كلما ننوي ان نصرف النظر عن الكتابة حول الفلول واساليبهم القذرة ، ونتفرغ لدعم سلطة المرحلة الإنتقالية ،حتي تعبر بسلام ،إلا ان الفلول يضطرونا إضطرارا لنعود لسيرتهم غير المشرفة المرة تلو الأخري . هذه مقاربة مختصرة جدا نكتفي فيها بنماذج محدودة جدا ، بين الذين حكمونا 30 عاما من ابناء الإنقاذ ، وبين الذين يحكمون الآن من أبناء الثورة . لنذكر الدهماء، الذين بهم حمولة فيها من الغشامة وفيها من المصلحة وفيها من فطام رضاعة المال الحرام الكثير ، الذين مازالوا يزحفون خلفهم ويسبحون بنعمتهم الزائلة ! اولا : في مجال حبس السجون ومعاملة المعارضين : لناخذ مثالا لرموز النظام المحبوسين في سجن كوبر حاليا علي ذمة التحقيق في قضايا لا تحصى ولاتعد ! المخلوع نشاهده بين الحين الآخر يخرج في موكب مهيب، مهندما ومعطرا وخلفه" زفة " من سيارات فارهات وفريق للتلفزة ورعاع يحيطونه بتهليلهم وتكبيرهم كانهم يذكرونه ايام عزه ويهجونه حتي ينزل الحلبة راقصا ! ولكن هيهات ! ما من مريض منهم إلا وجد العناية الطبية ،وحسبنا شهادة كريمة الشريف عمر بدر عليه الرحمة في الطريقة التى عاملت بها حكومة الثورة والدها عندما اصيب بالكورونا . ثانيا : كيف عاملت الإنقاذ معارضيها في سجونها وبيوت أشباحها ؟ لايسعني المجال هنا غير ان اذكر حالات محدوات جدا ،بما يسمح به المقال . الضباط الشهداء الذين قتلوهم شر قتلة ودفنوهم احياء في مثل هذه الايام من شهر رمضان العام 1990. الشهيد الدكتور علي فضل الذي دقوا في راسه مسمارا حتي فارق الحياة . ثم المناضل العميد ود الريح الذي جربوا فيه لاول مرة إغتصاب الذكور في بيوت الأشباح ! الشهيد احمد الخير فعلوا فيه الفعل المنكر والشنيع وهم المجموعة من افراد الامن وهو المعلم الجليل ! كانوا يتناوبون علي تعذيبه يذهبون لتناول وجبات الطعام ويصلون صلاة التعذيب ! ثم يعودون اليه حتي فارق الحياة ! قصة بروفسر فاروق محمد ابراهيم وكيف عامله طالبه دكتور نافع عندما داس علي راسه بحذاءه القذر ! ثالثا : في مجال إحترام المال العام : لست في حاجة ان أذكر القراء بفقه التحلل واموال عبد الرحمن الخضر التى هبرها وهرب وسياسة التجنيب وآلاف حالات التعدي علي المال العام التى ظلت لجنة التفكيك تذيعها علي الناس كل اسبوع وهي تلهث من شدة الرهق من عناء عرض حالات الفساد المهولة وقراءتها علي الهواء مباشرة .لكن اود ان اذكر هنا مثالا لطهارة ونزاهة احد مسؤولي رئاسة الجمهورية مقاربة باحد وزراء رئاسة الجمهورية في العهد البائد هو الاستاذ محمد الفكي سليمان الذي إنبري في سابقة هي الاولي من نوعها لإبراء ذمته علي الملا وعلي الهواء مباشرة ! بينما احد وزراء الدولة في العهد البائد ولعله قريب المخلوع ،تابط حقيبة فيها 90 الف دولارا لا ليذهب يفك بها ضائقة الوقود او الخبر او السيولة التى كانت حينها تاخذ بخناق الناس كل الناس غنيهم وفقيرهم علي السواء ، ولكن لتقبض عليه شرطة النظام العام مرتكبا واقعة الزنا و متعددا فيها في شقة في العمارات - طيب يا اخي ادفع لهن من حر مالك وليس من مال الشعب ! ولماذا بالدولار طالما المواقعة حصلت داخل السودان وفي حي العمارات ! رابعا : قارب بين وزراء العهد البائد ووزراء الصحة في عهد الثورة : لعلكم تذكرون ما قاله وزير الصحة الإتحادي عندما تكوم مرضي الكلي امام المستشفي وهم يعانون ما يعانون ، وقد إستفزاه المنظر وهو الطبيب الإنسان ! فقال قولته المشهورة "انتو مرضي الكلي ديل بيجوا من وين ؟ اما وزير الصحة الإتحادي فلم يك افضل حالا من زميله الولائي ، لا في إنسانيته ولا في إلتزامه بقسم ابو قراط ! عندما طالب بالإقتصاد وعدم تبديد الدواء لمرضي السرطان لانهم اصلا ميتون كانه لايعرف ان الانسان يموت باجله وليس بما فيه من مرض ! ! تخيل هؤلاء هم وزراء الصحة في عهد الإنقاذ . قاربهم بدكتور اكرم الذي ظل يجوب الفيافي السودانية متابطا حقيبته الصغيرة حتي إنتصر في معركته ضد الكوليرا، وهاهو مع جنوده من الجيش الابيض يبلون بلاء عظيما في ظروف قاسية من عدم الوعي وإستهتار الناس بإجراءات الوقاية ، فضلا عن تآمر الفلول في خسة وغدر، وهم يعتدون في جبن وخسة علي الأطباء وهم يؤدون عملهم صياما ! إكتفي بهذا القدر لانه المقاربة بين نظامي الإنقاذ وما بعدها اي عهد ثورة ديسمبر العظيمة ، لا يوفيه إلا كتابا تساوي عدد صفحاته 360صفحة بما يعادل المدة التى كانوا يمتطون ظهورنا علي طولها ،حتي جاء الشباب الراكب راسه فانزلوهم من فوق ظهورنا وتنفس الوطن ومواطنيه صعداء الحرية والسلام والعدالة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة