|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
والشيء بالشيء يذكر إنما يعيد الذكر من يتلذّذ!! في خيط "سبانا" كتبت، وأعيد هنا، والأمر، عندي، باقٍ كما هو:
لوح الوجل!! أجد متعة كبيرة في كتابة هذا الخيط ويسرني أنه يجد متابعة نوعية أيضا وأتلقى الكثير من الرسائل والإتصالات بسببه، ولكن مع ذلك كثيرا ما أقرر التوقف عن المضي فيه قدما وذلك لكثير من المحاذير لا مجال لسردها هنا.. كلما أزمع التوقف تأتيني الإشارات حاثة لي على"أمضوا حيث تؤمرون ولا يلتفت منكم أحد" فأستجيب لذلك عملا بقولنا السوداني (الما بفهم التلاويح لا بريّح لا بستريح) .. من يومين تقريبا حدثتني نفسي أن أتوقف ... رأيت رؤيا فجر أمس فيها أن رسالة تصلني من السيد علي "الميرغني ذات نفسه!!" مشيدا، في رسالته تلك، بالصنيع الذي أنحو ...داخل الرؤيا أحدث أخوة لي عن هذه الرسالة فيطلب مني عمر هواري ود. اسماعيل علم البحث عن أصل الرسالة لحفظها بالأرشيف .. أعثر عليها وقد كتبت على ورقة "كريم"ـية اللون فذكرتني برؤيا رأيتها اول أيام التزامي منذ ما يزيد على الثلاثين عاما .. أرى كتاب الرسالة الثانية وقد خرج مني، من سماء علية، وغلافه بذات اللون "الكريم"ـي، في رسالة السيد علي، أرى الكتاب، وقد اشرعت غلافاه، نازلا على الأرض .. ما ان اقترب من الأرض حتى تناثر عليها حرفا حرفا، كل حرف منه دخل لبيت ... أول صحوي تذكرت رؤيا رآها أحد الأصحاب - قبل الفتح - رأى فيها أحدا وقد تفتت حجرا حجرا .. دخل كل بيت في مكة حجر منه .. قال له النبي الكريم: هذا هو الإسلام يدخل كل بيت في مكة .. (قد جعلها ربي حقا) مما آزر وعزّز أمر هذه الرؤيا عندي أن قد وصلتني رسالة بالأيميل أمس - بعد طول غياب - من أخي د. علي أحمد ابراهيم رحمة (شيخ علي) وكثيرا ما أقول له (السيد علي) اذ له به وشائج عديدة ... "الوسيط" الذي ارسلت عبره الرسالة من أبناء "كسلا السيد الحسن" كان هو الأخ ياسر عبدالمطلب بطران
--- حكيت كثيرا في خيط سبانا عن علاقة الأستاذ محمود محمد طه بالسيد علي الميرغني
الآن يزور الجمهوريون في أول سبت من كل شهر جديد السيد علي الميرغني في ضريحه العامر ينشدون له "قصتي في الحب ما أعجبها" ويحضرّون روح جه النبي بـ "مولاي صل وسلّم دائما أبدا على صفيك خير الخلق كلهم" ويختمون بـ "شيء لله يا حسن" يرددونها كما هي، في تلك القلعة المنيفة: أنت ذا ذاته انت حضراته أنت من يعلمن
ضرب أسيادنا!! قال عنهم الأستاذ محمود محمد طه أنا عبد صوفية!! ودي عبودية ماني داير منها فكاك!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
دخلنا بي حمد ومرقنا بي خوجلي تواجداً فوجدنا ما تركه أبويزيد البسطامي وراءه ببسطام!! لوح "الوجد"
ما بين محطة الخرطوم بحري ومحطة الكدرو تحدثنا عن أهرامات المدينة ..سيدي علي وتجاني الماحي ونصر الدين السيد وسليمان فارس "السد العالي" وخضر بشير وعبد المعين وعوض شمبات ومحجوب محمد صالح وبابكر عباس والجاك عجب ...مدينة ورموز... كان محور حديثنا هرم بحري الأول الختم ود سيدي عثمان برمكي أشراف مكة .. أستاذ الطريقة الختمية سيدى على الميرغنى .. ظل رابضاً في أعالي المدينة شامخاً كأسد طيبة بعرينه بحلة خوجلى يطل على المدينة من عل من بين ضريح السيد المحجوب وبيان الحسن أب جلابية .. أدار الحركة السياسية الوطنية من بين طيات الثقافتين العربية والافرنجية ومن خلال ترديد: "صلوا علي صلوا علي بحر الصفا المصطفى"......... نعود لبحري والخلفاء ينغمون "عليك صلاة الله " وقد توشحوا بأسرار الحروف وقد عبق البخور وسرت قشعريرة الوجد الصوفى المتسرب من نفحات مقام "ستي مريم" في سنكات وضريح "الحربية" فى أعالى كرن وأغوردات .. مولانا الحسيب النسيب السيد على الميرغنى لم يكن رجل دين ومن أقطاب الصوفية فقط ،وكذلك لم يكن سياسياً مرموقاً حصيفاً فقط، ولم يكن محسناً منفقاً فقط .. ولكنه كان كل ذلك واكثر .. على الميرغني كان في شخصه وأهابه الفردي وبعيداً عن أطر الطريقة الصوفية والحزب السياسي رجلاً مؤسسة .. حول ضرايح أسلافه خططت المدينة شوارعها وحددت "ميسها" .. فى اتجاه الضرايح أديرت "مايكرفونات " المديح المطنب وفى اتجاهها أيضاً أديرت "مايكرفونات " الهجاء المسهب .. وفى الحالتين صارت الخرطوم بحرى "أم الدوائر" الإنتخابية وبيت قصيد السياسة وصنعاء الرأى والمشورة .. ل وجود على الميرغنى كان حى "الختمية" وبسببه قام حى "الميرغنية"...دق دق دق .. و"نظرة يا أبو هاشم"....
من خريدة د. الجعلي في "حضرة" الطيب محمد الطيب "يا الفوتك مو ده حين" ....
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
اعوذ بالله من الجهل والجهلاء والشطح والشطحاء اهذا حديث يجري على لسان من يدعو الناس للرسالة الثانية من الاسلام لأن الاولى لا تلصح لانسان القرن العشرين؟ ولي عودة لما جاء في طرحك الجاهل الجهول تضللون به عقول الناس الحالمة بعالم خرافي طخ طخ والجماعة طوالي اكلو الوزين؟ أهكذا هي الحياة :
"ضرب أسيادنا" لعلها وردت في خيط سبانا وقصتها عن جدّي الرجل الصالح الشيخ سليمان حمد عنان الغوث بنواحي مورة والركابية يقول لـ "رفاقته" وهم على شاطيء النيل "غريبا" من قبة الشيخ حسن ودبليل، يرون الوزين في عرض النهر يقول لهم (بتصرف) يا رفاقة نَسَوّلَكّمْ ضرب أسيادنا؟! ... يرفع سليمان يديه كمّن ينشن سلاحا طاخ!! طراخ!! يعوم الرفاقة يجمعون متناثر الوزين وقد "تكشنت" بصلته في الجوار.... هنيئا مريئا ... أكل طعامكم الأبرار وصلّت عليكم الملائكة ضرب أسيادنا!!!!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: Ali Alkanzi)
|
أخي عبد الله وضيوفك الأكارم ... تحياتي
رحم الل الدكتور محمد عثمان الجعلي وأسكنه فسيح الجنان... ونتلهف - بحق - لكل تناول لسيرته العطرة..... وعلى ما أذكر فإن للأخ (جني) بوستاً عظيماً عن فقيدنا الكبير في جوفه كل الصيد........ ---
ياخي سيرة خيط (سبانا) دي بتعمل لينا ارتكاريا عديل كدة.................
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
تسلم أخي عبد الله...
فهو الشوق القديم عينــه...............
------- اقتباس من خيط الأخ جني - له التحية - الذي أشرت إليه.. الموسوم: (اللغة الباذخة الفخيمة والماتعة كاداة من أدوات السعادة !!):
يا الفوتك مو دحين: الطيب محمد الطيب: "متاوقة مشاترة" من نوافذ مغايرة . بقلم: د. محمد عثمان الجعلي (دبي)
نشر بوساطة البروق ومدد الحروف في سودانيل يوم 24 - 04 - 2012
برق الطاء: خبيب أخو الأنصار نعم المعاهد تقي نقي القلب عابد دعا دعوة تنهد منها القواعد شهيد لجنات النعيم مشاهد يسير إلى الجنات سبقا بفارط برق الميم: تلونا كتاب الله للآي ندرس وبالحمد سبحنا له ونقدس ومن حولنا الأعداء بالمكر تهمس وندعو عليهم وهو سهم مقرطس وإن يمكروا فالله بالمكر عالم برق الطاء: على حمزة تبكي البواكي وماتني على حمزة ليث الحروب الخبعثن وما مر يوم كحمزة محزن على المصطفى يا للشهيد المؤبن فلو عاش ما خر الحسين بمأقط (العلامة عبد الله الطيب المجذوب :برق المدد بعدد وبلا عدد) توطئة وإستئذان: هذه كلمات في مقام رحيل أخي وأستاذي الطيب محمد الطيب..استأذن القاريء الكريم إن وجد غلبة للجانب الشخصي في بعض أجزاء هذا العمل ..كغيري من العشرات بل المئات من أبناء الشعب السوداني كانت لنا مع الطيب علائق هي لوشائج الدم أقرب ...كان لنا بمثابة الأخ الشقيق يظللنا بدفء آصرته ويمنحنا وجوده الآسر وحضوره البهي درقة متينة من الأنواء والتصاريف ...كنا نقدمه في أفراحنا ككبيرنا وكان يتوسطنا ويتقدمنا في اتراحنا كأنه واحد منا....نلنا بفضل الله نعمة أخوته واستاذيته ونصحه وتوجيهه فليأذن القاريء إن وجد الإخوانيات تحتل حيزا في مقام الحديث عن رجل عام كالطيب محمد الطيب وعزائي في ذلك إنني اكتب عن الطيب و"أتاوق" "متاوقة مشاترة" من نوافذ متعددة أقلها النافذة العامة والتي كتب عبرها العديد من الأخوان بحذق ومهارة ومحبة للراحل الكبير. الهمباتي الأخير: "أُمّاتِي القِبيلْ بي حِنّهنْ لجّنّي كَرفة وقَلدة كيف شوق اللّبن رَجّني حُزناً جاني في مَيْع الصِّبا يلَجِّني أطلعْ مِنِّي يا جلدي المِنمِّل جِنيِّ واطلعْ مِنِّي يا حُزناً بِقى مكَجِّني" (محمد طه القدال: مسدار أبو السرة لليانكي ...والله نسأل أن يتغمد بواسع رحمته أخانا المرحوم تاج السر سليمان فقد كان مبتدأ المسدار وخبره في آن) من غير قدال يمكن أن أستسمحه في أن يعيرني قافيته الفريدة زاملة أعالجها تحويرا وتبديلا لتقلني هربا من "حُزناً جاني (مع الزمن) يلَجِّني" ومن "حزنا (من كترتو) بقى مكجني" ..حزن عميق أنوء به واستردفه وأنا اجهد وسعي في دروب البحث المكد عن مفردات تقيل عثرتي في التعبير عن فقد أخي الطيب محمد الطيب. وقفت أمام عتبة باب المقال فأستحضرت صورة صاحبي الطيب ...استعدت "كنتور" شخصية الرجل متفحصا فلم أجد مفتاحا أليق ولا وصفا أروع وأدق يعبر عن مجمل صفاته المهنية والشخصية والإنسانية مما جادت به قريحة اثنين من عمالقة الشعر الشعبي المعتق ....وجدت مبتغاي في مربعات عبد الله حمد ود شوراني والصادق ود آمنة بت النور فالتزمت خيمتهما ...الشاعران الفحلان برعا في وصف الطبيعة والبشر والخلائق جميعا ...أعدت قراءة محاورتهما ومجادعتهما وهما يفخران ب"الطربان" و"القدين" فلم اتبين أكانوا حقا يصفون ويمدحون زواملهم أم البشر الذين يحبون ...تأمل معي حب ود شوراني للطربان جمله: "كتح الصافي علاك يا اب سناما رك أبوك فارط الجدي الأخد الروينا وجك على ست الصبا الدكانا قاطع اليك رايف وفكفك الحسكة أم حديدا شك" وتأمل شعر ود أمنة وفخره بالقدين: "بعد اتفاضل الزهمول وسوطو جبك جريك عنا وسرعك برق ونايبك كك عادة جدك السوسيو عليها عرك بعيد زي غايس البرق اب هطيلا تك" ك"الطربان" نال الطيب حظه من "صافي" الزاد المعرفي الحقيقي فقد نهل من معين الشعب الثقافي الماهل الذي لا ينضب وموارد علمه التي لا سواحل لها ...نال الطيب حظه الوافر من علوم البشر والدنيا ..ف"كتح" منه واستسقى ... غادر صفوف التعليم النظامي باكرا ملتحقا بفصول مدارس الحياة ...مدرسته الكبرى كانت البشر ...أوغل في حياتهم ،تقاليدهم ،علاقاتهم وسلوكياتهم فنال حظه من كل ذلك ثقافة ودراية وعلما وإنسانية ...الطيب كان مثالا حقيقيا للمثقف العضوي كما رآه قرامشي ..أخذ من الناس فأنتج وأعاد الإنتاج لأصحابه في جدلية سامية وراقية راكزة على تعظيم القيم المضافة وإشاعة فائض القيمة. على صعيد الكسوب والتعلم والكد والاجتهاد أخد الطيب "الروينا" وجك ...كان "البرنجي" دائما وذلك عين ما لاحظه الفكي عبد الرحمن عن الطيب...في عملنا الموسوم "الحواشي على متون الإبداع" وفي الحاشية الخامسة تحديداً بعنوان "بل لله درك أيها الفلاح الفصيح أو :إتحاف الزمان بمقامات الفكي عبد الرحمن"..علقت على كلمة رفيعة البيان محكمة العبارة سطرها الفكي في شأن الطيب اسميتها "المقامة الطيبية"...قال الفكي :"الطيب محمد الطيب، طيبان يتوسطهما محمد، فأل حسن، الفجر حي على الفلاح، وجاء للحياة فلاح في البدن والعقل والروح، لم يحبو فمشى، ويمشي فما تتعب رجلاه، يروح، يجمع،يعد، يعرض فيمتع، الطيب في ذاكرة البلد". ..نعم الطيب "أخد الروينا وجك"... "جك" الطيب مجتهدا في دروب التراث مستهدفا كشف المستور في علاقات البشر والمجتمعات وذلك هو "ميس" سعيه وجهده ..ذلك هو الميس "القاطع اليك"...هرول الطيب "رايفا" متلفتا لمظان الحكمة الشعبية ومكامن الإبداع الشعبي وقد تحرر من كل كوابح البحث وموانعه ففكفك كل "حسكة" مانعة وملجمة لكل باحث طليعي أصيل. جهد الطيب الذي لم يتوقف لأربعة عقود في دهاليز مسارب التراث لا أجد له وصفا أعمق من وصف الصادق ود آمنة لزاملته "جريك عنا وسرعك برق ونابيك كك"...الجري والسرعة وتعب الجوارح كلها من عناء الترحال المتواصل لكشف المجهول .. عقبت على مقولة الفكي عبد الرحمن السابقة بقولي :" الطيب محمد الطيب شيخ زمزمي معتق نهل من حياض معرفة حقيقية لا يغيض ماؤها واستظل بجنان علم أصيل لا ينقطع فيؤه .. "يمشي فما تتعب رجلاه، يروح، يجمع، يعد، يعرض فيمتع" .. بالحيل .. بالحيل ..الطيب هو كاهن التراث وحامل مفاتيح ملغزات وخبايا الفولكلور ....حرس التراث وظل اميناً عليه منافحاً دونه ...رحمة الله تغشى أخانا الطيب الذي ذرع البلاد من حلفا لتركاكا ومن دار فور الحرة النبيلة لكل قبيلة على التاكا أو كما قال صلاح .. الطيب ذلك المليء أخوة حتى النخاع والمليء شهامة حتى مراتب من تغنى فيهم "طبيقه" وخدينه مبارك حسن بركات أخذاً من "بيت قصيد" الموروث الشعبي: "الجنيات بلاك في الحلة آفة عيش وود المك دا راجلاً بيعزم على المافيش" بين اليقظة والرؤيا: ود كدودة والماغوط وبينهما ستي نور قبل وفاته بشهرين وحين علمت بتردي حالته الصحية عاودني بل "تاورني" ذلك الاحساس الحزين البائس الذي غشاني وانا أجالسه الصيف الماضي بمنزل العمدة الأستاذ صديق علي كدودة المحامي بحي العباسية بأمدرمان ... كان يبدو متعبا ...كان متكئا ...وجهه للحائط وقد أولانا ظهره...كنت عند دخولي عليهم قد لاحظت إن بريق عينيه الغريبتين الذكيتين بدأ لي شاحبا .. سألته "الطيب انت تعبان"؟"..رد علي ولم يلتفت ناحيتي "لع"..قلت له :"متأكد؟".."قال لي بضيق شديد :"قلت لك لع"...قال لي صديق :"زولك بخاف من المرض ومن الموت"...قال لنا الطيب وهو ما زال يقابل الحائط:"يموت حيلكم". وهو في حالته تلك أوسعناه (صديق وأنا) أسئلة سخيفة وقصصا مريبة ومكايدات "قليلة حياء" ..تلك هي عادتنا التي لم يكن ليمنعنا عنها غضبه الحقيقي او المصطنع ولا عوارضه الصحية التي تلاحقت في السنوات الأخيرة...مطلق وجوده، متعافيا أو عليلا، ظل يهيء لنا سوانح وفرص محاولات مستحيلة للعودة للطفولة الأولى ...ونحن نطقطق حبات مسبحة العقد السادس يحلو لنا أن نستعيد (لا بل نعيد تركيب) أيام صفاء ولت واختطفتها تصاريف الحياة ...نستعيدها في حضور الطيب .. في حضوره البهي المشع وفي غياب الأغراب يحلو مجلسنا ..نمارس كل ألوان الطيش والنزق ..كل ما نخفيه عن الآخرين، الأقربين منهم والأبعدين، نمارسه أمام الطيب الذي يبدو سعيدا وأنا والصديق نتعارك أمامه ...نمارس "الجهالة" المقصودة لذاتها...كان يستهوينا أن نستدرجه لبعض ما يكره وكل ما نهوى ونحب ... في ظل تقدم العمر وانحسار هوامش الفرح وتباعد ايقاعها وتعدد منغصاتها كان وجود الطيب يوسع لنا ضيق الصدور ويرفع لنا ما كان متدنيا من أحوال النفس ...يحاول ان يكون جادا ...لا يتركه صديق ...الطيب كان يحب صديق حبا قل أن تجد له مثيلا ...يعجبه فيه ذلك الذكاء الفطري وروح الفكاهة الأصيلة والكرم ..يعجبه فيه تلك الخلطة الربانية العجيبة...خلطة تجمع بين شجاعة حد التهور ودمعة طرف العين ...تجمع بين فصاحة اللسان والإبانة الكاملة باللغتين من جهة وبين قدرة مهولة وكامنة على إدعاء التهجي وعلى الرطين باللهجات وتقمص سمات "البوامة" ...خلطة تجمع بين السترة الأفرنجية الكاملة والعمامة "صقير قيل" و"خوسة" الضراع...كل ذلك يعجبه في العمدة ود العمدة ولكن مبلغ حبه لصديق أنه مثل الطيب حكاء من طراز فريد ..صديق حكاء من طبقة "حاج الصديق وزن عشرة" الذي سنعرض له قبل ختام كلمتنا هذه وتلك طبقة مستحيلة ....مجلس الحكي الذي يتناوبه و"يتشالبه" صديق كدودة والطيب والفكي عبد الرحمن ومحمد عبد الله الريح وعبد الحليم شنان لا يشتهي جليسه وزائره بعده إلا الشهادة والموت!. حين أحس اللواء عبد الوهاب الجعلي بأن الطيب قد مل جهالتنا وسخفنا المتواتر انهي السجال بالعسكرية القديمة:"خلاص ياخي أمنع الكلام" فامتثلنا للأمر ...قال الطيب مخاطبا عبد الوهاب :"يا أمباشي قوم أنت امش أهلك وبالمرة سوق أخوك دا معاك أصلو وكت يلقى صديق طبعوا الخربان خلقة قاعد يزيد خراب" ..التفت إلى صديق قائلا:" قوم انت يا أفندي وديني البيت"...وانا اغادر منزل صديق ظهر تلك الجمعة تملكني تماما شعور قوي كريه بأنني ربما أكون قد رأيت "اخوي" الطيب للمرة الأخيرة. يوم وفاته هاتفتني أبنتي ستي نور من السودان ...أدركت من صوتها أن هناك أمرا جللاً...كانت ككل أهل بيتي وبيوت أبناء وبنات حاج أحمد أبي نعتبر الطيب واحد منا ...قالت بحزن حقيقي وصوت باكي وحشرجة بائنة "البركة في الجميع يا بوي عمي الطيب محمد الطيب مات"....لم تزد ولم أطلب الأستزادة ...ترددت ولم أقل لها نعم كنت أحس واتسمع نعيب غراب البين مذ رأيته في الصيف الماضي في منزل صديق كدودة ...وأنا أضع الهاتف تلك العصرية الباهتة اللون الماسخة الطعم تذكرت الماغوط حين أنشب السرطان أنيابه وأظافره في جسد سنية صالح زوجته والتي كانت بالنسبة له أما واختا وأبنة ...خطر لي الماغوط وهو يكتب بيد راعشة "سياف الزهور: مقطع من موت واحتضار سنية صالح": "يا رب في ليلة القدر هذه، وأمام قباب الجوامع والكنائس، اللامعة والمنتفخة كالحروق الجلدية.. أساعد الينابيع في جريانها والحمائم المشردة في بناء أبراجها وأضلل العقارب والأفاعي عن أرجل العمال والفلاحين الحفاة ولكن.. أبق لي على هذه المرأة الحطام ونحن أطفالها القُصَّر الفقراء" رحل الطيب وبقينا نحن أطفاله القصر الفقراء رحل الطيب ولا تزال كهولتنا تنادي على توق مستحيل لأيام سعادة كان من الممكن إعادة استنساخها في حضور الطيب رحل الطيب فهرولت متولية ساعات الصفاء و"الخوة" أمام أيام زحف آليات السوق وحاسبات الربح والخسارة التي جاءت بكامل منسجها ونولها لتغزل علاقات البشر رحل الطيب فجفت أقلام الحديث الذكي ورفعت صحائف الكلم الشجي الخلي الذي يخضر القلوب ويرهف الإحساس فيمنع عنه جلافة الخلق ويدرأ عنا شر فساد الطبع رحل الطيب فاحتلت أرواحنا جيوش البلادة والسأم وهي تنتشر كما جدري الشمومة متسربة في خياشيم الأيام ورئة المجالس رحل الطيب فعم الحزن ديارنا وازددنا كبرا على كبر وعجزا على عجز رحل الطيب بعد رحلة إبداع عظيمة وبعد معاناة طويلة مع العلل ...لعل جمال بخيت كان يعنيه وهو يحكي عن السفر الطويل: "سفرنا طويل ....وضاع الصبر والتساهيل وتيار الأماني ضاع لا دا مركب ولا دا شراع ولا معنى لأي دموع ولا معنى لاي وداع دفعنا العمر في الرحلة وهيه رحيل سفرنا خلاص ما عادش طويل" (جمال بخيت: سفرنا طويل : ديوان شباك النبي على باب الله) صيوان العزاء: الفاتحة: فاطمة ذو النون الأقمار البنيات الثماني أنساب الطيب وأصهاره وأهله وعشيرته الفاتحة: للاحياء: عبد الوهاب الجعلي صديق على كدودة محمد عبد الله الريح صالح محمد صالح أمين عبد المجيد أحمد حسن الجاك صلاح أحمد إدريس محمد المهدي بشرى محمد طه القدال عبد المحمود محمد عبد الرحمن حسن أبو عائشة مهدي شيخ إدريس محجوب يحي الكوارتي المهلب علي مالك البقية في حياتكم وربنا "يجبر الكسر" و يصبر الجميع ولكن ...حرم "فرقة الطيب ما بتنسد" لأرواح: الفكي عبد الرحمن عبد الحليم شنان محمود دبلوك نفيسة بت أحمد الجعلي شقيقتي ها قد جاءتكم روح الطيب ...جاءتكم منشدة حائية السهروردي: أبدا تحن إليكم الأرواح ووصالكم ريحانها والراح وقلوب أهل ودادكم تشتاقكم والى لذيذ لقائكم ترتاح ها قد جاءتكم فلعلها تجدكم ،باذنه تعالي، في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة ..اللهم آمين. أب كريق التراث ودود وعر الفلكلور :المتاوقة من نوافذ قطار كريمة: عام 1977 تعرفت عليه ...في محطة السكة الحديد بالخرطوم في طريقي لعطبرة ...ذلك الزمان كان لا يزال للسكة حديد شيء من عافية مستمدة من عافية البلد النسبية العامة ..كان لها مكتب كنترول وحجز ودرجة أولى ونوم ... في انتظار المغادرة جاءني عبد الوهاب أخي بيده اليسرى التذكرة والحجز وبيده اليمنى الطيب محمد الطيب في طريقه للدامر..."عثمان ربنا اكرمك بالطيب ودي ما بتتلقى بالساهل". سلام حباب...وأصطنعنا جهوزية السفر ...الصحف والمجلات ...فمكتبة محطة السكة الحديد بالخرطوم كغيرها من موانيء التسفار ونقاط تقاطع المواصلات كانت حافلة بألوان الثقافة المحلية والعربية والاجنبية...وما كنت احتاجها والطيب رفيق السفر ولكنها غفلة الأفندية. وقفنا في أنتظار قطار كريمة...بعد لأي هلت بشائره والناس يتدافعون ...خرج من الورشة للمحطة متهاديا وكأنه يسير على أيقاع "دليب" خافت ..تجاوز خط المناورة ملتمسا الخط الرئيس...بدأ في التهاديء مبطئا وكأنه ساقية تتوقف قواديسها تدريجيا لرهق "الأرقوق" وقد "ساق فجراوي" ...توقف القطار بعد أن اهتزت جوانبه ....دخل الناس ودخلت الحقائب و"المقاطف" ...رويدا رويدا هدأ المكان ...أخذ قطار كريمة نفسا طويلا ...تنحنح ...شهيق وزفير ..أطلق صافرتين طويلتين ومن ثم على بركة الله مجراها ومرساها...الناس يرتبون أوضاعهم داخل القمرات ...يحاولون ما استطاعوا تأمين أكبر حيز لهم في القمرات...يبدأون الرحلة بالشجار..."يا خوانا عندنا مرة كبيرة وعيانة خلوها معاكم"..."والله الفجة دي حاجزنها لي جماعة أهلنا ماشين يركبوا من بحري"..."طيب خلوها معاكم لا من نصل بحري"..."المرأة الكبيرة تدعي المرض ويحسب من رآها أنها لن تصل بحري ناهيك عن كريمة...حين أحست بأن لا جدوى من الأستعطاف طرحت ثوب التمسكن وأدعاء المرض جانبا وأسفرت عن شلوخ "لا وراء" وعن نفس حار "لا قدام" :"نان اول أنتو القطر دا اشتريتوهو ولا ياكن متلنا راكبين بالأجرة؟"..."باركوها يا جماعة ..باركوها يا جماعة""..قبل أن يصل القطار محطة بحري كان رفاق السفر قد تآلفوا وبدأوا طقوس التعارف السوداني..."انتو من ناس وين؟".."تعرفوا ناس عبيد الله ود أحميدي؟"..."يا سلام أكان كدي نحن أهل ...أها عبيد الله يبقى للحاجي دي ود عمها لزم". محطة بحري وناس بحري والختم ....دق دق دق ... كان أسمها الحلفاية ...وبعدين يا خي شغل بحري وقبلي دا ما حقنا .. القبلي عندنا في السما ما في الواطة قاعدين نقول "القبلي شايل" ...في الواطة نحن ناس سافل وصعيد ..بحري يعنى شمال دي أظنها بت ريف .. ضحك الطيب وهو يقول ما شفت في "المسلسلة" المصرية يقول ليك "شقة بحرية ترد الروح ترمح فيها الخيل ..فيها تلات مطارح وعفشة مية"...دق دق دق ..بحري والحلفاية وود ضيف الله ...الختم ود سيدي عثمان ..وقفنا عند ود ضيف الله واسترسلنا في الحديث عن بحري والمراغنة. ما بين محطة الخرطوم بحري ومحطة الكدرو تحدثنا عن أهرامات المدينة ..سيدي علي وتجاني الماحي ونصر الدين السيد وسليمان فارس "السد العالي" وخضر بشير وعبد المعين وعوض شمبات ومحجوب محمد صالح وبابكر عباس والجاك عجب ...مدينة ورموز...كان محور حديثنا هرم بحري الأول الختم ود سيدي عثمان برمكي أشراف مكة ..أستاذ الطريقة الختمية سيدى على الميرغنى .. ظل رابضاً في أعالي المدينة شامخاً كأسد طيبة بعرينه بحلة خوجلى يطل على المدينة من عل من بين ضريح السيد المحجوب وبيان الحسن أب جلابية .. أدار الحركة السياسية الوطنية من بين طيات الثقافتين العربية والافرنجية ومن خلال ترديد: "صلوا علي صلوا علي بحر الصفا المصطفى" صلوا عليه وآله أهل الوفاء عصريات الجمعة في مدينة بحري كانت مسرحا عظيما لإنشاد متواصل لخلفاء السادة المراغنة ..."السفينة" بموجها المتلاطم من المحبين تصدح ب "صلوا على" ...الأنشاد الكورالي في هذا القصيد النبوي يبلغ شأوا إعجازيا ...ينسرب صوت المقدمين ليستلم مصاريع الأبيات من الكوارل دون فواصل للأقفال فيبدو القصيد عملا ملحميا من الطراز الأول. الخلفاء يرددون وينغمون "عليك صلاة الله يا خير من سرى" وقد توشحوا ترانيم "الهاء البهية والنون نصف دائرة الأكوان" .. حين كان أهل المغرب يوارون ملكهم الحسن الثاني مثواه الاخير كانوا ينشدون عليك "صلاة الله يا خير من سرى"...الأبيات لسيدي الأمام الأكبر محي الدين بن عربي ...شطرها للختمية سيدي محمد سرالختم الميرغني وشطرها لأهل المغرب مشايخ التيجانية خلفاء سيدي أبو العباس أحمد التيجاني ...وتبقى في الحالين على ذات اللحن والأيقاع ... "عليك صلاة الله يا خير من سرى" إحدى درر القصيد النبوي العابر للقارات والجامع لحب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام... نعود لبحري والخلفاء ينغمون "عليك صلاة الله " وقد توشحوا بأسرار الحروف وقد عبق البخور وسرت قشعريرة الوجد الصوفى المتسرب من نفحات مقام "ستي مريم" في سنكات وضريح "الحربية" فى أعالى كرن وأغوردات .. مولانا الحسيب النسيب السيد على الميرغنى لم يكن رجل دين ومن أقطاب الصوفية فقط ،وكذلك لم يكن سياسياً مرموقاً حصيفاً فقط، ولم يكن محسناً منفقاً فقط .. ولكنه كان كل ذلك واكثر .. على الميرغني كان في شخصه وأهابه الفردي وبعيداً عن أطر الطريقة الصوفية والحزب السياسي رجلاً مؤسسة .. حول ضرايح أسلافه خططت المدينة شوارعها وحددت "ميسها" .. فى اتجاه الضرايح أديرت "مايكرفونات " المديح المطنب وفى اتجاهها أيضاً أديرت "مايكرفونات " الهجاء المسهب .. وفى الحالتين صارت الخرطوم بحرى "أم الدوائر" الإنتخابية وبيت قصيد السياسة وصنعاء الرأى والمشورة .. لوجود على الميرغنى كان حى "الختمية" وبسببه قام حى "الميرغنية"...دق دق دق .. و"نظرة يا أبو هاشم"....وانا أتحدث عن بحري كان الطيب يتحسس مطمورته الفلكلورية..هذا رجل يجيد الإنصات بذات قدرته الفذة على الحديث...مداخلاته عن رموز بحري أضاءت لي ما اعتم واستشكل في ذاكرتي عن مدينتي. رحلة القطار طويلة بحساب الزمن والمحطات ...قصيرة بحسبان قيمة رفيق السفر وفوائد التسفار معه.. ..خرجنا من بحري الختم إلى الكدرو ومن ثم شرع صاحبي في الإفاضة ....كتاب الطبقات...لجهلي وجهالتي لم أتركه يتبحر ..كنت قد اقتنيت نسخة الكتاب التي حققها العالم الكبير يوسف فضل...ووقعت في أخطاء الأفندية الأبجدية ...كعادتهم حين يلمون بطرف خبر بدأت الحديث ...كان يستمع طويلا ثم يسأل أسئلة قصيرة رصاصية ثم يعاود الأستماع ...كان "كمينا" لم أتبينه أول الأمر...لم أكن أدري أنه يتربص بقدراتي ومعارفي ....غريبة نحن ناشئة الأفندية نتكلم كلنا في آن ..لعله النفس القصير ...الأفندية "يتشايلون" الكلام ويرقعونه كل من الجزئية التي يعرف ....هذا الذي أنا في حضرته رجل مكير ...ظل ينظر إلى وأنا كمن رمى به بعير ود شوراني للأرض اتحدث ولا أتوقف .. لم يكن حديثا ..شيء من "هضربة"...دق دق دق .. بعد سنوات طويلة علمت أن الرجل كان يرمي شراكه لأم قيردون الحاجة: أم قيردون يا الحاجة بت الملوك يا الحاجة ترعى وتلوك يا الحاجة في الهمبروك يا الحاجة "القينقرد يا الحاجة" ..."بحرك شرد يا الحاجة" ...الحيلة عند العرب وما تعلمته من دهاء "مسرة بت الشيخ" ودبارة "زينب بت بشارة" "حبوباتي" اللتان اشرفتا على تنشئة ود المرحومة كفتني شر مقطع الأقفال "دودك ورد يا الحاجة"... الدهاء والدبارة شفعتا لي فحمدت الله على ما أنعم به علي من "حبوبات" نجيضات مستفيدا من تجاريب الفكي عبد الرحمن مع أم قيردون وعلى تسهيل نجاتي من شرك الطيب محمد الطيب..كررت الحمد والشكر إذ القطار يصرخ لاهثا طالبا الماء لجوفه ونحن على مشارف الشيخ الكباشي. من بحري الختمية لقبة الكباشي القادرية ...الشيخ العارف بالله إبراهيم الكباشي "خصيم السم"......إرزام الطبول واللغة السيريانية ذات الأسرار الربانية: "سككن ساكت قلب قادوسو جرارقو اتحاكت كباشينا تهت في لجة "كافو" دار الكون ما فضل فجة من وساع جاهو" الكباشي وود نفيسة...ود نفيسة وعبد الله الشيخ البشير .. عبد الله الشيخ البشير والطيب...الطيب يتوهج مترنما: "جيت فوق جبلو ما بقيت قبلو الكباشي القيدو في شبلو شوفو من النور كيف لبس حللو يسقي سر الله من بطن قللو" مدد يا الكباشي ..مدد يا ود نفيسة ...مدد يا عبدالله الشيخ البشير ...مدد يا الطيب .."يا فندي شوف جنس النضمي دا.."يسقي سر الله من بطن قللو"..يرددها الطيب بترنيم وتوقيع صوفي خالص..خاصية عرفتها فيه فيما بعد ..حين يعجبه الكلام يردده لنفسه ولمستمعيه..حدثني الطيب عن الطريقة القادرية وعن سيدي الباز الأشهب قطب بغداد وسلطان الأولياء عبد القادر الجيلاني ..."ساكن بغداد في كل بلد سوالو اولاد" ...حدثني عن الكباشي "القيدو في شبلو"...حديث ممتع منكه بلوامع القصص وزبدة الكرامات....أخذنا الحديث فإذا زاملة الحديد على مشارف الجيلي. عند الجيلي كان زادي المعرفي قد نضب أو كاد ..عرفت خطأي ..أخطأت في اختيار الموضوع والمحاور...والقطار يتأهب لدخول محطة الجيلي علمت يقينا أن الثعلب قد أوقعني في فخه المنصوب بحذق ودراية إعرابي "مدردح" يمشي في الصحاري ومضارب الصي مستعينا بالنجوم..."أدي العنقريب قفاك وخلي بنات نعش في المسيمع وأبرى العرجا"... دق دق دق .. محطة الجيلي والليمون والجوافة وقصة كتاب "الإنداية" ... كنت من ولعي به قد حفظت مقاطع كاملة منه ...قلت أصحح ما وقعت فيه من أخطاء وسوء أدب في حضرة الأستاذ ..حدثته عن أعجابي بوصف الكتاب لمائدة القمار عند عرب البطانة: "جيتك".."حبابك"..."أنزل ".."نزلت"...الصاقعة ..حرم طقاه...الكرسابة... "تاني جيتك"..جنيهين.. جمل جمل ..جيتك..حبابك..تف ..تستاهل يا ابو التاية علا جملي حرم ما بسوقو راجل. أبو التاية: علي الطلاق أسوقو في عين الجعيص ..دا قمار ما لعب. كرار : قت لك ما بتسوقو ..كضاب كان راجل أمش عليهو . أبو التاية:كب أنا أخو أم عارض كرار : وين يا ود الك.... أبو التاية: تمها حرم أسع أدلي أيدك بالسيف. كرار : ود الكلب. كاع طاخ طراخ أمسك الزول .. أنتل منو الخوسة ..فك العصا..الحق..خرت الخوسة..يا سلام الراجل اتعوق..الحقة يا أخوانا.. جيب الصعوط سد الدم..كتر الصعوط الدم دا كتر.. المصلي على النبي كلو يمرق حقتو ..جاي." لطلب العفو لم أكتفي ب"تسميع" القطعة عن ظهر قلب بل زدت عليها بأن جعلت منها فاصلا مسرحيا ساعدني فيه أنها أصلا صورة حية نابضة بالحركة لا تحتاج لشيء من فنون الإخراج .."أنا أخو أم عارض" كلمة خطيرة وبليغة دونها الدم و"الخوسة"... ضحك الطيب طويلا فحمدت ربي على أن "البرطلة" قد شفعت لي وتأكد لي أن مكر الأفندية غالب بأذن الله...الامتحان العسير ومكر الأستاذ ومكر الأفندية كان من الدروس التي علمني أياها الطيب ...كلما أوشكت أن أفتي في موضوع لم استعمره بالكامل رجعت لي صورة الطيب بقطار كريمة عام 1977 والقطار ينهد ما بين الكباشي والجيلي فأحمد الله مختارا ذهب السكوت. الجيلي والزبير باشا ود رحمة الجميعابي وجزيرة واوسي وأهلها المحس أولاد الشيخ إدريس ود الأرباب ...الطموحات التي لم تعرف حدودا ...بحر الغزال والنور عنقرة فارس الخلا ...تكمة بن زنقابور سلطان النيام نيام ونسيبه..بت مسيمس وأبو شوره شعرائه...مصر والخديوي وحرب القرم بين روسيا وتركيا ... سليمان الزبير وإدريس أبتر وغردون الصيني ...الثورة المهدية ونفي الزبير إلى جبل طارق..معركة توشكي وإنكسار جيش ود النجومي..رواية الطيب لسيرة الزبير باشا ود رحمة التي سمعتها في قطار كريمة ونحن نغادر محطة الجيلي قرأتها مكتوبة فيما بعد عندما عربها واعدها السفير خليفة عباس العبيد من نص المقابلة الصحفية للبريطانية فلورا شو ويحمد للدكتور حيدر إبراهيم نشر هذا العمل الكبير والهام. دق دق دق ...جبل جاري (قري) و"حلال المشبوك في الشيخ فرح ود تكتوك" وحكاية .... دق دق دق ..."أنت يا جنا بتحضر في شنو؟" ...بحضر في إدارة الاعمال ...الأنظمة الإدارية وكلام في البيروقراطية ...يا خي البيروقراطية دي راقدة عند أهلنا ...المرة متمسحة (أي راقدة كالتمساح) راقدة والجدادة جنبها ما بتنهرها ...المرة تقعد تكورك ...تعالي يا بت ..تعالي يا بت ...تعالي يا بت قولي للجدادة دي كر".."الجدادة وكر" يا رحمة الله ما سمع بها شيخنا ماكس فيبر ولا عالجها "الأسطوات الكبار" ميرتون وسيلزنيك وقولندر ومن تبعهم بإحسان وبغير إحسان ..."الجدادة وكر" فاتت على عباقرة التنظيم الاجتماعي ...كتابات تالكوت بارسونز الملغزة المستفزة الملغومة واجتهادات اليهودي الشاطر إمتاي اتزيوني وسي رايت ميلز .. مساكين فاتتهم السانحة ولم يمتطوا قطار كريمة مع الطيب محمد الطيب ...."الجدادة وكر" وتنظيم العمل والتخصص الوظيفي و"الأخلاق البروتستانتية والروح الرأسمالية" الكتاب العمدة لفيبر...كلام كبار سهرنا لحفظه وأزعجنا بشأنه الأنجليزي المؤدب ابن الناس صديقي فرانك بلاكلر واستاذي الاستعماري العتيد البروفيسور دنيس جابمان...جابمان كان من غلاة المحافظين متيما بإنجلترا القديمة محبا لونستون تشرشل آخر العتاة الجبارين ...تشرشل كان ضابطا صغيرا في جند الفريق هربرت كتشنر في "كتلة" كرري ...أسمى كتابه "معركة النهر"...حصد المكسيم الآلاف من جيش المهدي والأمير المقدام إبراهيم الخليل يصيح بمن بقي من المحاربين المجاهدين "سدو الفرقة ..سدو الفرقة"... تشيرشل قال عن جيش المهدية أنه أنكسر تحت قضبان القطار ...ويقول سيدي عبد الله الطيب المجذوب :" كان مجذوب بن أبي بكر مجاهدا حين التقت "خيل اللات بخيل الله" ذاك وصفه حين التقت خيل كتشنر برجال عثمان دقنة : قلبي مشتاق مشتاق للإمام مهدي الله طبي القاسما محطة الرويان ...وتتواصل حكايات المهدية ...وفجأة تعطس زاملة الحديد ...تش تش تش ...سيك ..سيك سيك...توقف الراوي عن الحديث الممتع متسائلا: القطر دا مالو؟ ..يتاوق من نافذة القطار ...المحطة قالوا فيها مناورة ..اكسبريس حلفا داخل ....أنزل يا جنا نشوف لينا شاي ... دق دق دق ... قلت كيف عن تشرشل؟ ..أيوه المهدية الجديدة ... الإمام عبد الرحمن وعكير الدامر...هنا جن صاحبي الذي كان وقورا ...وقف بعد أن كان جالسا: عهدنا معاك كنداب حربة ما بتشلخ وصرة عين جبل بي صاقعة ما بتفلخ كان إيدينا فيك من المسك تتملخ السما يتكي وجلد النمل يتسلخ الله أكبر ولله الحمد ...الله أكبر ولله الحمد ..."اخدلو هوشة "..."عمي بعشوم أعرض غادي"....أثبت بابكر بدري في "حياتي" رسالة ود النجومي الباهية البهية لجرانفيل باشا وهو يحاول أغرائه واستمالته بأن يوغر صدره عقب عزل الخليفة له وتعيين يونس الدكيم مكانه ...لم تنطلي الحيلة على الأمير المجاهد فأملى على كاتبه رسالته البليغة الدالة الشافية:" انا بايعت المهدي وخليفته على الجهاد وسأستمر مجاهدا فإن قتلناكم نجد عندكم ما حكيت لنا في كتابك وإن قتلتمونا لا تجدوا عندنا إلا جبة متروزة وحربة مركوزة".... "جبة متروزة وحربة مركوزة" ...الله أكبر ولله الحمد ويعرض الطيب في القطار ...في "من نافذة القطار" (الذي استعير اسلوبه في العرض) قال عبد الله الطيب عن الأنصاري الأشوس العوض ود عبد العال :"كان يجلس في مجلس الفقيه عبد الله في طرف ...ملتزما سمت التلميذ من الأدب على سنه المتقدمة، كان ضئيل الجسم صليبا عيناه تشعان بتحفز ينبيء عن حقيقة معدنه وفي يده "فرار" كان يقاتل به أيام كان مع الانصار ولم يفارقه حتى بعد "كسر القبة وقلب الجبة". محطة الميجا والطيب يسترجع حديث بابكر بدري وعبد الله الطيب ولكنه يصر على أخد "السندة" عند عكير ...يردد "السما يتكي وجلد النمل يتسلخ"....حين أعاد إنشادها أحسست بأن رفيقي صاحب بيعة حقيقية ...رددها مرارا وبأنفعال أنصاري صميم ..هاش هوشة انصاري بايع في قدير وحاصر هيكس في شيكان وشارك في بناء الطابية المقابلة النيل...فيما بعد علمت محبة الطيب لعكير يجمعهما العهد المهدوي ومسقط الراس في دامر المجذوب... على متن قمرة بديعة في قطار كريمة وما بين محطتي الميجا وحوش بانقا أدخلني الطيب محمد الطيب مدرسة عكير الشعرية وعالمه الشخصي المتعدد الألوان ... الطيب يحفظ شعر وحكايات عكير بحب ووله...لعكير من الشعر أطياف ومن اللغة أفواف وله في الناس معارف وبالدنيا عرف...عندما أحب جاءت كلماته جزلة مغايرة شديدة الطرب: يا مولاي بشكيلك شقاي وغلبي حظي الديمة من ند الأنيس قافلبي" في كل شعرنا الغنائي،قديما وحديثا، لم أجد وصفا يبلغ الإعجاز كأبيات عكير: أخدر ليهو ضُل فوقو المحاسن شرّن وأفلج فاطرو زي برق السواري إتكرّن إتقسّم مقاطِع في المشي وإتحرّن زي فرخ القطا الأماتو ركّن وفرّن في وصف الطبيعة قال عكير فحفظ الطيب وأنشد وقطار كريمة الشايقي يتسمع طربا: الحُقَن إتملن والدابي جاتو فضيحتو ومو خاتي إن مرق ضاقت عليهو فسيحتو إندشَّ السرح وكرفت هواهو منيحتو والمحريب شَهَقْ فتّح قزايز ريحتو وفي الحكمة أنشد عكير فأشجاني الطيب بأبياته : بيت المحل إن طار....يرك فوق محلو ودساس العرق ......نسل المراح من فحلو يسوي الزين معاك ......عسلن مدور نحلو ويجبرو علي الفسل سالف جدودو الرحلو ما بين الميجا وحوش ود بانقا أصلحنا مجلسنا فجلست كما العوض ود عبد العال في مجلس الفقيه عبد الله...تركت المسرح للطيب وسياحة عظيمة في ما أنتج: "تاريخ قبيلة المناصير"، "تاريخ قبيلة البطاحين"،"حياة الحمران من آدابهم"، "حلال المشبوك في الشيخ فرح ود تكتوك"...المحاورات معه لا تنتهي وقصصه لا تمل ...العبقرية في إدغام الجغرافيا بالتاريخ إذ السودان الشمالي أمامنا كتاب مفتوح وقطار كريمة يتهادي ...وكلما أوغل في السير أمعن صاحبي في محاضرته ...يعاود الرجوع لعكير والأمام عبد الرحمن: فيك طبع الأسد صالحت او حاربت وفيك طبع البرامكة بعدت او قربت فيك طبع الملوك شرقت او غربت وفيك طبع الحكيم لقمان حلل وربطت دق دق دق ....القطار يتهادى على وقع حديث الطيب وأقاصيصه التي لا تنتهي ولا تمل ...قدرته على الحكي وتقمص الشخصيات موهبة ربانية لا تهبها المدارس ولا مناهج التعليم ...شيء رباني ...دق دق دق...برنامج صور شعبية وفكرته ..عبد الوهاب موسى والطيب محمد الطيب ودق دق دق ..حين أسترجع إضافات صور شعبية في إطار جهود بناء ثقافة التنوع تعود بي الذاكرة لقطار كريمة ومحطات ما قبل شندي ... تلك المحطات وما تعلمته من شيخي الطيب ظلت في ذاكراتي وسيظل ...كانت هي أساس المادة التي اشتغلت عليها وانا أكتب عن الطيب بعنوان "التراث رجلا: الطيب محمد الطيب والتركيبة السودانية : ما قبل ود ضيف الله وما بعد حنان بلو بلو" والتي تضمنها عملنا "رحيل النوار خلسة"..واستأذن القاريء الكريم في أن استعيد بعض ما أشرت إليه هناك وأن اعمل فيه ما يتناسب من تبديل وتعديل ....الطيب محمد الطيب ..انطق الاسم يأتيك التراث "دخاخين دخاخين" ..الطيب محمد الطيب ..قل الاسم تتراءى لك مقدمة برنامج "صور شعبية" : صبي الشرق ملاعب السيف، "الحكامة" تشدو ب "الكان داكا ..سيدي سيد الأراكا" معددة مناقب سيدي الخليفة حسب الرسول ود بدر..عريس وعروس بكامل الرونق والبهاء ..جدلة وحريرة وتوب سرتي وحناء ..قرمصيص ونخل وفأل حسن، صبيان الخلوة بألواحهم والشرافة، جماعة حمد النيل يرزم طبلهم وقد استبد الوجد بمقدمهم الذي يدور حول نفسه بتوازن وثبات هو خليط من حرفية راقصي "البولشوى" ومهارات لاعبي السيرك الصيني ..الطيب محمد الطيب قلها واستشرف تراث أمة...صور شعبية كان دليلا راسخا على "التجانس العملى" لأهل السودان واحد المشروعات الثقافية الرائدة على صعيد ترسيخ مفاهيم التراضي والقبول الأثني كمدخل أساسي لبناء الأمة السودانية متعددة الثقافات. قطار كريمة وحوش ود بانقا وبرنامج "صور شعبية" الذي قدمه الطيب طوال ثلاثين عاما وبمهنية واحترافية عالية ..."صور شعبية: برنامج عالمي تتشرف به التلفزيونات ذات الحسب والنسب والأرومة ..يحسب للطيب وللبرنامج أنه كان من الرواد في اقتحام هذا العالم على المستويين العربي والأفريقي...لو قدر لصور شعبية أن يعرض في تلفاز محترم من طبقة "البي بي سي" و"سيفليزاشين" لنال أرفع الجوائز ولزار منتديات ومزارات الإعلام والأفلام الوثائقية بل لعل الملكة اليزابيث الثانية كانت أنعمت على الطيب بوسام الإمبراطورية بدرجة فارس ..أو من يدرى، علها كانت ستنعم عليه بلقب "سير" ..برنامج "صور شعبية" ومدلولاته لم يتبينها أهل "ساس يسوس" وتلك فاجعة ..الطيب نقل السودان من منطقة لأخرى فأزال العجب والاستغراب وساهم في خلق الوعي "بالأمة السودانية" ..لم يترك الطيب أمراً محيراً ذا خصوصية إلا وحل عقدته فأضحى على يديه شأناً عاماً...لو لم يقدم الطيب للشعب السوداني إلا صوره الشعبية لكان ذلك وحده انجازاً يدخله زمرة أهل الفضل ولكان كافيا ليتبوأ الطيب مقعدا متقدما في نادي "جديرون بالاحترام". محطة حوش ود بانقا...كرامات وقصص وروايات ودق ..دق ..دق ..يبتسم الطيب ورفيقه يهيل الثناء على مجهوداته ومثابرته وجلده ... قطار كريمة يترنم بإضافات الطيب والمحطات تترى والقطر الشايقي يترنم بغناء التومة بت محمود وفاطني بت همت : جاب لي توب أسمو الحمام طار وجاب لي فركي دموع التجار وجاب لي كركب في البيت غيار إكراما للقوز ابتدعت السكة الحديد نظام "السندات" ...عند سندة القوز شرع صاحبي في الإفاضة عن الشايقية الذين جاوروا الجعليين واحتلوا بعض مناطقهم ... أول دروسي في الأثنوغرافيا على المسنوى الذاتي التطبيقي كانت على يد الطيب محمد الطيب وهو يسألني لماذا محمد عثمان الجعلي شايقي؟ ... تحول من الذاتي للعام وهو يحكي بمعرفة ودراية تامة هجرة الشايقية القسرية بأمر "الترك" لأرض الجعليين وجنوبها حتى مشارف الخرطوم بحري والحلفاية ...على يديه فهمت مسببات وجود الحوشاب والعونية والسوراب في غير مناطق الشايقية التقليدية ...الكثير مما رواه الطيب لي في قطار كريمة عام 1977 عن هجرة الشايقية وإعادة توطينهم في البسابير وحجر العسل ونسرى وود حامد وحجر الطير وود الحبشي فسره لي فيما بعد العمدة الفخيم محمد العوض ود بليلو غشت قبره شابيب الرحمة والغفران وأنا اجالسه عند ود كدودة وزادني به علما شيخنا ياسين ود زايد حفيد الشيخ الهدي بالكدرو. سندة القوز...القوز أكثر أسماء المناطق شيوعا في السودان... من عجب أن بمحافظة القنفذة السعودية منطقة أسمها القوز ...وفي الإمارات وبإمارة دبي تحديداً تشتهر القوز بالمنطقة الصناعية...أعود إلى قطار كريمة ونحن على مشارف سندة القوز... أقول له اسم القوز دون إضافة يتحول لأسم محلي فقط يعرفه أهل المنطقة ولا يتعداهم ولكنه يصير معرفة تامة بالإضافة ... لاهل الخرطوم القوز هو قوز ود دياب...لمناطق شندي القوز هو قوز المطرق قوز العلم حيث العلم القديم ..هناك أيضا قوز رجب وقوز كبرو ..في الشمالية تتكاثر القيزان ..قوز قرافي وقوز ود هندي ...توقف الطيب عند قوز شندي والفجيجة والصالحين من آل صغيرون والسادة الركابية... ومن ثم عرج على قيزان الشايقية ومن ثم الشايقية وتوقف عند غناء الشايقية...قطار كريمة والطيب يسترجع غناء أصول الشايقية من منابته في تنقاسي والقرير والغريبة والكرو والدهسيرة والزومة...لحمة الشايقية تهيمن عليه في مناطق شندي وضواحيها ...للطيب صوت رخيم يغني همسا وبخجل من شعر ست زينب بت الزلال ومستورة بت سعد الله: ناس أمي كمان شنو آ زول ناس أمي كمان شنو في سنوات لاحقة وحين يستبد به الطرب ويقع في أحابيل إغوائنا بالطمسة كان الطيب يردد بصوت جميل خافت مقاطع من غناء الشايقية والمناصير الملغوم: أم دقري الليلة يا ام دقري تبرشتي الليلة يا ام دقري تبرشتي وتجيبي حق التموين تجي والقطار يهديء من سيره على مشارف شندي بدأت الخص سمات الرجل المهول...المحطة والثالثة ظهرا... مناديل مطرزة في ركنها القصي سهم كيوبيد... ...طاقية حمراء ..طعمية حارة وكتلة المتمة الحارة ....دق دق دق....شندي والمتمة ...إسماعيل باشا والدفتردار والمك نمر...محمود ود أحمد وعبد الله ود سعد ...قلت اقتص من صاحبي الجعلي المهدوي فترفع عن مهاتراتي والزمني حدي ....كان درسا في إمكانية تجيير المحبة الخاصة والمعتقد الخاص لصالح الوطن والامة ...ظل ذلك ديدن الطيب طيلة الأربعة عقود التي عرفته فيها ...سودانيا كامل الأهلية ...سوداني رتب مكوناته واعتقاداته ومعتقداته بتراتبية لا تقدم الفرد على المجموعة ولا المجموعة على الأمة ...المكونات الفردية عنده، ككل حكيم رائد، أوعية دافعة ومغذية لحب الوطن أديما وبشرا وثقافة ..جعليته وأنصاريته صيرتاه سودانيا راقيا مترفعا عن القضايا الجزئية والاهداف الصغرى متجها بكلياته لما هو أبقى وأرسخ وهو السودان الجامع في وحدة التنوع القائمة على التراضي والاحترام المتبادل. في عمله المستنير "الحامض من رغوة الغمام" أورد المدقق الموثق كمال الجزولي نص الحوار بين الزاكي طمل وخليفة المهدي كما رواه نعوم شقير.. الزاكي طمل يقول: ".. وأمدرمان يا مولاى ليست بلادنا حتى نقف فيها وندافع عنها،فالأولى بنا أن نأخذ رجالنا وأسلحتنا ونرحل إلى كردفان، فإذا لحقنا جيش الحكومة إليها،وهو لا يفعل ذلك إلا بعد استعداد كثير وزمن طويل،هجرناها إلى (شكا) وهى (دارنا)،فإذا جاءنا إليها قاتلناه ودافعنا عن (وطننا) حتى انتصرنا أو متنا"! .....نعم،لم يكن الخليفة مغالياً حين استشاط غضباً على هذا الارتداد الجهير من (السودان) إلى (شكا)،من وسع (الوطن) إلى ضيق (القبيلة)،فأصدر أمره الفورى لمن على يمين الزاكى: "شيِّلو ام اضان"! أى ألطمه على صفحة وجهه،ففعل. ثم لمن على يساره: "وأنت أيضاً" ففعل. ثمَّ أمر به،فجرُّوه إلى (الساير) وكبلوه بالحديد،وسيِّدى الخليفة يضرب كفاً بكف مستعجباً: "يا سبحان الله،يستقبح عبد الله ود سعد الفرار،ويقاوم جيشاً ضخماً كجيش محمود بثلاثمائة رجل لأجل (حِلة) واحدة،ونحن رجال المهديَّة وأنصارها نجبن عن حرب جيش الكفرة المخذول لأجل (السودان) كله؟! أنا سأحارب حتى أنتصر أو يقتل جيشى كله فأجلس على فروتى عند قبة المهدى وأسلم أمرى إلى الله" . بمثل الدروس المستفادة من هكذا حوار استثنائي خرج الطيب من تجاريبه العميقة متجاوزا سخافاتي في إيقاد فتنة بين القبيلة والطائفة فردني وهو يحدثني عن رموز مدينة شندي وتركيبتها السكانية ....للطيب صبر وجلد غريبين وهو يسعى للحصول على المعلومة التراثية وتدقيقها ومن ثم حفظها ..في بحثه الدءوب عن المعلومة التراثية الطيب لم يكن ينتمي إلى جيله ولا إلى الأجيال السابقة القريبة ..ينتمي إلى السلف البعيد الذي كان يضرب أكباد الإبل مسيرة الأسابيع والشهور للحصول على المعلومة المتناهية الصغر أو لتدقيقها ..يلاقى الطيب كل هذا النصب والكبد في زمن لم تتوفر فيها نتائج ثورة المعلومات ولم تكن قد اخترعت فيه محركات البحث الإلكترونية من طبقة "قوقل" والتي تأتيك بالمعلومة قبل أن يرتد طرف الكي بورد. رحلة القطار ما بين التراجمة وكبوشية وجبل أم علي والعالياب حتى الدامر كانت اخصب فترات الرحلة المجيدة.,..تنوعت احاديث الطيب ما بين "التراجمة" المعنى و"ترجمة السرياني" "و"التراجمة" القبيلة التي جاءت من تخوم مدينة الرسول يثرب...كبوشية والحضارات القديمة في "البجراوية" والنقعة والمصورات...أصول الغناء السوداني الحديث وريادة كبوشية عبر محمد ود الفكي وعبد الله الماحي.. ود الفكي واختراق الغناء المديني الامدرماني ...عبد الله الماحي وروائع الحقيبة ...عبد الله الماحي يشدو ب " يا أماني وجار بي زماني لو اراكم اصبح سعيد" و"متي مزاري اوفي نزاري واجفو هذا البلد المصيف"...الشعر لمحمد ود الرضي .. ود الرضي والعيلفون وأم ضوا بان والدبيبة... الطيب وود الرضي والجاغريو ومبارك حسن بركات...الجاغريو و"طار قلبي".... الطيب آخي مبارك وأحبه....مبارك آخر سلاطين الغناء... يصهلل مبارك وهو يسرج بالغناء سابحا في بحور شيخه ود الرضي إذ يشدو ب"تيه وإتاكا" و"ليالي الخير" ...يرجع الطيب لكبوشية والتاريخ القديم والمجد الغابر ... دق دق دق ...العالياب وأهل الخلاوي والذكر والمديح ...من المحطة تبدو شامخة مئذنة جامع الدقوناب ووتسمع الأذن المحبة روائع الشيخ أحمد الدقوني وإبنيه طيفور وبابكر في مدح المصطفى ...ينشدون "من مكة ليل عرج" ويثنون ب "الصلاة والسلام على روح سراج الكون". والقطار على مشارف الدامر ...بدأت أراجع سيرة الطيب ...في إيجاز بليغ لخص عبد الله علي إبراهيم جهد الطيب محمد الطيب وإبداعاته في عالم التراث والفلكلور بكلمته النيرة الموسومة "الطيب طويل التيلة" فقال: "مثل الطيب لا تهز الحكومات ''إن قصرت وإن طالت'' له قناة. فعطايا الحكومة هي حيلة أصحاب المشروعات قصيرة التيلة. أما مخاطرة الطيب الثقافية فقد كانت من النوع طويل التيلة. ومشروعيتها أصلاً في رد المجتمع الآبق، حكومة ومعارضة وشعبا، عن الحق والعدل والسماحة إلى الجادة بالاستنجاد بحكمة من الماضي وبركته. فهي مما لايؤجل حتى ينقضي أجل الحكومة الظالمة بانتظار الحكومة العادلة. فمشروع الطيب هو باب في التوتر الإبداعي الذي يتمخض عنه المجتمع الجديد. فهو مشروع للنهضة لا للمقاومة ولا يفل حديده حديد. وصاحب مثل هذا المشروع ''مَدعِي مهمة'' أي مصاب بها لا فكاك له منها"..الا إن عبد الله قد أوجز في الكلام فأفاض في المعنى. وللتأكيد فقط نشير إلى إضافات الطيب المتميزة في عمله الكبير "المسيد" والذي زار فيه ما لا يقل عن عشرة دول باحثا ومنقبا ومتعقبا لتاريخ المسيد هذا غير رحلاته التي لم تتوقف داخل السودان لذات الغرض...لقد كان الطيب حقا وصدقا "طويل التيلة". عند تأهبه للنزول في محطة الدامر علمت يقينا بأن المولى قد أكرمني بالطيب كما قال أخي ونحن في بداية الرحلة ...كرم المولى غمرنى وانا آنس بالطيب أخا ورفيقا وصديقا وأستاذا لأكثر من عقود ثلاثة من الزمن الجميل ....قبل مغادرته أهداني الطيب زبدة تجربته وخلاصة نتائجه....علمني وسأظل شاكرا له ما حييت أهمية التراث ومركزيته في شتى المعارف الإنسانية ... "ما تبقى على كلام الخواجات وبس ...حرم شغلك دا كلو أساسو عندك هنا...لازم تقرأ وتستوعب تاريخ السودان ..شوف عندك مناشير المهدي ...أمش لي أبو سليم عندو كنوز ...شوف سعادة المستهدي للكردفاني ..أسال عن كاتب الشونة..أقرأ بابكر بدري ..حتى يوسف ميخائيل وسلاطين شوف شغلهم ...شغل الإدارة حقك دا راقد عندنا في البلد ...علم الإنجليز فيهو النجيض أغرف منو وما تاباهو لكن الني للنار"....الني للنار .. الني للنار....أفاض في التذكر والتوجيه وهو يهم بمغادرة القطار أدركت نعمة الله على بأن هيأ لي معرفة الرجل البحر والإنسان الكبير والأستاذ الضليع. بهار الإخوانيات: محن الطيب وشخصياته ذات العجب: مالك يا الزمن سويتنا في هوله لبست الناس تياباً حاشا مي هوله من حسسك تبش دماعنا مبهولة اللي الله راحت بقت البواجهوله (ود الرضي) في كلمة شافية له عن المرحوم الطيب كتب الأستاذ كمال الجزولي :" كم كان، فى زمانه، حديد المشاغبة، شديد اللماحيَّة، منتجاً حاذقاً لبهار الاخوانيَّات اللاذع وعطرها النفاذ! "..كم كان كمال مصيبا...توفيت شقيقتي وأمي وسندي نفيسة بت احمد الجعلي .. أقيم العزاء بدارها بمدني ..الدنيا رمضان ...حضر الطيب فيمن حضر...حضر في سيارة واحدة مع صديق كدودة ومحجوب كوارتي ...بعد المغرب هموا بالرجوع ... ونحن نسير معهم إلى حيث سيارة محجوب أخرجوا مساهمتهم في الفراش ...لاحظنا أن هناك صراعاً بين محجوب وصديق.... السبب؟ المبلغ الذي مع الطيب لا يبلغ المائة ألف وهو ما دفعه الآخران...الطيب طلب من محجوب إكمال المبلغ ...صديق هدد محجوباً بأنه إذا أكمل له المبلغ لن يرجع معه ...عندها كنا قد وصلنا السيارة...قال الطيب لعبد الوهاب :"يا امباشي هاك دي ستين ألف الباقي بلحقوا ليكم في فراش الخرطوم وكتين تجو باكر"...رفض عبد الوهاب تجزئة المبلغ وصاح فيه: "يا خي ما بتخجل جاي ملح وفاطر فطور رمضان في صينية ناس الخرطوم وترمستين شاي وترمسة قهوة وحبة سكري وحبتين بندول وداير تدفع مساهمتك في عزاء نفيسة الجعلي بالقسط؟"...بينما زميلاه يضحكان أمسكني من يدي وقال :"أنت يا كا البتفهم.. وانت جيت الليلة من بره وما حضرت عيا المرحومة ...شوف أولا بالتبادي أنا المرحومة دي دافع ليها في مرضا الأخير مية ألف"..صاح فيه عبد الوهاب:"خمسين بس "...رد الطيب بسرعة :"حرم خمسين مرتين"..قال عبد الوهاب:" لا.. الخمسين التانية دي بنات الجعلي حلفن منها"...رد عليه بصوت عالي:"حلفن؟ ...والله يا حكاية حلفن..يا خي حرم لو ما الكريم ستر بنات الجعلي كانن خرتن أصابعي مع القروش"..التفت إلى :" خليك من الأمباشي ...مية للمرحومة في مرضا ودحين ستين يبقن مية وستين ... وانا وجماعتي باكر في فطور رمضان عند الأمباشي"... توقف قليلا ورفع يديه :"الفاتحة يا أولاد حاج أحمد ..حرم بعد نفيسة راسكم أتقطع" ..وركب السيارة....هذا رجل صالح يألف ويؤلف...كان يعرف مدى الحزن الذي يعترينا فعالجه بترياقه ومنتوجه الخاص من بهار الأخوانيات....كان يدرك تماما فداحة فقدنا فأخذنا بعيدا عن دنيا الحزن قريبا من تخوم النسيان والتأسي. من أخوانيات الطيب "محكمة صديق" هذه محكمة صورية "موك" ...مقرها منزل الأستاذ صديق كدودة وهو القاضي...الأتهام والدفاع يتناوب تمثيله الطيب محمد الطيب والفكي عبد الرحمن وصالح محمد صالح والفاضل سعيد...يأخذون الامر بالجدية كلها ...المرافعات التي أطلعت عليها تمثل مستوى استثنائيا في الادب الرفيع... طلبت منهم التوثيق فرفضوا ربما لطبيعة "المناوشة" وما قد يكتنفها من استخدامات للغة خاصة عند الهجاء ...كشعر الكتيبة راحت مرافعات محكمة صديق ...أتاني الطيب مرة في دبي وكان مما جلبه مسودة مرافعة يعدها وصالح محمد صالح ضد الفكي عبد الرحمن والفاضل سعيد...قال لي:" همتك معانا يا خي أنا عند رجعتي راجياني محكمة حارة دحين ايدك معانا"...قرأت المسودة فوجدت فيها جهدا بلاغيا كبيرا ....هؤلاء القوم يعيشون يومهم ويتواصلون اجتماعيا ويقضون مهامهم الأدبية العامة ولكنهم يروحون عن نفسهم في نهاية الأسبوع بالطريقة التي يرون انها تسعدهم...حاولت جهدي أن اتحصل على المرافعات ولم أفلح...جربت أن أسرق بعضها ولكن الطيب كان "نجيضا كعادته"...المحكمة تنتهي بالحكم الذي يصدره صديق ولا مجال للأستئناف أو الطعن. لمن يعرفون الطيب يعلمون يقينا قدرته على الفكاهة العملية وقدرته على اكتشاف الشخصيات ذات العجب...الطيب قدم للناس العشرات من الشخصيات الغرائبية ولعل أبرزهم عقيد الخيل وحاج الصديق وزن عشرة وعبد الباسط أب سماحتن جوه وود الخبير...كل واحد منهم عالم كامل بذاته وشخصية لها العجب. الطيب أخذ عقيد الخيل بعربته ذات صباح...كان عقيد الخيل يطمح في أن يكون فنانا له شأن ...ذهب للطيب محمد الطيب ليقدمه لوسائل الإعلام...عندما ألح على الطيب لم يجد بدلا من أن يأخذه بعربته يوما وبدل أن يتجه به للإذاعة اتجه به لمتحف التاريخ الطبيعي حيث مديره محمد عبد الله الريح الذي كان يقدم برامجا تليفزيونية في مطلع الثمانينات ...أنزله الطيب أمام المتحف وأوصاه:" دخولك التلفزيون في يد ود الريح ...أصلك ما تمرق كان ما قابلته واخدك للتليفزيون ...لو قالوا ليك ما في أصلك ما تمرق ...أنا العلي عملتو والباقي عليك"...أنزله وغادر المكان ....أحب ود الريح عقيد الخيل وعلاقته به عرفها الناس من خلال: يا بوليس المدينة مدير الفن بقى لى غبينة ما عرفتو زول ما عرفتو طينة أو من خلال ربابته التي زينها وصدح على انغامها: الملكة الختت الأختام وعرفت "فلان" ظلام رحم الله عقيد الخيل وأحسن إليه. في مجالس الطيب محمد الطيب عرف الناس حاج الصديق أو "وزن عشرة" ..الصديق "وزن عشرة" عليه رحمة الله رجل بجماعة، حصيف، ماكر، ذكى، فكه صاحب دعابة عظيمة ونكات عملية .. "وزن عشرة" مادح ومؤدى وممثل وحكاء بقدر لا يصدق ..قادر على أداء الأدوار الناطقة بصورة إعجازية وقادر في ذات الوقت على أداء التمثيل الصامت "البانتومايم.في كلمته عن الطيب محمد الطيب أشار كمال الجزولي إلى تجربته (والطيب) في حضرة الصديق وزن عشرة ...يقول كمال: "وليبدأ العرض فى ليلة لا نظننا ننساها ما حيينا،تكشف فيها حاج الصِدِّيق عن مسرحىٍّ شديد الثقة فى نفسه، والتوقير لفنه. إنطلق يضحكنا ضحكاً كالبكا،وفينا مشايخ ما تنفكُّ أناملهم تداعب حبَّات مسبحاتهم،على أنفسنا وعلى الدنيا من حولنا،ببديع مفارقات يلتقطها،بعين الفيلسوف الناقد وخيال الفنان الخلاق،من شوارع القرية والمدينة،ومن بيوت الأغنياء والفقراء،ومن مناسبات الافراح والاتراح،ومن دقائق تجليَّات مشاعر المزارع حين يحلُّ أجل سداد الديون،بينما تتأخر صرفيات الحوَّاشات،ومن مواسم الحج،بكل ما تزدحم به من سحنات ولغات ولهجات وطائرات وقطارات وبواخر،بل ومن مَشاهِد أسفار قاصدة من مغارب الشمس إلى مشارقها،بأقدام حافية مشققة،وببعض كِسرات خبز مجفف،وبصغار مرتدفين فى ظهور الأمهات. وكان حاج الصِدِّيق يتنقل بين المَشاهِد،فى قمَّة براعته،باقتدار وسلاسة،مُقلداً عويل الريح،وبكاء الرضيع،وثغاء الماعز،وصفارة القطار،وبوق السيارة،وهدير محرِّك الطائرة،وزمجرة مفتش الغيط المحتشد بسلطته،وسخط المزارع المغلوب على أمره،وغنج زوجة التاجر القروىِّ الثريِّ تحاول تسريب طلباتها الباذخة إلى حافظة نقوده المنفوخة! كان يفعل ذلك وحده،خلواً إلا من قسمات وجهه المرنة،واختلاجات جسده الناحل،وتوترات أطرافه المعروقة،وأقصى ما يختزن صدره الضامر من إرزام،وحباله الصوتيَّة من صداح. وكنا،من شدَّة تعجُّبنا منه،نكاد نطير إليه،طيراناً،من (صالة) السجادة إلى (خشبة) العنقريب،نعانقه،ونهنئه،وكذا نفعل مع الطيِّب،منتج عرض (الرجل الواحد) البهىِّ ذاك فى مسيد ود الفادنى،فقد مَنحَنا كلاهما،فى ليلتنا تلك،أعلى درجة من درجات الفرح يستطيع إنسان أن يهبها لإنسان". الطيب كان راوية عظيماً لقصص و"محن "الصديق وزن عشرة...كان صديقه يأتيه بالأخبار والقصص التي لا تشبه أخبار الناس وقصصهم...كنت أزعج الطيب بطلب قصص وزن عشرة ولكنه لم يكن يمل ترديدها مع قدرة عالية على إضافة هوامش متجددة على المتن الأصلي للرواية والقصة تزيدها حلاوة وطلاوة وأسرا للمتلقي. عبد الباسط "أب سماحة جوه" وجه آخر من وجوه إبداع الطيب...كتبت عنه وأنا أتناول سيرة محمد عبد الله الريح في عملنا "الحواشي على متون الإبداع" ...في الحاشية عن ود الريح كتبت:"الطيب محمد الطيب أدخل ود الريح عالم عبد الباسط "أب سماحتن جوه" غشت قبره شآبيب الرحمة والغفران .. كان ذلك في بداية السبعينات .. لم يكن الرجل وسيماً بل كان على عكس من ذلك .. لكنه كان مادحاً عبقرياً .. ينطلق "أب سماحتن جوه" في المديح فيغيب عن الدنيا بالكلية بينما يصيح فيه الطيب محمد الطيب : "قلع .. قلع " أى أخرج الصوت من داخلك .. في حالاته وانفعالاته تلك كان "أب سماحتن جوه" "يقلع" حقيقة .. بل كان يقلع إلى شرفات من الوجد لا تدانيها شرفات .. حينها تبين سماحته ووسامته الداخلية. ود الخبير شخصية أخرى لها العجب..حين أتى به الطيب لصور شعبية كان الرجل في الثمانين...عاش المهدية ...طفق يحدث الناس عن أحوال الشايقية عندما اتاهم يونس ود الدكيم حاكما..تحدث عن "الزبلعة" وأساليب الشايقية في التحايل على أوامر "سيدي يونس" خاصة فيما يتصل بالمزاج والكيف... كان يحكي وهو غير قادر على تصور معنى ان يكون ضيفا في التليفزيون وعلى الهواء مباشرة..أثناء الحكي أراد ان يتناول حقة التمباك ...صاح فيه الطيب "عمي محمد بعدين بعدين ..نحن في التليفزيون"...رد ود الخبير:"يعني شنو في التليفزيون؟"...إزداد الطيب عصبية :"الناس اسع قاعدين يشوفونا"...رد ود الخبير :" ناسا من وين؟ ووين قاعدين؟"...علم الطيب أن المعركة خاسرة فاستخدم القوة لمنع الشيخ الثمانيني من استعمال الصعوط المتلفز ...كان الطيب يبتسم أمام الكاميرا ويده تضغط على جيب ود الخبير لمنعه من "السفة"...بعدها بعشرات السنين كنت أمازحه بقصة ود الخبير... ود الخبير كان دليل الطيب لأنداية الشايقية ..كان صاحب باع طويل في مجالسها..هو صاحب "التوسل الشهير"...التوسل هو إعلان مجلس الشرب في الإنداية عند جماعة ود الخبير ...يصف الطيب دور ود الخبير في كتاب الإنداية ويورد نصوص توسله :"يقوم ود الخبير بافتتاح الجلسة رسميا ويدخل سبابته اليسرى في أذنه ويشرع في التوسل: ياالبشير في السبلاب، يا ميرغني وعبد الوهاب، يا راجل الظليطاب، يا أبزرقا كوكاب، يا وداعة الله في الحسيناب،يا ضبيع في الكشوماب، يا محي الدين في القدوراب يا العند الله قراب......يا حامد أبو امونة أب سفة بي عطرونة يا البطب المجنونة "....ثم يتوسل بالنساء:" يا مريسيلا بت الأرباب يا الساكنة رأس الساب يا ليبة ونفرين ويا بنات باشا الاتنين...يا أمات زيرا في الأرض شبرين يا المابتقابضن في دين أمات نورا يبق من الجمعة للأتنين". كلمات في وداع الطيب: طيلة أكثر من عقدين من الزمان كان لقاء الطيب أحد دوافع التشوق الزائد لقضاء الصيف بالسودان ...خلال الأعوام الماضية فجعت في فقد أخوالي (مجازا وحقيقة) الفكي عبد الرحمن ومحمود دبلوك ومن ثم رحل محمد الأزهري وحليم شنان وتبعه الطيب ...هؤلاء كانوا جماعتي وأهل ودي وحبي ومكان احترامي وتقديري ..بينهم ومنهم ومعهم تعلمت ما لا توفره المؤسسات ولا الدولة...هذا الرهط من الرجال حباه المنان محبة الناس والقدرة على إشاعة الود والعاطفة ..يأسرونك بفيض من اللطف والبشاشة الآسرة المطمئنة...رحلوا تباعا ونعلم يقين الله أنهم من طبقة ونوعية قل ان يجود الزمان بمثلها...نحمد الله كثيرا ان هيأ لنا معرفتهم واخائهم ولله ما اعطى ولله ما اخذ. في فقد مثل الطيب أراجع سير من أعطوا الوطن والناس ..وانا أكد لأجد كلمات تليق بوداع أخي وأستاذي الطيب تقاطعت كلماتي مع ابيات مضيئة للراحل الكبير جيلي عبد الرحمن وهو يرثي المناضل الكبير والوطني العظيم حسن الطاهر زروق ....يقول جيلي: "زنابق مترعة الرائحة زهرة الليل تخجل لا تأتلق وأنت تغيب وراء الأفق أنيس تجادلني رحمة وحياء تطالعني فجأة تغادرني فجأة وكل الفصول وعمري النزق فداء الذي قد تناءى وصلى ثناء لأقطارها النائحة وأشعل فينا ضحى البارحة" كجيلي عبد الرحمن وحسن الطاهر زروق وأرتال من شرفاء أهل السودان رحل أخي وصديقي الطيب محمد الطيب ...رحل الطيب تزين جيده قلائد الإنجاز الوطني المتميز وكساوي الشرف الشعبي الموشاة بحب الناس،مطلق الناس...كغيره من مشاعل المعرفة والنور والخير والجمال غادرنا الطيب ...رحل ولا شهادة فيه تعلو على شهادة العبقري صلاح أحمد إبراهيم في أمثاله ممن أفاضوا على أهل السودان من ذاتهم وإبداعهم وفنهم ...أعمال الطيب كأعمال أمثاله من الطليعيين يستظهرها السودان وأهله في كلمات صلاح الراسخة الباقية في الناس ما بقي العطاء وما بقي الوفاء: هذه أعمالُنا مرقومةُ ُ بالنورِ على ظهرِ مطايا عبََرت دنيا لأخرى، تستبقْ نفذ الرمل على أعمارنا إلا بقايا تنتهي عُمراً فعُمرا فهي ند يحترق ما انحنتْ قاماتُنا من حِمْلِ أثقال الرزايا فلنا في حَالكِ الأهوالِ مَسْرى وطُرُق فإذا جاء الردى كََشّرََ وجهاً مُكْْفهراً عارضاً فينا بسيفِ دمويّ ودَرََق ومُصّرا بيدٍ تحصُدنا لم نُبدِ للموتِ ارتعاداً وفََرقْ ... نترك الدنيا ولنا ذِكرُ ُ وذكرى من فِعالٍ وخلُق ولنا إرثُ من الحكمة والحِلم وحُبِ الآخرين وولاءُ حين يكذبُ أهليه الأمين ولنا في خدمة الشعب عَرَق ( صلاح احمد إبراهيم :نحن والردى) jaaly osman [[email protected]] -------------------- اللغة الباذخة الفخيمة والماتعة كاداة من أدوات السعادة !!
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
آآآآآآي!!!* قال لينا سلاطين النجاهو من الخليفة إنو كان بيؤذن للصلاة...
=== سلاطين باشا مؤلف كتاب السيف والنار والذي - بحسبي - قد انصف فيه السودانيين إنصافا قال لي الأستاذ عبداللطيف*: السودانيين لو يعرفوا فضل سلاطين عليهم حقو يعملو ليهو تمثال في قلب الخرطوم ........ راوي القصة الأخ صلاح عبدالله خاطر صلاح من الجيل الوسيط في حركة الفكرة الجمهورية وكان من مهامه في فترة الإشراف على مخزن الكتب يعمل حاليا في السودان في مجال المكتبات زوجه الأخت د. وصال يوسف دفع الله السيمت === بمناسبة الآذان، اليوم، وأنا في أرض غريبة*، تذكرت حديث الأستاذ هذا عن سلاطين فقمت بالآذان للصلاة "الله ينجينا من عسف الخليفة" آذاني هذا ذكرني بلطيفة للأخ د. عمر القراي .. قال لي أنه أبحر ذات يوم من ليبيا الى مالطا... أول ما وطئت أقدامه الأرض "أذّن في مالطا"...
*أرض غريبة تعجبني مزامير اليهود التي كانوا يتلونها عهد السبي شوقا لأرض الميعاد أوردها الأستاذ محمود محمد طه في كتابه "الشرق الأوسط" على انهار بابل هناك جلسنا – بكينا أيضا عندما تذكرنا صهيون. على الصفصاف في وسطها علقنا اعوادنا. لانه هناك سألنا الذين سبونا كلام ترنيمه، ومعذبونا سالونا فرحين قائلين رنموا لنا ترنيمات صهيون. كيف نرنم ترنيمة الرب في ارض غريبة؟ ان نسيتك يا أورشليم تنسى يمينى. ليلتصق لساني بحنكى ان لم اذكرك، ان لم افضل اورشليم على أعظم فرحى
ده ضرب أسيادنا ده ضرب أسيادنا
و ذو الشوق القديم وإن تعزّى مشوق حين يلقى العاشقينا
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: نصر الدين عثمان)
|
Quote: أكل لذيذ متل دة من الله خلقني ما أكلتو |
أووووه!! أبو نفيسة دي بت الغول قلت لكم من قبل دارت في فلكه بت الغول وبت الفول ودار فيه حسن نمر والسر بعشوم "من كل فن يبديء ويعيد" من كل لون دار فيه علي اللبني ومحمود أحيمر مكة ومنى وعرفة كوثر محمد خير وأميمة البحر شمس وقمر ونور وكوكب شلعت في مداره البروق عينة وعبادي وبطحاني == القطب الجيلاني يقول: اقمت في صحراء العراق وخرائبه خمسا وعشرين سنة مجردا سائحا لا اعرف الخلق ولا يعرفونني يأتيني طوائف من رجال الغيب والجان* اعلمهم الطريق الى الله === هو، هو القائل: البرٌ لي، والفاجر أنا له === حكى لي الأستاذ أحمد محمد الحسن* (بتصرّف) جا شاب ومعاهو سيدة زاروا الأستاذ وطلعوا بعد طلعوا الأستاذ سألنا الشاب دة بتعرفوهو قلنا لا ... قال لينا أسمو وسألنا: مشهور عنو شنو؟! ما جاوبنا ... قال معروف انو متزوّج جنية ما لاحظتو أنو أنسان عينها مطاول
طبعا ما لاحظنا ....
--- الأقواس: الأقواس يا أبا نفيسة بتظهر مع الإكسبلورار explorer لو شغال بالكروم غيّرو
الأقواس: مرتبة عند بعض المتصوفة بعضهم يقول قوس وبعضهم يقول غوث "والمعنى واضح"
يقول القطب الشيخ عبدالغني الجيلاني، يدعو مريديه، ان هلموا اليّ: يا هذا فرسي مسرج، ورمحي منصوب، وسيفي شاهر، وقوسي موتر، أحفظك وأنت غافل
=== * أحمد محمد الحسن عمر "العبادي" نشأ بكوستي وعمل في مجال التدريس بكوستي وجوبا والخرطوم والمسعودية وجمهورية اليمن زوجه الأستاذة هدى عثمان سليمان قباني من الأبيض ولهما من الأبناء محمود، آمنة، سارة ومحمد الحسن حفظهم الله === في المجتمع الجمهوري يوجد أيضا أسم آخر أحمد محمد الحسن المجذوب* من كسلا وقد رحل الى بارئه، أٌغدقت على روضه فيوض المنن.... جعل الله البركة في زوجه أم الحسن سليمان عياد والأبناء الخير وأخوانه ..
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
للجعلي في عليائه شيء لله يا حسن!! لوح "الحضرات"
من ناداني لبت له الحضرات والأسم العليّ السيد الحسن أب جلابية
سمعته يحكي عن رجل ختمي " شديد التعلق بالسيد الحسن " كما وصفه الأستاذ، قال للدكتور ما بتخت ايدك فوقي كان ما قلت يا حسن!! فقال ، الطبيب يضحك وقال ، يا حسن سيد فلان" ذاكرا اسم المريض " .. الرجل قال شعر بجسم تقيل يجلس بالقرب منه في النقالة ، قال للدكتور بعد دا شوف شغلك يا حسن!! == بتصرّف مما يحكي الأستاذ محمد علي* جعفر أحمد وديدي وديدي أصلا من رومي البكري ونشأ بالحلة الجديدة الخرطوم ثم الصحافة واضح من الأسم أن قد تمت تسميته على السيد محمد علي العجيمي منطقة "قنتي" وما حولها "تقنت"* من أسم محمد علي وبخاصة الذين ولدوا خمسينات القرن الماضي وبداية ستيناته
== تقنت من قنتي من لطائف الشاعر كباشي حسونة وقد حٌكيت من قبل
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
أيواااا!! عمك الفادنى دة كان بدخن .. مرة جا للأستاذ شايل ليهو كدوس قديم قال للأستاذ .. يا أستاذ خلاس أنا تبت من السجاير وجبت الكدوس دة تانى بدخن قرنفل .. قال الأستاذ قال ليهو "توبتك مالا نية كدى"!!
=== بتصرّف مما حكى لي الأستاذ أحمد عبدالرحمن العجب وقد أتينا على سيرته من قبل يقيم الآن بأمريكا مستشفيا شفاه الله == في مجاهدات أبوي لترك السجاير ... مرة الأستاذ قال ليهو كانت خليتو بتشوف النبي أبوي قال ليهو هسة كتير أخت رأسي أشوف النبي!! الأستاذ قال ليهو كان خليتو تشوفو يقظة!! طوالي أبوي عفص صندوق السجاير == بتصرف مما يحكي أبنه الأستاذ عوض الله أحمد الفادني عوض الله درس الرياضيات بكلية التربية جامعة الخرطوم ويعمل حاليا بالحجاز
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
Quote: الثياب البيض شارات الرضا |
كتب أمين الطيب:
Quote: كنا أطفال وتلاميذ مدارس حين كنا نجوب في الجوار أمام منزل الأستاذ محمود . كانت حارتنا الأولى مركز إشعاع ثقافي وسياسي وديني يتجاور فيها العالم عبدالجبار المبارك و شيخ أبوزيد محمد حمزة والأستاذ محمود ويس عمر الإمام والأنصار أهل المنطقة والشيوعيون. كان معلمينا خليط من الجمهوريين والشيوعين وقليل من الإسلاميين . ورغم حداثة السن إلا أن نقاشات وأفكار كانت تناقش في المدارس والأحياء وكنا نتابعها بفضول . كنا كثيراً ما نقف نتأمل جموع الأخوان يتجمعون في الساحة الغربية لبيت الأستاذ وهم يرددون الله ...الله هويجلس في كرسيه متلفحاً ثوبه الأبيض في ناحية النساء (غالباً )بثيابهن البيض . كان أكثر ما يميزهم التهذيب والهدؤ الشديدين وعدم الإنفعال رغم محاولات البعض وبعض الصبية إستفزازهم والتحرش بهم في حالات نادرة جداً.
يشتد الذكر قبل المغرب.. ثم يتوقف فجأة يؤذن مؤذن يقف الأستاذ ..يتركهم ويدخل بيته كان بيته دائماً مفتوحاً في تلك الأوقات |
كانت ثياب الأخوات الجمهوريات، على بساطتها، إذ كانت من الساكوبيس الرخيص والبنغالي، كانت على بساطتها ورخص أسعارها، محط اعجاب كثير من الناس ودهشتهم... كثيرون كانوا يرون أنها لا تشبه ثياب غيرهن من النساء .... فيها "زي حاجة كدة غميييييسة"!!
=== ميمونة خالتي جابت من سلطنة عمان توب أبيض فاخر هدية لأمي آمنة ... أمي آمنة ما لبستو أدتني ليهو ... لبستو جيت داخلة بيهو على الأستاذ ... عاين لي نوع عييين كدي بفرزو طوالي مشيت قلعتو ولبست توبي العادي في نفس اليوم داك او بعدو بي شوية جاتنا درية حامد* دي من لندن .. جات موووضة* أعلنت ألتزامها أمام الأستاذ.... الأستاذ قال أدوا أختكم دي توب جبت توبي اللبيض داك أديتو ليهو ..... - - - بتصرف مما تحكي الأخت د. سمية محمود محمد طه سمية هي البنت الصغرى للأستاذ وزوجها الأخ د. أحمد المصطفى دالي ولهما آمنة وفاطمة حفظهم الله ___ الراحلة درية حامد العبيد درست جامعة الخرطوم وتأثرت بأركان الجمهوريين بها وبحديقة هايد بارك في لندن ابان دراستها العليا هناك عملت بالجامعات بالحجاز لفترة ثم عادت للخرطوم وتوفيت بها منذ حوالي العامين سقى رياض ضريحها المزن الهتون ... ---
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
الصيف دة لاقيت في جهات بوسطن دي الإمام أحمد المهدي* .... يتحدث عن الأستاذ حديثا طيبا جدا .... قال بتذّكر الأستاذ مرة جا عزّاهم في وفاة حصلت في بيوتهم ....ذكر أنو لي هسة بتذّكر مركوبو الأبيض ....
=== بتصرّف مما حكى لي الباشمهندس الهادي آدم محمد الهادي من أبناء كوستي وعمل في كنانة مديرا لمحطة المياه بها ثم استقل بعمل خاص * الأمام أحمد عبدالرحمن المهدي يحفظ له التاريخ أنه من قلائل رجالات البيوت التقليدية الذين أدانو الجريمة الشنعاء في 18 يناير 1985 ... نشر عنه الصحفي مزمل عبدالغفار إدانته بالصوت العالي لتلك الجريمة الشنعاء
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
10/18/17, 10:33:50 AM: شيخ الطيب: فى محاضره بنادى ام روابه الثقافى وكان يديرها القاضى الشرعى بكرى البيلى جاء مساعد المحافظ لشمال كردفان ( طبعا كان كل محافظات السودان تسعه فقط ،)ا واسمه عثمان عبدالرحيم وهو من( الهلاليه) بالجزيره رفع بعد مده من جلوسه يده وهنا اعطاه القاضى الشرعى فى عجله ولهفه الفرصه قائلا تفضل السيد مساعد المحافظ!! وهنا فأجأ الرجل الحضور بعد ان اثنى على المحاضره قائلا فى الحقيقه انا ما جيت لأسال. ولا لاعقب وانما.جئت لاقول حقيقه. فانا زاملت الاستاذ محمود فى الدراسه منذ االصغر فى رفاعه الى ان تخرجنا من الكليه واشهد والله ان الاستاذ محمود ومن نحن تلامبذ فى المدىسه كان لايشبهنا نحن زملائه. بل كان متفردا تماما. فى كل شئ . وكان محبوبا ومحترما من الجميع اسمته الفريد وجديته بل كان لا.يميل الا اللعب بل كان جادا كثير الصمت فى عمق واضح وذكاء كبير وكنا جميعا نحترمه ونتحرج حتى فى قول او عمل شئ مشين.امامه وانا كنت بقول لزملائي ان محمود هذا سيكون له شأن. عظيم وعندما تخرج مهندسا مدنيا وعمل فى هذا المجال انا ماكنت مقتنع بان هذا هوقصاراه ولا ارى ان هذا مكانه وظللت على هذا الحال. الى ظهر بعد مده قليله.بنشاطه السياسى القوى والشجاع والذى توجه بفكره ةالعميق الذى يطرحه لنا اليوم!!! وهذا ماكنت اتوقعه . قال هذا وعاد الى مكانه فجاء الاستاذ وعلق قليلا قائلا نشكر اخينا عثمان عبدالرحيم على هذه الكلمات الطيبه وفى الحقيقه الجمهورين مجهولين وتاريخهم غير معروف عندالكثيرين.( ون من ذكريات الطيب محمد الحسن العبادي
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
أولاد الشيخ عبد السيد قالوا لأبيهم: كل الشيوخ عندهم شجرة نسب يعلقوها في مسيدهم إلا نحنا .. أنحنا أصلنا من وين ؟؟ الشيخ قال ليهم: أنحنا مأصلنا الليل*
--- الشيخ عبدالسيد له مسيد يزار بود مدني ... حكى عنه الأستاذ محمود أنه حفيد للشيخ عبدالقادر الجيلاني وقد سرقه أهل الأبل وأتوا به من العراق* للسودان ليرعى لهم ابلهم ولكن الأستاذ يقول أن المقصود كان جيتو للسودان (كأنو الأمر الروحي)
--- * "مأصلنا الليل" يقصد قيام الليل وهي سنّة النبي الكريم بتصرّف مما يحكي الأخ خلف الله محمد عبدالكريم قال أن الأستاذ كان معجبا برد الشيخ عبد السيد وكان يكرره
--- خلف الله محمد عبدالكريم من أبناء أب حراز وأهله أهل سجادة هناك زوجه العافية يوسف ابراهيم من أم دقرسي ولهما طائفة من الأبناء حفظهم الله
* في رواية للسادة العركيين أن الشيخ عبدالسيد قال أنا في العراق ناداني الشيخ حمد النيل تعال!! تلاتة نمور دة يشيلني يسلمني دة لامن وصلوني ليهو
قضى فترة مجاورا الشيخ حمد النيل في سجن الداير في أم درمان لازم الشيخ حتى رحل الشيخ ثم جآء وفتح مسيده في ود مدني
--- من أحفاده من الجمهوريين الأخت التومة عوض الشيخ عبدالسيد زوج الأخ الجمهوري الباشمهندس جبريل محمد الحسن
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
يا أستاذ الحضرة قالت خلاص النميري يمشي حضرة أكبر من حضرتك دي يا عبدالرحمن* بتقول انو يقعد النميري عندو مهمة كان ما أنجزها ما بمشي ...
=== عبدالرحمن* مشهور بأسم عبدالرحمن راجل الغرب وقد وردت سيرته في خيط "سبانا" كثيرا حكى للأستاذ الأمين أحمد نور قال ليهو أنو هو قال للواء عمر محمد الطيب نايب النميري ما ح تقعدوا لو ما فكيتو الأستاذ ... قال عمر رسلني ليهو مشيت ليهو أقنعو: قال لي يا عبدالرحمن لو جاييني للموضوع دة تاني ما تجيني
خلاس!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: أبوذر بابكر)
|
Quote: قد اكتحلت مآقى الروح
وايم الحق والجمال يا عبد الله
هذا الدفق من اعذب ما ارتوى منه المكان واستقى من فراته الزمان
شكرا ياخ |
=== يا أبا ذر يا أبا بكر لقد "أبهجتني" وأستعدلت يومي وأنا أنت قد نسينا "إرتداء حلمنا العتيق"* من خلف سدف الروح نقتفي آثاره شيء وجد شيء جذب شيء "ترجمة"* أو كما "ترجّم" عكير الدامر
ﺍﻫﻞ "ﺍﻟﺘﺮﺟﻤﺔ" ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺴﺮﻳﺔ ﻗﻮﻣﻮ ﺍﻟﻬﺠﻌﺔ ﻟﻲ ﺍﺣﻤﺪ ﺗﻌﺎﻟﻮ ﺳﺮﻳﻪ
تعالو لي أحمد دي هي هي "سيروا الى الله عُرج ومكاسير" وهل أحمد الا مظهره؟! كنت كنزا مخفيا، فأحببت أن أعرف "فبي" عرفوني قال الأستاذ: ولذلك فكثيرا ما يقال وبحق: عن (فبي) أنها تعني (محمدا) فلكأنه قال (فبمحمد عرفوني) .. وفي لغة الأرقام مجموع حروف اسم (محمد) كمجموع حروف* (فبي) .. كلاهما اثنان وتسعون، كما هو معروف ..
* إن الحروف سر من أسرار الله تعالى والعلم بھا من اشرف العلوم المخزونة عند الله وھو من العلم المكنون المخصوص بھا أھل القلوب الطاھرة من الأنبياء والأولياء وھو الذي يقول فيھا الحكيم الترمذي علم الأولياء ولهم في ذلك لطائف* لا تقع تحت جصر منها مثلا ملاحظتهم أن جبريل = الروح كلاهما 245 لبيك الله = الكعبة كلاهما (128 بالحساب الصغير وه حذف الأصفار) مما حكى لي الأستاذ بدرالدين السيمت (بتصرّف) أشوف في رؤيا يقولو لي محمود محمد طه دة العاقب - قال لي شوف حروف محمود محمد طه وشوف حروف العاقب - (في حساب الجمل) ... قالت صحيت من الصباح حسبتهم لقيتهم متطابقات حكيت للأستاذ... الأستاذ قال لي انت قبل ما تنوم كنت عارف عدد الحروف ديل؟ قلت ليهو لا!
--- مزامير "الشكول" على جنة يا أبا ذر يا أبا بكر جدي بابكر وعمي بابكر وخالي بابكر
عندما حط الأخ القرآني محمد سيداحمد رحاله عند سوح الأستاذ محمود رآى فيه نفسه فقال له "ألتقت الشكول بالشكول" لعلك لاحظت أنكم بابكر ونحن كذلك أنتم شاعر "فُطحل" وأنا متشاعر مقل "جدا" أنت مترجم وأنا كذلك (لهذه قصة حكيتها في سبانا ترجمت فيها للأستاذ محمود) ولدنا في عام شمسي واحد نحب "أبو داؤود"* مش عجيبة
--- الأستاذ قال سمع ابو داؤود، صبي صغير في جبيت، يغني بالكبريتة بختو أبو داؤود!! من لطايف أبو داؤود: الصوفية سألوا العود: صوتك جميل ليه؟! لأنو بطني فاضية!!
--- عودٌ على بدء "إرتداء حلمنا العتيق"* حلّقت بي لسموات ليس لكثيرين بها عهد
يغني المغني
الشيخ العليش* يلتقي الكاشف في بنطون اب حراز
غني لي الزهور صاحية وأنت نايم؟!!
يتواجد الشيخ
وغيره فاغر الفاه!!
لا يرون ما يرى!!
--- حكى لنا د. حمد النيل عبدالله دفع الله العركي الشيخ العليش يكتب حجباتو ويدندن: حجبوهو عن عيني علا عن قلبي ما قدروا حجبـــــــــــــــــــــــوهو
يختمها بشخطة طويلة ومعها صلى الله عليه وسلم
ضرب أسيادنا!!!
أبا ذر سعداء بالطلة
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
ما أعذبك وأصدقك يا عبد الله إذ أنت تبحر في أحوال الرضا والريح رخاء رخاء.. نتابع مشروعك التوثيقي للجمهوريين على منهاج وأدب الطبقات وقريبا من الشعر ودا ذاتو (ضرب أسياد) كالعارفين المعنى وحققوه. عجيب! ولكن الأعجب هو هذا اليقين الذي يملؤك ويتدفق ههنا لججا لججا.. يا ليت لي من نوعه، بأي شيء، ولو مرة في العمر، مقدار...
ألا من حسوة ألا...
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: هاشم الحسن)
|
أخي عبد الله وضيوفك الأكارم ... سلام،
اقتباس:
[[جابوني... أخدت قعدتي معاهو ... الرأس مشطوب ما عارف أبدأ من وين ذاتو و دة شنو شغلوني في النقل النهري بقيت أمش كوستي جوبا... بحب القراية... عندي كتب جورجي زيدان كلها يمك ... شلتها معاي... قامو ناسي ديل برضو أدوني كتب... أها شلتهن معاي في بابور البحر بديت أقرأ كتب ناسي ديل... أها وحاتك كتب جورجي زيدان السمك إن بياكلن يكون شبع!! ترا دي المطامير ترا دي المطامير]]
ضرب في المليان...............
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
Penmanship حولااااا ياخ الأستاذ دة ينتقل بيك من: جار حقو بلا شريعة، وصار عينو بلا وقيعة، أخوي روحو مسبلا لـ: أسكين ما ماء الفرات وريقه على ظمأ وبعد شراب بألذ منك، وإن نأيت، وقلّما ترعى النساء أمانة الغيّاب ينتقل بيك بين ديل وما تحس أي "دقداق" مووبالغة!!!
=== بتصرّف مما يحكي الباشمهندس محمد عثمان محمد بابكر أول عهده بمطالعة كتب الأستاذ "تطوير شريعة الأحوال الشخصية" محمد درس في الإتحاد السوفيتي.. أقام بهولندا لفترة ثم رحل لأمريكا زوجه المهندسة آمنة الريح أبو أدريس علي - منشدة جمهورية ولهما من الأبناء عثمان وعادل حفظهم الله ===
لعاب ياخ!!! من لطائف الأركان: أعتاد طلاب جامعة الخرطوم على أركان دالي والقراي جآءهم يوما الأخ النور محمد حمد فقدّم ركنا أطربهم أحدهم ثملا علّق: ياخ الزول دة لعاب!! لعاب ياخ
"كل القوة خرطوم جوّة"!!!
ضرب أسيادنا
للجعلى في عليائه
عليك إعتمادي كل لحظة
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 11-05-2017, 06:08 AM) (عدل بواسطة عبدالله عثمان on 11-05-2017, 06:10 AM)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
اخي عبد الله يا لهذه التداعيات الوسيمة رحم الله د. الجعلي فهو كغيره من عباقرة السودان لا يمكن ان تفوت عليه مأثر (محطة) الاستاذ الوارفة الظلال دون ان يتوقف عندها: من المجذوب الى عبد الله الطيب الى منصور خالد الى محمد محمود و كثيرون اخر ليت هذه التداعيات تتوفر في كتاب لشباب السودان ممن فاتهم حضور عصر سيد الشهداء (لمن يندهشون فانه جاء في الاثر النبوي ان سيد الشهداء هو ابني هذا و كان يشير للامام الحسين و رجل قام الى حاكم ظالم فقتله)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
اخي عبد الله يا لهذه التداعيات الوسيمة رحم الله د. الجعلي فهو كغيره من عباقرة السودان لا يمكن ان تفوت عليه مأثر (محطة) الاستاذ الوارفة الظلال دون ان يتوقف عندها: من المجذوب الى عبد الله الطيب الى منصور خالد الى محمد محمود و كثيرون اخر ليت هذه التداعيات تتوفر في كتاب لشباب السودان ممن فاتهم حضور عصر سيد الشهداء (لمن يندهشون فانه جاء في الاثر النبوي ان سيد الشهداء هو ابني هذا و كان يشير للامام الحسين و رجل قام الى حاكم ظالم فقتله)
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
Quote: يا لهذه التداعيات الوسيمة |
بروفسير عوض محمد أحمد يسرني أن قد وقع منكم "ضرب أسيادنا" هذا موقعا حسنا فأنعمتم عليه، من طيب نفسكم، نيشان "الوسامة" ... يسرني ذلكم، وكثيرا.... أكتب، هذه التداعيات، وفي ذهني تلميذه الأكبر، السعيد الطيب شايب، الذي كان يستمتع بمجالسه، شقيقكم د. علي محمد أحمد، وقد رأيته في مجلسه غير مرة === كان لا يفتأ يردد "الحقيقة الوحيدة اللي أكبر من الخيال هي الأستاذ محمود"!! - - - لذا يا عزيزي بروف علي، نحنا هنا بنوّنسكم ساي وإن قعدتو لينا بنوّنسكم للصباح*
* من لطايف دكتور عبدالله علي ابراهيم قال حين أعتقلوا في الدامر "واجبهم" المساجين الجاب تمباك، الجاب سجاير، الجاب أكل همباتي ما عندو ما "يواجب" بيهو .... قال ليهم والله أنا معّلم الله علا بدوبيلكم للصباح*
دحين يا عوض ياخوي اسمعولكم دوباي زولن "جرحو منوسر"
===
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
لروح الجعلي "بروق الوله" لما الليل ما جن!! ناس ليلى جن ....
الأستاذ قال لي يا صلاح أنت عندك رؤى نبوية .. احكى لينا منها.. قلت ليهو كنا فى منزل الاخوان (أ) سمعنا جلبة شديدة فى الخارج فقالو لنا إن النبى ظهر فى منطقة السينما الوطنية شرق سوق ام درمان، والاخوان بدأوا فى الاستعداد للخروج لهذا الحدث الهام، ولكنهم تاخروا فى الخروج.. فقلت لهم: انا ماشى.. مشيت ... فى المنطقة إمراة مصنوعة من الذهب الخالص، وهى تلمع كلها، وهى تصيح: وين النبى؟ وينو صلى الله عليه وسلم؟ وكانت تردد ذلك كثيرا.. صحيت .... الاستاذ قال : دي الدنيا ضاقت بالحياة المادية فى إنتظار المخلّص ....*
--- بتصرف مما يحكي الأستاذ صلاح عبدالله عمر خاطر
--- قديما غنى الجعليون على أنغام دلوكة "دودو": "ليلة القدر" ليكن بجيد فني فراق ناس ليلى طال دة المجنني
--- مش لطيفة أحد فناني تلك المنطقة اسمه "ذكّار"!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
حكى لينا قصة امرأة كانت مؤجرة بيتها فى ان درمان لناس.. وعذبوها فى الايجارات وما دايرين يطلعوا.. القضية فى المحكمة اخذت جلسات بالشهور.. وكان ذلك اخر يوم مخصص للنطق بالحكم.. ركبت تكسى للمحكمة. لما التاكسى وصل ميدان الشهداء قالت ليه اقيف.. وقف!! رجعنى البيت.. السواق إستغرب ....شنو؟!! .قالت ليه شوف بيت ازهرى دى.. سراية من طابقين وين لبيتى؟! لكن سيده وين هسى؟ خلاهو ومشى.. دحين مانى سآلاهم.. طلعوا براهم طلعوا.. ما طلعوا ما بجرى وراهم تاني!!
--- مما يحكي محمد عثمان سليمان "أبو الريش" .... محمد عثمان من قرورة شرق السودان جآء لسوح الأستاذ في سن باكرة، وسنأتي على بعض أطراف من ذلك، منذ سن باكر له ولع بالتسفار وقد طاف مع الجمهوريين بقاع السودان المختلفة وسافر في سن باكر جدا لألمانيا ... ولا يزال يسافر ما بين أمريكا والصين والخليج ....
--- الزعيم الأزهري من المعلمين الذين درّسوا الأستاذ محمود محمد طه في غردون كان معلما* للرياضيات وأعتقد أن محجوب عمر باشري ذكر أن دراسة الأزهري في بيروت كانت في مجال الرياضايات عن "القسمة على صفر" ... --- زاره الأستاذ محمود محمد طه في قبره بالبكري ودعا له ... مما سمعه الأخوان من بعض الدعاء "بتصرّف": اللهم إنه كان يحب الرياسة في الدنيا فريّسه في الآخرة أو كما قال بختو --- معلم الرياضيات* تشرفت مع الأخ د. علي أحمد ابراهيم والأستاذة أسماء عبداللطيف عمر بزيارة زوجه الزعيم السيدة مريم مصطفى سلامة العطيفي في دارهم العامرة ... مما حكت لنا "بتصرف" أبوي كان موظف في الدلنج ... في درويش كان بحبني حب شديد يوم جا لقاني ببكي ... قال ليهم يا سلااااام !! ليه مزعلين الملكة ... دي بعدين تصافحوها لي ملك السودان أزهري دة لما عرّسني كان مدّرس... مشى بيروت وجا ... الناس ركبوا ليهو موضوع السياسة دة في رأسو بقى رئيس وكان داير يبقى ملك كمان ...
ضرب أسيادنا!!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
ضلام شديد ..... فجأة الكهرباء جات والنور ولّع قال الأهلو سموهو النور ما خلوا ليهو حاجة!! === بتصرّف مما يتذكر الأمير صديق مصطفى اسماعيل ابوقرجة صديق من أم غنيم شمال كوستي .. درس بالقاهرة فرع الخرطوم يقيم حاليا وزوجه ليلى عبدالواحد الدرويش بأمريكا حفظهم الله وأبناءهم مصطفي، سعيد ومحمود --- أسرة أبو قرجة من الأسر الأنصارة المعروفة التي أقبلت على سوح الأستاذ
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: نصر الدين عثمان)
|
Quote: لما ذهبت إلى عاصمة ولاية الجزيرة.. لما فتنني النيل الأزرق |
"بالبطاح كعبٌ أستقروا"
يا أبا نفيسة!!
نحمد الله أن عشنا زمن "الثعيد" حلو الحديث وإنها لحلاوة شقت مرائر .... هو هو .. تتسمّع في مجلسه"أوابد الكلم" وعاميته تنثال منه كأنما "ينحط من صبب " (المولد البرزنجي) هو... هو ... غمامــةٌ جذَبَتْهــا خِــيرةُ "الــديَمِ"* (نهج البردة/ شوقي) كتبت من قبل أن قد سألني يوما في مجلسه: إن كان منزلتي في الحب عندكمو كما قد رأيت فقد ضيعت أيامي قال لي: ضيعت اذا قرأتها بالفتح ماذا تعني؟ وكيف بها إذا هي بالضم كان في جلسه دائما ما يحرضك على الغوص في "لجج" المعاني* --- تذكرته أمس وأنا استمع لإذاعة القرآن الكريم: وَجَرَيْنَ بِهِم بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ وَفَرِحُوا بِهَا جَاءَتْهَا رِيحٌ عَاصِف فٌقلت لنفسي ليه ريح طيبة .... ثم ريح عاصف؟!
مندري؟!
نحمد الله أن عشنا زمن "الثعيد"
غمامــةٌ جذَبَتْهــا خِــيرةُ "الــديَمِ"*
الديم ياهو عندي ديم رفاعة ولا شنو؟!
دعا الأستاذ لمحمد المهدي المجذوب "جذبك الله اليه ....."
ضراب أسيادنا!!
بروق "الجذب" لروح الجعلي في عليائه
(عدل بواسطة عبدالله عثمان on 11-07-2017, 06:03 AM)
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
من.الزيارات التى ظلت عالقه بذهنى تلك التى قام بها.الاستاذ. للشريف محمد احمد،( المعمر) فى قرية.مديسيس شمال غرب كوستى وقد جاء الاستاذ خصيصا لهذه الزياره حيث تحرك لها من كوستى وكان معه الاخ جمعه حسن و بعض الشيوخ منهم الشريف نور الله والخليفه موسى( من خلفاء الختميه كان صديقا للاستاذ). لي هسع ما عرفنا سر الزيارة دي وسر إهتمام الأستاذ بيها .... --- بتصرّف مما يحكي الأستاذ الطيب محمد الحسن عمر "العبادي" الشريف المعمر وقبره بكوستي يزار ... من بلاد شنقيط أو المغرب ... كان سائحا يحكي عن نفسه أن قد نزل جزيرة لبب ليلة حدث فيها أن رُزق عبدالله فيها أبنا جآء عبدالله صباحا للشريف "متباختا" به قال له أن قد رزقت أبنا وأسميته عليك "محمد أحمد" .... صار محمد أحمد الأخير هذا من يزيّل اسمه بـ "مسكين من ضنقلة" --- الأستاذ جلال يحكي: مشينا نيالا سنة كم وستين .... الأستاذ وصانا نزور الشريف المعمّر فيها لقيناهو قاعد في فروة بيضا وقدامو طفل يشتت في رز في الفروة ... الشريف يلقط في ارز الأبيض من الفروة البيضا وااااحدة واااحدة!! واااحدة واااااحدة!! الزمن داك عمرو يمكن ميتين سنة !! يتدّخل الأستاذ سعيد الطيب شايب ذاكرا عدد الأعوام بالضبط ونسيتها (مئتنان ونيف وثمانين)
--- من الشخصيات الغريبة التي التقتها مجاميع من الأخوان الجمهوريين، في مناسبات مختلفة، الشيخ محمد ود جاد الرب في قرية أرتولي بالشمالية يحكي لهم عن أزمان سحيقة عاشها يقول لهم حضرت لما سحرة موسى رموا حبالهم ....* دناقلة مشلخين ... الزول ما بيكون عندو تصور للعبارة القرآنية "وأوجس في نفسه خيفة موسى" ... أوجس دي الا تشوف موسى لحظتها ... وشو دة عجيب
يحكي قصصا كهذه .... سألت بعض الجمهوريين عن سر هذا الرجل فقال لي بعضهم أن الأمر أمر تناسخ أرواح فواضح أنو الرجل دة عاش حيوات متعددة ويتذكرها جميعا
=== وكنت مع أيوب في زمن البلى ....
كنت مع موسى مناجاة ربه وموسى عصاه من عصاي استمدت --- من لطائف الأركان درويش غرقان ... تطربه المعاني وتدخله في أحوال أستشهد مقدّم الركن بالحديث: كان الله ولا شيء معه دخل الدرويش في أحوال فقال له مقاطعا: هاااا وليد!! والله كان عاينت تلقاني قاااااااعد
ضرب أسيادنا!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
عبد الله ... عساك طيب
افتينا في أمر تلك "البشارة" الخلب التي زفها صاحب (ألوان) باكراً بمقدم "المشروع الحضاري"!؟
المحمول على ظهر تلك السفينة التي لا تبالي بالرياح......
وهل يصح أن يقال عليها "ضرب أسياد" أم "ضرب فشنك"...
ثم ما حكاية ولع أولئك القوم بـ (السفن)!؟

[.... ولم ترَ رؤية بعدها بعدها أبداً إلا حين بلغت الواحد والثلاثين من عمرها، وهي حبلى في شهرها التاسع، وذات ليلة هادئة رآت جمهرة من السودانيين يهللون ويكبرون وينشدون، فاستخبرت، فقالوا (بها) أن الرسول صلى الله عليه وسلم على النيل بسفينة لم ترَ أجمل منها، فوجدت مجموعة من القيادات الحزبية تقف على أطراف الطريق وهي محتارة، والناس تقول لهم وهذه عبارتها "مشكلة السودان الآن انحلت تماماً، لا حزب أمة ولا جبهة، فالرسول قد تبناها شخصياً". وقالت لقد رأت المصطفى صلى الله عليه وسلم يلبس جلباباً سودانياً وعمة سودانية بيضاء، ويركب هذه السفينة الصغيرة وفي يمينه سوداني من جنوب السودان يحمل مكبر صوت "مايكرفون" يبلغ ما يقوله الحبيب المصطفى والناس تصطف على النيل بالآلاف وتتدافع للاستماع.. وفجأة يحلق الناس لأن الناس تحدثوا بأن في رفقة المصطفى صلى الله عليه وسلم امرأة تريد أن تحدث النساء وتشرح لهن أمور دينهن، ظهرت المرأة وبجانبها الخال الآمر بالحجاب، وهي ترتدي ثوباً سودانياً وحجاباً على الطريقة السودانية أيضاً، وتجيب وتتحدث في أمور النساء بصوتٍ خفيض ولكنه مسموع، فسألت عنها فقيل أن اسمها "آمنة". وقف الجميع لوداع المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو يعبر للضفة الأخرى، ولكنه رغم الزحام نادى عليها وعلى أخيها وأمرهما بالركوب وأعطاهما مبلغاً من المال، وأمر شقيقها بالسفر ودعا لهما، ركبا في صحبة الرسول صلى الله عليه وسلم ونزلوا في الضفة الأخرى ورأوا على طول البر حقائب جديدة ولامعة وآلاف الكراتين والخيرات والأمتعة التي غطت الأفق، وقال لهما المصطفى أن كل هذا الخير ذاهب للسودان وكان يحملها أجانب بشتى السحنات والألوان .....]* --- * في حال وجود أي اختلاف بين ما ورد هنا وما ورد في القصاصة بعاليه.. فضلاً يرجى اعتماد القصاصة
| |

|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
كنا مع الاستاذ فى دعوة غداء فى الابيض فى منزل آل عبدالله يس* وهم من ركابية بارا. أستغرب أحدهم احتفاء الاستاذ باهل الطرق والنوبات والمداح بالطار!! الاستاذ قال ليهو: قالوا الشيخ فرح ود تكتوك كان ماشى مره مع احد حيرانه لاقتهم دلوكه.. فمال لها الشيخ فرح وعرض فيها زين!! الحوار أستنكر منه ذلك فقال ليه الشيخ فرح: انت ما سمعتها الدلوكه دى بتقول شنو؟! الشتم النقار بقول الله الله.. والشتم الخلاف بيقول التسوى تلقا.. التسوى تلقا.. والدلوكه الكبيره بتقول اعملوا وسيرى الله عملكم.. اعملوا وسيرى الله عملكم!!
أفاض الأستاذ في تفاصيل ثم حدثه عن (وان من شئ الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)
--- بتصرّف مما يحكي الأستاذ الطيب محمد الحسن عمر "العبادي"
* آل عبدالله ياسين (آل السيد هاشم) هم منزلة الأستاذ في بارا ومنهم محمد الحسن عبدالله يس وقد ترأس مجلس رأس الدولة لفترة في حكومة ما بعد الإنتفاضة معروف أن والدة السيد الحسن "رقية بت جلاب" من بارا وله مزار هناك يقال أن فيه سرّته
--- حكت لي الأستاذ أسماء محمود محمد طه أنهم في وفد في جبال النوبة في الستينات نزلوا مع الأستاذ في بيت ابن عم له من مورا اسمه علي شمعون "لعلها قالت عمر شمعون" أعرف منهم شمعون خدر شمعون* وهم متوزعون بين الحصاحيصا والأبيض وغيرها --- على ذكر شمعون خدر شمعون واضح أن الأسم من أسماء اليهود* ذكرت لأخ ما أن قد كان لا يزال لوقت قصير في المنطقة الواقعة في منحنى النيل وجود للأثر اليهودي أتذكر "رهاب رهاب" طقوسا لجدتي وغيرها من الجدات تشبه الـ Passover ونجمة داؤود كانت في الحيطان كذلك الأسماء داؤود وسليمان وموسى وابراهيم شائعة جدا في تلك المنطقة أتذكر أناس بيض البشرة مشربة بحمرة يأتوننا من الخلاء، نسميهم عرب "شامير" - اسم يهود واضح - لما يسألونني عن والدي عثمان ينطقونه "إيتمان" Eitman كما ينطقه اليهود تماما ... وغير هذا كثير
---
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
من أصدقاء الأستاذ محمود محمد طه == الشاعر ابراهيم العبادي كان على صداقة مع الاستاذ.. وكان لديه مشروع زراعي صغير جنوب كوستي.. حكى لى احد اعمامنا فى كوستي انه كان وقتها شابا يعمل فى مشروع اهله جوار العبادي.... كانوا ساكنين مع بعض وعمنا راوي القصة كان شابا وقتها يقوم على خدمتهم ... قال: عندما يعلم عمنا العبادي ان الاستاذ تحرك من كوستي وفى طريقه اليهم يقول ليهم توقفوا اى شراب لان الاستاذ دة رجل محترم لابد نحترم وجوده معنا.. لما يجئ الاستاذ يكون عمنا العبادي، رغم تقدم سنه على الاستاذ، فى حالة احترام وادب شديد مع الاستاذ..
=== بتصرّف مما يحكي الأستاذ الطيب محمد الحسن عمر
--- في حملة كتاب ألتقى الأخ هاشم فتح الرحمن الحسن* بالشاعر الكبير ابراهيم العبادي فحملّه العبادي رسالة شعرية للإستاذ تقول: زمن الروح مضى وسارت قوافله المادة واتولى الزمام من بعده عصر المادة طبق فينا من قانونو ابشع مادة تتقاذفنا تياراتو جاذرة ومادة --- يقول هاشم ان الأستاذ كان معجبا بتنويع استخدام مادة "مادة" هاشم ذكر للأستاذ أنو حسّ انو زي العبادي صاحب فلسفة خاصة فأمن الأستاذ على ذلك
--- الأستاذ هاشم فتح الرحمن الحسن نشأ بعطبرة وعمل فيها بالتدريس ويعمل حاليا في معهد سلتي بالخرطوم وزوجه الأستاذ آمال محمد البشير الأمين .. أبنتهما عائشة كانت قد أحرزت المرتبة الأولى في إمتحانات الشهادة السودانية يونيو 2015 هاشم شاعر مجيد* ومنشد أيضا
--- على ذكر الشعراء فقد طاف في سوح الأستاذ محمود عشرات الشعراء أذكر منهم مثالا:
الشريف محمد أحمد البيتي عوض الكريم موسى عبداللطيف محمد المهدي المجذوب مهدي ابوبكر أحمد المبارك عيسى منير صالح عبدالقادر عصام البوشي أزهري محمد علي (غنى له مصطفى سيداحمد) محمد عبدالله شمو (غنى له مصطفى سيداحمد) التوم ابراهيم التوم البيرقدار (غنى له العطبراوي والخالدي) د. عمر أحمد القراي سعد عبدالله أبو نورة أبوذر الغفاري بشير العوض مصطفى العوض بروفسير أحمد المصطفى الحسين منصور علوية خضر الزين حسن عطا المنان وغيرهم وغيرهم
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
لروح الجعلي: بروق المدد
حسن السجمان ومرمّد ختّ حملو فوقك وغمّد وقد جآءت سيرة حسن عطا المنان كأحد الشعراء الذين داروا في فلك الأستاذ ..... كان تلميذا للشيخ أب سقرة في الهلالية فشغله أمر "زول أم درمان" دة فطفق يبحث عنه ... حكيت في سبانا ولا بأس أن أعد أن قد حكى لي الأستاذ سعيد الطيب شايب عن أول لقيا الشاعر حسن عطا المنان للأستاذ ... قال سأل وعرف يومها إنو الأستاذ جايي لعزاء في الباغة بمدينة ود مدني يحكي لهم "بتصرّف" .... شفتو من بعيد زي الشامة وسط أخوانو .... جآء وعلى طريقة شعراء العرب القدامى "جدع" عمته من رأسه و"فلّع" نعلينو دون ان ينحني لهن: ثم انشا يقول واقفا قصيدة طويلة أتذكر منها يا طه وأحمد ومحمّد حسن السجمان ومرمّد ختو حملو فوقك وغمّد
---- من لطائفه أن قد أرسله الأستاذ بعد فترة ليقضي فترة مع الأستاذ سعيد الطيب شايب في ود مدني أوصاه قال لهو: سعيد دة ممهوووول .... تكون معاهو كالميت بين يدي الغاسل!!! جآء ورأى مهلة لم يكن له بها سابق عهد، ولا عنده لها تصوّر قال ليهو ياخوي أنا الأستاذ وصاني أكون معاك كالميت بين يدي الغاسل "علا أنا ميتاً بنضُم!!"* .... --- * ميتن بنضم صارت مثلا عند الجمهوريين --- من لطيف أبيات حسن عطا المنان في التوسل "بتصرّف"
نسايم الليل هبن أخذن شغوف قلبي والمائقين كبن لي الأعين الربن الله يا ربا ارجو عفو وعافية وفيك ازيد حبا مناهل الأقوام اشرب واعب عبا الجسوم جربن والاعضاء كسلن والقلوب خربن ماسرن في الله دارجات في الله ماطربن لكن ظني جميل في الله إردن مع الشربن
--- تُذّكر بأبيات الشاعر الهمباتي المعروف الطيب ود ضحوية الذي يقال أنه قال حين دنت منيه:
يا من انبت الزرع المخضر فرعو يا من بدل الدم باللبن فى ضرعو يا رازق الخلوق حتى المخالفين شرعو اسقى عرق شجر تى الديمة يابس فرعو
[
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
ابن عربي من كبار العارفين ، وانا أحب ان اقولكم حاجة ، انو ابن عربي لو كان اليوم موجود كان يبقي معانا، ابن عربي عظمة معرفته كان بيحلم باليوم دا ، كان هو في القرن السادس، كان بيحلُم باليوم دا، وبيحلُم بالدولة الجاية.. لنا دولة في آخر الدهر تظهر ..... تظهر مثل الشمس لا تتستر.
--- من حديث مسجل للأستاذ، إجابة عن سائل يسأل هل تأثر الأستاذ بإبن عربي: أجاب بعدها الأستاذ "تأثرت بالنبي وبالغزالي"
--- يقول الأستاذ ابراهيم يوسف فضل الله: أول مرة زرنا الأستاذ قلنا ليهو نحن غزاليين ... قال لينا الغزالي عندو عليّ مشيخة!!
يقول الأستاذ أنه لما دخل كوبر دخل ومعه مصحف (وفي رواية انجيل أيضا) وكتاب أحياء علوم الدين للغزالي ...
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
محمود ود زايد -الكريم ،صاحب القدح المشهور -كان معتقلا عند الخليفة عبدالله حينما جيئ بمعتقلين جدد كان من بينهم الشريف يوسف الهندي . في لحظة وهم متجهين نحو الخليفة صاح فيهم الجند : أجروا !! فجروا .... وهمّ الشريف بالجري.... حينها صاح فيه محمود ود زايد، وهو يرسف في أغلاله بجوار الخليفة التعايشي، صاح فيه : والله ي الشريف تجري علا نتبرا من شفاعة جدك يوم القيامة . . قال الشريف: ثبت وماجريت ..... والله لو في الجنة أدوني شبر اقسمو لي ود زايد...... ----
بتصرّف مما يحكي د. المبارك الصديق السعيد
--- سمعت حديثا طيبا منقولا عن الاستاذ عن ود زايد ساحاول اثباته هنا .... الشئ الشئ بالذكر إن لم تكن " أحمد " فكن " أبا الهيثم "
يقول عبد الله بن أحمد بن حنبل : كثيرا ما كنتُ أسمع أبي يقول : اللهم اغفر لأبي الهيثم اللهم ارحم أبا الهيثم فقلتُ له : ومن أبو الهيثم يا أبت ِ؟ فقال : رجل ٌ من الأعراب لمَ أرَ وجهه! الليلة التي سبقت جَلدي وضعوني في زنزانة مظلمة فوكزني رجل وقال : أأنتَ أحمد بن حنبل ؟ قلتُ : أجل قال : أتعرفني ؟ قلت : لا فقال : أنا أبو الهيثم اللص، شارب الخمر، قاطع الطريق، مكتوب في ديوان أمير المؤمنين أني جُلدت ثماني عشر ألف جلدة متفرقة وقد احتملتُ كل هذا في سبيل الشيطان فاصبر أنتَ في سبيل الله يا أحمد!
ولما أوثقوني وبدأ الجلد كنتُ كلما نزل السوط على ظهري تذكرتُ كلام أبي الهيثم وقلتُ في نفسي : اصبر في سبيل الله يا أحمد !
*إن لم تكن ابن حنبل فكن أبا الهيثم !*
*أحب الحق ولو كنتَ غارقاً في الباطل*
*أحب أهل الطاعة ولو كنت غارقاً في المعصية*
*كن لله مهما نال الشيطان منك* المصدر 📚 مناقب الإمام أحمد الصفحة:450-451 الصفوة: 485/1
* للشريف الهندي طرائف لا تقع تحت حصر.... تسآءل د. عبدالله علي ابراهيم هل أن لعنة حلّت بالسودان؟!
استصحب في ذلك قصة للشريف عن "نسنسة" بلغته أن الخريجين قد شكّوا في عمل خيري ما قام به الشريف فقال الشريف، وهو غير راض عن عملهم هذا، قال "الخريجين يمرقوا من شفاعة جدي"* جده هو النبي كما تقدّم اللعنة التي أشار اليها د. عبدالله علي ابراهيم تقودنا للحديث عن قصة مشهورة عند الصوفية تقول هده كان في وباء نازل على السودان " كانه تقرر في حضرة روحية " وقالوا انو البيقيف امامه ( معترضا على القرار ) من الصالحين (على ظهر الارض ) سوف ينقل الي البرزخ، وكل الصالحين كانوا مع ذلك القرار، الا الشيخ الطيب، وكان بيقول ( الله لطيف بعباده). فدخل النبي الكريم،في الحضرة، وأمّن على ما تقرر فيها، وقال، لكن كما قال ابني احمد الطيب " الله لطيف بعباده " ..
* الله لطيف بعباده قصة الشيخ الطيب سمعناها من حفيده عثمان الخدر عثمان حفيد مباشر للشيخ الطيب فوالدته المبرورة هي السيدة فاطمة بنت الشيخ الصديق بن الشيخ عبد الرحمن بن الشيخ احمد الطيب
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
درويش اعتاد جي في مجلس الخليفة لابس المرقعة .... يوم جا لابس أفرنجي .... واحد من المراغنة حابسو الخليفة ضحك الجماعة سألوهو ضحكت مالك ... قال ليهم لما شفت الدرويش دة لابس أفرنجي عرفت إنو الإنجليز خلاس جايين* ...... --- * وقد كان --- مما يحكي بتصرف الباشمهندس محمود عبداللطيف عمر حسب الله محمود درس الهندسة بجامعة الخرطوم ويقيم هو وزوجه أفياء محمد عبدالباقي ابراهيم والأبناء آمنة ومحمد بالشارقة --- حفظهم الله === يحكي الأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله عن درويش كان يقف على رجل واحدة يدّور على نفسه في سوق أم درمان ويذكر أسماء قضاة معروفين (هذا ايام الخليفة عبدالله التعايشي) يقول هذا الدرويش فلان طوبو* فلان رجّفوا* فلان ..... فلان ... يذهب يعدد أنواع العقوبات وقال أن كل هذا حدث بالفعل بعدها بفترة* --- * طوبو: أي أدخلوهو في غرفة من الطوب وتركوهو حتى يموت وكان هذا نوع عقوبة ممارس أيام الخليفة * رجفوا: أي نفاه الخليفة للرجاف وقد نفى الخليفة عدد من أتباعه وبعضهم كبار مثل الأمير أبوقرجة* للرجاف --- القصة واردة أيضا في كتاب الشيخ بابكر بدري (حياتي)
--- حكى الأمير الراحل مكي أبوقرجة قصة مؤثرة لجدهم في الرجاف راسفا في الأغلال ويزود عنه أبناؤه الضباع لا تأكله
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
قال لينا تمشوا للشريف محمد الأمين الخاتم في كركوج.... تلقوا السجاجيد والصواني داخلة ومارقة والحركة كتيرة ... لكن مع ذلك، الطريق السماني ما عندو ولا عند أبواتو... الطريق السماني عند الشريف بلة الشريف النور في أم سنط ... قال لينا تدوا الشريف كتاب طريق محمد تقولو ليهو هدية من محمود... هو معترض علينا لكن ما ح يبدي ليكم معارضة ولا تأييد... دخلنا عليهو... فعلا لقينا السجاجيد والطنافس والصواني طالعة ونازلة .. سلمناهو الكتاب وكلمناهو شوية.... قال لينا محمود صوفي ونحن صوفية لكن تختلف المشارب... قبل ما نمشي الأستاذ برضو أدانا كتاب طريق محمد وفتيل صندلية قال تدوهم للشريف بلة في أم سنط .. وصف لينا الطريق ليها قال لينا هي off road قالها كدة بالإنجليزي ... قال ح تلقوهو قاعد في تبروقة في قطية ... تدوهو ديل وتقولو ليهو هدية من محمود ... هو مؤيدنا تأييد روحي... ما تناقشوهو ... فعلا مشينا لقيناهو زي ما وصف لينا الأستاذ قاعد ليهو في تبروقة جوة قطية ... اتذكروا لغاية يوم الليلة .. قام حيانا ... زول طويل ... أديناهو الكتاب قبّلو ... ختاهو في رأسو ... ووضعو جنبو في التبروقة ... أديناهو الصندلية برضو قبلها .. ووضعها في رأسه .. أتلفت علينا ... قال بتكونو مستعجلين ... الفاتحة ... رفعنا ايدينا ... لي يوم الليلة أنا شغال بي فاتحة الشريف بلة دي ... --- مما يحكي الأستاذ بدرالدين يوسف دفع الله عن زيارة لهم في معية د. علي احمد ابراهيم رحمة لكركوج وأم سنط بتوجيه من الأستاذ محمود محمد طه في العام 1968 .. قال في ذلك الوفد وصلوا حتى باو والكرمك وقيسان .. يقول بدرالدين أنه في مطلع الألفية وبعد مرور حوالي 3 عقود على تلك الزيارة الكريمة كان يوما في منزله في ضاحية النعيم بالمنامة / البحرين يستمع لتلفزيون السودان .. كانت هنالك مقابلة مع خليفة الشريف محمد الأمين الخاتم في كركوج ... قال الخليفة في تلك المقابلة قال إنو الطريق السماني ما عندهم في كركوج ... قال انو الشريف الخاتم نشأ مع أخواله في أم سنط ... لما بلغ الحلم قال لجده الشريف بلة أديني الطريق .. قال ليهو طريقك مع عندي.. طريقك عند محمود ... الشريف ترك أم سنط وجا كركوج ... الشريف بلة مات ... الشريف حكى لآبائه ... رأوا أنو يمشوا للشيخ عبدالـ "محمود" في طابت ... الشيخ عبدالمحمود قال ليهم خلوني استخير وفي صلاة الصبح بديكم رأي... الصبح قال ليهم والله طريقو ما عندي .. أنا عبدالمحمود ما محمود .... لكن شوفو شيخي الشيخ القرشي ود الزين يمكن يحلها ليكم ... مشوا للشيخ القرشي في طيبة القرشي... بنفس الطريقة قال ليهم خلوني استخير وصلاة الصبح بديكم رأي... علا الوليد دة أنا الليلة ببيتو ليكم مع فقيرن نجييض اسمو محمد أحمد* ... الشريف بات معاهو وقال الليل كلو يصلي ويبكي الفقير ده .... الصباح الشيخ القرشي قام أدّى الشريف الطريق... مشايخة السمانية أحتجوا قال ليهو كيييف تديهو الطريق ... الأداك الإذن منو؟! ... قال ليهم أدوني الإذن أبواتكم .... سكتوا ... طوالي أنا أتذكرت كلام الأستاذ سنة 68 انو الطريق ما عندو ولا عند أبواتو الطريق عند الشريف بلة في أم سنط * الفقير النجييض هو محمد أحمد ابن عبدالله :مسكين من ضنقلة" ... يقول بدرالدين بسبب هذه العلاقة لم يهاجم المهدي كركوج
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
كان الأستاذ في زيارة لعم فضل، وهو، حاس شوية، وفي معيته أمنا آمنة، وحسن حجاز، ومحمد على مالك، وكنت معاهم غشينا شيخ حسن خشم الموس مشى معانا، وعند المغرب قال الأستاذ لحسن حجاز أذِّن للمغرب..... وقفنا للصلاة، لكن شيخ حسن خشم الموس ما قام عشان يصلي معانا ...، الأستاذ نبهو للصلاة، مع الأخوان... ما قام قال للأستاذ أنا بصلي معاك أنت !! الأستاذ قال ليهو ما بتقدر !! حسن خشم الموس قال ليهو بقدر !! الأستاذ سكت ...... لما أنتهينا من الصلاة ....الأستاذ قال لشيخ حسن: جاهز يا حسن ؟؟!! ... في هذه اللحظة دي شيخ حسن كورك كوريكة عجيبة بطول حسو ثم صمت بعدها، ولم يتكلم أبدا، حتى أبلغناه، منزله ....
---- ضرب أسيادنا !!
- بتصرف مما يحكي الأستاذ أمين عبدالله لطفي الأستاذ أمين من الديم رفاعة وهو ابن أخ لأمنا آمنة لطفي يقيم بأم درمان --- الشيخ حسن خشم الموس أصلا من منطقة الزومة مركز مروي منزله في بيت المال بأم درمان وهو طبيب تقليدي مشهور وممدود وله قصص مع الأستاذ كثيرة ستأتي إن شاء الله
--- لما مات الشيخ حسن خشم الموس قام بغسله الأستاذ محمود محمد طه بنفسه وساعده الأستاذ عبداللطيف عمر حسب الله وبدرالدين يوسف دفع الله وابراهيم مكي ... قال بدرالدين يومها شفنا الغُسل الجد على أصولو ... --- يحكي بدر ايضا أن الأستاذ قال لهم يوم نصة نهار جاني مرسال أنو الشريف البيتي أنتقل .... مشيت لقيتو مسجى ... كشفت التوب عن وجهه وقبلته فكان مبتسما ... عدّلت الإبتسامة على وجهه وغسلته ...
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
عمنا حسن حجاز بجيب الجرايد للأستاذ ... قرأ لينا خبر في الصفحة الأولى أنو مصطفى محمود جايي السودان بكرة و ح يناظر الأستاذ محمود محمد طه في قاعة الصداقة .... الأستاذ قال شيء عجيب يناظرنا وانحنا ما عندنا خبر؟؟!! قال: ما ح يجي!! تناي يوم عم حسن جاب الجرايد ... فيها خبر انو مصطفى محمود أعتذر قال لأنو الجو حار اليومين دي في السودان!! الأستاذ قال هو مصطفى محمود عامل فيها صوفي وما بتحمّل الحر!! ما عارف انو الصوفية بدخلوا الغار عشان الحر دة!!
=== ضرب أسيادنا بمناسبة الصحف: يحكي الأخ سليمان الوسيلة محيي الدين بتصرّف: يوم عم حسن جاب الجرايد ... في الصفحة الأولى الأستاذ شوف زول ضخم عسكري اظنو في زيارة للسودان قال دة منو دة؟! عيدي أمين* .... قال: بِسْ!! هسة دة رئيس دة ... دة أي زول ممكن ينفذ فيهو انقلاب ... قال بالفعل ما أكتر من يومين تلاتة تم إنقلاب وأبعد من كمبالا للحجاز .... --- سليمان الوسيلة محيي الدين .. من أبناء الجيلي، من أحفاد الزبير باشا، عمل بالري ود مدني إلى أن تقاعد زوجه محاسن عبدالله الفكي ولهما من الأبناء محمود ومحمد حفظهم الله --- سبق في سبانا أن حكيت قصة الأستاذ في كوستي أيام هزيمة حزيران .. الأخوان بسمعوا في الراديو قالو ليهو جمال استقال ... قالوا هو ماشي على الحمام جدّع بشكيروا على كتفو كدة وقال ليهم برجع!! لما طلع من الحمام قالوا ليهو رجع!!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
عمنا حسن حجاز بجيب الجرايد للأستاذ ... قرأ لينا خبر في الصفحة الأولى أنو مصطفى محمود جايي السودان بكرة و ح يناظر الأستاذ محمود محمد طه في قاعة الصداقة .... الأستاذ قال شيء عجيب يناظرنا وانحنا ما عندنا خبر؟؟!! قال: ما ح يجي!! تناي يوم عم حسن جاب الجرايد ... فيها خبر انو مصطفى محمود أعتذر قال لأنو الجو حار اليومين دي في السودان!! الأستاذ قال هو مصطفى محمود عامل فيها صوفي وما بتحمّل الحر!! ما عارف انو الصوفية بدخلوا الغار عشان الحر دة!!
=== ضرب أسيادنا بمناسبة الصحف: يحكي الأخ سليمان الوسيلة محيي الدين بتصرّف: يوم عم حسن جاب الجرايد ... في الصفحة الأولى الأستاذ شوف زول ضخم عسكري اظنو في زيارة للسودان قال دة منو دة؟! عيدي أمين* .... قال: بِسْ!! هسة دة رئيس دة ... دة أي زول ممكن ينفذ فيهو انقلاب ... قال بالفعل ما أكتر من يومين تلاتة تم إنقلاب وأبعد من كمبالا للحجاز .... --- سليمان الوسيلة محيي الدين .. من أبناء الجيلي، من أحفاد الزبير باشا، عمل بالري ود مدني إلى أن تقاعد زوجه محاسن عبدالله الفكي ولهما من الأبناء محمود ومحمد حفظهم الله --- سبق في سبانا أن حكيت قصة الأستاذ في كوستي أيام هزيمة حزيران .. الأخوان بسمعوا في الراديو قالو ليهو جمال استقال ... قالوا هو ماشي على الحمام جدّع بشكيروا على كتفو كدة وقال ليهم برجع!! لما طلع من الحمام قالوا ليهو رجع!!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الـ 58 لمحاولة إنقلاب علي حامد ورفاقه على عبود عليهم جميعا الرحمة .... هذه مناسبة للدعوات للعم مجذوب محمد مجذوب بالعافية ونهنئه بمرور 58 عاما على قدومه لـ "سوح" الأستاذ محمود بتصرّف مما يحكي عم مجذوب - وهو حكّاء عجيب - كنت أخا مسلما، من مؤسسي هذا التنظيم في السودان... كنت موظفا وأسكن الحلة الجديدة الخرطومسكرتيرنا العم الرشيد الطاهر بكر، بدون ما يستشيرنا، شارك في انقلاب ناس علي حامد وعبدالبديع علي كرار لي قدام أحمد التجاني صالح الآلم "العالم" كتب في ذكرياته إنو اصلو الرشيد مولع بالسلطة وأهلو الكنجارة في دارفوربقولو "سلطة للساق ولا دهبلي الخنّاق" ...أصحابنا عبود أعدمهم ... كنا شباب متحمسين وعندنا من رأى منكم منكرا فليغيره بيده الخ ما كان عندي حيلة تغيير باليد... قلت النغير باللسان مشيت يوم صلاة الجمعة بدري وهي مذاعة ... جلست في الصف الأمامي في مسجد الخرطوم الكبير أول ما الغبشاوي نزل فت طلعت في المنبر ... كنا نتحمسين وفصحاء بديت بـ : ( ألا إن رحى الإسلام دائرة , فدوروا مع الكتاب حيث دار , ألا إن كتاب الله والسلطان سيختلفان , فلا تفارقوا الكتاب , ألا إنه سيكون عليكم أمراء يرضون لأنفسهم ما لا يرضون لكم , إن أطعتموهم أضلوكم , وان عصيتموهم قتلوكم ) ، قالوا : وما نفعل يا رسول الله ؟ ، قالّ: ( كما فعل أصحاب موسى , حملوا على الخشب , ونشروا بالمناشير, فوالذي نفس محمد بيده , لموت في طاعة خير من حياة في معصيته ) .بلغ الحماس ذروته بين المصلين، ثم عرّجت على "قتّلوا الرجال، ورمّلوا النساء .... الخ" فإذا بالجامع ينفضلم يبق الا الغبشاوي وثلاثة رجال - فيما بعد تبين أنهم من البوليس السري.. صعد لي الشيخ الغبشاوي وشالني من طولي ونزل بي من المنبر أستدعوني صباح اليوم التالي للتحقيق .. حقق معي أحد أحفاد الزبير باشا لعل اسمه الزين ... قلت له كل ما قلتهقال لي الجابرك شنو هسع تقول لي الكلام كدة!! كأنه كان يريدني أن أغير رأيي أو أنكر فما فعلتكتب افادتي ... أ توا بالشيخ الغبشاوي فقال في شهادته ان المتحدث لم يقصد عبود ومجلسه العسكري وإنما يقصد أصحاب عيسى .... طفف لهم الغبشاوي الموضوع ودة الكانو دايرنو .. تاني ما استجوبوني..أحالوني للإستيداع ... عندي عجلة بقيت كل يوم من الحلة الجديدة، وأنا صايم، أمشي أقيّل في الجامع الكبير وأتلو القرآن.... يوم وأنا طالع من الجامع لاقاني واحد كان جاري في الحلة الجديدة جمهوري اسمو ذا النون جبارة الطيبمن أحفاد الشيخ الطيب ود البشير .... أقنعني أمشي معاهو أناقش الأستاذ محمود محمد طه في عمارة أبنعوفدخلت عليه.... من أول وهلة طالعني وجه صبوح قلت لنفسي لا يمكن أن يكون هذا الوجه من أهل النار النقاش مشى كتير... بقيت أتردد عليهو ... لقيت معاهو عبداللطيف دة ومجموعة من الجمهوريين شباب يكتبوا من رأسهم في محاضرة القاها الأستاذ محمود في اليوم الماضي ... كان موضوع ملفت وعجيب بالحيل شباب زي ديل ناذرين أنفسهم بكليتهم للأمر العجيب دة!! كان الفطام من الأخوان المسلمين أمر شاق علي شديد .. نشأت بيني وبينهم علاقة عاطفية متجذرة وكتير منهم ناس عصام عبدالغفار* (فنان تشكيلي من رفاعة كان معاكم في أمريكا وأمو من آل بدري) ناس عصام ديل وقريبي من الباوقة محمد يوسف محمد وكتيرين كتيرين صعب علي أفارقهم لكن الحق كان أحب اليما خلوني هم ... برضو في النهاية قاطعوني وأقاموا علي حصار اجتماعي ودة كان من أشق الأشياء على نفسي --- سمعت قصته هذه منه في شقة حفيدته د. صفاء عصام البوشي في جيرة الريم أبو ظبي
* عصام عبدالغفار أحمد عبدالقادر - عليه الرحمة - شقيق للأخ الجمهوري الأمين عبدالغفار
عاد عصام للسودان بعد فترة طويلة بأمريكا وتوفى به عليه الرحمة والرضوان
ألتقيته في فيرجينيا في منزل قريبه الفاتح عبدالمنعم عبداللطيف
| |
 
|
|
|
|
|
|
Re: الأستاذ محمود محمد طه: لـ: د. محمد عثمان ال� (Re: عبدالله عثمان)
|
كنت فى معهد تدريب المعلمين الاوسط بامدرمان لنيل دبلوم بخت الرضا، كنت ادرس انجليزى وعربى و فنون، عندي معرض ... الفنانين الجمهوريين* العمل النال أكتر اعجاب كان بيضة فرغتها بالحقنة وكتبت فيه (( سورة القدر .. )) بالحبر الشينى – كنت أستاذ خط برضو- نقلتها من المصحف فى سلم لولبى... عرضت المعرض على ألأستاذ فى الاوضة... كان الاستاذ يطالع اللوحات ويبتسم ثم يدفع بها للاخوان الحاضرين ... لما أديتو لوحة ليلة القدر قلّبها ثم قرأها قراءة مفسرة حرفا ... حرفا .. رفع عينيه وقال لى: (( انشاء الله ... الله يجعل جسدك ملان بكل حرف منها .... زى ماجسدتها. .. أصلو جسد العارف كله كتابه .... )) .... أمسك جلد يده الشمال بيده اليمين وقرأ ((و الطور و كتاب مسطور ..... فى رق منشور)) ... قال الرق المنشور الجلد.... --- بتصرّف مما يحكي د. حمد النيل عبدالله دفع الله العركي "ود الكشيف"
* يعج المجتمع الجمهوري بالفنانين وعلى رأسهم شيخهم وفرطهم على الحوض جمعة حسن أذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: د. النور محمد حمد خلف الله عبود الشريف العوض مصطفى العوض أحمد الصديق البشير بشير محمد علي "حريشة" أحمد محمد أحمد البشير د. صلاح أحمد فرح محمود ابراهيم المطبعجي محمد عابدين هلاوي وغيرهم أيضا كان لإبراهيم الصلحي، د. عبدالله بشير "بولا"، د. حسن موسى وفنانين آخرين علاقة متميزة بالأستاذ --- حكى لي د. عبدالرحيم الريح محمود "أبولكيلك" أنو على ايامهم في جامعة الخرطوم نهايات ستينات القرن الماضي كان يخط لهم لافتاتهم الطالبان وقتها عطا الله حمد والقوني*
* الآن: السفير/ د. عطا الله حمد بشير * د. القوني صار فيما بعد استاذا في الإقتصاد
| |
 
|
|
|
|
|
|
|