|
Re: الزيارة المفاجئة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
طيلة ليلة أمس لم تستطع مغالبة الذكريات وهي تترى على ذهنها طاردة جحافل النعاس و مداعبات الوسن...
بالرغم من أنها ذكريات شبه محايدة، أو ملتبسة، فهي لم تحاول إلباسها أي شكل أو لون،
و لكنها تعمّدت أن تكون غائمة....فهي منذ زمن لم تعد تثق كثيراً في مشاعرها ولا توقعاتِها ..هنا قد نتفق معها إذ يجب أن لا نسبق الحوادث دائماً..
و لكن متى كان الإنسان في مقدوره دائماً أن يتحكم في مخاوفه أو حتى في بضع دفقات من مشاعره أو أن يزيح سحب القلق التي تنتاب الشخص خاصة عندما تطل بعض من
ذكريات عفا عليها الزمن.
ساقتها الذكريات لأن تتذكر تلك الأيام ..وبالتأكيد ستكون قد خلُصت إلى كيف تتغير المشاعر تجاه الآخرين..أو بالأحرى كيف يتبدل الآخرين أو تتبدى لنا منهم جوانب
لم نتوقعها أو لم نكن نعرفها..
تذكرت تلك البدايات المشرقة لشابة تداعبها احلام غريرة وهي تدخل الجامعة.. لا تعرف هي كيف تصف تلك الأيام لجمال رونقها و لحجم الأمل التي كانت تلوِّح بها لهم ...
كانت أيام بطعم رائحة اأشجار الليمون المزهرة..، كان يحيط بها و يكللها ي الحماس الطاغي والاندفاع اللامحدود في كل شيء.
آه من طعم تلك الأيام.. .....
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزيارة المفاجئة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كانت حينما تلتقي بصديقاتها تشعر بنشوة عارمة وهي تستعيد ذكرى أيام الحياة الجامعية. فالحياة الجامعية كانت بالنسبة لها عالم آخر. عالم فسيح يتجاوز أسوار الجامعة
ويمتد بعيداً حتى أطراف الدنيا. فقد جاءت إلى الجامعة وهي منغلقة على نفسها ،منطوية على ذاتها لتجد هناك عالماً آخر رحباً. هناك انجذبت وهي في غمرة حماسها كطالبة جديدة لمجموعة سياسية من الطلاب والطالبات رأت أنها أكثر من غيرها فكراً وتحرراً، وخلب لبَّها شعارات الاشتراكية والتقدم
والحداثة هي موضة تلك الأيام.. فأحبّت السياسة، وانبهرت بالثقافة. وأدمنت حضور الندوات والنقاشات الثقافية والحلقات السياسية. وتعرّفت خلال تلك الفترة على مشاهير
الكتاب واساطين الفكر وعلى أهم كتب السياسة والأدب والثقافة. وهكذا عرفت عالم جديد. عالم يُشبِع في نفسها تطلعات لم تكن تجد لها فرصة من قبل. فانطلقت مستكشفة
آفاق كانت تغازل احلامها الشابة .
الآن تتذكر الآن كل ذلك.. وفي لحظات استثنائية فقط تقول لنفسها: لو دار الزمان دورته لفعلت نفس الشيء.. لست نادمة ...إلا قليلاً..
بالرغم من كل ذلك كان البعض يصفها بأنها تميل للاحتفاظ بمساحة خاصة لا تسمح لأي حد بالاقتراب منها..مساحة من الخصوصية ترى أن انكشافها للآخرين يكون على حساب
تألقها و نجاحها. و إن كانت بالرغم من ذلك تعترف للمقربين منها وفي لحظات استثنائية فقط، بأنه (هو) من كان له الفضل في أن تتعرف على ذاك العالم الرحيب، الجليل،
وأن تكتشف نفسها ومواهبها.
حسناً، ما الذي اثار كل تلك الذكريات؟
هل هي الزيارة المفاجئة؟.
قد يكون الأمر كذلك، وقد لا يكون كذلك. فهي احيانا تستعيد تلك الذكريات حينما تجد نفسها أمام تحدٍ ما، حيث تستعين بها لمواجهة المواقف المتحدية. أظن هذا التبرير
مخرج مناسب بالنسبة. إن كانت لا تود مصارحة نفسها.
مهما يكن، يبدو أنها قررت بينها و بين نفسها منذ أمس أن لا تزعج نفسها بالتفكير في هذه الزيارة، ولا عن سببها. خاصة أنها عندما يصل تفكيرها إلى نقطة معينة تتوقف..
و لها العذر بالطبع إن الأمر يزعجها. كلنا نفعل ذلك تقريباً. فهي تعلل لنفسها أنها مجرد زيارة من صديق قديم والسلام..
.....................
| |
|
|
|
|
|
|
Re: الزيارة المفاجئة: (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
في لحظة من اللحظات كان سيل من الأسئلة يأخذ حيزاً في ذهنها..
ألم يكن يتجاهلها فترة طويلة ولا يلقي لها بالاً..بينما كانت هي تمسك بكل هدب يمكن ان يجعلها في دائرة اهتمامه وضمن الحلقة الضيّقة المقربة منه،
والتي تُحظى باهتمامه..
ألم تكن حاضرة في معظم حلقات النقاش التي كان يشارك فيها أو ينظمها هو؟
و لكن لماذا يتم استيلاد كل هذه المشاعر؟
ولماذا تطل هذه الذكريات الآن؟
بالطبع يمكن أن تكون حدث ذلك تلقائياً ..ولكن لكيف ذلك إن لم يكن هناك استعدادا منها؟
لا نستطيع الجزم، ولكن قد يكون ذلك رد فعل خفي لانتقام متأخر من جانبها. أو محاولة لترميم شرخ في كرامتها تسبب هو فيه يوماً ما. وحتى لا ننساق وراء نظرية المؤامرة
طويلا يمكن القول أن ذلك قد يكون محاولة لإشباع رغبة دفينة لكيان انثوي يبحث عن الاعتراف لازال.
ولكن ألم تنتهي تلك المرحلة؟ مرحلة الانتقام و اشباع رغبة انثوية...؟
.........خاصة بعد أن حلَّ بعدها ربيع زاهر بينكما..وصارت هي بعد ذلك هي الأثيرة لديه من بين الجميع؟
وحققت لاحقاً معه تطلعاتها الشخصية أنجزت مجدها الأنثوي(كما كانت تقول) بعد أن اختارها لتكون شريكة حياته.
| |
|
|
|
|
|
|
|