متاهة الأفعى .. النفس الأمَّارة بالسوء !

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-14-2024, 03:02 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
03-16-2021, 01:43 AM

بدر الدين العتاق
<aبدر الدين العتاق
تاريخ التسجيل: 03-04-2018
مجموع المشاركات: 679

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
متاهة الأفعى .. النفس الأمَّارة بالسوء !

    01:43 AM March, 15 2021

    سودانيز اون لاين
    بدر الدين العتاق-مصر
    مكتبتى
    رابط مختصر



    متاهة الأفعى .. النفس الأمَّارة بالسوء

    القاهرة في : 12 / 3 / 2021 م

    كتب / بدر الدين العتاق

    يشكر للأستاذة / أماني محمد صالح ، الإعلامية النشطة ، حين قدَّمت لي كتاب الأستاذ الروائي / المعز عبد المتعال سر الختم [ متاهة الأفعى ] للمطالعة والمدارسة ، في نسخته الأولى لسنة : 2018 م ، طبعة شركة آفتار للطباعة والنشر بالقاهرة المحروسة ، وهو عبارة عن رواية وعمل أدبي جيد بلا ريب ، شكراً صادقاً ونبيلاً .
    تلخيص الرواية :
    تتلخص الرواية في نموذج النفس الأمَّارة بالسوء ، التي لا تبالي الصنائع ولا تهاب العواقب ، وتنحصر كل همومها في الأنا المحضة ، ويعالجها الكاتب بصورة مقبولة للمدى البعيد المرضي لمن يطالعها في شخصيته المحورية " أمجد " ، ولك أن تتخيل كل أفعال النفس الأمَّارة بالسوء في تحقيق المشين من العمل والقبيح من النوايا والشنيع في الصناعة من أعلى درجة وهي القتل إلى أدناها منزلة وهي ضمور النوايا السالبة في سويداء النفس ، ولا أغالي إن قلت : أجبرني الكاتب على المتابعة في القراءة وتمحيص النص بأكثر من صورة وأعتبرها فذلكة نوعية جيدة في هذا الوقت .
    ملاحظات على النص :
    لا يخلو أحد من سقطة أو ذلة ، وقديماً قالت العرب : [ إنَّما الذَّلَّة العجلة ] ، وأعزي العجلة في أمر الطباعة والنشر لا الكتابة في حد ذاتها ، ولا يعيب النص هذه الملاحظات بقدر ما يزيدها وضوحاً للرائي ، ولعمرك الرائي من الرؤية لا من الرئي وهو الجن ، وللقارئ معاً ، ونعرف في فنون التآليف أنَّه كلَّما تعهد صاحب المؤلَّف عمله بالمراجعة والضبط كلَّما زاد نصه قوة وسبكاً ، قال :
    - [ وتصورت نفسي مدلدلاً على خشبة القصاص ] ص : 9 ، وهنا محل مراجعة وركيكة كما ترى والأجود أن يقول : متدلياً ، كما جاء في القرآن الكريم بسورة النجم : { ثم دنا فتدلى } .
    - [ كشَّر عن أنياب عينيه ] ص : 10 ، [ مبعثراً بذور الفتنة في أرض معركة خصبة ] ص : 11 وهي عبارة جيدة في التشبيه ، وقد يُلاحظ كثرة التشبيهات في الرواية مما يعيي النص ، حتى وإن كانت جيدة كذا قال النقَّاد القدماء كقول بن أبيه :
    وأمطرت لؤلؤاً من نرجس وسقت ورداً وعضت على العنَّاب بالبرد
    رغم روعة البيت إلا أن بعض النقاد أعابه لأنَّه يذهب برونق التشبيه في حد ذاته .
    - [ وجدت محامياً نزع أخلاقه يوم ارتدى ثياب المهنة ] ص : 104 ، وأذكر في بعض مجالاتنا في العمل الحر أنَّ هناك قانونيون يُعرفون بــــ "عديم الذِمَّة " لمن أراد التوظيف السيئ للقانون ، هذه عبارة في موضعها اللائق من الجملة في الفقرة ـ
    - [ في هذا الحي يوجد قبر وفاء يقف شاهداً ضدي في محكمة الضمير ] ص : 105 ، رغم جودة الوصف وروعة التشبيه إلا أنَّها ذهبت عندي بمتعة التلقائية حين وظَّف الكاتب / بالنسبة لي على أقل تقدير / عقلي و القارئ وتفكيره حصراً على التشبيهات حيث مراده هو لا مراد النص / تسلسل السياق العام للأحداث / فكأنَّما الأصل في النص هو التشبيه لا الموضوع أو قل : لا يستقيم النص عند الكاتب إلا بكثرة التشبيهات أو تكرار ما يمكن تكراره وهنا يخرج من السلاسة والعفوية إلى إعمال الفكر وبهذا يُخرِج القارئ من ربقة السرد إلى رقبة الفكر وهو غير مراد ، لذا قلت بضرورة التريث في الطباعة والنشر لمثل هذه الأعمال .
    - [ وجدتها دون عناء ] ص : 103 ، يشير الكاتب إلى وجود ورق ومستندات العقارات التي ورثها " أمجد " / الشخصية المحورية في الرواية / من زوج أخته مدثر " ، حيث يعمل الأخير وكيل نيابة إذ قام بأخذها بوصية من أمه المتوفاة لإدارتها حين فشل " أمجد " في أن يكون رجلاً مسئولاً ومهتماً بأمور البيت والورثة وما شاكله ، وهذه العبارة [ وجدتها دون عناء ] لا تخلو من سذاجة وسطحية ! كيف لوكيل نيابة مصاهراً رجلاً لا ذمة له ولا دين ويعلم أنَّه قاتل / حسب ما جاء في النص / ومغتصب لفتاة لا حيلة لها - وفاء - إلا أنَّها جميلة أبت على نفسها إلا العفاف حين راودها عن نفسها فاستعصمت فقام باغتصابها وقتلها متلذذاً بفعلته المنكرة وتتوالى عنده الفواجع والمواجع ، كيف له أن يضعها في مكان ظاهر بحيث ينالها من أرادها ؟ لم تعجبني هذه الفقرة .
    أنا هنا أتكلم عن فكرة النص أو فكرة الفقرة ، لم تكن بالمستوى المطلوب في إتقان الكاتب لما بدأه من سبك ودراما لا غبار عليها أول الفصول ، فهذه السطحية لا تليق بوكيل نيابة حصيف ، وهي عندي بمحل مراجعة من جديد ، حبذا ذلك .
    - [ تمعنت النظر إلى الحقول ] ص : 107 ، وهذه العبارة سطحية أيضاً وضعيفة في موضع التصور والتخيل ، - " أمجد " في طريقه إلى سنار جنوبي الخرطوم بحوالي أكثر من ثلاثمائة خمسة وستين كيلو متراً ، تقطعها العربة السفرية في زمن أقصاه ثلاث ساعات ونصف الساعة بسرعة مائة كيلو متر في الساعة الواحدة ، بعد أن أخذ أوراق الترِكة وهرب إلى سنار – لأنَّ هذا الطريق لا توجد به حقول مطلقاً وليس فيه روعة ولا بمثقال ذرة ، أقول هذا لا لأنني مكثت في سنار أكثر من سنتين ونصف السنة بل لأنَّ التصور والتخيل حين يقترن بالواقع لا بد له من القبول للمتلقي ، فالنص إذا اتكأ على الخيال ذهب بمصداقيته وواقعيته وموضوعيته وإذا اتكأ النص على الواقع والحقيقة كان أقرب للمتلقي قلباً وعقلاً وإذا لم يضبط الكاتب مستوى الخيال مع مستوى الواقع في النص أو لم ترجح كفة الواقع على الخيال فقد النص موضوعيته التي كُتب من أجلها ما لم يكن النص أصلاً مبنياً على الخيال البحت أو الواقع المحض .
    - [ ذهبت إلى الحمَّام وصادفتها خارجة منه ، يا لجمال الصدف ] ص : 111 ، - " أمجد " حين قابل " ياسمين " ابنة يعقوب صاحب الدار التي تمت ضيافته فيها لمَّا وصل سنار ، وهي خارجة من الحمام - ، وهذه من العبارات الركيكة في النص بكل ما تحوي الكلمة من معنى ، لسبب بسيط جداً وهو معروف لدى غالبية السودانيين الذين يعرفون القرى أو الولايات خارج الخرطوم أنَّ أهل تلك المناطق محافظون للمدى البعيد على أعرافهم وعاداتهم وتقاليدهم وخصوصاً حرماتهم ولا يمكن بحال من الأحوال لضيف مهما كان أن يتعدَّى مكانه الذي خصص له ( الديوان / من عادة أهل السودان الغالبية العظمى تعمل مكاناً مخصصاً لضيافة الرجال يكون بعيداً جداً من خصوصية البيت وأهله في بناء البيوت ويكون شرعياً مكتملاً بحيث لا يحتاج الضيف أن يرى حرمة البيت ولا أهله ولا يختلط بهم ويضاف لمكان الضيافة مساحة واسعة للتهوية تُعرف بالحوش أو الحيشان للنساء منفصلاً وللرجال منفصلاً أيضاً بحمام منفصل لكليهما [ ثم ذهبت إلى غرفتي ] ص 127 / الأجود أن يقول الديوان / ، أبعد من ذلك ، لا يقوم الضيف باختراق هذه العادات والتقاليد والأعراف المجتمعية بحال من الأحوال حتى إذا سمح وأذن له صاحب الدار بذلك فإنَّه لا يقوم بكسر الحواجز والحدود والتعدي على الحرمات ولو بالنظرة ناهيك من الفعلة ) وأرى الكاتب لم يوفق في هذه الفقرة بالتحديد إلى نهاية الفصل مما أفقد الفقرة عندي قيمتها الأخلاقية التي / ينبغي / لأي كاتب أن يصحبها معه في كتاباته ، هنا غلبت كفة الخيال الجانح على العقل الواعي والكاتب الفذ ، فسقط النص / الفقرة / سقوطاً مزرياً بلا ريب ، راجع الفقرة مجدداً ثم لاحظ ما فيها من خيال بعيد لا يمت إلى سُبَّة الخيال بصلة .
    - [ تقاليد القبيلة ] ص 130 ، الأجود أن يقول : الأسرة ، / في الرواية : تقدمت ياسمين لخطبة أمجد أمام والدها يعقوب فرفض الأب أول الأمر بسبب عرض الموضوع لأبناء العمومة / وهنا تخطي غريب لحاجز العرف إذ يحدث العكس دائماً أو قل : غالباً ، أن يتقدم الشاب لخطبة الفتاة وليس العكس ، ربما في عهد الثورة الجديدة وتوقيع اتفاقية سيداو في حكومة الظل الحمدوكية والله أعلم .
    - [ جلوس الأسرة مع الغريب ] ص : 115 ، معنى العبارة ، وهذا غير منطقي في القرى والأرياف وإن كان إعمالها بلغة الخيال [ أم يتركون حبلهم على قاربي ] ص 119 ، وبالمناسبة : هذه العبارة خطأ ! والصواب أن يقول : غاربي ، فالغارب هو قمة أو نتوء بين عظام الكتف للثدييات التي تمشي على أربع أو هو ما بين السنام والعنق ، وكانت العرب إذا طلَّق أحدهم امرأته في الجاهلية قال لها : حبلك على غاربك ، أي : خليت سبيلك فاذهبي حيث شئت ، قال الأصمعي : وذلك أنَّ الناقة إذا رعت وعليها خطامها أُلقي على غاربها وتُركت ليس عليها خطام لأنَّه إذا رأت الخطام لم يُهنِها المرعى ، قال : معناه أمرك إليك ، فلم يستقم عندي الأمر وربما استقام لغيري .
    - شخوص الرواية غير كثيرين / سعدية – يعقوب – ياسمين / مما أتاح للكاتب أن يضبط أيقاع السرد بدون إخلال ويحصر الموضوع في شخوص معينين وأراه موفقاً هنا ولنا أن نقول : لكل فقرة من فقرات إعمال سوء النوايا على أرض الواقع من جريرة " أمجد " شخوصاً مشخوصين في كل دائرة موضوع من مواضيع النفس الأمَّارة بالسوء أو قضاياها الإجتماعية .


    رجع الحديث :
    بدأ الكاتب روايته بقضية قتل واغتصاب ، مما مهَّد لذهن القارئ بلب الموضوع ، وسرعان ما تلاحقت الأحداث وتزايدت وتيرة النموذج المجتمعي السالب بعدة قضايا ، وبغض النظر عن اتقانه من عدمها في تعدد مواضيع الرواية وابقاءه على محورية الذات السيئة الواحدة ، نموذجاً موجوداً في كل بقاع الدنيا ، إلاَّ أنَّه قفز قفزات بعيدات داخل النص الواحد بعدد من القضايا ، إذ لكل قضية / فيما أرى / إجرامية تعقيدات تكاد تكون رواية منفصلة عن الثانية مثلاً : القتل والإغتصاب ، قضية لها أبعادها المجتمعية والجنائية وتداعياتها مما تصلح أن يُفرد لها كتاباً قائماً بذاته ، كذلك : السرقة والسفاهة والتنكيل / " أمجد " في دلالة العربات وقضية البنك / والفشل الأكاديمي والحياتي ...إلخ ، كل الضبابيات المجتمعية المعاشة وزيادة ، لكنه آثر أن يكون النموذج السالب بين الناس الخيريين " أمجد / نموذج الطبقة السفلى من الناس ، أو قل : النفس الأمَّارة بالسوء " هو ديدن الرواية لا قضاياها الشائكة ولا ريب توفيقه في طرحه جملة واحدة ولا يعيبه الجمع من التفصيل لكنه لو واصل القضية التي بدأ بها النص / القتل والاغتصاب / حتى نهاية الرواية لكان أدل وأمتع وأجود من القفز بين القضايا السالبة مجتمعة .
    الفصل التاسع عشر ، وحتى نهاية الكتاب – ص : 143 / 147 – لا يخلو من ارتداد أو انتكاسه على موضوعية النص برغم متعة قفلة الرواية إلا أنَّه باعد الشُقَّة بين أولها وآخرها لخروجها من الموضوعية إلى جنوح الخيال وكأن العقال قد فلت من بين يديه أو تعجَّل النهاية / بقيت أبكي النهاية / بحال من الأحوال .
    [ شعرت كأنني أفعى تدور حول نفسها لتغير جلدها وتفشل ، بدأت تتلاشى الرؤية من أمامي ، إنني أتدحرج عبر فوهة طويلة سوداء كأنني أختنق ، كل شيء حولي أسود ، عيناي تومضان بالسواد كأنني أسقط بسرعة نحو واد عميق ،لا أستطيع مقاومة السقوط ، أفلتت يدي في اتجاه بعيد ، وأفلتت ساقي ، قاومت السقوط ، إنني أهوى نحو نقطة سوداء في اتجاه سحيق ] ص : 147 ، لك أن تراجع ( كاف التشبيه ) في هذه الفقرة لتؤكد ما ذهبنا إليه أعلاه والجمل الإسمية وما شابه ثم قراءتنا للنص بين يديك ليستقيم عندك الكل من البعض .

    الأستاذ الجميل / المعز عبد المتعال سر الختم ، - من مواليد أم درمان كرري في أبريل سنة : 1975 وتخرج في جامعة نيو هيفن بأميركا سنة : 2008 م بدرجة ماجستير في إدارة شئون الموظفين ، وصدر له من الروايات :
    - جيسيكا ، من دار " أوراق " للنشر سنة : 2016 م .
    - بئر الدهشة ، من دار روافد للنشر سنة : 2017 م .-

    سر لا كبا بك الفرس ، وبالله التوفيق







                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de