أنا أكره هذه الفتاة جداً ؛ لا لأنها جانبت الطريق الرومانسي ولا لأنها ذات مثالب سالبة ولا لأنها باعت الهوى في سوق الكساد العاطفي كما يبيعه المتفوقة الذين لا يعرفون قيمة أن تحب وكيف ومتى ومن تحب ! . لا هذا ولا ذاك ...
لا آلو جهداً إن اخبرتكم أنها من نوع المعاند التي لا تحسب لأي جائحة جانحة وإن كان يحسب لها قوة الشخصية إن أرادت ذلك ؛ فمن حقها علي أن أكتب بحيادية عنها فكما هي صاحبة الصفات الجميلة فبذات القدر هي ذات الجنوح السالب لكل من يقرب قلبها المتبول ؛ لكن دعني أتنفس الصعداء بعد أن قلت الحقيقة الوحيدة وهي : بيعها الهوى في سوق الكساد العاطفي وأعني بالتحديد ما كنت أشعر به تجاهها صادقاً ونبيلا وأصيلا إذ لم تعره ما يعيره المارقة على من يبادر بحسن الأدب نوايا العاطفة السليمة ؛ وقلت : " مارقة " لأن موروث أهل التقاليد يمنع التلاقي الوجداني بحال من الأحوال إلا إذا كنت في البندر ومن أصحاب الخرطوم بالليل أو سكان مقرن النيلين ؛ وإما أن تحمل هذه الجرثومة المعدية معك من بادية بني سعد أو أطراف البندرية إلى ثقافاتك المتجددة المتصارعة بين هذا وذاك ؛ فتعاني الأمرين : أمر الحرمان العاطفي لك ولها ( لي ولها ) وبذله بسخاء وسخونتة لنا جميعاً ؛ أو أمر كسر الحواجز النفسية والاجتماعية فتلقى مرادك وعنهما معا .. الأمر جد صعب ...
إن كانت لتتذرع بإيهما ذريعة فذاك وشأنها - أنا اكرهها من هذا الجانب المظلم القاتم في حال وجوب الصفاء والصفات الملزمتان بتحريك أي عاطفة عمليا مهما غلبت عليها الثقافة القديمة ؛ ثقافة بادية بني سعد أو مهمشي البندر أيهما شئت - لكنها تأبى علي صريح الحب وصريعه فهذا ما لا أقبله البتة ؛ فالعذاب مؤلم ...هل أحبها بصورة عكسية ؟ الله أعلم ! .
أنا أحبها جداً لذات الأسباب ؛ أنا لست منافقا ولكن شيئاً ما في صدري يشدني إليها شدا ؛ ومن نقطة الضعف هذه تعذبني بلا رحمة ؛ إذا .. لي الحق في الأمرين أمر الحب وأمر البغض .
شيء آخر : يمكننا القول به أو يمكنك أيها الممكون بنارها المتلظية والحارقة أحشاءك الواهية أصلا أن نقول أو أقول أنا : أحبها من حيث أكرهها ! ولا تحدثني عن ما تعلم أحدثك عن ما لا تعلم .
كل الطرق تؤدي إلى زيادة الموانع التلاقية ؛ فلا تذهب بالاجتهاد للإتحاد معا ؛ فهذا عصي عسير ؛ ويعجبني التحدي المثير بلا شك ؛ ويعحبك أنت أيضاً أن تربح التحدي الذي يلازم الجميع من حيث تخسر هي هذا الرهان والرهن المقبوضة ؛ وفي أعلى خسارتها أكبر كسبها لأنها كسبتني أنا ؛ أو تدري من أنا ؟! .
لا يهم ؛ نحن نعيش الصراع التقليدي بين المفهومين والغرضين ؛ أنا وهي ؛ وأنت وتلك ؛ فإما أن نتلاقى صراحا وصراحة وإما أن نتحد جسدا وروحا ؛ فانظر أين نحن من هذا التحدي المثير بلا ريب !؟ .
عشان بكرهك ! نعم ! عشان بحبك .. أقبل التنافس الشريف والغير شريف ؛ فتتحول طفلتي إلى حيث أريد أنا من طريق مرادها هي ؛ أنا متأكد من حدوث الإيجابية بالشكل المرسوم لها بدقة عالية ؛ قال صاحبهم :
ولقد دخلت على الفتاة الخدر في اليوم المطير
الكاعب الحسناء ترفل في الدمقس وفي الحرير
فلثمتها فتنفست كتنفس الظبي الغرير
فدفعتها فتدافعت مشي القطاة إلى الغدير
فقالت يا منخل ما بجسمك من حرور
ما شف جسمي غير جسمك فاهدئ عني وسير
وأحبها وتحبني ويحب ناقتها بعيري
حتى البعير تحب ؛ فلماذا أنا لا أحب ؟! لا أحبها !
أعرف القدر الكافي من مقابلها العاطفي تجاهي لكنها تتمنع وتتأبى وتتعالى علي ؛ ولا أغفر لها ذنب التغول على التصريح الممتنع لكن سأصبر والصبر عندي حياة لا يحول بينا والبوح ؛ فعسى أن يكون الكره حبا سرمديا وركنا شديداً وطيفا عبقريا ونحن لا ندري ! .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة