الضحايا، حصلت على نصوص الإفادات المستفزة لمسئولي الصحة، تقارير المنظمات المختصة ، صورة لمريم وأمها ، قميص أبيض بخطوط زرقاء، خطبتي العصماء، اتصلت بإدارة الصالة الفخمة وحجزتها لمدة ساعتين،بدا محدثي مسرور بالعرض لأني طلبت ساعات العصر، ولكن رغم كل ذلك فشلت الخطة، لم أستطيع فعل شيء من كل ذلك سوى التأريخ للفشل، يبدو أنهم يعرفون أكثر من أي احد كيف تكون المداخل فأغلقوها جميعا،لم يتركوا منفذا واحدا للدخول عندما وضعوا الإعلان عن الموت تحت قائمة الجرائم الموجهة ضد الدولة ، نعم ذلك ما حدث بالضبط فالحديث عن القانون ليس بالمزحة الجيدة على كل حال ، لذلك سأخبركم مباشرة بما قاله صاحب الصحيفة الأكثر قربا من المُشَرِّع كنت قد وصلته منتصف النهار، ولا تحتاجون لوصف الجو العام لوقت قائظاً كهذا،الا أنه بعد قرأ في عينيّ العزم بفراسة صائد أستعار برود مكتبه قائلا وهو يبتسم بصعوبة ويضرب بقلمه على المنضدة ،كان متلعثم كأي معتذر:
    والله وفي الحقيقةً يا أستاذ ذي ما بقلوا انه البلد ما محتاجة "شوشرة" فالفيها مكفيها وذي ما أنت عارف الأعداء يتربصون بِنَا مدعيين بأن وباء كوليرا يفتك بالبلاد، إذاً لا إعلانات موت ، موت البشر هنا في إجازة حتى إشعار أخر فما بالك بالكلاب. نأسف. اقدر مشاعرك على الفقد الجلل فنحن نهتم لأمر المحترمين من أمثالك ونُسخّر كل جهودنا لخدمتهم ولكن هذه هي تعليمات الدولة وكما تعلم نحن صحيفة محترمة فحري بنا احترام القوانين.
    فقلت له ضاحكاً: حسنا لقد نلتم مني !، أنا أهنئك،حتى في هذه كسبتم الجولة يا صاحب ، تباً فالأمر معقد يا صاح، لا يستطيع المرء في هذه البلاد النيل من تجار الموت وإن سلك غرائب السبل،ثم خرجت وأنا أقهقه مِلء يأسي.

    تلبو
    ١٩سبتمبر

                  

09-19-2017, 09:32 AM

عليش الريدة
<aعليش الريدة
تاريخ التسجيل: 08-17-2015
مجموع المشاركات: 1709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    مهم جدا التوثيق الأدبي للمآسي السياسية والفشل التنفيذي...
    في السودان الكلام دا عندنا نادر شديد ،تخيل بتذكر عنبر جودة بس..
    في مناسبات قبيحة كتيرة مرت دون أن تحرك الساكن الثقافي...
    أحييك المرة دي زائرا، والمرات السابقة قارئا...
    تمنياتي بالتوفيق
                  

09-19-2017, 07:55 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: عليش الريدة)


    مرحباً بك زائراً ومطالعاً وانيسا.

    تحياتي

    تلبو
                  

09-24-2017, 02:27 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (14)

    فتنة



    وانا اكتب اقطع الحرف لأختلس نظرة لصورتك المعلقة على الحائط؛ صورتك السرية؛ تلك التي التقطتها لك صديقتك المقربة في ساعة جراءة ومن ثم سرقتها لأجلي؛ اتأملك؛ اتقمص ذاتك ثم اكتب؛ مرة كتبت نصاً رديء لأن الكهرباء مقطوعة ووميض الشمعة لا يصل آلى وجهك؛ لم اوقع عليه اسمك؛ لأنك لا تكتبين نصاً رديء؛ وهكذا الْيَوْمَ اعترف: انت الكاتبة حقيقة وانا آلة طابعة؛ لا، انا مجرد جهاز لابتوب قديم تعود على رتق الحروف وحفظ مفاتنك ؛لذلك اعترف، انت أوسع افقاً مني بألآف الفراسخ ؛ تأكدت من ذلك عندما كتبت نصين احدهما بك والآخر بي؛ فكان البهت العظيم؛ بعدها وثرت القلب فيك وحزمت المداد. ولأني املك الكثير منك لم أفكر ثانية في اعتزال الكتابة؛ سأظل اكتب منك وبك. ثم أخيراً ؛ سأوهبك عمري لتكتبي بي ونربح الجوائز؛ وذلك هو ما ابغي؛ فأنا اكتب لأجل الجوائز ؛ وانت اكبر جائزة. على فكرة؛ صورتك المعلقة على الحائط جميلة شدييييد. بل هي فاتنة ان أردتِ الدقة؛ فاتنة لحد الكتابة .

    تلبو
                  

11-06-2017, 05:59 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (15)
    قصة



    (1)

    حسناً؛ في هذا الليل البارد الذي يتدرب لمارسون الشتاء الطويل سأكتب لكم شيئاً ولكن قبل ذلك سأعرفكم بنفسي ؛ أنا محمد موظف صغير في مصلحة البلدية، وصفي الوظيفي عامل، أما مهمتي الأساسية فهي؛ كيف أتحصل على قوت يومي ورضاء مديري؛ ففي الحقيقة أنا أتحصل على قوتي بفضل رضاءه فقط، لأنه عندما يغضب مني يقسو علي لدرجة الحرمان من مزاولة المهنة لمدة يحددها مقدار الغضب الذي يتملكه، ولكنه رغم ذلك كثيراً ما يحنث بوعده ويسمح لي بالعمل قبل الأوان المحدد، فلطالما أوقفني شهراً معضداً بالسباب والشتم والركلات السريعة الطائشة، ليسمح لي بالعمل في ظهيرة اليوم التالي بعد مسرحية قصيرة من الرجاء والمدح ، هو رجل رقيق المشاعر كما ترون، أعلم أنكم الآن تعملون عقولكم لاستجلاء الحقيقة، لا داعي لمزيداً من التفكير ،فأنا موظف غير رسمي؛ حقيقة مؤسفة؛ محض أجير وضيع تحت إمرة مفتش البلدية، بالطبع تؤلمني هذه الحقيقة ولكن ليس هذا ما يهم، لذلك لا تشغلوا بالكم، سأتدبر أمري.هل ستدعونني الآن أحكي لكم القصة بعيدا عن استنتاجاتكم السمجة؟.

    فلنبدأ، بالأمس شهدت أمر مدهش،كان ذلك أثناء قيامنا بجولة من جولات كشة البلدية المعتادة، التي نتدبر أمر لقمة عيشنا بها، حيث ظهر فجأةً من بين زحام ساحة السوق، شيخ بجلباب اخضر، لم ألحظه أول الأمر ولكني تنبهت للجمع الصغير الذي يبني الدائرة التي تحتويه، وللحقيقة ما كنت لألحظه لولا انحسار بعض رواده، عندما وقع بصري عليه كان يخطب في الجمع الصغير بهمة ظهرت على جلبابه الأخضر بقعاً من العرق الداكن، لم يكن يملك مكبر صوت أو عصا يتكئ عليها، فقط دائرة بشرية مهترئة يبنيها فضوليو السوق وبعض الباعة المتجولين، وعلى الرغم من أنه مشهد عادي بالنسبة لساحة السوق؛ إلا أنني أحسست بشيء ما غير عادي بين ثنايا رواده. عندما لاحظ الباعة المتجولون عربة الكشة المتمهلة في قنصها الثمين، تفرقوا مذعورين وتفرق لذعرهم بعض زملائهم من الفضوليين، لم يهتم سائق الدفار لأمر الحلقة المتقطعة عندما مر قريباً منها، ولكني على الرغم من الذعر الذي أثاره مرور العربة المتهادي وسط الزحام سبرت غورها من مجلسي المتأهب للوثوب داخل صندوق عربة الكشة الخلفي، قربّت دائرتها المكسّرة من بصري بعدستي عينيّ المدربتين على التقاط التفاصيل، مررت بوجه الخطيب الذي بدا مهموماً وهو يرمي مواعظه التي اجهلهاً، ثم جلبابه الأخضر، وبعد لحظة تركيز سريعة بدا لي وكأنه يتعمد إبقاء يده اليسرى في جيب الجلباب. ربما يخفي شيئاٌ هناك، استنتجت ذلك من سكونها التام داخل الجيب الواسع، قد يكون ما يخفيه الشيخ سكيناُ أو مطواة، رزمة تمائم، أدوية عشبية، غلة تبرعات جمعها من مستمعيه، أو حتى قنبلة ناسفة؛ من يدري!، ولكنه شيء مهم بالنسبة له، ولنسميه "سره الصغير". تابعت التركيز على اليد المخبأة داخل الجيب الأخضر، اليد المطمئنة الى نسيج الدمور المصبوغ بلون الحياة، اليد المنفصلة عن الجسد المهتز من هدير المواعظ، تابعتها حتى عندما بدأ زملائي سباق الأرزاق، حيث كانت تأتي أغراض الباعة طائرة لتحط على صندوق العربة الذي ثبتتني عليه المراقبة، تأتي مسرعة لتستقر حولي كيفما أتفق، مناضد، عربات يدوية أطباق كسرة بكسرتها، صحاف عصيدة نظيفة وملمعة،جركانات ماء فارغة بأكوابها النيكل،ربطات تسالي وفول حاجات، جوارب، عطور مغشوشة، ملابس نساء ورجال داخلية، جلابيب، جلاليب أطفال، سندوتشات طعمية مكيسة، بناطيل جنز بماركات مزورة، بيض مسلوق، أواني شاي وقهوة، ألعاب أطفال، نبق فارسي، عربات موز خفيفة، علاقات بضائع من السيخ، وأشياء أخرى تافهة تسقط على سكوني الكامن، رغم يقيني بأنه سيضيع يومي بلا مكسب لو تجاسرت!؛ فالقاعدة الثابتة هي " لا سهم لمن لم يغنّم"؛ الا أني كمنت متسمراً في مكاني. كان الشيخ يوعظ تحت نير الشمس المتعامدة على الرؤوس السوداء الفائرة في قيامتها ذات بوق الدفار، تخرج الكلمات من فمه الملبد تحت طبقة كثيفة من الشعر صلدة، جامحة تدخل آذان مستمعيه بحيوية الحكمة التي يبغي، يرغي ويزبد، يرفع يده الطليقة للأعلى وينزلها بسرعة فائقة، يتحرك في الاتجاهات الأربعة في دائرة صغيرة لا مرئية، وأنا أترصده، أترصد يده الغائبة في جيب الجلباب، أترصد حكمته الضائعة في جمعه الصغير، أترصد يده الساكنة في أعماق الخضرة، العرق المرتسم بقعاً متعاظمة على ظهره، أترصد كفه، أتأمل وجوه رواده المنقبضة. ومن بين الترصد الحذر أخرج يده "السر"؛ لحقت قبضتها فكانت خالية؛ فردها أفقيا، بعد أن حسر عنها ردن الجلباب الأخضر المبتل بالعرق، فظهرت سوداء، لامعة و جرداء، الا من العروق المتهدجة خلال العظم الجاف، عظمة رسغها بارزة، وبعد هنيهة فرد أصابعها الطويلة، باعد بينها، فنبت زغب رمادي على أطرافها التي بدت وكأنها تنتظر التباعد فقط لتُنبت زغبها، زاد معدل الإنبات ليصبح ريش رمادي خشن يكسو ما بين الأصابع، ثم تسللت جائحة الإنبات الى بقية اليد الممدودة، بدأت بنهاية الكف، عند الرسغ، ثم عند الكوع، فالمنكب، متجاهلةً الساعد والزند الى أن استكملت المفاصل ريشها، بعدها كُسي ما تبقى من سواد اليد، وعندما أضحت جناح بريش خشن رمادي، فرد الرجل يده الأخرى التي كانت تصعد وتهبط بوتيرة المطاردة، فإذا هي جناح مماثل للآخر الرمادي، ثم كما توقعت أقلع الرجل بسلاسة كيس أخضر ترفعه زوبعة شيطان عنيفة، لم يتدرج في إقلاعه قط، أرتفع، ثم ارتقى في ارتفاعه، حتى صار بحجم كيس من النايلون، عندها تفرق الجمع الحسير الذي كان يتابع إقلاعه، لم تحدث أي جلبة، كأن ينبه أحد الحاضرين جاره مشيراً الى الجسم الطائر، أو يصفر بعض الباعة المتجولين بصخبهم المعهود، فباعة الأرصفة بارعون في التصفير، خاصة عند ظهور عربة البلدية، كل ما حدث هو أن الجمع تفرق؛ كلٌ الى حيث شاءت حاجته؛ بينما أنا -وقد أمتلئ صندوق العربة بي من كثرة غنائم الصيد الحكومي في حظيرة الباعة المتجولين- ظللت أراقب الطيران الفجائي، بل أتشوق لأن أرى سقوطه المفزع ، أو هبوطه السلس المبارك؛ قبل أن ينفرط حبل المفاجأة دون ذلك، فلوهلة وجدتني اقلع من ظهر عربة الدفار، من الركن الأمامي الأيمن لصندوقها المسيج عالياً بعوارض السيخ، دون أي إجراءات -كالتي اتخذها الشيخ الطائر قبل هنيهة- تلفتُ الى يديّ فوجدتهما مضمومتين الى جذعي، ثم -من بين فزع الرجة- فردت كفي أمام عينيّ فما قبضت ريشة، ولكن يبدو أن الأمر قد تجاوز عقدة الخيال، فها أنا أقلع مفارقاً أرض العربة الحديدية، تاركاً عوارضها العالية بازدحام أغراضها، تدرجت في طيراني، شيئاً فشيء حتى صرت في قبضة الفضاء، تلفت الى ما حولي، أنا أطير، نعم أطير ، فاها هي الدنيا بأثرها تحتي، أراها واضحة لابد من أني احلق على ارتفاع منخفض، الأشياء واضحة ،زحام المارة القاصدين لمواقف مواصلاتهم ، أكشاك باعة العصائر، مجمعات الموبايلات، سيارات أطباء الأعشاب الفخمة، مكبرات صوت مروجي نبتة المورينقا، تضارب الباعة المتجولين، مخابئهم، ما نجا من بضائعهم وراء الدكاكين، أطفال العربات اليدوية المحتمين بمسجد السوق، موقف شروني، ثم فضاء إستاد الخرطوم ذي التنجيل الاصطناعي، نعم أنا الآن طائر، طائر بلا أجنحة، للحظة تملكني خوف قاتل، خطر في بالي هاجس السقوط، لو حدث ستكون أكمل تجربة للسقوط الحر، ذلك الذي كان يتحدث عنه أستاذ الفيزياء أيام الثانوي، حيث يسقط الجسم بكامل قوته الممكنة، فكيف إذا كان ذلك سيحدث في أرض بكل تلك القسوة، هذا اذا نجوت من الخوزقة، فالأعمدة كثيرة تحت هذا الفضاء، عندها رجعت الى التفكير في القوة العظمى، ثم في نفسي، في حياتي، ما قدمته من خير، فلم أجد شيئاً ذا فائدة استعصم به من خوفي، مستلهماً ما سمعته في احدى حلقات الوعظ الشعبي عن ثلاثة استعصموا من الهلاك بأعمال خير فعلوها، عندها أيقنت من أني شخص غير صالح، يقتلع لقمة عيشة من أفواه الجوعى المحتاجين، يعاقر العرقي والمريسة في حيه الشعبي، يستغل بائعات الشاي، يسب الدين والميتين، ويتطلع لأن يكون بوليساً حتى يكمل دائرة الفساد، متمكناً من قهر الضعفاء. تُرى أي اله طيب ذلك الذي سيتطوع بغوث رجل بهذه القذارة!. ثم بدأت في استرجاع تواطئي عبر شهادات الزور في جلسات محكمة النظام العام من أجل شهوات المفتش، أجساد البنات الطازجة التي أتخيرها له من مائدة سوق المدينة، دموع انكسارهن أمام القضاة العتاة، ثم دموع انعدام حيلهن أمامي ثانية، استعدت نعومة ما فاض من مائدة سيدي والتهمته بنهم وشراهة على طاولات مكتب البلدية، ارتجاج الأرداف المستسلمة لكبرياء القانون الذي لا يُقهر، جموح الأثداء وقطفها المبارك؛ مررت سريعاً بجميع سوءاتي وما خفي من المخازي، عندها تأكدت من انه ما من إله سيتورط في الالتقاط أو حتى تيسير الهبوط. طردت الهاجس المتشائم منوهاً الى اعتدال طيراني، لم يحدث أن تهاويت منذ ضربة الإقلاع الأولى، فما الداعي من التشاؤم يا محمد!. وقبل أن تحط حداة الفكر على هاجس أخر رأيت الرجل الطائر يحلق على غير مبعدة مني، كان يحلق بحرية، يتشقلب في دورة سريعة ومن ثم يميل على أحدى جنبيه لمسافة قبل أن يعتدل في طيرانه، أحسست أني أسبح في الفضاء، فلم أعد أشعر بوزني، حركت رجلاي المتدليتان في الفراغ فتحركتا بحرية، حركت رأسي، حركت بطني، ثم تحسست شيئي في خوف حقيقي، كان مطمئناً بارتخاء ما بعد اللذة، تلفت مراقبا طيران الرجل، قدّرت مسافة الأرض بنظرة سريعة، فعلت كل ما خطر ببالي، دون أن أجرب فرد يديّ خوفاً من حماقة الاعتماد على النفس، التي قد تؤخذ على محمل الجد من قبل مدبرو الرحلة. أطير و يطير "الدرويش" وهكذا قررت أن أسميه، ولكن هل يطير الدراويش؟ لا. لا أظن أن الدراويش بإمكانهم الطيران. فقط هم الأولياء والأقطاب وبعض المقدمين يستطيعون ذلك، ولكني طرت رغم أني أحقر من أكون درويشاً بكثير، إذاً فليكن درويشاً طائراً و بغياً يلاحقه، يا للمعجزة!،تبدو الأشجار نباتات صغيرة وكذلك المباني، أما الناس والسيارات والدكاكين ذات مظلات الزنك فنقاط متحركة في لوحة كبيرة وباهته. الأتربة العالقة تحجب الرؤيا في ضباب خفيف مثل عتمة الفجر أو حجاب من قماش دمور، كم هي جميلة مناظر رؤوس الأشياء.

    تلبو

    (عدل بواسطة Dahab Telbo on 11-06-2017, 06:06 PM)
    (عدل بواسطة Dahab Telbo on 11-06-2017, 06:07 PM)
    (عدل بواسطة Dahab Telbo on 11-06-2017, 07:01 PM)

                  

11-06-2017, 06:09 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)



    (2)

    الآن يدخل الى المشهد جمع أخر، ثمة جماعة تجلس في باحة بعيدة من الفضاء الملبد بعوالق الأتربة، جمع غفير، يمورون في حركة دءوبة، بجوارهم تقف دواب، تتقطع الرؤيا بسبب ثورة السحب، أقترب منهم، بعضهم جالس يتجاذب الحديث، جمع غفير يتخذ من الفضاء مسرحاً لوجوده، لابد من أنهم ملائكة، نعم هم الملائكة فليس للفضاء سيد غيرهم، سادة العلى والمقامات السامية. أقترب أكثر، لا ليسو بملائكة، فللملائكة رهبة ونور يوشي بحقيقتهم ، إذاً هم شياطين، لابد من أنهم ينتظرون شهاب راجم، ولكن للشياطين جلوس مذكور في طبقات الأولياء ل"ود ضيف الله " كما ذكر الواعظ (( يجلسون بحوافرهم موليين قرونهم للسماء))، إذاً ولا هم بشياطين، دوابهم الطليقة تجلس على مسافة منهم، تفرستها، حيوانات اكبر من الكلاب وأقل حجما من الذئاب، بحوافر ثيران، ورؤوس غريبة، يهم الجمع بالرحيل بعدما يمتطي أفراده دوابهم الغريبة باحترافية، الى إي نوع تنتمي دوابهم؟ دعني اقترب، أنا الآن أكاد التصق بالموكب، ليست حُمر ولا بغال ولا تشبه الأحصنة سوى في قوائمها الأربعة، فمن أي كوكب هذا الركب، تفقدت درويشي فلم أجد له أثر، إنه التواطؤ الأكبر إذاً ، الآن الملائكة/الشياطين أو قل الكائنات تصعد الغيوم وتهبط في دوابها الغريبة، تثير حوافر دوابها المزن العالقة فيزداد ضباب الرؤيا، لابد لي من رصدها، فليس لدي خيار أخر، يدخلون غابة من الغبار، يخرجون منها، تصيح دوابهم وتجمح، ثم تسبح، وأنا أسبح خلفها، تقطع فيافي طويلة، أحس بلهاث أنفاسي في مطاردتي الفضائية الخاوية، تسبح فأسبح، تسبح... تسبح ...أسبح، تقطع بحوراٌ من الهواء، أقطع ذات البحور ورائها، تجري...تجري..تسبح.. ثم تتسابق دوابها بهرولة عجولة دون أن تهرب من ترصدي، الطريق سالكة، تسبح ، ترمح بدوابها الفضائية، أرمح في سباحتي الطائرة، تصرخ الدواب، تلجمها، ترمح، أسبح، تخفف السباحة، ألاحقها، شياطيني/ملائكتي/كائناتي تقترب من وجهتها، وقفت القافلة، ترجلت من دوابها، شمرت عن قرونها المعقوفة، لم أرى شيء من وجوهها سوى أنوفها الطويلة، ثم من اللامكان تخرج عتادها الحربي، ربما من مخال مخفية على ظهور دوابها، أو من مكمن ما في خلاء الفضاء الواسع، من يدري ، أسلحة كلاشنكوف ، شرائط رشاش، أربجي، رباعيات، قرنوف، مدافع هاون، راجمات، ما الذي سوف يحدث ، توقفت ، لاح شبح الدرويش الأخضر في الاتجاه المقابل فجأة ثم غاب في متاهة الغيم الكثيف، صوت رصاص، صياح، صرير جنادب حاد، عواء ثم صوت الله و إبليس، عظمته والخلود، صوت رسوله والمردة، صوتي وسط جلبة الباعة، ثم صمت قاتل، صمت منذر، ترقب، طقطقة، فدوي مهلك ، عويل نساء ، صراخ ، "ماذا يحدث؟ أنزلني" ضاع صوتي. صوت الجلالة صاخب، يتفتح المشهد أكثر من بين دوي الرصاص والصراخ. صلاة جماعة تحت شجرة جميز عظيمة، صراخ، "تمهل لأرى". الله، أبليس، صوتهما ممزوج في حنجرتي بعويل الفزع، ضرب صخب سلب ،نهب ،ثم بقت نار هائلة، نشبت النار العظيمة المكونة من المكان، نار شاملة تشارك في إزكائها القرية، رجالها، النساء أطفالهن، شجرة الجميز العظيمة، أبقارها، حميرها، ما نجا من بضاعة الباعة المتجولين، سائق عربة الكشة، عشيقاتي الثريات، أدوات وصواني شوائهن للحم في سوق لبيا، الأسرّة ، جوالات الذرة ،الدخن ، السمسم، أطفال العربات اليدوية المحتمين بمسجد السوق، القديد المملح، قدح مريسة خديجة الكبير، الشحم المجفف ،الويكة ، الكول المخمر ،جركانات الماء ،جنزير مضخة المياه، طفلتان تلعبان الحجلة، قصب الدخن والذرة، قناديل السمسم الجافة، أحصنة رجال القرية والمعز جميعها ، جميعها تتآلف، تتعاضد في صف اللهيب مكونة حريق ضخم يجمع كل شيء، يحرق كل شيء، يعجنه في لهيب نيرانه، بدأت أركض بين النار الجامعة، أهيل عليها التراب بلا جدوى، أصرخ "يا الله، يا شيطاني"، أركض، أركض، مزيدا من التراب، أصرخ، أبكي، تتوهج النار، تتضخم، أصرخ، اصرخ، "لاااااااااا"، وفجأة أجدني بين يدي زوجتي وعلى رأسي منديل مبلل.
    أما الآن فقد شفيت تماماً من رهق تلك الحمى القاتلة وهلوستها، بدليل أني وصلت تواً من مكان عملي، لقد كان اليوم ثمين الصيد والسيد المدير في تمام رضائه. رغم أن الوقت متأخراً الا أني أجد الظروف مواتية لإطلاق دعوة شراب عند خديجة على حساب غنيمتي، سنلتقي عند بائعة شاي المحطة لمن يفكر في الدعوة بجدية، أستودعكم السلامة.

    تلبو
                  

12-29-2017, 06:57 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (16)

    على متن عربة أموات منصور الصويم



    يتربع غراب (فضل الله ) على عرش نجومية عوالم منصور الصويم الجديدة التي يسوقنا لها من خلال سرد كثيف وثري في رواية (عربة الأموات) التي صدرت مؤخراً عن دار مسكيلياني؛ حين يتفوق على أغربة عربة الموت الأول البطينة. الموت الكامن في كل ركن من هذا العالم المتداعي.

    في افتتاحية رواية (الغريب) صوّر ألبير كامبو عربة الأموات التي تقل جثة والدة (ميرسول) وهي تعبر بالجثة، صورها -العربة- في كائن متعجل عجلة قاتلة ومرهقة لدرجة كلفت أحد المشيعين استجداء معرفته السابقة الطويلة بتضاريس المكان فقط ليتلافى عنت الرحلة. وكاسترسال في ذات الفكرة تعيش مجموعتان صغيرتان من الموتى قلقاً عتيدا وهي تجوب الخلجان ذات الثلوج فقط من اجل الاستئناس-تبحث عن غريب لتحادثه وتعرض عليه أشياءها- عند سليم بركات في( موتى مبتدئون). تلك الصور الموغلة في العذاب والرهق التي يحويهما المشهدان تجعلنا نتساءل عن حقيقة الموت؛ ننقب فيما إذا كان هذا الهاجس الأبدي مجرد مرحلة عبور سريعة تقود إلى ما بعدها من نقاط الحياة اللامنتهية؛ أم هو-أي الموت- أكبر من ذلك!.
    هل يستطيع الموت أن يحتل منطقة شاسعة من العذاب و الوحشة ؟
    هذا السؤال يجعلنا نضع عربة فضل الله أمام ( غرابها) ليتسنى لنا تخطي ماهيتها البائسة المقصورة على قطع تلك الفراسخ التي تفصل مغسلة الموتى المجهولين ومقبرتهم في مخرج ١٠٧ بمدينة الرّياض. وقبل أن نقوم بذلك التحول الغُرابي العظيم يجب علينا أن ننسى تلك الفظاظة اللزجة لعربة جثة أم (ميرسول) وهي تصب جام حنقها على جمع المشيعين العجزة، إضافة إلى ذلك سنتجاوز تفاهة إطارات عربة فضل الله من أجل الوصول للبؤس الأكبر في العربة الضخمة ؛ تلك التي تحوي ملايين من الأموات الجائلين؛ المدينة/ الدولة/الأرض.
    ففي عربة أموات الصويم تتسع العربة لتشمل المدينة القديمة بأزقتها الضيقة وبيوتها الصفيح؛ المدينة المنسية في فقرها المدقع.مثلما يكبر غرابها -ذي السلسلة-؛ يفرّخ في متتالية لا نهائية تحتوي كل تلك الأصوات الناعقة في مواقعها الدعوية وحساباتها التويترية التحريضية المتشككة المتواطئة الكئيبة، ملايين من الأغربة الملتحية “المتعقلة” في غترات بيضاء بليدة، تخطف ضحاياها لتحلق بهم عاليا ثم ترميهم ليموتوا وحيدين مثلما تفعل الحداة بالقنافذ.
    في (عربة الأموات) يتجاوز الموتى محنة الموت قبل أن يولدوا حتى؛ قبل أن يقرروا تخطي الحدود ؛ قبل أن يُدفنوا في حفر الغربة ولججها الهائجة؛ -تجاوز بعض أموات عربة فضل الله ذات الغراب المتكلم محنة موتهم قبل آلاف السنين عندما حكمت عليهم أجراس النخاسين بالارتهان الأبدي للقيود، لذلك ظل وسم العبودية المباشر ملازماً لهم حتى بعد أن طور الأسياد من حلقات قيودهم وأطالوا سلاسل الرّق عبر وصلات ( الكفالة).
    أولئك الذين يتسلى فضل بنقلهم إلى المدافن لم يكونوا يتفوقون عليه في الموت سوى بالتنازل عن الأوكسجين.
    فالارتهان إلى سلطة الاستبداد المُركب بأيدلوجيا القداسة السماوية يعتبر أكثر جرماً من الموت الفيزيائي الهادئ؛ ذلك الذي لا يعدو عن كونه عتبة صغيرة للبيت الأخر، لذلك لم يركز ألبير في ألم الموت وإنما على عذاب عربته وتسارعها القاتل؛ مثلما تفانى بركات في بيان عزلة الموت وإستجداده متجاوزاً بؤس الموت الذي تتشارك فيه شوارع حي الإثيوبيين أسفل مدينة الرياض، لم يقف أي منهما على ذلك العبور الخاطف لكن منصور وقف. وبينما يعود بِنَا الصويم إلى نقطة انطلاق الموت بل إلى ظلمات عربته الصحراوية العظمى وأغربتها الملتحية لا ينسى أن يخبرنا بقصة اختطاف ( أبو البراء السوداني ) والغلام (متوكل) اللذان تقطعّا على المخالب قبل أن يصلا إلى المجهول. مخالب الأغربة المتبخترة زيفاً؛ السادرة في وهم التفوق ودوّامات العظمة الكذوبة خطفتهما – والملايين- إلى عربة ما وراء البحر ثم نهشتهما هانئة بنعيق وهفهفة مقيتة. ذات المخالب عادت لتقذف بالجميلة (آن صموئيل) إلى عربة موت أخرى تُدعى (مانيلا) .
    فكرة الموت وعربته ذات دلالة فضفاضة في فضاء الرواية، لذلك نجدها متجاوزة لمعناها الاعتيادي إلى معاني كثيرة وغريبة؛ بل فريدة وخارقة في بعض الأحيان وذلك عند نّهاية القصة؛ عندما أصبحت تعني البعث البهيج بعد الموت الأول وقبل عتبة ذلك الآخر الطويل.

    تلبو
    أكتوبر 2017
                  

12-29-2017, 07:32 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    وفي تلك اللحظة استفاقت شجيرات العُشر الغافية تحت ظل الشفق لترشي الحياة بحليب المغيب ويغيب الحق الى الأبد.
    البرزخ الطويل مليء بالأرواح ذات الشبق الموتي بأجسادها التي تقدس الحياة تجر عربات الشك التي تركب عليها خيول السؤال .
    ثم أفق اخر به سُلم خاص لعروج شجيرات الُعشر.
    المتواطئة بالحليب.
                  

12-30-2017, 05:40 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: عبداللطيف حسن علي)

    الاستاذ عبداللطيف حسن شكراً لمرورك العطر
    ومرحب بك في هذه الهلوسة

    تحياتي
    تلبو
                  

01-04-2018, 08:57 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (17)
    وهكذا؛ نُخرت خاصرة التاريخ بعام جديد



    هي الايام؛ صاحبة المراثي والألم المبرح ، قاتلة السويعات السعيدة. الأيام؛ تلك الماجنة، مفزعة الليالي بكارثة الصباح،وقوّادة الأعوام الجديدة.
    سيول تتشهى الماء وسهول تجذبها رؤيا الرمال فتتفسخ، تنهد صامت ، أنسٌ موحش ورفقة خائسة ، النهارات فقدت بهارات الجلسات الخاصة والقهوة لم تفقد جنزبيلها فحسب بل ضحت بسواد بشرتها من اجل السطوع ، الايام صارت تتعمد العتمة والليالي حادت عن السكون. أُفٌ؛ إنه حلم الرجل الذي بات ياتيه في وضح النهار،لأن الليالي خانت ميثاق الظلام بعد مرور حوافر الخيل على جسر سلسلته الفقرية! ، كيف حفظت الخيول الطائرة جغرافيا التسلسل والحدوات المشاغبة طريق السلامة امام اللحم الطري؟ من يعلم!. الموت صار متثاقلا ومتغطرساً- كما العجوز اليزابيث في شيخوختها البهيجة- لايستجيب لنداء المرضى المثقلين بالوجع السافر الا بإيعاز من السفاح ، دنيا مرت ودنيا لم تزل تتردد في عبور نهر الدماء ! فأوقفتنا مشدوهين امام احداثها.
    داكنة هذه الارض التي لم تنافق الوجود بحيل الأرتزاق/الأزرقاق، وهي تخاطب الآلهة وتشكو غربتها في مجرة التبانة !، على سطحها طفل تافه -بالنظر الى كواكب المجموعة- يتشهى عصير المانجو المجفف من وديان ابو جبيهة!.
    رباه؛ الحُمر الاهلية ليست مُرة اللحم كما كان يدّعي جدي، لذلك لم تستعصِ لحومها على ماكينة ( الشاورما) على مطاعم الخرطوم،والخرطوم التي لا تعدو عن كونها نقطة بُنية على الاطلس أصبحت بقدرتك مفزعة الكلاب الرغيدة على اطالسها الممغنطة، وهكذا أضحت الكلاب الضحية –بقدرتك أيضاً- تجاهد بسوقها للأفلات من جحيم الشواء المهندم، سبحانك.
    أما الجراء الصغيرة فلم تعد في أمانك الكافي حتى لو وُلدت بعيدا عن شمال شرق أسيا!؛ تبارك ملكوتك الاعلى.
    تقلبت موازيننا؛ نحن الجاثون على ركبتي الألم ، الناظرون الى ارض الذل ، تبدلاً يلدغنا أبداً في رأس الضلع الخامس من القفص الصدري الممتلئ بالزفرات قال صديقي ذات ضيق:
    "ازفرها حرى وأرح قفصك، ازفرها وقد وقف العام على امشاطه ينتظر انتهاء ساعاته الأخيرة ، ازفرها والا تراكمت عليك وضايقت دماك المتخثرة ، ازفرها لتملأ نفسك حنق جديد وانت تعلم أن الفيافي البعيدة العصية على الطامعين تشهي فيهم وهم البطولة والانقضاض، سينقضون على مراوح طائراتهم، حفاة من الضمير عراة من الكرامة، يرفلون في بطشهم ووهم البطولة، سيركلونك عاجلاً أو بعد حين، فهناك متسعاً من الظلم على هذه الفراسخ الفاجرة".
    ها هم يفلحون الأرض، يسقون أحواض الجرجير والبندورة، يسقون إبلهم وأبقارهم بروية، يتسابقون في الرقص والصلوات، ها هم يقيمون ليالي المديح على شفى جرف الايام الصغيرة بنهاراتها النيئة، إنهم يعبرونك ايها الجسر البشري، ينثرون القمح على حقل حلمك، يسرقون أحزانك، إستجداءك للموت المتغطرس، ليس زيفاً هذا المهرجان، إنهم هنا/ هناك، في القريب المرئي والبعيد الخيال، عند الملكوت، بين جنائنه الهانئة؛ فقط إسترح قليلاً وسينخشع الحجاب.
    وكتمهيد لذلك أفعل ما بوسعك من خلاص أيها الجسر البشري، لأن تشققُ جبهتك لايغنيك عن ذل الملوك ولا ارتفاع حاجبيك عن موضعهما بقدر دهشة، فلتتصبّر ،أصمد وتحزّم بكل ما تؤمن من سور/اغاني/ أدعية/قصائد/كتب/ فتايل/كجور/ او تبغ. سوف لن ينجو صوتك من النحيب ولا روحك من الشحتفة، وقدر حاجبيك هو امتطاء الدهشة الكبرى إن سلم رأسك من المقصلة!.
    سلم على حقول البندورة النضرة، وموارد شرب الحمر الأهلية الآمنة اذا ما تراءت لبؤبؤ عينك جيوش الغزاة، وتأكدت من أن مراوح الخيول ذوات الحدوات المتفجرة همّت للنفير، فمسبحة السنين تجر حبيباتها أيدي الطغاة أبداً.

    وعام سعيد على الطغاة ياصديقي.. عام بليد.
    تلبو
                  

02-21-2018, 07:08 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (18)
    إهتزاز الراستڤاري


    لا أحب التسكع في بلاد الاخرين ، لذلك نادراً ما كنت اذهب الى حفل ساهر او مهرجان سينمائي رغم إصرار ألاصدقاء الدائم على ذلك، حتى أن بعضهم كرر على مسمعي مراراً حقيقة ان الذهاب الى تلك الامكنة يزيد من نماء الذات ويقوي الجانب الحضاري، كما ان اللهو يجعل العالم ارحب، ولكني دائما ما كنت أرد متملصاً بإبتسامة باردة ووعود للمرة القادمة، وقد حدث أن نعتتني صديقة بالرجعية ، كان ذلك مؤلما ولكني اضمرت وردت ببرودي المعتاد ان التسكع في بلاد الاخرين لا يزيدنا الا تماهي في هذا التيار الجارف ، رغم ذلك فقد نجحن صديقات لحوحات في اقتيادي الى بعض الحفلات والمهرجانات الصاخبة مثل هذه الليلة المليئة بالشبان والآلات الموسيقية، حيث الأنوار المشعة في الفضاء كفقاقيع لا تحترق والمصابيح الملونة المتناثرة على أشكال أهلة ونجوم على مدخل المبنى، كان كل ما في المكان يوحي بالثراء والاحترافية، على الساحة الواسعة التي تفصل الزوار عن مسرح الاحتفال صُنعت غابة حقيقية من الأزهار الطبيعية على رؤوس شجيرات اصطناعية بقامة الانسان على نحو يجعلك تصدق انك تجتاز غابة مزهرة، لوهلة؛ وأنا ضائع في متاهة الورد؛ تفكرت في معقولية فوز الأنصار في معركة شيكان فللغابات رهبة حتى وأن كانت من شجيرات إصطناعية، بعد الدغل الزهري رُصت الطاولات على طول الممر ووضعت الكراسي عليها ورصعت جدران المبنى المقابل للساحة بمصابيح صغيرة لها توهج متزامن ، على الركن الشمالي الشرقي اصطف الموسيقيون على شتى تخصصاتهم، فرقة للريغي، عازفا جاز ثم صاحب الDJ الذي يجلس بتململ قلق وكأنه يستعجل الجميع. أفتتح الحفل مقدم لبق يرتدي بزلة مع ربطة عنق بنفسجية أنيقة، ثم عقبته على خشبة المسرح فرقة الريغي، كان قائد الفرقة شاب بجدائل سميكة مضفّرة وقد بدت على ملامح وجهه كلفة الظهور على هيئة "بوب مارلي " يمسك بجيتار كبير به وصلة أُطيلت لتمكنه من التجوال، على مقربة منه ثلاث فتيات وامامهن مايكرفون مثبت حذو أفواههن، وخلفهن ضارب الطبول وعازفا جيتار اخرين. في الركن المقابل كان "البوفيه" بطاولته الكبيرة التي تعج بشطائر البيتزا والاطباق الدسمة ثم الحلويات وصنوف الشراب المختلفة على طاولة اخرى، لا شيء يخرج عن نسقه هنا، الكؤووس المقلوبة محفوفة بالمناديل الناصعة تقف بزهو بجوار صحن المائدة الفارغ سوى من الشوكة والسكين، يقف منظمو الحفل بأدب جم في اماكنهم الصحيحة، حتى تظنهم جزء اصيل من ديكور المكان،حتى الضيوف الحاضرين لتوهم يقفون برشاقة تليق بالمكان. كنت برفقة ثلاثة من الاصدقاء نجلس في طاولة مواجهة للمسرح. عندما بدأت الفرقة الثلاثية غناء موسيقى الريغي الصاخبة أثارت زوابع كثيفة في نفسي التي لم تهتدي الى شيء الا بعد أن بدأت المغنيات الثلاث تتبع لحن رئيسهن لغناء ( rastaman vibration) عندها أستقر الفكر على زاوية واحدة، زاوية حارقة مثل لهب طبول الأغنية، حاولت التركيز في الاستماع عل ذلك ينجح في نش ذباب الذكريات، وعندما لم يشفع التركيزغصت في بحر اصوات النساء المفعمة بالحيوية، أستحببت صوت وسطاهن فتتبعته منفرداً، وهنا سر حبي الابدي لموسيقى الريغي، حيث أن الصوت النشاز للجيتار يسمح لك بمتابعة ما تشاء من أصوات مغنيه، كانت الوسطى تغني بإحساس "ريتا" وشغفها للريغي، ولكنها -وبعكس مغنيها- لم تجتهتد بأي قدر من المقاربة الشكلية لتكون ريتا.
    "إهنزاز الراستفاري" هذه الأغنية الخارقة، الأغنية الحاسمة في مسيرة موسيقى الريغي كما يعتبرها المؤرخون، تملك بداخلي إحساس خاص جداً، كما لها ذكرى أثيرة داخل اقبية النفس ،لهذه الاغنية مكانة خاصة في كل نفس، إلا أن مكانتها في نفسي أخص، وبكلمات أدق سأقول: لها قدسية حقيقية في دواخلي، فهي وصلتي الموسيقية بالعوالم الأخرى، كثيرا ما فكرت فيها كفتح من اتوحاتي العظيمة -على قلتها- وسر لم يُفشَ داخل الديانة التي لا تملك اعتراف داخل أرضها المقدسة، ولكن ما يهم هنا هو تلك الذكرى التي أختزنها، والتي تترأى كلما بدأت طبول هذا اللحن بالاهتزاز، فما أن تبدأ مطرقتا الطبول بعجن اللبنة الاولى من اللحن يبدأ العقل طيرانه الى أرض الميعاد،حيث كنّا نجلس والحبيبة بكامل الخضوع لنؤدي طقوس الاستماع الى بوب على رمال وادي برلي؛ ما حدث في ذلك المساء المتربع على عرش ألاماسي أبداً ظل عظيماً كلما تنهد فم بأغنية ملك الريغي الخالدة.
    كنّا وحيدين فوق حُبيبات رمل وادي برلي كعادة أيام الأربعاء، المسجل الصغير يهتز لاهتزاز الراستامان، من البعيد تترأى أسقف السيارات وهي تعبر الجسر من والى قلب المدينة، في ذات الوقت الذي تلعب فيه الرياح الصيفية الهازئة برؤوس أشجار المانجو والحراز. من بين اندياح غبطة حضورها المخلوطة بالطرب داخل نفسي أنسلت قائلة (( حأرقص)) ثم دون انتظار لرخصة بدأت بعثرة الطبيعة.
    اتذكر ذلك جيداً حيث كان بوب يعقب على الكورس الرابع من الأغنية العنيدة بشغف: ( one more time) فتعيد ريتا وصديقتاها (Jah love - Jah love,protect us;) ثلاثاً، قبل أن ينقلب الدهر ليعيد رتابة الوادي الى رزنامة الاقدار. ترقص الحبيبة فترفض أشجار وادي برلي على ضفتيه، يرقص الوميض المشع من بين شفتيها البُنيتين، ترقص الطيور المعششة على أشجار غابة النيم، ترقص فيرقص الهواء الذي فاز بعبقها، ترقص شجيرة العُشر بجانبنا، يرقص سيدنا بوب وبلابله الثلاث، يرقص قلبي المرتعش، يصفق أزينه والبطين؛ تتقافز حُبيبات الرمل تحت قدميها الحافيتين، ترقص.. ترقص..ترقص، تتمايل كغصن رطيب وهي تضحك، ميّاسة تغني مع بوب (Jah love, Jah love ,Jah love, Jah love ) ثم تترك جدائل شعرها القصيرة "الممشوطة" على نسق الـ بوب تهفهف على وجهها الفائض فرحاً ليجري به الوادي العالق في متاهة الصيف، في اللحظة التي جذبْتَني فيها لأراقصها توقف شريط الكاست معلناً نهاية الاهتزاز .
    جذبتني صديقة نحوها لتنبهني ليدها المنتصبة بالكأس أمام وجهي وهي تقول :" اين ذهبت؟"، كانت فرقة الريغي الثلاثية قد غادرت المسرح وبدأ صاحب الـDJ يوزع طبوله على الخشبة، على الجهة المقابلة لجلستنا جلست ثلة من الحسناوات؛ كن يتأهبن للمرح قافزات مع كل ضربة دف أختبارية لصحاب الDJ، قالت صديقتي " أتحب أغنية " no woman" لهذه الدرجة؟" هممت بأن أسألها " وما دخل ذلك بالامر إذ لم تغنى الاغنية بعد!" ولكني تراحعت متسائلاً :
    " ألا تحبينها!"
    - " ليس لدرجة الانغماس فيها لأكثر من عشرين دقيقة" قالت غامزة، في تلك اللحظة أدركت بأن غيابي في ذلك المساء كان أطول مما حسبت، فأبتسمت لأتخلص من دهشة رقصات الحبيبات الفجائية، ثم رفعت كأسي وانا أقول ببهجة حقيقية " cheer"

    تلبو
                  

03-10-2018, 09:21 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (19)
    رماد



    كانت الليالي داكنة في ما مضى من أثر لسير الراحلة ذات الازمان، باردة و هانئة، نورها الحقائق، وشذاها الأمنيات الشحيحة كما الرزاز. قبل ان يأتى زمن محمل برياح التخريب، مدجج بسلاح العدم المعطوب؛ ليصيب الديار بجائحة حريقه المُسعّر، والليالي بالرماد، قبل أن يمسخ الأصيل ،الضحى وبعض القلوب برماده السخيف؛ حتى درب التبانة أصبح رمادياً وشاحباً هو الاخر ؛ رمادياً تماماً مثل الغروب الذي ودعت فيه "ام ضي "صديقتها على جرف الوادي الحزين وهي تقول :
    - سنلتقي في يوم السوق.
    للسوق يوم واحد يليق بالترقب الذي ينفق من اجله -كأي يوم بهيج- وموقع واحد هو "دقريس" ذلك الوادي المعضد بهيبة كبريات العرديب ،سوق كبير بحجم تصور السوق في عقول مرتادية واكبر من اتساع ذواكر الاطفال. فيه تجلس البضائع زهيدة الاثمان كما الدماء عند عاصفة الرماد القاضية.
    تلبو
                  

03-10-2018, 10:03 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (1A)
    قديسةٌ




    قُدسيتها في ذاتها
    في إكتناز الشفاه
    في الخصر الضامر
    والمبسم البرّاق
    في رشاقتها الملهمة
    في فيض الحنان؛
    طلتها ؛
    مزحتها؛
    عتمة الجبين
    في النُضرة

    تلبو


                  

03-10-2018, 10:09 PM

احمد حمودى
<aاحمد حمودى
تاريخ التسجيل: 01-11-2013
مجموع المشاركات: 4364

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    سلام تلبو ايها الرايع قنلنا نطايب بس عشان طولنا عليك الغيبة
                  

03-11-2018, 10:52 AM

الطاهر الطاهر
<aالطاهر الطاهر
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: احمد حمودى)

    على سبيل التحية .. والمتابعة

    يال جمال السرد .

                  

03-11-2018, 10:52 AM

الطاهر الطاهر
<aالطاهر الطاهر
تاريخ التسجيل: 02-28-2014
مجموع المشاركات: 424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: احمد حمودى)
                  

03-13-2018, 06:34 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: الطاهر الطاهر)

    شكراً الاستاذان الحبيبان أحمد والطاهر على جميل المرور
    سعيد بكما

    تحياتي
    تلبو
                  

07-24-2018, 09:36 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)



    1B

    الطرفة والمأساة في رواية “حرب الكلب الثانية



    مقدمة قد تُحذف



    ما بين الماضي السحيق والمستقبل الملبد وراء تكة الساعات، بحور تعج بحيتان الطرف وتماسيح المآسي. ولكن أن يُقصر النهار الى سويعات وتتداخل الفصول ثم يصبح منبع الأمل الوحيد هو الإنسان العالق بين مطرقة الطرفة وسندان المأساة، فذلك يعني ان الأمر أكبر من أن يُختصر تحت مسمى (تغير زمني).


    مدخل

    من المضحك جداً، ان تبدأ قراءة في رواية كهذه بالجُمل التقليدية للقراءات الأدبية ( تدور احداث هذه الرواية حول…) ( تتمحور قصة الرواية في….) ( تقع الرواية الصادرة عن دار….. في…) فهذه التعبيرات في ظل رواية قائمة على تحطيم السائد والكفر بالمعقول في هذا الكون، تنسف فكرة القراءة من أساسها، لذلك سأحاول أن أكون غريباً بقدر ما يتيح لي خيالي المتواضع، فرواية تبدأ بتمهيد صاعق يخبر فيه راويها العليم بما جري من ماسي لهذا العالم في الماضي القريب، لا تحتاج قراءتها الى مدخل، لذلك سأنسرب كيفما اتفق الى عوالم الرواية العجيبة.
    قد يفطن القارئ الحصيف الى ملهاة صاحب “القميص الأحمر” ذلك الجار الذي لم يتجاوز دوره في الرواية ممارسة التحريض الطفولي الساذج، وهو بذلك يبدو بلا فائدة، ولكن الطرفة في موقفه الساذج نفسه، وذلك عندما ينكر هويته الأساسية في خضم المأساة التي ولدها تحريضه الطفولي؛ تلك الهوية التي يعرفه بها الجميع؛ إبتداءً من بطل الرواية، القراء، إبراهيم نصر الله، و ليس انتهاء بصاحب الجلد والرأس “الراوي العليم”. رغم كل ذلك يصر الجار الوقح على انكار قميصه الأحمر بل أنه يغالي في الانكار عندما يدعي بأنه لم يرتدي قميصاً أحمراً في حياته وقتما خاطبه جاره البطل بـ”صاحب القميص الأحمر” عقب المعركة الصغيرة. هذا المشهد سيجعل ذات “القارئ الحصيف” يتجاسر ليزعم بأن: “المأساة” هي وليدة السذاجة، بينما “الطرفة” تولدها حيرة الالغاز المستعصية.” على الرغم من أن جسارة هذا الحصيف ستهلكه لو طبقنا منطقه هذا على مآسي “حرب الكلب الثانية” العديدة القادمة.

    حسناً؛ دعونا من مأزق القارئ الحصيف، ولندخل الى عوالم إبراهيم نصر الله التي نسجها حول مأساة “حرب الكلب الثانية”. الذين يعرفون عوالم نصرالله الأدبية لن يندهشوا من تماديه في الخيال لدرجة إدعاء غياب الشمس عن مجرة التبانة، فالرجل يكتب حول الأسطورة دائماً، ليس لأنه يحس بعمق المأساة الإنسانية القائمة على التوسع، وإنما لأنه أختبر عمق المأساة المتمثلة في التهجير القسري، لذلك بات مؤمنا بأن الحياة دائماً ما تحتاج للأساطير لتصبح قابلة للتعايش، ففي رواية ” حرب الكلب الثانية” التي حصلت على جائزة البوكر العربية لهذا العام، بنا رجل المآسي كل شيء على نحو أسطوري، لذلك لم يكن مبالغاً عندما اسفرت طيات الرواية عن واقع غارق في محيط من المأساة.
    تبدأ الرواية بمشاهدة غريبة لفيلم وثائقي مسرب عن الماضي، فليم مخيف وصادم، تظهر احداثه كشاهد منطقي على خراب العالم، وهنا يجب أن نتوقف للحظة، ففي الأفلام الوثائقية عادة ما تبدو الاحداث مقبولة على مآسيها، لأنها منزوعة فتيل المفاجأة، ولكن في فيلم الكلب هذا تبدو الاحداث أكثر جموحاً وصدمه. فأقصى ما يتوقعه مشاهدو الأفلام الوثائقية من مآسي هو تقرير طويل ومفصل عن عدد الضحايا والخسائر المادية، ولكن أن يفجّر أحد أفراد الفيلم بدبابته شققهم فذلك ما لم يرد حتى على خاطر ابليس الذي وزهم على المشاهدة!.

    ولكنه تمهيداً جارفاً لبؤس أكبر يحيكه لنا “الراوي العليم” في الرواية مع مرور الأيام الفوضوية بساعاتها المرعبة، ولكن قبل أن يسوقنا راوينا العليم كالنعاج الى عوالمه يحق لنا ان نسأل الأخ المشاهد المنكوب المسمى “راشد” سؤال ملح : ما هي الجدوى من التلصص على أحداث ماضي هو أس البلاء الذي تعيشه؟

    بعدها، يشق البناء السردي للرواية طريقه بنسق بديع أول الامر ثم يبدأ بالترهل والحشو نوعاً ما في أواسط الفصول، متماوجاً بين الضعف والقوة في الحبكة الدرامية، وبين الهذيان والصحو في التصوير، ليصل الى قلب العالم الداكن الذي يصوره، ما لفت انتباهي أكثر هو: تحامل الراوي العليم الواضح على اللون الأسود، فقد ورد زم السواد في أكثر من ستون موقف خلال أحداث الرواية، التي لم تبرر لنا فنياً جنوحها الى ذلك التحامل.
    الطرفة والمأساة، هما الحدان السرمديان للواقع في رواية “حرب الكلب الثانية”؛ تتمحور احداثه بينهما، تنمو وتموت، ما بين الطرفة والمأساة عبثية الحياة اللاهية، عبثية الوجود الخديج ، الوجود الهش، أما ما خرج من بينهما فهو الحدث الغيبي المبجل، ذلك الادهم الجميل، عديم المكان، قد يكون تحت المأساة، أو فوق الطرفة، أو خارج عالمهما، من يدري!، ربما أنبأنا بكنهه نصر الله في حرب الكلب الثالثة.

    في رواية ” ذاكرة شرير” يتمرحل ” أدم كسحي” في سلم الحياة الى أن يصل الى قمة الدرج، فمنصور الصويم أدهشنا عندما أحال مأساة المرضى في حوش العلاج الى طرفة وجد فيها بعد سنوات بعض مشعوذي الواقع من قليلي الحيلة والبصيرة خدعة مجدية لخدع العوام الذين لا يصغون الى ذكريات الأشرار الملبدة في طيات الكتب، وهنا تبرز مفارقة بإمكاننا التعامل معها كطرفة، وهي قدرة بطل رواية نصر الله على الظهور على قمة الدرج أبداً، فلم يعرف “راشد” اسفل السُلم ابداً، فهو ظهر كنجم معارض، يهابه كل رجال “القعلة” ، لشدة تماسكه وشجاعته المعضدة بالذكاء الحاد، ومع مرور “الأوراق” بقي ” راشد” كما هو فيما يخص أمر نجوميته حتى بعد أن عبر الجسر ملتصقاً بسور القلعة.

    ربما تساءل قاريء “حريص” عن هده “القلعة” المزعومة. حسناً؛ سأجيبك برغم تكاسلك عن الذهاب الى ارض الرواية والتحقق من ذلك بنفسك؛ القلعة ياعزيزي هي المؤسسة الممسوخة للدولة في الانقلاب الكوني الذي تنبئنا به الرواية؛ حيث ان الدولة في خضم ذلك الزلزال الكوني استطاعت التخلص من مساحيق الفضيلة وادعاء الإصلاح الكاذب لتكون “قلعة” شريرة وواضحة؛ ليس للأوغاد فيها ابتسامات صفراء ولا احتفالات نفاق.

    مفارقة أو “طرفة” أخرى: عدم اندثار ظاهرة “الخطّابة” عند الزواج على الرغم من تطور العالم الذي تظهره لنا الرواية، ففي عالم يزرع رقائق الكترونية داخل أجساد الصغار لمراقبتهم، وجدران تطرح الأسئلة، وهواتف غير مرئية، كنّا ان شاشات التلفاز في ذلك العالم تبث افلامها بمشاهد رباعية الأبعاد. ففي ظل عالم بكل هذا التكاشف أظن وجود عادة “الخطّابة” عند الارتباط الزوجي يتجاوز مرحلة الطرفة، ليصل الى مأساة، مأساة حقيقية ربما لم ينتبه لها السيد الراوي العليم من فرط حمم المآسي التي يصارعها من أجل العيش بأمان داخل روايته.
    في خضم ذلك العطب الذي أصاب مجرة التبانة، تبدو الأشياء غامضة أكثر مما ينبغي، لذلك عمل بطل الرواية على ثنائية ترويض/ تجميح نفوس الناس الهائجة من جراء جائحة الهلع التي اصابت الجميع، والطرفة الأخيرة التي نختم بها قرائتنا المأساة هذه هي: أن “راشد” أصبح طبيب نفسي، وقاتل محترف في ذات الوقت، لذلك قتل نفسه ثلاث مرات، مرة بنفسه، وأخرى عبر توجيه أهوج نصح به نفسه، أما الأخيرة ففي سبيل التحقق من هوية نفسه.

    أما أخرة الاثافي: فهي، المبدئية والشرف الزائف الذي دائما ما يحاول صديقنا “الراوي العليم” ان يلصقه بشخصية بطله حتى فتكه بضحاياه وخداعه المسفر، وبذلك غرق كل من صديقنا “الراوي العليم” كراوي، والسيد إبراهيم نصر الله كمدبر وممول فكري في بحر “الملهاة” .
    وأظنكم ستوافقوننِ الرأي إن زعمتُ بأن “الملهاة” هو التعبير المحايد عند اختلاط الطرفة بالمأساة.


    تلبو



    _______________________________________________
    رابط المقال بمجلة جيل جديد

    http://gealgaded.com/2018/05/%D9%82%D8%B1%D8%A7%D8%A1%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%B1%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A3%D8%B3%D8%A7%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%B1%D9%88%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%AD%D8%B1%D8%A8-%D8%A7/http://الطرفة والمأساة
                  

07-25-2018, 09:32 AM

هاشم الحسن
<aهاشم الحسن
تاريخ التسجيل: 04-07-2004
مجموع المشاركات: 1428

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    Quote: قبل أن ينقلب الدهر ليعيد رتابة الوادي الى رزنامة الاقدار. ترقص الحبيبة فترفض أشجار وادي برلي على ضفتيه، يرقص الوميض المشع من بين شفتيها البُنيتين، ترقص الطيور المعششة على أشجار غابة النيم، ترقص فيرقص الهواء الذي فاز بعبقها، ترقص شجيرة العُشر بجانبنا، يرقص سيدنا بوب وبلابله الثلاث، يرقص قلبي المرتعش، يصفق أزينه والبطين؛ تتقافز حُبيبات الرمل تحت قدميها الحافيتين، ترقص.. ترقص..ترقص،
    دهب يا مجنون.
    هـ
    لــ
    و
    سـ
    ا
    ت
    حميـمة
    ج
    د
    ا
    .
    .
    .
                  

03-24-2021, 08:26 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: هاشم الحسن)

    Quote: دهب يا مجنون.


    شكراًَ استاذي هاشم الحسن

    إنما حميمية مشاركتك هي المدهشة

    تلبو
                  

03-24-2021, 08:47 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    1C
    نديسان* كورا المجيدة؛ قراءة في سطور رواية "الظل يحترق" للكاتبة السنغالية مامي يونوسيه ديينغ


    « في بيتنا الظل يحترق » هكذا لخصت "كورا" الجملية لصديقتها "بينتو"، الشر الكامن داخل بيتهم عند زيارتها الريفية الثانية، حيث تنتظر مضيفتها العرس القسري من "ديمبا جاي" الوصي المتمادي .
    لا أظن بأن احداً سيجد مدخلاً لأستقراء تحفة ألام مامي ديينغ السردية غير هذه الجملة الدقيقة. حتى الكاتبة نفسها لم تشأ غير أن تجعلها عنوان لروايتها الطويلة التي تحكي تراجيديا الواقع الممتد لعشرات السنين في بنية المجتمعات الافريقية الريفية، حيث البنات ملك آبائهن ومستودعات للشرف والمباهاة. ففي الرواية الجميلة تتشكل مأساة فتاة قروية من ادغال السنغال عندما يبدأ خالها بالتفكير في إدخالها المدرسة كأول طفلة في القرية ترتاد المدرسة الاولية.
    يتطابق الواقع بتطابق حيثياته ليشكل نسيجاً من التناسخ اللانهائي للمأساة، لاسيما إن كان محفز ذلك التطابق مليئ بالوقود، والدوافع المشبعة بخرافات الأمجاد السماوية والارضية الزائفة، وفي هذه الحال فيمكننا أن نقول: إن مآسي النساء في افريقيا تنشطر امبياً بدلاً من أن تتناسخ.
    أول مرة أقرأ رواية الكاتبة السنغالية "مامي يونوسيه ديينغ" كان في العام 2011 حين استعرتها من الصديق الوراق والمثقف النابه علي دارفور ؛كانت برفقة كتاب اخر للعظيم مباني غانا كابيه يتحدث فيه بإستفاضة عن حكمة الرئيس السينغالي السابق. ومنذ أن اتممت قرأتها في ظهيرة قائظة من نهارات أم درمان تركت في قلبي لوعة لم تزل تتقد شوقاً وتأمل. فالرواية الواقعة في 528 صفحة من القطع المتوسط تترك فيك شجون الريف المتدثر ببراءة الطفولة وروح الجماعة؛ في ذات الوقت الذي تغمس روحك فيه داخل لجج من أسف التقاليد والشفقة على المعتقد.
    تتحرك الرواية في فضاء حذر ممزوج بعبق الفصول وغناء عصافير الغابة الشجي؛ حيث أن الرواية- على الرغم من محدودية مترجمتها اللغوية- نجحت في نقل القاريء من جمود السطور الى سحر الفصول؛ فصول السنة، خريفها الماطر؛ صيفها الاجدب والبهيج، وذلك- بلاشك- ما جعل الكتابة تحمل فخامتها كما ينبغي.
    ففي المدرسة المتوسطة ( ليسيه احمد فال في سان لويس) في مدينة ديكيبا استطاعت الرواية أن تنقل لنا بكل تجرد الجو العام والتأثيرات النفسية للتلاميذ والاساتذة على السواء ، لاسيما ردة فعل الطالبة القروية ازاء ذلك الانبجاس الخرافي للوجود.كما في القرية أستطعنا أن نعش بين ضوضاء طرقات الهاونات؛ وغناء عصافير الصبح الشجي، لنتجاذب الحديث الساخر مع سكانها بأسنانهم المصّفرة بفعل علك الكولا الدائم.
    كورا مبيسان؛ كورا الرائعة؛ جاهدت في أن تكون لقلبها لا لتقاليد ال نجاي؛ ملوك الوولوف المعتدين بشرفهم الملكي التليد، قاتلت في أن ترفض تلك التقاليد التي تريد منها أن تخون مبادئها؛ المباديء التي تعلمتها مصادفة عندما سمح لها القدر بأن تخرج عنقها عن القطيع، وكما يقول الاثر: رب صدفة خير من الف ميعاد.
    وعلى قدر ما لاقت من الم، الا أنها نجحت في تخطي محنتها، حتى وإن كلفها ذلك التنازل عن حياتها. بيد أنها تركت للأرض بذرة جديدة، بذرة أخرى تُدعى كورا مبيسان الصغيرة. أو كورا المخلصّة.
    اليوم وأنا اتم قراءة هذه الرواية الملهمة للمرة الثانية وبعد عشرة سنين أجدني مصعوقاً من بذخها الجمالي وصدق رسالتها الخالدة؛ لذلك آثرت أن اكتب هذه المراجعة المتواضعة في محاولة يائسة لكبح الجمال الدفاق والتراجيديا العظيمة، إذ أنها تناقش قضية حية كانت -ولازالت- تعيش بيننا على امداد قاراتنا السبعة وليس قرية "جومب" تلك المتدثرة بأدغالها ابداً.
    من نافلة القول التذكير بالمكانة السامية للام "ديينغ" في مجال الرواية ولو أنها اثرت أن تكتب بلغتها الام مؤخراً حيث طبعت في 2010 روايتها (اووبي) بلغة الوولوف.

    تلبو
    30يناير 2021




    هامش:

    *نديسان : تعبير عن الشفقة او الاعجاب بلغة الولووف- الكاتبة
    النسخة العربية للرواية من دار الانتشار ببيروت؛ 2010؛ ترجمة الشاعرة صباح زوين
    _____________________________________
    رابط المقال بموقع جيل جديد
    http://geelgadeed.net/%d9%86%d8%af%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af%d8%a9%d8%9b-%d9%82%d8%b1%d8%a7%d8%a1%d8%a9-%d9%81%d9%8a-%d8%b1%d9%88%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/http://geelgadeed.net/%d9%86%d8%af%d9%8a%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%83%d9%88%d8%b1%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d9%8a%d8%af%d8%a9%d8%9b-%d9%82%...%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/
                  

03-24-2021, 08:50 PM

قسم الفضيل مضوي محمد
<aقسم الفضيل مضوي محمد
تاريخ التسجيل: 01-08-2013
مجموع المشاركات: 2608

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    عودا حميدا يا دهب يا كارب ..
    وعقبال ما يجوا حبايبنا عليش الريدة وهاشم الحسن وابوبكر عباس وآخرون كثر ..
                  

03-24-2021, 09:01 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: قسم الفضيل مضوي محمد)

    Quote: عودا حميدا يا دهب يا كارب ..


    ببهاء طلة حرفك، ومباركة المشيئة.
    دمت استاذي قسم

    تلبو
                  

03-24-2021, 09:18 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    1D




    فوز Burna Boy بالغرامي يعد انتصار لموسيقى الافروبيت على وجه العموم والموسيقى النيجيرية بشكل اخص حيث أن بورنا ظل يعمل بجد وحضور دائم في ساحة الغناء العالمي حتى توج جهوده بهذا لانتصار التاريخي .
    احب موسيقى الافروبيت او الافرو بوب كما يسميها البعض وبالاخص الانتاج النيجيري منها لأنه ينتج بلغة اعرفها عكس الانتاج الفرانكفوني والذي يجد انتشار واسع ايضاً عبر العالم اضافة الى انتاج اللغات الافريقية منه مثل اغنية (Jerusalema) بلغة الزولو التي راجت مؤخراً من انتاج الجنوب افريقيان Nomcebo Zikodeand Master KG .
    المميز في إلبوم Twice AsTall الفائز بغرامي هذا العام عن فئةBest Global Music Album هو دقته الفنية وكذلك التنويع الملحوظ في موسيقاه وهو ما جعله مبهج تبعث بعد اغانيه على الاسترخاء ، مع احتفاظه بدفئه المميز للموسيقى الافريقية التي تمتاز بحرارة دفوفها.
    يشدني الدف في الافروبيت و الجيتار في الريغي، اضافة الى نبر الكلمات في اللونين والذي يمثل نصف هويتهما حيث أنه يتمتع بإحساس فريد بالانتماء للارض والتواصل مع الاسلاف مثلما يشاء وجدان شعوبهما.
    تلبو

    ألبوم Twice As Tall

    https://youtu.be/waImBy8OMrshttps://youtu.be/waImBy8OMrs
                  

03-30-2021, 07:24 AM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (1E)
    عبقرية امرؤ القيس الشعرية



    الحادي والعشرون من أذار كيوم منذور للشعر أبداً؛ في خليقة ما بعد الحداثة، يمر علينا ولمّا نتلُ قُدّاس الشعراء مكللا بالتبجيل كما يجب، فالشعر هو أبهى تجليات النفس، بل هو كمال الروح المنطوق في عوالم الكمال، وقد كان على مر تواريخ البشر -المتشبثين بتفاحة ابيهم الاول وخطئية أمهم المُهْلِكة- اسمى طُرق إحتجاجهم وأكمل شعائر الإمتنان، ولأجل ذلك ظل الشعر في مشوار تراكمه يتلوّن بألوان الروح متسربل بتمظهراتها التي تترقق كلما تمادت مجرة التبانة في دورانها المستهلك لوقود الزمن.
    في الحادي والعشرين من مارس ذي الحظوة الشعرية، من اقدار ندائده-ألايام- يمكنني الزعم بأن امرؤ القيس هو -إضافة الى سبق فحولته وجزالة وصفه للحسرة والنعم البالية- أول من روّض الشعر في المخيّال العربي ليكون أداة أكثر قداسة. حيث لا توقيت اكثر صفاء من يوم منذور لإختلاق الدهشة لأقول أن الملك الاول للشعر والفوضى العابثة هو أول من أخرج الشعر من دوره التقليدي في حياة العرب. كجبهة ثانية للقتال و حفظ الشرف القبلي يحصد -في معاركه الكلامية - ما عجزت عنه الاسلحة من غنائم.
    امرؤ القيس في لائيته الأم والتي أُعتبرت حجر أساس الشعر الطويل، أفرد مساحة كبيرة جداً لوصف الطبيعة ومشاهد البرية الخلابة، وبالاخص تدفق السيول على الجبال والوديان وسنا البرق الراعد في أخرها، وكأنه جالس على منصة عليا يرصد حركة الماء وهي تعصف بالاحجار والبيوت، إضافة الى تأريخه لمغامراته اللاهية مع الظعائن، وهو ما فتح الباب واسع امام العاشقين من الشعراء في العصور اللاحقة للتصريح - المبالي والغير مبالي منه-فرأينا كثير وجميل وقيس، وكذلك الداهية ابا نوّاس .
    من جمالية شعر الملك الضِلِّيل؛ أنه يُشعرك بأنه يقول الشعر من أجل الشعر نفسه، -ولو بدى أنه يكتب لينسى تقلّب الدنيا ونكوصها-مذ لم يكن لأمرؤ القيس هدف بعد ضياع المُلك في شعره سوى التصوير ؛ فوصف البرية ورحلات صيده؛ خدمه وحشمه، في تداعي آسر عن ماضي غير مأسوف عليه وحاضر لا يُحمّله الإ ما يطيق من أوزار لهوه، مُعضداً بطانة شرفه التليد بسؤدد كنده الوضاء. تاج على رأس معد.
    لشعره وَلَه الشاب باللهو وبصيرة المسترجع لما مضى بشغف التفاصيل، يلعب بالحرف لعب الحاذقين، ويمجد تاريخه ببصيرة الراسخين في الفكر والتأريخ، أنفق من مخياله السيّار ما شاءت له قريحته المفعمة بحب الطبيعة؛ ثم رسّخ حرفه في تبجيل مقتنياته والتي على رأسها جواده كميتي السِحنة الذي بلغ عنده حد التقديس والملازمة.
    ما من خيال في تلك البيئة الغبراء لينتبه لجمال الطبيعة سوى خيال رجل مشبعٍ بأمجاد عصره ، متطلعٍ إلى سماء فكره يروم سؤدداً لمّا يتلألأ نجمه في أفق الصحراء القاحلة.
    ما جعلني افكر بأن امرؤ القيس كان يرى في الشعر ابعد مما يراه اقرانه هو : تصويره لمشهد المطر في منطقة جبلية وذكره بأنه واصحابه كانوا يتأملون عصف الماء وشدة بأسه بالطبيعة في اخر بائيته الشهيرة؛ وهي القصيدة التي تنقل فيها بين المشاهد والموضوعات مفتخراً مرة ووممجداً مرة اخرى؛ ثم عاشقاً؛ ماجناً فحلاً يلهي بالوطء المرضعات عن ولدانهن، وصياداً مغامراً في البرية ثم متأملاً محايداً يصف جمال الطبيعة وهياجها كما في المشهد أدنا. ولك أن تتأمل عبقرية هذا الشاعر في اليوم الموهوب لشعره وبهاء الشعراء السابق منهم واللاحق ببصيرة مَلَكته الشعرية.
    يقول امرؤالقيس حُندج بن حُجر الحارث الكندي في نهاية بائيته:*

    أصاح تَرَى بَرْقًا أُرِيْكَ وَمِيْضَهُ
    كَلَمْعِ اليَدَيْنِ فِي حَبِيٍّ مُكَلَّلِ
    يُضِيءُ سَنَاهُ أَوْ مَصَابِيْحُ رَاهِبٍ
    أَمال السَّلِيْطَ بالذُّبَالِ المُفَتَّلِ
    قَعَدْتُ لَهُ وصُحْبَتِي بَيْنَ حامر
    وبَيْنَ إكام، بُعْدَمَا مُتَأَمَّلِي
    فأَضْحَى يَسُحُّ المَاءَ عن كل فيقة
    يَكُبُّ عَلَى الأذْقَانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ
    وتَيْمَاءَ لَمْ يَتْرُكْ بِهَا جِذْعَ نَخْلَةٍ
    وَلَا أُطُمًا إِلَّا مَشِيدًا بِجِنْدَلِ
    كَأَنَّ ذُرَى رَأْسِ المُجَيْمِرِ غُدْوَةً
    مِنَ السَّيْلِ وَالغُثّاءِ فَلْكَةُ مِغْزَلِ
    كَأَنَّ أبانًا فِي أفانين ودقه
    كَبِيْرُ أُنَاسٍ فِي بِجَادٍ مُزَمَّلِ
    وأَلْقَى بِصَحْرَاءِ الغَبيْطِ بَعَاعَهُ
    نُزُوْلَ اليَمَانِي ذِي العِيَابِ المحملِ
    كَأَنَّ سباعًا فِيْهِ غَرْقَى غُديّة
    بِأَرْجَائِهِ القُصْوَى أَنَابِيْشُ عَنْصُلِ
    عَلَى قَطَنٍ، بِالشَّيْمِ، أَيْمَنُ صَوْبِهِ
    وَأَيْسَرُهُ عَلَى السِّتَارِ فَيَذْبُل
    وَأَلْقى بِبَيسانَ مَعَ الليلِ بَرْكَهُ
    فَأَنْزَلَ مِنْهُ العُصْمَ مِنْ كُلِّ مَنْزِلِ

    تلبو
    —————
    *اخر معلقة امرؤ القيس من ويكيبيديا الموسوعة الحرة على الشبكة العنكبوتية



    تعديل (حاية الى حياة)

    (عدل بواسطة Dahab Telbo on 03-30-2021, 07:30 AM)

                  

03-31-2021, 02:49 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (1F)
    هناك




    مابين الجِرَاح والبَيّن
    وباقتين من حنين فوّاح
    طلع صوت طيفكِ البوّاح
    سكت فوقي الكلام الزين
    وبقيت ارطن كطير سوّاح
    سقط حبل الكلام مني
    بعد نضم الهوى البرّاح
    متين اسكن جنان قلبكِ
    أقابل مبيسمكِ الوضّاح
    أسقي سيسبان الحُب
    وأنِشْ نغم المسرة صباح

    تلبو

                  

05-26-2021, 07:32 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    (20)
    خمس سنوات




    في مايو من العام 2016 كانت اخر مباراة مكتملة المشاهدة اخطط لحضورها في دوريات اوروبا وهي مباراة نهائي ابطال اوروبا والذي جمع بين غريمي مدريد ( ريال- اتليتكو) وانتهى لصالح النادي الملكي بعد معاناة طويلة، لم يك حدثاً مميزاً، ولكنه كان النهاية الفعلية لرحلة متابعة دوريات كرة القدم، حيث انه مثّل نقطة حسم لعلاقة بدأت تتراخى لثلاث سنوات متأرجحة، ولكن على الرغم من كل ذلك الا أن كرة القدم لا زالت اللعبة المفضلة لدي، وذلك لأسباب ثقافية، فهي وسباق الخيل اول ماعرفت من جنس الرياضة.
    سأحكي عن نادي مانشستر يونايتد وبرشلونة، الناديان الذان عرفتهما اولاً واحببتهما حتى الفراق، فمن قبيل الصدفة المحيرة قصتي مع نادي مان يونايتد، حيث قادتني الصدفة المحضة لمطالعة اعظم امجاد الشياطين الحمر، موسم98-99 ؛ معجزة الصعود الرأسي عقب الفاجعة؛ قرأت المانشتات الصارخة للصحيفة التي ضلت طريقها الى يدي الصغيرتين -والتي لم تشفى بعد من دهشة تركيب الحروف حينها- قرأتها بلذة إتقان رتق الكلمات وشدتني الصور الصاخبة لإحتفالات لفرقة الحمراء؛ فأصبت بداء التشيع.
    لاحقاً؛ ادركت ان ذلك الموسم هو اعظم موسم لفرقة العجوز فيرغسون ؛ حيث توجت الفرقة الخارجة من ان انكسار الفشل القاري والمحلي في الموسم السابق بثلاثية تاريخية؛( الدوري والكأس؛ والابطال) ووجدت ذلك مدهشاً اكثر بعد فتوحات الأنترنت حين رأيت كيف يتمطى الدينماركي الأعظم ( بيتر شمايكل) حتى أخر بوصة وهبتها له الحياة .
    والى العام ٢٠٠١ لم اشاهد مباراة كاملة للفرقة الحمراء؛ ولكن بعدها لم استطع النجاة من هوس الدوري الانجليزي الا عندما جارت بي صروف الحياة، ورمتني لجج الايام على قارعة الشظف، فارتعدت ذاكرتي الكروية بأزيز الاسئلة الملحة، لتتساقط مباريات الدوري الانجليزي من بينها كأوراق التبلدي في صيف العمر ذي الفصول المتقلبة.
    منذ العام 2016 لم اخطط لمشاهدة مباراة كرة قدم في مسابقة البريمر ليغ او الليغا أو اي من دوريات كرة القدم حول العالم، ساعدتني الظروف في ملاحقة بعضاً من نهايات الابطال ولكن بتدبير الصدف وعزم الاصدقاء فقط، كانت هذه القطيعة الكافرة لخمس سنوات قد خلفت موات مريع في الرغبة والشغف، لا ادري ما السبب حقيقة، فالكرة هي الكرة والدوري الانجليزي الممتاز هو نفسه، لا يؤمن الا بالعطاء، ولكني لم اجد ما كنت احسه ايام ولعي بالكرة، ماتت دهشة تسجيل الاهداف في الزمن الاضافي، تسديدات ال (backward ) تمريرات الوسط الحاسمة، كل شيء فقد رونقه في اللعبة الشعبية البديعة، وكأن الحياة قد توقفت عند تمريرات (بارتريس ايفرا) المجنونة.
    فيما يخص (دوري النجوم ) وهكذا عرفته عقب مونديال كوريا واليابان والذي كان تحفة كروية وتاريخية حملت ذكرياته بعد خاص لنضوجي الكروي، فهذه المنافسة ومنافسة الامم الافريقية في تونس 2004 ساعدتا في استيعابي للعبة الساحرة بشكل افضل، فبعد كأس العالم في اليابان عرفت رجلان احدهما يُدعى (كلود ماكيليلي) الرجل الذي ازعجني كثيراً في صفوف الغريم الازرق، والاخر يُدعى (روود فان نستلروي) ذلك الهولندي الذي لم يعرف اليأس قط على المقدمة، كانت ضجة نادي ريال مدريد مُصمة عقب مونديال اليابان، حيث تم حشد جل نجوم اللعبة لصفوف الفريق الملكي ، وفي ذات الوقت كان حال الغريم التقليدي في اقليم كاتلونيا لا تسر، لم يكن سوى (ريكيلمي) ممن عرفتهم ذاكرتي الكروية الناشئة، ولكن تدريجياً بات الاهتمام يتزايد بالدوري الذي برع في حصد نجوم المونديال عقب انضمام الظاهرة (رونالدينو) لنادي كاتلونيا واعلان انطلاق مطحنة برشلونة للالقاب في العام 2005، لم يكن احساساً عادياً ذلك الذي شعرت به وانا اشاهد البرازيلي المعجزة وهو يصول في المستطيل الاخضر ، لأغرق في غرام البلوغرانا ، النادي الذي وهبنا ظاهرة اخرى تدعى (ميسي) قبل افول نجم الاولى بدقائق، فأستمر ضياء النجوم لعشرة سنوات أُخر.
    برشلونة ايتو، جولي، ماكسويل، بيول، وزرقاء اليمامة انيستا برفقة الساحر تشافي، لم يكن سوى فرقة من سماء المتعة، وقداسة اللحظات، كل من شاهد فرقة البرازيل في مونديال 2002 تيقّن من أن فتى باريس سينجرمان الناشئ سيفعل المعجزات، وقد كانت المعجزة تُدعى ( رونالدينو) في وقت ما.
    اما الان؛ وبعد مرور بضع سنين على مواربة باب الساحرة المستديرة، لم يتبقى لنا من العشم سوى مهرجانات المنديال واهازيج الامم الافريقية، حيث الكرة تعلو لتلامس سماء افريقيا لتهز طبول الهتها القدماء، وهو ما ننشده من الشغف الآفل وإنتشاء المعجزات، كل ما اشعر به الان هو الاحترام والرحابة تجاه نجوم كرة القدم على كافة المستويات والدوريات الذين يثبتون كل يوم بأنهم يأدون اعمال جليلة لرفاهية وسلام شعوب العالم.
    تلبو
                  

05-26-2021, 09:00 PM

عبداللطيف حسن علي
<aعبداللطيف حسن علي
تاريخ التسجيل: 04-21-2008
مجموع المشاركات: 5454

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    لا شوفتا تبل الشوق ولا ردا يطمن

    اريتك تبقي طيب انت والبي كلو هين

    ـــــــــــــــــ

    لا ادري لماذا تذكرتك قبل زهاء اسبوعين

    بينما كنت اتجول في صحاري المنبر العطشي

    لكتاباتك القديمة الاخاذة والتي اقرأها ثم اقفل الصفحة

    في هدوء واغادر !

    Quote: أول مرة أقرأ رواية الكاتبة السنغالية "مامي يونوسيه ديينغ" كان في العام 2011 حين استعرتها من الصديق الوراق والمثقف النابه علي دارفور ؛كانت برفقة كتاب اخر للعظيم مباني غانا كابيه يتحدث فيه بإستفاضة عن حكمة الرئيس السينغالي السابق. ومنذ أن اتممت قرأتها في ظهيرة قائظة من نهارات أم درمان تركت في قلبي لوعة لم تزل تتقد شوقاً وتأمل. فالرواية الواقعة في 528 صفحة من القطع المتوسط تترك فيك شجون الريف المتدثر ببراءة الطفولة وروح الجماعة؛ في ذات الوقت الذي تغمس روحك فيه داخل لجج من أسف التقاليد والشفقة على المعتقد.


    من قبل شكرت صديقك (السمين) الذي اهداك لنا بتعليمه لك الكمبيوتر

    واليوم الشكر موصول لعلي دارفور - ذاك الوراق النابه المستحق لوصفك- علي

    اهداءه لك الرواية وبالتالي لتهدينا تداعيات ( ما انزل القطن بها من كتمان -عاطف خيري)

    اتمني ان تستمر الهلوسة لانتاج المزيد من لؤلؤ المعاناة الكتابية ....

    شكرا دهب تلبو
                  

05-27-2021, 06:38 AM

عبيد الطيب
<aعبيد الطيب
تاريخ التسجيل: 08-31-2012
مجموع المشاركات: 1801

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: عبداللطيف حسن علي)

    Quote: ما جعلني افكر بأن امرؤ القيس كان يرى في الشعر ابعد مما يراه اقرانه هو : تصويره لمشهد المطر في منطقة جبلية وذكره بأنه واصحابه
    كانوا يتأملون عصف الماء وشدة بأسه بالطبيعة في اخر بائيته الشهيرة؛ وهي القصيدة التي تنقل فيها بين المشاهد والموضوعات مفتخراً مرة
    ووممجداً مرة اخرى؛ ثم عاشقاً؛ ماجناً فحلاً يلهي بالوطء المرضعات عن ولدانهن، وصياداً مغامراً في البرية ثم متأملاً محايداً يصف جمال الطبيعة
    وهياجها كما في المشهد أدنا. ولك أن تتأمل عبقرية هذا الشاعر في اليوم الموهوب لشعره وبهاء الشعراء السابق منهم واللاحق ببصيرة مَلَكته الشعرية

    تحياتي ومعزتي الزول السمح بلحيل تلبو دهب
    حقيقة دهب ومن عيار 24
    لأنك تلبس حنجور سودانيزأونلاين حُلي وشولق مرصوص ،بذاكرتك التراكمية الوقّادة وإسلوبيتك وذائقتك الراقية،يعجبني ويشد ذائقتي مثلك الذي يكتب بقلبه وبطرب
    مثل الملك الضليل شعراء كُثر ببوادي السودان ولكن توثيق الأفندية والكتابة الهشة،جعلت المختصين من اصحاب الدراسات الفنية والعلوم الأنسانية لايلتفتون لهم
    معزة صادقة لك ولماتكتب

                  

05-27-2021, 07:04 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: عبيد الطيب)

    استاذي عبيد الطيب

    مرحب بيك

    إنما ذلك من زكاء نفسك، وسلامة ذائقتك التي تظن بهذه الخطرفات الضائعة كل هذا.

    ممتن للوقوف والإطراء الجميل .


    تحياتي

    تلبو
                  

05-27-2021, 06:57 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: عبداللطيف حسن علي)

    الاستاذ عبداللطيف حسن
    حبابك عشرة
    Quote: اريتك تبقي طيب انت والبي كلو هين


    اريتك انت كمان طيب

    وافر الشكر والامتنان على جميل الكلم والمذاكرة استاذي

    سعيد بيك



    أقعد عافية


    تلبو
                  

06-24-2021, 12:07 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    21
    نمنمة الحكاية في رواية « سمفونية الجنوب »


    قراءة في دفتر « مريام الصغيرة» داخل رواية الكاتب التشادي طاهر النور





    في رواية سمفونية الجنوب ثمة حكايات صغيرة تحمل معانٍ كبيرة، شجارات تافهة، وتصالحات هينة متسامحة، وكما يقول الحكيم امادو همباتي با « لا وجود لشجارات صغيرة » فالتفاعلات اليومية العابثة هي مصدر كوارثنا التاريخية المهولة ، وهذا ما تعلمنا له حكايات "مريام" عن مآسي الجنوب والشمال في الدولة التشادية الحديثة، ينبأنا طاهر محمد نور؛ عبر نمنمة ناعمة ورصد نابه لتفاصيل الدغل الافريقي الأخضر ابداً ومدائن السياسيين الخربة التي يستعصمون بها من غضب الشعوب المظلومة.

    لا احب كتابة الاوراق النقدية حول الفن عموماً، لذلك اتهرب عند الحديث عن الاعمال الفنية الى ما اسميه « قراءات » وهي بلا شك الجانب المشرق من انطباعاتي حول العمل الفني، مذ أن نصّب العلم النقد ميزاناً للاعمال الفنية يحمل بين كفتيه محاسن ومساوئ العمل. وهو جهد مضني يحتاج الى قلب صلب ومعول ماضي لإنجازه كما ينبغي، وأنا قلبي رقيق حين يتعلق الامر بالفن، تأثره التشبيهات والصور الجمالية فيغفر سقطات السرد وذنوب الإعداد.

    في رواية سمفونية الجنوب التي تسربت من بين يومياتي المزحومة بسبب إضاءة الاستاذ ابراهيم الاعيسر التي كتبها حولها مؤخراً، -كانت من ضمن خطط الربع الاخير من السنة في القراءة- وجدتُ صديقي « طاهر » كما عهدته فيما يخص قنص السرد وافانين الحكي، عبر فتل حبل القصص المتين. فهو حاذق، ماهر ، نزق وفنان، ولكن ما لفت انتباهي اكثر، هو اسلوب الحكاوي القصيرة، الذي انتهجه في هذه الرواية وهو ما اصطلحت عليه ب"النمنمة" إذ انه عمد على تقسيم التفاصيل اليومية الصغيرة للطفلة « مريام »والقرية الجنوبية، وجمال حياة «الزعيم » الى جزيئات صغيرة ومن ثم دس فيها الحكاية الاساسية وهي مآسي الشمال من تناحر الاقرباء عند « انكول موسى » ووحشية الدولة عند « حامد » و « لال تانكيه » او « صاحب الأتان » كما سمته الصديقات الصغيرات، لتصبح السمفونية متناسقة ومتوازنة هكذا:
    جمال الجنوب، خضرته وسلامه مطعّم بقساوة الشمال، صحراءه وحروبه، ثم عسف الدولة وطغيانها كإيقاع مصاحب.

    عندما يتحدث « تلبو »عن اي عمل « لطاهر » فلابد من ان يشير الى دهشته المستمرة تجاه تشبيهاته البديعة، فالاخير دائما ما يجد حيلته ليدهش الاول بذوقه الخاص في ابتداع الصور التشبيهية، يقول طاهر :
    « مثل حبل مربوط بفرس » ص12
    اجد هذا التشبيه البسيط مدهشاً للغاية فأي خيال ذلك الذي ينتبه الى إنقياد الحبل المربوط بفرس، عوضاً عن تشبيه الانقياد الاساسي للفرس عبر اللجام!

    وكذلك يشبه طاهر هلع الاطفال من صافرات الزعيم المهاب من الجميع:
    « فور ان خدشت بجرسها المفزع طبلات اذانهم ص21 »
    هل يستطيع احدكم أن يتخيل هلعه حين يخدش احدهم طبلة اذنه!

    اللغة الوصفية المتماسكة اضافة الى الحبكة الدرامية السلسة اعطتا العمل بعداً فنياً خاصاً، عادة ما تجذبني الاعمال الفنية المكتوبة بسجية واطمئنان الى الطبيعة، لاسيما تلك المكتوبة بعيون البراءة والطفولة، ففي رواية « حياة وزمن مايكل ك » لازلت استحضر مشهد مايكل ك تائهاً في البرية خوفاً من الاعتقال، وكيف تصالح مع الطبيعة في المنزل الريفي المهجور، لم استطع التخلص من وجد رواية الجنوب افريقي تلك حتى بعد احد عشر عاماً من اول مطالعة لمتنها، ففي تلك الاعمال نجد أن العالم يبدو اكثر صدقاً واخلاصاً/ اقل شر ونجاسة، حتى وإن تناول العمل حماقات السياسة، وتخابيص سدنتها، كما في « سمفونية الجنوب »

    اللغة الشعرية ايضاً كانت حاضرة في مقطوعة الجنوب الاخضر الغنائية هذه، حيث أني استطعت أن ارصد قصيدة مكتملة تليق بجموح شاعر صاعد مثل صديقي « محمد اسامة » وكذلك تغري تفاعلات أخر متطمئن الى مجده الشعري التليد كالأب « وول سوينكا » في
    صفحة264 يقول صاحب السمفونية:

    « تمر الايام، ولا تنمحي الذكريات.
    الذكريات تجيء، كما تجيء الريح.
    تمر الايام، ولا تُشفى جراح السنين. »

    بإمكاننا اطلاق « مرور متعثر » كعنوان لهذه القصيدة.

    المصادفة العجيبة، هي اني قبل اسبوعين دُعيت الى كتابة ورقة نقدية عن هذه الرواية لمناقشتها عبر جلسات منتدى الرواية على تطبيق " الزوم" المنعقدة لمناقشة الروايات السودانية والتي ستناقش فيها هذه الرواية استثناءاً ، ولكني اعتذرت بسبب عدم تمكني من مطالعة الرواية حينها كما أن الجلسات النقدية اتت متوازية مع إلتزامات عمل ملحة لا تتسامح مع التأجيل - وربما بسبب فوبيا النقد- و الآن وبعد مطالعة مراجعة الاستاذ الاعيسر الملهمة التي جعلتني آتي على الرواية في جلستين، ها انا ذا اقول أن هناك صورة بديعة قبضتها ذاكرتي من بين ثنايا عزف « سمفونية الجنوب » وهي تصوير مشهد القدور فوق النار في زيارة « مريام" الليلية لبيت صديقتها الحكيمة "كيومو" حين قال:
    « الفحم كان يشتعل تحت قدر صغير، فيما النار تلسع جسد قدر كبير اخر بجواره ص40 »
    مقاربة تصويرية تجعلك تتحسس جسدك حين تتخيل معاناة القِدر الكبير فوق النار ، وهو ما اسميه ب« التماس الحسي » في التصوير .
    وذلك التماس اتى جلياً عند وصفه لحال « سليمة » اخت حامد عند ظهورها امامه في اول صباح له في قريتها بعد رحلة الشتات الاسري في صحاري الشمال بعد الحرب، وقد بكت لاجل الموتى في ليلها:
    «يبدو انها بكت طويلاً طويلاً خلال الليل الذي مات »ص 337
    فالبكاء لأجل الموتى جعل الليلة البارحة في عداد الموتى هي الاخرى.

    واخيراً ما جعل الحكاية مسلية في هذه الرواية هو الاطار الشعري لحبكتها، حيث تعامل الكاتب مع روايته كقصيدة طويلة، يبث عبرها مآلات الاقدار وجبروت صروف الدهر لمخلوقاته المعذبة أبداً، دون أن يختل حسها الشاعري، وذلك يبدو جلياً في فصولها الشعرية والتي لم تتعدى السطرين او الثلاثة اسطر مثل الفصل 62 من الرواية الكائن تحت عنوان « ركض »والذي جاء في سطرين فقط:

    « عليّ الركض في كل الاتجاهات،
    مهمتي أن اركض.» ص 325

    هناك بعض التنميطات اللونية -وتشبيه واحد- التي لم أستسيغها في الرواية وهي على قلتها اتت مثقلة على ذائقتي اذكر منها وصفه لزعيم القرية:
    « زعيم القرية يسير وحيدا ككلب ضال »ص 20
    « السبورة الخشبية السوداء كالموت » ص 101
    « سبتمبر الاسود » ص 153
    ففي اطار الوعي بالذات كان لزاماً علي الاشارة الى ان السواد في الثقافة الافريقية يشير الى الإباء والسؤدد او الى الحياد في اسوء الاحوال مثله مثل الاصفر والابيض فهو لايعني الموت ابداً الا في مخيلة البيض، بل بالعكس في تشاد والسودان بالتحديد ثوب الحداد ابيضاً وكذلك ثوب الصلاة والفرح ابيضاً وذلك ما يجعل قدح الوعي الافريقي مُعلى، فإرتداء ثوب ابيض في الحداد لا يعني باي شكل « تنميط مضاد » وانما محاولة لخلق الحياد عند معادلته بلون ثوب الفرح الابيض هو الاخر.
    فحري بنا نحن كُتاب افريقيا « اصحاب الوجوه السوداء » الى خلق التصاوير بعيداً عن انطباع البيض تجاه دلالات الالوان.

    تلبو
    23/6/2021
    تقع الرواية في 394 صفحة من القطع المتوسط.
    اصدار دار المصورات للنشر والتوزيع -الخرطوم، 2021.
                  

07-18-2021, 11:25 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    22





    في فيلم « Ma Rainey's Black Bottom »إ2020 يدعي مايكل بوتز في دور عازف الجلو « Slow Drag » انه يعرف رجل اسود عمل مبشر للشيطان، حين يروي:
    «لم يعد ذلك سراً عمل لدى الشيطان والجميع عرف ذلك، كان يحمل حقيبة قماش ويقول للناس انه يحمل اوراق الشيطان، حيث يجعلك تضع بصمتك على الورقة بالدم »
    الى أن يصل الى براهين المبشر و « معجزاته » حين يصف ملابسه بالقول "يرتدي ملابس لا يمكن لأسود أن يلبسها" ثم يروي كيف خرج من قضية قتل مثبتة دون أن يمسه احد ومن ثم رحل شمالاً يبحث عمن يبيع نفسه للشيطان مقابل الف دولار-وهنا الرقم يعود لستينات القرن الماضي- وجدت القصة موفقة تماماً من حيث موضعها في الفيلم، تعكس حالة الإضطراب الروحي والقلق الوجودي الذي عاش فيه المجتمع الامريكي الاسود في تلك الحقبة حيث كل شيء بات معلق على ابطال خارقين حتى وإن كانوا في جانب الشيطان.
    ولكني وجدت القصة تدور في رأسي وانا اقلب دفاتر الفن البارحة على كتاب « اليوتيوب »حين وقعت عيني على اغنية « Run Run ».
    الاغنية الأحدث للمغنية الجامايكية المبدعة « Shenseea»
    وبعيداً عن القلق اليائس لحقبة الستينات الامريكية ، وبالعودة الى عالم اليوم نجد أننا نخوض الآن غمار معركة من نوع آخر، قد تكون معركة « تحريك الثوابت لترتيبها من جديد »
    فبعد اغنية Lil Nas X الاخيرة « Call Me By Your Name » والتي اثارت الضجة الكبرى حول عبادة الشيطان او التقرب له وذلك عبر الفيديو المدهش للاغنية بلحنه المنساب وصوت "Montero" الغني بالطرب، الفيدو الذي لا تستطيع أن تلمس عبره اي دعوة للشر او العداء، اثار حفيظة الكثيرين مما اعاد الى الساحة الجدل القديم للماسونية وعبدة الشيطان.
    فيديو البارحة لمغنية ال Dancehall الجامايكية « Shenseea » جاء على نسق سابقه وكأنه يريد تأكيد شيء ما.
    في الفيدو الرسمي لأغنيتها الجديدة « Run Run » والتي جاء اخراج تسجيلها على خطى اغنية « ليل ناس » منزلقاً نحو العوالم السفلية بجحيمها المستعر، استطاعت « Shenseea » ان تشير الى امكانية حدوث مناقشة الثوابت.
    حين جاءت أغنيتها ممتازة لحد بعيد من ناحية الجودة الفنية -والتي برعت فيها « Lee » كعادتها - لتضع الامتحان الثاني لمادة الرهبة الشيطانية في مخيلة العالم.
    وربما هذا يقودنا للتساؤل -بعيداً عن فرضية العبادة الشيطانية والسطوة الماسونية- عن بواعث التمرد الانساني الجديد(على جميع الاصعدة) الذي تشهده الحضارة البشرية والذي يمثل صوت احتجاج صارخ في وجه قطبي الخير والشر الابديين.

    تلبو
    18يوليو2021
                  

06-04-2023, 12:19 PM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)

    الحرب ( برة الحساب )


    الحرب ليست عملاً فاضلاً حتى نختبر فيه اخلاق الجنود ، الحرب قبل ان تكون هلاك للنفس البشرية فهي هلاك لقيمة الخُلق والمُثل الانسانية التي تنتزعها رعشات الموت الطازج وبالتالي فهي شر مطلق، لا يأتي منها خير لا من جنودها ولا قادتها ولا مشعلي نيرانها من مناصري الدمار او "البلابسة" كما سمتهم سخرية هذه الحرب.
    الدناءة وقلة الضمير تتجليان في كل داعي للمزيد من الاحتراب في ظل افلاس الحياة في البلاد، الجميع الآن ضائع في الويلات وذلك ما نشاهده كل نهار وليل من انتشار للعصابات المنظمة المتلهفة للقتل من اجل السرقة ، تفلتات الجنود، تصفية الثأرات والكثير من الفظائع، لأن الحرب هي فسحة المجرمين وفردوس نزواتهم الطائشة، فكيف لعاقل ان ينادي بإستمرارها!
    نرفض الحرب جملة بكل فظائعها بموتها بمهانتها بسرقاتها بتعديها على الضحايا حتى الموت وذلك ليس جبناً وإنما معرفة ويقيناً بلا جدوى الحرب التي تدك السودان وعبثية استمرارها.
    السرقات النهب، الاغتصابات ، توقيف الابرياء، اغتيالهم، سرقة المنازل والسيارات، موت المرضى اهمالاً، موت الاطفال جوعاً، هي كلها اعراض للحرب التي اشعلتها ايدي الخونة الاسلاميين من اجل العودة بعقارب الساعة الى القرن العشرين، ولازالوا يراهنون على الحرب ولا شيء سواها بعرقلة جهود السلام بين المتحاربين، وذلك لأن الموت هو تجارتهم الرابحة والدمار هو ما يسعون اليه في سبيل تمدد طغيانهم.
    السبيل الوحيد لايقاف التجاوزات التي تدونها المنظمات الحقوقية كل يوم بحق المدنيين من قبل الجنود والعصابات هو ايقاف هذه الحرب والعودة الى الحياة الآمنة واخراج الجيوش الاربعة المتحاربة وبقية الجيوش من الحياة السياسية لهيكلتها في جيش وطني مهني واحد .
    اي تحريض لزيادة نيران الحرب او دعوة لاستمرار القتال باي ذريعة هو جريمة كاملة في حق الشعب السوداني الذي يموت بالدانات والاهمال والجوع والعطش، هذا الشعب يستحق السلام يستحق الامان والطمأنينة وعلى جنرالات الحرب الاربعة وحاشياتهم ان يعلموا جيداً ان وقت التسلط العسكري قد انتهى في ظل صحوة الصادقين من ابناء الارض واحترام الحياة الكريمة للانسان.

    تلبو
    لا للحرب
    فيسبوك 1يونيو2023
                  

12-21-2023, 10:25 AM

Dahab Telbo
<aDahab Telbo
تاريخ التسجيل: 12-03-2014
مجموع المشاركات: 1160

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    الحرب ( برة الحساب II)


    الجنود الذين يفرون بجلودهم -على الجانبين-من هذه المعارك العبثية في حال الانهزام ، هم الأبطال فهذه ليست حرب شرف او استبسال وانما حرب كراسي، وموازنات سياسية ، لا شيء في هذه الحرب المُفتعلة يستحق التضحية، ان كنت جندي ووجدت ملاذا للهرب فأهرب وانت الكسبان، فعندما تضع الحرب أوزارها لن تنبت روحك وردة في حديقة البرلمان، او يرن جرس اسمك -المنسيللأبد- في نشرة التاسعة ليلاً.
    سوف لن يذكرك احد إن تعنت امام نيران البارود فجميع الذين ماتوا في "توريد- راجا- امقونة ……الخ" لم تشم ارواحهم روح العدالة ولا سُطرت أسماءهم على جادة المتحف الوطني.

    اهرب ايها الجندي المسكين، اهرب من الموت المجاني فأنت ايضاً لديك عائلة تستحق سلام آل المهدي و أُسر جنرالي الحرب وحواشيهم

    تلبو
                  

12-23-2023, 10:41 AM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2151

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تيهٌ على قارعة الحُلم ( محض هلوسة) (Re: Dahab Telbo)


    روعة الكتابة وبهاء السرد ومتعة القراءة
    تلبو تحياتي والشكر على العودة الجميلة جدا
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de