|
Re: طهور السر (Re: صديق مهدى على)
|
(5) - السر، نحن عايزين نطهرك وبعدين نعرس لك التاية. - ما بدور الطهور ، العوين قالوا حار. - لكن ابو التاية قال ما بعرس لك بتو الا بعد يطهروك، دحين البس هدومك عشان نوديك طهار البندر قالو طهورو بارد. وفي صباح الغد انطلقت عربات السيرة نحو طهار البندر، نزل منها العريس بضريرته وحريرته وفي معيته بعض شباب الحي. - أها يا جماعة وينو ود الطهور. - مو ياهو المضرضر الواقف قدامك ده. - لكن دا ود طهور ولا عريس؟ - الاتنين، انت تقطعلو بي جاي، والعصر نمشي نعقد له بي هناك، باقي ابوه كان ناسيوه من الطهور. الطهار بين مصدق ومكذب جهز أدواته وأرقد العريس وقال لمن معه: (أمسكوه من ايديه وكرعيه، عشان طهورة الكبير بتكون صعبة)، ثم أمر واحد ممن معه بأن يفك التكة، وبدأ يسحب السروال الطويل ومن تحته القصير، ومال نحو فخذيه حاملا حقنة البنج، تأمل فيه قليلا ثم رفع رأسه وصاح بعصبيه :(خلاص طهرناهو، شيلو من قدامي). شيخ البلد عندما سمع بما حدث جاءهم سريعا وهو لا يصدق أن يمر طهور السر بهذه البساطة :(السر كان طهرتوه الصباح ده مفروض تلاتة يوم ما يقدر يمشي، وبعدين ده طهور شنو المافيهو دم ده ؟) شيخ الطاهر فسر الأمر بأن عباس سمى ولده السر لأنه رأى فيه سر الأولياء ، وأبوه كان ود شيوخ) العمدة لم يقتنع بكلام الطاهر ولكنه حسم أمره قائلا : (خلاص، الدخلة بتكضب الطهار).
(6) قبل أن يستوعب أحد ما حدث في حفل عرس السر، وما ان سمع السر بالصيحة المستفزة من الأولاد المشاغبين (السر الاغلاااف) حتى تحول لثور هائج، وفى لحظة تحول المكان من احتفال لبركان، وشهدت تلك اللحظات اسرع عملية (فرتكة) حفل على يد العريس نفسه.. انلطقت عصا السر نحو مصدر الصوت كأنها صاروخ كروز وتطايرت مع سقوطها دماء واشلاء، ثم حصل هرج ومرج صاحبه صراخ الأطفال وعويل النساء و هياج الرجال وفرار الصبية ، الكراسي حلقت فوق الرؤوس واختلطت بطلقات عيسى العسكري عم السر، الغبار علا فوق صوت الحفلة، المغني بعد أن تعافى من النطحة وجيئ به للمنصة متكيئا على عازفيه لم يفتتح شيئا، بل أطلق ساقيه للريح بعد أن قذف بالمايك تجاه الشاشة الكبيرة، مكبرات الصوت نقلت للهاربين صوت المعركة من قلب الحدث، وصاحبها صوت التلفاز وهو يطلق البيان الاول ثم يعلن حظرا للتجوال منذ لحظته، واصوات رصاص من داخل مبنى التلفزيون اكملت ما انقطع من بندقية عيسى، الذين التفتوا نحو الدارة من على البعد شاهدوا العروس تقفز فوق الكراسي ومن خلفها تيس السرة يطاردها وينطحها مرات ومرات، أما نحن الصغار فقد كنا نجفل بأقصى ما أوتينا من سرعة، وخلفنا تعلوا أصوات حوافر السر تهددنا بالضرب والانتقام. (7) على أرض الواقع حدثت أم السر عن حقائق جئنا ببعضها عرضا في القصة، الحاجة كلتوم قالت ان ابنها السر أصيب بالتهاب اللوزتين عندما كان في الخامسة من عمره، فأجرى له حاج عباس عملية اللوزتين واستغل تخديره بالبنج فأمر الطبيب بالقطع، الطبيب لم يكن مختصا بالفعل لثاني ولكنه أعمل مقصه في الولد بعد أن عرف بتخلفه، وكان نتيجة ذلك أن جاء الختان غير مكتمل ولكنه يلبي أمر الشرع، ولذلك لم يعلن ذلك لأحد حتى للسر نفسه بل جعل من الحدث شفرة لطرد فكرة العرس في حياة السر. -انتهت قصة طهور السر، وتليها قصة الاخرس (الاغلف)، ثم فاطمة القصب الأسود وأخيرا عسل الباشا، ثم مجموعة أخرى باسم (الحرة) مكونة من خمس قصص ان مد الله في العمر وبارك في الزمن.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طهور السر (Re: عمر التاج)
|
-٣- بعد عام بالتمام؛ عاد الاغلف الي القضارف فجأة، ودخل على الفكي في بيته وتلقفه بلهجة فصيحة : - تيفك آ.. آ.. آآبوي الفتى، إن س.. سا.. سأله تويس. زوجة الفكي أطلقت زغروده طويلة، وصاحت بأعلى صوتها حتى سمعها الجيران.. - الاغلف نطق يا جماعة، الاغلف بقى يتكلم.. الفكي (قالده) لدقائق، ثم دفعه فجأة وقد دارت نبؤة شيوخ طابت في ذهنه.. قبل أن يزيحه جانبا ويسأله : - الاغلف، انت عرست ولا شنو؟ - آ.. آي عل.. علست و.. و.. وتل.. تلت. نطق الاغلف وكلامه كان حديث المدينة لعدة ايام؛ الا ان حكاويه لم تنقطع قط.. - دي مني دي العرستها وطلقتها في سنة واحده دي؟ ذلك كان سؤال زوجة الفكي... قبل أن يسأله الفكي بدوره.. - وخبر شنو القالوا قبضوك (الشفتة) وقلعوا بقرك وقروشك؟ اختصر الاغلف الحكايات الطوال، وحدثهم عن ابن خالته (جون) الذي وجده مع جدته وعاشا معا فترة من أسوأ فترات حياته، وكيف ان المعيشة هناك صعبة والأمن منعدم، وأخبره عن عصابات القبائل المجاورة التي تتهجم عليهم كل فترة وتقتل وتسرق كل من يعترض طريقها، وكيف ان عصابة متمردة اختطفته يوما وأسرته لثلاثة شهور ذاق فيها الأمرين.. - (ماندكرو) ماينوم، يقوم الصباح يعمل العصيدة وملاح الشرموط، وبعد داك ينظف المعسكر ويجيب الموية من الخور، ويزرع العيش ويسوي مريسة نص النهار، وفى العصر يقطع الشجر، وفي الليل يحرس البقر ويربطوه ينوم مع الدجاج . هكذا كانت تعليمات قائد العصابة التي ظل معها الأغلف حتى اغارت عليهم قوات إحدى الحركات المسلحة وعملت فيهم ضربا وتقتيلا؛ ففر الأغلف عبر الغابات؛ وشق طريقه بارجله لأيام حتى عاد لديار جدته الشول.. - وانت مرقت من الضرب ده كيفن؟ سأله الفكي.. والأخرس شرح له كيف وقعت بجانبه دانة الهاون وهو في قفص الدجاج وانفجرت بصوت مدوي حتى سمعها كل من في الارض، وكيف اخافته تلك الدانة وجعلته ينطق ويصرخ صراخا جفلت منه قطعان البقر والدجاج؛ وحدثه عن معاناته في الغابة بعد أن فر أثناء المعركة، وكيف انه لم يفطن لنفسه وهو ينطق حتى قابلته (عوضية) اخت (جورج) في أطراف الحلة، و صاحت في وجهه بشغف عندما رأته، ثم احضنته عندما سمعت صوته، وحملته حملا لبيت الشول. - تبقى عوضية دي ياها العرستها وطلقتها..
-٤- عوضية كانت اخت جون غير الشقيقة، ابوها من إحدى قبائل أبيي الشمالية، وامها بنت الشول غير الشقيقة لام الاغلف، كانت معجبة بالأغلف منذ أن رأته، ولكن خرسه منعها من طلب الزواج منه، وبمجرد ان سمعته ينطق باسمها وهو عائد من معسكر الخوارج تلقفته وذهبت به للسلطان وتزوجته، غير انها لم تنجب منه، ولم تبق معه سوى أربعة أشهر؛ حتى طلقته وقررت تسافر مع أخيها (جون) لأمريكا؛ وكانت المنحة التي تلقاها أخوها من أحدي المنظمات الأجنبية العاملة هناك فرصة لا تعوض للخروج من أزمة القبيلة وضيق المنطقة وفقرها وانعدام الخدمات فيها. عمل (جون) مع تلك المنظمة لعامين كاملين، كان يدخل معسكرات الجيش السوداني بحجة تلقى المعونات وتوزيعها لأهل الحي مقابل ان يساعدهم في حفر الخنادق وقطع الاشجار، وكان يمد المنظمات بمواقع الجيش وأسلحته، والمنظمات بدورها تسرب المعلومات للمتمردين فتسهل مهمة دخولهم للمناطق البعيدة من الجيش وضرب أهلها وسرقة ابقارها وممتلكات أهلها، إلى أن جاء يوم اتهمه فيها قائد المنطقة بسرقة أموال من خيمته أثناء خروجهم (للطوف) ، وامهله يوم واحد ليحضر المسروقات والا عاقبه بالحبس الابدي، ولما علمت المنظمة بفعلته كافأته بتلك الفرصة للسفر والاستقرار كلاجئ في امريكا، كما جهزت لاخته مقرا في مدينة الابيض حتى تكتمل أوراق هجرتها وتلحق به أن هي رغبت. بعد يومين من عودته القضارف، زارتهم (فتحية) وامها في بيت الفكي، شكرته الفتاة على اهدائه مائة فدان من أرض الفشقة، ثم قالت له بصوت خجول معاتب.. - قالوا لي كمان عرست يا البلولة. - آ.. آ.. آي ع.. علست و... و... و.. تل.. تلت. - يعني العرستها دي كانت اسمح مني؟ - م.. مي اسمح م.. م.. منت، ب.. ب.. بس دي.. دي.. دسمة و.. ونسيب. - أها.. واسه جاي تستقر معانا ولا راجع ليها؟ قرار الاغلف الأخير كان هو الأصعب في حياته، فقد أعطته (فتحية) الضوء الأخضر لاعادة خطبتها، بينما خيرته (عوضية) بالسفر واللحاق بها في امريكا ان اراد العودة اليها، والاغلف يرغب في الاثنتين، امريكا والقضارف، عوضية وفتحية في نفس الوقت. الا ان أحمد شقيق فتحية كان له رأيا اخر، فهو ما زال متمسكا بسؤاله عن (غلفة الاغلف) ، هل هي في اللسان فقط ام طبع وتطبع ودين وتدين؟ وللتأكد من ذلك اتصل بصديقه (العوض) بتاع الهوستن ليسأله هذا السؤال المحرج.. العوض قال انه غير متأكد، فالاغلف عندهم في القضارف مجرد (عبد) وعند اهله في ابيي مجرد (جلابي) ، وهو لا يعرف على وجه التحديد باي الخيارين يعمل في أموره الخاصة، ولتأكيد هذا الأمور لا بد من سؤال احد من (خاصة خاصة) اهل الاغلف.. - وده منو ده الممكن يدينا الأكيد ده؟ - طليقته (عوضية)، ساكنة في الأبيض وانا كنت قاعد أزورها واسلم عليها كل أسبوع وعرفت انها مي راجعة للاغلف تاني بعد ما شغلوها في مكتب المنظمة، وانتو لو عايزين تتأكدوا وتقطعوا شك (الاغلف) تقوموا تمشو معاي يوم الخميس الجاي، تقابلوها وتسألوها وتجيبوا منها النجيضة . - آي بنمشي انا واحمد اخوي، وعلى الأقل نعرف ليه ما ولدت منه؟ قالت فتحية ذلك ثم عزمت أمرها وحزمت حقيبتها وتهيأت لمغامرة كشف السر الخطير. .. .. يتبع..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: طهور السر (Re: عمر التاج)
|
لظرف ما، ساقوم بتأجيل الجزء الأخير من قصة (الأخرس) لآخر البوست، ومعها يتأخر نزول قصتي (فاطمة القصب الأسود) و (عسل الباشا)، وقبل ذلك نسرد حكايتي (الحرة) و (الترس) متتابعتين.. -الحرة (حكاية من الزمن السمح) - ونرفعها من ثلاثة أجزاء؛ في كل جزء ثلاثة فصول.. -١- جدي الأحيمر رحمه الله عليه كان رجل صعبا، حادا في طباعه، والدتي كانت تنعته بالرجل الحار .. إذا حكت عنه غالبا ما تبدأ بقولها :(جدكم ما بتني الكلمة .. الحِرة دي جايبها من أبواته). حكى لي خالي العمدة أحد مواقفه مع حرة جدي فقال: ( جيت يوم من الجنينة راكب حمارتي الغبشا ومحملة برتكان لي جدك، الحمارة المسكينة كانت ضبلانه وكسلانة، كان جرت حمير الحلة كلهن بفوتنها بالمشي، وكان ركب فيها زول غيري بتحرن وتحلف ما تتحرك شبر، واضنيها التقول طرش، كان ندهت ليها ساعة ما بتسمعك، وكان ضربت فوق راسها صاقعة أو رعده لحدي المطر ما تنتهي ما بترفع راسها تشوف دي شنو؟). يقول خالي العمدة أنه وقف بحمارته تلك قصاد باب الزنك القصير الذي غالبا مايتركه جدي (متاكى)، نقر الباب بعصاه ، جدنا الله يرحمه كان قاعد في ضل الضحى جنب الباب، لما سمع نقر الباب -وكان سمعه فيه تقل- صاح صيحته المعهودة عندما يحل ضيفا على البيت ( اتفضضل). جدي رحمة الله عليه كان يقولها بطريقته الخاصة، يقف قليلا على الحرفين الاولين (ات) ثم ياكل حروف النص كما يفعل الخواجات في لكنتهم الخاصة، فلا تجد من باقي الكلام الا نهره قوية ثم حرف اللام .. يقول خالي أن الحمارة لمن سمعت الصوت (اتفضل) اتهجمت .. نطت في السماء أولا .. ثم ورجعت وهي في الهواء ووقعت بمن فيها على ظهرها .. ثم ولت جافلة تاركة الخال مرمي على الباب المصدئ وهو يصيح من ألم المخروقة والظهر. خالي لا يعرف حتى الآن هل سقط هو من نهره جدي أولا، أم أن نطة الحمارة العالية هي التي أوقعتها ثم أوقعته أرضا..
-٢- (حِرة) جدنا الأحيمر لم تكن سيئة في كل الأحوال، فقد كانت تمزج بين الشدة واللين، وتكتسي بصفات انسان الريف وعذوبة ماء النيل فيفيض قلب صاحبها بالشجاعة والكرم والرحمة والوفاء، أهلنا الطيبون يقولون أن (الحرة) أخت الكرامة وغالبا ما يحمل القلب الحار سر من أسرار الصالحين ، ولقد كان الكرم الزائد هو أبرز أسرار ومفاتيح (حرة) جدنا الأحيمر ، فالرجل عندما يتكرم فكرمه من النوع الشاذ، العمدة يقول أنه كريم لامن عوير بينما يلقبه أهل القرية ب (التساب)، ويقولون أن النيل لا يفيض إلا عندما يفيض جدي على اهل القرية كل عام، وعندما يفيض يلحق بنات التساب وكل اهل بيته (الغتس) .. اشارة لتعب أهله من كرمه، ويقولون أن سكين جدي كانت دائما حمراء، لاتبرح رقاب البهائم أبدا. تقول أمي أن أباها باع جزء من أرضه مقابل عجل ذبحه إكراما لصاحب العجل .. والأرض عندنا تسمى طينا، وعندما تلامس النيل تسمى جرفا، والطين عندنا لايباع ولايهدى، وأراضي الزراعة عموما تأتي في الدرجة الثانية من حيث العز، وترتيبها حسب الاعتقاد السائد مابين البهائم والروح . الساكن الجديد نزل ضيفا عند جدي وليس معه غير عجلين سمينين جاء بهما من أقصى شمال الوادي، وبعد أن شرب الشربات والقهوة والشاي أبدى رغبته في المغادرة ،إلا أن الأحيمر لا يذهب من عنده زائر إلا بعد الذبائح والاطعام، الضيف اعتذر بأنه متعجل في حاجة يعرف أنها لا تتوفر في قريتنا، فهو يرغب في شراء أرض زراعية يعيش عليها بعد أن أغرق الفيضان كل أراضيه في موطنه الشمالي، جدي يريد أن يكرمه بالذبائح ولكن البهائم في وقت الخريف لا تاتي من مراعيها إلا مساءا، قال جدي للضيف: (ناس البلد ديل مابيعوا طينهم بأي تمن، لكن وقت نزلت في داري ما بتمشي بدون تقضي غرضك، ونحن ما بنخلي ضيف يمشي من الحلة قبل يضوق الكرامة، عشان كدي أنا بعت ليك خمسة فدان من جرفي بتمن تورك السمين فيهم) . وقبل ان يبدي الضيف رأيا سل جدي السكين وضبح العجل وأكرم به الضيف.
-٣- في يوم من الأيام كان يعد نفسه من (دغشا) بدري ليلحق السوق ، بص أحمد فرح كان (يصفر) مع شرقة الشمس لينبه أصحاب الدكاكين والراغبين في السوق من أهل الحلة، وقبل أن يبارحها يتوجه ناحية بيت جدي وهو يطلق (بوريه) القوي الطروب ايذانا بالخروج، جدي عندما سمع الصفارة الأخيرة رفع عمته من فوق الحائط القصير، وهذه الاشارة تعني لود فرح أن جدي ذاهب معه الى السوق وعليه أن يتوقف جوار الباب ريثما يخرج الرجل الكبير. بينما بص السوق ينتظره في الخارج، سمع جدي اصوات جماعة أو قافلة تنطلق مسرعة بجوار بيته، وما أن وصل إلى مسامعه وقع حوافر الدواب حتى جدع العمة التي كان يعمل على رصها بعناية على رأسه، ثم انطلق على حائط الحوش مسرعا ينادي ولده الكبير من الديون: (قوم يا علي سريع ألحق الضيوف ما يفوتوا )، قالها وهو يؤشر بالعمة لود فرح أن إذهب ويعقبها بقوله :(خلاص امشي يا احمد انا السوق خليتو). خالي علي ما كان (بتني) كلمة أبوه، ومما سمعه يناديه للضيوف قفز من سريره و جرى حافيا إلى الشارع يبحث عنهم .. مرت دقائق قليلة قبل أن يعود وهو يجرجر رجليه و(يناهد) وهو ينادي أبوه: ( ما تضبح ساكت يا ابوي ديل ماضيوف!) .. الجد في تلك اللحظة كان ممسكا بـ(حمل) كبير جره من الزريبة الفاتحة في الحوش، وكان قد سل سكينه ايذانا بالذبح مع دخول الضيوف، وعندما سمع ولده وهو يحاول أن يثنيه عن فعلته تلك صاح فيه (بحرته) المعهودة: ( كيفن ما هم ضيوف يا ولد ، ات قايلني انا طرشت ولا ما بعرف حركة الضيوف، علي الطلاق ما تلحقن وتجيبن أسع كان أضبحك أنت بدل الخروف ده)
(يا أبوي مافي ضيوف.. ديل حمير عايرات ساكت وما معاهن زول) قالها الخال متوسلا .. ولكن الجد العنيد مابين مصدق ومكذب صاح فيه :(علي الطلاق كان حمير ما بنخليهن .. أمشي (تور) أخوانك سريع وأجروا وراهن أقبضوهن ، وأي واحد منهن أدوهو علوق في مخلاية .. وبعد ما يشبعن فكوهن يواصل جريهن).
يتبع..
| |
|
|
|
|
|
|
|