|
Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ (Re: عبد الحميد البرنس)
|
خارج النص ، داخل النص: بعض من قيمة وشأن الابداع أنه يذكّرنا بنصوص أخرى ، أو قُل أنّ هذا شأن الإنسان عموماً في ميله لخلق ترابطات بين المعلومات والاشياء والناس
ونحن "عشّاق " القراءة ، نميل إلى توظيف تلك الخاصية الانسانية للمقارنة بين والإحالة إلى الكتب والكتّاب ..
فالمقطع التالي الساخر من نص البرنس:
Quote: ورفيقهم الرابع الذي أنسى دائما اسمه ربما لأنّه كان عازف إيقاع بأكثر منه شيئا آخر |
ذكّرني ما قرأته في كتاب ما عن "كرة القدم" في البرازيل،
عن أن البرازيليين لا يتذكّرون "حراس مرمى" فرقهم القومية.
وإنْ حدث هذا، فإنهم في الغالب يحمّلونهم مسؤولية هزائمهم...
ما هو المشترك في المأساتين "عازف الإيقاع" و"حارس المرمى"؟؟
البقاء في الظل؟؟؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ (Re: osama elkhawad)
|
البقاء في الظل؟ ذكرتني هذه العبارة، في هذا السياق، بعبارة ماركيز: مجد في الظل! والتي جاءت في معرض سرد ذكرياته عن كاتب سيناريو إيطالي شديد البراعة لا أذكر اسمه الآن. أولئك كوكبة الجنود المجهولين الذين يقبعون وراء الأعمال الكبرى من دون أن يحس بوجودهم أحد. وهذه إحدى تيمات رواية أماندا ماران بون: رد الإعتبار إلى جلال الهامش وما قد ينطوي عليه من جوهر أو معنى صاعد للحياة. كثيرا ما يحجب بريق المركز عنا ثراء الهامش ذاك وفتنته.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ (Re: عبد الحميد البرنس)
|
كنت في منتصف الثلاثين تقريبا، حين قابلت جي ميلر، والد ابنتي.. الوحيدة! دوريان هذه! بالطبع أنت تعلم ذلك، يا هاميد! كنت وقتها سفينة صعد على متنها ركاب كثيرون. أتذكر (يا هاميد) ألقى كل واحد منهم تباعا بعد فرسخ بحري وآخر أو أقلّ أو أكثر برحاله على موانيء مختلفة من بحار العالم. ظلوا يغرسون أوتادهم تلك كمسافرين في صحراء وحدتي لحظة. ثم يمضون إلى حال سبيلهم من غير رجعة. بينما أواصل أنا السعي صوب ما بدا لي في كل مرة مستحيلا آخر.
كان جي ميلر، والد ابنتي هذا، قد لاح فجأة في الأفق القريب مثل شطء خليجيّ يمد ذراعي يابستيه عميقا في الماء، مستقبلا سفينتي التي ظلّت تُبحر طويلا بين موانيء العالم مدفوعة بقوَّة تأثير تيار غامض لكنه لا يهدأ وراء جون لينون وزملائه. ظللت أشد رحالي إلى حفلاتهم تلك أينما كانت. كنت أجدني، "يا هاميد"، خلال عام واحد، أو أقلّ، أو ربما يزيد عن العامين، في طوكيو وهامبورغ ونيويورك ولندن وغيرها. أغني معهم من قلبي، بكل جوارحي، للحب وسلام الإنسان.
أثناء ذلك (يا هاميد) كانت تتملكني تلك الرغبة المتأججة في أن أسمح في أعقاب كل حفل للعالم، للعالم بأجمعه، أن يغوص عميقا في داخلي، فإذا الحدود المرسومة بين البشر لا وجود لها، وإذا الألوان أزهار في بوتقة تدعى الانسجام والتعاضد والتآخي ووحدة الإنسان. هكذا، وجدتني أتقاسم الفراش، على أنغام البيتلز، مع رجال بِيض وسود وخلاسيين وصفر.
كنت روحا طليقة متيمة أكثر بجمالي الداخلي برغم غنى ما أملك ظاهريا (تضحك ملقية برأسها للوراء). لكن دوريان، بنتي، أجدها لا تحفل كثيرا بمثل هذا الجمال الداخلي، تراها تشكو دائما من حظها القليل من الملاحة. يبدو أن الإنسان جُلب على ألا يعبأ في الأخير بما يملك. إنه يبحث دائما عن شيء ما مفقود في غير موضعه. شيء ماثل هناك أمام عينيك ولا تراه. قد ينفق الإنسان هنا أجمل سنوات العمر منقبا بلا طائل في غرف الآخرين بحثا عن شيء تركه في موضع ما داخل غرفته الخاصّة. لعلها طبيعة الأشياء، يا هاميد. قالت وهي تنهض، تعانقني خطفا، تلملم أغراضها في عجالة: "أعدتني إلى أجمل ذكرياتي". وكمن تذكر شيئا ما في الثانية الأخيرة: "آه، كم مرة مارست أنت فيها الحبّ، يا هاميد"؟
كانت ابنتها دوريان قد دلفت إلى المبنى أخيرا. رأيناها معا عبر شاشات المراقبة، وهي تهرول باتجاه المكتب. لحقتْ بها كيتي في منتصف المسافة قبالة بنك إسكوتشيا. بدا كما لو أنهما تتعاتبان في طريقهما إلى خارج المبنى. حين غابتا عن مجال عمل كاميرات المراقبة جميعا، شرعتُ فورا في بدء تسجيل مواعيد حضوري وحالة الموقع الأمنية لحظة استلام الوردية من "عزيزتي كيتي" على دفتر التقارير، بينما رحت أنصت كالعادة تاليا لإحدى مقطوعات صديقي موتسارت:
"الربيع"!!
كانت حياته قصيرة،
تعيسة.
مع ذلك، لم أعثر، حتى الآن، على مبدع آخر احتفى بفرح وعذوبة وجمال الحياة بمثل احتفاء موتسارت بها. أي مباهج تطلقها موسيقاه. أي حلم أجدني سابحا في نعومته. أي شوق يجتاحني لمعايشة ما لم أكن عايشته من قبل. إنني الآن أتنسم معه روائح مطهمة بعبق الياسمين، معه أطرب لشدو الطيور تهب نحو أرزاقها، أرى رقصة الفالس تؤديها فتيات جميلات على إيقاع سوقهن العارية وقد أثملهن فرح غامض مثل سرّ الله أودعه في قُبلة طفل وديع، إنني معه أكاد أرى تراقص أول ضوء للشروق على ورقة شجرة خضراء مصقولة مزدانة بحبيبات الندى. هناك، في نفسي، أخذ يرسخ شعور أن عملي كحارس أمن لا يخلو أحيانا من مباهج. يا للسنوات، وقد مضى عليَّ الآن أكثر من ستة أعوام في هذه الوظيفة!
| |
|
|
|
|
|
|
Re: كم مرة مارستْ andquot;عزيزتي كيتيandquot; الحبّ؟ (Re: عبد الحميد البرنس)
|
Quote: لم يكن الكتاب محتويا في طبعته تلك على حرف لاتيني واحد. نظرتُ بدوري إلى صورة ماركس الباهتة على ظهر الغلاف. كانت ملامحه غائمة وراء الآثار المتراكمة لأصابع يدي عبر السنوات.
حين بدا أن كارل ماركس في صورته تلك أشبه براهب طيب عجوز، قلت لها بجدية تامة: "
هذا، عزيزتي كيتي، كتابنا المقدس". بدت كيتي متفهمة لتلك الإجابة وهي تتساءل:
"هل يؤمن به الكثير من الناس هناك، يا هاميد"؟
قلت:
"بل يعتقدون، عزيزتي كيتي سام، أن مجرد ترتيله آناء الليل وأطراف النهار سبب كاف لتقليل رقعة الفقر ومحو فساد الحكام". |
الكتاب الثاني الاكثر مقروئية في تاريخ العالم بعد "الانجيل" هو "البيان الشيوعي".....
| |
|
|
|
|
|
|
|