منضدة واوراق !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 09:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2021, 10:12 PM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
منضدة واوراق !

    10:12 PM April, 03 2021

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم
    منضدة وأوراق
    ابتسم من فضلك فأنت في المنطقة الصناعية

    القاهرة في : 28 / 3 / 2021 م
    كتب / بدر الدين العتاق
    مدخل :
    عند مدخل ولاية الجزيرة " في الإقليم الأوسط " على الجانب اليمين باتجاه الجنوب من العاصمة في طريق الخرطوم مدني ، توجد لافتة كبيرة جداً مكتوب عليها : " ابتسم من فضلك فأنت في ود مدني " وتبتسم بدون إرادة منك وبصورة تلقائية محببة جداً ، فكلما رأيت اللافتة وقرأتها تغشاني سرور طويل وإعجاب وفخر لا أدري ما سرهما لكنها محببان إلى النفس بكل تأكيد .
    رأي النُقَّاد في المجموعة القصصية :
    علَّق الأستاذ / عز الدين ميرغني ، الناقد المعروف على كتاب الأستاذ الدكتور / محمد المصطفى موسى ، " منضدة وأوراق " الذي طبعته مطبعة دار مدارك للطباعة والنشر وقامت بتوزيعه في طبعته الأولى سنة : 2018 م ، والذي هو عبارة عن مجموعة أقاصيص مكونة من خمسة عشر أقصوصة تتنوع مواضيعها بتنوع الحدث أو الأخيلة أو الذاكرة أو العراقة والأصالة معاً في آنٍ واحد في كل ما يمس الحياة العامة ، وقد نبهت إلى تشابه الأفكار عند أغلب كُتَّاب الرواية والقصة في السودان لتشابه الأفكار والمواضيع ، فقط يختلف الأسلوب من كاتب لآخر ، وأيضاً علقت على فكرة الأسلوب كموضوع قائم بذاته عند تناولنا للعقل الروائي السوداني لنلفت انتباه القارئ الكريم لتنوع الأساليب والصياغات والسياقات بشكل عام للكاتب السوداني مما يشكل عندي العقل الروائي السوداني في جانب من جوانب الكتابات الأدبية فمنهم من يضل الطريق ومنهم من يهتدي إليه ، فبصمة الكاتب هي التي تخلده أو تميته سيان .
    أمثلة على ذلك :
    " الذين نثروا الملح فوق الأرض " :
    أقصوصته " الذين نثروا الملح فوق الأرض " وهي الأقصوصة السادسة والتي كتبها بتاريخ : 11 / 2 / 2016 م ، ونشرها في الصحف السيارة ودونت بموقع أسفيري سودارس ، تحت عنوان : " ابتسم من فضلك فأنت في المنطقة الصناعية " ، وأخذ الكاتب هذه العبارة الموجودة على مدخل حرم المنطقة الصناعية بأم درمان وهي موضع – مكان – لصيانة السيارات ، بالقرب من نادي واستاد الهلال على لافتة كبيرة ، وأنت حين تقرأها لا بد يساورك السرور الذي ساورني ويساورني كلما رأيت اللافتة التي بمدخل مديرية ود مدني على الطريق الرئيس لمدخل الإقليم الأوسط بتلقائية وخيلاء عند أغلب الناس وزيادة عندي .
    هذه الأقصوصة من أجمل الأقاصيص التي دونها الكاتب في مجموعته القصصية لأنها تخاطب المواطن البسيط / محمد أحمد / حيثما وجد وتجد تجاوباً وتعاطفاً معه كيفما كان أو اتفق لك ، لكنك ضمنياً تحبه ويعجبك بساطته في أي وضع كان ، وتمنيت على الكاتب أن لو جاء اسم المجموعة بهذا الإسم : " ابتسم من فضلك فأنت في المنطقة الصناعية " لأنَّه أفلح فيها أيما إفلاح من ناحية التصوير للموقع والإنسان ، وتجد روح الإنسجام والإنفعال والتفاعل مع شخصيات الأقصوصة : موسى البوهيجي ، أبكر صاحب الأقاشي ، عبد الحميد الكهربجي ، أو بعموم روح المكان هنا ، ولا أريد الخوض في التفاصيل لمعايشتي المكان لأكثر من ثلاث سنوات لعملي في حقل المكنكة بالمنطقة الصناعية أم درمان في أول التسعينيات من القرن الماضي ، مما علقت الروح هناك سبراً طويلاً أعادها الكاتب هنا في سطوره الجميلة .
    إذاً ، تجد الأسلوب يجذبك حيث يريد الكاتب أو لا يريد ، أو تريد أنت ، أيهما كان لأنَّه يخاطب البساطة والتواضع والقيمة الإنسانية المحببة للنفس البشرية في سويداءها لا شك ، فقد اهتدى لحسن الطريق وجادته في أسلوب طرح الموضوع كما ترى .
    لا أدري هل أخذ أسلوبه هذا من أسلوب الكاتب الكبير / أنيس منصور في عنونة كتابيه : " الذين هبطوا من السماء " و " الذين صعدوا إلى السماء " أم لا فوجدت النَّفس فيها والله أعلم ، هذه مجرد ملاحظة لا أكثر .
    منضدة وأوراق :
    واضح بالنسبة لي إن لم أخطئ التقدير أنَّ هذه الأقصوصات الأربعة / أربعة خواطر في قصة واحدة / التي حملت العنوان : " منضدة وأوراق " هي بدايات الكاتب الأولى للكتابة وتقع تحت بند : الخواطر الفجة المرسلة إرسالاً لا المتعمقة والجادة ، وأغلب الظن لم يكن أكثر من ولاء للذات لفترة ما للبدايات القديمة للتدوين أراد تسجيلها هنا لشيء ما في نفس يعقوب أحسبه الولاء لتلك الفترة ، ولابأس بالولاء ولكنَّ البأس أشد البأس أنها ركيكة ولا تغني فتيلاً ولا أجد منها فائدة مرجوة في الفكرة ولا في المضمون نقيراً ، ولو تعهدها بالمراجعة مثل الأخريات لما وجد البأس نقداً إليها من سبيل لكنه الولاء الجميل في لا شئ ، وهاك أمثلة على ذلك :
    [ مدينة من طين ] ص : 35 ، تكررت هذه العبارة ومشتقاتها في أكثر من موضع من الكتاب ، ولا يخفى الأصالة والحنين لأرض الطيبين في الريف والقرى البعيدة في عطبرة أو غيرها لما يشد الإنسان لقديمه من الأشياء والأحياء ومن ثم التداعيات في الذاكرة شوقاً وتحناناً لها ، لكنه مزعج عند التدقيق في القراءة المتأنية لأنه يضعف المكتوب في موضع ما من الإجادة ، كما أنَّها تقوم على الأخيلة / كل الكتاب إلا قليلاً / والتصاوير والتشبيهات والفكرة الذاتية التي فيما أرى وبحسبان الكاتب أنَّ الكتابة لا تقوم إلا بتلك المسميات أو روحها ، وقد جانبه الصواب إلا قليلاً لسبب بسيط هو : التنوع في فذلكة الكتابة يعطي الضوء الأخضر لبراعة الكاتب ويستفيد من ملكتة التصويرة في التعدد والتنوع لا التثبت في الفكرة الواحدة ، إذا هو منع التنوع الذي يملكه ويتملك ناصيته في الأسلوب لكنه لم ينتبه له كما أرى لذا أقحم " منضدة وأوراق " في أتون الإجادة ومتون الأقاصيص فمثله كمثل الذي خلط عملاً صالحاً وآخر سيء ، عسى الله أن يتوب عليه في الكتابات التالية بلا إن شاء الله .
    يكرر الكاتب الخطأ الذي يقع فيه الكثير من الكَتَبَة مثل الأخطاء اللغوية : [ بزخم من الأشياء ] ص : 34 ، 54 ، 56 ، [ ما يكفي من الزخم ] ، وقلنا إنَّ الزخم هو : الرائحة العفنة النتنة التي تخرج من الإبط ، وهذا ليس مراد الكاتب / أعرف ذلك / ومراده هو من خلال السياق العام للجمل : الكثرة والزحمة وهلم جرا ، فهنا خلط الرديء مع الجيد كما ترى .
    " مزايدات منصف الليل " :
    تلتمس في هذه الأقصوصة حكمة القضاء والقدر في كل الأحوال / لو فهمت أنا هذه القصة جيداً / ووجدت فيها عبارة جميلة وقوية وعربية صرفة وهي : [ ألفى الأرض من تحت قدميه ] ص : 29 ، لورودها في القرآن الكريم بسورة يوسف : { وألفيا سيدها لدى الباب } ألفى بمعنى : وجد ، لذلك قلت بخصم التنوع الذي لم ينتبه له بأنَّه يملك ناصيته فجاء العمل السيئ مع الحسن ، من الإبداع فكان النص بيْنَ بيْن .
    كذلك الخلط الرديء إذ قال في ص : 19 ، [ وأتته الأقدار بسانحة من ذهب ] ، السانحة لا تأتي بالذهب ولكن تبيد الذهب وتفنيه ، السانح والسانحة : هي الطيور التي كانت تتشاءم منها العرب قديماً ، قال الشاعر :
    وإذا السانحات البارحات عشية * أمرَّ سليم القرن مرَّ أعضب
    فإذا رأوها من ناحية الجنوب تشائموا وإن رأوها من ناحية الشمال استبشروا ، قال الآخر :
    ولقد علمت أنَّ المستحيل ثلاثة * الغول والعنقاء والخل الوفي
    العنقاء ، محل استشهادنا من التطير ، ولكن حدثنا النبي الكريم عليه السلام عنها فقال : { لا غول ولا صنعاء ولا صفر } فبالتالي : لا عنقاء ، فهذه ما كانت تعتقدها العرب فتتطير بها أي تتشاءم ، ونهى النبي الكريم عن الطِّيرة كما ترى .
    وموضوع القصة هو ذات القصة " شيء من بيرمنجهام " يحكي فيه عن الهجرة والإغتراب واللجوء السياسي والتعايش الديني / عبدي المسلم ، كينغستون المسيحي ص : 25 / كذلك عبد الله بن رابح حمروش المسلم ودارين المسيحي ، فهذه من المواضيع المطروقة بكثرة في العقل الروائي السوداني إن لم يكن العربي ككل فتأمل ! .
    " الممشى الأخير " :
    وهي الأقصوصة رقم أربعة / كان اسمها : " المظاريف الثلاثة " / ، ولا شك عندي أخذ عنوانها من الشاعر الكبير الفنان الشامل الجميل المرحوم / عبد العزيز العميري ( 1954 م – 1989 م ) ، من قصيدته التي غناها المرحوم الفنان الرائع / مصطفى سيد أحمد ( 1953 م – 1996 م ) ، رحمهما الله ، الممشى العريض :
    مكتوبة في الممشى العريض
    شيلة خطوتك للبنية
    مرسومة بالخط العنيد
    في ذمة الحاضر وصية
    شاهد التواريخ والسير والانتظار
    ادوني من قبلك مناديل الوصول
    وفردت اجنحة العشم
    في ساحة الوطن البتول
    وضحكت ما هماني شيء
    وبكيت ولاهماني شي
    عندك وقفت من المشي
    وغرقت في ضو النهار
    الكانو بتمنوك لو ترتاحي لحظة على الدرب
    حبوك حب ..
    قدر الحروف الحايمة في بطن الكتب
    قدر الخيال ..
    ما مد ايدوا على السحب
    كل خاطر كان بريدك
    الا ريدك كان رسول الدهشة في كل الديار
    وانا زي عوائد الشعر
    فارس شد خيل الكلمة ليك
    مصلوبة على ضهر البداية
    القالوا اخرآ بين ايديك
    وسرحت يا مهون تهون
    شان اجيك ..
    كان اصل يوم لحضورك
    كنت بريدك ومشتهيك
    وانكسر فيني الترجي
    وونلت من سفري الخسار
    بس داير اقولك يا اصيلة
    لو تعب فيك التمني
    وانهتك وتر المغني
    لو تسدي علينا طاقات البشائر
    تنهزم يوم التجني
    واجيك لا هماني شي
    عندك وقفت من المشي
    وغرقت في ضو النهار
    ولا بأس في ذلك لكن حبذا لو أشار إليها لكان أفضل ، وتتلخص هذه الأقصوصة في التسيب والإهمال والتسويف الطبي في المرافق الصحية الحكومية بالتحديد وإداراتها المختلفة وطواقمها المتعددة ، وهذه الفكرة المطروحة جيدة للغاية / الخلط الرديء مع الحسن أخر النفق / وتشمل كل المؤسسات الحكومية لا المرافق الصحية فقط وعالجها فأحسن علاجها – فهذا تخصصه ، فالكاتب طبيب في الأصل بايرلندا – عندما طرح القضية بقالب قصصي لكنه يحتاج بلا ريب لعلاج فيزيائي لاستئصال أورام التسيب والتسويف والتقاعد والإهمال في الدوائر المجتمعية سواء بسواء فيطيب الناس وتتعافى ، لكنه أخطأ كالعادة في تقدير التصوير الأخيلي مع الواقع المعاش باعتبارها قضية معايشة بين الناس مما أوحى لي بتركيب الجمل تركيباً ، مرة بتركيب الأحداث على الجمل ، وأخرى بتركيب الخيال على الواقع ، وتارة بتركيب الواقع على الخيال ، ثم تركيب الفكرة على النص ،رويداً رويداً ، هكذا – راجع التراكيب الجملية لكل الكتاب فلا تخرج مما ذكرت – بصورة مقدرة ومقصودة بحيث لا تقدر على تسميتها بقصة كاملة أو ناقصة أو الإثنين معاً ، لكن يجمع بينهم جميعاً الأسلوب الواحد والنَّفس الواحد وأغلبها خواطر أو تداعيات / راجع القصة : " فضل المرجي وذنب الخواجية " ولك أن تقرأها له مبدعاً أو عظيماً أو ما شئت لكني لا أقرأها كذلك فاختلاف التنميط عندي يختلف التقدير فيه بتغييره وفقاً لمجريات أحداثه ووقعها على النفس والفكر لذى تجئ الدراسة والنقد والقراءة من هذا الطريق فافهم / يتكنفها ويتكلفها الإنشاء التخيلي في تراكيب الجمل والعبارات ، قال : [ بعد أن دهسه سائق بشاحنة هينو ] ص 46 .
    لم يوفق الكاتب في هذه العبارة ولا الفقرة لأنَّ الشارع المذكور هنا شارع المحطة الوسطى بأم درمان وهو شارع معروف جداً بكثرة المارة والزحام طول اليوم مما يجعل المشقة للماشي ناهيك عن الراكب أو السائق وعادة الشارع هذا لا تدخله شاحنات الهينو لأنَّه ممنوع أو ضيق أو يندر أن تدخله شاحنات الهينو / إذا سلمنا جدلاً بواقعية القصة لكنه حتماً أراد المضمون منها لا التفصيل هذا فأنا أحاول إعطاء صورة عامة عما أكتبه حول المجموعة القصصية لا التخصيص فهذا ما يدعم فكرتي في القراءة والتعليق والنقد ولا يتطرق لها من باب التجريد المحض فقط فهذا خطأ لا يشبهني إن شاء الله فاعلم / وإن دخلتها فتعتبر مخالفة اجتماعية وقانونية في قانون الناس المارة والمرور [ بتلك الصورة القدرية ] الصفحة 40 ، وبطبيعة الحال فالحوادث هنا نادرة إن لم تكن مستحيلة / فيحدث الحادث ويُذهب إلاى المستشفى حيث أورنيك 8 الإجراء القانوني والإداري العقيم في المرافق الصحية عند الشبهات الجنائية في القانون السوداني لسنة : 1991 م ، وأحدث ضجة كبيرة جداً في الشارع العام السوداني بين مؤيد ومعارض لكنه للمعارضة أقرب لهراقة الأرواح المشروط علاجها بملأ أورنيك 8 قبل الشروع في العلاج ومعاينة الطبيب فالعامل الإنساني يتجمد أمام القانون والعكس أولى وأصح / لكن إرادة الكاتب أثارت هذا الموضوع : [ قانونك ده ما يسوى عندي تمن حبره ] ص : 46 ، إذ مات قاطع الطريق بسببه أو كاد .
    كان يجب قفل القصة عند عبارة : Unknown Patient فهنا أجود ويبدأ فقرة جديدة أو قصة ثانية ، وهذه القصة تصلح لأن تكون عملاً روائياً قائماً بذاته لا جزءا من أجزاء فيما أرى .
    أعرف أنَّ الكاتب مراده خلق موضوع مقبول فكرياً عند القارئ ليستنبط لنا منها ما يريده ، لكن أحببت أن أضع الحافر محل الحافر والخف محل الخف ، لا أكثر ولا أقل .
    " المرتفعات الخطرة " :
    أقصوصة ص : 68 ، وبقية الأقاصيص : هوامش على دفتر العبور من الموت إلى الحياة ، فواصل على خشبات مسرح العبث ، وغيرها ، تناول الكاتب ما هو معهود لدي من تكرار المواضيع في تلك الأقاصيص والحكايات الكثيرة مثل : السياسة والساسة ، الإقتراع والإنتخابات ، الأمن والمخابرات العامة ، المعارضة والحكومة ، ثورة ابريل 1985 م و 1989 م ، الصالح العام وتبعات الثورات من باب التمكين للحكومة القابضة ورأس الدولة ، / يتكلم هنا عن ثورة الإنقاذ الوطني 1989 م ، وما تبعها من تغيير في المنظومة الحياتية للسودانيين والقوانين والتشريعات والأفكار الجديدة مثل : الرقم الوطني مشروع القرن ، والحرب الأهلية بكرفان والمناطق الثلاثة – القصة : فواصل على خشبات مسرح العبث - وغيرها / والهجرة الغير شرعية لبلاد أوروبا وبلاد العم سام وإنكلترا ، ذات الملامح والشبه في المواضيع والقضايا كما في رواية : عاصف يا بحر ، للكاتب / عاطف الحاج ، رواية " سبما " للكاتب / أسامه شيخ إدريس ، فالأفكار واحدة فقط تختلف الأساليب .
    رجع الحديث :
    قال الأستاذ / عز الدين ميرغني : { نضج الفكرة وفن إلتقاط اللحظة خاصة في الجوانب الإنسانية لشخوصها } ص : 11 ، ويتفق معه الكاتب القاص الأستاذ / صديق الحلو ، في سردية المكان ، حيث يجيد الكاتب الوصف المكاني أو يستصحبه معه في كل أقاصيصه ، ولا أرى رأيهما مع كامل احترامي لكليهما رمزاً ومعنىً ، فالمكان عند الأستاذ / محمد المصطفى موسى ، لا يبارح عندي فكرة التنويع عموماً في تداعيات الذاكرة الزمكانية لا المكان منفرداً ، وليس المكان أصيلاً عنده كما خُيل لهما بل هو أسلوب أو طريق مفنون الكتابة فلا تقوم فكرة الكتاب ولا الكاتب على سردية المكان كما تقوم / مؤكداً عندي / على الأخيلة التصويرية والصورية والتشبيهات المكررة المنمطة تنميطاً وتفقيطاً وتفنيطاً ، والفكرة القائلة بأنَّ فن الكتابة والتأليف لا تقوم حين تكون إلا على تلك الصورة الأخيلية أو الجمل التراكبية المصطنعة أحياناً والتلقائية أحياناً أخرى غير صحيحة على إطلاقها ، ولعلَّ الحلو وميرغني ، هالهما كثرة الوصف المكاني بتكرار ذكر المكان بلندن والإفتنان بها أيما فتون ، فأكثر الكُتَّاب الذين زاروا إنكلترا من السودانيين تأثروا بها جداً وظهر جلياً أثر التأثير والتأثر في النمط التأليفي لهم كالأستاذ المرحوم / جمال محمد أحمد وعون الشريف قاسم وعبد الله الطيب ومحمد الواثق وحمد النيل عبد القادر والحبر يوسف نور الدائم ، وغيرهم الكثير من أصحاب التخصصات الغير أدبية ، وهم الجيل الصاحب فترة الإستعمار البريطاني للسودان وما بعده ( 1899 م – 2021 م ) ، ولندن كما لا يخفى مدينة ساحرة ومثيرة وتترك أثرها فيك بسرعة رهيبة جداً بلا شك ، قال المجذوب :
    بلندن مالي من أنيس ولا مال * وبالنيل أمسى عاذري وعذالي
    ذكرت إلتقاء الأزرقين كما دنا * ـخو غزل من خدر عذراء مكسال
    وقال :
    هذه لندنُ إذ نحن صِرنا
    من بني لندن فلْتروِ عنا
    يوشكُ اللبُّ بها أنْ يُجَنَّا
    هي كالبحرِ وأمواجُهُ من
    أنفسٍ فارحةٍ أو تُعَنَّــــى
    دعْ زَحامَ الطرقاتِ العنيفا
    وألوفاً رافــــــداتٍ ألـوفا
    والمباني نطقت بالمعاني
    من عصور عُتِقت أو دوان
    وهي من تحتِ شحوبِ الدخانِ
    تعرِضُ التاريخَ صحوًا ودجنا
    آنساتٌ دلفتْ ناعـــــــساتٌ
    واثقاتُ الخـــطوِ يسعين خطفا
    لا يبالِين هل الــــــطرفُ عفَّا
    إذ رنا الــــناظرُ أم لم يعفَّا
    ثم " مزدوجة في نعت لندن " ، وترنَّم ، وديوانه أصداء النيل ، كله يحكي أثر لندن في حياته وشخصيته وأدبياته ونتاجه زواجه من جي################دا الطيب ، :
    ما تـرى لنـــدنَ والتـــيوبا
    خيوطُهُ كأنها العـــروقُ
    إن ذكروا الصَّرحَ وسورَ بابِلْ فإنه عـــــجيبةُ العجــائبِ
    وقصرِ جيهانَ وحِصنِ الصينِ
    والهرمِ الأكبرِ عند الـــــجيزهْ يجعـلُ كلَّ نازحٍ قريبا
    فيها الحياةُ والدمُ الدفوقُ
    وافتخروا ببرجِ بيزا المائلْ
    شيّدهُ الـعــــزيزُ والعزيزهْ
    أرعنَ ردَّ صــولةَ القرونِ
    يعجِز عنهُ وصفُ كلِّ كاتبِ
    وقال :
    أترى تذكر لما أن دخلنا الفندق الشامخ
    ذاك الفندق الشامخ في لِيدَزَ
    ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت
    ذاك الهائل المرعب إذ كنا معا
    أنت واليانوس والاخرى التي
    تصحب اليانوس
    والأبصار ترمينا بمثل الرشقاتِ
    كما أثر باريس في كتابات العميد / طه حسين ، رحمه الله ، لا تخفى ونتاجها زواجه من السيدة الفضلى / سوزان ، والطيب صالح ، وزواجه من الإيرلندية ، وقول الشاعر العراقي معروف الرصافي :
    يا أهلَ لندنَ ما أرضتْ سياستُكم * أهلَ العِراقَينِ لا بدواً ولا حضرا
    وصاحبنا ليس ببعيد من هذا التأثر والتأثير ، لكن لا يسقط ذلك على هذه المجموعة القصصية بخاصة حيث ذهب الحلو وميرغني ، فهذه المجموعة القصصية قوامها لا المكان اللندني بل قوامها إن شاء الله الأصالة والعراقة والشخصية السودانية وظهر هذا جلياً في قصته الأحلى : " ابتسم من فضلك فأنت في المنطقة الصناعية " وما ذكره لشوارع لندن بارنيل ستريت وتشارلز ستيوارت وغيرهما إلا أثراً عابراً لا مقصوداً ليضفي على كتاباته رونق الثقافة / لاحظت أنَّ الكتاب يخلو من أثر الثقافة- التنوع آنف الذكر - كما يذخر بأثر الأصالة والعراقة / والمكانية إذ هذا بعيد فلم يظهر لي غير ما ذكرت والله أعلم أي ذلك كان .
    [ كل شيء هنا يوحي بالفوضى .. والحزن المبعثر بإهمالٍ لتحتويه كل التفاصيل الصغيرة .. كل شيء سيدفعه لكي يمسك بقلمه بيدٍ مرتجفة ثم يطرق برأسه على الورق .. قبل أن يكتب كعادته خاطرة خاطفة من خواطره يلخص فيها أحداث العام الذي سبق حين ينقضي الأسبوع الأول من العام الذي يليه ...
    آه .. منك ..
    يا زمن الوحشة .. والشتات ..
    والحنين.. إلى الوطن المستحيل ..
    التوقيع :
    شخص ما ..
    إبتلعته دفاتر النسيان ..
    شخص ما ..
    بلا بطاقة ..
    ولا عنوان ! ] ص : 163
    جدير بالذكر أنَّ هذه المجموعة القصصية تم تدشينها بمنتدى أبناء أم درمان بتاريخ : 23 / 11 / 2019 م ، بالملازمين ، وحضر التدشين كل من : السيد / الصادق المهدي ، رحمه الله ، والدكتور / عز الدين ميرغني ، والقاص / صديق الحلو ، والبروفيسور / مهدي بشرى ، وشهد التدشين لفيفاً من المهتمين والمبدعين وأهل الإعلام ، كما صدر للكاتب من قبل كتاب : الأصداء العالمية للثورة المهدية ، وكتب أخرى ، فالكاتب طبيب يعمل بايرلندا وينتمي لطائفة الأنصار بالسودان .






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de