ازالت قصة اختطاف ايخمان النازي ومحاكمته ومن ثم إعدامه تطن في أذني..
فكانت كلها أشبه بمسلسل بوليسي حبس العالم حولها..
و هنا أنا لم تهمني الإجراءات والتدابير والنهايات بقدر ما يهمني ما خلف ذلك كله.. كما سأشرح لاحقاً.
و أنا أتابع الجلسات التمهيدية لمحاكمة علي كوشيب المتهم بجرائم حرب في دارفور..كنت في الحقيقة اتابع إجراءات المحكمة
(دون كثير اهتمام لأنها مجرد جلسات إجرائية تمهيدية. فقد سرح بصري و خيالي بعيداً ليس لعدم إهتمامي بالمحاكمة الحالية إذ لازالت لازالت في خطواتها الإجرائية الأولى. سرح بصري بعيدا عن التفاصيل ..إ
لى الكليات والمعاني المستخلصة من كثل هذه الجرائم، والدروس الكبرى المتعلقة بالإنسان والإنسانية و علاقة القسوة و الشر و الرغبة في التعذيب بالانسان.
أقول سرحت متذكراً ما قرأته عن تلك الأيام التي صمت فيها العالم ليتابع الإجراءات والترتيبات للمحاكمة و متابعة المجتمع الدولي لها للمقارنة بمحاكمة
ايخمان الشهيرة والتي جرت في القدس عقب تأسيس الكيان الصهيوني..وهو الذي كان متهما بأنه كان مسئول مسئولية مباشرة عن تعذيب اليهود بالمحرقة
أو السجن..الجدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد اختطفت إيخمان سراً من الأرجنتين في عملية دراماتيكية تشبه أفلام الجاسوسية ،لتعود به لمحاكمته في إسرائيل..
06-15-2020, 01:28 PM
محمد عبد الله الحسين
محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929
يا أخي، ناقش لينا كيف يسلم إنسان نفسه بحر إرادته إلي السجن والذي يقضي فيه بقية حياته .. ما هذا التصرف؟ أنا قلت للمدام لو كنت مكانه .. نقوم بأنقلاب ضد الحكومة .. يا غرقت يا جيت حازمها.
لكن ما يسوي فيه .. مثل قصة الزول الذي قطع العدة كيتاً في زوجته .. ولا شنو؟
ما أظن هذا التصرف تصرف عقلاني أو فيه شجاعة ..
بريمة
06-16-2020, 04:49 AM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
الأخ محمد تحياتي إن المعركة ضد الاستبداد بكل أشكاله و مسمياته هي معركة العصر ما يحدث الآن في امريكا بعد الجريمة العنصرية البغيضة التي حاول خلالها رجل(أمن) أبيض ان يحرم مواطن من الهواء ... هي نفس الجريمة التي ارتكبها نظام الانقاذ بحرمان مواطنين من حق الحياة في ديارهم و قام نهاراً جهاراً بقتلهم و حرق قراهم و استباح املاكهم و أعراضهم و قام بتشريدهم. المعركة ضد الاستبداد سوف تستمر تقودها القوي المستنيره بوعيها ضد قوي ظلامية معركة حقوق و واجبات المواطنة .... معركة ضد حق الفيتو الذي صنعته القوي العضمي و أصبح ماركة مسجلة تستخدمها الانظمة القمعية ضد شعوبها. حق الفيتو الذي شهرته قواتنا المسلحة لتفرض نفسها شريك في ثورة الشعب و ترفض مجلس سيادة مدني. و تقبل علي مضض ب 5 الي 5 +1 معليش لو جيت خاشي غلط في البوست ما عاوز اشتت الكورة لكن نتابع معاك بهدوء عشان نستفيد و نفيد .... لك الود
06-16-2020, 05:38 AM
محمد عبد الله الحسين
محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929
الإخوة بريمة و الصاوي تحياتي بس انتظروني أنزل محاكمة ايخمان حتى لا يضيع مني الخيط ثم بعد ذلك أعلق على مداخلاتكم الكريمة
محاكمة الضابط النازي ايخمان
نتهت محاكمة ايخمان يوم 14 اغسطس و التي بدأت محاكمة آيخمان بشكل علني في (11 ابريل 1961م) . وأعلن آيخمان أنه كان ينفذ الأوامر.وأفاد بأنه ساعد اليهود وكان هو الوحيد الذي خاطر بحياته بالرغم من الأخطار التي كانت تحوم حول من يخالف الأوامر. وطلب آيخمان إحضار الشهود من اليهود الذين ساعدهم والذين كانوا على علم بما قدم لليهود ولكن طلبه رفض بشكل قاطع, و استمرت المحكمة لأكثر من 14 أسبوعا تم فيها سماع الشهادات و الإطلاع على أكثر من 1500 من الوثائق، و استجواب حوالي 100 من شهود الادعاء (90 منهم من الناجين من معسكرات الاعتقال النازية) وعشرات من كتابات الدفاع التي جائت في الحقائب الدبلوماسية من 16 بلدا مختلفا، بعد ذلك بدأت مداولات القضاة في معزل. و في 11 ديسمبر1961، أعلن القضاة الثلاث حكمهم.حيث ادين ايخمان بكل التهم الموجهة إليه.و قد قال ايخمان للمحكمة انه يتوقع عقوبة الإعدام . و في 15 ديسمبر 1961، قررت المحكمة فرض عقوبة الاعدام.و لكن ايخمان استأنف الحكم، معتمدا على الحجج القانونية و بأنه كان يحمي (أعمال الدولة) و ينفذ الاوامر. يوم 29 مايو 1962 رفضت المحكمة العليا و هي محكمة الاستئناف في إسرائيل استئناف ايخمان وأيدت حكم المحكمة المحلية في جميع التهم الموجهة إليه. رفض ايخمان الاستئناف مرة أخرى مدعيا أنه لم يكن سوى منفّذاً للأوامر، و لكن المحكمة ذكرت أن "أيخمان لم يتلق أي أوامر عليا على الإطلاق. بل كان هو رئيس نفسه و هو من أعطى الأوامر في جميع المسائل المتعلقة باليهودية. أخيراً قدم ايخمان طلب التماس بالرحمة و لكن الرئيس الإسرائيلي في ذلك الوقت التماس ايخمان بالرحمة.
خلال المحاكمة ادعى أيخمان بأنه كان يطيع الأوامر فقط. غير أنه كُشِف أنه كان قد قال في مقابلة أجريت معه في عام 1957:
( لو قدرنا على قتلهم جميعا ... لكنت سعيدا) فأخذت كبينة ضده.
لاحظ الجملة:(و لكن ايخمان استأنف الحكم، معتمدا على الحجج القانونية و بأنه كان يحمي (أعمال الدولة) و ينفذ الاوامر.)
06-16-2020, 06:02 AM
محمد عبد الله الحسين
محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929
Quote: ناقش لينا كيف يسلم إنسان نفسه بحر إرادته إلي السجن والذي يقضي فيه بقية حياته .. ما هذا التصرف؟ أنا قلت للمدام لو كنت مكانه .. نقوم بأنقلاب ضد الحكومة .. يا غرقت يا جيت حازمها.
لكن ما يسوي فيه .. مثل قصة الزول الذي قطع العدة كيتاً في زوجته .. ولا شنو؟ ما أظن هذا التصرف تصرف عقلاني أو فيه شجاعة ..
و الله يا بريمة الدافع للتسليم علمه عند الله..هل هي ضغوط و مطارد يتعرض لهاأم هي صحوة ضمير متأخرة و إحساس بالذنب ضاغط أو رغبة في التكفير عن الذنب و هي كثيرتا ما تعتري المجرمين.. أعتقد (الشجاعة) هنا موقف ملتبس و معقد ..و قد تسعفنا كثير من المقولات و الاستشهادات و بيوت الشعر لتصف هذا الموقف الدقيق، الموقف الذي يقف في منطقة وسطى بين الموت و الحياة..
فلو استدعينا بيت الشعر القائل: إذا لم يكن من الموت بد فمن العجز أن تموت جبانا..
أي لربما تنطبق عليه مقولة: مجبرا أخيك لا بطل..
فالشجاعة أحيانا تكون تحصيل حاصل ..
قد تكون الشجاعة تتمثل بصورة أكبر في الإحساس بالذنب و الرغبة في التكفير عن الذنب..
و لا ننسى فوق ذلك كله إرادة الله الغلابة التي تجعل الإنسان يتخذ موقف قد نصفه نحن بالجرأة أو الشجاعة
و الله أعلم بالدواخل..مع تحياتي
06-16-2020, 06:19 AM
محمد عبد الله الحسين
محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929
Quote: لمعركة ضد الاستبداد سوف تستمر تقودها القوي المستنيره بوعيها ضد قوي ظلامية معركة حقوق و واجبات المواطنة .... معركة ضد حق الفيتو الذي صنعته القوي العضمي و أصبح ماركة مسجلة تستخدمها الانظمة القمعية ضد شعوبها. حق الفيتو الذي شهرته قواتنا المسلحة لتفرض نفسها شريك في ثورة الشعب و ترفض مجلس سيادة مدني. و تقبل علي مضض ب 5 الي 5 +1 معليش لو جيت خاشي غلط في البوست ما عاوز اشتت الكورة لكن نتابع معاك بهدوء
اتفق معاك هي معركة ضد الاستبداد..و هي معارك تشتعل و تنطفيء كل حين و أخر في كل أنحاء الدنيا منذ أو وُجِد الإنسان على ظهر البسيطة..
قد يكون السؤال هو لماذا يميل الإنسان للشر؟؟؟
بالنسبة لي هو محور هذا البوست...و هو الموقف و السؤال الذي طرحته المفكرة الألمانية اليهودية سابقاً:حنّة ارِند
و هو ما سأتطرق إليه لاحقاً.
06-16-2020, 07:14 AM
محمد عبد الله الحسين
محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929
سأخرج عن موضوع كشيب قليلاً لأعود من الباب الواسع... سأتشهد ما كُتِب عن موقف حنة ارِند أو ردة فعلها لمشاهداتها لمحاكمة ايخمان موفدة من صحيفة (ذا نيو يوركر): ما الذي كانت تعنيه حقًا الفيلسوفة “حنا آرندت” بتفاهة الشر؟ mm فرح علي 12 أكتوبر 2018
هل يمكن للإنسان أن يفعل الشر دون أن يكون شريرًا بالضرورة؟ هذا هو السؤال الذي تصارعت معه حنا آرندت مرجع الفلسفة السياسية في القرن العشرين، في سنة 1961 عندما أرسلت من قبل صحيفة النيويوركر البريطانية لتغطية محاكمة القائد النازي كارل أدولف أيخمان Karl Adolf Eichmann. المسؤول عن تنظيم نقل ملايين اليهود وغيرهم إلى معسكرات الاعتقال المختلفة لدعم عملية “الحل النهائي النازي”.
وجدت أرندت أن أيخمان كان عاديًا، بل سطحيًا، لم يكن منحرفًا ولا ساديًا، ولكنه “طبيعي بشكل مرعب”. لقد تصرف دون أي دافع غير تعزيز مهنته في البيروقراطية النازية. لم يكن أيخمان وحش غير أخلاقي، قام بأعمال شريرة دون نوايا ودوافع شريرة. لم يدرك أيخمان ما كان يفعله بسبب “عدم القدرة على التفكير من وجهة نظر شخص آخر”.
وبسبب افتقاره إلى هذه القدرة المعرفية الدقيقة، كما قالت “يرتكب جرائم في ظل ظروف تجعل من المستحيل عليه أن يعرف أو يشعر أنه كان على خطأ” فالعجز عن التفكير مكن رجالًا عاديين كثر من تنفيذ أفعال متوحشة هائلة. وانطلاقًا من هذا الحدث ابتدعت مفهومًا جديدًا “تفاهة الشر” بديلاً للمفهوم الكانطي “الشر الجذري” الذي كانت تعتقد به.
لم يكن شريرًا بطبيعته كان رجلًا انجرف إلى الحزب النازي، بحثًا عن الهدف والتوجيه ولم يكن ذلك نابعًا من عقيدة إيديولوجية عميقة. يذكّرنا أيخمان ببطل رواية “الغريب” (The Stranger) (1942) لألبير كامو، الذي يقتل رجلاً بشكل عشوائي وبطريقة غير رسمية، ولا يشعر بعد ذلك بالندم. لم يكن هناك نية محددة أو دافع شرير واضح: الفعل قد “حدث” فحسب.
06-16-2020, 08:23 AM
محمد عبد الله الحسين
محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929
آسف لانقطاع هذا الجزء: لم يكن هذا انطباع سطحي أولي لآرندت عن أيخمان، حتى بعد 10 سنوات من محاكمته في إسرائيل، كتبت في عام 1971:
لقد صُدمت خلال المحاكمة أنّ أيخمان كان يتكلم بلغة نمطية وسطحية ذات طابع رسمي وإداري، كان يتكلم كموظف بيروقراطي ينفذ أوامر سادته دون أن يملك الجرأة على التفكير.
كانت الأفعال وحشية، لكن الفاعل – الفاعل الأكثر فعالية في المحاكمة الآن – كان عاديًا وشائعًا جدًا ولم يكن شيطانيًا ولا وحشيًا. إنّ الشر المرتكب من طرف أيخمان ليس جذريًا،
لأنّه ليست له جذور في داخله ولا يتضمن أيّ إرادة لفعل الشر من أجل الرغبة في الشر. فالشر دائمًا متطرف وليس جذري.
06-17-2020, 06:54 AM
محمد عبد الله الحسين
محمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10929
أذكر بهذه المناسبة، أنه في أول سنوات الإنقاذ بالتحديد عام 1992 أن دعانا أحد أقربائنا الذي تفاجانا بعمله في جهاز الامن بعد طرده من السعودية..
كان قد دعانا لتناول الفطور في نادي الضباط و قرأت بطاقته( خلسة) عند تسجيلها في البوابة و تفاجأت بأنه مقدم رغم أنه كان يعمل معلم..
المهم بعد انتهينا من تناول الوجبة كلف أحدهم بأن يوصلنا أنا و أصدقائنا لبحري..
كنا في المقعد الخلفي و معي صديقي له معرفة أكثر مني بناس الأمن..فهمس في أذني : تعرف ده منو ؟ قصده السائق..ده عاصم كباشي.. حاولت أتمعن فيه فعلا تأكدت إنه هو.. كان شخصا ظريفا و عادياً ليس كما تخيلنا شخصيته حسب قصص التعذيب التي سمعنا بأنه ارتكبها خلال محاكمات رجال مايو..
و ذلك يقودني لمسامرة و مرافقة رجل كان قد قتل زوجته وأختها وشقيقه..في لحظة غضب أو استفزاز عنيف و تمت براءته وهي قصة معروفة
حدثت في أم درمان..جلس معي صديقي ابن عم القاتل و ابنه المقتولة (كانت خطيبة صديقي)
استمرت الجلسة لوحدنا حوالي ثلاثة ساعات و كانت حفلة وداع بمناسبة سفري..و كنت في الحقيقة غير مرتاح..
أما القاتل فكان هادئا ،صامتا دائم الاستغفار ..
الشاهد في القول أن ذلك قد يشي بأن الشر موجود في البشر وبشكل قد يكون بذرة وقد تاتي ظروف تسقي تلك البذرة..
و كذلك حدث عندما وصفوا كارلوس..وصفوه بأنه شخص عادي..
فهل كان كوشييب عبد مأمور ثم خرجت البذرة من مكمنها و حدس ما حدس؟
أم أن المجرم هو مجرم من يومه كما يرى البعض؟
06-17-2020, 07:37 AM
Hamid Elsawi
Hamid Elsawi
تاريخ التسجيل: 09-22-2005
مجموع المشاركات: 3450
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة