|
|
|
 Re: قصص من أرض البل (Re: نصر الدين عشر)
|
صالة كبار الزوار - 1/50
ساقني حظي العاثر الى مجمع خدمات الجمهور بالسجانة لقضاء معاملة لي, المجمع ضخم وغير مرتب بالمرة, حيث الدفسيبة على اصولها,
لا استقبال ولا احد يوجه الناس, إنما الناس يدخلون ثم يتوجهون الى شبابك الخدمة مباشرة, او سؤال المارة كما في حالتي,
في رحلة بحثي عن معاملتي وقعت عيناي على قاعة كبيرة وبها كثير من الشبابيك والتي يوجد بها موظفين كثر وليس بها أي عملاء
رغم الزحام الخانق في بقية المجمع. هممت بالدخول و لكن استوقفتني عبارة صالة كبار الزوار وعندما نظرت الى الباب وجدت
مكتوبا بأن هذه الصالة مخصصة للسادة الدستوريين و الضباط من رتبة عميد فما فوق وأسرهم.
السؤال الذي يطرح نفسه, ما هو كسب الدستوريين والضباط من رتبة عميد فما فوق وأسرهم حتى يتم تخصيص هذه الصالة لهم؟
هل هؤلاء القوم أكثر نفعا من أساتذة الجامعات و البروفيسورات بالجامعات والمعاهد العليا؟
وهل الدستوري أهم من الطبيب والمهندس والصيدلي وخبير الكمبيوتر وعامل النظافة و المطعم؟
طبعا كل قادة الحركات المسلحة الان من الدستوريين وأسرهم وحبايبهم وقرايبهم كلهم يشملهم هذا التخصيص أما الشعب الفضل فله البل والجلد على بطنه.
مهمة الضباط العمداء فما فوق وغيرهم من القوات النظامية هي حفظ الأمن والتي قد فشلوا فيها بنسبة كبيرة,
عمليات النهب المسلح داخل المدن والمسماة (تسعة طويلة) اصبحت اقرب من حبل الوريد, أصبح الناس يخشون الخروج ليلا بمفردهم,
وأصبحت السكاكين تلازم الشباب والشيوخ في حلهم وترحالهم خوفا من الخطف في رابعة النهار,
فضلا عن الحروب و التفلتات الامنية في كل ربوع السودان. يا أيتها الحكومة الفاضلة, أوقفي هذا العبث والمساة صالة كبار الزوار,
الدستوري مواطن عادي, قادته الظروف لأن يعمل عند الشعب, فهو خادم للشعب وليس سيدا عليهم,
وليس لديه فضل عليهم حتى يتم تخصص المعاملات له, لماذا يرتاح الخادم ويتعب السيد المواطن البسيط دافع الضرائب
ودافع مرتب هذا الدستوري وغيره من العسكر, هذه القاعة يجب تأميمها فورا وان تكون لكل بنات وأبناء الشعب السوداني,
ليس للعمداء فما فوق أو الدستوريين وأسرهم فضل على أحد, في دولة القانون الناس سواسية كأسنان المشط.
أولم يكن شعار الثورة حرية سلام وعدالة, اين العدالة حينما يقف أول الفصل ساعات في الصف ليقضي معاملة له,
بينما يأتي طيش الفصل يتبختر والرتب على كتفيه, ثم يقضي معاملته في ثوان معدودة؟؟!!
| |
 
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصص من أرض البل (Re: نصر الدين عشر)
|
سفة في السلك
انا سعيد جدا بالجدل الدائر الان حول سفة الاستاذ خالد سلك, والتي تعاطاها على الهواء الطلق وأمام عدسات الكاميرا
في برنامج كباية شاي الذي يقدمه الصحفي الأستاذ عثمان ميرغني, وهي في حقيقة الأمر لا ترتقي الى مقام السفة,
وتسمى شنقة في عرف السفافين او المتعاطين للتمباك, وهي دائما ما يقوم بها صغار السن أو المبتدئين حديثا في التمباك,
ام السفة هي التي تكون في الشفة السفلى وهي اكبر حجما ودائما لديها ارتباط وثيق بالحقّة والوقار وكبار السن.
هذا النقاش المحتدم يدل على أن الثورة السودانية انتصرت وعبرت على الصعيد النظري, بعضهم يطالب الأستاذ خالد بالاعتذار
عن هذا السلوك الشائن المقزز والبعض الآخر ذهب بعيدا وطالبه بالاستقالة, باعتبار أنه يشغل منصب حكومي وكان ينبغي
أن يكون قدوة حسنة خصوصا للاطفال, وفي حقيقة الأمر هذا النقاش يشبه النقاش الذي كان دائراً إبان الانتخابات الرئاسية الأمريكية الاخيرة,
حينما اتهم الرئيس السابق دونالد ترامب باقامة علاقة خارج اطار الزواج مع السيدة ستورمي دانيال, كان الجدل نفسه دائرا عن أخلاقيات ترامب
وعن عزله وعدم أهليته للترشح للمنصب مرة أخرى, والجدل نفسه الآن دائرا في وسائط الإعلام الامريكية, وهذه المرة بخصوص
حاكم ولاية نيويورك أندرو كومو, والذي بدوره هو الآخر متهم بالتحرش بعدة نساء, خاض الشعب الأمريكي هذا الجدل
عالي المستوى والذي يشبه جدل (الفايقين) بعد أن حسموا كل قضاياهم من مأكل ومشرب وملبس وطرق داخلية
وتعليم ونظام رعاية صحية وقضاء ونظام حكم وديمقراطية وليس لديهم دعمجية, ولكن ما لا افهمه
كيف ينصرف جزء مقدر من الشعب الفضل الى هذا الجدل ويتركوا الجدل في قضاياهم الاساسية,
بربكم ايهما احق بهذا الجدل الباذخ, سفة سلك ام البرجوبة في شوارع المدن بلا استثناء,
سفة سلك ام اكوام الوسخ حتى في قلب عاصمتنا المثلثة, سفة سلك ام الرشاوي على الطرق السريعة
والتي أصبحت وكأنها رسوم مقننة, سفة سلك ام صفوف الرغيف والبنزين المتطاولة, كلما قلنا خبت خرجت إلينا بذيلها الملتوي,
سفة سلك ام الحفر على الطرق السريعة والتي تأقلم السائقين معها, سفة سلك ام الغلاء الفاحش في كل السلع الضرورية وغير الضرورية,
حتى المناسبات أصبحت بسلطات بيضاء وذلك للغلاء الشديد في سعر الطماطم, فأصبحت الطماطم غذاء الملوك,
سفة سلك ام الدمازين التي خرجت عن الخدمة تماما في لحظات بسبب فيضان النيل على الطريق السريع
فأصبح كيس المكرونة من مئة واربعين الف الى نصف مليون جنيه بين ليلة وضحاها, اتركوا خالد سلك في حاله يتعلم السفّ على الهواء,
فإنه كان له أخ يسف ظلط الانقاذ الغربي بأكمله ولا أحد يطالبه بالاستقالة او الاعتذار.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصص من أرض البل (Re: نصر الدين عشر)
|
قصص من أرض البل
عند المعمل - 2/50
سألت صديقي عن معامل لإجراء فحص الكورنا بغرض السفر, فدلني مشكورا على معامل تست بالخرطوم اثنين,
لازالت الكثير من الخطوط الجوية لا تعترف بإفادة جرعتي اللقاح, فلابد من الفحص السلبي للقيام بأي سفرية دولية.
تحركت راجلا من الفندق الذي اقيم فيه بالسوق العربي الى موقف شروني ومن ثم السؤال عن معامل تست,
في رحلة سؤالي عن المعمل توقفت عند الحمامات جنوب الموقف لقضاء الحاجة في زنقة صباحية, فنحن لازلنا في مؤخرة الشعوب,
ندفع لاستخدام الحمامات رغم دفعنا للكثير من الضرائب والجبايات للحكومة الموقرة, أما كان حريا بحكومة الثورة أن تعلن عن مجانية الحمامات؟!!
بعد خروجي من الحمام سألت الرجل القائم على أمرها عن معامل تست, فدلني باتجاه معمل استاك, وقد كنت لتوي راجعا منه,
ذهبت الى معمل استاك لإجراء الفحص, دلني رجل البوليس بالداخل على مكتب صغير لتصوير الجواز ومن ثم الخروج الى البرندة للتسجيل وانتظار الفحص,
ففعلت ووجدت كثير من الشباب ينتظرون الفحص وعندما سألتهم متى تطلع النتيجة فقالوا لي غدا,
وكنت على عجلة من أمري فقلت لهم سوف اذهب الى معمل خاص, فان طائرتي سوف تقلع غدا عند الواحدة صباحا,
هممت بالذهاب فصاح شابا, ياخ ادفع ليهم بطلعو ليك النتيجة في يومها, هكذا أصبح كثير من الناس يفترض فيك فعل الرشوة,
رغم أن الرشوة فعل محرم في الإسلام و جرم يعاقب عليه القانون ولكن كثير من الناس قد استسهل أمرها,
لاسباب عدة اهمها ان كثير من المعاملات يستحيل قضاؤها في الوقت المناسب دون فعل الرشوة.
استشرت الرشوة في عهد النظام البائد بصورة كبيرة, ولكن الشيء المحير فعلا هو ان لا جهود ولا رغبة من حكومة الثورة في القضاء عليها,
ماذا فعل السيد حمدوك رئيس الوزراء للقضاء على الرشوة؟؟!
فلنعد إلى جزار الحمامات حيث يستحيل الولوج إليها دون دفع الرسم المقرر وهو مبلغ خمسين ألف جنيه بالقديم,
عندما اخبرته انني لتوي عائد من معمل استاك دلني على معامل تست, فقال,
امسك الشارع دا عديل الاستوب الاول تخلي والاستوب التاني اول شارع بعده اخد شمالك بتلقى المعمل قدامك,
فقد كان الجزار دقيقا في وصفه ولكنني عند بلوغي الاستوب الاول نظرت إلى شمالي فوجدت لافتة كبيرة مكتوب عليها معمل اكيورسي للتحاليل الطبية,
فتوقفت عندها وقلت في قراراة نفسي كلها معامل ولا يضير شيء السؤال عن الفحص هنا, فدخلت المعمل,
وللامانة المعمل يبدو نظيفا للغاية, يجلس على الاستقبال شاب وشابة بينما بقية المرضى ومرافقيهم يجلسون على صالة الانتظار,
توجهت نحو الاستقبال حيث لا ترحيب ولا سلام ولا ابتسامة, فاليوم سبت وربما سخونة الطقس تنبئ بيوم طويل,
بعد تحيتي له, سألت موظف الاستقبال عن فحص الكورونا لغرض السفر فقال بي ثمانية ألف,
وسألته عن موعد استلام النتيجة فقال غدا, فقلت له هل يوجد فحص مستعجل في نفس اليوم,
أفاد بالإيجاب وقال بخمستاشر ألف, فوافقت على الفور, اخذ مني الجواز ثم طلب مني الانتظار,
فجلست مع المنتظرين في صالة نظيفة وبها مكيف ومرواح تعمل فذكرتني بعهد البنوك السودانية في غابر الأزمان,
وبعد لحظات نده على اسمي ومعه طبيب المعمل,
اخذني طبيب المعمل الى غرفة ضيقة للغاية بها عدد اثنين كرسي وتربيزة بها أدواته لإجراء الفحص,
جلس لبرهة بينما أنا واقف أمامه فلم يطلب مني الجلوس وكنت منتظرا منه ذلك ولكن لم يحدث, فجلست تطوعاً مني,
بدأ طبيب المعمل مرتبكاً بعض الشيء, فبدأ في إجراء العديد من المكالمات لا ادري غرضها,
حتى شككت في أمره بأنه ليس بطبيب معمل, ولكن عندما نظرت الى سلة المهملات رأيت الكثير من الدلائل
التي تشير إلى أن هذه الغرفة فعلا معمل, الكثير من أدوات مسحة الأنف موجودة فعلا بالسلة,
خرج الطبيب لبرهة من الزمن ثم عاد وسألني عن مواعيد الرحلة والجهة التي اود السفر اليها والغرض من السفر,
فتنهد قليلا ثم قال الفحص دا بكلفك خمسة وعشرين الف, فقلت له كيف يعني,
موظف الاستقبال قال لي الفحص العادي بي ثمانية والمستعجل بخمستاشر,
كيف تقول لي بخمسة وعشرين, فغضبت غضبا شديدا من قوله وبدأ الدم يغلي في عروقي وبدأت الدخول في حالة (الشكلة)
وبدأ صوتي يتقطّع, فقد علم الطبيب الموقر بموعد الرحلة على بعد ساعات فلابد لي من الفحص اليوم أو تأجيل الرحلة,
فبدأ في المزايدة الرخيصة والاستغلال الذي ظل سائدا هذه الأيام,
ذمم الناس قد خرجت ولا قانون يردع الناس ويعيدها الى جادة الصواب,
فقلت له ناولني الجواز, فقلت في قرارة نفسي فلتتأجل الرحلة, لن اقبل بهذا الاستغلال الوقح,
لو افقد عملي أو لينزعنّ الفرنجة عني جوازهم الاجنبي او لاعودنّ بائع عطور في ردهات سوق أبو زيد كما كنت,
لن اقوم باجراء هذا الفحص في هذا المعمل, فخرجت مزمجرا من المعمل والشرر يتطاير من عيني,
بعد خروجي سالت احد المارة عن معامل تست فدلني عليها وهي لا تبعد إلا خطوات عن معمل اكيورسي
فقمت بإجراء الفحص المستعجل فكان سعر الفحص فقط تسعة الف جنيه,
أي يقل بي ستة الف جنيه عن فحصهم المستعجل المزعوم, واستلمت النتيجة في نفس اليوم,
ومعامل تست احترافية بصورة كبيرة, فجميع الموظفين والطاقم الطبي يلبسون قناع الوجه كما هو مكتوب عند مدخلهم.
الشاهد في هذه الواقعة هو الجرأة التي وصل إليها الناس,
ففي السابق طبيب المعمل لا علاقة له بالحسابات المالية,
فهو يتعامل بافادة خالص ويقوم بإجراء الفحص ولكن اليوم تداخل حابل المصالح الاقتصادية بنابل المهنة,
فأصبح الطبيب طبيب ومحاسب.
الدولة ليس لديها سلطات على القطاع الخاص إلا في حدود تنظيم العمل ومنح التراخيص والتصاديق اللازمة لإجراء المهنة,
أما أمانة الموظفين والاطباء والمحاسبين و مهنيتهم تقع على إدارة المؤسسة المعنية,
رسالتي الى ادارة معمل اكيورسي للتحاليل الطبية بالخرطوم اتنين, راقبوا اطبائكم ومحاسبيكم, فان بينهم لصوص يعملون معهم.
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصص من أرض البل (Re: نصر الدين عشر)
|
مقال قيّم وشفاف وصادق ...
أخي نصرالدين متعك الله بالصحة وحماك من شرور الكرونا والوباء ...
غير إنك قمت بالتشنيع والدعاية في آن واحد وكأن جزاء التخفيض في الفحص وهو حق لك ...
كفل لك التشنيع بمعمل اكيورسي والدعايه لمعمل تست ...
لي سؤال ...
هل أنت نصر الدين عُشر بتاع الذراع الطويل أم تشابه أسماء ...؟
وإذا كنت أنت ..أنت هل بيع العطور بحواري سوق ابوزيد كان جزء من المهمة ؟
إذا ما رأيت في الأسئلة حرف للبوست القيّم عن مساره يمكنك مجرد الوعد بفتح بوست توثيقي عن تلك الاحداث ودوركم فيها ...
من باب التوثيق يعني ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصص من أرض البل (Re: محمد حمزة الحسين)
|
Quote: مقال قيّم وشفاف وصادق ...
أخي نصرالدين متعك الله بالصحة وحماك من شرور الكرونا والوباء ...
غير إنك قمت بالتشنيع والدعاية في آن واحد وكأن جزاء التخفيض في الفحص وهو حق لك ...
كفل لك التشنيع بمعمل اكيورسي والدعايه لمعمل تست ...
لي سؤال ...
هل أنت نصر الدين عُشر بتاع الذراع الطويل أم تشابه أسماء ...؟
وإذا كنت أنت ..أنت هل بيع العطور بحواري سوق ابوزيد كان جزء من المهمة ؟
إذا ما رأيت في الأسئلة حرف للبوست القيّم عن مساره يمكنك مجرد الوعد بفتح بوست توثيقي عن تلك الاحداث ودوركم فيها ...
من باب التوثيق يعني ... |
شكرا على المرور الكريم الاخ محمد حمزة الحسين
حمانا الله واياكم من شرور الكرونا والوباء
ما اثار انزعاجي هو شبة الاستغلال التي باتت السمة السائدة هذه الايام
ما ان يعرف احدهم انك مغترب حتى يبدأ في المزايدة والمغالاة في الاسعار
حتى اصحبت اخشي التبضّع وحدي, يعني لازم اسوق معاي واحد مختص
حتى الى ملجة الخضار خشية (التركيب) وكدا
ليس لدي مشكلة في دفع المقابل المادي للفحص فانا بالفعل كنت قد
دفعت المقابل المادي اربعة او خمسة اضعاف لاجراء ذات الفحص بالولايات المتحدة
بعدين في شبه اتساق في اسعار الفحص 8 الف في معمل استاك, تسعة الف في معمل تست
وفحص سريع, وهكذا ... فلماذا يشذ معمل اكيورستي عنهم في لحظات حرجة
لولا شعوري بالاستغلال لاجريت الفحص عندهم
ليس لدي علاقة بعملية الذراع الطويل, ربما تشابه اسماء فقط
كنت حينها اعمل بمنطقة الشهداء امدرمان في مهنة الطباعة عندما
(طرزن) خليل ورفاقة في حلقوم العاصمة, كانت ايام مرعبة عاشها سكان العاصمة الله لا عادها
بيع العطور بحواري سوق ابوزيد كانت من احب المهن الى قلبي, حينها كان كل شيء طاعم
والعرس ساهل, والكهرباء ما بتقطع ...
| |
|
|
|
|
|
|
|
|
|
Re: قصص من أرض البل (Re: نصر الدين عشر)
|
قصص من أرض البل
في الطريق - 3/50
كنت في رحلة سفر من مدينة الأبيض الى مدينة الدمازين, بينما نحن في الطريق تعطل بنا الباص في نواحي مدينة كوستي بقليل,
نزل اغلب المسافرين, بقي في البص أعداد قليلة من الركاب, قضى معظم الرجال حاجتم من التبول في العراء عندما نزلوا من الباص,
كانت بجانبي تجلس فتاة وامها واهلها, نزل أهل الفتاة وأمها وهي كانت باقية في البص,
يبدو ان امها ومعها نسوة كبار في السن قد قضين حاجتهن على مبعدة من البص,
الا البنت كانت تجلس مذهولة مزنوقة, جاءت اليها امها وانا اسمع في حديثهم وهي تقول لها:
"عليك الله يا رقية قومي, الشجر كثيف ومافي زول بشوفك", رفضت البنت احاح أمها و تمترست وهي تحبس بولها,
شعرت باشفاق على حالها, ثم تساءلت… هل من حلول لمشكلة قضاء السيدات لحاجتهن عند السفر أو عند تعطل العربات السفرية أو توقفها؟
لماذا لا تلزم الحكومة أصحاب البصات السفرية بحمل سواتر متحركة تساعد النساء في قضاء الحاجة عند السفر؟ أو حمل حمامات متحركة؟
أين نشطاء منظمات المجتمع المدني؟ لماذا لا تدافعون عن حقوق السيدات في الحصول على حمامات مريحة أثناء السفر؟
او على اقل تقدير بناء حمامات عامة على طول الطريق السريع, بحيث لا يبعد الحمام عن الاخر اكثر من المسافة في تقطع في نصف ساعة او نحوها,
لا أعتقد بأن الأمر مستحيل ويمكن تطبيقه بكل سهولة اذا توافرت الارادة.
ومن الأشياء الملاحظة عند البصات السفرية هي عدم وجود أحزمة الأمان, تحسست حزام الأمان لاربطه في مقعدي,
ولكنني لم اجده, وعندما نظرت الى اسفل الكرسي وجدته مقطوعا, وتبين لاحقا أن البص كله لا يوجد به حزام امان واحد,
استغربت من الأمر, جاء الكمسنجي بجانبي ثم سألته في اندهاش, ليه قطعتوا أحزمة الأمان, قال بكل عفوية بتضايقنا في نظافة البص.
دور الحكومة:
الحكومة ميتة سريريا فيما يختص بسن القوانين والنظم واللوائح المنظمة لعمل البصات السفرية,
كان يفترض أن لا يصدق لأي بص سفري عابر للولايات ليس به أحزمة أمان,
العدد المهول في القتلى والمصابين عند وقوع حوادث السفر هو سببه الأساسي غياب أحزمة الأمان ومن ثم رداءة الطريق,
من هنا اناشد الحكومة ان تقوم بدورها او تستقيل ان عجزت عن القيام به, دافع الضرائب يستحق الحماية والدفاع عنه,
أصحاب البصات بشر لا يأتون إلا عن طريق تطبيق القانون وفي حالة غيابه يصبح الناس ذئاب تسود شريعة الغاب.
| |
|
|
|
|
|
|
| |
نصر الدين عشر
محمد حمزة الحسين
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست