رسالة من " الأرض الخراب " (1 )/ م. بدرالدين العتاق

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 02:18 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-05-2020, 03:45 PM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رسالة من " الأرض الخراب " (1 )/ م. بدرالدين العتاق

    03:45 PM August, 05 2020

    سودانيز اون لاين
    wedzayneb-Florida, USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    بسم الله الرحمن الرحيم

    رسالة من " الرجل الخراب " ( ١ )

    كتب مهندس/ بدر الدين العتاق

    مدخل :

    حفزني بعض الإطراء من قبل القارئين والمعلقين والدارسين والمهتمين بالشأن الأدبي ؛ وكذلك النقاد الذين تناولوا رواية " الرجل الخراب " للكاتب الأستاذ / عبد العزيز بركة ساكن ؛ بشتى التعليقات المهمة والجادة والمتعلقة بتخصص النقد الأدبي بإعتباره علما أكاديمياً مخصوصا لبعضهم ؛ ورأيت من ذات الباب أن أعلق عليها لعموم الفائدة وإن كانت متأخرة القدوم ؛ فأنا مدين للأدب بالتعليق على هذا الكاتب والكتاب معا في آن واحد ؛ أو كما قال المتنبي :

    وإذا لم يكن من الموت بد * فمن العار أن تموت جبانا

    باب الدخول :

    مزج الكاتب ما بين الواقعية والأخيلة ؛ فنتج عنها فنا راقياً بلا شك ؛ ولا أدري من حيث أدري أيهما سبق الآخر مخيلة الكاتب الذي نزع من الواقع المعاش بعضاً من أفكاره وحركته وطرق حياته أم واقعية القضايا المطروحة التي فرضت عليه كتابتها ولكي يستسيغها القارئ صبغ عليها لغة الخيال فجاءت حية وحيوية وبحبوحة من القفشات ولونا من الثقافة المترعة في جنبات الرجل الخراب الذي حمل على كتفيه مسؤلية نقل المشكلات المجتمعية في ثوب قشيب وألقى بها في صدور الناس ولسان حاله يقول : ( هذه بضاعتكم ردت إليكم ) ؟ ؛ فتلقفها القاصي والداني كل بحسب ما وقع في نفسه من فهمها ونتج آخر الأمر أدبا جديداً في ذاته وهو النقد الأدبي .

    قدمت بتلك المقدمة لاضع القارئ الكريم على جملة ما جاء فيها من أوجاع ومآسي ومزح وإصرار على أهمية قضاياه المطروحة من خلال تناوله لها ؛ وبهذه المناسبة لم يجعل من نفسه خصماً وحكما فيأتي بالحل لجملة ما قاله بل ترك القارئ النبه الحذق أن يأتي هو بالحل ثم تركه في غمرة ساهي بلا ريب .
    ومن هنا رآه من رآه بأنه : قاص جيد ؛ وراوية حكاية - بتشديد الكاف ونصبها - ؛ ومؤلف بارع ؛ وناظم حسن ؛ وكاتب فذ ؛ إلى آخر ما يمكن به الوصف .

    أما أنا فقد رأيته مثقفا واعيا ووطنيا غيورا وله قضية حقيقية شائكة ومعقدة تثقل كاهله آن لم يجد منفذاً غيره ليحمل منه أو معه فيحل ما شاك في نفسه والناس سواء .

    أسمعه حين يقول ولا تقرأه حين يكتب فتخطيء الفهم : ( ضحك غومار قائلا : قل له : مثلي لمثلي يفرق ؛ ومن عنده ظهر فلا ينضرب على قفاه ؛ وقل له : المثلي الحاكم هو بالذات الذي يعاقب المثلي المحكوم ) ؛ وههنا قضية مهمة جداً وهي ما سرى سرا من أن حكمة - بتحريك الحاء المهملة والكاف والميم والتاء المربوطة / الهاء المعجمة - كانوا يعملون عمل قوم لوط ؛ مما يعني فساداً في كل مناحي الحياة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية والأمنية والدينية ؛ إذا علمت أن كتابتها كانت سنة : ٢٠١٢ م وتقديمها للنشر والتوزيع سنة : ٢٠١٣ م ؛ وصدورها سنة : ٢٠١٤ م تقريباً ؛ وسقوط حكمة بلاد السودان سنة : ٢٠١٩ م ؛ ونحن اليوم في سنة : ٢٠٢٠ م ؛ فهل تراه يقرأ الزمن ؟ الله أعلم .

    أسمعه حين يقول ولا تقرأه حين يكتب عندما تمتم ب : ( أما هو فتحسس حقيبته الصغيرة كما يتحسس وزير ثقافة مسدسه كلما رأى شاعراً ) ؛ وأعجبتني هذه الجملة ومثلها كثير ؛ فمنذ متى يشهر وزير الثقافة مسدسا كلما رأى شاعراً ؟ هو يعني بكل تأكيد الإعتقالات التعسفية لحرية الرأي العام وتكميم الأفواه كما حدث مثلاً للشاعر الكبير / محمود درويش ؛ وللشاعر الجميل / كمال الجزولي ؛ وللأحرار الصحافيين مثل / بدر الدين العتاق ؛ والطيب محمد خير ؛ حين منعوا من الكتابة بأمر من حكمة سديم وزبانية القانون الجنائي لسنة ١٩٩١ م ؛ ومثلهما كثير والقائمة تطول .

    هاك أخرى ملحة كقضية الهوية الوطنية ؛ أسمعه حين يقول ولا تقرأه حين يكتب فتخطيء الفهم : ( نعم ! أنا أفريقي ؛ واللغة العربية لغة آسيوية أفريقية ) ؛ وهذه القضية من أجلها حملت بعض الجهات السلاح لما استعصى عليها الفهم وتحقيق العدالة والتنمية والحرية والكرامة الإنسانية ؛ وما زالت قائمة فالصراع لم ينتهي بعد ؛ إذ تعمدت حكمة سديم وزبانية القانون الجنائي لسنة ١٩٩١ م ؛ أن تعيق عملية النمو السليم والتنمية المستدامة للمجتمع المدني من ناحية بناء الدولة المدنية الحديثة وبناء الذات بأكثر من طريق لأكثر من موضع مما أحالت البلاد لفوضى بنيوية سحيقة لا يدرك غورها وليس ببعيد عن الأذهان قضايا المناطق الثلاث والمظالم التاريخية من كل جوانب الحياة .
    وأذكر تماماً فيلماً برازيليا يحكي ذات المأساه ( City of God ) / مدينة القدير ؛ فأحال الحياة لقطعة من الجحيم ؛ حيث انعدمت منها كل وسائل الحياة والحي فيها كالميت ؛ والله المستعان .

    هذا ! هناك قضية شائكة ومعقدة للغاية وهي أفكار الجماعات الإسلامية المتطرفة ؛ تناولها الكتاب بصورة مباشرة حين تقدم " توني " ليخطب " ميمي " ؛ فمن الجمل السائدة ( جهاد النكاح ) فخطب خطبته العصماء شارحاً ل " توني" ماهية الدين وماهيته الإنسانية ؛ فهذه قضية طفت على السطح ولها جذورها الخبيثة وساقها الملتو وفروعها العرجاء التي نسبت للدين الإسلامي الحنيف تحديداً بلا وازع حتى لكأنك حين تراهم تتوهم أنه الدين لا غير ؛ والدين عنه براء كبراءة الذئب من دم بن يعقوب ؛ ألا توافقني الرأي أيها الرجل الخراب ؟ .

    لذا توني يحب العرب ولا يكرههم فتراه يدندن بلسان " ناديا صامويل " صديقته الراواندية فيقول مخاطباً أنا وأنت وكل من دبت فيه الحياة : ( يا لها من سماء صافية ؛ لدرجة أنه بالإمكان مشاهدة الملائكة ) ؛ فهو يريد أن يرى من صنف الناس ملائكة لا قوم لوط ! .

    قضية اللجوء السياسي ؛ لمشردي الحرب ولقيطي الملاجئ وتائهي الهوية وللناس الخراب ؛ الكاتب نفسه هو ذا ! اللاجئ وفاقد الهوية ومنعدم الإنتماء - درويش من أب سوداني وأم مصرية فهو أجنبي لم يقبل في المدرسة - في فينا وسيناء وإيطاليا وألمانيا وجنوب السودان وسيراليون - الصراع من أجل الحصول على الماس The Blood Diamond - حيثما كان الصراع الآيدولوجي والدم المهراق في أفريقيا تحديداً كان الألم والحرمان والظلم والكبت والبحث عن الحلول الناجعة الناجحة لا لتغيير نفسه وحياته بل حياة الجميع ؛ ألم ترى حرب المناطق الثلاث بالسودان والمظالم التاريخية لها ؟ .
    The Good Life ؛ فيلم يحكي مأساة إنسانية وإجتماعية وسياسية وإقتصادية وثقافية حدثت جراء حرب الجنوب في السودان ؛ للمؤلف الأميركي / فيليب فالارديو .
    انتهت بهجرة لاميركا الشمالية بعد أن مكث الجنوبيون بمعسكرات اللاجئين بكينيا - معسكر اكوكام- ثلاثة عشر سنة ؛ وهو ما حدث لدرويش - أو ساكن - وان شئت الرجل الخراب ؛ ورحلته من القضارف أو إن شئت من سيناء في شاحنة خنازير وحتى أوروبا .

    أسمعه حين يقول ولا تقرأه حين يكتب فتخطيء الفهم الجديد : ( أما الراوي الذي يتعجل نهاية الرواية ليحرر نفسه من أجل أغراض أكثر أهمية - في ظني ؛ وليس كل الظن إثم - فالموت أولى به ) ؛ إذ ليس- فيما أرى - أكثر أهمية من تلكم القضايا المطروحة والشائكة من قضايا ؛ فلهي جوهرة النص ولهي الرجل الخراب بعينه في تلكم الصور وتلكم الشخوص .

    الأستاذ الكبير / عبد العزيز بركة ساكن ؛ دعني أقدم لك هدية ولك أن تعتبرها جائزة كتلك التي نلتها من روايتك " الجنقو مسامير الأرض " ومنحتك إياها لجنة جائزة الطيب صالح للأعمال الأدبية أو للإبداع العلمي ؛ - مع ملاحظة الفرق بين الجائزتين بالطبع - وهي منديل ورقي صغير من ماركة " فاين " لتمسح به عينيك فأنت تذرف الدمع الثخين حين تثقل كاهلك بما أوضعه غيرك ممن حكمنا ؛ وآخذ أنا منديلا آخر لأمسح به أنفي فهو ينزف دما سخينا ؛ فالناس شركاء في ثلاث : الألم والظلم والكبت .

    هكذا فهمت روايتك ؛ وإن لم أفهم فلا تثريب عليك ؛ فدعني لما فهمت مما قصدت أنت ؛ فأنا رجل خراب .

    أخوك / بدر الدين العتاق

    القاهرة

    مهندس مدني يتقاضى الأدب راتباً






                  

08-05-2020, 03:56 PM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
رواية " الأرض الخراب " لعبدالعزيز ساكن بركة/ م. بدرالدين العتاق (Re: wedzayneb)

    بسم الله الرحمن الرحيم


    حتى تكتمل الصورة
    رواية " الرجل الخراب " ( ٢ )


    كتب/ بدر الدين العتاق

    الكاتب الروائي الروسي الكبير / دستوفيسكي ؛ كتب روايته " الأبله " ؛ محاولا تغيير نمط الفهم السائد في الذهنية والنفسية الروسية من شخصية اللا أخلاق وصورة الفوضى والفساد فجعل من شخصية الأمير كل الفضائل والتسامح والتصالح والأخلاق باعتباره القدوة الحسنة ؛ أو بمعنى آخر : أن يضع نفسه هو موضع هذه الفضيلة من تلك ال################ة لأنه كان يتعاطى الكحول ويقامر في الروليت كثيراً من الأحيان ؛ فهل ترى غفر له المجتمع حين أخذ على نفسه التعنيف والقسوة فكتب روايته " الأبله " ام غير هو من حركة المجتمع البدائي آنذاك ؛ علما بأن الرواية كتبت بين سني : ( ١٨٦٧ م - ١٨٦٩ م ) ؟ .

    لم يصنف كتاب " من نافذة القطار " للأديب الكبير الأستاذ الدكتور المرحوم/ عبد الله الطيب ؛ رغماً عن قابلية الكتاب لتصنيفه رواية مكتملة الأركان من ناحية الموضوع أو إن شئت الوحدة الموضوعية ؛ والأسلوب الروائي والحقائق التاريخية ونفس الخيال ؛ وسأل عن ذلك - رحمه الله - فقال : ( أسألوهم هم ) ؛ وليس تحيزا لأستاذنا / الطيب ؛ - وإن كنت لا أخفي سرا ولائي القاطع بكلياته الشخصية والكتابية - فالكتاب عبارة عن حبكة روائية منقطعة النظير لجملة ما جاء أعلاه ؛ ولربما رأى بعض الناس إبعاده من تصنيفه أو تصنيف الكتاب من الأعمال الفنية لكتابة القصة أو الرواية حتى لا يحصد كل الجوائز الفكرية الإنسانية ؛ ويحضرني هنا تعليق الدكتور المرحوم العميد/ طه حسين ؛ لمبايعته الأستاذ الكبير / عباس العقاد ؛ في كتاباته الشعرية فقال : ( هو عيال على الشعر بلا شك ونشهد له بملكته فيه ) أو كما قال ؛ فعلق بعض المتربصين : ( أراد بذلك لكي لا ينافسه في النثر ) ؛ فأنت ترى كيف تتجاذب الناس الأفكار .

    أمر آخر : الترجمات المتاحة في مختلف ألوان كتابة الرواية والقصة التي تعكس الجانب الآخر من حياة الإنسان الغير عربي وتأثر القارئ العربي بالمنتوج الفكري والإبداعي للأدباء الغربيين كترجمات الأستاذ الكبير / أنيس منصور ( ١٩٢٤ م - ٢٠١١ م ) حينما نقل المجتمع المصري والعربي على السواء معرفا بحياة الغربيين بكل صنوف الفكر والشعور كترجمته للأديب السويسري فريدريك دورنيمات مسرحية ( زيارة السيدة العجوز ) وأكثر من تسعة مسرحيات بلغات مختلفة مثل : [ رومولوس العظيم ؛ وزواج السيد ميسيسبي وهي وعشيقها وأمير الأرض البور - لماكس فريش / سويسرا - ومشعلوا النيران ومن أجل سواد عينيها وفوق الكهف وتعب كلها الحياة ] ؛ واثني عشر كتابا لأوروبيين ؛ وللكاتب الإيطالي / ألبرتو مورافيا ( ١٩٠٧ م - ١٩٩٠ م ) والكاتب البريطاني / سومرست موم ( ١٨٧٤ م - ١٩٦٥ م ) ؛ وغيرهم كثير حتى بلغت مؤلفاته ما نيف على المائة خمس وخمسين كتابا شكلت لوحة فكرية لا تبارى ولا تجارى ولا تضارع ؛ أغنى بها دولة الأدب العربي الحديث والفكر والفلسفة العالميتين بلا ريب - راجع مقولاته : ( وأدخل في برنامج متابعة نفسية شديدة القسوة لعام كامل ) و ( إندماجه المجتمعي ) فهذا يدخل حاق التأعصر والتأقلم للدنيا الجديدة النمسا تحديداً - .


    رواية " الرجل الخراب " للأستاذ / عبد العزيز بركة ساكن ؛ المقيم بالنمسا والمتخرج في كلية التجارة جامعة أسيوط والمولود في مدينة كسلا السودانية والمهموم بقضايا الإنسان أينما كان وإنسان السودان بالذات ؛ هو جملة ما جاء في الحديث أعلاه ؛ فلك أن تضعه حيثما شئت فهو يتماشى مع كل ما ذكرت ولا يحيد عنه إلا بمقدار .

    أكرر وأقرر : مزج الكاتب ما بين الواقعية والأخيلة في أسلوب الكتابة ؛ وهي أقرب للواقعية منها إلى الخيال ؛ فأعمل خياله في تركيب الصور لجملة الأحداث بنمط واحد - وحدة الموضوع / مهم جداً - والواقعة في عشرة فصول بحيث يمكن للقارئ العادي أن يربط أي جزء بأي جزء من جملة الفصول العشرة بكل سهولة ؛ وأعمل مجريات حركة المجتمع السوداني فيما يتعلق بالقضايا المهمة والجادة والمتعلقة بحياة الناس مطلباً مشروعاً وحقا أصيلاً في تناول المتغيرات الحياتية بطريق كتابة رواية ؛ ونتج بطبيعة الحال لونا طليعيا ونهجا حداثويا في كتابة الرواية والقصة ومثلا فريداً لمن أراد الإحتذاء ؛ لكن بصمته الخاصة لا يمكن تجاوزها كما لا يمكن تقليدها بوضع الحافر على الحافر ؛ ومن ذات السياق أدخل الكتبة الجدد مدرسة إنتقائية جدد بها الطريق القديم ومهد بها لدورة إنسانية كتابية مستحدثة قابل الأيام بلا شك.

    يتناول الكاتب الروائي / ساكن ؛ أسلوب الجمل الإعتراضية كثيراً في الرواية؛ مثلاً : ( لم نضمن مرات ذهابه إلى الطبيب البيطري ؛ فلقد كانت كثيرة جداً ؛ وفقاً لمهنته مخريا للكلاب مع الأم شولز ) وبالمناسبة هذه الجملة الإعتراضية لا تخلو من حس الفكاهة ؛ ومثالا ثاني : ( إذا كانت هنالك حقيقة في الأصل ) ؛ فمثل هذه الجمل الإعتراضية أساسها مركوز في العقل الباطني ويجيء بها الكاتب بغرض الإستدراك لتسلسل الأحداث بما لا يخل من جوهر الموضوع ؛ ويراها آخرون بأنها حبكة روائية منقطعة النظير ؛ فعلى كل ؛ أنا لا أراها كما يرونها بل هي إستدراك ذهني لشحذ الأفكار ومدها بمزيد من الصور الأخيلية ؛ أو قل : هما معا ؛ كما جاءت نمطية تفكير المؤلف في جملة كتاباته النثرية .

    الانتقال من حدث لآخر ؛ يحدث فجأة مما يربك صفوية المتابعة السلسة للنص - ميمي والرجل المقتول ص ٢٠ و ٢١ - وهذا أقرب ما يكون بتحصيل حاصل بالنسبة للمؤلف لمن يتابع أفكاره هو بمعرفة شخصية أو بشخوص الرواية ؛ ومن المحتمل مرد ذلك للطابع والناشر ؛ فهو متسرع في إخراج الكتاب كما اعلم من جملة دور النشر هنا والله أعلم أي ذلك كان .

    الوصف الإنشائي للزمكان عند التأليف والكتابة الإبداعية هو فاكهة الكتاب والكاتب / ساكن ؛ وهو ما افتقرت إليه الكاتبة / مناهل فتحي حسن ؛ عن روايتها ( آماليا ) ؛ وهنا قولنا بالأخيلة أو خصوبة الخيال عند المؤلف فمحمود ما جاء به عندي .

    أنا لم أقل كل ما أريد تعليقاً على الكتاب والكاتب ؛ فأنا أخشى التطويل الممل للقارئ ؛ وفي نفس الوقت أخاف تشعب المواضيع فأخرج من وحدة الموضوع التي ننادي بها ؛ وعلى كل دعني أختم كلمتي هذه بالوقوف على الفرق بين البداية القوية التي بدأ بها الكتاب ولا أقول الفصل الأول لأنه يقل تدريجياً حتى نهاية الفصل العاشر أو قل : يتماسك النص من الفصل الثاني وحتى العاشر بنفس أقل مما بدأ به فصول الرواية ليخرج من الحراك الذهني للمعلومات إلى ما يستوعبه الناس أو القارئ العادي ؛ ويمكن القول بأنه قدم مادة ثقافية وفنية في المقام الأول ثم نصا أدبيا جيداً لا تثريب عليه البتة .
    خذ مثلاً تناوله في باب الواقع أو الحقائق العلمية الكتاب - ترجمات أنيس منصور كما جاء سابقاً - : توماس ينبرهارت ؛ روائي نمساوي ؛ كافكا - غونترغراس - امبيرتو إيكو - أوارهان - فان جوخ - دي إتش لورانس - كارل فالنتين - مصطفى محمود- كمال الجزولي - مهدي بشرى ؛ وغيرهم كثير والقائمة تطول .

    ما بين ( من نافذة القطار ) و ( الرجل الخراب ) ؛ قضايا وهموم تستحيل الحياة فنا راقياً بكل تلك الهموم والتجاعيد وبكل تلك القسوة الحياتية المستمررة والقفزات النوعية الهائلة ومن كل التآليف والترجمات ؛ تظل قضايانا السودانوية بحاجا ملحة للضمير الحي والرقيب الأمين والقوي الذكي لننتقل من حياة اللجوء والمعسكرات إلى حياة الإنسان الكريم الحر أينما كان وأينما وجد .

    أما بعد ؛؛؛

    الأخ الكريم الأستاذ/ عبد العزيز بركة ساكن ؛ لك مودتي وتقديري فالمكتبة العالمية تحتاج إلى نقل ترجماتنا الذاتية ( ليدفعوا لنا ثمن الحروب والتشرد وسرقات النفط وتجارة البشر ) كما قلت أنت وأنا وأصحاب القضايا المصيرية أيضاً ؛ فهذا أو الطوفان .

    بدر الدين العتاق
    القاهرة
                  

08-05-2020, 04:59 PM

wedzayneb
<awedzayneb
تاريخ التسجيل: 03-05-2003
مجموع المشاركات: 1848

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: رواية andquot; الأرض الخراب andquot; لعبدالعزيز ساك (Re: wedzayneb)

    المهندس الأديب, الشاب, بدرالدين العتاق, صحافي, إعلامي, مؤلف , سوداني الأصل
    متعدد المواهب الكتابية. الهندسة المدنية هي مهنته التي برع فيها؛ أما الكتابة,
    بشكل عام, و الكتابة الأدبية بشكل خاص: شعر, رواية, قصة, و نقد أدبي, فهي موهبة
    ولدت معه؛ لعله ورث جيناتها من بني خؤولته آل السراج, بدءا من باتريارك الأسرة,
    الأديب و العالم اللغوي المرحوم: الطيب السراج, نزولا إلي ابنه فارس اللغة العربية,
    المرحوم: فراج الطيب السراج, و كثيرون غيرهم. و تعود جذور الأستاذ بدرالدين العتاق ,
    من جهة أبيه الي قرية طيبة الخواض, بنهر النيل, وله جدة مغربية الأصل, من
    قريتنا الحبيبة: أم دوم. و بدرالدين, رغم كونه يصغرني بحوالى عقدين من الزمان,
    لكنه يعتبر خالي في النسب ( والده خال والدتي, رحمها الله ). و هو يقيم الآن
    مع أسرته, زوجه و أولاده منها, بقاهرة المعز. للأستاذ بدرالدين العتاق العديد
    من المؤلفات تحت الطبع, و سيصدر له قريبا كتاب بإسم: " قبضة من أثر الأديب ",
    و هو يقرض الشعر, لكنه موله بالشعر العمودي, لا غرو في ذلك. و لديه عدة روايات,
    بينها رواية فائزة في مسابقة أدبية. و لا يزال المهندس بدرالدين العتاق وفيا
    لهواية الكتابة الصحافية, ككاتب مقالات متنوعة المواضيع, في الصحف السيارة
    السودانية, و العربية, بينها المقالين المنقولين أعلاه. و للأستاذ بدرالدين العتاق
    اهتمامات بعلم الفيزياء, و هنالك مشروع كتابي كبير في هذا الجانب, نتوقع
    أن يرى النور قريبا. و يكتب الأستاذ بدرالدين العتاق بشكل راتب عبر
    نافذة الفيسبوك. و كان لي شرف ضم الخال بدرالدين العتاق لمنبر
    سودانيزاونلاين للنقاش, لكنه واجه صعوبات في فهم المنبر و التفاعل
    مع القراء, و يشكو من ضياع الباسوورد؛ و قد اتصل مرارا بالأستاذ:
    بكري أبوبكر ليمده بباسوورد جديد. و لا يزال في حالة إنتظار.
    آمل ألا تتأخر الإستجابة من الأستاذ بكري أبوبكر, مشكورا.

    طارق الفزاري
    ود زينب
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de