الآن تغرق قوى الحرية والتغيير (قحت) في شبر من الماء ، وتمارس التشاكس والتناكف في قضايا شكلية لا علاقة لها بقضية استقرار ونجاح الفترة الإنتقالية. وهذه الوضعية توضح اشكالية النخب السودانية المزمنة ، وذلك انها نخب لا تحترم تضحيات اهل السودان ولا تستفيد من اخطاءها في الماضي ، الأهم من ذلك بانها تشكل اكبر خطر على الديموقراطية. في الفترة ما بين 1965-1968 ، اضاعت نفس النخب تجربة الديموقراطية الثانية وذلك بخلقها لأولويات زائفة واخذت تروج لها باعتبارها مسلمات يجب حسمها.تلك الفترة شهدت اضطراب سياسي كبير:فكانت حكومة المحجوب التي تم اسقاطها ، ثم حكومة الصادق المهدي التي تم اسقاطها ، ثم العودة لحكومة المحجوب ، وكل ذلك كان مصحوب بانشقاقات في بعض الأحزاب ، وتكوين تحالفات في احزاب اخرى. فلم تكن قضية الديموقراطية والسلام والحرية من مشاغل النخبة في تلك الحقبة. والآن ، وبعد 55 سنة ، تعود نفس النخب لتكرار اخطائها بصورة تعجز الخيال. واقعيا ، لم تنجح القوى السياسية ، في طيلة صراعها مع النظام البائد ولمدة ثلاثين سنة ، لم تنجح هذه القوى السياسية في اقناع الشعب السودان للإلتفاف حولها في معركة اسقاط النظام ، وحينما تحرك الشعب بصورة تلقائية لم يختار تلك القوى السياسية لتكون في قيادة الحراك ، وانما اختار الشعب الإلتفاف حول تجمع المهنيين السودانيين مما شكل ضربة قاسية لتلك القوى. ولقد نجح الشعب ، بعد دفع اثمان باهظة من ارواح الشباب ، في اسقاط النظام وتسليم القيادة للقوى السياسية باعتبار ان هذه هي وظيفتها الطبيعية..ولكن هل حفظت تلك القوى الأمانة التي حملها لها الشعب السوداني؟ بالطبع لأ. الفترة الإنتقالية ، كان يفترض فيها أن تكون باب تنافس واعداد مبكر للإنتخابات لما بعد الفترة الإنتقالية ، وهذا التنافس كان يمكن أن يكون ايجابيا بان يمنح القوى السياسية فرصة ذهبية لتقدم افضل ما عندها لإدارة هذه الفترة ، مما يساعد الشعب في الإختيار السليم في الإنتخابات القادمة ، ولكن..! فاقد الشئ لا يعطيه ، فالنخب السودانية اثبتت للشعب وللعالم بانها لا تملك أي بدائل سياسية ، وتفتقر للخبرة حينما صارت حكومة عبر تحالف قوى الحرية والتغيير. بنية تحالف قوى الحرية والتغيير تقوم على التمثيل عبر الكتل السياسية والمدنية (كتلة نداء السودان ، كتلة الإجماع الوطني ، كتلة تجمع المهنيين ، كتلة المنظمات المدنية ..الخ) ، والآن الصراع اخذ منحى خطير للغاية ، ولقد تناسى الجميع هوية التمثيل الأصلية واخذت بعض الأحزاب تتخذ قرارات فردية ، مثل محاولة الإنسحاب من التحالف (كنموذج حزب الأمة) ومحاولة التعديل في مؤسسات الحكومة الإنتقالية (كنموذج المؤتمر السوداني) ، والسيطرة على التحالف (كنموذج الحزب الشيوعي). وفوق ذلك عجز تحالف قوى الحرية والتغيير انجاز بعض المهام التي وضع لها جداول زمنية معينة مثل حسم قضية السلام ، تكوين المجلس التشريعي الإنتقالي ، وتكوين حكام الولايات.
ضرب رمز/ايقونة ثورة الشعب: اكبر موبقة فعلها تحالف قوى الحرية والتغيير هي ضرب رمز/ايقونة ثورة الشعب التي اختار الإلتفاف حولها وتسليمها امر قيادة الحراك ، ونعني بذلك تجمع المهنيين السودانيين. فلقد احدث الحزب الشيوعي انشقاق واضح في ذلك التجمع مما ادى الى انشقاق ست نقابات مهنية اساسية. وهنا الحزب الشيوعي لا يسعى لتفكيك دولة التمكين الإسلامية وانما يسعى لتفكيك اهم رموز الشعب السودان. فلماذا؟..هل الحزب الشيوعي يمارس انتقاما ضد الشعب السوداني؟ هل الحزب الشيوعي يظن ان الفترة الإنتقالية ابدية وبالتالي يسعى لتاسيس ديكتاتورية مدنية؟ الموبقة الثانية ، وهي الهجوم المتكرر من قبل بعض مكونات التحالف على الحكومة الإنتقالية. والغريب في الأمر أن هذه الحكومة هي حكومة التحالف ، ولعمرنا لم نرى في تأريخ المشهد السياسي (على مستوى العالم) ان تأتي قوى سياسية بحكومة تختارها ثم تأخذ تهاجمها بصورة مستمرة. وهذا يوضح أن قوى تحالف الحرية والتغيير لا تعرف مبادئ السياسة ، ولا تحترم حتى قراراتها الخاصة ، وفوق ذلك لا تحترم تضحيات الشعب السوداني الذي سلمها امر قيادة الفترة الإنتقالية.
واحدة من مآسي تحالف القوى الحرية والتغيير ، وطيلة تجربته في معارضة النظام البائد ، بانه تحالف يستطيع ، في كسر من الثانية ، ان يخلق اجندة زائفة واولويات غير حقيقة ويروج لها بانها امور مهمة للغاية. ويبدو ان الإتفاق الذي تم بين مكونات التحالف بعد سقوط النظام البائد كان اتفاق بموجب فقه التقية ، اي الإنحناء للعاصفة ثم العودة للعك السياسي والمراهقة السياسية. الآن تتعارك وتتقاتل مكونات تحالف قوى الحرية حول شكليات بسيطة للغاية ، مثل مسألة هيكلة وتفعيل التحالف. فأين هذه الأولوية من اولويات مثل تحقيق السلام وتكوين المجلس التشريعي الإنتقالي وتقديم برنامج واضح للحكومة ومساعدتها عبر وزارات ظل حتى تنجح الفترة الإنتقالية؟ فاذا كانت قوى سياسية لا تعرف ان تدير امرها ، فبربك كيف تدير بلد مثل السودان؟ الإختلافات الظاهرة الآن تتمحور حول نقطتين : اولا: النزاع بين نموذج هيكل ادارة التحالف:هل يكون افقيا (كما هو الآن) ام راسيا (كما تقترح بعض القوى). ثانيا: طريقة التمثيل في المجلس التشريعي الإنتقالي: هل تكون وفقا لثقل الأحزاب حسب واقع 1986 ، ام ان يتم وفقا لما هو حال الواقه الآن.
كبر
05-31-2020, 06:56 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
في هذا النموذج (وهو السائد حاليا في التحالف ، ويدافع عنه الحزب الشيوعي وبقية كتلة الإجماع الوطني) تكون الإدارة بصورة افقية ، أي ليس هناك رأس للتحالف ، وبالتالي القرارات مفتوحة ، حيث أي لجنة من لجان التحالف ، مثلا، يمكن ان تتخذ قرار يناسبها وبالتالي تعمل به ، ويكون التحالف متحملا لأي نتيجة تحدث. ولكن الخطر أن ليس كل المكونات يمكن دوما ان تتخذ قرارات صائبة.
النموذج الرأسي:
هذا النموذج (تتبناه كتلة نداء السودان عبر حزب الأمة) ، يقتضي وجود رأس واحد على التحالف كمنظومة ، وبالتالي كل القرارات يجب ان تاتي من الرئيس وتتجه نحو القواعد.وبالتالي تحدث عملية ضبط للقرارات والخطوات عبر كل مكونات التحالف من القمة لغاية اصغر لجنة.وهنا يكون وجود مصدر واحد يتحمل المسئولية. العيب في هذا النموذج أن القرارات ستواجه عملية معقدة وبالتالي تواجه عملية البطء وربما التأجيل المستمر.
فهل عملية الإتفاق على نموذج ادارة التحالف عملية معقدة للحد الذي يؤدي لإنهيار التحالف؟
على التحالف ان يأخذ بنموذج الإدارة الرأسي ، وذلك بان يكون هناك شخص من كتلة معينة على رأس التحالف ، حتي يتحمل المسئولية تجاه الشعب.و لأن الفترة الإنتقالية لازالت فيها بعض الوقت ، فيمكن ان تكون رئاسة التحالف بالتناوب (مثلما هو المقترح لمجلس السيادة) ، ولأن التناكف الآن بين كتلة الإجماع الوطني وكتلة نداء السودان ، فيمكن ان يتم تداول الرئاسة بينهما ، ببساطة لأنهما اكبر الكتل الموجودة.
دي دايرة ليها درس عصر يا قحت؟
كبر
05-31-2020, 07:04 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
واحدة من المسائل التي ادت لتأخير تكوين المجلس التشريعي ، هي تأخر عملية تحقيق السلام ، ولكن هذا ليس في حسابات بعض من قوى التحالف الموجودة في الخرطوم. فبعض القوى ترى تأخر عملية تكوين المجلس التشريعي الإنتقالي تكمن في طريقة التمثيل. فحزب الأمة (وليس كتلة نداء السودان) يطالب بان يكون التمثيل وفقا لواقع 1986 والذي نال فيه الحزب اغلبية بموجب الإنتخابات وقتها. القوى الأخرى (الحزب الشيوعي وكتلة الإجماع) ترى أن يكون التمثيل بواقع اليوم. النقطة التي يتجاهلها حزب الأمة بان 90% من الشباب الذي صنع ثورة ديسمبر 2018 لم يحضروا ويشهدوا واقع انتخابات 1986 ، وبالتالي الإصرار على ذلك الواقع كنقطة اساس للتمثيل في المجلس التشريعي ، هو اصرار غير مبرر ولا يحترم الواقع الحالي. نعم هناك احزاب تأريخية تسعى لتحقيق كسب وفقا لذلك (الأمة/الإتحادي/الشيوعي) ولكن الشعب الآن واعي تماما بان هذه الأحزاب اخذت حظها في التجريب من قبل وفشلت وساهمت في انتاج واقع السودان المضطرب. الأحزاب التاريخية جاءتها فرصة ذهبية لتصحيح اخطائها وبناء واعادة الثقة مع الشعب السوداني ، وذلك في هذه الفترة الإنتقالية التي هي اساسا امتحان لتلك الأحزاب التأريخية ، ولكن يبدو انها ستضيع هذه الفرصة كما اضاعت فرص سابقة. التخوفات التي تبديها بعض احزاب كتلة نداء السودان (حزب الأمة نموذجا) من طريق التمثيل في المجلس التشريعي الإنتقالي ، ان الحزب الشيوعي مسيطر على منظمات المجتمع المدني ومجموعات اخرى ، وبالتالي اذا اتفقت مكونات التحالف على نسبة 20 مقعد لكل كتلة ، فان الحزب الشيوعي سينال اكثر (منظمات ، مجموعات..الخ). والمسألة الغائبة هنا هي ان هذا مجلس تشريعي انتقالي ، فحتى لو سيطر عليه الحزب الشيوعي فان هذه السيطرة محدودة وستنتهي بنهاية الفترة الإنتقالية.. فلماذا التخوف؟ هل التخوف ان الحزب الشيوعي سيستغل سيطرته على المجلس الإنتقالي للعمل لخلق ديكتاتورية مدنية وبالتالى منع الإنتخابات في نهاية الفترة الإنتقالية؟ هل سيتم استغلال تلك السيطرة لهندسة قانون الإنتخابات مثلا؟ هل سيتم استغلال تلك السيطرة لهندسة الدستور القادم مثلا؟ كل هذه المسائل لن تحدث ، ببساطة لأن الشعب واعي تماما ، وانه لن تستطيع قوى سياسية مهما طالها الغرور بان تستفرد بصناعة مصير الشعب ..! بدل ان تشغل مكونات التحالف نفسها بهذه التفاصيل غير المنتجة ، عليها ان تكون اكثر انضباطا وتنجز السلام والمفوضيات والمجلس التشريعي ، وان تعمل على استقرار الفترة الإنتقالية دون ازعاجها بسفاسف الأمور التي لا تخدم قضايا السودان.
كبر
05-31-2020, 07:13 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
هل يؤثر غياب التحالف؟: الحقيقة التي يجب ان يعيها تحالف قوى الحرية والتغيير ، بان السياسة في هذا العصر تعتمد على المال والسلاح ، ولكن السلاح الأقوى هو ارادة الشعب فهذه اقوى من السلاح والمال.والدليل على ذلك هو تضحيات شباب الثورة ، بالرغم من القتل والسحل ، فلقد تمكنت ارادتهم من قهر قوى السلاح والمال واسقطت نظام ديكتاتوري حكم السودان لمدة ثلاثين عام. هذا السلاح ، سلاح الإرادة ، تم تسليم حصاده لقوى التحالف الفقيرة في كل شئ (من الأخلاق لغاية المظاهر المادية من سلاح ومال)..فهي تعي قوى هذا التحالف خطورة الأمر؟ تماسك التحالف ، والذي يجب ان يفرض عليه فرضا ، يعني تماسك الحكومة الإنتقالية ، وتماسك الحكومة يعني استقرار الفترة الإنتقالية ونجاحها. سلوك التحالف ، وذهابه للإنهيار وحتفه بفعله اهله ، يؤكد كفر الشباب بالأحزاب السودانية ، ونستغرب ان تمارس الأحزاب السودانية الفوضى ، وتجأر بالشكوى ان البعض يرفضها وينادى بابعادها عن الساحة. رفض الأحزاب من قبل الشعب ، خصوصا الشباب ليس مسالة مزاجية ، وانما اداء تلك الأحزاب هو ما ادى لتلك النتيجة. الشعب السوداني سابق في تفكيره للأحزاب ، خصوصا مكونات التحالف ، ولديه خيارات اخرى عديدة. فالسودان يمكن أن يستمر دون وجود لقوى الحرية والتغيير ، بل سينجح كثيرا في ابعاد هذه القوى من طريقه. على قوى تحالف قوى الحرية والتغيير ان تمارس انضباط ذاتي، وان تترك الركون للعنجهية والغرور. اضبطوا انفسكم ، وكونوا قدر المسئولية وحمل الأمانة الموكلة اليكم. اضبطوا قواعدكم ، فالحكومة والعسكر الذين تحالفتم معهم ، كليهما لايحتاج التسفيه منكم ، لأن تسفيه هذى المكونات هو تسفيه لذات التحالف وخياراته. وحدتكم مطلوبة للغاية ، لأن التفكك يفتح الباب لخيارات لن تسعدكم ولن تساهم في استقرار السودان ، اللهم الإ ان كنتم تمارسون انتقاما ضد شعب السودان لعدم الإلتفاف حول برامجكم وتكيتكاتم في صراعكم مع النظام السابق ، وحتى لو كان هذا خياركم (الإنتقام من الشعب السودان) فالشعب واعي للغاية وسوف يتجاوز هذه الحيلة الخائبة بكل بساطة ويرميكم في اقرب برميل زبالة..! هؤلاء يتحملون انهيار تحالف قوى الحرية والتغيير: الحزب الشيوعي السوداني حزب الأمة القومي حزب المؤتمر السوداني الجبهة الثورية
كبر
05-31-2020, 08:54 AM
محمد الأمين موسى محمد الأمين موسى
تاريخ التسجيل: 10-30-2005
مجموع المشاركات: 3470
Quote: بنية تحالف قوى الحرية والتغيير تقوم على التمثيل عبر الكتل السياسية والمدنية (كتلة نداء السودان ، كتلة الإجماع الوطني ، كتلة تجمع المهنيين ، كتلة المنظمات المدنية ..الخ)
شوف يا قريبي كبر، بمجرد تجد الكيانات السياسية في بلد ما عاملة زي كيمان ملجة الخضار، فاعرف أن هذا البلد لن تقوم له قائمة ديمقراطية. بلد أسماء الكيانات السياسية فيها لا يعرفها أحد (بمن فيهم مسجل الأحزاب السياسية، إن لم يلجأ للغش!)، لا يمكن لها أن تؤسس كيانات سياسية ديقراطية لها برامج واستدامة في التعاطي مع الشأن العام واستدامة في تقديم العناصر الكفؤة لإدارة البلاد.
05-31-2020, 09:57 AM
علي عبدالوهاب عثمان علي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12475
حبيبنا الاديب الأريب كبر .. تحياتي أينما حللت جئت بالمفيد لقد تناولت الموضوع بحيادية تامة وتحليل عميق رجعت بي الذاكرة أيام الحكومة الانتقالية سرالختم الخليفة رحمه الله بعد أكتوبر أذكر أيامها ترك الحكومة لأن الاحزاب لم يسمحوا له بترتيب الامور ونحن في مقتبل العمر وعندما نغني بشيهدنا القرشي وبعد أن رجعنا الى وعينا من النشوة وجدنا ان هؤلاء السياسيين لا يستحقون دماء الشهداء ومشاكل في البرلمان .. فكانت النتيجة أن استقبل الشعب ( أقصد عامة الناس وليس النخب ) النميري كمنقذ لهم شعبية لا تصدق هكذا قبل أن يعرفوا من هو النميري فقط لأنهم سئموا من المناكفات بين الاحزاب
لدرجة أن بعض الناس في مناطقنا البعيدة لم يسمعوا بأكتوبر افتكروا ان النميري استلم من عبود
موضوعك جميل ولمست مكمن الجرح .. ولكن الحبيب كبر كنت اتمنى أن تنشره في مواقع اكثر من سودانيز قلمك رائع يا كبر .. بعد اذنك سوف انشر الموضوع في مواقع قرى دنقلا
تحياتي الحبيب كبر .. واصل هذا عهدي بك دائماً
05-31-2020, 10:12 AM
خالد العبيد خالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983
الصراع والتصدع داخل السلطة بقلم : تاج السر عثمان 1 أولا : ملامح التصدع والصراع + تجدد الصراع القديم الذي تجلي في تصريحات صحفية كثيرة اربكت المشهد السياسي والمؤسسية داخل كل من المجلسين السيادي والوزاري الذي يجب أن يكون لكل منهما ناطق رسمي يعبر عن رأي كل من المجلسين ، بدلا من الفوضي الضاربة بأطنابها في تصريحات كثيرة تعكس الأزمة والفشل والصراع داخل مكونات السلطة الانتقالية بشقيها العسكري والمدني ، تجلي ذلك بشكل كبير في الذكرى الأولي لمجزرة فض الاعتصام وارتفاع حدة المطالب بالقصاص للشهداء ومتابعة المفقودين، ومحاولة القاء شماعة فشل الحكومة علي الآخرين، وتكاثرت التصريحات حول مجزرة فض الاعتصام في استباق لنتيجة التحقيق لتبرئة مكونات التحالف العسكري الذي ساهم في المجزرة، كما وضح من المقابلة التي أجرتها (قناة سودانية 24) مع قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو ( حميدتي) الذي اتهم أطرافا في السلطة الانتقالية في البلاد بالتآمر علي قوات الدعم السريع و " شيطنتها"، ونفي ارسال قوات " مرتزقة " الي ليبيا، وأشار الي أن حزب المؤتمر الوطني المنحل وأحزابا محسوبة علي ق.ح.ت الشريكة المدنية تقف خلف المؤامرات ومحاولات " الشيطنة" التي تتعرض لها قوات الدعم السريع، وتخوف دقلو من وجود تآمر عليه بتحميله مسؤولية فض الاعتصام ( صحيفة الشرق الأوسط 26 /5/2020). + أما الفريق ياسر العطا فيقول في تنوير بالمنطقة العسكرية ببحري: "لن نسلم السلطة ل(قحت) طالما بها الحزب الشيوعي وحزب البعث ، وهذه الأحزاب ليس لها قبول اقليمي ودولي، وهناك خيارت كثيرة وقطعنا فيها شوطا كبيرا"، مما يشير لتدبير شئ في الخفاء، فما هي هذه الخيارات؟، علما بأن "الوثيقة الدستورية" حددت الفترة الانتقالية بثلاث سنوات بعدها يتم تسليم السلطة لحكومة منتخبة، فلا دخل ولا وصايا للعسكر بمن يفوز فيها من الأحزاب!!، مما يعزز التخوفات أن انقلاب اللجنة الأمنية جاء ليقطع الطريق أمام الثورة، ولن يسلم السلطة لحكم مدني ديمقراطي. كما جاءت تصريحات الفريق الكباشي ليعزز ذلك الاعتقاد في عدم تسليم السلطة ، في مخاطبته لدي قيادات عسكرية وقبلية في كادوقلي التي رفض حديث العودة للثكنات واعتبره " كلام فارغ"، تساءل ( لو عدنا في زول بحكم تاني) ، واقسم أنهم ساعة لن يحكموا، علما بأن حكم العسكر استغرق 53 عاما من عمر الاستقلال البالغ 64 عاما فقدت فيها البلاد أجزاء عزيزة من الوطن مثل : اغراق حلفا ، وتعميق حرب الجنوب أيام الفريق عبود، وترحيل الفلاشا وفقدان السيادة الوطنية، وتصاعد الحرب والكراهية بعد قوانين سبتمبر 1983 مما عزز التيارات الانفصالية أيام الديكتاتور نميري، وانفصال الجنوب، وفقدان أراضي عزيزة من الوطن، حلايب وشلاتين والفشقة أيام الطاغية البشير، التي خلفت التوترات الحالية في الحدود الشرقية مع اثيوبيا . + جاء تجميد حزب الأمة لنشاطه في ق.ح.ت واشتراط قبول "العقد الاجتماعي" الذي قدمه ليضيف بعدا جديدا لأزمة مكونات التحالف الحاكم، ويعيدنا لمربع قطع الطريق أمام وصول الثورة لأهدافها بالاستمرار في اقتصاد السوق سبب الأزمة والثورة ، ودعوة تجمع المهنيين لتكوين حزب. الخ، والانتخابات المبكرة أو الانقلاب علي الثورة ، بالتعاون مع الإسلامويين بمختلف اشكالهم من إخوان مسلمين ووطني وشعبي. الخ، وهم الذين قامت الثورة ضدهم بعد فسادهم ونهبهم لأصول وأموال وممتلكات البلاد باسم الدين. + تجددت الدعوات لتكوين حزب جديد للشباب الذي قاد الثورة ، أو حزب للجان المقاومة أو حزب للثورة، أو حزب لتجمع المهنييين ، وهي دعوات ليست جديدة ولم يُكتب لها النجاح ظهرت بعد أكتوبر 1964 مثل : تحويل جبهة الهيئات التي قادت الثورة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني الي حزب سياسي ، وتكوين حزب للوسط بين اليسار واليمين، كما دعا لذلك المرحوم ابو القاسم حاج حمد، وفشلت تلك الدعاوي لسبب بسيط أن جبهة الهيئات كانت تحالفا نقابيا واسعا ضم كل اطياف القوى السياسية والنقابية، والوسط ليس طبقة اجتماعية فهو متباين المنطلقات الفكرية والسياسية، ويضم التيارات اليسارية واليمنية، عكس الحزب السياسي الذي يقوم لضرورات واحتياجات موضوعية والذي يعبر عن مصالح طبقة اجتماعية محددة وله دستوره وبرنامجه ومنطلقاته السياسية والفكرية وشكله الهرمي المعين ، وكذلك بعد ثورة ديسمبر 2018 ظهرت دعوات تحويل تجمع المهنيين لحزب سياسي أو تحويل لجان المقاومة أو شباب الثورة لحزب سياسي ، علما بأن تجمع المهنيين ولجان المقاومة والشباب متباين المنطلقات السياسية والفكرية والاجتماعية ، وليس طبقة اجتماعية، بل الشباب فئة عمرية متجددة، فكيف يتكون حزب منه؟!!. فمن أراد تكوين حزب سياسي، وهذا من حقه، عليه أن يستند علي قوى اجتماعية وبرنامج ودستور ومنطلقات فكرية وسياسية، وأن يبتعد عن استغلال اسم الشباب أو الثورة التي شاركت فيها كل القوى الثورية التي تحملت أعباء النضال ضد النظام،أو لجان المقاومة التحالف القاعدي المتباين في منطلقاته السياسية والفكرية. 2 ثانيا: ما هي أسباب الصراع والتصدع في التحالف الحاكم؟ يرجع ذلك الي انقلاب اللجنة الأمنية للنظام البائد الذي جاء ليقطع الطريق أمام وصول الثورة لأهدافها ، وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، واسفر التفاوض الذي تمّ بضغوط داخلية وخارجية عن "وثيقة دستورية "معيبة حددت العلاقة بين المكون العسكري والمدني ، وجعلت كفة العسكري الراجحة، وتراجع دور المكون المدني الذي أصبح دوره هامشيا، بل تغول المكون علي العسكري علي بعض صلاحياته. كما استحوذ المكون العسكري في السيادي حسب " الوثيقة الدستورية" علي 5 في المجلس السيادي، وحق تعيين وزيري الداخلية والدفاع ،وعلي تكوين مفوضيات مهمة ( السلام – الحدود – الدستوري والمؤتمر الدستوري- الانتخابات)، وتقنين مليشيات الدعم السريع دستوريا، والاشراف علي الاصلاح في القوات النظامية، واذا أخذنا في الاعتبار شركات الجيش والأمن والدعم السريع، والإعلام ، نرى أنه القابض فعليا علي السلطة، كل ذلك بحجة المحافظة علي الأمن ، لكن واقع الحال أكد الفشل في المحافظة علي الأمن، كما حدث في مجازر الأبيض و8 رمضان، ومجزرة فض الاعتصام أمام القيادة العامة وبقية المدن، والصراعات القبلية في دارفور والشرق وجنوب كردفان، والمحاولات الانقلابية للفلول، والمسيرات المسلحة رغم حظر المؤتمر الوطني ، وحظر التجمعات بسبب " كورونا".. رغم عيوب " الوثيقة الدستورية" المشار لها ، الا أنه لم يتم الالتزام بها، وتم خرقها كما في الأتي علي سبيل المثال لا الحصر:- - رفض المكون العسكري ترشيح ق.ح.ت لمولانا عبد القادر محمد أحمد لرئاسة القضاء والاستاذ محمد الحافظ للنائب العام ، والتعديل في الوثيقة الدستورية لتعيين رئيس القضاء والنائب العام. - تغول السيادي علي مهام في السياسة الداخلية والخارجية من صميم صلاحيات مجلس الوزراء - تأخير تكوين التشريعي ، اضافة للمحاولة الأخيرة لتعديل نسب التشريعي التي تعطي قوى التغيير 67 % من 300 ، باعطاء الحركات المسلحة 30 % ، لتكون ال 67 % من 210 ليكون نصيب ق.ح.ت 141 ، أي أقل من النصف ، وهذا خرق واضح ل"لوثيقة الدستورية". - تأخير تكوين المفوضيات والولاة المدنيين. - لقاء البرهان – نتنياهو دون الرجوع للمؤسسات القائمة في مسألة قومية. - طلب حمدوك لبعثة الأمم المتحدة تحت الفصل السادس دون الرجوع للمؤسسات. - تغول السيادي في ملف السلام علي صلاحيات مجلس الوزراء الذي من مهامه " العمل علي ايقاف الحروب والنزاعات وبناء السلام" كما جاء في "الوثيقة الدستورية"، وخرق "الوثيقة الدستورية" في عدم تكوين مفوضية السلام ، والاستعاضة عنها بمجلس للسلام، وتوقيع اتفاق مع الجبهة الثورية أدي لتأخير تكوين المجلس التشريعي وتعيين الولاة المدنيين. - لم يتم تحقيق السلام في الستة أشهر الأولي من تكوين الحكومة كما جاء في "الوثيقة الدستورية". - خرق "الوثيقة الدستورية" في تعيين وزراء دولة ،علما بأن الوثيقة الدستورية نصت علي أن لا يتجاوز عدد الوزراء 20 وزيرا. - الانتهاكات لحق الحياة كما جاء في وثيقة الحقوق في "الوثيقة الدستورية" بقمع المواكب السلمية مما أدي لشهداء وجرحى كما تمّ في مواكب الأبيض ، السوكي، واستمرار الانتهاكات في دارفور والشرق وجنوب كردفان. الخ. -مع زيادة الأجور لم يتم وقف استمرار تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية والغلاء بتركيز الأسعار والسيطرة علي السوق وضبطه حتى لايبتلع الزيادات في الأجور، ومعالجة أزمة الشح في الدواء وارتفاع أسعاره وارتفاع سعر الدولار مع الانخفاض المستمر للجنية السوداني، رغم أن "الوثيقة الدستورية" أشارت لتحسينها ، ورغم المصفوفة والآلية الاقتصادية التي تمّ تكوينها. - البطء في تفكيك التمكين واستعادة الأموال والأصول المنهوبة ، وعدم ضم شركات القوات النظامية والذهب والبترول والمحاصيل النقدية للمالية ، علي عكس ما جاء في "الوثيقة الدستورية". 3 ثالثا: الطريق لتصحيح مسار الثورة قوى الثورة لا تنشغل بصراعات أطراف التحالف الحاكم بشقيه المدني والعسكري، ولا يهمها محاولة كل طرف التنصل من المسؤولية، وتحميلها للآخرين، لكن يهمها تصحيح مسار الثورة ، وتتحسس الطريق لتقوية وتمتين الاصطفاف الحديد لقواها من أجل: - إعادة النظر في "الوثيقة الدستورية" التي شبعت خرقا وضربا بعرض الحائط ، والعودة لميثاق إعلان " قوى الحرية والتغيير" بعد أخذ المستجدات في الاعتبار، لصالح الحكم المدني الديمقراطي. - الاسراع في القصاص العادل لشهداء مجزرة فض الاعتصام وغيرها ومتابعة المفقودين، و الاسراع في محاكمة منسوبي النظام السابق الذين ارتكبوا جرائم حرب وضد الانسانية - الاسراع في تفكيك التمكين واستعادة كل ممتلكات وأموال الشعب المنهوبة، فما تمّ استرداده الظاهر من جبل الجليد من نهب أموال وممتلكات الشعب. - الاسراع في تكوين المجلس التشريعي وتعيين الولاة المدنيين وتكوين المفوضيات - تحقيق السلام العادل والشامل الذي يخاطب جذور المشكلة، وفق المنهج السليم بجلوس كل الأطراف من حركات وممثلي جماهير مناطق الحروب والمعسكرات واصحاب المصلحة لهدف تنمية واعمار تلك المناطق كما أوضحنا سابقا، وتمتين السلام والوحدة علي أساس "ميثاق الحرية والتغيير" والحكم المدني الديمقراطي، وعقد المؤتمر الدستوري في نهاية الفترة الانتقالية. -تحسين أداء الحكومة ورفض رفع الدعم عن السلع الأساسية، وحل الضائقة المعيشية والاقتصادية التي ما زالت مستمرة في التفاقم ،وتركيز الأسعار وضبط السوق، ودعم الصحة بعد أزمة "كرونا"، والتصدى بحزم لنشاط تجار المؤتمر الوطني والرأسمالية الطفيلية القابضة علي السوق والبنوك وتجارة العملة بخلق أزمات السلع التموينية وتهريبها للخارج ، ورفع سعر الدولار رغم شح الاحتياج له بعد أزمة " كورونا" وتقلص التجارة الخارجية والسفر للخارج، وإعادة كل شركات الذهب والبترول والمحاصيل النقدية وشركات القوات النظامية لولاية المالية. - التوجه للإنتاج الزراعي والصناعي والخدمي ، وتأهيل قطاع النقل ، وتوفير فرص العمل للعاطلين، وسيطرة الدولة عن طريق شركاتها علي التجارة الخارجية من صادر ووارد مما يساعد في تركيز الأسعار ، والدخول في شراكات مع القطاع الخاص اضافة للقطاع التعاوني والقطاع الخاص المنتج في الزراعة والصناعة والإنتاج الحيواني بما يضمن تقوية الجنية السوداني، والسيطرة علي العملات الأجنبية وتحديد بنك السودان لسعرها ووقف تجارة السوق السوداء أو الموازي فيها. - التصدى بحزم للتخريب الذي تقوم به القوى المعادية للثورة في خلق الفتن القبلية في دارفور والشرق وجنوب كردفان ومدن الشمال ، وحرق المحاصيل. الخ ،بهدف زعزعة الاستقرار والأمن ، وتغذية النزعات الانفصالية في دارفور وشرق السودان ، وجمع السلاح وحصره في يد القوات المسلحة وتصفية المليشيات، والوقوف سدا منيعا ضد تنفيذ مخطط الاستيلاء علي ميناء بورتسودان. - تقوية الإعلام الذي يتسم بالضعف وتواضع الأداء، فما زالت العناصر المعادية للثورة مسيطرة علي معظمه من صحف ورقية والكترونية وثبث سمومها وأكاذيبها الواضحة والمثيرة للضحك والتهكم. - دعم استقلالية وديمقراطية الحركة النقابية ولجان المقاومة. - التمسك باكمال الفترة الانتقالية ، و التصدي بحزم لدعوات الانقلاب والانتخابات المبكرة ومخطط نسف وفشل الفترة الانتقالية. - الاسراع في إلغاء القوانين المقيدة للحريات وأهمها قانون النقابات لعام 2010 (قانون المنشأة) ، وسن قانون ديمقراطي للفئة يؤكد ديمقراطية واستقلالية الحركة النقابية، وإلغاء القوانين المقيدة للحريات، والقانون الجنائي لعام 1991 ، والرجوع لقوانين 1974 مع أخذ المستجدات في الاعتبار، والاصلاح القانوني والقضائي بما يؤكد سيادة حكم القانون واستقلال القضاء. - إعادة هيكلة الشرطة وجهاز الأمن وإلغاء قانون الأمن 2010 ليصبح الأمن لجمع المعلومات ويخضع لسيادة حكم القانون وأن يكون التقديم له علنيا وفق المهنية وقوانين الخدمة النظامية، وتحقيق قومية ومهنية الخدمة المدنية والنظامية ، وحل كل المليشيات وفق الترتيبات الأمنية. - ضرورة تعديل "الوثيقة الدستورية " لتصبح مسؤولية الأمن وتعيين وزيري الدفاع والداخلية من مهام مجلس الوزراء. وأخيرا هناك ضرورة لاستمرار زخم الثورة والعمل الجماهيري المتعدد المستويات باعتباره الحاسم في تصحيح مسارها واستمرارها ونجاحها وتحقيق أهدافها.
05-31-2020, 11:16 AM
عبدالعظيم عثمان عبدالعظيم عثمان
تاريخ التسجيل: 06-29-2006
مجموع المشاركات: 8399
الحزب الشيوعي العجوز يتحمل نتائج أفعاله الصبيانية للأسف كل قوى الثورة سوف تدفع ثمن عدم الرشد السياسي للشيوعين عندما اقول ان هذا الحزب هو مأساة السياسة السودانية أعني هذا المصطلح تماماً تمانية شهور بس من عمر السلطة الإنتقالية شفنا العجب العجاب في زارة الصحة وفي تجمع المهنيين
اي قوى تفكر في إنتخابات مبكرة ستكون مدفوعة لذلك دفعاً والسبب مراهقة الشيوعين السياسية
05-31-2020, 01:21 PM
كمال عباس كمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17133
قوي الحرية والتغيير - هناك قوي أو دولة إقليمية سعت لإختطاف هذا الكيان مبكرا- وتجيره لصالح أجندتها .تريد للسودان أن يكون تابعا -يحارب بالوكالة في اليمن وليبيا- -وقد إجتذبت هذه الجهات -بعض القوي السياسية أو ماسمي بتيار الهبوط الناعم لتكون حليفا لمنسق القوات السودانية باليمن - برهان ومقاول أنفار عاصفة الحزم حميدتي ! * وفي النهاية بصمت كل فصائل قوي الحرية والتغيير علي الإتفاق السياسي والوثيقة الدستوية وكونوا مجلس السيادة ومجلس الوزراء وكان الحزب الوحيد الذي رفض هذا هو الحزب الشيوعي ومع هذا إختار البقاء في التحالف ولم يقول يا تقبلو رأي أو إنسحب! *تشخيص الأزمة بعيدا عن العامل الخارجي وبعيدا عن التحالفات غير المعلنة مع بعض أطراف المكون العسكري سيقود لنتائج خاطئية ومعطوبة
05-31-2020, 01:32 PM
Gafar Bashir Gafar Bashir
تاريخ التسجيل: 05-02-2005
مجموع المشاركات: 7220
كلام كتير يا صديقي كبر ولا اجد الا الاتفاق معه واتمني ان تكون هناك منطقة وسطي يلتقي فيها الجميع
ولا اظن ان هنالك اي امل في الدعوة المقدمة لانه لا توجد قوة كافية لتغيير مجري الامور كان من الممكن في حالة انحراف قحت ان تكون الحكومة المدنية قادرة علي تصحيح الانحراف لانها تملك قوة دولة ( اتخاذ قرار واعلام) لكن المشكلة ان اداء الحكومة نفسه لا يرقي حتي لمتطلبات الثورة ناهيك عن تصحيح انحراف والانتقاد الموجه للحكومة قد يكون من جهة صراع سياسي لكن من الجهة الثانية لان الاداء فعلا ضعيف علي جميع المستويات وليس بالضرورة ان الانتقاد قادم فقط من جهات سياسية لكن المشكلة ان الدفاع عنها مسنود سياسيا برغم الاخطاء الفادحة والضعف البائن في اداء البعض
للأسف سستجه الامور الي نهاياتها الحتمية وفق ماهو متاح والغافل من ظن الاشياء هي الاشياء وان الفترة الانتقالية هي الديمقراطية
06-01-2020, 06:14 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
محمد الأمين موسى..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور.. تعدد الأحزاب والكيانات مؤشر خطير للغاية ، ويفيد أن الشعب السودان لا يقبل ببعضه البعض.اضاف لغياب الوعي السياسي ، حيث الكل يريد أن يكون سياسيا دون مؤهلات وخبرات ومقدرات كافية. هذه الظاهرة هي التي جعلت غالبية الشعب السوداني عازف عن المشاركة سواء بالإنتماء العضوي للأحزاب او منظمات المجتمع المدني أو حتى الحركات المسلحة ، وذلك لأن اداء هذه المكونات افقدها ثقة الجماهير. المسألة الأخرى المرتبطة باداء الأحزاب السودانية انها تتميز بالعنجهية والغرور ، وانها لم تتعلم من اخطائها القديمة ، فنفس التكتيكات التي جربت لعشرات السنين وفشلت لازالت الأحزاب تصر على اعادة تجريبها. الجديد في الأمر هو تتطور وسائل التواصل ، مما يتيح خلق رقابة شعبية على اداء هذه الأحزاب ، وهذه ميزة مهمة للغاية ، فلابد للرأي العام مراقبة اداء الأحزاب ونقاشها لأن العملية السياسية والديموقراطية تقتضي وجود احزاب سياسية. لابد ان نساهم جميعنا في نجاح الفترة الإنتقالية.. كبر
06-01-2020, 06:15 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
ول ابا علي عبد الوهاب..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور ، ويسعدني اعادة نشر هذه المادة في مواقع قرى دنقلا وغيرها من المنابر حتى تحظى باطلاع واسع ، والأهم تفاكر حولها..وهذا يمكن أن يساهم في خلق رقابة على اداء الدولة ومكوناتها. اتفق معك أن القوى السياسية هي التي اضاعت تجارب الديموقراطية السابقة ، وهذا قد يحدث في الفترة الإنتقالية القادمة ، لأنه لن يستطيع حزب واحد تحقيق الأغلبية التي تؤهله لتكوين حكومة منفردة تقوم بواجبها وتتحمل مسئوليتها امام الشعب. الآن الوضع اختلف ، واحتمال انقلاب عسكري غير وارد البتة لأن الواقع الإقليمي والدولي لا يشجع على تجارب انقلابية جديدة ، في نفس الوقت المجتمع الدولي يريد حكومة فاعلة وقوية في السودان ، والحكومة الإنتقالية يمكن أن تكون قوية بارادة الشعب وليس بارادة الأحزاب التي تنصلت عن الحكومة التي اختارتها وتوافقت عليها. هناك طبقة من الشباب الواعي ، وهذه الطبقة اكثر حظا من جيلنا لأنها تستطيع التواصل والترتيب لإتخاذ أي خطوة في وقت وجيز للغاية. الرأي العام ، في هذه اللحظة يجب ان يناقش تحالف قوى الحرية والتغيير ويعمل على تماسكه لأن انهيار التحالف سيؤدي الى نتائج سلبية وغير مقبولة كبر
06-01-2020, 06:16 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
Quote: - تأخير تكوين التشريعي ، اضافة للمحاولة الأخيرة لتعديل نسب التشريعي التي تعطي قوى التغيير 67 % من 300 ، باعطاء الحركات المسلحة 30 % ، لتكون ال 67 % من 210 ليكون نصيب ق.ح.ت 141 ، أي أقل من النصف ، وهذا خرق واضح ل"لوثيقة الدستورية".
خالد العبيد..حبابك يا صديق والتحية عبرك للأستاذ السر عثمان.. هذه الجزئية غير واضحة ، فالمعروف ان نسبة قوى الحرية والتغيير هي 67% من مجموع العضوية المقترح (300) ، فكيف تحولت لنسبة من مجموع (210)؟ واذا كانت الحركات المسلحة تأخذ 30 في المية ، فاين ستذهب الــ3% المتبقية؟ المقترح الأصلي: 67% من (300) لقوى الحرية والتغيير ويساوي (201) مقعد والحركات المسلحة 33% أي (99) مقعد. ارجو التوضيح. بالنسبة لكل الرؤية في تكييف ما يحدث ، يلاحظ انها تتفق بنسبة 95% من رؤية حزب الأمة وحزب المؤتمر السوداني ، وغيرها من القوى السياسية ، ولكن مع ذلك نلاحظ التساكش الذي ادى الى شل تحالف قوى الحرية والتغيير.. فأين الخلل بالضبط؟ هل ما تطرحه هذه الأحزاب للرأي العام مختلف عن ما يحدث داخل التحالف (أي ان هناك امور اساسية للنزاع مخفية عن الرأي العام)؟ العصر عصر شفافية ، ونريد الوضوح من مكونات التحالف ، حتى تتم المعالجة. كبر
06-01-2020, 06:19 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
عبد العظيم ..حبابك يا صديق ليس الحزب الشيوعي وحده ، بل كل مكونات تحالف قوى الحرية والتغيير تمارس عدم انضباط مما ادى الى انهيار التحالف. المشكلة كل القوى المختلفة مع تصورات الحزب الشيوعي تلومه ، ولكن لا احد وضح بالضبط ماذا فعل الحزب الشيوعي؟ يجب توضيح ما فعله الحزب الشيوعي مما ادى الى شلل التحالف ، حتى يحكم الرأي العام ويمارس ضغط عليه للتراجع. الحاصل شنو بالضبط؟ نريد تفصيل واحد اتنين تلاتة دون عموميات. كبر
06-01-2020, 06:20 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
كمال عباس..حبابك الموضوع بسيط وواضح: اشكالية ادارة تحالف قوى الحرية والتغيير..فماهو العامل الخارجي الذي يحتاج لوضعه في الإعتبار؟ هل تدخلت قوى اقليمية او دولية بين مكونات التحالف وعملت على أن تكون له ادارة بطريقة معينة تخدم اجندة غير سودانية؟ الصراع داخل التحالف بين نموذجين: البعض يريد استمرار الإدارة الأفقية ، والبعض يريد نظام ادارة رأسي .. الأمر لا علاقة له بنظرية مؤامرة وتدخلات خارجية ، بقدرما ماهو فشل مكونات التحالف ، والخطر اذا كان التحالف لايستطيع ادارة نفسه فكيف يستطيع ان يدير السودان؟ كبر
06-01-2020, 06:21 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
جعفر..حبابك يا صديقي كتر خيرك الملاحظ ان الشعب مغيب تماما من المعادلة ، وماذا يريد الشعب بعيد جدا عن الحسابات.. الشعب يريد استقرار ونجاح الفترة الإنتقالية وتحقيق السلام والعدالة ومعالجة المشكلة الإقتصادية.. التحالف تنصل من مسئولية تقديم برنامج تفصيلي ليحكم الحكومة ، وانما كون الحكومة وتركها وحيدة ، ثم اخذ ينتقدها. ايضا التحالف يطلب من الحكومة انجاز مهام ضخمة للغاية دون المساهمة الفعلية في انجاز هذه المهام. والسؤال: هل يمكن ان تكون تجربة انتقالية مستقرة وناجحة في غياب تحالف قوى الحرية والتغيير؟ الإجابة نعم ، يمكن ان يحدث ذلك ، ولكن التحالف سيدفع ثمنا غاليا وهو فقدان ثقة الجماهير. كبر
06-01-2020, 06:33 AM
خالد العبيد خالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983
المشكلة كل القوى المختلفة مع تصورات الحزب الشيوعي تلومه ، ولكن لا احد وضح بالضبط ماذا فعل الحزب الشيوعي؟ ---------------------------------------------------- سلام عزيزي كبر بصفتك احد المختلفين العظام مع تصورات الحزب الشيوعي هذا السؤال يجب ان تجيب عليه انت اولا وبالتفصيل : واحد .. اتنين .. تلاتة ..
مع الشكر
06-01-2020, 06:47 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
Quote: سلام عزيزي كبر بصفتك احد المختلفين العظام مع تصورات الحزب الشيوعي هذا السؤال يجب ان تجيب عليه انت اولا وبالتفصيل : واحد .. اتنين .. تلاتة ..
مع الشكر
ههههه.. يا ساتر.. بالله ده رأي ناس الحزب فينا يا خالد باننا من المختلفين العظام مع الحزب؟ التصورات التي قصدتها هي تصورات الحزب في ادارة تحالف الحرية والتغيير ، والحزب يدعم أن تكون الإدارة افقية ، والأخرين يريدون ادارة رأسية ، لقد وضحت فوائد كل نموذج وسلبياته ، ورجحت اني اقف مع النموذج الرأسي لإدارة التحالف. حزب الأمة ، حزب المؤتمر السوداني ، التجمع الإتحادي ، العسكر في مجلس السيادة ، كل هؤلاء يشيرون بالإصبع للحزب الشيوعي سواءا صراحة أو ضمنا.. لذلك نريدهم ان يوضحوا لنا (كجماهير ورأي عام) ماذا فعل الحزب بالضبط عشان الناس نقدم النصح كمواطنين لأننا نريد فتر انتقالية مستقرة وناجحة. كبر
06-01-2020, 07:25 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
تحالف قوى الحرية والتغيير عليه ان يفكر خارج الصندوق الذي وضع نفسه فيه بدون مبرر واضح. بالتالي عليه ان يعيد التفكير في اولوياته والمساهمة الإيجابية وذلك بالتفكير في المحاور التالية: اولا: طبيعة الفترة الإنتقالية: هذه فترة ذات مهام محددة ، وبالتالي لا تحتاج الإصرار على تطبيق برامج سياسية حزبية ، فمثل هذه البرامج مكانها الإنتخابات وليس الفترة الإنتقالية. الفترة الإنتقالي ليست ساحة صراع برامج ، وانما هي فترة تحتاج رؤى بسيطة وعملية لإنجاححها واستقرارها. التحالف كتف الحكومة ورماها في بحر متلاطم الأمواج وباصرار يطالبها بالأ تغرق والسؤال حكومة من؟ الحكومة هي حكومة التحالف وهو الذي اشرف على تشكيلها ، بالتالي أي خطأ ترتكبه الحكومة هو خطأ التحالف. المطلوب أن يحترم التحالف خياره ، وان يبتعد عن خلق صراع احزاب..مثلا نرى الآن ان بعض الأحزاب تدافع عن وزرائها في الحكومة وتهاج وزراء اخرين وهذا امر مرفوض تماما ويجب أن يتوقف. لتفعيل اداء الحكومة على التحالف تكوين وزارات ظل أو لجان لكل وزارة ويقدم لها خطوط لتنفيذ برامج أي وزارة. وهذا النهج سيقفل الباب امام النقد غير المؤسس وفي نفس الوقت يجعل التحالف مسئول عن اداء الحكومة ومراقبة هذا الأداء. ثانيا: الشراكة مع العسكر: هذه الشراكة فرضته ظروف الواقع ، ومهما كان رأي بعض مكونات التحالف في العسكر ، فيجب أن يحترموا هذه الشراكة والتوقف عن التصريحات غير الإيجابية.. فهما اجتهد حزب في ان يحدثنا من هم هؤلاء العسكر فهذا كلام غير منتج لأن الشعب السودان يعرف من هم وان الضرورة اقتضت هذه الصيغة وهي صيغة لو تم احسان اداراتها سوف تساهم في استقرار ونجاح الفترة الإنتقالية. وما يحدث الآن هو ردود افعال ، فلا يمكن ان تسخر من العسكر وتنتظر منهم السكوت. وبالتالي هذا التراشق يجب ان يتوقف فورا لأنه غير منتج وغير مفيد. قضية السلام: كل مكونات التحالف تبدي عدم رضائها تجاه طريقة التفاوض ، ولكن لم تقدم البديل . المطلوب ان يصيغ تحالف قوى الحرية والتغيير رؤية واضحة للتفاوض ، وعليه ان تحدث تفاهمات مع الحركات المسلحة. الحركات المسلحة هي التي فرضت ان يكون للمكون العسكري دور في عملية التفاوض ، وذلك لإعتبارات موضوعية وبالتالي يجب ان يحدث تفاهم في هذه النقطة. وفي كل الأحوال مجلس السيادة جزء من هياكل السلطة في الفترة الإنتقالية وكل ما تقوم به هذه الهياكل هو من باب المسئولية الجماعية. تشكيل المفوضيات: هذه هي مسئولية التحالف ، على التحالف ان يكون هذه المفوضيات ويرفعها للحكومة لإجازتها.فالحكومة وحدها لن تستطيع ان تنجز هذا الأمر ، لأنه مقيدة برؤية التحالف وبرامجه المفترضة. المجلس التشريعي الإنتقالي: واضح من سلوك مكونات التحالف ، بانها ستجعل من المجلس التشريعي ساحة للصراع والإختلاف والمناكفة ، بالتالي ستقعد بهذا المجلس . السؤال المهم: ماهي وظيفة المجلس التشريعي ألإنتقالي؟ هذا مجلس جاء بالتوافق والتعيين وليس الإنتخاب ، وبالتالي ليس له سلطة التقرير في مسائل مصيرية. المجلس قصد منه مراقبة اداء الحكومة والمساعدة في اجازة تشريعات انتقالية تساعد الحكومة في اداء مهامها. بالتالي الصراع في النسب والحصص ومحاولة السيطرة من حزب واحد على هذا المجلس هي مسألة غير مرحب بها. هل يمكن تشكيل المجلس من شخصيات غير حزبية؟ هذا خيار وارد وربما يساهم في تخفيض حدة الصراع. كبر
06-01-2020, 07:33 AM
خالد العبيد خالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983
يا ساتر.. بالله ده رأي ناس الحزب فينا يا خالد باننا من المختلفين العظام مع الحزب؟ ----------------------------------------------------- مرحبتين يا كبر اول بالتبادي كلمة فينا الفوق دي جهجتني شوية لاني من خلال بروفايك اعرف انك ( انكم ) سياسيا تنتمي لي حزب : ( سودان واحد والله واحد ) واعرف تماما رايك في الحزب الشيوعي الذي يحلو لك ان تسميه حزب النياصة وقلت فيه ما لم يقله الخال الرئاسي واعطيك نموحا واحدا :
في المشهد السوداني هذه الحالة تنطبق على ما يسمى بالحزب الشيوعي السوداني ، الذي فقد سطوته وقدرته على المبادرة ، لأنه يدرك جيدا بانه خرج من اللعبة تماما ، وانه اصبح حزب ضعيف ومرخرخ وليس امامه الإ العيش على تاريخه المزعوم الذي يريد ان يفرضه على واقع السودان في الألفية الثالثة من عمر الحضارة الإنسانية ، وهو يدرك جيدا انه لم يعد يملك ادوات القدرة على التغيير سواءا كانت ادوات فكرية وفلسفية او ادوات مادية مثل القدرة على اقناع الناس للألتفاف حوله والإيمان بمشروعه لدرجة ان تكون الناس ادوات فعالة في التغيير الذي يرغبه هذا الحزب..حزب النياصة.. كبر
06-01-2020, 07:38 AM
خالد العبيد خالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983
فما تنتظر من حزب : - فقد سطوته وقدرته على المبادرة . - حزب خرج من اللعبة تماما . - حزب ضعيف ومرخرخ . - لا يمتلك القدرة على التغيير سواء كانت : فكرية او فلسفية ولا حتى قدرات مادية ؟ باختصار حزب نياصة كما تفضلت بالوصف في ذيل كل مداخلة .
06-01-2020, 08:46 AM
عمر عيسى محمد أحمد عمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825
أثابكم الله خيراُ .. منذ الوهلة الأولى لخطوات ما بعد الانتفاضة الثالثة بالسودان كانت الصيحات الحرة بجانب تلك الأقلام الوطنية الصادقة المخلصة تنادي بأن تكون التجربة الثالثة مغايرة كلياُ عن تلك التجارب السابقة للانتفاضات بالسودان .. وكانت تلك الأصوات الحرة الحريصة تحذر كثيراً من اللدغ من نفس الجحر للمرة الثالثة .. ولكن مع الأسف الشديد فإن أبناء السودان يفتقدون صدق الوطنية الصادقة في الأعماق والسرائر .. وسرعان ما تصيبهم حالات البلادة وينهار لديهم ذلك الحماس والعزيمة .. والجميع في لحظات الانتفاضة الثالثة كانوا يرددون عبارات : ( نحن لن نسمح بأن تسرق ثورتنا وتضحياتنا هذه المرة !! ) .. وكان الشعب السوداني يتأمل في ذلك النجاح الكبيرة في التجربة الأخيرة .. حيث كان الشعب يقول : ( لا يجرب المجرب إلا من هو عقله مخرب !! ) .. ولكن تلك العقول السودانية هي ( مخربة بالفطرة من الأساس ! ) .. وأول من ذبح تلك الانتفاضة الثالثة من الوريد للوريد هي تلك الحكومة الجديدة بقيادة السيد عبد الله حمدوك ووزرائه الفاشلين .. حيث أماتوا تلك الانتفاضة الكبرى بقلة الخبرات وبقلة الكفاءات .. وكذلك أول من خذل الشعب السوداني وأمات شعلة الشباب الثائر في مهدها هي أطراف في ( قوى الحرية والتغيير ) .. حيث ( قحت ) التي حملت الأمانة ثم خانت تلك الأمانة بطريقة لم تكن متوقعة .. وبدأت العلامات والممارسات تؤكد أن أطراف في ( قحت ) تعمدت أن تتواجد في المقدمة في بدابة الانتفاضة ،، ثم فجأة بدأت تتخاذل لغايات مبهمة لحاجة في نفوسها .. وتلك الغايات بدأت الآن تتكشف رويداُ ورويداً ،، وتؤكد أن النوايا كانت مبيتة من البداية لسرقة الانتفاضة من شعب كان يحرص بشدة على عدم السرقة .. وبالمعنى الصريح فإن تلك الأطراف قد خدعت الشعب السوداني بمكر ودهاء بحجة أنها سوف تحمل الأمانة بأمانة !!.. واستطاعت بمهارة فائقة أن تسرق الانتفاضة من الشعب السوداني للمرة الثالثة .. والعيب ليس في هؤلاء اللصوص فتلك هي صنعتهم وتلك هي مهنتهم في الأساس .. ولكن العيب كل العيب يتجسد في ذلك الشعب السوداني الذي يضحي كل مرة بتلك الأرواح الطاهرة النبيلة ثم يسلم العهدة للصوص بمنتهى البراءة في طبق من ذهب .. وخلال تلك الثلاثين عاماُ بمعية الإنقاذ البائد المفسد حين كان ينادي المنادون بإسقاط النظام فإن الحريصين من أبناء السودان كانوا يحذرون الشعب من مغبة الإسقاط .. وكانوا ينصحون الشعب السوداني بعدم الحراك والتضحيات بتلك الأرواح البريئة الطاهرة الغالية .. ويقولون : ( لا تفعلوا ذلك فإن ثورتكم سوف تسرق لا محال في نهاية المطاف !! ) .. وذلك لأن التجارب في الماضي قد أثبتت فشل أبناء السودان في استثمار الانتفاضات والثورات .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي يجيد فقط ذلك الإسقاط ولا يجيد غير الإسقاط .. وتلك الأحزاب والأطراف السياسية السودانية قد تعودت أن تسرق الانتفاضات من قبضة الشعب السوداني . ولا جديد تحت السماء .
06-01-2020, 06:54 PM
محمود الدقم محمود الدقم
تاريخ التسجيل: 03-19-2004
مجموع المشاركات: 8844
سلام اخ كبر موضوع ثر وغني وجدير بالاهتمام والبحث اضافة الي ما ذكرت ايضا ممكن نقول المحاصصة والصحوبية صاحبي وصاحبك ولصوص الثورة والتفكير القبلي والجهوي والمناطقي رفض التعايشي مثلا ان يكون في مجلس السيادة عن الجانب المدني. لذلك شايف وجهة نظر دكتور مادبو وتحليلوا تجاه قوي الحرية والتغير وعموم القحاتة ماشه في الاتجاه الصحيح متابع وشكرا
06-07-2020, 03:42 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
Quote: الشعب السوداني الذي يجيد فقط ذلك الإسقاط ولا يجيد غير الإسقاط .. وتلك الأحزاب والأطراف السياسية السودانية قد تعودت أن تسرق الانتفاضات من قبضة الشعب السوداني . ولا جديد تحت السماء .
عمر..حبابك يا صديق كتر خيرك على المرور.. اتفق معك فيما ذكرت من تشخيص لحال النخبة السودانية.. الوضع الآن تغير لصالح الشعب ، ولم يعد فقط يمارس الإسقاط والشكوى..الشباب الآن واعي وهناك معطيات كثيرة تساهم في خلق رقابة على اداء النخبة..فثورة التواصل الان افضل من السابق ، وبالتالي يسهل التشبيك ومناقشة القضايا بصورة افضل من زمن اكتوبر وابريل.. الآن يمكن أن يضغط الرأي العام على القوى السياسية ويمكن أن يعدل في مسارها ان اقتضت الضرورة.. صحيح ان هذه القوى السياسية تتميز بالعنجهية والغرور والتكبر على الشعب والرأي العام ، ولكن الضغط سيؤثر كثيرا..ومن السهولة تجاوز كل الأحزاب التي تدعي انها احزاب تاريخية (يمين أو يسار) وهذا ما تخشاه هذه القوى وفي نفس الوقت لا تريد ان الإصلاح لتفادي هذا الأمر. نعم يا صديقي ، هناك جديد تحت السماء وهو الشباب النوعي (الجيل الراكب راس) وادوات التواصل ، والأفكار الجديدة البناءة والوسائل التي تتجاوز وسائل القوى السياسية..! كتر خيرك كبر
06-07-2020, 03:44 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
ول ابا محمود الدقم..حبابك يا صديقي كتر خيرك على المرور هنا.. محنة القوى السياسية في تحالف قوى الحرية والتغيير انها تفكر بعقليات سودان الستينات..سودان الإستغلال السئ للديموقراطية والحرية..وهذا سودان تجاوزه التأريخ.. النقطة الثانية..اساءة فهم الفترة الإنتقالية ، فهي فترة محددة (الآن مضى منها الثلث) وذات مهام محددة ، ولكن هذه القوى منذ البدء اثقلت كاهل الحكومة الإنتقالية بان طلبت منها معالجة مشاكل السودان منذ الإستقلال ، وفي نفس الوقت لم تكن هذه القوى على استعداد في المشاركة في المعالجة.. النقطة الثالثة..قوى التحالف تتعامل مع هذه الفترة باعتبارها ديموقراطية وبالتالي ظهر الفساد في مساءل المحاصصة والمزايدة برؤى فكرية وسياسية مكانها تنافس الإنتخابات وليس الفترة الإنتقالية.. طريقة اداء التحالف الحالية لا تبشر بخير..بل ستظل فترة خلافات ومماحكات وتنظير ما جايب حقو.. التعويل الآن على الرأي العام ان يتصدى لهذه الممارسات الخاطئة وتصحيحها باسرع وقت. كتر خيرك كبر
06-07-2020, 03:53 AM
Kabar Kabar
تاريخ التسجيل: 11-26-2002
مجموع المشاركات: 18537
شكرا حمدوك: كثيرا ما سمعت هذه العبارة من ابناء وبنات الشعب السوداني ، خصوصا الشباب ، وكنت اظنها افتتان بالرجل ، ولكن ..! تابعت الحوار التلفزيوني الأخير مع سعادة رئيس الوزراء دكتور عبد الله حمدوك ، وهو حوار جاء في توقيت مناسب ، واجاب على كل الأسئلة التي تتعلق بالقضايا التي تشغل اهل السودان ، من معاش الناس لغاية بعثة الأمم المتحدة تحت البند السادس والتي طلبتها حكومة السودان للمساعدة في تأسيس السلام في السودان سواءا في بناء القدرات او المتابعة والإشراف. حديث حمدوك اكد الثقة في الحكومة الإنتقالية ، وارسل رسالة للشعب السوداني بان الحكومة تعرف دورها جيدا وانها في مقام الأمانة.. نفس الموقف كنا نتمنى ان نراه في تحالف قوى الحرية والتغيير ، بان تخاطب الشعب السوداني بخطاب واضح توضح موقفها في معالجة القضايا وانجاح الفترة الإنتقالية..ولكن..! ما حدث في تجمع المهنيين ، وتجميد حزب الأمة عضويته في التحالف ، وموقف حزب المؤتمر السوداني ، ومشاكسات الحزب الشيوعي الذسي يلتقى اعضاءها بحزب الأمة لمناقشة الأمور ونكران ذلك ، ثم الإتهام الصريح للحزب الشيوعي بالسيطرة على تحالف تجمع المهنيين وافراغه من مضمونه النبيل الذي جعل الشعب السوداني يلتف حوله..كل هذه امور توضح ان الحزب الشيوعي ، كحزب شمولي ، يعمل على تدمير الفترة الإنتقالية..وهذا امر سيدفع الحزب ثمنه الباهظ.. كبر
11-28-2021, 02:16 PM
HAIDER ALZAIN HAIDER ALZAIN
تاريخ التسجيل: 12-27-2007
مجموع المشاركات: 22434
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
Kabar
محمد الأمين موسى
علي عبدالوهاب عثمان
خالد العبيد
عبدالعظيم عثمان
كمال عباس
عمر عيسى محمد أحمد
محمود الدقم
HAIDER ALZAIN
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست