ما هو رأيكم في هذا المقال وهل منكم من سمع بالكاتب من قبل؟؟

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 09:28 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-10-2020, 03:02 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
ما هو رأيكم في هذا المقال وهل منكم من سمع بالكاتب من قبل؟؟

    03:02 PM October, 10 2020

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    ما بعد السقوط: الإخوان المتأسلمون تنظيم صهيوامريكي
    د. عبدالرحمن محمد يدي النور
    10 أكتوبر، 2020
    0
    فيسبوك تويتر
    د. عبدالرحمن محمد يدي النور
    د. عبدالرحمن محمد يدي النور

    إن الفلسفة السياسية للإخوان المتأسلمين هي إما أنْ يكونوا حاكمين وطغاة ومتجبرين على الناس بنفس أسلوب اليانكي الامريكي أو أنْ يقبِروا الشعب برُمّتِه تحت الأرض أو في غُبار البؤس المادي وهذه فلسفة المنظومة الحاكمة في أمريكا وفيما تسمى دولة إسرائيل وهذا ما حدث في السودان منذ نشأة هذا التنظيم المشؤوم في القرن الماضي. فالقتل والتدمير والإرهاب مكوِّن بِنيَوي في تركيبة ومسيرة الاخوان المتأسلمين ومن والاهُم من الوهابية والطائفية أينما كانوا وظهر هذا جلياً في عهود تمكينهم المشؤوم على السلطة في السودان وفي اعقاب اقتلاعهم أيضاً. فهم، كما فعل رفاق فقههم المشؤوم في البلاد العربية والإسلامية الأخرى ببلادهم، قد ادخلوا السودان في نفق ودوّامة المعاناة والعنف والدماء والتهجير والقتل وسفك الدماء والفقر والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية. فكل كوادر الإخوان المتأسلمين في السودان لا يختلفون عن أبو مصعب السوري أو عمر عبد الحكيم أو مصطفى ست مريم وهي كلّها أسماء لشخص واحد سوري انتسب لجماعة الإخوان المتأسلمين في سورية وتُقِرُّ تصريحاته بتزاوج القومية العربية والإرهاب الاخواني منذ الثمانينات من القرن العشرين رغم عداءهم الظاهري. حيث يقول أبو مصعب السوري أو عمر عبد الحكيم أو مصطفى ست مريم أنّه كان يتدرب في العراق للتحرك ضد بلاده؛ سوريا. ولم يتدرب هذا الارهابي في عراق البعث البربري والغاشم إلّا ليهدِم سوريا وبالفعل ساهم، مع عصابات الإخوان والوهابية، في هدم بلاده من اجل السلطة دون مراعاة لشعبها الذي كان يعيش مستور الحال في بلاد كان يعُمها الامن لدرجة أن تقود امرأة سيارتها لوحدها من حدود الأردن إلى حدود تركيا ولا تخاف على نفسها شيئا لكن هؤلاء هم الإخوان المتأسلمين وكهنتهم المنافقين واتباعهم من كهنة التيمية والسلفية الدمويين حيثما كانوا يهدمون بلادهم ويجردونها من الأمن والأمان ولا يعطون قيمة للإنسان ولا لحياته ولا لمستقبله. ولا يختلف كوادر الإخوان المتأسلمين في السودان عن ايمن الظواهري الذي اقرّ بتأثره بسيد قطب بينما كل العالم يعلَم الآن أنّ القاعدة هي جسم صهيوامريكي اسسته الدوائر الاستخباراتية الغربية الصهيوامريكية من اجل هدم بلاد المسلمين والأحداث التي رأيناها تُثبِت أنهم لم يهدموا إلّا بلاد المسلمين ولم يقتلوا إلا المسلمين ولم يطلقوا رصاصة واحدة ضد محتل غربي أو صهيوني. وكان زعيمهم الإرهابي الوهابي يقيم في السودان وبتنسيق مع الصهيوامريكية تم ارساله إلى أفغانستان المنكوبة ليعبِّد الطريق أمام انطلاق الحقبة العسكرية الصهيوامريكية على بلاد المسلمين. فأُوكِلَ إليه مهام تبنَّى الهجوم الاستخباراتي المفبرك على برجي مبنى التجارة العالمية في نيويورك ليُعطِي الضوء الأخضر لجحافل القوات الغربية والصهيوامريكية لتستبيح لاحقاً كل بلاد المسلمين. وبعد أن اجتاحت تلك الجحافل الغربية والصهيوامريكية بلاد المسلمين من أفغانستان إلى الصومال والعراق وسوريا لم يزدهر في تلك البلاد إلّا مشروم مرتزقة الإخوان المتأسلمين ووهابيتهم الذين تمدَّدوا وحكموا بضوءٍ اخضرٍ غربي وصهيوامريكي كل من ليبيا والسودان وازدهروا بضوء اخضرٍ غربي وصهيوامريكي وبتنسيق مع الأنظمة المحلية الطاغوتية الحاكمة في موريتانيا والمغرب والأردن حتى وصلوا إلى الحكم في تونس ومصر والجزائر لكن انتبهت بعض الشعوب كما في الجزائر لشر تلك المجموعات المتأسلمة المنافقة فتخلّصت منها مُبكِّراً وتحرَّكت المنظومة الصهيونية العميلة في مصر واجهَزَت عليها لأنها لم تأمن جانِبها وتركوا الإخوان المنافقين يشاركوا في الحكم في تونس لأنهم انسلخوا من مبادئهم وخاضوا مع الخائضين بينما ظل السودان يرزح تحت حكمهم البغيض لثلاثة عقود وحرّكت القُوَى الصهيوامريكية شرّهم المستطير ليهدم بلاد أخرى كسوريا والصومال لأنهم لم يستطيعوا أن يحكموها ولذلك كان خيار إخوان سوريا هو هدم بلادهم على رؤوس شعبها وهذا ما يسعَوْن إلى تحقيقه بعد الثورة عليهم في السودان بينما تحوّل الإخوان المتأسلمين المتوهبنين في الصومال معاوِل لتقسيم بلادهم وبث الموث والخراب وعدم الاستقرار في الكثير من اجزائها.

    وهكذا فحيثما حكم الإخوان المتأسلمين فإنهم اذاقوا الناس الويلات وها هو الشعب الليبي يهتف ضد النظام الاخواني المتأسلم والحاكم في طرابلس الغرب والذي ينهب ثروات ليبيا بالتنسيق مع الاخوانية الماسونية المثلية التركية المتأسلمة ودوائر الاستخبارات الغربية والصهيوامريكية التي فضّلت الإخوان المتأسلمين في ليبيا على حفتر العميل لأنه بدا لهم أنّ اتْباع حفتر علمانيون غامضون لا يضمنون توجهاتهم اللاحقة وقد ينتِجُوا لهم قذافي جديد يعاكس المصالح الغربية رغم خدمته غير المباشرة لها. حيث أن العلمانية العربية التي لا يسيطر عليها اشخاص عملاء كالسيسي ومروّضون كما هم في مصر أو في بلاد غلمان مهلكة آل سعود أو غلمان عهر آل زايد قد تكون علمانية يسارية يحاربها الغرب والصهيوامريكية بكل ضراوة كما يفعلون في فنزويلا وكوبا وكوريا الشمالية لذلك لا يمكن أن ترضى الدوائر الغربية والصهيوامريكية بعملية ديمقراطية لا تأتي بعلمانية غربية أو منظومات عائلية صهيوامريكية تُنسِّق مع اسيادها في الدوائر الغربية والصهيوامريكية على نهب البلاد والعِباد كما فعل الإخوان المتأسلمون ومنظومتهم العسكرية والأمنية الدموية في السودان وليبيا والوهابية وسلاطينها في مهلكة غلمان آل سعود وعهر غلمان آل زايد وهم جميعاً تجسيد حقيقي لحقبة الاستعمار الأمريكي على الشعوب المستضعفة والتي تستخدم الآن الإخوان المتأسلمين والوهابية وغلمان مهلكة آل سعود وغلمان عهر آل زايد كأكثر المجموعات إنفاذاً للمؤامرات الدموية والبربرية ضد الشعوب وأكثرها ولاءً للدوائر الغربية والصهيوامريكية.

    وكلنا يعلم أن الإخوان المتأسلمين واتباعهم من الطائفية والوهابية السلفية قد جعلوا الإرهاب والقتل والتدمير وحرق ودفن البشر والتهجير ونشر الفتنة وتعميم الفوضى سلوكاً مترسخاً فيهم فارتكبوا افعالاً يندَى لها جبين الانسانية. ففيما يختص بالإخوان المتأسلمين فإن سلوكيات العنف والدموية واللصوصية والكذب والغش هي استراتيجية متجذِّرة في وجدانهم الممسوخ وضميرهم الفطير. فالإخوان المتأسلمين، في سياق فهمهم المنحرف للدين وفي واقع شعبي جاهل بالدين الصحيح، يؤمنون جهلاً كما تؤمن الوهابية والتيمية ضلالاً بأن الإرهاب فريضتهم والاغتيال سُنّتهم والاغراق في النهر متعة وضرب الشباب السلمي بالرصّاص الحي هواية وقصف وتهجير الآمنين من قُراهم مهارة وهذا ما عهِدَه الشعب السوداني منذ ظهور عهد الإخوان المتأسلمين الكالح والمظلم في نهايات الثمانينات من القرن الماضي. ومنذ ذلك الزمن خضع الواقع السوداني لبربرية لم يعهدها في تاريخه. حيث اسس الإخوان المتأسلمون في السودان منهجاً شاملاً للفوضى في كل شيء والدموية في كل مكان حتى أنهكوا الناس وأهلكوا المجتمع وانحدروا به إلى أسفل سافلين. حيث قتل الإخوان المتأسلمين الناس في كل بقاع السودان ودفنوهم احياء في مقابر جماعية وقصفوا القُرَى الآمنة واطلقوا وحوشهم، من ابناء الحرام المدججين بالسلاح، ليحرقوا القُرَى المتعايشة ويُهجِّروا سكانها وقام الغرب والصهيوامريكية، نفاقاً، ولم يقعدوا وبدَوْ وكأنهم ضد الطغمة الحاكمة في الخرطوم ولكن لاحقاً عندما ثار الشعب على الإخوان المتأسلمين وحلفاءهم من الطائفية والوهابية تحرك الغرب والصهيوامريكية ليُدخِلوا عسكر الإخوان المتأسلمين المجرمين إلى القصر الجمهوري بالرغم من أنّهم هم نفس الطغمة من العساكر؛ مجرمي الاخوان المتأسلمين، الذين ابادوا وحرقوا وقتلوا وهجروا السودانيين. وهكذا أدرك المجتمع السوداني أن هدف الدوائر الغربية والصهيوامريكية كان عدم السماح بإبادة الإخوان المتأسلمين في السودان كما حدث في الجزائر لأن من اباد الإخوان المتأسلمين في الجزائر لم يوالي لاحقاً الدوائر الغربية والصهيوامريكية ولاءً كاملاً بل اصبح أكثر قرباً من روسيا والصين وهذا ما تخاف الدوائر الغربية والصهيوامريكية من حدوثه في السودان لأنهم يعلمون أن علمانية السودان علمانية يسارية وليست علمانية عميلة للدوائر الغربية والصهيوامريكية وهذا يبرهن أنه ليست هناك مجموعة في بلاد المسلمين أكثر اخلاصاً وولاءً للمشاريع الصهيوامريكية والغربية من الإخوان المتأسلمين وطائفية السودان والوهابية بسلاطينهم في بلاد غلمان مهلكة آل سعود وبلاد غلمان عهر آل زايد. فالاستعمار الغربي والصهيوامريكي يعتمد على كل المجموعات التي يضمنها أيّاً كان توجهها؛ وهابي أو متأسلم أو علماني ليبرالي، مع الحذر التام من تجرِبة ما حدث في الجزائر التي تحاول إقامة علاقات متوازنة تميل أكثر للشرق وما حدث في سوريا التي رسّخت أكثر لعلمانية يسارية خارجة عن عملية سيطرة الدوائر الغربية والصهيوامريكية لمقدرات سوريا ونهب شعبها لصالح حقبة الاستعمار الصهيوامريكي. وهذا ما تخوّف الغرب من حدوثه في السودان. لذلك أعطوا الضوء الأخضر لمجرمي حرب دارفور وعبَّدوا لهم الطريق لدخول القصر وحماية الإخوان المتأسلمين من الإبادة ومكايدة الثورة المدنية والوقوف في وجه العلمانية اليسارية التي كانت ستُخرِج السودان من قائمة الدول التي تدور في فلك الدوائر الغربية والصهيوامريكية. وهذا ما رأيناه في الرد الجريء لحمدوك الذي يمثل الشق المدني الثوري على وزير الخارجية الأمريكي الذي زار السودان ليس حباً في شعبه وإنما محاولة منه للضغط على السودان للتطبيع مع المحتل الصهيوني بينما سعى الشق العسكري والأمني اللاهث للسلطة للتقرب من المنظومة الغربية والصهيوامريكية بعقد لقاء كمبالا الصهيوني ومكوث كادر امني إخواني سوداني في مصر المتصهينة ليُحِيك منها المؤامرات على السودان كالمعتاد. ففي مصر المتصهينة تعتمد الدوائر الغربية والصهيوامريكية على علمانية مروّضة منذ أمد بعيد وتساهم في إبادة الاخوان المتأسلمين فيها لصالح المشاريع القرنية الصهيوامريكية بينما في السودان وليبيا يعتمد الغرب الصهيوامريكي على إخوان متأسلمين من نتاجات الماسونية الغربية وخاضعين تماماً للاستعمار الغربي والصهيوامريكي الحديث ونرى ذلك واضحاً من توزيع الإخوان المتأسلمين، بعد سقوطهم في السودان، لكوادرهم بين مصر المتصهينة وتركيا المتخنثة ومهلكة آل سعود المنشارية وبلاد غلمان عهر آل زايد الساقطة وكلها ليست أكثر من احذية نجسة للدوائر الغربية والصهيوامريكية وهذا ما يثبته الواقع من العلاقات المباشرة التي تربط تركيا والامارات والسعودية ومصر بالدوائر الغربية والصهيوامريكية رغم العداء الظاهري والمسرَحي الذي يبدو في العلاقات البينية بين تلك الدول وهذا جزء من مسرحية خداع الشعوب وتمويهها لكي لا يكون أمامها خيارٌ معقول ومقبول للخروج من هذا الواقع المُربِك سوى إتِّباع إحدَى تلك المجموعات أو الأنظمة أو التنظيمات التي تدور في فلك الاستعمار الحديث والخضوع لها. فهم جميعاً متكاملون بشكل صارخ في ساحة العمالة والتآمر العلني على شعوبهم وشعوب المنطقة واذلالها لصالح انجاز المشاريع الصهيوامريكية للقرن الواحد والعشرين التي تنهب الشعوب وتستعبدها لصالح صفقة القرن المزعومة. وبالفعل ينجز جميعهم الاجندة الصهيوامريكية في المنطقة وللإخوان المتأسلمين دور كبير في ذلك.

    إن القتل والإرهاب والتدمير والهدم والحرق والقصف من دون رحمة والنهب والسلب الذي حدث في السودان خلال عقود حكم الإخوان المتأسلمين هي ثقافة اقتبسها الإخوان المتأسلمون من اسيادهم الصهيوامريكيين. فإيمان الإخوان المتأسلمين بالعنف والقتل وسفك الدماء متجذِّر في وجدانهم الفطير وكأن اساتذتهم هم اقطاب اليانكي الامريكي أو أساتذة الوهابية؛ ابن تيمية وابن عبد الوهاب، رغم أن حسن البنا وسيد قطب لا يختلفان عن ابن تيمية وابن عبد الوهاب في دمويتهما وارهابيتهما. فوسائلهم جميعاً واحدة وغاياتهم متكاملة؛ ألَا وهو إبعاد الناس عن الدين وإذلال المجتمعات وإفقارها ونهبها بالتنسيق مع اولياءهم الحاكمين في واشنطن وتل ابيب. وهذا ما رأيناه في عقود حكم الإخوان المتأسلمين البغيض في السودان. فتنظيم الإخوان المتأسلمين وحلفاءه من الوهابية والطائفية قد اذاقوا الشعب السوداني سوء الحياة وسوء الممات النابع من الانتهازية المعروفة للجماعات الاسلاموية التي تحكم من دون رحمة وتعارض بلا اخلاق. حيث ثبت لنا أن الإخوان المتأسلمين هم رُوّاد القتل وسفك الدماء والذبح والتهجير والإفقار واللصوصية والنهب والسلب وفقه التحلل المنحرف الذي أزال كينونة الدولة السودانية وجعل العصابات الإرهابية المسلحة، من أبناء الحرام، حاكمة على بقاياها المُتهدِّمة. وهذه نتيجة حتمية لما قلناه سابقاً من أن الإرهاب وسفك الدماء مكوِّن بنيوي في وجدان الإخوان المتأسلمين الممسوخ؛ تشرَّبوا به كما تشرَّبت بها الوهابية والتيمية منذ نشأة مهلكة غلمان آل سعود ووجدت ارضاً رحِبة وخِصبة كذلك في بيئة عهر غلمان آل زايد وهاهم جميعاً قد ساهموا بجدارة في انجاز أكثر عهود البشرية دموية في العراق واليمن وليبيا وسوريا.

    في الحقيقة، فإن مشروع الإخوان المتأسلمين قد أنتج كل الفوضى والقتل والنهب واللصوصية والدمار والافقار والتهجير الذي عانَى منه ليس فقط الشعب السوداني بل كل الشعوب التي مرّ بها الإخوان المتأسلمون. لأن تنظيم الإخوان المتأسلمين ومن حالفه من الطائفية واتباع التيمية والوهابية يختزنون لا أخلاقية استثنائية لم تشهد الإنسانية مثيلاً لها. حيث يبرزون ازدواجية مريعة تتجسد في استخدامهم لكهنة يخاطبون من المنبر الضِرار لينشروا دِعايات دينية كاذبة ومزيفة ويهاجمون علمانية لا علاقة للشعب السوداني بها وفي نفس الوقت يستخدمون مجموعات أدواتيه أخرى منها الاقتصادية التي تنشر الفوضى الاقتصادية والنُدرة والارهابية منها والتي تنشر الفتن القبلية والجهوية والعرقية ولا ضير لهم في أن تُسفَك كل الدماء البريئة من أجل بقاءهم في الحكم أو عودتهم مرة أخرى إليها رغم كُرْه وبُغْض ولَعن الشعب لهم. ويمكن تتبُّع أثر لا أخلاقية ولا إنسانية الإخوان المتأسلمين وكهنتهم وإدارتهم للتوحش والإرهاب والدموية بطريقة لا أخلاقية في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والأمني والعرقي والقبلي والجهوي الذي يعيشه أهل السودان بعد الثورة المدنية في محاولة من الإخوان المتأسلمين لجعل الناس تشتاق لعهدهم القميء والبائس؛ الله لا أعاده على الناس. وهكذا تسعى ايادِيهم الخفية على نشر الازمات الاقتصادية والنُّدرة وغياب الأمن في مواجهة خيار الشعب السوداني في التحرر منهم ومن دينهم المزيف واخلاقهم المنحط وضميرهم الساقط. فقد كان عهدهم عهد الفساد والنهب واللصوصية والتحلُّل والطغيان والإفساد والإلهاء وظلُّوا بعد الثورة المدنية يسيطرون على مفاصل الاقتصاد بلوردات حروبهم وجرائمهم؛ أبناء الحرام، الذين قتلوا ودمَّروا وحرقوا وهجَّروا وبالرغم من ذلك ارتضت بهم الدوائر الغربية والصهيوامريكية وأتت بهم إلى القصر في اعقاب الثورة الشعبية وفرضتهم على الشعب السوداني مرة أخرى ليواصلوا سيطرة ونهب ثروات البلاد وتجويع الشعب لصالح الدوائر الصهيوامريكية التي صنعتهم وللأسف يعتقد الضحايا في بقاع السودان وبعض قياداتهم تنظيماتهم المسلحة التي تُقيم في الدول الغربية أنّ الدول الغربية تدافع عن قضيتهم وتسعى بإخلاص لمحاكمة من أبادوهم لكن في الحقيقة فإن أولئك الضحايا هم في الحقيقة ضحايا الاجندات الغربية والصهيوامريكية التي انجزها الاخوان المتأسلمين بميلشياتهم المسلحة في كل بقاع السودان بصفة عامة وفي مناطق الإبادة والقتل والتهجير منها بصفة خاصة. والدليل على ذلك أنّه تحت سيطرة نهم السلطة والعودة إلى حُكم السودان بطريقة مباشرة التقى عسكر الإخوان المتأسلمين؛ مجرمي الحرب، بقيادات الكيان الصهيوني في كمبالا من أجل أن يمكِّنُوهُم من العودة مرة أخرى إلى السلطة في السودان. كما نرى ذلك جلياً في استضافة السيسي؛ العميل الصهيوني، للكوادر الأمنية الاخوانية التي تجتهد لتُثبِت للعميل الصهيوني الذي يحكم مصر بأن الإخوان المتأسلمين في السودان مازالوا قادرين على التأثير الفِعلي على الواقع السوداني وذلك من خلال ضرب الاقتصاد السوداني بشتى الطرق وتجويع الشعب وبث الفوضى والفتن والاقتتال في كل مكان في السودان من أجل تسهيل سرِقة ثروات السودان وصبها في مصر وبقية الدول العميلة والمتصهينة في المنطقة. والغريب في الامر أن العمالة الصهيونية والليبرالية الغربية التي تحكم في مصر تحارب الإخوان المتأسلمين في مصر لكنها تدعم الإخوان المتأسلمين في السودان وهذا دليل واضح على الطبيعة العملائية لكثير من الأنظمة العربية التي تشارك الدوائر الغربية والصهيوامريكية على جعل الشعوب العربية لا تفهم شيئاً مما يحدث حولها بسبب هذا الخلط العجيب والغريب لأوراق اللعبة السياسية في العالم العربي وهذا هو جوهر أسلوب ومنهج الشيطان الذي يخلِط الأوراق حتى يجعل الناس تنسى الله تعالى بل وتكفر به.

    فالدول الداعمة للإخوان المتأسلمين في السودان بطريقة مباشرة كتركيا وبطريقة غير مباشرة كمصر وبلاد مهلكة آل سعود وبلاد عهر آل زايد تفعل كل ما في وسعها من أجل افشال المشروع المدني الحر في السودان وللأسف تأتلف معهم الطائفية السودانية وتخدم اجندتهم الحركات المسلحة التي تساوم على المناصب كمهر للسلام بدلاً من الغاء السلاح احتراماً لأرواح الضحايا الذين سقطوا في مواجهة الإخوان المتأسلمين وساهموا في اسقاط نظامهم الدموي. ولا تُدرِك الحركات المسلحة، التي يقيم بعض قياداتها في الدول الغربية، أن الكوادر العسكرية التي ارتكبت جرائم الإبادة والقتل والحرق والتهجير في أقاليم السودان المختلفة قد سَمَحت لها الدوائر الغربية والصهيوامريكية بدخول القصر الجمهوري وهذا دليل أنّ الدوائر الغربية والصهيوامريكية لم تكن في يومٍ من الايام ضد الجرائم التي ارتكبها أولئك الإخوان المجرمون وهذا دليل أيضا أن أولئك المجرمون كانوا يعملون، من خلال تنظيم الإخوان المتأسلمين، على إنجاز اجندات غربية وصهيوامريكية تحرِّكهم كبيادق مطيعة تخدم المشاريع الاستعمارية الجديدة في المنطقة. فتاريخ تنظيم الإخوان المتأسلمين وادواته وشركاءهم من الوهابية والطائفية السودانية وما جسَّدوه خلال فترة حكمهم المشترك للسودان يوضح خسة ودناءة تلك الجماعات التي لا علاقة لها بالإسلام الحقيقي جملةً وتفصيلا. فنتيجة لجهل غالبية القواعد الشعبية بالدين الحق والاصيل فقد خلَط الإخوان المتأسلمون دينهم المزيف بتنظيمهم الممسوخ ونظام حكمهم الخسيس والدنيء واعتبروا أنّ من يعارضهم علماني وكافر وكأنهم يمثلون الحق وأنّ الباطل يمثله غيرهم بينما في الحقيقة هم أبعد الناس عن الحق لو كانوا يعلمون. بل إنّهم؛ مع الوهابية والتيمية، يمثلون العقيدة الباطلة التي دعمتها الدوائر الاستعمارية الغربية والقوى الصهيوامريكية خلال العقود الماضية وهذه الدوائر لا تدعم أصحاب الحق ابداً.

    فبالرغم من مرور أكثر من عام على الثورة الشعبية في السودان ضد الإخوان المتأسلمين وحلفاءهم من الوهابية البليدة والطائفية العجوزة لم يستطِع السودان الخروج من حالة السيطرة الاقتصادية الاخوانية المتأسلمة على الاقتصاد السوداني عبر اجسامهم النظامية التي تصوِّب السلاح في وجه الثورة الشعبية التي تريد إرجاع موارد البلاد تحت إدارة وزارة المالية. فقد إنزوَى الإخوان المتأسلمون وتوجهوا للعمل السري الخسيس والدنيء من خلال أذرعهم المتعددة والمقيتة؛ العسكرية منها والطائفية والكهنوتية والقبلية والجهوية، فأنتجت مزيداً من الفقر والعوز والمعاناة والفتن والاقتتال والمآسي التي فاقت وحشيتها وفظاعتها كل التصورات. حيث جرَّوا القبائل التي كانت متعايشة إلى ارتكاب أفظع الجرائم ضد بعضها البعض في محاولة من الإخوان المتأسلمين لفرض رجوعهم الغير مرحب به إلى سُدَّة الحكم مرة أخرى. ولا ريب في أنّ تلك الفتن والمواجهات الدموية بين المدنيين في أجزاء مختلفة من السودان، رغم وجود قوات امنية بالقرب منها، توضح أنّ هناك تواطئاً ملحوظاً من طرف اجهزة الأمن والجيش والشرطة نفسها والتي تتفرج في مدنيين يقتلون بعضهم البعض ويحرقون بيوتهم ومعايشهم بأيديهم وأيدي أعداءهم من الإخوان المتأسلمين ومع ذلك لا تتدخل اجهزة الأمن والجيش والشرطة لحقن الدماء وحفظ الممتلكات. ولا يجب أن ننسى أنّ ارتكاب الجرائم الوحشية والخسيسة والدنيئة ظل سلوكاً ملازماً للنظام الإخواني المتأسلم في السودان والذي ظل لا يتورَّع عن فِعل أي شيء للإضرار بالشعب السوداني والتشبُّث بالحكم حتى ولو أدى ذلك إلى ارتكاب ما يندَى له جبين الإنسانية. كما لا يجب أن ننسى أنّ نظام الإخوان المتأسلمين الوحشي نفّذ جرائم تتمثل في قصف المدنيين الآمنين في كثير من بقاع السودان. وبذلك حوَّل القرى الآمنة والمتعايشة إلى قُرى أشباح وهجَّر الآلاف من السكان الآمنين تهجيراً قسرياً وحرمهم من ابسط مقوِّمات الحياة وكان هدفه من ذلك اخضاع الناس لنظامه الإسلاموي البغيض أو خلق تغيير ديمغرافي في كثير من المناطق في السودان لصالح جهات جهوية أو قبلية تشاركهم ظلمهم واستعبادهم للعِباد. ومع ذلك لم يتحرك المجتمع الدولي بشكل حثيث وحقيقي لحماية المدنيين العُزّل من بطش النظام الإخواني الدموي وميليشياته المجرمة من أبناء الحرام، ومحاسبة القتلة الذين أزهقوا أرواح السودانيين بدم بارد لمدة ثلاثة عقود وواصلوا القتل والتهجير والإفقار ضد المدنيين وبثوا الفوضى العارِمة لأن ما يسمى بالمجتمع الدولي كان في الحقيقة متواطئاً معهم ولا يريد للشعب السوداني التوّاق للحرية والعيش الكريم أن يحكم نفسَه بنفسِه أو يختار من يحكمه في دولة حرة يسودها العدل وحقوق الإنسان وسيادة القانون. فالواقع الآن يوضح أن هناك قصوراً امنياً واضحاً عن حماية المدنيين العُزّل في أماكن عديدة في السودان بل وكما ذكرنا سابقاً حيث تعمل الأجهزة الأمنية والعسكرية على التفرُّج على ظاهرة العنف من دون أن تتدخل وتحمي الأرواح البريئة والممتلكات العامة والخاصة. وهذا سيقود البلاد إلى العنف والعنف المضاد ويُدخِلها في دوّامة لا قرار لها. حيث أن ما ترتكبه الخلايا الإخوانية النائمة من جرائم اقتصادية وأمنية في حق الشعب السوداني يجب أن تثير استهجان وتقزز كل من له اخلاق. إنّ الفظائع والفتن الإخوانية المتأسلمة الموجهة تجاه الأبرياء في مختلف أجزاء السودان لا يمكن تبريرها بأي شكل من الاشكال سِوى أنها اعمال هدفها افشال ثورة الشعب السوداني ضد الإخوان المتأسلمين. فبهذه الطريقة، فإن الأمور ستخرج عن السيطرة ولن يستطيع الشعب السودان الاستمرار في المواجهة السلمية إلى ما لا نهاية لأنه لن يستطيع أن يقف موقف المتفرج اللاأخلاقي كما تفعل الأجهزة الأمنية والعسكرية الإخوانية إزاء الأعمال الفتنوية والدموية اليومية التي يفبركها الإخوان المتأسلمين والتي تضرِب في العمق اسُس ابسط حقوق الانسان المتمثلة في حقه في الحياة والأمن والحرية والتعايش السلمي والآمن مع الآخرين. وهدف هذا التواطؤ العسكري والأمني مع الفوضى الخلّاقة التي تنتجها الخلايا الخفية للإخوان المتأسلمين هو اضعاف المنظومة المدنية الثورية الناشئة وابرازها بأنها غير قادرة على حماية المواطنين وتسيير شؤون حياتهم. حيث ينشر الإخوان المتأسلمين من خلال أذرعهم الخفية عدم الاستقرار والفوضى والقتل والرعب والندرة والغلاء والمواجهات القبلية والجهوية اليومية لجعل الشعب السوداني يسأم من التحوُّل إلى نظام الحكم المدني الحُر الذي يكون فيه الدستور مُنظِّماً والقانون حاكما. كما تحاول الخلايا الاخوانية المتأسلمة استئصال النزعة الثورية من قلب الشعب السوداني من خلال فبركة الفتن والعنف والأزمات الاقتصادية ولو اقتضى ذلك خرق كل مقتضيات الدين والوطنية وحقوق الانسان من اجل تحقيق مآرب الإخوان المتأسلمين الدنيئة والخسيسة. كما أن المجرمين من الإخوان المتأسلمين والذين يقبعون في السجون لم تتم محاكمتهم محاكمة عادلة حتى الآن. وهذا يعني أنّ المنظومة الأمنية والعدلية السائدة مازالت تحمي الظلم والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبها أولئك الإخوان المتأسلمون في كل بقاع السودان. إن هذا التأخير في إقامة العدالة لهو انتهاك فاضح لحقوق المظلومين والضحايا وهروب واضح للجناة من دون مواجهة للعدالة في جميع ابعادها بعد أن ارتكبوا جرائم ومجازر وانتهاكات يندَى لها جبين الانسانية. كما أنّ تلك الأجهزة الأمنية نفسها هي التي تُعطِّل عملية إعادة بناء المؤسسات المدنية وفقاً لمتطلبات الثورة الشعبية التي أدخلت الكثير من كوادر الإخوان المتأسلمين في جحورهم ورمت ببعض قياداتهم في السجون. فالواقع المُر الذي يعيشه السودان الآن يوضح أنّ الإخوان المتأسلمين يُرسِلون رسائل للشعب السودان يوضِّحون فيها أنّ ثمن الوصول إلى الحكم المدني الحُر والدستوري هو ثمنٌ باهظٌ جداً وقد يكون مستحيلاً على الشعب السوداني تحمُّله. حيث يبدو جلياً أنّ الإخوان المتأسلمين لن يتركوا الشعب السودان في حاله بعد أن لفظ فكرهم القميء ودينهم المزيف والمفبرك. وهذا قد ظهر جلياً من تصرفات الإخوان المتأسلمين في السودان وتصرفات افرُعهم الارهابية في سوريا وليبيا والجزائر ومصر لأن فلسفتهم فلسفة طغيانية وجبروتية واحدة وتتغذى على التاريخ المظلِم والحالِك وتشرب من الدعم الاستعماري الحديث الذي يؤزهم على فِعل اشنع الجرائم وهم يُنجِزونها وهم صاغرون. فما يشهده السودان الآن من واقع اقتصادي وأمني مُزري هو من فِعْل الإخوان المتأسلمين ولذلك يجب القضاء على الإخوان المتأسلمين مهما كلّف الامر من مواجهة وتضحيات. يجب تفكيك كل بنيتهم الاقتصادية والأمنية بكل السُبُل وبِناء المؤسسات الثورية الشعبية المقتدرة لإقامة حياة سياسية حُرّة تُدير الاقتصاد السوداني وشؤون البلاد لمصلحة الشعب السوداني وتؤسس نظام سياسي يُقِيم العدل والمساواة ويمنع كل تأسيسٍ للأحزاب على اعتبارات دينية أو قبلية لأن الأحزاب الدينية لا تتّبِع ديناً اصيلاً بل ديناً كله كذب وترهات وتزييف بينما الأحزاب القبلية ستقود البلاد إلى المواجهات الاهلية عاجلاً أو آجلا. ولذلك يجب العمل على بناء أجهزة تشريعية وامنية نابعة عن الإرادة الشعبية الثورية التي اقتلعت الإخوان المتأسلمين في ثورة شهد على سلميتها العالم اجمع.

    ولكن إذا استمر هذا الحال المُزري في السودان، فإن تدويل الازمة السودانية وطلب الدعم الدولي للشعب السوداني سيصبح لِزاما لأن العصر الذي نعيش فيه هو عصر تتبادل فيه الشعوب والدول الحرة إنجازات حقوق الانسان والمعاهدات الدولية التي تحمي الافراد والمجتمعات وتحمي حقّها في الحياة. بكلمة أخرى، فإنه إذا استمر الإخوان المتأسلمين في الإصرار على عدم ترك الشعب السوداني يقرر مصيره بنفسه واستمر في اختلاق مواجهات قبلية وجهوية يومية والعمل على تأزيم واقعه الأمني والاقتصادي فإن على الشعب السوداني التحرك بكل السُبُل وعلى الضمير العالمي الحُر والحَي، وليس المجتمع الدولي الذي تسيطر عليه الدوائر الصهيوامريكية التي تدعم الاخوان المتأسلمين على نهب البلاد، أن يدعم الشعب السوداني لإيقاف هذه الفوضَى التي يعمَد الإخوان المتأسلمين على افتعالها من اجل أن يعودوا إلى الحكم مرة أخرى وينهبوا موارد البلاد لصالح الاجندة الغربية والصهيوامريكية. فإذا كان الإخوان المتأسلمين قد امتلكوا الأدوات التي تجعل الشعب السوداني لا يستطيع أن يمارس سيادته على حياته وشؤونه بنفسه فإنه يمكن للقِوَى الحُرَّة في العالم مساعدة الشعب السوداني مباشرة وعدم وضع مسألة سيادة مثل هذا البلد في الحسبان لأنها سيادة منتهكة بقوى محلية داخلية لا تقل في دمويتها عن المنظومة اليانكية التي أتت لنا بأمريكا الحالية على جماجم السكان الأصليين واستعباد واضطهاد السود أو الصهيونية التي تحتل فلسطين وتذيق شعبها سوء العذاب أو النازية في المانيا التي تسببت في الحرب العالمية الثانية أو البنونبينية في كمبوديا التي بنت نظامها على جبال من جماجم البشر أو البينوشية في تشيلي التي اختفى أثناء حكمها الآلاف من الناس أو الفتنة الدموية في رواندا التي أثناءها قتل الناس بعضهم البعض أو الداعشية التي استقت كل بربريتها ودمويتها التي شهدناها في العراق والشام وليبيا والصومال من دين الإخوان المتأسلمين ووهابيتهم المزيّف وعرَضَت لنا ابشع وافظع الصُّوَر التي يمكن أن تنتِجها البشرية الممسوخة في يوم من الأيام ولذلك يجب على القُوَى الحُرَّة والحيَّة في العالم دعم الشعب السوداني ضد مجموعة إخوانية متأسلمة ترغب في إيصال المواجهة مع الشعب السوداني إلى نهاياتها المأساوية والمميتة. هذا إذا كانت المنظومة الدولية ليست تحت تأثير الدوائر الغربية والصهيوامريكية؛ الداعمون الدوليون للإخوان المتأسلمين! فالشعب السوداني يواجه نفس الفوضى والظروف البربرية التي واجهها الشعب الروماني في اعقاب سقوط نظام تشاو سيسكو في رومانيا. ويتطلب هذا الوضع دعم دولي للشعب السوداني للتخلص من مخاطر وانتقام الاخطبوط الاخواني المتأسلم والمتمدد قبلياً وجهوياً واقتصادياً وامنيا. فاعتماداً على جذور تمكينهم السابق يعمل الإخوان المتأسلمين بشكل حثيث ومريض على إشاعة العنف وعدم الاستقرار والندرة في متطلبات الحياة اليومية بطريقة تهدد استقرار المجتمع وقد تؤدي أيضاً إلى حرب أهلية تمتد إلى الدول المجاورة وتُنذِر بحالة من عدم الاستقرار في قلب القارة الافريقية. وهذا لا يجب أن يقبَل به الضمير العالمي إذا كان حيّاً وحُرّاً لأنه يُفتَرَض أن تعمل الدول الحرة من اجل مصالح الشعوب وتطبيق القانون الدولي والمعاهدات المُصادَق عليها لإنقاذ الشعوب التي ترزح تحت تأثير أنظمة وتنظيمات سرطانية اختلقها الاستعمار الغربي والصهيوامريكي الحديث والاخوان المتأسلمين ليسوا استثناء من ذلك. فإذا لم يتحرك الضمير العالمي الحُر والحَي لدعم الشعب السوداني فإن السودان حتماً سيشهد ما شهده الصومال وليبيريا ورواندا. وإذا حدث ذلك فإنه لن تستطيع الخلايا الإخوانية العسكرية والأمنية السيطرة على الوضع لأنه في ذلك الوقت ستكون المواجهة شعبية عارمة وشاملة وستتغير الموازين الداخلية وسيدخل اللاعبون الاقليميون ويسلِّحوا الشعب السوداني وحينذاك ولات حين مندم. لذلك يجب استنطاق الآليات الدولية بأسرع فرصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل انقاذ الشعب السوداني من اخطبوط تنظيم اسلامويٍّ حرَم الشعب السوداني لعقود عديدة من كل متطلبات وابجديات الحياة. وبالرغم من السقوط الظاهري لذلك التنظيم المتأسلم إلّا أنه مازال يتحكم في واقع السودان بطريقة تجُرّه إلى الأسوأ. فإذا لم يستطع الشعب السوداني أن يقرر مصيره بنفسه نتيجة لسيطرة قُوَى داخلية نافذة ومتغطرسة، فانه يكون لِزاماً عليه ان يتحرك بكل السبل المتاحة له وعلى المنظومة الدولية الحُرّة والحَيّة، وأقول الحُرّة والحَيّة مرة أخرى، أن تدعم الشعب السوداني وتمنع مآلات قد تكون لها آثار وخيمة على المحيط الإقليمي بل والعالم بأسرِه. حيث أنّ تشبُّث البعض بما تسمى بالسيادة في ظرف فوضوي يختلقه الإخوان المتأسلمين في السودان سيكون امراً عبثياً بل سيكون امراً يساعد الإخوان المتأسلمين على الاستفراد بالشعب والعودة إلى السلطة بوجوه جديدة ترتكب نفس الفظائع والجرائم التي ارتكبتها الوجوه القديمة. فالأمر في السودان لم يعُد امراً داخلياً بل أنّ التاريخ يخبرنا أننا في السودان لم نصل أبداً إلى تسوية بأدوات محلية لأية مشكلة داخلية سابقة. بل كان المآل في النهاية دائماً وأبداً هو اللُّجوء إلى التدخُل الخارجي وأنّ المائتي سنة الماضية تُثبِت ذلك من خلال كل الازمات التي اصابت السودان والقوى الخارجية التي اجتاحت السودان بمساعدة مرتزقة داخليين وكذلك خارجيين؛ من دول مجاورة! ولذلك فإن تلك المجموعات التي ترفض تدخُّل المجتمع الدولي الحُر الآن تريد أن تستفرد بهذا الشعب الأعزل الذي يصرُّ على سلمية التغيير السياسي وترغب تلك المجموعات إلى جر الشعب إلى مواجهات قبلية وعرقية إلّا أن مثل هذه المواجهات ستخرج عن السيطرة وتؤثِّر على الاستقرار الإقليمي برمته وتضع خارطة جغرافية جديدة للسودان في شكل كانتونات متحاربة ومتقاتلة. وأخيراً، فإن المبادرات الدولية المخلِصة يمكن أن تُساعد الشعب السوداني على التخلُّص من براثن الإخوان المتأسلمين واخطبوطهم الاقتصادي والأمني وذلك بإعادة هيكلة المنظومة الامنية من جيش وأجهزة امنية وشرطة وفك ارتباطها بالتنظيم الهُلامي وتفكيك السيطرة الاخوانية على منظومة الاقتصاد السوداني بالطريقة التي تُرجِع مصادر الاقتصاد السوداني إلى إدارة وزارة المالية. وهذا هو الحل الوحيد ليصبح السودان مرة أخرى دولة متّحِدة وذات سيادة ومن دون ذلك لن يحتفظ السودان بخارطته الجغرافية المعروفة الآن.

    د. عبدالرحمن محمد يدي النور
    E-mail: [email protected]
    Website: yeddibooks.com

    ـــــــــــــــــــ
    من الراكوبة






                  

10-10-2020, 03:06 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هو رأيكم في هذا المقال وهل منكم من سمع ب (Re: Yasir Elsharif)

    وجدت له هذا الكتاب في الشبكة. الرجاء نسخ الرابط ووضعه في محرك البحث.

    yeddibooks.com/wp-content/uploads/2018/01/The-New-Muslims-Book-of-the-Fundamentals-of-Islam-.pdf
                  

10-10-2020, 04:07 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48813

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: ما هو رأيكم في هذا المقال وهل منكم من سمع ب (Re: Yasir Elsharif)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de