كورونيات

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 04:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-09-2020, 06:21 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
كورونيات

    06:21 AM April, 09 2020

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    تمتليء الصحف بموضوعات كلها عن كورونا

    بعض الموضوعات شيق و بعضها بديع و بعضها أنيق و بعضها ساخر و بعضها عميق...

    المهم رأيت أن أنزل الموضوعات التي تشد انتباهي إما لطرافة تناولها أو لرشاقة عباراتها تحت هذا العنوان...






                  

04-09-2020, 06:22 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كورونيات (Re: محمد عبد الله الحسين)


    كريات العزلة في زمن كورونا
    في ساعات الحظر والحجر الطويلة تذكرت أشخاصا “غريبين” عبروا حياتي وتركوا داخلها علامات فارقة صغيرة أو كبيرة دون أن أنتبه في حينها.
    الخميس 2020/04/09
    Share
    WhatsApp
    Twitter
    Facebook
    العزلة تثير الذكريات

    الأزمة التي نمر بها جميعا هذه الأيام والمتمثلة في انتشار مرض كورونا جعلتني أتذكر أشخاصا كثيرين وأتصل بالبعض ممن لم أتصل بهم منذ زمن طويل. وهم ليسوا من العائلة ولا من المقربين وإنما أغلبهم أصدقاء دراسة أو جيران قدامى أو حتى زملاء عمل لم أرهم منذ سنوات طويلة. الأمر نفسه يحصل معي. في صندوق بريدي على وسائل التواصل الاجتماعي رسائل كثيرة وورود وتحيات صباحية وأغان ودعوات وآيات قرآن.

    يقترب البشر من بعضهم في أوقات الشدة، حتى وإن كان المطلوب منهم أن يبتعدوا لأسباب وقائية ضد انتشار الفايروس. الآخر مهما كان جحيما، كما وصفه الفلاسفة، إلا أنه لا غنى عنه أبدا.

    في ساعات الحظر والحجر الطويلة تذكرت أشخاصا “غريبين” عبروا حياتي وتركوا داخلها علامات فارقة صغيرة أو كبيرة دون أن أنتبه في حينها، وإلا ما الذي يجعلني أتذكر الجارة القديمة التي كانت تشكو إهمال زوجها وعزوفه عنها، دونا عن الباقين.

    لم تتقاطع حياتي مع هذه الجارة إلا لفترة قصيرة ولم أعرفها بما يكفي، حتى أنني لا أذكر أنني حملت لها شعورا بعينه، لا الحب ولا الكراهية، لكنني عندما غنيت منذ يومين “عندما يأتي المساء” تذكرتها.

    أغني كثيرا هذه الأيام لأطرد الوحشة من البيت. قالت لي أمي مرة إن الغناء أفضل طريقة لطرد الخوف من الظلمة. منذ ذلك اليوم أطبق هذه الوصفة في كل شيء: في القلق والأرق والترقب والمرض والوحشة واليأس والاكتئاب والحنين أيضا. وحتى عندما أبحث عن شيء في البيت، مفك براغي مثلا ولا أجده، أغني لأعثر عليه.

    في صيف بعيد، وكنت أقيم في مسكن للطالبات رفعت صوتي وغنيت “عندما يأتي المساء” بينما كنت أعد شيئا في المطبخ. كانت الشرفة مواربة فسمعتني الجارة وجاءت لتدق على الباب. لوهلة اعتقدت أنها جاءت لتبدي انزعاجها من ارتفاع الأصوات، لكنها فاجأتني بقولها إن صوتي جميل وأنه حرك شيئا داخلها، فبكت.

    كانت بيني وبينها عشر سنوات على الأقل وكانت متزوجة وأنا شابة يافعة وطالبة في بيت الطالبات فلم أشعر برغبة حقيقية للتقارب أو لبدء صداقة معها. وعندما بدأت تلمح لمشاكلها مع زوجها، أنهيت الجلسة مدعية أنني مضطرة للمغادرة. لم أسع بعدها أبدا لملاقاة الجارة، ولم أغن بصوت عال في ذلك المبنى بعد ذلك اليوم.

    لكن كورونا والحجر المفروض علينا بسببها هذه الأيام أعادا إلى ذاكرتي تلك الجارة البعيدة التي أبكاها صوتي يوما، فجاءت لتدق على بابي وتقص عليّ ألمها.

    ما الذي أعاد الجارة، التي بالكاد أتذكر ملامحها، إلى ذاكرتي في ظرف كهذا؟ هل هو الغناء بصوت عال مجددا؟ الأبواب المغلقة على أصحابها؟ فكرة الجوار وما تعنيه الآن تحديدا؟ الشرفات المواربة؟ الوقوف المتكرر في المطبخ؟ العزلة المفروضة على الجميع؟

    تغير صوتي الآن كثيرا، لم يعد يطرب كما كان. غلبت عليه حشرجة الحساسية واختلط بالأنفاس المكتومة، وبصراخ الداخل فصار أقرب إلى الريح وهي تتكسر على جدار، ولكن من قال إن الطرب هو غاية الأصوات؟

    لم تبك الجارة طربا على حد علمي، ولكن لأن صوتا قريبا خاطبها من خلف الجدران وهدم الصمت الذي كانت تعيش فيه. ظلت شكوى الجارة معلقة كل هذه السنين في الهواء، وظلت دموعها محبوسة لأن أحدا لم يرغب في رؤيتها. أقول لنفسي الآن: كم كانت تلك المرأة حزينة!

    أذكر فقط أنها تحدثت بجملة قصيرة عن معاناة امرأة مهملة من زوجها. ذلك الإهمال الأكثر إيلاما من كل أشكال العنف.

    في ظرف آخر كنت سأتمنى لو أنني ساعدتها على نحو ما، حتى ولو بالاستماع إلى قصتها ومواساتها قليلا، أو بالغناء كل يوم في المطبخ، وترك الشرفة مفتوحة، ولكن في ظرفنا الحالي، أتذكرها فقط.. أتذكرها كثيرا.. وهذا كل شيء.

    لمياء المقدم

    كاتبة تونسية
                  

04-09-2020, 09:22 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كورونيات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    لاش بوس بلاش بوس

    منذ 12 ساعة
    بلاش بوس بلاش بوس

    سهيل كيوان
    1
    حجم الخط

    شعرتُ أن جلوسي في مكاني قد طال، وتنقلاتي بين السّرير وطاولة العمل والمكتبة لا تكفي، بدأت أطرافي تَنْمُل، وصار عليّ أن أتحرّك، قبل أن أتحوّل إلى عمودٍ من ملحٍ أو سُكّرٍ أو نشارة خشب مثلاً.
    خرجت إلى الشارع العام القريب من المنزل، وحسب توجيهات خبراء في الصحة والأمن وممثلي الجمهور، لا يُسمح بالابتعاد عن البيت أكثر من مئة متر، وذلك لمن ليس له عملٌ ضروري.
    أهرول حتى أصل مَحَلاً مغلقاً للأراجيل والمعسّل وملحقاتها، وأرجع مكرّراً الشَّوط، علّني أعوّضُ توقفي شبه التام عن الحركة.
    بعد المشي حوالي ربع ساعة، جيئة وذهاباً يتحسّن المِزاجُ، فالرياضة لها تأثير مدهشٌ في تحسينه، وأهلاً وسهلاً بهرمونات السعادة.
    رأيته قادماً من الجهة المعاكسة، علاقتنا من النوع الذي لا تفطُنُ له إلا عندما تلتقيان. يسألني عن حالي وأموري فأردُّ عليه بسؤاله عن حاله وأموره، كلانا نردّد «الحمد لله، كل شيء تمام، الحمد لله»، ونمضي، كلٌ في طريقه وابتسامة قبول على وجهه.
    صارت خطواتنا تقترب، وبدأت أفكر في كيفية تجنّب المصافحة بيننا من دون إحراج، والاكتفاء بالتحيّة والحفاظ على مسافة معقولة، لم أرتد الكمّامة اليوم، رغم أنني جرّبتها بالأمس واستحسنتها، فهي تقي من الغبار ودخان السيارات كذلك.
    اقتربنا، بقيت بيننا بضع خطوات، وصرت أتباطأ استعداداً للّقاء العابر المألوف، الذي يُختصر بـ«كيف حالك؟ الحمد لله الله يسلّمك». وصلني فمدّ يده، وبما أننا لسنا أصدقاء فقد شعرت بالإحراج.
    ممكن أن ترفض مصافحة صديقك، تقول له بصراحة، ابتعد عني مترين يا صديقي، يا ولد دعك من المصافحات، صديقك القريب يتفهمّك، ولا تشعر بإحراج معه، حتى لو قلت له انقلع لا أريد مصافحتك، ثم تخرج متراً من جيبك وتقيس المسافة بينكما، ثم تقول له، ابتعد خمسة عشر سنتمتراً أخرى.
    أما هذا، فهو ليس صديقاً ولكنه ليس غريباً، لم أتقبّل ترك يده معلقة بيننا في الهواء، فمددت يدي برخاوة، فصافحني وضغط كفّي بقوة، ورغم محاولتي الثبات فقد جذبني إليه وضمّني، قلت بما يشبه الذهول محاولاً إنقاذ ما يمكن إنقاذه: بس بلاش بوس.. بس بلاش بوس، إلا أنه وكما لو كنا مشجِّعَيْن لفريق كرة قدم في مباراة حاسمة وسجلّ فريقنا هدف النصر في الثواني الأخيرة من المباراة، طبعها على خدّي، لم أشعر بشراهة قبلة كهذه منذ سنين، فقد أطبقت شفتاه على وجنتي مع مصدر تسميتها صوت البوسة: بْسِئ، ثم أتبعها بضحكة بلهاء وسؤال استنكاري: إن شاء الله خايف من الكرونة؟
    بما أن السهم قد انطلقت، وسبق السيف العذل، وقضي الأمر، قلت: لا أبداً، ليست قضية خوف يا عزيزي، ولكن الحذّر مطلوب، لسنا مضطرين للدخول في تجربة ارتفاع حرارة الجسم حتى الغليان ثم التبخّر، ولست متلهِّفاً إلى صداع شديد وهذيان وسعال جاف وتراخٍ في العضلات وفقدٍ لنكهة القهوة ورائحتها، يعني أنت سيد الفاهمين، ثم أن القضية ليست متعلقة بنا وحدنا، معنا يعيش شركاء وعلينا مسؤوليات.
    قهقه- يا رجل، نحن ما زلنا شباباً، وهذا الفيروس لا يقترب من الشبان، ثم أنني من مؤيّدي نظرية مناعة القطيع.
    عن أي شباب يتحدث هذا وشعره مصبوغ ويطلُّ من فوديه بياض كأنه مُخِبر يشي بالحقيقة؟ قلت، لسنا أكثر شباباً من بوريس جونسون، وها هو في العناية المكثفة، وما فهمته أنه ليس كسولاً ويمارس الرياضة، هذا يعني أن الفيروس لا يميّز بين جسمٍ قويٍ وضعيف، وحيث يجد فرصته ينقضّ.
    -المهم أنت كيف أحوالك؟
    -أنا ممتاز الحمد لله، رددتُ، ولكنني صرتُ أفكّر بالاستعجال في دخول البيت لغسل اللعاب، وأشعر بأن أخطبوطاً لزجاً التصق في وجهي. لم يكن هناك مفر من دعوته، لقربنا من البيت: طيّب تفضّل اشرب قهوة؟؟
    -لا لا، أنا مستعجل، بالأفراح إن شاء الله.
    الحمد لله أنه لم يقبل دعوتي، استدرت عائداً إلى البيت، وفوراً إلى المغسلة والصابون وغسلت وجهي..يِخرِبْ بيتك، من أين أتتك هذه الحميمية المفاجئة؟ غسلت وجهي جيّداً، وخلال هذا كانت نظرته وكفّه و«بَسْبأة» قُبلته، وكلماته تتفاعل في ذهني. مناعةُ القطيع؟ «شعبٌ واحد مرض واحد؟!» لا ليست كل الأجساد سواء، هناك ضعيف وقوي، هناك مريض وبريء، هنالك جينات تختلف عن أخرى.
    هل قبّلني في لقاءات سابقة؟ حماسُه فاق مستوى الودّ الذي نحفظه لبعضنا بكثير، هل كان تصرفه ناتجاً عن توتّر أراد تبديده؟ فجأة فكّرت.. هل هو مريض ويريد نشر هذا بين الناس؟ هل قبّل غيري في طريقه؟ لقد نُشرت أشرطة فيديو لأحدهم وهو يلوّث بلعابه شاشة صرّافٍ آلي، وآخر يلوث أيدي العربات في أحد المراكز التجارية.
    آه… إنه الشيطان الآن، شيطاني الذي يزيّن لي أموراً لم تخطر لي حتى قبل لحظات، هل كان جونسون يعرف أنه مصاب من قبل الإعلان الرسمي عن مرضه؟ هل أطلق نظرية مناعة القطيع كي نكون «كلنا في الهوا سوا»؟ هل مصافحته لغيره بحماس أمام الكاميرات كانت تهدف إلى التشويش على حقيقة أنه مريض، وأنه هو الذي ربما نقل الفيروس إلى غيره، وليس العكس، هل كان واثقاً بمناعته أم أنه كان يريد الصراخ، أنقذوني فحرارتي مرتفعة وحلقي ملتهب.
    القطيع يمقت التفكير، القطيع يردد نفس الكلمات والنغمات، مثل الأسطوانة حتى لو شغلتها ألف ألف مرة. القطيع، ينبذ الغرباء ويكفّر المختلفين، يهزأ من أذواق الآخرين وعاداتهم وأشكالهم، لا يخالف القطيع إلا ############، قملة يجب سحقها، فيروس يجب تطهير الأرض منه، يجب القضاء عليه قبل أن ينقل المرض إلى غيره.
    لكن يجب الاعتراف بأن القطيع قوة لا يستهان بها، انظروا قطيع الثيران كيف يواجه الأسود، انظروا قطيع الضباع كيف يتغلب على الفهد بل ويفترسه، القطيع يرفع جداراً فولاذياً مكهرباً من حوله، واختراقه ليس سهلاً، بل ويحتاج إلى تضحيات، ولكن نقطة ضعف القطيع بأنّه لا يُصلِح نفسَه، فهو يخشى كلمة أو نكتة، حتى يصدأ ويتآكل من داخله، إنه يبدو قوياً ومتماسكاً منيعاً مثـــــل قلعة، وفجأة ينهار في دفعة واحدة، في انفجار هائل يصم الآذان، ويتفتت كما لو كان تمثالاً زجاجياً مطلياً بألوان أخفت حقيقته الهشّة إلى درجة تدعو إلى الدهشة.
                  

04-09-2020, 09:43 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 10875

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: كورونيات (Re: محمد عبد الله الحسين)

    العشق في زمن كورونا: في نيويورك حب عبر السطوح وفي القاهرة في البلكونة

    منذ 12 ساعة
    العشق في زمن كورونا: في نيويورك حب عبر السطوح وفي القاهرة في البلكونة

    مريم مشتاوي
    1
    حجم الخط

    لا أعرف لِم كل الأوجاع المتقدة انتظرت زمنا لتتطاير في الأفق؟
    لكنه ليلنا، على الرغم من حزنه مضيء. أو ربما هي لوعتنا. كلما ازدادت تكاثرت النجوم في السماء؟
    نعم إنه زمن عشنا فيه الحروب على أشكالها وآخرها أو ربما، وبشكل أصح، «آخرنا» حرب ضد فيروس شرس، أنهكنا جميعاً، فاستحالت الكرة الأرضية إلى أرض معركة لا نجاة منها، إن لم نتعلق بخيط شارد أبيض رفيع يربطنا بوعد قادم.
    أهناك ما ينهض الشمس، التي طال نومها، سوى الحب؟
    أهناك ما يرفع المدن فوق الضباب الكثيف وفوق البحار سوى وعد أو بريق متواطئ مع الخيال؟
    أجمل ما قرأته مؤخراً كانت كلمات للروائي خالد خليفة أضاء بها مخيلتي وعدت لأتمسك بالحياة من جديد.
    كتب على صفحته في «العالم الأزرق»:
    في هذه الأيام يصبح أي حب وعداً بالحياة المقبلة والنجاة».
    قرأتها مراراً لتمطر لي كلماته مطراً دافئاً براقاً معطراً يطل على الحلم المنشود. حلم قد يعيد ترتيب خريطة من المدن بعثر المرض أشجارها فأسقطت بدل الأوراق خضارها لينام وحيداً على الأرض.
    وأطفأت الأنهار بريقها فأبحر بعيداً. صار سفناً من وهم.
    بعد أن سكّنت حواسي تلك الكلمات، التي جاد بها خليفة استيقظت في داخلي طفلة مشاغبة كانت قد كبرت بسرعة قبل أن يكشف الصباح عن صدره للورود.
    هكذا تفتحت في عينيّ الحياة كالمرايا فوق المياه.
    فأصبح الحب ينادي الحب وكل الطرقات الفارغة أصبحت تضج بترانيم يتعالى صداها في الزواريب الضيقة.
    إنه الحب في زمن كورونا وقصصه كثيرة… من أين نبدأ؟
    أنبدأ من تكساس، هناك حيث ارتفع حاجز بين مستشفى الأمراض السرطانية وزوارها. نعم لقد مُنعت الزيارات كي لا يتسلل فيروس «كوفيد التاسع عشر» فينهي لصالحه معارك بدأها السرطان قبله.
    امتنع المرضى عن رؤية أحبائهم، وغصة كبرى في قلوبهم. قد يمضون، وقد لا يرونهم بعد الآن قط. لن يستطيعوا حتى أن يلمسوا جباههم، ويلقوا عليهم نظراتهم الأخيرة المحبة، المنكسرة. قبلة الوداع صارت حلماً مستحيلاً.
    ولكن هل هناك حاجز يعلو على الحب؟ هل هناك شيء مستحيل في قاموسه؟وقفت سيدة تعاني من السرطان عند شباك غرفتها تلوح لحبيبها، الذي جلس على الطريق المواجه للمستشفى حاملاً في يده يافطة كبيرة كتب عليها:لا يمكنني أن أكون معك، ولكني سأبقى هنا لأجلك. وأضاف: أشكر كل العاملين في المستشفى.
    ومن تكساس إلى مدينة نيويورك قصة حب تشعل مواقع التواصل الاجتماعي وتتناقلها الفضائيات العربية.
    نيويورك، التي كانت تضج بالحياة، أغلقت بشكل كامل وانطفأت أضواؤها، التي كانت تنادي السياح عبر العالم.
    ولكن هناك من يعيد بنبضه بث الحياة في شوارع المدينة ومن فوق سطوحها.هكذا نجح جيرمي كوهين، المصور الشاب، في أن يعيش قصة حب تستفز الصمت وتعيد تدفق المياه الدافئة في قلوب فقدت كثيراً من نبضاتها، بفعل الحجر والوحدة والمرض.
    راقب من شقته فتاة ترقص على سطح منزلها على أنغام أغنية «كلنا معاً في هذا».أصر أن يتواصل معها ولوّح لها بيديه حتى انتبهت فردت له التحية.أراد أن يرسل لها رقم هاتفه فاستخدم طائرة درون الصغيرة ليبعث برسالة كتب فيها رقمه.
    بدأت الرسائل والتليفونات بين جيريمي وحبيبته توري.
    ودعاها لأول حفلة عشاء. وفي ظل الحظر كانت حفلة مميزة فريدة من نوعها.
    وضع كل منهما، بشكل متقابل، على سطح بنايته طاولة عليها وردة حمراء وكأس شامبانيا. رفعا معاً نخب الحياة المقبلة ونخب وعد بحب حر قريب.
    وتحدثا عبر «الفيديو كول» طيلة المساء، وقد أشعلا السماء الكحلاء فوقهما لتستنفر المدينة النائمة وتتأهب للحياة.
    ومن نيويورك إلى جوهرة الشرق مدينة القاهرة، حيث قرر عازف الكمان المصري محمد عادل أن يطرب جيرانه بأجمل الأنغام الموسيقية، مغنياً للحب، منشداً للحياة.
    وقف في لبلكونة ليوقظ النبضات التعبة. ولا بد أن تكون هناك. في مكان ما. على سطح ما. شابة تتراقص على ألحانه.
    إنه الحب، الفائز الوحيد في كل زمن وفي كل معركة. فلنشرّع قلوبنا للضوء.

    *كاتبة لبنانية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de