لقد كان الانتماء للتنظيم اقوى من *الانتماء للدين* بالرغم انه من المفترض ان يكون التنظيم وسيلة لاقامة الدين ولكن اصبح العكس فالدين عند الاخوان المسلمين في السودان هو *غطاء لاهداف التنظيم* الذي يجعل من الوصول الي السلطة هدفا لذاته *واستغلال الدين* لبلوغ الهدف وقد لا يقتصر ذلك علي الاسلاميين وانما يشمل مكونات سياسية اخرى لذلك فان الوصول الي السلطة يعتبر جائزة واجر لمن سعي وعمل في التنظيم لذلك فان تبني مايعرف بالاسلاميين للاسلام السياسي يفتقر الي عنصر اساسي هو *العقيدة والايمان* ويجعل الامر مجرد فكرة جافة تنتج عنها اجراءات والتزامات تنظيمية تتحول بعامل الزمن الي مايشبه الطقوس والتي تكتسب قدسيتها من كونها صادرة من الكيان او التنظيم المقدس برمزية قيادته وهياكله وهذا ما يدخلهم فى دائرة *الشرك بالله* حين يجعلون لله اندادا من الاجهزة وللمؤسسات التنظيمية وقد امروا ان يعبدوا الله وحده لذلك فان *الذكر والاستغفار والصلاة علي الرسول عليه افضل الصلوات والتسليم امر لا وجود له عند الاسلاميين* وقد يحولون المساجد الي مجرد مقار وملتقيات تنظيمية *وتخلو الصلاة* عند الكثيرين منهم من الروح فهم تنظيم هدفه الدنيا لاجل الدنيا ولايفكرون في مرضاة الله بقدر مايفكرون في *ارضاء كهنة معبد التنظيم* وانا اتحدث عن نفسي يوم ان كنت بينهم فقد كنت اؤدى الصلاة خالية من الروح واتعجل الفراغ منها للاجتماع بعدها للالتقاء بافراد التنظيم *وقل ان تجد اخا مسلما يؤدى اذكارا* بعد الصلاة او يدعو ولكنه ينهض مباشرة ليلتقي اخا مسلما قد نهض قبله موضوع الدين عند الاسلاميين في السودان ليس حقيقة ولكنه ذريعة ليضفون علي تنظيمهم نوع من القدسيية وحقيقته *انه تنظيم علماني* لايستمد وجوده من بركة السماء ولكنه يعتمد علي الوسائل البرغماتية بل ان الغاية عندهم تبرر الوسيلة وهم قد يخدعون عامتهم او انفسهم انهم يعملون لاجل الدين وقد ظهروا علي حقيقتهم في محك السلطة والمال... الكثير من قيادات الإسلامية بل وعلي مستوي أعلي الهرم لربما يكون لهم راي في الدين نفسه وتتفشي بينهم الدعوة الي الإسلام الإبراهيمي حتي انني أشك أن لدي بعض قياداتهم... حينما جئنا اخوانا مسلمين من الولايات الي الجامعة كنا مازلنا بنقاء الثانويات نصلي الصلوات كلها في المسجد ونقيم الليل ونلتزم التزاما صارما بتعاليم الدين الاسلامي ولكننا فجعنا في اخواننا في الله في جامعة الخرطوم فقد كان كثير منهم يخالط الطالبات ويجلس اليهن يتجاذب معهن اطراف الحديث وبعضهم يتعاطون التبغ واخرون يضيعون الصلوات ولايقيمونها في اوقات وكثير منهم يحلق لحيته فاختلط الامر علينا واصبحنا في حيرة من امرنا ولم يكن امامنا الا ان نلوذ بشيوخ فى مسجد الجامعة منهم الشيخ عبيد ختم ومحمد كبير عز الدين وهناك قد وجدنا ضالتنا نصلي الاوقات في مسجد الجامعة ونحرص علي حضور حلقة التلاوة بعد صلاة الفجر وكان يحضرها مدير الجامعة الدكتور عمر بليل ونختم كل شهر ونجتمع بعد حلقة التلاوة نحتسي الشاي باللبن ونقضم اطراف الزلابية... ولكن مجموعة اغلبهم من ابناء امدرمان واخرون ابوا الا ان يعكروا علينا صفونا خاصة وانهم يتبنون فكر التجديد وهو *العلمانية في ثوب إسلامي قشيب* وادى الي انقسام التنظيم حين خرجت جماعة الصادق عبد الماجد والحبر يوسف نور الدائم كانت هذه المجموعة تحاول ان تغرس فكر التجديد العلماني فينا ولكن فطرتنا كانت تنكره وتربيتنا ترفضه وقد لفظته مكونات الحركة الاسلامية التقلبدية وظل منحصرا في هذه المجموعة والتي كان علي راسها من كان ياتي بافكار غريبة ولا اقول شاذة وكانت مجموعة المنتدي تضم خريجيين من جامعة القاهرة فرع الخرطوم واخرين من خريجي جامعة الخرطوم... يبدو ان مهمة هذة المجموعة كانت تغيير الاتجاه الفكرى للاسلاميين واعتماد *منهج التجديد العلماني* الذى يتبناه التنظيم عمليا ويسكت عنه اعلاميا ويدعو له عمليا وكانوا اكثر ما يتحدثون فيه هو موضوع المراة والفن وكان متحدثهم يطالب بان تتحول اركان النقاش فى الجامعة الي داخل صحن المسجد وان يكون فيه حوض للسباحة وما الي ذلك من ترهات وهم لايؤمنون بان المسجد مكان مقدس تدخله برجلك اليمين وتخرج منه برجلك الشمال وهنالك دعاء للدخول ودعاء للخروج وركعتين تحية للمسجد ويمنع منه الصغار والمجانين ويجمر بالبند والبخور ويعطر... كان المرحوم عماد حسن بابكر دفعتي في الجامعة وكان طالبا بالطب وكنت طالبا بالآداب ونحن الجيل الذى ولج جامعة الخرطوم في مطلع ثمانينات القرن المنصرم ولقد ساءه التساهل وعدم الانضباط الديني بين الاخوان والاخوان الذين لم يكونوا يجدون حرجا في الجلوس الي بعضهم وتبادل اطراف الحديث كما يفعل عامة طلاب الجامعة ولا ادرى ان كان من وراء ما كتب اسباب اخرى ولكنه قد كتب ما كتب مستهجنا سلوك الاخوان مع الاخوات من حيث *عدم الالتزام الصارم باحكام الشريعة الاسلامية* والتي تضع حدودا لعلاقة الرجل بالمراة وهذا ما كان يتبناه التيار السلفي في الحركة الاسلامية وقد تلقفت التنظيمات ذلك البيان واعطته ابعادا اكثر مما يحتمل... مثل آخر لعلمانية الحركة الاسلامية.هي *هذه البنوك الربوية* والتي عليها *لافتات اسلامية* وان الكارثة التي تعرض لها ألاقتصاد السوداني هي من جراء تعاملات النظام المصرفي الذي ينطوي اصلا علي خلل أساسي فيما يعرف بالصيغ الإسلامية التي لا ينفذ منها حقيقة سوي صيغة المرابحة وهذه في ظاهرها الرحمة وفي باطنها من قبله العذاب فلكم تشردت اسر من جرائها ولكم اغلقت بيوت وحدثت هزات اجتماعية فالبنك يمنح المال بادعاء انه يبيع البضاعة الصيغة والتي لم يكن يعرضها اصلا وانما يقوم الشخص باحضار فاتورة لبضاعة محددة ويفترض ان البنك قد اشتراها من اصلها وابتاعها اليه وبذلك يحصل المواطن علي المال مقابل رهن عقاري او غيره بعد ان يضع ربحا غالبه ما يدفعه المواطن مقدما وصيغة المرابحة قد تأتي الادلة النظرية علي صحتها ولكنها علي ارض الواقع مجانبة للصحة تماما والأموال التي تؤخذ بصيغة المرابحة تصرف في شراء الدولار لاستجلاب سلع استفزازية من قبل الشكولاتات وامثالها والاقتصاد السوداني المريض بحاجة الي كل دولار من اجل توفير السلع الاساسية والصحة والتعليم... هذا النظام المصرفي فاسد برمته لانه لاتنطبق عليه المعايير والاسس المصرفية الحديثة فالكثير من المصارف هي في حقيقتها *ملك لعدد من الاشخاص باسمائهم او اسماء ذويهم واقاربهم* وهذا ما يتعارض مع سياسات بنك السودان التي لاتسمح لتملك شخص واحد او احد فروعه لعدد من الاسهم يتجاوز الخمس ولكن انظروا ماذا يدور في الساحة المصرفية والتي يكون فيها رئيس مجلس الادارة متحكما في المصرف يصرفه عن من يشاء ويوجهه الي من يشاء حتي غدت المصارف مجرد (كناتين) يتملكها بعض الاشخاص الذين ليس لهم اصلا اي علاقة بالنظام المصرفي وتصاريفه الدقيقة المعقدة حتي انها من حيث الدقة والانضباط يجب ان تماثل ( الضبط والربط ) في الجيش ولكن الذي يحدث ان رئيس مجلس الادارة اذا لم يكن المدير طوع بنانه اقاله ورفع نائبه ورقاه وعلاه ليتعظ بما ال اليه سابقه ويتعلم من ( راس الضبع الطائر )... هذا حال اغلب المصارف التي فقدت الانضباط المصرفي وكثير منها يتصرف في اموال المودعين وينشئ بها الاصول ويجري بها العمليات في تجاوز واضح لسياسات بنك السودان الذي اعتراه ما اعتراه خلال الفترة التي كان صابر محافظا للبنك المركزي وكان يؤثر فيه حتي من بعد خروجه منه ومغادرته سوحه وباحاته ولم تجر حتى الآن مراجعات لبنك السودان وكيف نفد الاحتياطي فيه من الذهب والدولار... رجال الاعمال الذين يحتكرون التعامل مع الكثير من المصارف لا يلتزمون *بالمعايير الاخلاقية* والاسس المصرفية وقد تجري عمليات مصرفية بارقام خرافية دون اي ضمانات وقد تذهب اموال المودعين الي سوق الدولار واللافتات الاسلامية معلقة من فوق تلك البنوك ويؤذن للصلاة فيها وتقام حلقات التلاوة ومنافسات حفظ القران والاسلام براء من كل ما يدور في تلكم البنوك من معاملات تزيد الغني غني والفقير فقرا وتضر بمصالح المواطنيين الأبرياء واقتصاد البلاد العليل وحتي الان لم تجر مراجعات شاملة لتلك البنوك من اين اتت بذلك المال وفيما انفقته واي ضرر اصاب البلاد والعباد واي كارثة حلت بهم... الحركة الإسلامية اسلامية في شعاراتها ولكنها علمانية في ممارستها وحقيقتها... . . .
04-15-2021, 04:28 PM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
Quote: الأستاذ محمود محمد طه ما رأي حضرتك في جماعة الإخوان المسلمين؟ ما رأي حضرتك في جماعة الإخوان المسلمين؟ أنا بفتكر أنهم ما بعرفوا الدين، بالمرة.. بل الحقيقة أنهم هم فتنة برضو... لو مشو لقدام راح يجي... هو دا، يمكن، الجمعيات العنيفة دي والتظيمات العنيفة كلها نابعة منهم هم.. فإذا كان هم جو للسلطة، يفسدوا اكتر من أي واحد تاني.. ويفسدوا كمان بإسم الدين. أحسن الحاكم البيفسد بإسم الشريعة الوضعية والعلمانية، أحسن من البيفسد بإسم الدين.. لأنو البفسد بإسم الدين بدوِّخ الناس كلهم وبخدِّرهم بنشر الدين... وبحارب الآراء الحرة والآراء الواعية، ما دام هي ما لمصلحته، بحاربها بإسم الدين. أهو زي الوضع في السعودية مثلاً: يتمسح بالدين، ويُظهر مظهر الدين، ويقيم الشريعة، لكنها تقام على الفقراء وعلى البؤساء وعلى المساكين. والأمراء يفسقوا ويفجروا. أها دا أسوأ الأوضاع. أنا بفتكر أنو الأخوان المسلمين بستغلوا الدين للسلطة فقط.. ولا في أنفسهم مطبقنو ولا عندهم فهم ليهو.. ولا أخلاق الدين ولا فهم الدين.. ونحن مقاومنّهم هنا مقاومة شديدة.. معارضنهم معارضة شديدة .. بنفتكر أنهم هم العقبة أمام نهضة الدين. لأنهم بموهوا لحاجة، الزول الساذج والبسيط بيفتكرا أنها هي الدين.. ما هي الدين.. هي صور مقلوبة ومعكوسة من الدين، هم ما صادقين فيها، لكن بستغلوا بيها الشعوب لتناصرهم ليصلوا للكراسي.
لقاء الأستاذ محمود محمد طه بمندوب مجلة الوادي أجرى اللقاء جمال الدين حسين العدد ٤٧ - مارس ١٩٨٣م
للأخوان المسلمين والإخواسلفيين وأعوانهم الذين يعرفون أنفسهم.
04-15-2021, 04:52 PM
MOHAMMED ELSHEIKH MOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11854
سلامات يا محمد الشيخ ورمضان كريم ومبارك عليكم وعلينا
الأستاذ محمود كتب في كتاب "تعلموا كيف تصلون" كلاما جميلا عن مسألة الميامن والمياسر رأيت أن أضعه للفائدة:
Quote: وهناك أمر يسير، وهين، وخفيف في الأداء، ولكنه عظيم النفع، وقد كان سنة المعصوم، وهو مراقبة تفضيل الميامن على المياسر.. فقد كان إذا دخل المسجد قدم رجله اليمين، وإذا خرج منه قدم رجله الشمال، وكان إذا دخل المرحاض قدم رجله الشمال، وإذا خرج قدم اليمين، وكان إذا نام توسد يده اليمين، واستقبل القبلة، وكان إذا أراد أن ينتعل بعد نهوضه من مجلسه، قدم رجله اليمين، إذا كان النعل ألين من الفراش الذي كان واقفا عليه، أو قدم رجله اليسرى، إذا كان الفراش ألين، وأنعم من النعل. فمثل هذه الأعمال اليسيرة لها عظيم الفائدة في محاربة العادة، التي تسيطر على تصرفاتنا دائما، إذ نتحرك في كثير من أعمالنا بغير وعي، ولا فكر منا، وإنما بما تمليه العادة، وفي محاربة العادة تنشيط للفكر ليحل محلها.. إن آفة كل عبادة أن تكون عادة.. هذه قاعدة ذهبية يحسن تذكرها كثيرا. وإيقاظ الفكر هو غرض العبادة، ولذلك فقد قال تعالى ((وأنزلنا إليك الذكر، لتبين للناس ما نزل إليهم، ولعلهم يتفكرون)). ((وأنزلنا إليك الذكر)) يعني القرآن و ((لتبين للناس ما نزل إليهم)) يعني لتفصل للناس شريعتهم، ((لعلهم يتفكرون)) يعني لعل العبادة تشحذ فيهم ملكة التفكير ليتولى الذكر توجيهها في مراقيها العليا. ثم إن تفضيل الميامن على المياسر هو إعطاء كل ذي حق حقه، وهو وضع الأشياء في مواضعها.. وهو الحكمة، التي هي أخلاق الله.. وقد قال المعصوم: ((تخلقوا بأخلاق الله، إن ربي على سراط مستقيم)) فكأننا بهذا العمل اليسير، البسيط في تقليد المعصوم، قد بدأنا التخلق بأخلاق الله.. وبفضل الله وبتوفيقه ننتقل في معارج الحكمة، حتى نبلغ من هذه البداية الساذجة، البسيطة، مبلغ المعرفة بالله، إذا ما سرنا بعقول مفتوحة، وجعلنا العدل والقسط والاستقامة هي أسلوب معاملتنا للأشياء والأحياء.
04-16-2021, 08:51 AM
MOHAMMED ELSHEIKH MOHAMMED ELSHEIKH
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 11854
لكن لا اري في الخروج من المسجد باليسرى يعبر عن شيء كما يعبر دخول المرحاض باليسرى اذ انني قد اخرج من المسجد لفعل عمل عظيم عظمة الصلاة ولكن المرحاض والخروج منه باليمين دلالة على انك خرجت من مكان سييء
04-16-2021, 09:23 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
من ذكرياتي وحكاياتي في الاتجاه الاسلامي جامعة الخرطوم.(11) بقلم عمار محمد ادم توطئة تذوقت شراب القوم اول مرة في حياتي في مشهد ملائكي بديع والمكان يتلالا بشخوص نورانية وقد سقيت عندهم كؤوس المحبة الإلهية والشيخ عبدالقادر ابوقرون يطوف في حلقة الذكر وهو في حالة جذب وهيام صوفي كان محلقا بعيدا حتى أن ذاته لتكاد أن تكون كأنها شعلة من ضوء قدسي سماوي بكل الق الروح وتلالؤها.. الشيخ عبدالقادر ابوقرون لم أر مثله من قبل ولم ار مثله من بعد وهو في ثيابه البيضاء متلفحا بالثوب الأبيض وتحيط بالرأس طاقيته البيضاء وهو حافي القدمين تحتار أن تميز انواره عن نور القمر وهو ينعكس على رمال ابوقرون في مسجده العتيق..تلك الذات النورانية سقتني حتى الثمالة من شراب القوم وغدوت درويشا فيتوريا ارتشف واكتشف لله دره ذلك القديس الرهيف الشفيف العفيف المنيف الشيخ عبد القادر يالحضرة الملكوت الله أكبر ويالتجلي اللاهوت على الناسوت ايه به البهموت اني لارجو منكم بعض المدد..حبات عقد لايبوح بها عدد ومضيت كالطيف المسافر للأبد...مستغرق فيكم ومتلاشي ومنفرج الاسارير أيها المتجلي روعة في حضرة الذكر..الله الله الله سبوح قدوس ربنا ورب الملائكة والروح..أبو قرون.. يالروعة التجلي ويالحضرة الروح مستواه مستوله ومابين مشهد التدلي وخلوة التجلي تستقيم الأشياء حين اعوجاجها وتتدلي ذات ثم تعلو وكله يجوز في حضرة الروح لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهوشهيد مابين القدرة والمشيئة والإرادة والقضاء والقدر كله يجوز مابين أردنا واراد ربك وأردت كله يجوز الاانه الم أقل انك لن تستطيع معي صبرا..وكانت ابوقرون كهالة ضوء في سماء داكنة السواد يالعبقرية الزمان والمكان والفعل والشهود وفكرة الشهود وتوجهت في ذلك الصباح الي محكمة امرمان الواقعة في بداية شارع العرضة كان محمد فضل هو من اخبرني ان حكما بالاعدام قد صدر بحق الاستاذ محمود محمد طه وفي قاعة المحكمة كان يجلس الاستاذ في قفص الاتهام وهذه هي المرة الأولي التي اراه في حياتي. وجه اليه القاضي المهلاوي بعض الاسئلة الاجرائية واجاب عليها وكان صوته رقيقا ونبراته هادئة. بدا القاضي بتلاوة الحكم القاضي باعدام الاستاذ فهتفت عند نهايته ( يحيا العدل) وخرجت بمظاهرة محدودة من قاعة المحكمة وقد اطبقت علينا الشرطة واقتادتنا الي القسم حيث وضعونا في الحراسات ولم نلبث فيها كثيرا. وتم اخراجنا بواسطة الشيخ النيل ابوقرون الذي بدأت علاقتي به من هنالك و كان يقيم في بيت حكومي جوار شركة كوبتريد بشارع البلدية وظللت اتردد علي هذا البيت الذي يسكنه الشيخ مع عدد من حواريه ومنهم القاضي المهلاوي .بايعت الشيخ النيل علي الطريق وهذا مالم يفعله عوض جادين الذي كان يحضر معي الي منزل الشيخ النيل للتصوير بالفيديو .كنت صادقا في علاقتي بهم بالرغم أن المهلاوي خاطبني مرة قائلا أنه يشك في وقال لي انت ومحمد فضل اننا ابتلاء من الله لنا . وفي ذات مرة من المرات كنا نجلس كالعادة في نجيلة المقر ننتظر توقيع النميري أو عدم توقيعه علي اعدام الاستاذ فظهر ثعبان صغير وعند ظهوره فجاءة جاءت قطة متوسطة العمر والتهمت الثعبان بسرعة واختفي في أعماقها فقال الشيخ النيل ابو قرون في وقار (دى إشارة) يعني انها إشارة بأن النميري سيوقع علي حكم اعدام الاستاذ محمود محمد طه وكان ذلك ماحدث. بالرغم من كل محاولات بابكر علي التوم منع ذلك.تركتهم عصرا ورجعت الي جامعة الخرطوم حيث كان احمد المصطفي دالي يتحدث في ركن النقاش الاخير بميدان كلية الاداب بجامعة الخرطوم عند العصر وقبيل المغرب قبل ساعات من اعدام الاستاذ محمود محمد طه يتحدث عن انهم لن يستطيعوا ان يمسوا شعرة من رأس الاستاذ وحينما احضرت المسجل ووقفت امامه لتسجيل حديثه توقف عن الحديث خوفا من ان يفتح فيه بلاغ ويصبح من قائمة المحكومين الاربعة الأخرين وهذا حسب تفسيري طبعا ولربما مواصلة لنهجه في عدم الرد علي شخصي الضعيف ولما ازحت عنه المسجل واغلقت التسجيل واصل الحديث ولكن ما ان استمر قليلا في الكلام حتي اقتحمت الركن الشيوعية المعتقة أمال جبر الله واقتلعت الميكرفون من دالي واعلنت ان السفاح جعفر نميري قد أيد الحكم باعدام الاستاذ محمود وطالبت الجميع بالخروج الي الشارع ومحاصرة السجن ولو انهم عملوا بحديثها لما اعدم الاستاذ وتسلم احمد المصطفي دالي منها المايك وقال مرة اخري (ما حيقدروا يمسوا شعرة من رأسه) وهذا ما جعل الفضول يتعاظم في نفوسنا بانتظار يوم غد الذي سوف تحدث فيه معجزة كونية ولربما يتجلي الاستاذ في المقرن كما قالوا وهذا ما جعلني ابيت ليلتي تلك ومعي محمد فضل في ابوقرون بمنزل الشيخ النيل.نمنا انا ومحمد فضل في غرفة واحدة وعند منتصف الليل صرخ محمد فضل صرخة مدوية وتجاوبت مع صراخه واستيقظت من النوم فسألته عن سبب صراخه فقال لي (جاني محمود محمد طه ويدينو وكرعينو في شكل كرعين كديس وهجم علي) واصلت النوم بعدها وفي الصباح كنا نحتسي شاي اللبن مع الشيخ النيل وبقية الأخوة فاخبرت الشيخ النيل بصرخة محمد فضل والتي تجاوبت معها فهز رأسه وقال لي بهدوء أنه سمعها. ثم جاء المهلاوي وخرجنا بسيارتين احداهن صالون يركبها الشيخ النيل والاخري بحجم اللاندكروزر ويسوقها سائق والي جانبه القاضي المهلاوي وكنت ومعي اثنان في المقعد الخلفي ولربما آخرون في المقعد المتأخر. قبل تحركنا توقفت العربتان عند خلوة الشيخ عبد القادر الطينية ودخلوا علي الشيخ ولم ادخل معهم وخرجوا في مشهد مهيب وصاح درويش (باقي ابو زيد باقي ابو زيد) وهو يدور حول نفسه ويقصد الشيخ ابوزيد محمد حمزة احد زعماء جماغة انصار السنة المحمدية فرد عليه المهلاوي قائلا ( لا دا ماكده) وأذكر أن المهلاوي قد قال الشيخ النيل معلقا علي كتب الاستاذ محمود (الزول ده يكون ماشي كويس فجاءة يهبر) وكان ذلك قبل خروجنا من بيت النيل انطلقت بنا السيارات تنهب الارض نهبا ونحن في حالة سكر روحي ننشد من داخل السيارة(حسبي ربي جل الله ومافي قلبي الا الله نبينا محمد صلي الله ولا اله الا الله)وذلك مع عطر بخور الند عبر الطريق الترابي من ابوقرون وحتي حلة كوكو وكانت تتقدمنا سيارة الشيخ النيل وعند وصولنا حلة كوكو أمرنا المهلاوي بالكف عن الانشاد وعند وصولنا منظقة كوبر كان الصمت سيد الموقف حتي انك لا تكاد تسمع سوي علو وهبوط الأنفاس والناس تزحف نحو السجن واحدي الجمهوريات بثوبها الابيض وكانت اكثرهن ملاحة اراها تسير علي غير هدي ملوعة اسفل الجسر. دخلت السيارتان خلف السجن وولجنا الي مكتب مدير السجن السيد احمد وادي وكان مضطربا شيئا ما. لايستقر خلف مكتبه والمكتب لعدد من الأشخاص اذكر منهم القاضي فؤاد الامين وكان المهلاوى جالسا وهو مضطرب فقرات عليه قوله تعالي (الذين قال لهم الناس أن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل)فالتقطها مني وأصبح يرددها وفجاءة قال مدير السجن (المواعيد جات) وهب الجميع نحو ميدان المقصلة في مشهد غريب. اثناء تحركنا من مكتب مدير السجن إلي ميدان الاعدام سمعنا هتافات داوية تشق عنان السماء(حكمك فاشي يا كباشي..لن ترتاح ياسفاح) وظننت أن الخرطوم قد خرجت عن بكرة أبيها ولكن تبين لنا أن الهتاف صادر . من خلف الجدار من المعتقلين السياسيين. دخلنا ساحة الاعدام وكانت مكتظة بالناس وكانت هنالك منصة معدة للخطب القي فيها الفريق احمد وادي كلمة وكان مضطربا جدا. ثم أعقبه الدكتورالمكاشفي طه الكباشي وعلا صوته بالتكبير اكثر من مرة ولكن أحد لم يردد معه.واحضر الجمهوريين الأربع بملابس السجن وارجلهم وايديهم عليهاالاغلال واوففو علي مسافة بضعة أمتار مني. ورأيت الاستاذ محمود. وهو بملابس السجن ويغطي رأسه ووجهه بكيس دمور مصبوغ باللون الاحمر وقدماه مغلولتان بالكلابيش ويمسك بيده رجلان من السجون يصعدان به الدرج الطويل الي اعلي المقصلة درجا درجا بصعوبة لان عيناه مغمضتان وارجله موصودة ولما بلغ اعلي المقصلة رأيت القاضي فؤاد الأمين يمسك بسيجارته ويتحرك ويصيح في من هم اعلي المقصلة (اكشفوا وجهو عشان مايقولوا دا زول تاني) ورايتهم يرفعون القناع لبرهة من الوقت وكنت في تلك اللحظة من خلفهم ولم أر وجهه. فجاءة سقط الجثمان امامي وصدر مني هتاف بصوت عالي سقط هبل .سقط هبل..وانطلق أحد الجمهوريين نحو الجثمان وقد انفك الجزء الاعلي من عمامته واتجه الي السماء. وقبض عليه رجال الأمن وركلوه باقدامهم وقمت ايضا بركله بقدمي. وفور سقوط الجسد اتجه الي حيث يقف الجمهوريين الأربعة وابتسم عبد اللطيف ابتسامة مصطنعة بينما انهارت قوي اخر فلم يعد قادرا علي الوقوف . علق الشيخ النيل ابو قرون قائلا (شوف بالله وقع زيو وزى اي خشبة مافي اي هيئة للموت' وضع جثمان الاستاذ محمود امامي في نقالة من القماش السميك ثم جاء طبيب أبيض البشرة ووضع السماعة علي صدر الاستاذ وأشار برأسه أنه قد تاكد مفارقته الحياة وكان وجه الطبيب متغيرا ومتأثرا جدا...وأخذ الجثمان وروعنا بصوت الطائرة الهليكوبتر والتي لم نكن نعرف عنها شيئا وكانت معدة لنقل الجثمان ورابضة داخل او قريبا من مكان الاعدام.
04-16-2021, 10:36 PM
عبدالله عثمان عبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192
عمار محمد ادم 2tr8.drS piooFnsoneabrherclduouagr · ذكرياتي مع الانقاذ(12) بقلم عمار محمد ادم في الحي الذي اسكنه منذ العام١٩٨٨ والذي اسمه الزين الشابك (القادسية) سكن مصري اسمه عثمان مع زوجته في منزل مستأجر وقد أتي بهم اليه الشيخ الراحل ابراهيم ابوحسنين والذي كان لايتردد علي المنزل كثيرا الا ان هنالك شخصان احدهما تونسي وهو جندي سابق في الجيش التونسي وهو رجل ملتح لايضع العمامة عن رأسه ابدا ومطلق اللحية صارم القسمات لايتحدث كثيرا وهنالك فتي جزائري اخر دون العشرين من العمر وكان بريئا مرحا وكليهما من الجماعات السلفية المحاهدة. وقد اقاما في صالون منزلي مدة من الزمن في مطلع التسعينات وكان الفتي الجزائري يحدثني عن انهم صعدوا الجبال يحاربون الحكومة الجزائرية. وكان التونسي يحدثني بمثل ذلك بصرامة وعنف وكانا يترددان معي علي منزل ذلك المصري الذي اسمه عثمان ويسكن ليس بعيدا من منزلي وعلمت انه كان من المدانين في قضية اغتيال الرئيس المصري محمد انور السادات. وانه قد اطلق سراحه بعد انقضاء مدة السجن المحكوم بها عليه. وكان يسكن مع ذلك المصري مصري اخر يكنونه بابي ياسر وهو اسمر البشرة علي يده اليمني اثار اصابة قديمة عليها رقعة من الجلد وكان ابا ياسر علي قدر من المعقولية والموضوعية اثناء الحديث علي عكس صاحبه عثمان. حتي انه كان سعيد بتعيين بطرس غالي أمينا عاما للامم المتحدة وكان يقول بان ذلك امر جيد بغض النظر عن دينه وعلاقته بالحكومة المصرية.كان يسكن معهما ايضا ليبي يظهر التدين ويحمل النسواك دائما وتكشف لهم من بعد انه من المخابرات الليبية. وبواسطة الشيخ ابراهيم ابو حسنين استأجر مني هذان المصريان جزء من البيت الذي كان فيه مركز الفجر للاعلام والذي اصبح خاويا.من بعد اختلافي مع الايرانيين كما ذكرت ذلك في موضع أخر. وقد وضعت لافتة علي ذلك الجزء من المركز والمكون من غرفتين مفتوحتين علي بعضهما البعض ومطل علي الشارع الرئيسي في الخرطوم غرب وجوار مبني الفيحاء عمارة بنك فيصل الاسلامي وكان مكتوب علي الافتة (شركة الانحاز) واذكر انني استضفت الاخ محمد احمد كرار مدة من الزمان في الجزء الاخر من المركز وهو من خريجي الجامعات المصرية. اذكر انه دخل مرة علي اولئك المصريين الذي تكاثر عددهم حتي فآق السبعة اشخاص. وسالهم محمد احمد كرار معلقا علي الافتة (شركة الانجاز) قائلا (بتنجزوا شنو) فأجابه مصطفي حمزة والذي كان مطلق اللحية والشارب ويجلس علي المنضدة الوحيدة في المكان أجابه قائلا (بننجز أي حاقة) كان علي مقربة من ذلك المكان في الخرطوم غرب عمارة يسكنها اساتذة مصريين يعملون في جامعة القاهرة فرع الخرطوم ويتردد بعضهم علي المركز. لم اكن اعرف المهمة التي جاء من اجلها عؤلاء المصريون. وذات مرة من المرات شاهدت احد ضباط الامن يخرج منهم فذهبت اليهم محذرا لهم بان هذا الشخص من جهاز الامن فرد علي عثمان المصري قائلا (ديل ياعمار مش أمن.. ديل اخوة في الله.. انت مابتعرفش ناس الامن عندنا كيف). البعض منهم كان يسكن في المكتب الذي استأجروه مني وهم اشخاص تبدو عليهم المسكنة وواحد منهم لربما فيه شئ من التخلف الذهني وكان يتحدث عن فتح الحوض فادركت انهم يتلقون تدريبات علي الكراتية لانه سبق لي التدريب علي الكراتية ويعتبر فتح الحوض التدريجي من اهم انواع الرياضة في الكراتية. . ولما كرروا استخدام الجزء الاخر من المركز والخاص بي انفجرت فيهم مرة غاضبا لانني كنت آت الصباح الي المكتب واجدهم يعلقون ملابسهم في باحة المركز وتشاجرت معهم اغلقتهم بالاقفال داخل مكتبهم ولقد ذكرت ذلك من بعد للاخ صلاح قوش من بعد فشل العملية فهز راسه علامة انهم قد بلغهم ما فعلت بهؤلاء المصريين والذين كان يسكن جزء منهم في منزل مستأجر بحي كوبر جوار مسجد عمر محمد الطيب وقد ذهبت اليهم هنالك مرة وشاهدت مصطفي حمزة وهو حليق اللحية والشارب حين كان يهم بالسفر الي خارج السودان من احاديث اولئك المصريون الذين كانوا يسكنون في الجزء الاخر من المركز علمت ان لهم علاقة بمزرعة في سوبا غرب يعمل فيها جار لي في الحي وهو رجل كبير في السن واسمه حاج احمد عليه رحمة الله ولربما كانوا يتلقون فيها تدريباتهم علي العملية لم اكن علي علم بمهمة تلك المجموعة حتي تناهي الي اسماعنا ان هنالك عملية قد جرت لاغتيال الرئيس المصري حسني مبارك في العاصمة الاثيوبية أديس ابابا. وذلك اثناء وجود الرئيس البشير في منزل السفير السوداني باديس ابابا عثمان السيد وقد هاج وماج غضبا بينما كان وزير خارجيته علي عثمان محمد طه في حالة من الارتباك والضحك الهستيري. وهذا مارواه لي خالد التيجاني النور الذي شهد ذلك المشهد. علمت من بعد ان العملية كانت علي وشك التنفيذ حتي انهم خدعوا رجال الامن الاثيوبي حينما زعموا ان سيارتهم تعطلت فصار رجال الامن الاثيوبي يدفعون معهم السيارة. والمصريون من ذوي البشرة السمراء ينتظرون موكب الرئيس المصري القادم من المطار فلما وصل اليهم اخرجوا اسلحتهم من السيارة التي ادعوا انها تعطلت واشتبكوا مع عربة الحراسة المصرية. وكان من المقرر ان يخرج احدهم من ظهر السيارة مدفع الاربجي ليصيب به ماكيتة سيارة الرئيس المصري ولكن باغتته رصاصة قناص اثيوبي من اعلي احد المباني اردته قتيلا في الحال. وبذلك فشلت العملية مما يكشف ان العملية كانت مخترقة اصلا من قبل المخابرات الامريكية وانهم ارادوا تنفيذ المخطط الي هذا الحد بدليل ان الرئيس المصري جاء بسيارته المصفحة او المضادة للرصاص وهذا ما قاله لي الشيخ ابراهيم ابو حسنين . اذكر ان الترابي قال لي (نافع زعلان مني بيعتقد اني انا الشيلتو من رئاسة جهاز الامن والحقيقة انو البشير شالوا بي قرار وهو لسه في اثيوبيا) وكان غازي صلاح الدين قد خرج في اجهزة الاعلام واعتقد انه كان وزيرا للاعلام في ذلك الوقت وتحدث حديثا غاضبا يفهم منه ان السودان من وراء محاولة اغتيال الرئيس المصرى حسني مبارك بالعاصمة الاثيوبية اديس ابابا اثناء قدومه لحضور مؤتمرا للقمة الافريقية ولكنه عاد من حيث أتي فور فشل العملية. والتي يبدو ان الترابي كان مزهوا بها وذلك حين تحدث في لقاء جماهيري بمدينة ود مدني اعقب الحادثة مباشرة عن الفرعون المصري. اقال البشير نافع علي نافع من منصبه كرئيس للجهاز ومعه عدد من الضباط التابعين له في جهاز الامن ومنهم حسب الله عمر الذي ذهب قنصلا في سفارة السودان بباريس وكمال عبد اللطيف الذي ابتعث الي نيروبي واخرون الي روسيا وغيرها اما صديقي صلاح قوش الذي صار مديرا لمصنع اليرموك التابع للتصنيع الحربي فقد قابلته بعد فشل العملية مباشرة وركبت معه سيارته وكان يبدو عليه الحزن فحدثته مواسيا وقلت له (هسي لو العملية دي نجحت كانوا هللوا بيها) فهز رأسه موافقا وهو حزين غاية الحزن وعلي وجهه الخيبة والاسي وهكذا يكون كلما فشلت له عملية.
04-17-2021, 06:50 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
Quote: اما صديقي صلاح قوش الذي صار مديرا لمصنع اليرموك التابع للتصنيع الحربي فقد قابلته بعد فشل العملية مباشرة وركبت معه سيارته وكان يبدو عليه الحزن فحدثته مواسيا وقلت له (هسي لو العملية دي نجحت كانوا هللوا بيها) فهز رأسه موافقا وهو حزين غاية الحزن وعلي وجهه الخيبة والاسي وهكذا يكون كلما فشلت له عملية.
بأي صفة يركب مع صلاح قوش ويتبادل معه الحديث؟؟
04-17-2021, 06:58 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
عمار محمد ادم 17 فبراير 2021 مز ذكرياتي وحكاياتي في كسلا(12) بقلم عمار محمد ادم كان للاخوان الجمهوريين في كسلا نشاط واسع في اواخر سبعينات القرن المنصرم و كانوا في تصالح من نظام النميرى و يصدرون كتبا عن ذلك ومنها كتاب (لماذا نؤيد مايو) وكتب اخري في نقد الطائفية والشيوعية وكنت منذ المرحلة المتوسطة والتي كانت تسمي في ذلك الوقت الثانوى العام كنت اعادى الجمهوريين الذين يوزعون كتبهم في الطرقات في كسلا خاصة في محطة السكة الحديد والتي لم تكن تبعد كثيرا من منزلنا وما ان اسمع صفير القطار اعلانا بدخوله المحطة حتي اهرع الي المحطة اشهد الركاب والقادمين والمودعين والمستقبلين والعتالة يضعون الاحمال علي ظهورهم يرفعونها او ينزلونها و كسلا فى ذلك الزمان تشتهر بانتاج ا لموز وانواع الفاكهة والتي تنتج.في العام مرتين وكذلك انواع الخضروات وقد المح والدي يقف امام مبني الادارة يرتدى البردلوبة والبنطلون ويضع علي راسه البرنيطة وهي اشبه بالقبعة ويضع علي جيبه قلم الكوبي وقلم اخر ويمسك بعليونه..الكدوس..اويشعل سيجارة ..كانت المحطة تضج بالحركة والناس وفيها مباني الادارة والمخازن ومركز بوليس السكة حديد ولكنني ما ان المح الجمهوريين يوزعون كتبهم وعلي راسهم الاستاذ عبد الرحيم هلاوي الاستاذ بمدرسة كسلا الاهلية المتوسطة حتي اهرع اليهم اتبع حطواتهم وكلما قدموا انفسهم وكتبهم للناس اعقبهم بالحديث محذرا منهم ويصعدون الي القطر فاصعد معهم وينزلون منه فانزل معهم اقوم بذات المهمة التي لم يكلفني بها احد ولكنني كنت اعتقد انني اؤدى واجبا دينيا بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد ضاق بي الاستاذ عبد الرحيم هلاوي ذرعا وانفجر في غاضبا ولما تكررت مني هذه الممارسات اتي عبد الرحيم الي حيينا وقابل الوالد وشكاني اليه وقد استقبله الوالد استقبالا حسنا واستمع الي شكواه. وحتي دخولي المرحلة الثانوية استمر عدائي للاخوان الجمهوريين لدرجة انني كنت اعتقد انهم كفار لانهم يفرقون مابين القران المكي والقران المدني وايات الاصول وايات الفروع وان القران المدني بمافيه الشريعة والمعاملات كان لانسان القرن السابع الميلادى وان القران المكي لانسان القرن العشرين وان هنالك رسالة ثانية من الاسلام قد صدر بها كتاب والحديث عن صلاة الاصالة وزكاة العفو وما الي ذلك من حديث عن الجهاد والحجاب وكان كل ذلك يتناقض مع افكارى وانا دون العشرين وقد اضمرت في ذلك اليوم امرا وتابطت شرا ونمت نومة العصر والتي اصحو منها دائما وانا معكر المزاج وفي صدرى ضيق شديد عملت علي حبسه حتي اتي مكان ندوة الجمهوريين اليومية امام مستشفي كسلا وما ان بدا احد الجمهزريين بالحديث حتي بادرته بالسؤال احسن محمود محمد طه ولا سيدنا ابوبكر وتلجلج الاستاذ في الاجابة وهنا باغته بصفعة قوية علي خده انفث فيها كل ما اختزنته من ضيق نومة العصر وقد جلس الرجل علي الارض ممسكا بخده وارجو ان بكون قد عفا عني الان فهو قد كان استاذا وكنت طالبا وما كان لي ان افعل ذلك.وقد مضيت دون ان يعترضني احد. جئت الي ذات المكان في اليوم التالي ويبدو ان هنالك امرا ما قد دبر بليل فببنما كنت اقف في الدائرة استمع الي محاورة الجمهوريين لانصار السنة تقدم احد الاشخاص من الاسرة الجمهورية المعروفة ال هلاوي وهو شقيق الشاعر عبد الوهاب هلاوي وبدا وكانه ينظم الوقوف فيدفع الناس بكفه علي صدورهم للتنظيم وحينما اصبح.في مواجهتي مد يده يدفعني برفق ومالبث ان لكمني لكمة قوية علي انفي والقي اخر بجسمه علي ولكنه نهض فجاءة دون ان يضربني وهو الشقيق الاصغر للاستاذ عبد الرحيم هلاوي استاذ المرحلة المتوسطة و قد سقطت علي الارض وقمت سريعا لانتزع عكازة من احد الواقفين واسدد بها ضربة في منتصف رأس الشخص الذي لكمني. وهنا تدخلت الشرطة واقتادتنا جميعا الي مركز البوليس وكنت اراقب من ضربته بالعكازة خوفا من ان يكون قد اصيب بنزيف داخلي لانني كنت قد حضرت قبل بضعة ايام محاكمة لشخص قام بضرب اخر ضربة في راسه ادت للوفاة نتيجة للنزيف الداخلي.: عدنا من مركز الشرطة الي الاجراءات الطبية في مستشفي كسلا وكان عددنا يتجاوز العشر اشخاص دخلنا علي طبيب شاب يبدو انه حديث التخرج وقد قال لنا انصار السنة يقيفوا بي جايي والجمهوريين يقيفوا بي جاي وبالفعل انقسموا الي مجموعتين وقد.اوعز احد الجمهوريين الي صاحبه ان يكون مع انصار السنة ولكن ذلك لم يفعل ولقد ظللت فى مكاني لا الي هؤلاء ولا الي هؤلاء وقلت اخاطب الطببب طيب الاخوان المسلمين يقيفوا وين وقد لحظت ابتسامة خفيفة علي شفتيه وهنا اردفت قائلا طبعا مع انصار السنة. : كشف الطبيب علي الحاضرين ولما فرغ منهم توجهت اليه وادعيت ان في انفي الم شديد ومرة اخري لاحظت الابتسامة الطفيفة علي فمه واستمر في الكتابة وقرر ان احال الي سرير المستشفي وذهبت لافضي ليلتي فى المستشفى بينما قضاها الاخرون في حراسة مركز البوليس وفي الصباح استطعت ان اقفز من سور المستشفي الي حي الجسر حيث منزل اسرة الاخ عادل حمد النيل ومن هناك اخذت فرشة الاسنان والمعجون وعدت من ذات الطريق لاجد ان خالي الشاويش محمد ابراهيم التويم قد احضر سيرمس شاي اللبن ولا اعلم كيف عرف بوجدي هنا ولما خرجت الشمس من مطلعها جاءني ذلك الطبيب ومعه اخر وجلسا الي وقال لي اخوك في الله ابو القاسم النقر واخبرني بالانجليزية we are keeping you for nothlnq serious ويعني ذلك انه ليس لدى ما يستدعي ان الزم سرير المستشفي. وفي المحكمة الاهلية كان العمدة بابكر جعفر في اعلي المنصة وهو متلفحا ثوبه وعلي راسه العمامة وعن يمينه وعن يساره اخران قد بلغ بهما الكبر عتيا وكانا شبه نائمين اثناء المحكمة ولا ادرى ما الذى جعل الاخ عثمان عبد العزيز يطلق ضحكة عالية حينما اشرت اليه الي قفص الاتهام مما جعل القاضي العمده ينتهره ويهدده بالطرد من قاعة المحكمة وبدات المحاكمة والجمهوريين في جانب وانا في جانب اخر وحينما سالني القاضي انبريت اخطب خطبة عصماء وكل مرة اقول ياسيدى القاضى وهو يضع يده تحت زقنه ومقهي في الولد الصغير البيخطب ده وبعد ان انهيت خطبتي والتي كنت متاثر فيها بما كنت اقرؤه فى كتب محاكمة الاخوان المسلمين في مصر والدجوي وسيد قطب وما الي ذلك وما ان انهيت خطبتي حتي قال لي العمدة بابكر جعفر انت من جماعة الترابي فقلت بحزم نعم فقال لي ظاهر طريقة كلامك زى الترابي ثم قال لي زمان في موريتاني جاء كسلا ولما شاهد صفوف بيوت الدعارة اخذ عصاه واخذ يضرب الناس وكان يقول كيف يحدث هذا في بلد مسلم البوليس قبضوا علي الموريتاني وجابو لينا هنا حاكمناهو وبكلماته هذه انتهت المحاكمة بعد ان حكم علي بستة اشهر حسن سير وسلوك.
04-17-2021, 07:16 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
ذكرياتي وحكاياتي مع الانقاذ (11) بقلم عمار محمد ادم في ذلك النهار اتصلت بالاخ صلاح قوش اسأله عن مكانه فأجابني بانه قرب الفلل الرئاسية وسألني(عندك ونسة لي) فاجبته (بالحيل عندي ليك ونسه جد) وطلب مني ان نلتقي عند.المساء في منزل الخليفة عبد المجيد والذي كان قد عاد لتوه من القاهرة من بعد رحلة علاجية. وهنالك وعلي شارع المطار التقيت بصديقي صلاح قوش بيت الخليفة وكان قد سبقني في الوصول اليه. وما ان فرغت من مصافحة الحاضرين انتحي بي صلاح قوش جانبا يسألني عن الامر وياله من امر فهو يتعلق بمؤامرة للاطاحة بالرئيس البشير اثناء زيارته لروسيا. وقد احكمت المؤامرة واستكملت حلاقتها وفيها ضباط كبار ورجال اعمال ووجهاء المجتمع ونافذين في الدولة والمجتمع والحزب الحاكم وان صلاح قوش هو( مايسترو) هذا السيناريو. والذي يتضمن احلال بكري حسن صالح مكان الرئيس. الا ان بكري حسن صالح افشل العملية تماما برفضه ان يخون صاحبه الرئيس .. كان صلاح قوش يستمع الي باهتمام بالغ وهو مطرق. وما انتهيت من حديثي حتي انتصب واقفا واشار الي ان اصحبه و دون ان يودع اهل البيت ويبدو ان الامر ازعجه لانه صار مهموما. وفور خروجنا من الصالون الفخيم امسك باصبعي وسألني..( ياعمار الكلام ده جبتو من جهة مهمة ولا لقطتو ساكت) .. فاجبته قائلا وقد خفت صوتي.. (انا جبتو من بيت الكلاوي) وامام دهئشتي رد علي قائلا.. (علي كل حال الكلام القلتو ده كلو صاح لكن في ناس اي حاجة تحصل بيزقوني فيها) ولست ادرى من يعني بالناس الذين يزجون باسمه دائما فيها وافترقنا ولم تمض يومان او ثلاث حتي تسامعنا ان رئيس الجمهورية قد عين صلاح قوش مديرا لجهاز الامن والمخابرات ومابين مصدق ومكذب وبين دهشة الجميع كان اداء القسم في منتصف النهار في بيت الضيافة وقد ذكر لي الراحل مولانا حيدر احمد دفع انه استدعي فجاءة لحضور مراسم اداء القسم لمدير جهاز المخابرات الجدبد المتجدد. وكان البشير كمن يسعي لحتفه بظلفه و قد كتبت في ذلك اليوم بصفحتي في الفبس بوك بيت الشعر العربي(ومن يجعل الضرغام بازا لصبده.. تصيده الضرغام فيما تصيدا) وتذكرت يوم ان كان مجلسنا قرب برج الاتصالات في شارع النيل وقلت لصاحبي (ياصلاح اطلع من البلد دي بالاسرار العندك دي بتسقط النظام) فاجابني قائلا (ليه من جوه هنا مابقدر اسقطو) واكتفيت بالصمت حينئذ ولم ارد عليه واسترجع بذاكرتي يوم ان سألني ونحن في داخل سيارته (ياعمار انا بعمل كده ليه) فاجبته بان هنالك حديث قدسي يقول (الظالم سيفي اسلطه علي من اشاء فان شئت اقتص منه وان شئت غفرت له) فسألني (تقصد اني ظالم) هنا تفمصت شخصية اخواننا الجمهوريين وقلت له (انت بمعيار الشريعة ظالم وبمعيار الحقيقة ماظالم) فقال لي( فعلا موضوعي ده تسليط) وتمر الايام وانا اجلس اليه نهارا في ساحة مكتبه بحي نمرة 2 ننتظر مولانا شيخ تاج السر ود الفكي ابراهبم وكان قد تأخر علينا كثيرا. اذكر انني قلت له (ياصلاح انت ربنا سلطك في بداية الانقاذ علي المعارضة تعبتهم تعب شديد طلعت عينهم وتاني جاء ربنا سلطك علي الترابي وناس الشعبي نجضتهم نجاض والظاهر انو حيصلتك تاني علي ناس الحكومة ديل) قلت له ذلك فضحك ملء شدقيه حتي كاد ان يسقط علي قفاه. واذكره حين روي لي لي كيفية كشف مقر الاستاذ محمد ابراهيم نقد والذي اختفي اثناء هجوم الخليفي علي منزل بن لادن في الرياض فانشغلت قوة حراسته بالرد علي المهاجمين فاستغل نقد الفرصة لاختفاء لانقاذ الحزب من القرصنة التي قام بها مجموعة الخاتم عدلان والحاج وراق علي مؤسسات الحزب... قال لي صلاح قوش انهم كانوا يراقبون الاستاذ كمال الجزولي وعربته الحمراء وجاء في تقرير المتابعة ان عربة كمال كانت تقف بعيدا ويأتي اليه رجل كبير في السن ويركب معه في السيارة فاستدعي صلاح قوش ذلك الشخص الذي كان قد قدم نفسه للحركة الاسلامية لتقديم معلومات من داخل الحزب الشيوعي وذلك من بداية الثمانينات استدعي صلاح قوش ذلك الشخص ليتعرف علي ذلك الرجل المسن الذي يركب مع كمال الجزولي فلماراه قال لهم بانه نقد فقام صلاح قوش بتكليف احد الضابطات في الجهاز والتي تسكن في ذلك الحي الا تأتي الي العمل ومهمتها انت تعطي تقارير عن جميع من يسكنون في الحي فذكرت في احدي التقارير ان هنلك رجل مسن يسكن في احدي الشقق وكان ذلك الرجل هو الاستاذ محمد ابراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني والمختفي منذ زمن. اخبر قوش الرئيس البشير انهم اكتشفوا او عثروا علي مقر محمد ابراهيم نقد وانهم بصدد عملية لاعلان ذلك. وكان قوش كما اخبرني قد كلف نائبه محمد عطا بمراقبة وتطويق المكان وجاء قوش ومحمد عطا ومعهما التصوير التلفزيوني وجلسا الي نقد واعلن في التلفزيون الرسمي ان مدير الجهاز ونائبه التقيا الاستاذ محمد ابراهيم نقد.... بعد حين ذهبت الي نقد في منزله وكان يبدوا عليه التأثر ولا ادرى لماذا كانت تغالبني ضحكة بررتها قائلا (صاحبي صلاح قوش ده بيستمتع بالعمليات الزى دي.. فقال لي الزول الداهم الشقة اتفاجأ بانو لقاني) واذكر انه حينما مر بي الصديق صلاح قوش في تلكم المناسبة وهو يلبس جلبابا وعمامة امسك قبضته وضرب علي صدري قائلا.. ياعمار الاسرار الفي صدرك دي اصبر عليها.. ثم مضي في طريقه وهو يطلق الدخان المنبعث من فهمه في الهواء لم يترك لي الفرصة للرد عليه ولكنني قدرت في نفسي انه كان يكلم نفسه من خلال الحديث معي وهو ذات الشئ الذي كان يفعله كارلوس كلما مر بزنزانتي ويقول لي be strong وانا الذي ظللت في تلك الزنزانة في الحبس الانفرادي لما يقرب من الاربعة اشهر وهو لم يمر علي مجيئه يوم او يومان لاشك انه كان يحدث نفسه من خلالي وكان احد المعتقلين قد ذكر لي ان رأي صلاح ياتي بذلك الرجل والذي لم نكن ندري انه كارلوس أتي به مصفد اليدين بالكلابيش ذكرت ذلك لصلاح فكان يقول لي قال ليك انا جبت كارلوس ويطلق ضحكة فعل ذلك مرتين وهو يحب المغامرات ويجد نفسه في المصائب ولم تكن تلك المرة هي التي سلم فيها كارلوس ولكن حينما قبض عليه وهو يقتلع المسدس بطريقة دراماتيكية من يد ذلك الشاب الذي اخرج مسدسا وشهره في وجه كارلوس فاستخدم كارلوس رجله ليطير المسدس في الهواء ثم يستقر في يد كارلوس وقد قبض عليه وقال لي صلاح قوش انهم قاموا بتحويله من البوليس الي الامن حتي لا يكتشف امره. واذكر انه في بداية الانقاذ وحينما حاول احد قيادات الصف الاول وهو الراحل مجذوب يوسف بابكر امين حزب المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم وكان صديق فضل قد تردد علي مكتبهم في الخرطوم فيما يتعلق باحد المفسدين في مجال الاراضي و الذي انتمي الي المؤتمر الوطني في منطقة الدخينات وحاول مجذوب اثناء حديثه معه ان ينتقص من قدر الفائد صديق فضل قائلا(انتو الثورة دي قايلين نفسكم عملتوها براكم) ويبدو انه كان محرض من اعلي المستويات في الحركة الاسلامية كان الرد ان جئ به وبصاحبة علي ظهرسيارتين احداهن عربة المجروس في الجيش عليها جنود من سلاح المدرعات واخري عربة البوكس وفيها رجال من الاستخبارات العسكرية وهنالك كان اهانة(المدنية) التي لم تكن تفهم طبع الجيش وللجيش في ذلك فنون ولقي الرجلين ما لقيا واستمر ذلك حتي وقت متأخر من الليل وكانوا يقولون للراحل مجذوب ؤوسف بابكر وسكرتيره (انتو الثورة ياملكية عملتوها كلها ركوب عربات فخمة واكل جداد) و كانت الحكومة كلها مقلوبة خارج سلاح المدرعات ولا احد يجرؤ علي الاقتراب من عرين الاسد ورئيس الجمهورية يرغي ويزبد فالذي في قبضة الاسد من أصدقائه وعلي قمة الجهاز السياسي والتنظيمي واخيرا اوكل الامر الي العقيد بكري حسن صالح الذي استطاع الوصول الي سلاح المدرعات واخراج الرجلين من بين براثن الاسد ولقيني صديق فضل من بعد وقال لي (ياعمار قالو فلان ده نسيبك والله لوكت عارف كان دبلت ليهو) وحدث ان جاءت سيارة الي منزل اللواء صديق فضل في سلاح المدرعات في وقت متأخر جدا من الليل لتخبر اللواء صديق فضل ان الرئيس عمر البشير يريده الان في منزله فقال لهم (الرئيس عاوزني في الوكت دا) واصدرت تعليماته الي كل اطقم المدرعات ان تكون علي أهبة الاستعداد وفي حالة عدم عودته بعد ساعتين تقوم تلك المدرعات باقتحام الخرطوم. ولما وصل صديق فضل الي منزل البشير قال له بان هنالك معلومات وردت اليه من صلاح قوش بان صديق فضل يعتزم القيام بانقلاب عسكري لاسقاط الحكومة وان صلاح قوش ظل يحضر اجتماعات ذلك الانقلاب كأنه واحد منهم وفي حقيقة الامر انه كان يتجسس عليهم لصالح البشير. لم ينكر صديق فضل الانقلاب بل واكده الا انه نفي ان يكون صلاح قوش جزء اصيل من ترتيبات الانقلاب وطلب صديق فضل من البشير ان يتركه ليوقف اقتحام المدرعات للخرطوم فقد اوشكت المدة التي حددها لهم علي الانقضاء وكان له ما اراد ولم تتحرك الدبابات لتنفيذ الانقلاب الذي اكتشف امره. وقد سأل البشير صديق فضل مرة (انقلابك ياصديق كان وصل لي وين) فاجابه صديق فضل (نحنا البيان الاول سجلناه وكان جاهز)
04-17-2021, 08:01 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
بكل العلاقة دي والصلة والونسة مع صلاح قوش برضو عمار زعل عندما وصفه البعشوم في فيديو قبل أيام بأنه من أولاد صلاح قوش.
ودا كلام عمار قبل 3 أيام
ودا كلام البعشوم يوم 12 أبريل في يوتيوب
Quote: أولاد صلاح قوش في فتيل - خم الرماد مع البعشوم 76.335 Aufrufe •12.04.2021 2439 63 Teilen Speichern البعشوم حلقة عن الدائرة المقربة من صلاح عبدالله قوش المدير الأسبق لجهاز المخابرات السوداني
04-17-2021, 09:13 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
فيما يلي من مداخلات يوجد رصد وتوثيق لما كتبه عمار محمد آدم عن تجربته مع الثورة الإيرانية وتأثيرها على الحركة الإسلامية في السودان، وهل هناك دور في استهداف الحركة الجمهورية والأستاذ محمود، بقرينة علاقة النيل أبو قرون بالمذهب الشيعي، وهي علاقة كانت خافية ولكنها تظهر من خلال إفادات عمار:
عمار محمد ادم 14 يناير 2021 تجربتي مع والثورة الايرانية (1) بقلم عمار محمد ادم انتمي وجدانيا الي الثورة الايرانية منذ ان كنت طالبا بمدرسة كسلا الثانوية العليا وكانت ان وصلتنا ملصقات الثورة الاسلامية في ايران وقمنا بعرضها في معرض بمدرسة كسلا الاهلية المتوسطة والتي كانت تقع في قلب المدينة وقد تعلق قلبي منذ ذلك الوقت المبكر بالسيد الخميني وقد كنا نتابع رحلته وايدينا علي قلوبنا من باريس الي طهران وقد كنا وقتها صغارا ولا انسي كلمات الصحفي فهمي هويدي الذي كان يرافقه في الطائرة والتي كان يحيطها الخطر من كل جانب وكان فهمي يتابع حبات المسبحة وهي تتساقط واحدة تلو الاخري في يد الخميني ولكنها توقفت فجاءة ليرى الخميني يغط في نوم رغم المخاطر المحدقةبالرحلة ولست انسي اللحظات العصيبة التي امر فيها الخميني الجماهير للشارع ولكن الشاه هدد بقتل كل من يخرج ونشر عربات الجنود والدبابات في الشوارع وكانت قيادات دينية تحاول ان تثني الخميني عن رايه وتحاول اقناعه بان الجماهير لسوف تباد عن اخرها اذا خرجت ولكنه كان عند رايه بخروج الجماهير وحينما اشتدوا في مراجعته قال لهم لعلي مامور بذلك ولقد تعلقت بالخميني وهو شبيه جدي لامي ابراهيم محمد احمد التويم والذي كنت احبه حبا شديدا ولقد وجدت نفسي في الثورة الابرانية وانا ابن السكة حديد والطبقة العاملة وقد كانت شعارات الثورة تتناغم مع ذاتي الثورية ووجدت اخوة وشيوخا لي في جامعة الخرطوم والتي حين دخلتها كانت قيادات الاتحاد. فيها قد سافرت ايران وقابلت الخميني واية الله بهشتي وكانت صورة محمد علي رجائي رئيس الوزراء بهيئته المتواضعة وسمته البسيط تملكني وكانه يستعيد صورة ذهنية للصحابة الكرام وعلي راسهم سيدنا ابوبكر الصديق وسيدنا عمر وسيدنا عثمان والامام علي والذين كانوا قمة في التواضع والاداب ولقد كانت السفارة الايرانية علي مقربة من الجامعة وكنا نذهب اليها ونصلي الظهر معهم وكانوا يجمعون معه العصر ولم نكن ذلك معهم ويؤدون الكثير من الاذكار بعد الصلاة وكنا ناخذ منهم الكتب والمراجع وكانت ان اكتظت بها مكتبة مسجد الجامعة ويوم ان قمنا بعرض فيلم عن التدريبات العسكرية لنساء ايرانيات وهن محجبات ويحملن السلاح وهن يتدحرجن باجسامهن كاملة من اعلي الجبل يوم ان فعلنا ذلك ثارت ثائرة حكومة النميري وقام باغلاق السفارة الايرانية وطرد السفير والذي اقمنا له حفل وداع لعله قد تخللته انشودة سيد الخطيب...دوى صوتك شق الظلمة وانتبهت كل الاذان وانفتحت مقل تكحلها شمس تشرق من ايران ياجمعا عزما يمتد الفيض بقلبك كيف يحد باب خلاصك كيف يسد اذ تتطلع نحو المجد وترفع رايات الايمان ما اجمل هذى الايام الخضر باعلام الاسلام بدر فينا ليس تنام وخيبر تسقط في طهران وقد كتب حسين خوجلي قصيدته ..فارسية...كانت جمعية اصدقاء الثورة الايرانية وعلي راسها المرحوم صلاح علي ومندور المهدى وامين عباس وابراهيم كرتي وكانت الاخت الهام يسن حاكم من اكثر المنفعلات بالثورة الايرانية بل يكاد التنظيم كله في جامعة الخرطوم وخارجها متاثر بالثورة الايرانية ويباهي بها التمظيمات الاخري وحينما اندلعت الحرب العراقية الايرانية كنا الي جانب ايران مما جعل العداء مستحكما بيننا وببن البعثيين في الجامعة .ولقد تكونت جمعية شباب البناء علي جهاد البناء في ايران وكذلك رائدات النهضة.
04-17-2021, 09:21 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
تجربتي مع الثورة الايرانية (2) بقلم عمار محمد ادم كان قد صدر قرار من المكتب القيادى للجبهة الاسلامية القومية في العام1989بان لاتلبي القيادات الدعوة التي وجهتها لهم سفارة الجمهورية الاسلامية بايران لان ذلك يتناقض مع الحلف الجديد الذي غقدته الجبهة الاسلامية مع بغداد وقد بلغني ذلك القرار وقد استفسرت الشيخ محمد محمد صادق الكارورى فقال لي ان القرار يخص القيادات مما يعني ان القرار لايشملني. وقد توجهت بذات الاستفسار الي الترابي واخبرته بما قد علمته من الكاروري فرد علي قائلا (هو قيادة الا يكون عندك موقع قيادي فانت شخص معروف في الاوساط الاعلامية والسياسية فبهذا فانت من القيادات) ثم لقيت علي عثمان واخبرته بما قال الترابي وكنت قد اضمرت في نفسي اجابة الدعوة والسفر الي طهران لذلك فقد قلت لعلي عثمان (وكت تجينا فرصة نسافر بره نشم الهواء دا شوية تقوموا تقولوا لينا في قرار) فاجابني قائلا (ما تسافر معاهم وليك علي ارتب ليك سفرة خارج السودان تقضي فيها شهر كامل وقد استفزني حديثه اكثر واتخذت قرار في قرارة نفس باجابة الدعوة التي ابلغني بها المستشار الثقافي للسفارة الايرانية الدكتور محمد علي آزرشب وكان هو اول من اتصل بي من قبل حين دعاني عبر الاخ محمد جسين الخضر مراسل صحيفة العالم اللندنية. والتي كان يكتب فيها عدد من الاسلاميين منهم المحبوب عبد السلام والذي قام بترجمة كتاب الحج للمفكر الايراني علي شريعتي. و جاءتني الدعوة لحضور الاحتفال بذكري الثورة في فندق الهيلتون بالخرطوم وهنالك التقاني ازرشب ورحب بي ترحيبا حارا وقال لي ظللنا نبحث عنك منذ مدة طويلة وهكذا سري التواصل بيني وبين الدكتور ازرشب حتي دعوته لي بزيارة ايران للاختفال بمضي العقد الاول من نجاح الثورة. وقد بدات في اجراءات السقر سرا لان الجبهة الاسلامية كانت وقتها ضمن حكومة الوفاق الوطني برئاسة السيد الصادق المهدى وكان بامكانهم لو علموا بسفرى ان يمنعوه عبر الاجهزة الرسمية. وهكذا استمررت فى اتحاذ الاجراءات الآزمة سرا وكانت الجيهة قد ابتعثت سرا موسي سيد احمد رحمه وزوجته من بعد توسل وامال محمد الحسن وكانوا شخصيات غير معروفة. جئت المطار وكانني اودع هؤلاء وانا اطلب من المرحوم موسي سيد احمد بعض الكتب ليحضرها لي وذلك كنوع من التمويه وقد فغر موسي فاه حينما طارت الطائرة وجئت وجلست الي جواره. كان في تلك الزيارة شخصيات من المجتمع السوداني علي راسهم مولانا حسن الفاتح قريب الله وابنه محمد وكل من ابوبكر والمهندس علي محمد علي والاخ ابوبكر والاستاذ فراج الطيب وتيتاوي والشيح الصادق عبد الله عبد الماجد والحبر يوسف نور اادائم والاستاذ محمد سليمان مدير الاذاعة وزوجة الاستاذ عبد الله محمد احمد وزير الاعلام وعبد الرحيم عمر محي الدين ومحمود رزق والشيخ المكرم واخرون وكانت الرحلة عبر القاهرة والمانيا واليونان واستنابول التي كنا في مطارها نتجاذب اطراف الحديث ونتحدث عن الفلسفة وقد تدخل الاستاذ فراج الطيب قائلا معني كلمة الفلسفة هي الحكمة والحكمة من الحكمة بفتح الحاء وهي لجام الجمل فقلت له لماذا لاتكون الحكمة من الحكمة وهنا اعتدل في جلسته قائلا لان الحكمة اسم نوع والحكمة اسم جنس ويشتق اسم النوع من اسم الجنس ولايحدث العكس. وهنا بادرته قائلا ولكنك قبل قليلا قلت ان كلمة العنان من عن بتشديد النون وهذا يخالف ما قلته. هنا انبرى لي الراحل فراج يعلمني ان اتادب في حضرة العلماء.. .هبطنا في مطار طهران الدولي في رحلتي الاولي الي طهران في العام1989قبل انقلاب الانقاذ وقد اعدت لنا سيارات رئاسية انطلقت بنا يتقدمها صفير سيارة المراسم وموتر من امامنا تفتح لنا الطريق... كم كان البون شاسعا بين هذا وبين ذلك البص الذى اتيت به من بيتي الي المطار والذى كان عبارة شاحنة. مسقوفة ولكن لم يكن البون شاسعا بين فندق الاستقلال...(الهيلتون سابقا) والذى يقع في منطقة عالية شمال طهران وبين بيتي فبيتي في الزين الشابك احب الي من هذا المكان (ولبس عباءة وتقر عيني....احب الي من لبس الشفوف) وقيل ان هذا الفندق كانت قد بنته اسرائيل في عهد شاه ايران. توجد في هذا الفندق مراقد طرية وموائد شهية وتطالع من هذا المكان العلي طهران. فتراها مغطاة بالثلوج فتنزل من الفندق فتراي محلات عرض الزهور المتراصة والشوارع النظيفة وتطالعك وجوه الفارسيات النضرة تطل من خلف العباءة السوداء فتحيل الامر الي المتنبيء وهو يقول ...(مغاني الشعب طيبا في المعاني . ..بمنزلة الربيع من الزمان..ولكن الفتي العربي فيها غريب الوجه واليد واللسان... .ملاعب جنة لو سار فيها سليمان... لسار بترلجمان) ...الي ان يقول..(يقول لشعب بوان حصاني...امن هذا يساق الي الطعان...ابوكم ادم سن المعاصى وعلمكم مفارقة الجنان.) بهو الفندق مكتظ باصحاب العمائم البيضاء والسوداء والملونة من كافة الاجناس من عرب وعجم واسيويين وافارقة وقليل من اروبا والغرب. اصحاب العمائم البيضاء والسوداء في طهران يسرفون في الحديث والخطب بلغة لانفهمها. وتشكل اللغة حاجزا كثيفا مابين ايران والاخرين. وهم يتحدثونها ويكتبونها وبعضهم يتحدث العربية ويكتبها ولكن البرتكول يحتم عليه ان يتحدث الفارسية مثل رئيس الجمهورية فى ذلك الوقت السيد علي خامنئ الذي ذكر لنا انه قد ترجم مجلدات في ظلال القران لسيد قطب الي الفارسية وتحرك من مجلسه ليقبل الشاعر امام علي الشيخ الذى قرا في حضرته قصيدة يمجد فيها الامام الخميني كما تحدث عن الشيخ الصادق عبد الله عبد الماجد وقال انه سعيد ان يكون في حضرة رجل بايع الامام حسن البنا. كذلك نظمت لنا رحلة الي مدينة قم المقدسة وتنتشر فيها الحوزات والكتب وقد صلينا في مسجد وكنا نصلي فيه من فوق القبور.مما يعني ان المكان مقبرة قد اقيم عليها مسجد.. وبينما كنت اسير مع الشيخ حسن الفاتح قريب الله في شوارع اصفهان وكنت البس عباءة بيضاء وجلباباابيضا وعمامة بيضاء وحذاء ابيض فطالعتني احدى الحسناوات الفارسيات ونظرت الي من العمامة حتي الحذاء فانحنيت علي الارض واخذت صندوق سجائر ملقي وكتبت يقلم الرصاص هذه الكلمات...(.عيناك فارسية ...تحدد الهوية..وتحسم القضية ...عيناك يابنية...تطلعت اليا...فحركت فؤادى وارعشت يديا) : كذلك نظمت لنا رحلة الي مصفاة عبدان عبر الطائرة وكنت اجلس بين تيتاوي الذي كان علي النافذة ومحمد سليمان مدير الاذاعة .واثناء تحليق الطائرة شعرنا بحركة غير عادية وهب رجال الاطفاء يحملون معداتهم وهم مذعورون وجحظت اعين الناس وهم لايدرون ما الذي يحدث وكان تيتاوي نائما فاستيقظ وقال لي فى شنو وكان الوقت ليلا ونظر من النافذة فراي نارا ففغر فاه وظنها تشتعل فى الجناح ولكن حقيقتها انها نيران مصافي النفط تبدو في الليل البهيم كانها علي جناح الطائرة. بدات اتحدث اليهما قائلا ( ياسلام يا محمد سليمان الاذاعة تقطع الارسال وتنعي مديرها ويا تيتاوي احمد البلال يجيب صورتك في الصفحة الاولي وكانا شركاء في الاسبوع تبكم تيتاوي وقال لي (ماتقول كلام زي ده) وتبسم سليمان وهبطت الطائرة بسلام.
04-17-2021, 09:45 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
تجربتي مع الثورة الايرانية(3) بقلم عمار محمد ادم في زيارتنا الاولي شاهدنا الحدود العراقية الايرانية عند زيارتنا الي مصفاة عبدان المدمرة تدميرا شديد وعدنا من حيث اتينا في رحلة العودة من طهران الي الخرطوم . لاجد ان هناك قرار ينتظرني بالفصل لانني ظهرت في التلفزيون الايراني وخاطبت المؤتمر وهذا ما يتناقض مع خط.الجبهة الجديد الداعم لصدام حسين وقبل ان ابلغ قرار الفصل ويعلن عنه في الصحيفة الرسمية اخرج الصادق المهدي الجبهة الاسلامية من حكومة الوفاق. واذكر انني أتيت الي مكتب الاستاذ احمد سليمان في جريدة الراية فقلت (يا عم احمد ادخل) فقال لي بشدة ماتدخل ولكن علي عثمان الذي كان يجلس في الكرسى الجانبي وقد تمدد وكانه غائص فيه قال (لي ادخل لكن الكلام التسمعوا هنا ما يطلع بره) وسالني ايران كيف ما باقي لينا غير ايران واطلق تنهيدة حري كان ذلك بعيد اخراجهم من السلطة من بعد اتفاقية الميرغني قرنق ومذكرة الجيش. وكان من دواعي فصلي من الجبهة الاسلامية انهم قد قطعوا العلاقة مع ايران واقاموا علاقة مع العراق. كان الزمان هو العام 1988 والمكان قصر الشباب والاطفال بامدرمان اما الحدث فقد كان هو المؤتمر الثاني للجبهة الاسلامية و جاء عمر عبد المعروف ونورني بان سياسة الجبهة الاسلامية قد تحولت من دعم ايران في الحرب الي دعم صدام والعراق وقد اورد لي اسباب ذلك ومنها ان السعودية قد منحتهم مبلغ خمسون مليون ريال سعودي لخوض الانتخابات ولكنه يبدو انه المبلغ الذي به قد تم تمويل انقلاب الثلاثين من يونيو ١٩٨٩.. من ناحية اخري يبدو ان عمر عبد المعروف قد لمس في عدم ارتياحا لذلك التوجه ثم شعرت ان هناك عدم ارتياح لوجودي في المؤتمر الثاني للجبهة الاسلامية. وحيل بيني وبين الدخول لقاعة المؤتمر ذلك لانني كنت شديد التاييد للثورة الايرانية ومازلت. وكانت تلك العلاقة منذ انا كنا طلابا فى كسلا الثانوية حين اندلاع الثورة.كما ذكرت من قبل. وكان مهدي ابراهيم امين العلاقات الخارجية في الجبهة الاسلامية قد قدم ورقة العلاقات الخارجية وفيها الانحياز التام للعراق ضد ايران واعقبه الترابي بخطبة قال فيها (كنا ضد العادي فاصبحنا ضد المتمادي) ويقصد بالعادي العراق وبالمتمادي في الحرب ايران. غادرت المكان ولكنني لم اغب عن اللقاء السياسي الكبير فى ختام المؤتمر والذي كان بميدان المولد بالخرطوم وقف مجموعة من الحراس وحالوا بيني وبين المنصة وكانت العادة ان اعتلي المنصة واشعل حماس الجماهير بالهتافات الثورية والاشعار كان السفير الامريكي ووكيل الاوقاف العراقي كما ذكر والتركي من السعودية حضورا في ذلك اللقاء وبعد ان حيل ببني وبين المنصة اتجهت الي قلب الجماهير التي تعرفني وبدون استخدام مكبر الصوت تعالي صوتي بالهتاف ضد امريكا والبعث كالعادة وكانت الجماهير تردد من خلفي بقوة. وجاءني عثمان خالد مضوي وطلب مني ان اوقف الهتاف ضد امريكا وكنت ثائرا وغاضبا فانتهرته بشدة رافضا اوامره. وانصرف عني واثناء ذلك كنت اعطي المنصة ظهرى وفجاءت اشار الي البعض ان انظر خلفي فالتفت فاذا بالترابي يشير الي ان اتي اليه وفد اتيته وكان يجلس الي يساره يسن عمر الامام ومن بعده ممثل السعودية التركي فناداني يسن ليحدثني وفي هذه الحالة ساكون بينه وبين التركي وحينما ازمع ان يحدثني قال له الترابي هامسا (لا لا خلي يجي بي جاي) واصبح راسي ممدوا بين يسن والترابي وقال لي الترابي هامسا (عثمان خالد قال ليك شنو) فقلت له (قال لي ماتهتف ضد امريكا) فقال لي (طيب، خلاص ماتهتف ضد امريكا) وكان يتحدث بصرامة. فقلت له (الجماهير عاوزة الهتاف ضد امريكا( فقال لي بغضب (الجماهير دي جماهيرك) فقلت له بصوت عالي قصدت ان يسمعه الجميع (الجماهير دى ضد امريكا وانا حا اهتف ضد امريكا) اشاح الترابي بوجهه عني وظل صامتا بينما نظرات يسن عمر الامام قد تحتمل ان يكون فيها شئ من الاعجاب بالموقف. وعند عودتي مررت بعثمان خالد فانفجر يسبني ولكني لم ارد عليه بينما بدا احمد عبد الرحمن محمد يضحك ربما لطرافة الموقف. في تلك الليلة السياسية اعتلي. االمنصة النور زروق. واعلن عن تبرعه بمئة مليون جنيه وكانت مبلغا ضخما. كان عراب علاقة الجبهة الاسلامية بصدام هو زعيم الاخوان المسلمين قي سوريا عدنان سعد الدين وقد شهدت تلك الايام حدثا مؤسفا هو مقتل ضيف المؤتمر الزعيم الشيعي العراقي مهدى الحكيم وكأنه قد قدم قربانا لهذه العلاقة والتي افضت من بعد الي انقلاب الانقاذ.و كان هذا ماتطرقنا اليه في مقابلة العلامة السيد محمد حسين فضل والذي قابلناه في جناحه باعلي فندق الاستقلال بطهران. وتحدث الينا حديثا يشوبه الحزن ربما او شيء مثل ذلك. وحينما دعوته لزيارة السودان اطرق وقال لي بصوت مؤثر انا لا استطيع زيارة السودان لانني مستهدف من قبل الموساد هنا وقبل ان يكمل حديثه تغيرت ملامح الدكتور حسن مكي الذي دخل فيما يشبه الهستيريا وذكر انه هو الذي وجه الدعوة للسيد الحكيم في لندن باسم الجبهة الاسلامية ولكنه عاد اليه مرة اخري ليخبره ان الاوضاع الامنية في الخرطوم غير مستقرة وبذلك الغي الدعوة الا ان النور زروق هو من جاء اليه ووجه له الدعوة مرة اخري. قاد هذا الحديث للتطرق لاغتيال الحكيم في الخرطوم وذكر العلامة محمد حسين فضل الله ان الحكيم ابن خالته برغم انه لبناني وان الحكيم عراقي وذكر لنا ان الحكيم كان اصلا يعاني من مرض عضال وقد استوحيت من حديثه ان الحكيم كان علي وشك الموت ولكن كتبت له الشهادة في الخرطوم وقد كان المشهد كربلائي فى هيلتون الخرطوم والرجل يسبح في بركة من الدماء من بعد عودته من زيارة منزل الترابي وكان ذلك علي مشهد ومراي وزراء الزراعة العرب الذين كانوا يحضرون مؤتمرا في عهد حكومة السيد الصادق المهدي...تاملت وجه العلامة محمد حسين فضل الله الحزين وقد ترك في نفسي اثر ما. وقد ودعناه انا وحسن مكي وفي النفس شيء من حتي. عند عودتي كنت وحدي اذ غادر مكي من هناك الى لندن وحملني ظرف طلب مني ان اسلمه الترابي .ففضضت ذلك الظرف وعلمت مافيه وهو انه مطمئن لايران في ظل رفسنجاني وقال يجب الاهتمام بعمار يقصد شخصي لا الملالي يحبونه.
04-17-2021, 10:01 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
جربتي مع الثورة الايرانية (4) بقلم عمار محمد ادم كانت زيارتي الثانية (وكنت قد ذكرت بعضها) الي ايران مع الاخ الدكتور حسن مكي في العام1990 حينما تمت دعوتنا الي مؤتمر الاعلام الاسلامي وكنا قد نزلنا في فندق الاستقلال وهو الهيلتون سابقا كما ذكرت ويقع في منطقة عالية شمال طهران وكانت تتساقط علينا الثلوج والتي كانت تغطي السيارات والمكان هناك شهدنا مؤتمر الاعلام الاسلامي وقد حضرته وفود من دول عربية واروبية وافريقية واسيوية وكان عقد المؤتمر في قاعة علي مقربة من بهو الفندق وكان الايرانيون يواجهون في ذلك الزمان عزلة دولية ولذلك كانوا يدعوننا الي تلك المؤتمرات لكسر عزلتهم واستقطاب مؤيدين ومناصرين لهم. وكنت قد قلت عبارة لصحفي ايراني هي ان (الخميني ظاهرة غيبية) فكانت تلكم العبارة هي (المنشيت) الرئيسى للصحيفة...(الدكتور ادم من السودان ..الخميني ظاهرة غيبية) ولا ادرى كيف منحوني الدكتوراة وانا لم انل البكالوريوس ولعلهم قد خلطوا بيني وبين الدكتور حسن مكي. وفي تلك الرحلة كان العرض لي بان ابدا بتكوين خلية حزب الله في السودان حين جاء الي غرفتي في الفندق شاب يتحدث العربية بطلاقة ويبدو انه مثقف ثقافة عالية جدا. استشفيت ذلك من مقدمته في الحديث ثم عرضه علي ما كان يريده من تكوين خلية لحزب الله في السودان حسب وصية الامام الخميني وكنت في تلك الايام جزء من مؤيدي انقلاب عمر البشير ذو الصبغة الاسلامية فقلت لذلك الرجل (انا جئت لاحدثك عن قيام دولة اسلامية في قارة وانت تطلب مني تكوين خلية لحزب في دولة) كانت آمالنا عظيمة في ذلك الوقت بقيام دولة اسلامية في السودان تكون منارة للاسلام في افريقيا والعالم العربي خاصة وان الاسلاميين في السودان استطاعوا بسط سيطرتهم كاملة علي السودان شرقه وغربه وجنوبه وشماله بعد مضي عشر سنوات فقط علي قيام الثورة الاسلامية. استفزتني عبارة قالها محدثي وجعلت ملامح وجهي تتغير وينتفض جسمي من قمة رأسي الي اخمص قدمي وشعرت ان هذا الرجل يريد ان يشتري ذمتي وذلك حين قال بانهم قد رصدوا ميزانية مفتوحة لهذا العمل ولما شعر انني قد غضبت من حديثه سارع بالخروج من الغرفة ونزلت بعده الي بهو الفندق حيث هرع الي المستشار الثقافي الايراني بالخرطوم الدكتور محمد علي ازرشب يحاول ان يخفف من غضبي ويسالني عن ماذا قال لي ذلك الرجل الذي لم اكن اعرفه وسب الرجل بكلمات لا اذكرهن. من بعد ذلك غادرت طهران عائدا الي السودان وفي الطريق الي الخرطوم . استمتعت بالحبس ثلاثة ايام في مطار ابوظبي مع اثنين من الافارقة حين رفضت السلطات الامارتية السماح لنا بالدخول. وقد جاءنا السفير الايراني في الامارات وكان متجهما وغاضبا وكانت العلاقة في ذلك الوقت في قمة التوتر بين الخليج وطهران و انتظرنا حتي اقلتنا الطائرة الاثيوبية الي اديس ابابا وبينها وبين طهران قاسم مشترك هو الجمال اذن فانا الان في مطار الخرطوم وبعد خروجي من المطار وفي احدى التقاطعات لمحت استاذي في الفلسفة الدكتور ابراهيم احمد وقد القيت اليه بذلك الظرف الذي ارسله مهي الدكتور حسن مكي بعد ان احكمت اغلاقه وقد تسلمه مبتسما . من بعد عودتى من طهران امتدت جسور الوصل بيني وبين السفارة الايرانية وبذلك تجاوزت المستشارية الثقافية وتمخضت تلك العلاقة عن مركز الفجر للانتاج الاعلامي وبواسطة السفارة استاجرت منزلا في الخرطوم غرب او جوار عمارة الفيحاء(رئاسة بنك فيصل) و كانت كل محتويات المركز من السفارة الايرانية من كتب واجهزة ومعدات اعلامية. الا انهم لايمنحون اموالا ولكنهم ياتونك بمستلزمات المركز من معدات الاعلام واجهزته ويدفعون مرتبات العاملين. الا ان ممثلهم كان كثير التردد علي المركز وبسيارته الدبلوماسية مما يسبب لي الكثير من الحرج ويعرضني للضغوط ولكنه كان لايحفل لذلك ولكن كل ما يهمه ان يقوم هذا المركز واكتشفت ان الشخص الذي اتي به ليكون مسؤولا عن الحسابات هو شيعي سودانى وان هناك عدد من الشيعة يترددون علي المكان وانا لا اعرفهم ولا انتمي اليهم. وكانت تاتيني الكتب من لبنان عبر مطار الخرطوم وهي بعناوين مختلفة اغلبها باقلام كتاب من شيعة ايران مترجمة وعلي راسهم اية الله مطهرى وكنت اجد حرجا شديدا من صور الملالي علي واجهات الكتب. تجادلت معهم مرات حول هذا الامر ولكنهم لايعرفون التفاهم والوصول الي حلول وسط ولكنهم يندفعون فيما هم فيه دون مراعاة لاي اعتبارات اخري. وكانت الكارثة الكبري احضارهم لكتاب بعنوان (ثم اهتديت )وهو لكاتب سني تونسي تحول الي التشيع وفي الكتاب حديث عن سيدنا عن عمر لايليق بمقامه الكريم وقد انفجرت فيهم غاضبا وكتبت خطابا الي وزارة الثقافة والاعلام ووزارة الشؤون الدينية والي الامن اوجه الي خطر هذا الكتاب الذي وزعته المستشارية الثقافية عبر دار توزيع اخرى. اغلقت مركز الفجر للاعلام بعد تسعة اشهر من فتحه وسلمت نعيمي ممثل السفارة احهزتهم ومعداتهم وطلب مني ان احول لهم الاسم لانهم يتعاملون بهذا الاسم مع جهات مختلفة وبالفعل احضروا احد.الاشخاص السودانيين واسمه عبد المنعم. وحولت له اسم العمل ولكن ظل البيت مؤجرا باسمي ولم يطالب الايرانيون به وقد حولت الاسم الى مركز الاقصي للاعلام وكانت فكرته ان يكون مركزا لتوعية الشعب السوداني بتفاصيل القضية الفلسطينية وكان يحضر الي فيه ثلاثة اشخاص من جماعة ابو نضال فيهم رجل كبير في السن واحدهم اسمه حسن وكانوا يعملون لاطلاق سجناء لهم تم القبض عليهم في عهد حكومة السيد الصادق المهدي رحمه الله في حادثة الهجوم علي فندق (الاكروبول) كما ياتيني في المركز مجموعة من ممثلي حركة الجهاد الاسلامي الفلسطيني وهم يبدون اكثر جدية والتزاما من ممثلي حماس الذين كان علي راسهم منيرسعيد جرادة .ممثل حركة حماس في السودان وقد استطاع عبر جهاز الأمن أن ينتزع مني المركز ويحوله الي مركز خاص بحركة حماس وقد اخبرني بذلك مباشرة بالرغم من ان اسم العمل باسمي وكانوا يمنحونني مبلغ عشرة جنيهات كراتب شهري واعطوني مبلغ٨٥ جنيها لشراء موتر اتنقل به وكانت تكفي لشراء تكسي هنتر وبعد استغناؤهم عن خدماتي في المركز الخاص اعتبروا ان قبمة التاكسي ٨٥ جنيه هي حقوقي حسب قانون العمل وقد استبدلت التاكسي بقطعة ارض وظل ذلك الشخص الذي رأفت به وجئت به للعمل في المركز بديلا عني وقد ادخلت السجن لاسباب سياسية اخري وعند خروجي وجدت ان الحكومة قد اغلقت المركز واخرجت حركة حماس. وتجربتي مع حماس انهم ليسوا شيئا واحدا فمنهم القادمون من الكويت وهم اقل حماسا للقضية ومنهم القادمون من الاردن وهم مثل ذلك ومنهم وضاح خنفر وكان يحضر دراسات عليا في جامعة افريقيا العالمية وقد اخذ مني كتبا هامة لم يعدها لي حتي الان واذكر منهم الشاعر خالد ابو العمرين وكان مخلصا وصادقا للقضية واكثر الحماسيين صدقا في قضيتهم اولئك الذين يأتون من غزة مباشرة فتراهم شعثا غبرا تبدوا المعاناة والعنت في وجوههم وفيهم صرامة وقوة وصدق.
04-17-2021, 10:15 AM
Yasir Elsharif Yasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 51572
تجربتي مع الثورة الايرانية (5) بقلم عمار محمد ادم من خلال عاقتي المباشرة بالثورة الايرانية ومنذ لحظة اندلاعها ثم انتصارها مرورا بمراحلها المتعددة ومتابعة لمسيرتها ومعرفة برموزها وقادتها فيمكن القول ان الجهتين اللتين تخططان تخطيطا استراتيجيا في المنطقة بل ولديهما مشروع علي مستوي المنطقة والعالم هما ايران واسرائيل. وبتعبير اخر هم اليهود من جهه والشيعه من جهه اخري. هذا من بعد ان تحولت ايران من استراتيجيه الوحده الاسلاميه في عهد الامام الخميني وخليفته ايه الله منتظري والذين كانا يتهمان من قبل بعض المتطرفين الشيعة بانهما من اهل السنة لكثرة دعوتهما للوحدة الاسلامية بين عامة المسلمين شيعة وسنة. ولكن انتصرت استراتيجية التشيع حين وضع رفسنجاني يده علي كل الاوضاع في ايران بل وتبني تيار البازار والاقتصاد الحر في مقابل التيار الديني الثوري الرسالي الذي تعبر عنه مؤسسسه الحرس الثوري والذي جاء الرئيس احمدي نجاد من بعد ليعبر وهو في حقيقته تيار ثوري اشتراكي علي الطريقة الاسلامية. شعار تصدير الثوره الذي رفعه الامام الخميني لم يزل قائما وعند الشيعه فان فتوي المرجع الديني لايمكن الرجوع عنها حتي من بعد وفاته. لذلك تظل فتوي قتل سلمان رشدي قائمه حتي من بعد رحيل الامام الخميني. كذاك شعار تصدير الثوره فانه وان لم يكن فتوي ولكنها مباديء واستراتيحيه ملزمه وهي ليست من شان الدوله الايرانيه ولكنها من اختصاص ولايه الفقيه والمرشد الاعلي للثوره الاسلامية وليس،الدولة الايرانيه فمثلا ان كان روحاني رئيسا للدوله فان الخامنيء قائدا للثوره التي تتجاوز حدود القطر الايراني لتتسع وتشمل كل ارجاء المعموره ومن هنا فان استراتيجيه الثوره. الاسلاميه في اليمن مثلا وهي استراتيحيه ايرانيه بمفهوم الثوره وليس،الدوله. و تقوم علي تفسيم اليمن الي عربة تجرها ثلاث احصنة. دولة اليمن الحنوبي،وعاصمتها عدن. واليمن الاوسط .وعاصمته صنعاء. واليمن الشمالي وعاصمتها صعدة. كما تقوم ذات الاستراتيجيه علي ان تكون الاراضي المقدسه خارج اطار المملكه العربيه السعوديه. وتتمدد الاستراتجيه الي القاره الافريقيه بشكل كبير خاصه منطقه القرن الافريقي والبحر الاحمر. ومن المعلوم ان الاستراتيجيه تتحقق من خلال اهداف تكتيكيه. ولاشك ان السودان ضمن هذه الاستراتيجيه خاصه وان الفكره المهدويه التي يقوم عليها كيان الانصار هي في الاصل فكره شيعيه في قالب سني حسبما اورده المؤررخ السوداني الدكتور ابو سليم في كتابه الاسس الفكريه للثوره المهديه . كذلك فان الاستراتيجيه الايرانيه تستهدف الطرق الصوفيه كافه وكانت الملحقيه الثقافيه الايرانيه ولا اكثر من عقدين من الزمان او اكثر. قد اقامت حسور التواصل مع الساده المتصوفه وفق رؤيه استراتيحية.ومن الموءكد ان تلك العلاقه لم تتاثر بغعل قطع العلاقات مع ايران بل قد تتعمق وتزيد بسبب العداء،المستحكم بين الصوفيه والوهابية الذين تمثلهم السعودية. محاولات نشر المذهب الشيعي في،السودان ظلت تلازمها الاخفاقات وخيبه الامل. وباءت كلها بالفشل. بسبب تعمق حب اصحاب الرسول عليه افضل الصلوات والتسليم وعلي راسهم خلفائه الاربعه وهذا ما يجعل المد الشيعي في،السودان يصطدم بالحب الفطري للصحابه الكرام والذي عبرت عنه المدائح. النبوية. من الواضح ان الاستراتيجيه التي اتبعتها الثوره الايرانيه كانت استراتيجيه خاطئة خسرت بها الحركه الاسلاميه بسبب ان الايرانيين لايبحثون عن اصدقاء ولكن يبحثون عن عملاء وان النزعه القوميه الفارسيه عندهم اقوي من النزعه الاسلامية. لذلك تجدهم قد بددوا اموالا طائله لنشر التشيع في السودان وكانت النتيجه قليل من الذين يسعون لتحقيق مارب شخصيه ذلك لان السودان يستعصي علي الاستراتيجيات الخارجيه وتظل خصوصيته تقبل التعامل ولكنها ترفض الوصاية. وسبق لي ان ذكرت ان الحركة الاسلامية في السودان قد تخلت عن الوقوف مع ايران وبدأت في دعم العراق وقدجاء الاستاذ مهدي ابراهيم الذي كان امينا للعلاقة الخارجية للجبهة الاسلامية وهو من تلا خطاب التخلي عن ايران ودعم العراق. جاء في ذلك الصباح الي قاعة الصداقة حيث المؤتمر التاسيسى لمؤتمر الشعب العربى والاسلامى وكان قد تم الاتفاق علي ان يكون مهدي ابراهيم امينا عاما للمؤتمر خاصة وانه يستمتع بصوت جهورى ولديه قدرات خطابية عالية بالانجليزية والعربية. الا ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات قد فوت علي مهدى فرصة العمر لقيادة المؤتمر. وذلك حينما وقف خطيبا في المؤتمرين. يعتب عليهم انهم يريدون فتح باب الترشيح لمنصب الامين العام وبينهم الدكتور الترابي وضجت القاعة بالهتاف والتصفيق وتعالت الاصوات بالتكبير وتقدم الترابي نحو المنصة والقي كلمة وبذلك اصبح الامين العام لمؤتمر الشعب العربي والاسلامي. يبدو ان الترابي قد اراد ان يخفف علي مهدى ما اصابه من خيبة امل. فاذن له ان يقدم المؤتمر الضحفي الذي احتشدت له كل اجهزة الاعلام الدولية والاقليمية ولم ار حشدا اعلاميا اكثر من ذلك من قبل. وكان يجلس الترابي في اعلي المنصة والشيخ ابراهيم السنوسي امين السودان في المؤتمر الي يمينه ومهدى ابراهيم الي يساره. و الذي كان يتولي توزيع الفرص. وكنت بين الحاضرين من الصحفيين والاعلاميين مراسلا لصحيفة كيهان العربي الايرانية. : وبدا المؤتمر الصحفي وتحدث الترابي وكان يجلس ومن خلفه الغنوشي وفتحي الشقاقي رئيس حركة الجهاد الفلسطيني وياسر وعرفات وقادة الجهاد الافغاني وغيرهم من القيادات العربية والاسلامية. كان المجلس مهيأ بما يجعلهم دون المنصة بدرجة اقل. وحينما تيحت الفرصة للنقاش. مددت يدى وابهامي فلم يؤذن لي. ولثلاث مرات كنت افعل ذلك. فتقدمت نحو الميكرفون لانتزع الفرصة الا ان مهدى ابراهيم انتهرني بصوت خافت قائلا (انا ما اديتك فرصة) ورجعت الي مكاني وكنت قد صممت علي الحديث. وكان قد سمع الترابي من بعد في التسجيل يقول (يا مهدى ما تديهو فرصة دا مجنون) ولكنني فوجئت بالاستاذ مهدي ينظر الي بشدة ثم يخفض يده اليسرى ويحركها. بما يعني لي ان اتي للمنصة. وبالفعل تحركت صوب المنصة التي اعددت للسؤال حول ان هذا المؤتمر هدفه دعم صدام والعراق. ولم يعترضنى احد. وكنت قد قدمت نفسي بانني مراسل كيهان العربي واستمرت في القاء خطبتي العصماء والتي مفادها ان الغرض من هذا الحشد هو دعم التحالف الاستراتيجي بين الحركة الاسلامية في السودان وحزب البعث العربي الاشتراكي بقيادة صدام حسين وكان ذلك بعيد اجتياح صدام للكويت. وسالت لماذا يخصص اسم العربي والمسلمون اكثر من مليار وقللت من قيمة العرب. هنا انفعل الترابي وخرج عن طوره وقال لي (اذا لم يكن للعرب قيمة اذن فلماذا كيهان العربي) وقالها بشئ من السخرية والاستهزاء والتهكم والاذدراء. وضجت القاعة بالضحك والتصفيق وقد تغير جو القاعة الرسمي الوقور الي ما يشبه اركان النقاش فى الجامعات وعلمت من بعد ان الترابي بعد خروجه من المؤتمر علق قائلا (عمار قاصد) .....رحمه الله. كما ذكرت فان المحق الثقافي الايراني الذي كان يقول لي بشوق (يا اخ عمار نحن نبحث عنك من زمن) ةوكان هذا الرجل هو من ربطني بايران الرسمية وصار يدعوني الي بيته والملحق بالملحقية الثقافية وذات مرة من المرات راني حزينا فسالني عن سبب حزني فاخبرته ان وسيلتي التي ارتزق منها قد انقطعت وهي مقهي ملحق بمسجد الجامعة تسلط عليه احد اعضاء لجنة المسجد واسمه عصمت محمود وهو الان يعمل الان استاذا بقسم الفلسفة بكلية الاداب جامعة الخرطوم وخدعني انهم يريدون اجراءصيانة للمسجد تستغرق بضعة ايام وستشمل المقهي وقمت باخلاء المقهي لصيانته وجاءعصمت وملاأالمقهي بادوات البناء واغلقه واحكم اغلاقه بشكل مستمر وبهذه الخدعة استطاع اخراجي من بعد ان عجزت الوسائل الرسمية والقانونية.عن ذلك. نظرالي الملحق الثقافي الايراني والقي الي باثني عشرجنيها فقلت له انني لو استلمت هذا فمعناها (انا انتهيت) وقد استطاع اقناعي ان المبلغ مجرد علاقة اخوية وللحقيقة فان علاقتي بالمستشار محمدعلي اذر شب كان يغلب عليها الجانب الاخوي ولم الحظ منه ما يجعلني ارتاب فيه بالرغم من ان هناك احد الاسلاميين التونسيين قد قال لي ان اذرشب ربما يكون من اكبر رجال المخابرات الايرانية في افريقيا. ولكن روح الرجل ودماثة خلقه لم يكن يعطيني انطباع بذلك. وكان يتعامل معي بشفافية وصدق ووضوح. وقد تضايق جدا من سلوك بعض اعضاء السفارة الذين حاولوا استغلال حماسي للثورة الايرانية لاهداف اخري واحرجوني وضايقوني بشكل جعلني انفر من ايران وثورتها.. عمار محمد ادم
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة