خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباوي والكرمك.. رصد وثائق تاريخية

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 04:40 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-03-2020, 10:43 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباوي والكرمك.. رصد وثائق تاريخية

    10:43 AM April, 03 2020

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حفزني لفتح هذا البوست مقال نشر اليوم للدكتور عبد الله علي ابراهيم في باب آراء حرة ومقالات بسودانيز أونلاين، هو الحلقة الأولى من سلسلة مقالات ينوي الدكتور نشرها.

    ـــــــــــــــــــــــ
    الإسلاميون هم رأس الفتنة في أبا (مارس 1970) (1) بقلم عبد الله علي إبراهيم


    04:14 AM April, 02 2020

    سودانيز اون لاين
    عبدالله علي إبراهيم-Missouri-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الرواية المتداولة مقتلة الأنصار في أبا في مارس 1970 تزعم أن نظام مايو انقض بلا وازع على الجزيرة التي كانت في حالة احتجاج سلمي على نظام مستبد وشيوعي. وساق شيوع الرواية بعضهم لتصوير تجمع الأنصار في أبا ك"صبة" على غرار ثورة ديسمبر 2018 فضتها مايو وضرجاها بالدم. خلافاً لذلك فرواية الفريق الذي خطط للمواجهة بين زعامة طائفة الأنصار وحكومة انقلاب مايو صريحة في وقوع الصدام في سياق تدبير مسلح وصميم للجبهة الوطنية (حزب الأمة، والاتحادي الديمقراطي-الشريف الهندي والإخوان المسلمون) مع حلفاء إقليميين هم المملكة العربية السعودية وهيلاسيلاسي إمبراطور أثيوبيا. فتكشف هذه الرواية المبذولة على الإنترنت عن تواثق ناشطين سياسيين كانوا خارج السودان، صدفة أو عن قصد، على توجيه ضربة مسلحة قاضية للنظام يحشدون لها الأنصار في حين خلت الرواية المحلية الطاغية عن أبا من أي ذكر لذلك المخطط العسكري لإزاحة نظام نميري وسياقه الإقليمي. وسيكون بوسعنا أن نقرأ بصورة أفضل الصدام بين مايو والأنصار في أبا متى اعتبرنا السياق المعارض العام لنظام مايو وروابطه الإقليمية
    سبق ضربة أبا تشكيل الجبهة الوطنية المعارضة لنظام مايو. وبدأت بهرب الشريف حسين الهندي، وزير المالية عن الاتحادي الديمقراطي في الوزارة الائتلافية بين حزبي الأمة والاتحادي الديمقراطي، إلى أبا، التي استعصم فيها الإمام الهادي المهدي، مباشرة بعد قيام انقلاب مايو. واشتهر هرب الشريف إعلامياً ب"الشريف الهارب" نقلاً عن السينما الأمريكية. وبين الإمام الهادي والشريف زمالة على عهد الطلب بكلية فكتوريا بالإسكندرية. وبدا أن هذه بذرة تكون الجبهة الوطنية وخطتها في المواجهة العسكرية للحكومة الجديدة. فكلف الإمام الاتحادي الشريف أن يذهب لأثيوبيا يطلب دعماً بالسلاح للمواجهة. وأرسل لابنه ولي الدين أن يغادر لندن لأثيوبيا ليؤكد للإمبراطور صدق طلب الشريف.
    روى عن تلك البذرة السيد مبارك الفاضل الذي كان يومها طالباً ثانوياً أو جامعياً بلبنان. أما تفاصيل توفير السلاح للمواجهة، والتدريب عليه، وتوظيفه فجاءت في سرد غاية في الصراحة والتشويق على لسان الأستاذ أحمد عبد الرحمن القيادي المخضرم للإسلاميين. وكان وقتها منتدباً بالسعودية. فشق طريقه إلى لقاء الملك الفيصل ليحصل على تأبيده في حربهم للنظام في السودان الذي كان يكفي وصفه بالشيوعي لكي ينفذ إلى ما يريد. وغادر أحمد إلى بيروت التي تجمع فيها بالوعد أو الصدفة بعض رموز أعداء نظام مايو. فكان بها عثمان خالد مضوي، ومحمود بركات وعزالدين عمر موسى، طالبا الدراسات العليا بالجامعة الأمريكية، الإسلاميان، وأحمد زين العابدين الاتحادي، ونصر الدين السيد الاتحادي قادماً من الكنغو وكان تخلف فيها بعد زيارة في صحبة الزعيم الأزهري. ووقع الانقلاب قبل عودته للسودان، وعمر نور الدائم من حزب الأمة، وعلي عبد الله يعقوب وزوجته حكمات، وأحمد إبراهيم الترابي، ومبارك الفاضل الطالب كما تقدم.
    أما وجود محمد صالح عمر، الإسلامي الذي استشهد بالجزيرة أبا، في بيروت فكان حكاية تروى لذاتها. كان محمد صالح مَثّل الإسلاميين في وزارة ثورة أكتوبر 1964 واختصم مع الدكتور حسن الترابي قبيل الانقلاب. وغادر إلى الأردن في صحبة بعض الإسلاميين للجهاد من أجل القضية الفلسطينية. واجتمع بإسلاميين من بلاد عربية أخرى في معسكر على الحدود الأردنية اللبنانية تابع لمنظمة فتح الفلسطينية اسماً وللتنظيم العالمي للإخوان المسلمين واقعاً. ولبى محمد صالح نداء أبا ضارباً عرض الحائط باعتراض مرشد الإخوان المسلمين في الأردن الذي رأى أن اسبقية للنضال في فلسطين دون غيرها.
    تواثق من اجتمعوا في بيروت على أن دواء نظام مايو في مواجهة عنيفة تقضي عليه كما قال أحمد عبد الرحمن. وتحولوا بنشاطهم بعد اجتماع المعارضين في بيروت إلى السعودية. فحمل مبارك الفاضل رسالة من الإمام الهادي إلى عمر نور الدائم يطلب منه، بعد ترسيمه ممثلاً له، أن يتوجه للسعودية للوقوف مع الشريف الهندي على ترتيب نقل السلاح من أثيوبيا إلى ابأ. وهو سلاح تكفلت السعودية بدفع ثمنه. وحظي عمر بجواز سفر سعودي لأداء مهامه. وكذلك غادر إلى السعودية أحمد عبد الرحمن ليوظف شبكة علاقاته فيها للغرض لتواجهه مشكلة نقل السلاح إلى السودان. فقد ترحيله بطيئاً من فوق جبال ووهاد. وكان الإمام الهادي يستعجل وروده للحد الذي اقترح علي الملك فيصل أن يسقطه من الطائرات على الجزيرة. ولم يتفق معه الملك لأنه ليس بالسعودية طيارون يصلحون لمثل هذه المهمة الدقيقة علاوة على أن ليس للسعودية حدود برية مباشرة مع السودان.
    اختلفت تقديرات الإمام عن الشريف والإخوان في مسألتين. فلم يقبل منهم هجرة الأنصار إلى أثيوبيا ليجري تدريبهم على السلاح على وجود جماعة منهم سبقت. ولربما لهذا السبب كان الشريف والإخوان يريدان منه أن ينتقل إلى منطقة القضارف ليكون بمنأى من الحكومة متى طلبته معززاً بأنصاره هناك. بل وبوسعه الهجرة إلى أثيوبياً متى اضطرته الظروف. ولتجاوز هذه العقبة قرر الشريف والإخوان أن يكون التدريب للأنصار بالخارج على أن تكون المواجهة في أبا. وجاء كل من محمد صالح عمر ومهدي إبراهيم إلى أبا لتدريب فرق الأنصار بها. أما المسألة الثانية فكانت عن السلاح. فبدا وكأن الإمام خشي من توافد السلاج للجزيرة. فاكتفى بالدفعة الأولى منه التي وصلت مع أن كثيره ما يزال ينتظر الترحيل. وقال أحمد عبد الرحمن أن تلك كانت نكسة لهم حرمهم البحبحة في عدة الحرب.
    لم يكن ما خططت الجبهة الوطنية وقدرت بخاف على نظام نميري. فكانت للنظام عيونه. وحتى أحمد عبد الرحمن اعترف أن الحماسة لجهاد مايو حملت دكتور برات الإسلامي، الذي كان طرفاً في اجتماعات بيروت التي كان يحضر في جامعتها الأمريكية، ليهدد أسرة الهاشماب، عشيرة أبو القاسم محمد إبراهيم وأبو القاسم هاشم عضوا مجلس انقلاب مايو، بما ينتظرهم على يد الجبهة الوطنية.
    ولا اعرف أن كانت قيادة أبو القاسم محمد إبراهيم لحملة "تحرير" أبا المايوية من باب الصدفة أم التدبير.
    ونأتي في حلقة قادمة على صدام مايو والأنصار في أبا في نهايات مارس 1970 على خلفية من هذا السياق المعارض والإقليمي لانقلاب مايو ودولتها.

    الصورة للمرحوم الدكتور محمد صالح عمر المحاضر بقسم الشريعة كلية القانون جامعة الخرطوم الذي قتله نظام مايو في الجزيرة أبا في مارس 1970.






                  

04-03-2020, 10:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    في هذه الحلقة من برنامج شاهد على العصر مع السيد الصادق المهدي سرد لتلك الأحداث، بتقديم الأخ المسلم المعروف أحمد منصور في قناة الجزيرة في عام 2015





    Quote: شاهد على العصر - الصادق المهدي ج10
    24.588 Aufrufe
    •27.09.2015
    89
    13
    Teilen
    Speichern
    Al Jazeera Arabic قناة الجزيرة
    5,82 Mio. Abonnenten
    يخصص رئيس وزراء السودان الأسبق وزعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي شهادته العاشرة للحديث عن نظام جعفر النميري الذي قاد انقلاب مايو/أيار 1969 في السودان.
    تقديم: أحمد منصور
    تاريخ البث: 27/9/2015
                  

04-03-2020, 11:05 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    د. عبدالله علي ابراهيم

    في مناسبة ذكرى محنة أبا (29 مارس 1970)، وفي غير مناسبتها، يستعيد الإسلاميون والبغاث المصابون بلوثة الشيوعية (شفاهم الله) النص عن أستاذنا عبد الحالق محجوب الذي تجده في الصورة المرفقة. وهي حجتهم "الأتو" في بيان مسؤوليتنا عن تلك المحنة. والنص رسالة بعث أستاذنا للحزب من "منفاه" في القاهرة (وكان نظام مايو أبعده إليه بعد ضربة أبا مباشرة وفي طائرة واحدة مع الإمام الصادق المهدي) قال فيها إن الصراع الطبقي تحول مسرحه إلى الجزيرة أبا وود نوباوي. وأننا (في الجبهة التقدمية) بضربة أبا "استطعنا توجيه ضربة قاصمة لتنظيم حزب الأمة الرجعي. هذه الضربة انزلت بالقوى الطائفية هزيمة واضحة ومهدت الطريق لمرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية".

    سأعود إلى دقائق في موقفنا من ضربة أبا لاحقاً لأدخل في نوع من النقاش لا أرتاح له لا كثيراً ولا قليلاً. وهو ما اسميه "التنابذ بالنصوص". ومداره صراع ملاكمة بمقتطفات الساسة: أديك لكمة وترد عليّ بلكمة. وهو نقاش محلك سر اعتقل علمنا السياسي في روتين أنت تكتب لي وأنا أكتب ليك. فلم نعد نرى قضايا تشحذ فكرنا لاقتحامها بل ثأرات بايتة.

    وهذا قدحي اليوم في روتين التنابذ بالنصوص. فقد وجدت أن المرحوم حسن الترابي طابق كلمة أستاذنا عبد الخالق حذو النعل بالنعل في عبارة له بعد دخوله نظام مايو في 1977 في ما عرف ب" المصالحة الوطنية". فقال المرحوم: "(ومهما كان من سياسات اتخذتها مايو ازاء الطائفية فقد انكسرت اليوم شوكتها" (الأيام 23 ديسمبر 1977). وعلق الإخوان الجمهوريون الذين عثرت على نص الترابي في أدبياتهم عليه بقولهم: " فهو هنا، بعد المصالحة الوطنية إنما يبدو مؤيداً لكسر شوكة الطائفية، وهو في مجال تعديد محاسن ثورة مايو!! وقد عمل تنظيمه، طوال عهد مايو، في صف واحد مع الطائفية، في محاولات متلاحقة، لكسر شوكة مايو".
    لم يزد الترابي غير نسخ كلمة أستاذنا عبد الخالق بعد سبع سنوات حسوما بلا رأفة ولا تذكرة للمؤمنين.

    I REST MY CASE


    الرابط لكتاب الجمهوريين علي النت
    Alfikra.org
                  

04-03-2020, 11:31 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: عبدالله عثمان)

    تسلم يا بابو

    وشكرا لمشاركتك في البوست التوثيقي.
    ــــــــــــ




    قراءة في في التاريخ السوداني المعاصر مذبحة الجزيرة أبا!
    20 سبتمبر، 2016

    السودان اليوم :
    كان المشهد دامياً ومفجعاً إلى أقصى ما يصدقه العقل.. في عصر يوم الجمعة 27 مارس 1970 انهمرت القذائف على المواطنين الأبرياء في “الجزيرة أبا”.. كانت انفجارات القنابل وشهيق المدافع تصم الآذان.. بينما الرجال يهرولون إلى أطراف الجزيرة.. والأطفال والنساء يحتمون بأسقف بيوت لا تقوى على صد الموت المحمول قصفاً.. في دقائق معدودة تمددت أشلاء (80) لا يعرفون لم قُتلوا..
    في هذه الحلقات نروي قصة أفجع ثلاثة أيام في التاريخ السوداني المعاصر..

    لم تكن مفاجأة كبيرة عندما استمع السودانيون في صبيحة يوم 25 مايو 1969 لمارشات عسكرية تنطلق من الإذاعة الوحيدة والرسمية في البلاد.. إذاعة أم درمان.. ومن أول وهلة لمع اسم (جعفر محمد نميري) الذي تولى رئاسة مجلس قيادة الثورة لمجموعة من العسكريين الشباب الذين ترقوا لرتبة (الرائد) قبل أسبوع واحد فقط من الانقلاب..
    ورغم أن الانقلاب العسكري لم يكن مفاجئاً للمواطنين إلا أن المفاجأة الحقيقية كانت في الرجل المدني الذي تسنم السلطة التنفيذية تحت مُسمى (رئيس الوزراء) السيد بابكر عوض الله.. فأصبح واضحاً لون واتجاه العهد السياسي الجديد.. ومن هنا بدأت خيوط المعارضة تغزل..
    الزعيم الأزهري.. رحيل مبكر..
    الزعيم إسماعيل الأزهري كان أول اسم في قائمة المعتقلين السياسيين.. لكن الله شاء أن يرحل مبكراً.. ففي 29 أغسطس عام 1969 أي بعد ثلاثة أشهر من الانقلاب وفي مستشفى الخرطوم التي نقل إليها من سجن كوبر.. غادر الزعيم إسماعيل الأزهري الدنيا ليترك الساحة السودانية تواجه المعادلة الجديدة.. معادلة المواجهة بين قوى اليمين المعارض ضد اليسار الحاكم..
    خروج الهندي..!!
    لكن رحيل الأزهري سبقه خروج زعيم آخر من الأسماء السامقة في سماء السياسة السودانية.. الشريف حسين الهندي..
    السيد مبارك الفاضل المهدي، أحد أهم اللاعبين السياسيين الأساسيين الذين لعبوا دوراً مشهوداً في المشهد السياسي منذ سبعينيات القرن الماضي.
    يقول مبارك: (الشريف حسين الهندي استطاع التسلل فيه من الخرطوم والوصول إلى الجزيرة “أبا” في النيل الأبيض حيث يقيم الإمام الهادي المهدي وهو زميله في الدراسة عندما كانا في كلية فكتوريا. الإمام الهادي المهدي نجح في إخراج الشريف حسين الهندي من السودان عبر الحدود مع إثيوبيا مباشرة بعد الانقلاب في مايو 1969 م).
    ويقول مبارك: (الإمام الهادي كلف الشريف حسين الهندي بنقل طلب دعم موجه إلى الإمبراطور هيلاسلاسي، والملك فيصل ووجه ابنه ولي الدين الهادي الذي كان في لندن باللحاق بالهندي ليؤكد للإمبراطور والملك بأن الشريف موفد من الإمام الهادي..).
    الدعم المطلوب من الملك فيصل.
    يقول مبارك الفاضل المهدي شاهدنا الرئيس على أحداث الجزيرة “أبا”، أن الدعم المطلوب بالتحديد هو “السلاح” والمساندة الدبلوماسية خارجياً.. لكن مبارك يستدرك أن السلاح فقط للدفاع عن النفس لورود أخبار مقلقة عن نية مبيتة من النظام الجديد للانقضاض على الجزيرة “أبا” باعتبارها (بؤرة الرجعية).. العبارة التي كانت تطلق على القوى اليمينية آنئذ.
    لكن هذا الدعم اللوجستي بالسلاح لم يصل منه إلا قليل جداً يقول مبارك ( أقل من 1%).. لأن وسيلة التهريب هي الجمال التي تعبر مناطق وعرة بواسطة الأنصار من قبائل رفاعة وكنانة في النيل الأزرق.
    يقول مبارك الفاضل (الملك فيصل دفع الفاتورة للإثيوبيين ليمدونا بالسلاح).

    بدأت تتشكل معالم معارضة مسلحة قوية ضد نظام مايو، بقيادة الإمام الهادي الذي كان – كالأسد في عرينه – مستعصماً بالجزيرة “أبا”..
    الجزيرة “أبا”.. التاريخ يعيد نفسه..
    لا أحد في السودان لا يعرف الجزيرة “أبا” فهي القوس الذي انطلقت منه سهام الإمام محمد أحمد المهدي في العام 1881 لتكون الشرارة الأولى لأكبر ثورة شعبية في التاريخ ضد نظام استعماري.. وتنجح في أربع سنوات فقط في اقتلاعه من جذوره في دولة بمساحة أوروبا الغربية.
    والجزيرة “أبا” تقع في النيل الأبيض حوالي (280) كيلومتراً جنوبي الخرطوم. وهي ليست مجرد جزيرة نيلية صغيرة بل مساحة كبيرة تمتد طولاً (30) كيلومتراً وعرضها حوالي (4) كيلومترات.. ولها اتصال مع البر الشرقي عن طريق معبر شهير يطلق عليه “الجاسر” هو المنفذ الوحيد إليها..
    في الجزيرة “أبا” أوقع الإمام محمد أحمد المهدي أول هزيمة نكراء بقوات الاستعمار البريطاني.. بحوالي (300) رجل عتادهم الأسلحة البيضاء التقليدية أشعل المهدي ثورته التاريخية الظافرة.
    ليأتي من بعده بعد قرابة قرن من الزمان أحد أحفاده؛ الإمام الهادي المهدي ليختار من الجزيرة “أبا” عرين المواجهة الشاملة من النظام الانقلابي الجديد..
    التحالف المعارض!!
    بدأت معالم التحالف السياسي المعارض لنظم مايو تتشكل. الأستاذ أحمد عبد الرحمن أحد قيادات جبهة الميثاق الإسلامي –آنئذ- كان خارج السودان عندما وقع انقلاب مايو 1969 بالتحديد في المملكة العربية السعودية عندما أدرك طبيعة النظام السياسي الجديد بادر وطلب لقاء الملك فيصل عن طرق الشيخ مناع قطان الذي أوصله بالأمير عبد الله بن عبد الرحمن عم الملك ..
    شرح أحمد عبد الرحمن للقيادة السعودية طبيعة النظام اليساري الجديد في السودان وخطورته إستراتيجيا على المنطقة وبالتحديد السعودية نفسها.
    ويبدو أن قادة النظام الجديد كانوا هم أيضاً يسابقون لشرح سياستهم وطمأنة السعودية –على الأقل لتحييدها أن لم يكن لكسبها – فأرسلوا الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم ووزير الإعلام وقابلوا الملك فيصل أيضاً.
    المحطة الثانية.. بيروت!!
    بعد ذلك سافر أحمد عبد الرحمن إلى بيروت. وبيروت كانت واحة الحرية والديمقراطية والاستنارة في العالم العربي حيث التقى صدفة بالصحفي محمد مكي الشهير بـ(مكي الناس) وهو صاحب ورئيس تحرير صحيفة “الناس” اليومية التي كانت تصدر في الخرطوم. مكي كان في مهمة عمل لطباعة “دليل النيل” في بيروت عندما وقع انقلاب مايو، وكانت ترافقه زوجته السيدة ثريا.
    وكان مع الصحفي مكي الناس زميله الصحفي كامل حسن.

    ثم التقى أحمد عبد الرحمن في بيروت بالأستاذ عثمان خالد مضوي الذي كان ببيروت في مهمة قانونية حامية تتعلق بخلاف بين الحكومة وشركة ترف التي كانت مكلفة بتنفيذ خزان خشم القربة.
    بعد ذلك التقوا جميعاً ببعض الطلاب السودانيين ببيروت ومنهم مبارك الفاضل المهدي الذي كان طالباً في الثانوية بمدرسة “الشويفات” في لبنان وقتها.
    والتقوا بمحمود بركات وعز الدين عمر موسى.
    لحق بهم بعد ذلك قادماً عن طريق البحر الأستاذ أحمد زين العابدين ثم وصل نصر الدين السيد من كينشاسا حيث كان مع الزعيم أزهري في مؤتمر، فعاد الأزهري للخرطوم قبل الانقلاب حيث اعتقل.
    ووصل بيروت الدكتور محمد صالح عمر ومعه قوة كانوا يتدربون في معسكر لحركة فتح على حدود الأردن ولبنان.
    يقول مبارك الفاضل (كانت بيروت محطة التجمع للتحالف المعارض ضد مايو لأن الدخول لها كان بدون تأشيرة وكانت بلدا ديمقراطيا فيها حرية حركة..)
    وصل دكتور عمر نور الدائم إلى بيروت قادماً من لندن في يونيو 1969 أي بعد أقل من شهر من وقوع الانقلاب. وكان أجرى جراحة (قرحة) في لندن.
    أول مهمة!!
    د. عمر نور الدائم طلب من الطالب مبارك الفاضل أن يسافر إلى السودان لنقل رسالة للإمام الهادي في الجزيرة “أبا” مكتوبة وأخرى شفهية فحواها هل يعود إلى السودان أم هناك تكليف يقوم به في الخارج؟.
    يقول مبارك الفاضل (كنت في إجازة الصيف فسافرت في اليوم التالي وقابلت الإمام في الجزيرة “أبا” وسلمته الرسالة وأبلغته بالرسالة الشفهية..)
    الإمام الهادي طلب من مبارك أن يعود إلى بيروت لينقل رده إلى عمر نورالدائم.. فحواه تكليف عمر نور الدائم أن يلحق بالشريف حسين الهندي في السعودية ويكون ممثلاً للحزب خارجياً.
    وفعلاً رجع مبارك الفاضل إلى بيروت فورا وأبلغ عمر نورالدائم رداً مكتوباً من الإمام.
    الصدفة العجيبة!!
    يقول مبارك الفاضل (في اليوم التالي لعودتي إلى بيروت خرجت مع دكتور عمر نتمشى على الشاطئ.. من “الحمراء” إلى “الروشة”، وفي المساء ونحن عائدون وجدنا الصحفي محمد مكي ” مكي الناس” يجلس في القهوة على الرصيف أمام فندق في “الروشة” كانت مفاجأة لنا فجلسنا معه..)
    يقول مبارك الفاضل (الصحفي مكي فاجأنا مفاجأة كبرى.. وجدنا أنه يعلم بوصول الشريف حسين الهندي إلى جدة.. فنظرنا إلى بعضنا بحيرة شديدة ولم نعلق..)
    وكان الصحفي مكي مشهوراً بقدرته على جمع المعلومات التي كان يتباهى بها أمام الجميع فسببت له متاعب كبرى كما حدث لاحقاً له .. وفي نفس هذه القهوة التي التقاه فيها مبارك الفاضل وعمر نور الدائم.
    عمر نور الدائم.. إلى جدة!
    سافر دكتور عمر نورالدائم إلى جدة لينضم إلى الشريف حسين الهندي .
    الملك فيصل اهتم بهما وخص دكتور عمر بجواز سفر سعودي وكان يتابع معهما الأمور شخصياً لدرجة توجيه الأمير فهد وزير الداخلية بمساعدتهما في التحرك وتأسيس نشاطهما المعارض.
    العودة إلى بيروت..
    يقول مبارك الفاضل (تجمع الكل في بيروت في فندق عون هاوس بالحمرة.. الشريف حسين ودكتور عمر ومحمد صالح عمر وعلي عبد الله يعقوب وزوجته حكمات، وعثمان خالد، وأحمد إبراهيم الترابي ومن بيروت محمود بركات وعزالدين عمر موسى وكانوا يحضرون للماجستير والدكتوراه في الجامعة الأمريكية وشخصي مبارك الطالب في مدرسة الشويفات).
    المهمة الثانية إلى “أبا”
    طلبوا من مبارك الفاضل هذه المرة نقل رسالة شفهية للإمام الهادي في الجزيرة “أبا” توضح تفاصيل الترتيبات مع الملك فيصل والإثيوبيين ونقل السلاح. وبالفعل ذهب مبارك إلى الجزيرة “أبا” ونقل الرسالة للإمام الذي حمله رسالة أخرى إلى الملك فيصل لكن تسلم عبر الدكتور عمر نور الدائم والشريف حسين الهندي.
    يقول عنها مبارك الفاضل (كانت رسالة خطيرة للغاية .)
    • الإمام الهادي طلب من الملك فيصل إسقاط السلاح جواً في الجزيرة أبا
    • نميري اتصل من الباخرة بالقيادة العسكرية في الخرطوم.. وطلب اعتقال الهادي فوراً
    • العقيد “أبو الدهب” أوهم الإمام الهادي بالموافقة على شروطه.. بينما كانت خيوط المؤامرة تنسج
    المقدمة
    كان المشهد دامياً ومفجعاً إلى أقصى ما يصدقه العقل.. في عصر يوم الجمعة 27 مارس 1970 انهمرت القذائف على المواطنين الأبرياء في “الجزيرة أبا”.. كانت انفجارات القنابل وشهيق المدافع تصم الاذان.. بينما الرجال يهرولون إلى أطراف الجزيرة.. والأطفال والنساء يحتمون بأسقف بيوت لا تقوى على صد الموت المحمول قصفاً.. في دقائق معدودة تمددت أشلاء (80) لا يعرفون لم قُتِلوا..
    في هذه الحلقات نروي قصة أفجع ثلاثة أيام في التاريخ السوداني المعاصر..
    تهديد وتحذير!!
    يقول مبارك الفاضل المهدي أن الإمام الهادي بلغته نصائح مباشرة وصريحة أن يبتعد فوراً عن الجزيرة “أبا”.. فالخطر فيها كبير للغاية لوضعه الجغرافي الضيق وعزلتها وسهولة حصارها..
    المقترح كان أن ينتقل الإمام إلى منطقة جنوب “القضارف” علاوة على كونها منطقة أنصارية حصينة فإن موقعها الجغرافي يجعل ظهره مؤمناً الحدود مع الجارة بإثيوبيا حيث يمكن أن توفر له ملاذاً آمناً في حال اشتد عليه الأمر.
    يقول مبارك الفاضل (ولكنه لأسباب نفسية وتاريخية ورغم قلقه من هجوم مباغت رفض الفكرة..)
    إلقاء السلاح بالمظلات!!
    يبدو أن الزمن كان يعدو سريعاً في سباق بين طرفين.. نظام الرئيس نميري المتعجل لـ(إزالة الرجعية والطائفية) على حد التعبير السياسي الذي كان سائداً حينها. وبين الإمام الهادي المهدي الذي أصبح “أيقونة” المعارضة السياسية.
    طلبات “السلاح” جاهزة من إثيوبيا مدفوعة بمال السعودية لكن عملية نقل السلاح بالجمال عبر السهول والهضاب الوعرة أمر قد يستغرق زمناً لا يتفق مع أحداثيات المعركة الزمنية.
    رسالة عاجلة من الإمام الهادي إلى الملك فيصل.. نقلها الشريف حسين الهندي وعمر نور الدائم فحواها (لا وقت لتسريب السلاح عبر الحدود.. نريده جواً.. إسقاط السلاح بواسطة الطائرات داخل الجزيرة “أبا”.
    الملك فيصل اعتذر عن تنفيذ عملية الإسقاط الجوي لسببين:
    السبب الأول: ليس للسعودية طيارون قادرون على مثل هذا العمل الفني الدقيق.. فالطائرات ستحلق لأكثر من أربع ساعات ذهاباً وإياباً في سماء السودان ثم يجب عليها إسقاط السلاح بكل دقة في منطقة محدودة صغيرة وربما تتطلب العملية التحليق على أدنى ارتفاع ممكن.
    أما السبب الثاني: ليس للسودان حدود برية مباشرة مع السعودية. فالطائرات قد تحلق في المياه الدولية إذا عبرت البحر الأحمر.. أو تعبر سماوات دول أخرى إذا مرت فوق إثيوبيا (لم تكن إريتريا استقلت بعد). وعليه (سقطت) فكرة (إسقاط) السلاح جواً.
    أين الصادق المهدي؟
    هل كان الإمام الهادي المهدي مثل “السيف” يخوض معركته وحده؟
    أين ابن أخيه السيد الصادق المهدي الذي كان لتوه استعاد وحدة حزب الأمة قبل شهور قليلة من انقلاب مايو.
    الصادق المهدي جاء إلى الجزيرة “أبا” ربما أيضاً بنية الابتعاد ما أمكن من قبضة النظام في الخرطوم. لكن يبدو أن في أعماق تفكيره الاستراتيجي استخدام سياسية “الاحتواء والعزلة” بدلاً من المواجهة الدموية.
    الاستاذ المؤرخ صديق البادي في كتابه “أحداث الجزير أبا” ذكر
    تفاصيل ثرة توضح الدائرة والمساحة التي تحرك فيها الصادق منذ أول يوم للانقلاب.. حيث تريث قليلاً في حكمه على (نوايا) الانقلاب باعتبار (هم أولادنا).. فجذورهم أنصارية. لكنه في النهاية أوى إلى الجزيرة “أبا” حصن الأنصار الحصين.
    يقول مبارك الفاضل: (السيد عبدالله نقد الله طلب من عبدالرحمن عابدون حث ابنه الطيار الحربي الفاتح عابدون لترتيب لقاء بين الصادق المهدي ونميري.. وفعلاً سافر الطيار الحربي الفاتح عبدون إلى الجزيرة أبا رفقة خالي إسماعيل عبدالله الفاضل المهدي..)
    حسب مبارك الفاضل فإن الإمام الهادي تمسك بابن أخيه الصادق المهدي ورفض خروجه من الجزيرة “أبا” خشية غدر النظام السياسي الجديد. لكن في نهاية الأمر عاد الصادق إلى الخرطوم والتقى الرئيس نميري ودار بينهما حديث طويل سجله بكل دقة الأستاذ صديق البادي في كتابه آنف الذكر.
    وفي صباح اليوم التالي تحققت مخاوف الإمام الهادي.. ألقت السلطات القبض على الصادق المهدي.
    يقول مبارك الفاضل (واعتقل الصادق وتحفظ عليه في بيت قائد الحامية بشندي وقد زاره هنالك العم بروف موسى عبدالله حامد..)
    فاروق حمد الله وأبو القاسم محمد إبراهيم.. في “أبا”
    أورد صديق البادي في كتابه تفاصيل أول ملامسة مباشرة بين النظام والإمام.. ففي شهر رمضان المعظم الذي وافق شهر نوفمبر 1969 زار إثنان من أعضاء مجلس قيادة الثورة هما الرائد فاروق حمد الله وكان وزيراً للداخلية، والرائد أبو القاسم محمد إبراهيم وزير الحكومات المحلية، زارا الجزيرة أبا بالطائرة التي حطت بهم في مطار مدينة “ربك” وكان يرافقهما العقيد يوسف أحمد يوسف. وأطلع فاروق حمد الله الإمام على ما أسماه تهديدات لأمن المواطنين في الجزيرة وعرض إنشاء قسم للشرطة لكن الإمام الهادي رفض بحجة أن الأمن مستتب ومحفوظ في حصن الأنصار الحصين.
    ومضت الأيام وفي أول يناير عام 1970 زار الرئيس المصري جمال عبد الناصر السودان ليوم واحد، بعدها بأقل من أسبوعين (13 يناير 1969) أعلن العميد خالد حسن عباس عضو مجلس قيادة الثورة ووزير الدفاع عن إحباط محاولة لقلب نظام الحكم من بضعة عسكريين من ذوي (الميول الطائفية)!!
    في اليوم التالي مباشرة أعلن عن رصد ميزانية قدرها (120) ألف جنيه لإنشاء خزانات مياه وتوصيل الكهرباء ومدرستين أوليتين للبنات وأخرى وسطى للأولاد ومعهد أوسط ونقطة بوليس في الجزيرة أبا.
    الشرارة انطلقت..
    في يوم الثلاثاء 17 مارس 1970 بدأت أول شرارة.
    أعلن الرئيس جعفر نميري عزمه زيارة الجزيرة “أبا” في إطار برنامج يشمل زيارة مدن وقرى النيل الأبيض ثم النيل الأزرق. وحدد لبداية برنامج الزيارة يوم الإثنين 23 مارس أي بعد أقل من أسبوع.
    وخلال هذه الفترة أعلنت الخطوط الإثيوبية وقف رحلاتها إلى الخرطوم وأذاعت البي بي سي العربية أن العلاقات السودانية الإثيوبية تخطو نحو مزيد من التوتر.
    في السادسة من صباح الإثنين 23 مارس 1970 تحرك ركب الرئيس نميري من جبل الأولياء وكانت أول محطة يتوقف فيها مدينة “القطينة” حيث خاطب الجماهير في ميدان المدرسة الوسطى.
    و بات الرئيس نميري ليلته الأولى في مدينة “الدويم” . وفي اليوم التالي بدأت إرهاصات المواجهة فقد اعتقل بوليس مدينة “كوستي” عشرة من قيادات حزب الأمة في “كوستي” ويبدو أنه إجراء تحوطي.
    في مدينة “الكوة” حاولت جموع الأنصار بث رسالة تحذير قوية للرئيس نميري عن طريق الهتافات الداوية بل ومحاولة تحطيم سرادق الاستقبال في بعض المناطق.
    كان واضحاً أن الشرارة تتأهب للانطلاق.. ولكن لم يكن واضحاً أي الأطراف يبيت النية للآخر وأيهما سيسبق الآخر.
    أعود مرة أخرى لكتاب صديق البادي الذي أورد تفاصيل مدهشة موثقة لمجريات رحلة نميري على ظهر الباخرة بما فيها الاجتماعات التي كانت تعقد الحضور وأجندتها ومداولاتها.
    يوم الأربعاء 25 مارس 1970 اتصل الرئيس نميري بواسطة جهاز الارسال المثبت في الباخرة برئيس هيئة الأركان بالإنابة في الخرطوم وكان وقتها الرائد زين العابدين محمد أحمد عضو مجلس قيادة الثورة وطلب منه إرسال قوة فوراً لاعتقال الإمام الهادي المهدي.
    كانت تلك القوة – الشهيرة- هي التي قادها العقيد أحمد محمد أبو الدهب. وتحركت عصر نفس اليوم من معسكر الجيش بضاحية “الشجرة” بالخرطوم ووصلت الجزيرة “أبا” في حوالى الساعة الخامسة من صباح اليوم التالي .. يوم الخميس 26 مارس 1970.
    واتجهت القوة إلى “معبر الجاسر” المدخل الوحيد للجزيرة “أبا” لكن جموع الأنصار المتحمسة والثائرة اعترضت طريقها وأوقفتها.
    روى صديق البادي بدقة تفاصيل المشهد المثير.. استقى صديق معلوماته من شهود العيان الذين لا يزالون على قيد الحياة.
    الحرب خدعة.. ومكر ودهاء..!!
    حسب رواية البادي أن العقيد أبو الدهب لما رأى نفسه في مواجهة مع جموع الأنصار تصرف بمكر ودهاء إذ قال لهم أنه مبعوث من الرئيس نميري لحل الأزمة بالتفاوض سلمياً مع الإمام المهدي، فسمح له الأنصار مواصلة توغله في الجزيرة وحده على ظهر سيارة صحبه فيها بعض قيادات الأنصار في الجزيرة “أبا” .. ورغم التحرش المتواصل من جماهير الأنصار بالعقيد أبو الدهب للدرجة التي وصلت محاولة خلع (الدبابير) من كتفه إلا أنه ظل هادئاً رابط الجأش لا يستجيب للاستفزاز حتى أوصلوه إلى سراي الإمام.
    إستقبله الإمام الهادي المهدي؛ يقول صديق البادي في سرد جميل (وأدرك أبو الدهب منذ دخوله الجزيرة أبا أنه في موقف خطير لا يحسد عليه وأن لا يمكن أن ينجو إلا بالدهاء والحيلة – والحرب خدعة- كما ذكر في ما بعد..)
    أخبر العقيد أبو الدهب الإمام الهادي أنه في مهمة تفاوضية عاجلة وسيذهب إلى كوستي فور انتهاء المقابلة. وأوضح له أن نميري يبحث عن حل عاجل وقرر تنفيذ شروط الإمام الهادي.. وطلب العقيد أبو الدهب من الإمام أن يملي عليه طلباته.
    سر الإمام الهادي سروراً عظيماً وأملى شروطه في ورقة كان على رأسها إماطة الواجهة الشيوعية للنظام وإطلاق العملية السياسية التعددية وإطلاق سراح السجناء السياسيين وعلى رأسهم الصادق المهدي.
    بعدها أمر الهادي المهدي بأن يركب العقيد أبو الدهب سيارته الخاصة (مرسيدس) لمزيد من ضمانات الحماية له من حشود الأنصار. وعاد العقيد أبو الدهب إلى القوة التي كانت تنتظره خارج الجزيرة أبا. ومنها اتجه لمقابلة نميري قبل دخوله إلى مدينة “كوستي”.
    نميري يقرر.. قطع رحلته!!
    قدم تقريراً شفهياً مفصلاً للرئيس نميري الذي أمرهم بإعداد خطة لحصار الجزيرة أبا لحين تعليمات أخرى. وأكمل نميري رحلته إلى كوستي حيث خاطب الجماهير وأمضى الليل في كوستي ثم قطع رحلته وغادر عبر مطار “ربك” عائداً إلى الخرطوم برفقة الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم الذي ما لبث أن عاد سريعاً إلى النيل الأبيض ليتأهب للمعركة الكبرى.
    كانت خيوط النار تنسج بمغزل الثقة التي ظنها الإمام الهادي في مهمة العقيد أبو الدهب. ففي صلاة الجمعة خاطب الإمام الهادي المصلين مباركاً لهم التوصل لاتفاق مع النظام يحقن الدماء.. وكبرت الجموع بحماس كبير.. ونامت أسباب الفتنة في نفوسهم.. وظنوا أن خطر المواجهة زال..
    وما كانوا يعلمون ما يخبئه القدر على مرمى ساعة واحدة بعد خطبة صلاة الجمعة..
    ونواصل غداً إن شاء الله..

    التيار

                  

04-03-2020, 12:06 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    لم أعثر حتى الآن على بقية حلقات التيار في موقع الصحيفة، أو السودان اليوم، ولكن وجدت في موقع سودان فوروم دوت نيت ما هو منقول عن التيار:

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    الغداء الأخير!!.

    قال لي د. الصادق الهادي المهدي.. وهو شاهد عيان رئيسي إذ كان يقيم داخل سراي والده الإمام الهادي المهدي.. أنهم وبعد صلاة الجمعة وفي حوالى الساعة الرابعة عصراً كانوا على وشك تناول وجبة الغداء التي كانت أمامهم على المائدة.. في هذه اللحظة بالتحديد دوت أصوات القذائف..!!.

    اهتزت أرض الجزيرة "أبا" بالقنابل وأصوات الرصاص المنهمر.. بدأ الرجال يهرولون نحو "الجاسر" ذلك المعبر الوحيد الذي يربط البر الشرقي للنيل الأبيض مع الجزيرة "أبا".
    المفاجأة لم تكن متوقعة فالإمام الهادي المهدي قال للمواطنين في صلاة الجمعة أن الأزمة مرت بسلام وأن الله كفى المؤمنين القتال.

    للدرجة التي علق فيها د. محمد صالح عمر على خطبة الإمام وقال أنها صبت ماءً بارداً على الروح الحماسية القتالية للأنصار.. الذين كانوا في أعلى درجات الحماس للذود عن الإمام وجزيرتهم.
    __________________

    الحصيلة الأولى.. (93) قتيلاً

    السيد الفاضل الهادي المهدي.. الشقيق الأكبر لدكتور الهادي.. كان يحمل السلاح ويهرول جيئة وذهاباً يحمل تعليمات القيادة إلى الأنصار الذين قرروا المقاومة حتى آخر رجل.

    يقول اللواء محمود عبدالرحمن الفكي في كتابه من تاريخ القوات المسلحة أن الهجوم عصر الجمعة استمر عدة ساعات.. ثم توقف.. وجمع الأنصار جثامين (93) من رجالهم الذين قتلوا على الجاسر أو داخل الجزيرة "أبا"..

    يقول د. الصادق الهادي المهدي.. (مع اشتداد القصف جاء بعض الأنصار وأخلونا من السراي.. فهي الهدف الرئيسي للقصف والبقاء داخلها ضرب من الانتحار.. أخذونا إلى منزل كانت تقيم فيه أسرة الدكتور محمد صالح عمر.. لم يكن موجوداً بالطبع لأنه واحد من القيادات العسكرية الميدانية.. لكن كانت في البيت زوجته وثلاث من بناته)..

    يروي الصادق الهادي تلك الساعات العصيبة..(كان يطلبون منا الاختباء تحت "العناقريب" خشية انهيار سقف البيت.. فـ"العنقريب" يمثل حماية للرأس والجسم من ركام البيت إذا سقط على الرؤوس).

    في الخرطوم وفي عصر يوم الجمعة الدامي؛ عاد بابكر عوض الله نائب رئيس مجلس قيادة الثورة ووزير الخارجية والعدل من رحلة قصيرة إلى السعودية التقى خلالها الملك فيصل ثم زار مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل عودته إلى الخرطوم. بينما صرح عمر الحاج موسى وزير الإرشاد للصحف أن الرئيس نميري سيلقي بياناً مهماً للأمة السودانية غداً السبت.

    انتهى يوم الجمعة الدامي وحوالى مائة بيت في الجزيرة "أبا" يبكون في صمت أليم ضحايا المذبحة في يومها الأول.
    فما الذي حدث في اليوم التالي.. يوم السبت 28 مارس 1970م ؟


    اليوم التالي.. يوم السبت!.

    صعق الشارع السوداني من هول المصيبة، فالسودانيون لم يتعودوا على مثل هذه الفواجع فليس مبرراً قتل حوالى مائة في ساعة قليلة بينما من الممكن استخدام وسائل أخرى إن أرادت السلطة فعلاً تطويع الجزيرة "أبا".. فهي أصلاً محاصرة من كل الجهات وليس من منفذ سوى "الجاسر".. فما الداعي لاقتحامها أصلاً؟..

    في مساء يوم السبت ألقى الرئيس نميري بياناً موجهاً للسودانيين حاول فيه إلصاق تهمة البدء في القتال على جماهير الأنصار وبتعليمات من الإمام الهادي المهدي.. وقال أن (الرجعية) تحاول أن تبقي الجزيرة "أبا" خارج سلطة الدولة السودانية وأنه اجتهد لحقن الدماء فألغى زيارته لمنطقة الشوال لأن الأنصار هاجموا سرادق الاستقبال الشعبي ومزقوه.

    مباشرة بعد البيان (انهالت!!) برقيات التأييد من المنظمات والنقابات وطالبت بإلقاء القبض على الإمام الهادي المهدي ومصادرة أمواله.. بل وأموال جميع آل المهدي.. وفي إشارة غريبة طالبات البيانات بتأميم البنوك والشركات الأجنبية!!.

    في يوم السبت واصلت الطائرات ضرب الجزيرة "أبا" من الجو بينما الدبابات على الضفتين الشرقية والغربية تنهال على الجزيرة الوادعة بالدانات. والمدفعية الثقيلة كانت تطلق قذائفها بعيدة المدى من منطقة سكر عسلاية.

    في النهار ألقت إحدى الطائرات منشورات موجهة إلى مواطني الجزيرة "أبا" تدعوهم أن لا ينساقوا وراء (الهادي) هكذا كتب الاسم منزوعاً من أية عبارات توقير. وتطلب منهم إلقاء السلاح فوراً. ولم يكن واضحاً كيف يستطيع سكان الجزيرة إلقاء السلاح والخروج آمنين بينما القنابل تقتات بكل شيء يتحرك..

    د. الصادق الهادي يرى أنها لم تكن مجرد مذبحة.. بل كانت محاولة لتصفية سكان الجزيرة "أبا" بصورة كاملة.. فالقصف لم يكن مسدداً لأهداف بعينها بل يمسح الأرض بصورة شاملة..

    يروي د. الصادق تفصيل ذلك اليوم فيقول (لم يكن بيت محمد صالح عمر كافياً لضمان سلامتنا فجاء من يأخذنا إلى أقصى الطرف الشمالي في الجزيرة "أبا".. لا يمكن التحرك في وضح النهار.. فقط نتحرك ليلاً فالرصاص والقذائف تحصد كل شيء متحرك بلا تمييز.. أخذونا إلى المقابر.. نقضي النهار تحت الأشجار.. وفي الليل نتوسد القبور و وننام فوقها.. لا طعام سوى "الطحنية".. ونشرب من النيل مباشرة)..

    كان الطرف الشمالي من الجزيرة هادئاً بعض الشيء لأنه خالٍ من السكان.. ويضم المقابر الرئيسية في الجزيرة "أبا" وليس في المقابر أية مبانٍ فقط الأشجار التي تنمو في أنحاء متفرقة منها.. وكان القصف يتركز في المناطق الآهلة بالسكان ومنطقة سراي الإمام الهادي المهدي.


    إحسان كامل.. !!.

    السيدة إحسان كامل زوجة د. محمد صالح عمر لم ترافقه حينما سافر إلى الجزيرة "أبا" مباشرة بعد انقلاب 25 مايو 1969؛ لكن زوجها المستعصم بحصون الجزيرة "أبا" أرسل في طلبها وأولادهما.. كانت إحسان تدرك صعوبة إقناع أسرتها بهذه المخاطرة؛ فاختارت أن تقول إنها مسافرة إلى "الحصاحيصا" موطن إقامتها .. وطبعاً صعوبة الاتصالات في ذلك الزمان لم تكن تمنح الفرصة لأسرتها التأكد من وصولها فعلاً إلى "الحصاحيصا"..

    سافرت إحسان كامل إلى الجزيرة "أبا" وانضمت إلى زوجها.. مع أطفالها الأربعة (ثلاث بنات وولد).. أقاموا في بيت عادي في وسط الجزيرة "أبا" لكن الأنصار وفروا لهم حراسة خاصة على مدار الأربع وعشرين ساعة.

    بداية الجحيم!!.

    تروي السيدة إحسان كامل تفاصيل أيام الرعب المهولة، في يوم الجمعة 27 مارس 1970 ألقى الإمام الهادي المهدي خطبته التي قال فيها إن الله (كفى المؤمنين القتال)، بعد الرسالة التي بعث بها عبر العميد أبو الدهب إلى الرئيس نميري وتحوي مطالبه السياسية التي سبق أن ذكرناها هنا.

    تقول إحسان كامل- في حوار نشرته صحيفة(الراية) السودانية قبل أكثر من ثلاثين عاماً -(بعد صلاة الجمعة ذهبت إلى المنزل، وأذكر أن الشهيد محمد صالح عمر كان مستلقياً على سريره يقرأ بعض قصص الأطفال لابنتيه سوسن (4 سنوات) وليلي(6 سنوات) فجاء أحد الأنصار، وقال للشهيد: إن هنالك ضرباً عند "الجاسر" في مدخل الجزيرة أبا بالمدفعية والدبابات، فانتفض محمد صالح واقفاً ورمى البنتين وأخذ سلاحاً من الدولاب وخرج سريعاً.

    وبعدها اشتدت حدة إطلاق الرصاص والمدافع، وكان ذلك من جانب الجيش، أما الأنصار فبدأوا بواسطة عربات "اللاندروفر" و"مايكرفونات" يوجهون النداء إلى الجيش بأنهم لا يريدون إراقة دماء، وإنما لديهم مطالب محددة. وتوتر الناس في الجزيرة أبا، وتزايد الضرب وسقط الكثير من الجرحى. وعندما رفض العساكر إيقاف الرصاص بدأ الأنصار في تسليح أنفسهم، وكان أغلبهم يحمل سلاحاً أبيض سكيناً أو فأساً أو حربة، وذلك لأن السلاح الموجود بالجزيرة كان بسيطاً وأغلبه غير معد ومجهز.


    وتمضي إحسان كامل زوجة د. محمد صالح عمر في روايتها لأحداث تلك الأيام العصيبة:

    (ومن أغرب المشاهد التي رأيتها؛ هنالك أشخاص يرتدون ملابس رجال؛ ولكن أشكالهم أشكال نساء، وتأكدت فيما بعد أن كثيراً من النساء اشتركن في المعركة وقاتلن بشجاعة فائقة، واستشهدت الكثيرات منهن. وكان الرصاص ينهمر كالمطر من الدبابات، وفي نفس الوقت كانت هنالك طائرات تضرب من أعلى، فتجمع جميع النساء والأطفال في منزل كبير، وكنت أحمل ابني معاذ، وبنتي سوسن؛ وأما ليلى وسلمى فقد كانتا تركضان خلفي، وكان جميع الأطفال فزعين ومعظمهم يضع يديه في أذنيه من هول صوت المدافع والدبابات. وفي تلك اللحظة رمت إحدى الطائرات قنبلة تفجرت في نفس المنزل الذي كنا فيه فتهدم الركن الذي كنت أجلس فيه مع الأطفال وامتلأت الغرف بالغبار، وكدت أختنق، وتطاير النساء والأطفال واستشهدوا وجرح الكثير منهم .

    وتواصل إحسان كامل شهادتها للتاريخ فتقول: (ورغم الدماء التي سالت؛ كما لم نرها، لم أسمع صرخة واحدة. كنت أرى نساءً بترت أطرافهن، ونساءً تفجرت شظايا القنبلة في أرجلهن، وبعضهن استشهدن ولكن كن نوعاً فريداً من النساء، لهن شجاعة نادرة تدل على مدى إيمانهن بوطنيتهن، وللحقيقة أقول: لقد اكسبت أنا منهن صلابة وقوة مكنتني من المواجهة وهي لازالت تؤثر علَّي، وكنت أرى المرأة المجاهدة ترى منزلها ينهدم وزوجها يستشهد وهي تسبّح بالمسبحة في انتظار لطف الله ورحمته.)

    (كان كل جهدي منصباً على حماية الأطفال واستمرار الضرب حتى غابت الشمس، فجاءت امرأة غاضبة ترتدي عراقي وسروال، وقالت لولا أن الأنصار طلبوا منها الرجوع لمساعدة النساء؛ لما تخلفت عن الجهاد. وكان إطلاق الرصاص في ذلك الأثناء قد توقف تقريباً وبدأ المجاهدون في الرجوع إلى الجزيرة، فأخبرونا بأن آلاف الأنصار المجاهدين قد استشهدوا في المعركة بعد أن هزموا السلاح الناري والدبابات وكانوا يتقدمون صفاً وراء صف فتحصدهم الدبابات حصداً، حتي تمكنوا من الوصول إليها واحدة بعد واحدة وأحرقوا بعضها واستولوا على البعض الآخر، ووقع في أيديهم الكثير من السلاح والذخيرة، وفقد الكثير من العساكر أمام أفواج الأنصار المقاتلة.

    ومنذ ذلك الوقت لم يقترب أحد من الجزيرة، وبدأوا في استعمال قذائف الهاون والمدفعية تضرب من على البعد ضرباً عشوائياً، والطائرات تضرب تجمعات الأنصار من أعلى. وكان الضرب يبدأ بعد صلاة الصبح وقبل انتهاء الأنصار من الراتب، وينتهي بعد مغيب الشمس، واستمر لمدة أربعة أيام كاملة شهد السودان خلالها أبشع مجزرة في تاريخه، حيث استشهد الرجال والأطفال والنساء، وانتشرت الجثث على قارعة الطريق وتهدمت أغلب البيوت .).

    وتستمر إحسان كامل زوجة د. محمد صالح عمر في سردها..( وفي يوم الأحد 29 مارس1970 وبعد أن استمر الضرب والقصف لمدة ثلاثة أيام، جاءت طائرات وألقت مناشير، وعندما قرأها الناس قالوا إنها إنذار لإخلاء الجزيرة من النساء والأطفال، وقد جاءت هذه المناشير متأخرة بعد أن تمت الإبادة الجماعية للمواطنين الأبرياء؛ كتبرير للذي حدث.

    وفي اليوم التالي الاثنين30 مارس1970 خرجنا جميعاً أنا وأطفالي الأربعة ومجموعة النساء والأطفال الباقية إلى منطقة الشيخ الطيب، وكان هذا قبيل الفجر حوالي الساعة الواحدة صباحاً، كنا نركض مسافة ثم نختبئ خلف ترعة كبيرة عندما نسمع هدير الطائرات، ولقد كانت هذه أصعب أيام حياتي على الإطلاق؛ أحمل طفلة وتجري خلفي طفلتان حتى وصلنا إلى مقابر الشيخ الطيب، وهناك اختبأنا خلف الأشجار، فجاءنا أحد الأنصار؛ وقال: إنه تم إعداد عربتين"لاندروفر" لحمل النساء والأطفال.

    وعند الليل جاءت العربات وحملتنا إلى "الجاسر" في طريق بين الترعة وحقول القطن، وعند مدخل "الجاسر" قابلت الشيخ محمد الصادق الكاروري؛ فأعطاني بعض الأمانات واطمأن على سلامة الأطفال، وقد كانت اللحظات القادمة رهيبة جداً فقد طلب منا أن نخفض رؤوسنا لأنهم يتوقعون أن تضرب العربات عند عبورها "الجاسر". وكنت وأطفالي في أول عربة، وكنت بين اللحظة والأخرى أتوقع انهمار الرصاص علينا، فكنت أتشهد واقبض بقوة على أطفالي ومرت العربة بسلام، لقد كان الطريق وعراً وكنا بلا دليل، فضلت العربات الطريق عدة مرات وتعطلت عجلة بالعربة الأخرى، فسارت بثلاث عجلات فقط حتى وصلنا إلى الخرطوم٠)


    وتمضي شهادة إحسان كامل:

    ( وصلت إلى أهلي في الخرطوم وكانوا لا يعلمون بذهابي إلى الجزيرة أبا، فقد اتفقت مع عمي بأن يأتي لأخذي للشهيد محمد صالح، وادعيت أنني ذاهبة معه إلى الحصاحيصا حيث نقيم٠ وقد كانت مفاجأة لأهلي فقد كنت في حالة إعياء شديد، وكان الأطفال في حالة يرثى لها من الجهد والتعب.

    وهنا بدأت رحلة عذاب أخرى مع رجال الأمن الذين يأتون إلى منزلي في منتصف الليل ويرعبون الأطفال بالبنادق والمسدسات، وكانوا على اعتقاد جازم بأنه - الشهيد محمد صالح - معي ولم أكن أعلم عنه شيئاً منذ خرج لملاقاة الجيش في ربك. وبعد فترة علمت من بعض الأنصار أن محمد صالح استشهد، ولكنني لم أكن مصدقة، كنت أريد شخصاً أثق به ليذكر لي الحقيقة، وبعد سنة قُدر لي أن التقي مهدي ابراهيم في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، وقد كنت ذهبت لأعتمر و قال لي الأستاذ مهدي بأن محمد صالح قد استشهد في ربك وقُدِّر له هو النجاة)٠

    على سبيل الطرفة في وسط هذا السرد المشحون بالقنابل والأشلاء، في رواية الصادق الهادي المهدي؛ الذي كان عمره آنذاك عشرة أعوام؛ فأخذوه من سراي الإمام إلى بيت د. محمد صالح عمر، قال لي الصادق إن زوجة محمد صالح عمر كانت تأمرهم بالاختباء تحت (العناقريب) عند لحظات القصف المدفعي والجوي، وذلك خشية سقوط سقف البيت على الرؤوس.. وعندما تنتهي الغارة أو أصوات المدافع تبدأ في البحث عن أطفالها فتصيح بصوت عالٍ (سلمى ليلى سوسن.. انتو وين؟) يتكرر المشهد مع كل غارة..

    (عدل بواسطة Yasir Elsharif on 04-03-2020, 12:20 PM)

                  

04-03-2020, 01:22 PM

امتثال عبدالله

تاريخ التسجيل: 05-15-2017
مجموع المشاركات: 7424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    نعم رجعت الى صفحة اراء حرة ومقالات وقرات مقال الدكتور عبد الله علي ابراهيم،،،
    فهل الدكتور عبد الله علي ابراهيم ،القيادي في الحزب الشيوعي والذي كان شاهدا على احداث
    يوليو ١٩٧١م ،عضو في المنبر العام، ام ان صفحة الاراء الحرة والمقالات مفتوحة ايضا لغير الاعضاء!!؟
    ..وبمناسبة معركة الجزيرة ابا ،فقد سمعت افادة ضابط وهو عميد طيار وهو قد اكد ان الطيران المصري
    لم يشارك في قصف الجزيرة ابا ،وقال ان السادات ومعه حسني مبارك،الذي كان وقتها قائد لسلاح الطيران
    حضرا الى الخرطوم ،وانه وبينما السادات مجتمع مع النميري ، وحسني مبارك ينتظر في وادي سيدنا ، مقر
    سلاح الطيران السوداني، ارسلوه لمرافقة حسني مبارك وياخذه في جولة في الخرطوم ،ولكن حسني مبارك
    اعتذر له وقال له :ما ليش نفس،،،وعرض السادات مساعدة مصر لحل اية مشكلة ،،،ولكن النميري رفض المساعدة
    وعادت الطائرة المصرية وفي متنها السادات وحسني مبارك والوفد المرافق لهما في نفس اليوم، واكد على ان الطيران
    المصري لم يشارك ابدا في قصف الجزيرة ابا ،،،
    وشكرا ياسر على البوست،،،وفيه احداث مهمة في تاريخ السودان ،وخاصة شهادة السيد الصادق المهدي ،،
                  

04-03-2020, 01:28 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: امتثال عبدالله)

    سلام يا دكتور ياسر الشريف
    والرحمة والمغفرة لضحايا حوادث الجزير ابا وودنوباوى
    انا شاهدت مقطع فيديو قبل عام او اقل يتحدث فيه حسنى مبارك
    انه شارك فى ضرب الانصار فى الجزيرة ابا .. سأحاول بذل كثير من
    الجهد فى سبيل الحصول على المقطع المذكور لانه يمثل وثيقة تاريخية مهمة جداً .
                  

04-03-2020, 01:51 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: علاء سيداحمد)

    سلام يا امتثال وعلاء وشكرا

    Quote: نعم رجعت الى صفحة اراء حرة ومقالات وقرات مقال الدكتور عبد الله علي ابراهيم،،،
    فهل الدكتور عبد الله علي ابراهيم ،القيادي في الحزب الشيوعي والذي كان شاهدا على احداث
    يوليو ١٩٧١م ،عضو في المنبر العام، ام ان صفحة الاراء الحرة والمقالات مفتوحة ايضا لغير الاعضاء!!؟


    نعم يا امتثال.. صفحة الآراء الحرة والمقالات مفتوحة أيضا لغير الأعضاء. ولكن من يريد أن ينشر مقالا يرسله إلى الإدارة لتقوم بوضعه. ويمكن للأعضاء ولغير الأعضاء التعليق كتابة.

    الطيران المصري اشترك في ضرب الجزيرة أبا كما قال علاء بقيادة حسني مبارك وهي معلومة شائعة. وقد ذكر السيد الصادق هذه المعلومة في اللقاء معه بعاليه، ولكنه لم يذكر إسم حسني مبارك في ذلك اللقاء. وفي انتظار الأخ علاء لتوثيق ذلك.

                  

04-03-2020, 05:53 PM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: وفي انتظار الأخ علاء لتوثيق ذلك.


    سلام د.ياسر الشريف

    الحمدلله بعد جهود كثيفة حصّلت الفيديو ويعتبر دعم كبير لتوثيقك المهم .

    مشاركة حسنى مبارك فى ضرب الجزيرة ابا

                  

04-03-2020, 07:34 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: علاء سيداحمد)

    سلام يا علاء وشكرا لك جزيلا على هذا التوثيق المهم جدا.

                  

04-03-2020, 07:42 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    هنا الأخ زميل المنبر عبد العزيز عيسى الذي كان شاهد عيان على المذبحة كتب بوستا توثيقيا هاما هنا:

    شاهد عيان لأحداث الجزيرة أبا- مارس 1970مشاهد عيان لأحداث الجزيرة أبا- مارس 1970م



    Quote: شاهد عيان لأحداث الجزيرة أبا- مارس 1970م


    الإخوة والأخوات
    السلام عليكم


    هذا البوست نشر في مداخلة.. إلا أن بعض الإخوة طالبوا أن ينشر بهذا العنوان..

    ..كنت شاهد عيانا لهذه المأساة الرهيبة..
    كنت في باحة سراي الإمام الشهيد الهادي المهدي عندما دوت أول قذيفة مدفع
    في الجاسر (الجسر أو الردمية التي تربط الجزيرة ابا بالبر الشرقي).....
    حيث وقع أول إشتباك مع قوات حكومة النميري إستشهد على إثره 80 شهيدا...
    كانت الساعة حوالي الرابعة من بعد ظهر الجمعة وقتها هاجمت الطائرات الحربية
    السراي.. خرجت أركض نحو المنزل حيث كانت المرحومة جدتي تبحث عني .. تجمعنا
    في شوارع الأحياء وعلى سطوح المنازل لنشاهد الطائرات المهاجمة ونيران المضادات
    الأرضية والتي كانت مع حلول الظلام شبيهة بالألعاب النارية..
    بعيد المغرب كان هنالك مجموعة من الأقارب العائدين من جبهة المعركة بتحدثون
    عما مات ومن فقد.. وساد الليل الهدوء ليتجدد القصف العنيف من الجو ومن الشرق
    والغرب منذ التاسعة صباح السبت وحتى الليل.. وخف الضرب يوم الأحد ربما كان
    نسبة للضربة المؤلمة التي تلقتها القوات الحكومية في مركز تجمعها بمحلج ربك..
    وأذكر جيدا أن يوم الأثنين كان هو اليوم الفظيع في حوادث الجزيرة ابا..كان الضرب
    عشوائيا.. لقد ضرب كل شئ متحرك.. الأغنام والماشية لم تسلم.. القذائف المدفعية
    كنا نشاهدها وهي ترتطم بالأرض.. تهتز الأرض تحتنا.. الغبار يغطينا من كل جانب..
    لا أحد يمكن أن يتحرك أو حتى يتكلم.. كنا طوال النهار هكذا أطفالا ونساء.. الرجال
    كانوا في الأماكن الدفاعية والخنادق لم نراهم من أتى منهم حيا في الليل ليأمرونا
    بالخروج لتفادي الإقتحام المعلن في اليوم التالي.. المرحومة والدتي كانت تصر على
    الإستشهاد داخل المنزل.. كانت تردد.. نحن مصيرنا نموت الليلة أو غدا فلماذا لا نموت
    في البيت..
    تحركوا بنا في منتصف الليل إلى شمال الجزيرة ابا الإتجاه الوحيد الذي كان هادئا وقتها
    لكن عند الفجر وقبل أن نذوق طعما للراحة فإذا بالدبابات تحاصرنا من الناحية الشرقية
    والطائرات من فوقنا.. والله لقد شاهدت بأم عيني طفل رضيع ينزله الناس من ظهر أمه وهو
    ميت.. وهي لا تدري.. ثم طائرة أخرى تضرب أناس يلوحون بالعمم وهم في اللوري عائدون
    بعد سماع خبر إستسلام بقية المقاتلين..جثث مقطعة منعونا من الإقتراب إليها..
    قبل ظهر نفس اليوم الثلاثاء وبعد دخول الجيش والدبابات تطوف في كل الشوارع.. ونسمع
    ضرب كثيف وللأسف كانت جريمة إبادة لعدد كبير من المسنين الذين كانوا مرابطين في المسجد
    الكبير طيلة أيام الحرب..
    إطلاق نار كثيف مرة أخرى وكان عند البوابة الشمالية للسراي.. المشهد كان سيئا وأكيد
    هنالك الكثير من زوار ابا شاهدوا آثار الدماء على الحائط باقية عدة أشهر.. كان الضرب
    لمقاتلين رفعوا راية الإستسلام لكنهم ضربوا بقذائف مدفعية قطعت أجسادهم وسالت دماؤهم
    لتكون شاهدة على البربرية لزمان طويل بعد الحرب..
    في الجاسر هنالك مقابر جماعية موجودة الآن شاهدة على الجريمة.. مئات من ألأنصار دفنوا
    هناك.. كل من سقط في أرض المعركة منذ اليوم الثاني السبت وحتى الثلاثاء فقد دفن هناك
    حيا كان أو ميتا.. أثنين من اقربائي مفقودين حتى اليوم.. لكننا سلمنا جدلا أنهم هناك
    في تلك المقبرة الجماعية الطويلة التي يشاهدها من عاصر الحرب ومن جاء بعدها.. مقبرة
    شاهدة على الجريمة التي زهقت فيها أرواح آلاف الأبرياء العزل..

    نواصل...
    مع تحياتي
                  

04-03-2020, 07:43 PM

حسام الدين حمودة
<aحسام الدين حمودة
تاريخ التسجيل: 02-16-2020
مجموع المشاركات: 372

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)


    تحياتي
    الأخ علاء ،،، بحسب الفيديو الرئيس الأسبق لمصر حسني مبارك لم يقل شاركنا ، بل قال العكس تماماً وهو نفس ما جاء في الشهادات الفوق بأنه الرئيس جمال عبد الناصر طلب منه مساعدة السودانيين بدون ما يشارك الجيش المصري في أي عمل عسكري ،،،،،
    الفيديو ينفي مشاركة جسني مبارك إلا إذا كان في بقية للفيديو
                  

04-03-2020, 09:01 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: حسام الدين حمودة)

    سلامات يا حسام

    المتحدث المصري الأول في المقطع أكد مشاركة حسني مبارك في الهجوم على الجزيرة أبا. الأمر المؤكد هو وجود حسني مبارك في السودان في تلك الأيام. والأمر المهم هو مشاهدة المواطنين للطائرات تقصف الجزيرة أبا.

    سوف أقوم بوضع وثائق أمريكية عن تلك الأيام.

    ياسر
                  

04-03-2020, 09:09 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    من موقع سودانايل :
    ـــــــــــــــ


    وثائق امريكية عن نميري (23): قتل المهدي: واشنطن: محمد علي صالح

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 18 أيار 2009

    وثائق امريكية عن نميري (23):
    هل قتل المهدي في ابا او على الحدود مع اثيوبيا؟
    فاروق ابو عيسى: "السعودية ساعدت الانصار"
    فرق نميري بين الانصار وبين آل المهدي
    واشنطن: محمد علي صالح
    توضح هذه الوئائق من وزارة الخارجية الاميركية عن سنوات الرئيس المشير جعفر نميري تدهور العلاقات بين نميري وحزب الامة، ربما منذ اول يوم للانقلاب العسكري الذي قاده نميري (25-5-1969).
    وقبل مرور سنة على الانقلاب، وصل التدهور مرحلة مواجهة عسكرية، عندما امر نميري القوات السودانية بضرب الانصار في امدرمان، ثم ضرب الجزيرة ابا، معقل الامام الهادي المهدي، امام الانصار وراعي حزب الامة، وهو الضرب الذي انتهي بقتل المهدي:
    مظاهرة في الكوة:
    التاريخ: 26-3-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: مظاهرات في الاقاليم ضد نميري
    "يبدو ان مشاكل حكومة نميري مع طائفة الانصار قد بدأت. مؤخرا، واجه مظاهرات في الكوة، في مديرية النيل الابيض. وحاول "راديو امدرمان" وقف الاشاعات، وقال الشرطة اعتقلت المتظاهرين الذين كانوا يحملون حرابا، واخذت منهم اسلحتهم.
    في الخرطوم، لاحظنا زيادة رجال القوات المسلحة والشرطة قرب كباري، ومباني حكومية رئيسية، وتقاطع شوارع رئيسية. لكن، بصورة عامة، تبدو الخرطوم هادئة.
    عندما بدا نميري جولته الاقليمية، شمل الجدول زيارة الجزيرة ابا، معقل الانصار. لكن، وصلت الينا معلومات بأن الامام المهدي، في ابا، ابلغ وسطاء ليبلغوا نميري بأنه يعارض الزيارة، ولن يقابله اذا جاء. وايضا، وصلت الينا معلومات بان مسئولين في كوستي، بالقرب من الجزيرة ابا، حذروا نميري بان مظاهرات كبيرة سوف تستقبله هناك. وقالوا ان مظاهرات الكوة ستكون صغيرة بالمقارنة ... "
    توتر الموقف:
    التاريخ: 30-3-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: سيل دماء في السودان
    "تحولت المواجهة بين نميري والمهدي الى دموية. وقالت مصادر معلوماتنا ان مائة شخص قتلوا في مواجهة في امدرمان. ويبدو ان مواجهة دموية اكبر ستقع في الجزيرة ابا، على مسافة مائة وخمسين ميلا جنوب الخرطوم، على النيل الابيض.
    وقبل يومين، يوم 28-3، تحدث نميري في التلفزيون الى الشعب السوداني. وقال ان متظاهرا في الكوة يحمل سكينا حاول قتله. وانه يتوقع مظاهرات اخرى. لكنه ليس خائفا، وسيواصل جولته ... "
    جمال عبد الناصر:
    التاريخ: 1-4-1970
    من: السفير، لندن
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: احداث السودان في صحف بريطانية
    "مرفق تقرير نشرته اليوم جريدة "ديلى تلغراف" عن احداث السودان ...
    (مقتطفات):
    العنوان: طائرات سودانية تضرب متمردين
    من: اريك دونتون، بيروت
    وصلت الى هنا اخبار بان القوات السودانية تقاتل آلاف من متمردين متدينين متطرفين في جزيرة ابا، جنوب الخرطوم، بينما تقصف طائرات الجزيرة. يقود المتمردين الامام الهادي المهدي، حفيد القائد المسلم الذي هزم الجنرال البريطاني غوردون قبل خمسة وثمانين سنة ...
    خلال الايام القليلة الماضية، تطورت مواجهة هؤلاء الانصار لنظام يساري اسسه عصبة من ضباط عسكريين بعد انقلاب ضد حكومة احزاب تقليدية في مايو الماضي.
    ويبدو ان وضع نميري، قائد النظام، ليس قويا لانه طلب مساعدة مصر وليبيا والعراق. وسارعت هذه الدول بتقديم المساعدة، رغم انه، في ظروف مختلفة، كانت ستقول انها لن تتدخل في الشئون الداخلية لدولة عربية شقيقة ...
    ارسل الرئيس المصري جمال عبد الناصر نائبه انور السادات الى الخرطوم لتأكيد تاييد هؤلاء الضباط الثوريين الخائفين. وفي بغداد، اعلن النظام اليساري انه، ايضا، سيساعد السودان. وقالت اذاعة بغداد: "لن يصمت العراق امام المؤامرة الامبريالية الرجعية في السودان ... "
    ضرب ابا:
    التاريخ: 1-4-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: نميري يضرب ابا
    "وسط تعتيم اعلامي عن تفاصيل ما يحدث في ابا، امس قال "راديو امدرمان" ان القوات السودانية "سيطرت سيطرة كاملة" على ابا. واستسلم الانصار، ووضعوا اسلحتهم، وانها اسلحة متطورة واتوماتيكية، واطلقت القوات المسلحة سراح النساء والاطفال، لكنها تستمر في اعتقال الرجال، ويستمر البحث عن الامام المهدي ...
    واليوم، نشرت جريدة "الايام" مشاهدات مندوبها الى ابا، وقوله ان القوات المسلحة تصرفت في حذر. وحاصرت الجزيرة محاصرة كاملة يوم 28-3. واسقطت منشورات من طائرات، واذاعت تحذيرات من مكرفونات سيارات، وطلبت من الانصار المعارضين لها الاستسلام ...
    حسب معلوماتنا، يقود الحملة ضد المهدي ابو القاسم محمد ابراهيم، عضو مجلس قيادة الثورة. ويساعده احمد الدهب (؟) الذي كان قاد وفد الحكومة الى المهدي قبل بداية الاشتباكات، وهو الوفد الذي اشار اليه نميري في خطابه في التلفزيون يوم 28-3
    وقال "راديو امدرمان" ان اثنين من قادة الاخوان المسلمين المصريين الذين يعيشون في الخارج، وبعض الاروبيين، نقلوا الى المهدي في ابا تحذيرات نميري، ونصحوه بالاستسلام ...
    وقال لنا مسئول الاعلام في وزارة الخارجية السودانية ان القوات المسلحة لم تستعل عنفا كثيرا. ولم تقوم الطائرات بدور كبير في الحرب، لكنها ضربت قصر المهدي في ابا، واشعلت فيه النيران.
    وانتشرت في الخرطوم اشاعات ان المهدي هرب من ابا نحو الحدود مع اثيوبيا. ولحقت به القوات المسلحة. وقتله، في الكرمك.
    راينا:
    اولا: تصرف نميري تصرفا معقولا لحماية نظامه من الانصار.
    ثانيا: تبقى عليه مسئولية ازالة اثار الاشتباك الدموي مع الانصار في امدرمان.
    ثالثا: قال ان قواته تصرفت تصرفا معقولا في ابا. اذا كان هذا صحيحا، ربما سيقدر على ازالة اثار الاشتباكات ... "
    قتل المهدي:
    التاريخ: 2-4-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: تأكيد قتل المهدي
    "في خطاب بالتلفزيون الى الشعب السوداني امس 1-4 ،اكد نميري ان الامام الهادي عبد الرحمن المهدي قتل يوم 31-3. لم يفصل نميري ما حدث في ابا، لكنه قال ان المهدي هرب من ابا بينما كان انصاره يتفاوضون مع القوات المسلحة لترتيب اجراءات استسلامهم.
    وقال نميري ان جنودا سودانيين في الكرمك، على الحدود مع اثيوبيا، تبادلوا اطلاق النار مع سيارتي "لاندروفر" كانتا تريدان عبور الحدود بالقوة. وقتل الذين في السيارتين. وان فحوصات طبية اثبتت ان واحدا منهم كان المهدي.
    وتعمد نميري الاشادة بالمهدي الكبير، وبالثورة التي قادها لتحرير السودان. وقال ان المهدي الكبير كان "نبيلا". لكن، ارتكب ابناؤه واحفاده افعالا "شريرة". وخلال الحديث عن الانصار، بدا نميري حزينا اكثر منه غاضبا. وفرق بين الانصار وعائلة المهدي، وقال ان الانصاري العادي "بسيط، لكنهم يستغلونه."
    وانتقد نميري ما اسماهم "الرجعيين والامبرياليين" وقال انهم (يقصد الاميركيين) يريدون خلق فيتنام وكوريا وهيروشيما ونجازاكي في السودان. واشاد بما اسماها "القوى التقدمية الاشتراكية"، واشار الى روسيا والصين ومصر وسوريا والعراق والجزائر.
    ونقلت لنا مصادر معلوماتنا ان كثيرا من السودانيين في الخرطوم يشكون في طريقة قتل المهدي التي ذكرها نميري. ويؤمنون بواحد من تفسيرين:
    اولا: قتلت قوات نميري المهدي في ابا عندما ضربت الطائرات قصره.
    ثانيا: في الكرمك، قتله جنود حكومة نميري عمدا ... "
    السعوديون:
    التاريخ: 5-4-1970
    من: السفير، جدة
    الى: وزير الخارجية
    صورة الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: احداث السودان
    "امس، تحدثت مع محمد ابراهيم مسعود، نائب وزير الخارجية السعودية. وكان مكتئبا اكتئابا شديدا بسبب احداث السودان الاخيرة.
    لاحظت ان السعوديين فرحين بنجاح مؤتمر وزراء خارجية الدول الاسلامية الذي عقد مؤخرا في جدة. وكانوا يعتقدون انه بداية حركة اسلامية اقليمية، بقيادتهم. وبالتالي، كانوا يعتقدون ان تحدي المهدي والقوى الاسلامية في السودان لنميري، وحلفائه الشيوعيين، سيكون من ايجابيات ما بعد المؤتمر.
    لكن، بعد سقوط ابا وقتل المهدي، يبدو ان السعوديين فقدوا الامل في القضاء على حكومة نميري اليسارية، وتاسيس حكومة محافظة في السودان.
    وقال مسعود ان الحكومة السعودية، منذ سنوات قبل نميري، حاولت التوسط بين الامام الهادي المهدي وابن اخيه الصادق الصديق المهدي. وقال مسعود في حزن: "ضاعت كل هذه الجهود، وكل هذه الاموال، بدون فائدة."
    وقال مسعود ان الملك فيصل، ايضا، حزين جدا بسبب التطورات الاخيرة في السودان. وقال مسعود ان نميري استعان بطائرات عسكرية مصرية لضرب ابا.
    صباح امس، وقبل مقابلة مسعود، قابلت الامير مشعل بن عبد العزيز، امير منطقة مكة، وقال لى نفس الشئ عن الطائرات المصرية.
    وكالعادة، قال لي مسعود اننا، الامريكيين، نتحمل المسئولية، وانتقدنا في النقاط الآتية:
    اولا: لم نضغط على المصريين بسبب تحالفهم القوي مع الروس.
    ثانيا: لم نضغط على حكومة نميري اليسارية المتحالفة مع الشيوعيين.
    ثالثا: نتساهل في مواجهة "انتشار الشيوعية في الشرق الاوسط."
    لم اناقش مسعود، حتى لا يكون النقاش بيزنطيا. لكن، كررت له سياستنا المعلنة منذ وقت طول، وهي ان مثل هذه التطورات داخلية. ولا نقدر نحن على السيطرة عليها. كما لا يقدر السعوديون انفسهم.
    وانتقد مسعود سفير السعودية في الخرطوم، الملحوق، وقال انه "عاجز" امام حكومة نميري اليسارية. وايضا، انتقد سفير السعودية في ليبيا، ابو زيد، وذلك بسبب انقلاب القذافي اليساري في ليبيا، في السنة الماضية. وقال ان ابو زيد "لا يقدر على حماية المصالح السعودية".
    وقال مسعود انه ربما سيأمر بنقل ابو زيد، لكنه لا يريد مخاطبة حكومة القذافي "حتى لا تكسب شرعية."
    فاروق ابو عيسى:
    التاريخ: 8-4-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: تدهور العلاقات السودانية السعودية
    "امس، اصدر فاروق ابو عيسى، وزير الدولة للشئون الخارجية، بيانا قصيرا معناه ان السعوديين كذبوا عندما قالوا انهم لا يتدخلون في شئون السودان الداخلية. وقال ان هناك وثائق تثبت انهم:
    اولا: "تدخلوا، ولا يزالوا يتدخلون".
    ثانيا: قدموا مساعدات "لعناصر رجعية مضادة للثورة."
    ثالثا: كانوا "يعرفون معرفة كاملة ومسبقة" تمرد الامام المهدي.
    راينا:
    لأن وزير الداخلية اعلن امس تأسيس لجان تحقيق في تمرد المهدي، نتوقع ان تشمل التحقيق دولا اجنبية، سلبيا او ايجابيا، ونتوقع ان يشار سلبيا الى دول مثل الولايات المتحدة والسعودية واثيوبيا. ولهذا، نتوقع ان تتوتر علاقات السودان اكثر مع هذه الدول ... "
    فاروق حمد الله:
    التاريخ: 9-4-1970
    من: السفير، الخرطوم
    الى: وزير الخارجية
    الموضوع: مقابلة وزير الداخلية
    "امس وفي مكتبه، قابلت فاروق حمد الله، عضو مجلس قيادة الثورة ووزير الداخلية، وسألته عن سبب قرار طرد قريق، الملحق الاقتصادي هنا. كالعادة، كان جو المقابلة وديا وصريحا ...
    قال حمد الله انه سمع بالقرار، لكنه لا يعرف السبب، لان مؤسسة امنية اخرى ربما هي التي اصدرت القرار. وكرر ان الطرد ليست له صلة بتمرد الامام المهدي. ووعد، مثلما وعد في مرات سابقة، ان يبلغني بما يعرف عن مواضيع رئيسية تهمنا.
    وعن تمرد المهدي، قال ان نميري وقادة الحكومة، بما فيهم هو، فوجئوا به. وقال ان المهدي حصل على مساعدات واسلحة من الخارج. من السعودية عن طريق اثيوبيا. وان الشريف الهندي، وزير المالية السابق، اشترك في ترتيب المساعدات الاجنبية ...
    ---------------------------------
    الحلقة القادمة: الاستخبارات الامريكية تقيم تمرد المهدي
                  

04-03-2020, 09:39 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    إذن من يقرأ الوثائق الأمريكية بعاليه يرى تردد استعانة النميري بطائرات مصرية وهذا زيادة في التأكيد على حدوث تلك المسألة.

    ـــــــــــــــــ


    وثائق امريكية عن نميري (24): تقييم قتل المهدي: واشنطن: محمد علي صالح

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 26 أيار 2009

    وثائق امريكية عن نميري (24):
    لماذا لم يتمرد الانصار داخل القوات المسلحة؟
    فاروق حمد الله يريد منصب نميري
    نميري يعتمد على الختمية والشيوعيين المعتدلين
    واشنطن: محمد علي صالح
    في الحلقة السابقة من هذه الوثائق الامريكية عن سنوات الرئيس المشير جعفر نميري، كانت هذه الوثيقة بتاريخ 2-4-1970:
    "في خطاب بالتلفزيون الى الشعب السوداني، امس 1-4، اكد الرئيس السوداني نميري ان الامام الهادي عبد الرحمن المهدي قتل يوم 31-3. لم يفصل نميري ما حدث في ابا، لكنه قال ان المهدي هرب من ابا بينما كان انصاره يتفاوضون مع القوات المسلحة لترتيب اجراءات استسلامهم ...
    وقال نميري ان جنودا سودانيين في الكرمك، على الحدود مع اثيوبيا، تبادلوا اطلاق النار مع سيارتي "لاندروفر" كانتا تريدان عبور الحدود بالقوة. وقتل الذين في السيارتين. وان فحوصات طبية اثبتت ان واحدا منهم كان المهدي.
    وتعمد نميري الاشادة بالمهدي الكبير، وبالثورة التي قادها لتحرير السودان. وقال ان المهدي الكبير كان "نبيلا". لكن، ارتكب ابناؤه واحفاده افعالا "شريرة". وخلال الحديث عن الانصار، بدا نميري حزينا اكثر منه غاضبا. وفرق بين الانصار وعائلة المهدي، وقال ان الانصاري العادي "بسيط، لكنهم يستغلونه."
    وانتقد نميري ما اسماهم "الرجعيين والامبرياليين" وقال انهم (يقصد الاميركيين) يريدون خلق فيتنام وكوريا وهيروشيما ونجازاكي في السودان. واشاد بما اسماها "القوى التقدمية الاشتراكية"، واشار الى روسيا والصين ومصر وسوريا والعراق والجزائر ... "
    في هذه الحلقة تقييم الاستخبارات الامريكية لتمرد وقتل الامام المهدي:
    ---------------------------------------------
    التاريخ: 10-4-1970
    من: قسم الاستخبارات والابحاث، الخارجية
    الى: الوزير
    صورة الى: السفير، الخرطوم
    الموضوع: السودان بعد هزيمة الانصار
    (مقتطفات من التقرير):
    الانصار:
    "قبل مرور سنة على بدايته، قوى نظام نميري الثوري وضعه بعد المواجهة الناجحة ضد قوى الانصار الاسلامية المحافظة. وبينما زاد المؤيدون لمصر داخل حكومة نميري، يظل اليمين المحافظ، في جانب، واليسار الشيوعي، في الجانب الآخر، يتمتعان بعضلات قوية على المسرح السياسي السوداني.
    حسب معلوماتنا، قوة الانصار ما بين مليونين وثلائة ملايين شخص. لكنهم فشلوا فشلا غير متوقع في مقاومة القوات الحكومية في معقلهم، في الجزيرة ابا. نعم، في امدرمان، قضى الانصار على فرقة عسكرية كاملة. لكن، في وقت لاحق، سيطرت القوات المسلحة على الوضع، وقتلت واعتقلت اعدادا كبيرة منهم.
    لهذا، يبدو ان تمرد الانصار كان غير منظم. لم يتمرد الضباط والجنود الانصار داخل قيادة القوات المسلحة في الخرطوم. ولا في القيادة الغربية التي يكثر فيها عدد الانصار. ووصلت الينا معلومات ان القيادة الغربية يمكن ان تتمرد. لكن، نعتقد ان ذلك لن يحدث بدون انقلاب او ثورة في الخرطوم ضد نميري.
    نقدر على تقييم تصرف نميري خلال المواجهة مع الانصار كالاتي:
    اولا: ضبط نفسه، وشجع الانصار في ابا على الهروب، بدلا من ان يقتلهم.
    ثانيا: فرق بين الانصار وعائلة المهدي. وقال ان العائلة تستغل "الانصاري البسيط".
    ثالثا: عفا عن الانصار المتمردين، ما عدا القادة. وكون لجنة لاعادة اعمار ابا.
    ونفى الصادق الصديق المهدي، قائد الانصار القوي ...
    ستعتمد عودة قوة الانصار على المسرح السياسي السوداني على عوامل معقدة، ليست فقط سودانية، ولكن اقليمية ايضا. وذلك لان التطورات داخل السودان لها صلات قوية بعلاقاته مع العرب في جانب ومع الافارقة في جانب.
    ستستمر قوة الانصار الدينية والثقافية والاجتماعية. لكن، ستظل قوتهم السياسية معطلة، وتنتظر قائدا يقدر على قيادتهم بطرق حديثة ... "
    قاروق حمد الله:
    "لاحظنا انه، خلال المواجهة، ايد نميري قادة احزاب تقليدية اخرى، مثل السيد محمد عثمان الميرغني، زعيم طائفة الختمية، المؤيد لمصر. وعلمنا انه ايد نميري ضد الانصار حسب طلب المصريين. ويبدو ان هناك سببا آخرا وسط السياسيين التقليديين، وهو كسب نميري حتى يقلل اعتماده على الشيوعيين.
    وهكذا، وجد التقليديون انفسهم قريبين من نميرى اكثر من اي وقت، واكثر مما توقعوا. وهكذا، قوى نميري وضعه من ناحيتين:
    اولا: التاييد الثوري الخارجي بقيادة المصريين.
    ثانيا: التاييد التقليدي الداخلي بقيادة الختمية.
    لهذا، نرى انخفاض احتمال انقلاب قريب ضد نميري، من داخل مجلس قيادة الثورة، او من خارجه.
    لكن، حصلنا على معلومات ان فاروق حمد الله، عضو مجلس قيادة الثورة ووزير الداخلية وثاني اقوى عسكري في السودان بعد نميري، يظل يريد منصب نميري. حسب معلوماتنا، في الماضي فكر حمد في الاعتماد على الانصار ليتمرد على نميري. لكن، بعد الذي حدث للانصار مؤخرا، غير رايه، وفضل، وزملاؤه في مجلس قيادة الثورة، التضامن مع نميرى.
    غير ان طموح حمد الله للحصول على منصب نميري يظل مستمرا. ولابد انه سيراقب تصرفات نميري، اذا اخطا في شئ ما، ليستغل ذلك ضده ... "
    الشيوعيون:
    "في الجانب الآخر، لان هزيمة الانصار قوت وضع نميري، بدا في تقليل الاعتماد على الشيوعيين.
    نفى الى الخارج عبد الخالق محجوب، امين عام الحزب الشيوعي. وهناك سبب آخر للنفي، وهو ان نميري يريد تقوية فاروق ابو عبسي، وزير الدولة للشئون الخارجية، وهو اكثر تأييد للمصريين من محجوب. كما ان ابو عيسى يشترك في صراع داخل قيادة الحزب ضد محجوب.
    لا نعرف الخطوة التالية لنميري: هل يريد تقسيم الشيوعيين؟ او اخراجهم كلهم من حكومته؟
    مع اقتراب العيد الاول لثورته، يظل نميري يميل نحو اليسار اكثر من اغلبية الشعب السوداني. بل اكثر من اغلبية مثقفي المدن. لهذا، وبعد ان هزم الانصار، ربما يريد تقديم تنازلات للقوى التقليدية. لكن، اذا يريد ذلك، يجب عليه ان يدخل في وزارته معتدلين او محافظين.
    ولهذا، امام نميري خياران:
    الاول: يتحول نحو الوسط، ويجمع مختلف الاتجاهات السودانية، ويوحد السودان تحت قيادته.
    الثاني: يظل في وضع مثل الذي كان قبل تمرد الانصار، وهو وضع غير مأمون بالنسبة له، لانه سيواجه تمردا من جانبين: التقليديين في جانب، والشيوعيين في الجانب الاخر ... "
    الوضع الامني:
    "الأن في الخرطوم، رغم القضاء على تمرد الانصار، لاحظنا ان الوضع الامني صار متوترا. زادت الحكومة الاجراءات الامنية، والاعتقالات، والتحفظات. وصار السودانيون يحسون بعدم الامان، وبتوقعون اي تطورات في اي وقت.
    يبدو ان الانصار كانوا قوة تخيف نميري، لانه الان بعد القضاء على تمردهم، اصدر قرارات شاملة باعتقال من يريد بحجة "حماية النظام الثوري". ومصادرة ممتلكات من يريد بحجة "حماية الاقتصاد السوداني." ويريد نميري اضفاء روح الشرعية على قرارات سابقة بمصادرة ممتلكات آل المهدي وأل الخليفة عبد الله.
    وعند سؤاله عن عدد المعتقلين السياسيين، اعترف لنا فاروق حمد الله، وزير الداخلية، ان وزارته اعتقلت مؤخرا 300 شخصا، وبهذا ارتفع العدد الى 422. لكن، يمكن ان يكون العدد اكثر من ذلك. ايضا، اوضحت معلوماتنا ان الحكومة اعتقلت اشخاصا لم تكن لهم صلة بتمرد الانصار، وفقط لانهم كانوا انتقدوا نميري.
    واعلن نميرى بداية محاكمات عسكرية لقادة الانصار. ومنهم فاروق البرير، المحامي وعضو مجلس الشعب السابق، يوم 21-4.
    رأينا:
    اولا: رغم ان نميري قال انه يفرق بين الانصار وقادتهم، يبدو ان مثل هذه المحاكمات العسكرية والتحقيقات والاعتقالات تزيد التوتر والخوف بالنسبة للانصار، وبالنسبة لبقية السودانيين.
    ثانيا: لان مئات الانصار قتلوا، نفهم ان نميري وزملاءه صاروا يخافون على ارواحهم اكثر من اي وقت مضى، ويريدون حماية انفسهم. لكن، تزيد الاعتقالات والتحقيقات التي يقوم بها على الحد المعقول. ويبدو انها تقود نحو تأسيس دولة دكتاتورية عسكرية يسارية ... "
    المصريون:
    "لم يخفى علينا، وعلى غيرنا، مغزى ان نميري نفى الى مصر، وفي نفس الطائرة، كلا من الصادق المهدي، زعيم حزب الامة، وعبد الخالق محجوب، امين عام الحزب الشيوعي.
    يبدو نميري وكأنه يريد اثبات انه معتدل، ولا يميل نحو اليمين ولا نحو اليسار. هذا بالاضافة الى زيادة اعتماد نميري على شيوعيين ينافسون عبد الخالق محجوب، مثل: احمد سليمان، وزير الاقتصاد، وفاروق ابو عيسى، وزير الدولة للشئون الرئاسية والخارجية.
    خلال فترة تمرد الانصار، لعب المصريون دورا فعالا، رغم ان تفاصيله لم تكشف في الوقت الحاضر. وجاء الى الخرطوم انور السادات، نائب الرئيس جمال عبد الناصر، وامين هويدي، من كبار رجال الاستخبارات.
    حسب معلوماتنا، خطط المصريون لتحالف بين نميري والسيد محمد عثمان الميرغني، زعيم طائفة الختمية، لمواجهة تمرد الانصار. ويوجد سبب آخر، وهو خوف المصريين من ان يستغل الشيوعيون تمرد الانصار، ويزيدوا قوتهم داخل حكومة نميري، او يسيطرون عليها.
    وخطط المصريون لاستعمال آلاف من العسكريين المصريين الموجودين في قاعدة جبل اولياء، جنوب الخرطوم. وخلال اشتباكات ود نوباوي في امدرمان بين الانصار ورجال نميري، شوهدت طائرات مصرية تحلق فوق المنطقة. لكن، لا نملك معلومات بان المصريين استعملوا هذه الطائرات ضد الانصار.
    على اي حال، صار واضحا ان المصريين كسبوا لاكثر من سبب:
    اولا: الأن يعتقلون عبد الخالق محجوب، سكرتير الحزب الشيوعي. ويعرفون ان معنى ذلك هزيمة التيار المعارض لمصر داخل الحزب الشيوعي امام التيار المؤيد لها.
    ثانيا: لأن حزب الامة ظل شوكة في السودان في حلق الرئيس عبد الناصر لقرابة عشرين سنة، لا يقدر المصريون على اخفاء سعادتهم لهزيمة نميري لحزب الامة والانصار ... "
    المستقبل:
    "في البداية، اعتقد نميري ان تمرد الانصار سيكون شاملا وفي كل البلاد، وخاصة في القوات المسلحة. وذلك لان نصفها تقريبا من ضباط وجنود ينتمون الى، او يعطفون على، طائفة الانصار. لكن، بعد ان تأكد له غير ذلك، عرف انها ستكون حربا سريعة وحاسمة بين طائرات "ميج 21" وحراب وسيوف وبنادق عتيقة.
    بالنسبة للمستقبل، صار واضحا ان نميري لا يزال لا يثق في القوات المسلحة. ولهذا، يريد الاعتماد على الشيوعيين. لكنه، في نفس الوقت:
    اولا: يخاف من سيطرة الشيوعيين عليه، او استبدالهم له بشخص آخر (فاروق حمد الله؟ هاشم العطا؟ بابكر النور؟).
    ثانيا: يعرف ان السبب الرئيسي لغضب الانصار عليه هو تحالفه مع الشيوعيين. لهذا، خطط نميري ليتحالف مع مجموعتين:
    في جانب: شيوعيين ليسوا متطرفين.
    في جانب: تقليديين ليسوا انصارا.
    ووجد نميرى ضالته في السيد محمد عثمان الميرغني. رغم ان الميرغني كان قائد الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي الغاه نميري عندما وصل الحكم (سنة 1969)، يبدو ان الميرغني يريد ان يركز على دوره كزعيم لطائفة الختمية، المناهضة لطائفة الانصار، عبر تاريخ السودان الحديث.
    لكن، يظل الميرغني يعارض الشيوعية ويراها عقيدة الحادية. وقال ذلك في وضوح في اغسطس الماضي، خلال تشييع جثمان الرئيس السوداني السابق اسماعيل الازهري. لهذا، يريد نميري تخفيف اعتماده على الشيوعيين، او، على الاقل، الشيوعيين المتطرفين.
    حسب معلوماتنا، طلب نميري من قادة الحزب الشيوعي الاعتدال. ولكن، اكثر من نميري، يعرف الشيوعيون ان المعارضة ضعيفة. وان نميري يبالغ في خوفه من هذه المعارضة.
    لهذا، وزع الشيوعيون، او ربما المتطرفون وسطهم، منشورات تطلب من نميري الاستمرار في "حماية الثورة باتخاذ اجراءات ثورية وحاسمة." وطلبوا:
    اولا: تاميم كل البنوك والشركات الاجنبية.
    ثانيا: توزيع اسلحة على مليشيا "ثورية."
    ثالثا: الاستمرار في تطهير "الرجعيين والمعارضين للثورة."
    لهذا، نتوقع ان نميري في المستقبل، لأنه لا يثق في اليمين او في اليسار، سيحاول ارضاء هؤلاء، ثم ارضاء اولئك. مثل عندما وافق مؤخرا على مظاهرة شيوعية، هتفت وطالبت براس الامام المهدي المقتول. وايضا هتفت "داون داون يو اس ايه" وهذا هتاف مفضل في شوارع الخرطوم ... "
    -----------------------------------------
    الحلقة القادمة: انقلاب هاشم العطا


    ـــــــــــ
    موقع سودانايل
                  

04-03-2020, 10:32 PM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    عزيزي ياسر
    مشكور على فتح هذا الخيط مرة اخرى
    بين يدي حوار طويل اجراه زميلنا الهمام عبدالوهاب همت
    مع سعادة العميد شرطة مختار طلحه محمد رحمه . وهو الضابط الذي عاصر تلك الاحداث لحظة بلحظة
    وقام باعتقال الامام الهادي ..
    ساورد جميع حلقات الحوار هنا

    تحياتي
                  

04-03-2020, 11:53 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: خالد العبيد)

    سلام يا خالد العبيد وشكرا لك مقدما وفي الانتظار.

    إلى عادل بدوي السنوسي من نافذة الفيسبوك
    Quote: Adil Badawi Elsanousi
    أخطأت يا ياسر هذه المرة، إقرأ_ راجع، كلام حسام الدين حمودة جيدا.


    نعم، حسني مبارك لم يقل أن مصر شاركت، ولكن كلام المتحدث المصري أكد مشاركة حسني والطيران المصري. وثائق السفارة الأمريكية أيضا ذكرت المشاركة المصرية.
    كل قرائن الأحوال تؤكد تلك المشاركة.
                  

04-04-2020, 00:13 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    ضابط شرطة شاهد عيان يروي تفاصيل اغتيال الامام الهادي‏- صورة


    أجرى الحوار/ عبدالوهاب همت..لندن
    [email protected]
    موجة من الغضب عمت قطاعات كبيرة من السودانيين نتيجة للمعلومات الكاذبة التى ادلى بها السيد محمد حسنين هيكل حول الوقائع المتعلقه باحداث الجزيرة ابا فى اواخر مارس 1970
    والتى افضت الى مقتل الامام الهادى عبد الرحمن المهدى فى مدينة الكرمك السودانية المتاخمة للحدود الاثيوبية .من خلال قناة الجزيرة في برنامج تجربة حياة
    ويبدو أن ادارة تلفزيون الجزيرة تبث كلما يرد في البرنامج باعتباره حقائق لايأتيها الباطل لامن خلفها ولامن أمامها.
    ودونما اخضاعها الى أي نوع من الرقابه أوالتحري, خاصة وأن مصدر المعلومه مصري الجنسيه.
    والسيد هيكل اراد لي عنق الحقيقة على الطريقة المصرية وراح يسرد حقائق لا علاقة لها بالواقع والشهود احياء
    حيث ذكر بان الامام الهادى الهادي المهدي مات مسموما نتيجة لاكله (منقة ) وفى مدينة كسلا فى جهل صارخ بابجديات الجغرافيا.
    والاخطر في الامر أن هذه المعلومات سيتم اعتمادها كحقائق تأريخيه مسلم بها وستصدر في كتب كما يفعل السيد حسنين هيكل لتوثيق معلوماته.
    سعيا وراء كشف المعلومات الحقيقية في وقتها وبمجهود مقدر بذلته الاخت ايمان الكونتي في السودان
    استطعت الاتصال بالمسئول الاول وشاهد العيان والمتهم بعد يومين من بث قناة الجزيرة لتلك الحلقه التي تحدث فيها الاستاذ محمد حسنين هيكل وأورد فيها معلوماته المغلوطه.
    وقد أبدى الرجل روحا طيبه واستعدادا تاما لتقديم كل المعلومات التي يعرفها وقال أنه ينوي اصدار كتيب يحكي فيه تفاصيل ماتم في تلك الايام.
    عقب اجراء الحوار معه ولرغبته في نشر الحوار في احدى الصحف العربيه اتصلت بالاستاذ طلحه جبريل
    والذي تكرم مشكورا بايصال الحوار لجريدة الشرق الاوسط في 19 يونيو 2010
    وبعدها اتصلت بالسيد عيدروس عبدالعزيز والذي أبدى حماسه لنشر ملف كامل عن الحادثه بعد أن تصلهم بعض التحقيقات عن طريق مراسلهم في الخرطوم.
    وظللت اتابعه عن طريق الهاتف وظل يؤكد لي كل مرة أن نائب رئيس التحرير قد وافق على نشر الحوار لاهميته
    ولكنه في الاخير لم يكلف نفسه بالاعتذار وربما اراد نائب رئيس تحرير الشرق الاوسط الا يضع السيد هيكل أمام الحقائق المجردة .
    هذه المقدمه كان لابد منها حتى لاينظر الى المادة باعتبارها مادة قديمه.
    في نفس سلسلة الحوارات أجاب السيد الامام أحمد المهدي على أسئلتي مشكورا كذلك فعل الاستاذ مهدي ابراهيم مستشار السيد رئيس الجمهوريه رغم ضيق وقته.وستنشر الحلقات تباعا فلهما الشكر.
    سعادة العميد شرطة مختار طلحه محمد رحمه من مواليد مدينة بربر ولاية نهر النيل.
    حاصل على دبلوم الشرطة ودبلوم كلية المعلمين ودبلوم ادارة الشرطة من جمهورية المانيا الاتحاديه حامل وسام الشجاعه.
    عمل ضابطا للشرطه في كل من مدني الكرمك وتوريت وجوبا ويامبيو وبورتسودان وعطبرة.
    ترك العمل في الشرطه بناء على رغبته بالمعاش الاختياري.
    اخر وظيفه تقلدها في الشرطة كانت مدير لشرطة مديرية النيل.
    تفرغ بعد نهاية عمله في الشرطه للنشاط الادبي والثقافي في مدينة عطبرة وله تحت الطبع كتاب (قرأت وسمعت وشاهدت)
    ومجموعه قصصيه تحت اسم (ميلاد جديد) العميد معاش مختار طلحه محمد رحمه اوضح الاتى :
    انه وفى شهر مارس 1970 ونتيجة لمعلومات كانت تصلهم عن وجود مهربين يقومون بادخال السلاح من معسكرات المعارضه السودانيه في اثيوبيا الى السودان عن طريق مدينة الكرمك الحدودية
    ومن ثم تصل هذه الاسلحه الى الجزيرة ابا معقل الانصار وبعض القوى المناوئة للنظام المايوى والمحسوب على الحزب الشيوعى (حينها).
    كانوا يقومون بعمليات رصد دقيقة عن طريق بعض العيون والعملاء المزدوجين والذين تمكننا من العمل عن طريقهم لاختراق المعارضة السودانية
    في يوم الاثنين 31 مارس 1970 تحركت ومجموعة من العساكر لتمشيط تلك المنطقة ولم تكن لدينا اي معلومات على ان الامام الهادى المهدى المهدي يمكن ان يعبر عن طريق الكرمك
    وكنا نلقي القبض على كل المشتبه فيهم ونرسلهم الى مدينة مدني وتكون تهمهم بان هناك شكوكا تدور حولهم في تهريب اسلحة.
    في نفس اليوم وصلتنا معلومات من مراقب الطرق في الكرمك بان هناك أفرادا يرتدون جلاليبا بيضاء ويحملون معهم حقائب, وهذا المنظر غير مألوف بالنسبه له بل وقال لي أنه على يقين أنهم يهربون الاسلحه ,
    طلبت منه أن يذهب معي للمكان الذي أوصفه لي لكنه رفض تحت دعاوي التعب فقمت على الفور مصطحباً مجموعة من رجال البوليس واتجهنا الى البحث عنهم في الاماكن التي توقعنا أن نجدهم فيها,
    علمنا من سكان قرية اونسة أن الأشخاص المعنيين نزلوا من عربة لوري ماركة اوستن كانوا يستغلونها وبدأوا في التحرك صوب الأراضي الاثيوبية وقد كانوا في حالة اعياء وعطش شديدين
    اضافة الى أنهم لا يعرفون الحدود لذلك تعثروا في الوصول الى الحدود وطلبوا من سكان القرية أن يعطوهم ماء للشرب وقد ادخلوهم الى خلوة القرية
    وشاهد أهل القرية أن هؤلاء الناس يحملون اسلحة في ايديهم. وقد كانوا في قمة التعب والارهاق .
    وبدأوا في التحرك سيرا على الاقدام للدخول الى الاراضي الاثيوبيه, علما بأن منطقة العبور تبعد حوالي 3 كيلومترات.
    ويقول الملازم( حينها) مختار طلحة انه تحرك تجاه المكان الذي ارشده اليه شباب القرية بعد أن نزل من عربته ومعه مجموعة مكونة من 7 عساكر لوعورة الطرق هناك ولصعوبة دخول العربات الى بعض المناطق
    وعلمت بأن العدد كبير حسب ما ذكروه لي و عن طريق الوصف استطعت وبمعاونة جنودي في القاء القبض على المجموعة الاولى
    وهي كانت مجموعة الاخوان المسلمين وهم محمد محمد صادق الكاروري وعز الدين الشيخ وعبد المطلب الجزولي
    علما بأنهم كانوا في حالة اعياء وعطش شديدين اضافة الى عدم معرفتهم بجغرافية المنطقه.ومن المؤكد بأن سائق عربتهم كان يعرف الطرق لكنه أغفل عائدا لانه كان خائفا.
    من هم العساكر الذين رافقوك؟
    المرحوم عبيد كمبال والشاويش عشانا والشاويش رمضان سعيد والشاويش عباس محمد عباس ومحمد الامين ووداعه سيداحمد والسائق عبدالرحمن.
    وبعد أن القينا القبض عليهم قلت لسكان القرية انه كان في مقدوركم قبض هذه المجموعة واحضارهم لنا في المركز لأن عددهم بسيط
    لكنهم اوضحوا لي بأن هناك مجموعة اخرى وعددهم كبير فقمت بترك قوة مكونة من اثنين من العساكر مع المقبوض عليهم وتحركت في رفقة 5 عساكر لاحضار البقية
    وكنا نركض خلفهم للحاق بهم وتعبنا من كثرة الركض ونزلت في خور رملي صغير لاتخاذه كساتر دفاعي و لاخذ قسط من الراحة لان مهمتنا لم تكن سوى السيطرة على مهربي السلاح لاالدخول معهم في أي شجار
    وبعد فترة بسيطة سمعت صوت وعندما رفعت راسي شاهدت مجموعةمن الناس تجلس تحت ظل شجرة وهي على بعد حوالي200 متر تقريباً وعرفت انها المجموعة المهربة للاسلحة والتي يجب علينا ان نلقي القبض عليها,
    ولم يكن يدر بخلدي بانهم قادمون من الجزيرة أبا وطلبت من العساكر المرافقين لي بعدم التحرك وقررت الظهور لوحدي لأنهم عندما يشاهدونني سيعتقدون انني اقود قوة كبيرة وليس 5 اشخاص فقط
    وظهرت لهم من على البعد وقلت لهم بأن البوليس يحيط بكم من كل الاتجاهات وعليكم بالقاء السلاح فوراً وقد وجموا ونجحت خطتي وطلبت من العساكر التحرك نحوالمجموعة,
    في هذه اللحظات بدأت هتافات غريبة حيث كانوا يرددون الله أكبر... ولله الحمد .... الله أكبر ولله الحمد وأنا حقيقة اندهشت وهذه هي المرة الاولى التي نقبض فيها على مجموعة من مهربي السلاح فيهتفوا في وجوهنا
    ولكن هذه الهتافات لم تشتت تفكيرنا بل تقدمنا نحوهم وحاصرناهم حيث طلبنا منهم القاء السلاح ارضاً وبدأوا في اخراج سلاحهم
    وعندماشعروا بصغر حجم قوتنا بدأوا في المقاومة والعصيان وقلت لهم لا داعي للمقاومة ونحن كقوة بوليس لدينا حق الدفاع الشرعي ويمكن أن نطلق عليهم الرصاص تعطيلاً أو قتلاً,
    هذا الحوار كان يتم مع تلك المجموعة ومن المحتمل ان من كان يتحدث معي هو الفاضل بن الامام الهادي وكل ما كنت اعتقد انني كنت اخاطب مجموعة من مهربي السلاح
    وقلت لهم لا داعي من المقاومة ونحن لا نود ان نخلق اي صراع معكم,
    ولكن في الاخير رفع أحدهم صوته قائلاً (يا اخوانا لا تستعملوا القوة نحن هنا ومعنا الامام الهادي المهدي)
    هذه الجملة التي سمعتها كانت لحظة مفصلية بالنسبة لي وقد تلاشى الامر الذي كان يدور في راسي والان امامي الامام الهادي المهدي الذي اعرفه,
    وفكرت في أن هذا الشخص هو امام الانصار وسيكون دوري هو القاء القبض عليه واخذه الى منزلنا ومن ثم ساوصله الى الدمازين عن طريق عربة ومن هناك ساذهب معه بطائرة هلوكبتر الى الخرطوم
    هذا بالضبط ما فكرت فيه في تلك اللحظات وانه لن يحدث مطلقا اطلاق نار بيننا ويجب علي ان أعامله بالشكل الذي يليق به وبمكانته كامام للانصار
    وبهذا الاحساس ركضت في اتجاه الامام الهادي المهدي لاصافحه واعرفه بنفسي لانه سبق وأنا كنت قد التقيته من قبل
    اضافة ان والدي كان انصارياً بل ووكيلاً للامام في مدينة بربر وهذا اعطاني احساسا كاملا بالامان,
    ولكن وبكل اسف عندما مددت يدي لاصافحه يبدو انهم ونسبه لرهبة تلك اللحظات تصوروا انني اود اطلاق الرصاص عليه وأنا لم أكن أحمل مسدساً
    لأن مسدسي وقع مني اثناء مشاجرتي مع الفاضل بن الامام الهادي المهدي
    علماً بأن هذه المسافة كانت تقدر ما بين 3 الى 4 امتار وكما تخيل أن مدي ليدي تجاهه لم يكن بصدد مصافحته انما بصدد ضربه برصاص المسدس,
    وكان رد فعل الامام ان دفرني وانا في ذلك الوقت كنت ضعيف البنية ووقعت على الارض ووقع هو من فوقي
    ودار صراع بعدها وأنا ملقى على الارض بيني وبين ابنه الفاضل ونحن في الارض نتصارع في تلك اللحظات تخلص مني الامام الهادي بقوة
    بعد أن رفسني برجله ورجع الى الخلف واتخذ لنفسه ساترا وراء الاشجار
    وجلس في حالة قيام للضرب واضعا ركبتيه على صدره ويده اليمنى في فتحة القميص حتى تمكن من اخراج مسدسه, انا لم اكن اراه بشكل جيد.
                  

04-04-2020, 00:36 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: خالد العبيد)

    الجزء الثاني من الحوار شاهد عيان يروي تفاصيل عملية اغتيال الامام الهادي المهدي

    اجرى الحوار عبد الوهاب همت
    ولكن رجل البوليس المرحوم عبيد كمبال كان يرصد كل حركته وفي لحظة محددة سمعت العسكري عبيد كمال مكرراً الجملة ثلاث مرات :
    ( يا زول ما تطلع المسدس...يا زول ما تطلع المسدس ...يا زول ما تطلع المسدس)
    وفي تلك الاثناء قام المرحوم عبيد كمبال بتصويب بندقيته نحو المرحوم الامام الهادي وضربه بطلقة واحدة في فخذه الايمن مما أدى لتعطيل المرحوم الامام الهادي المهدي امام الانصار,
    وقد انهاروا جميعاً بعد ذلك واستطعنا السيطرة عليهم سيطرة كاملة وانتهى الامر في تلك اللحظات.
    كل الذين من حولنا حتى من عناصر البوليس والذين لم يكونوا يعلمون بأن من بين هؤلاء الناس الامام الهادي المهدي,
    وأنا على الفور طلبت ربط جرحه بالعمة واخطرت أفراد القوة انني متحرك في اتجاه مستشفى الكرمك لاحضار الطبيب لكي يقوم بالاسعافات اللازمة
    وعندما وصلت الى المستشفى طلبت من الدكتور أن يذهب لانقاذ الشخص المطلوب لكني لم افصح له عن هويته
    لكن الدكتور رفض الذهاب وقال انه لا يمكن ان يذهب الى الخلاء وطالب ان نحضر له الشخص المصاب,
    وعندها قمت بارسال عربة الى هناك لاخذ الامام الهادي المهدي من ذلك المكان ليتم اخذه الى الدمازين وعندما ذهبوا الى هناك وجدوه قد فارق الحياة
    وعن طريق اللاسلكي اوصلنا معلوماتنا الى الدمازين
    ومن هناك الى ود مدني حيث رئاسة شرطة الاقليم وقد علمت بان نميري اصدرتعليماته بان لا ناخذهم الى الدمازين او الخرطوم انما يتم اعدامهم ودفنهم هناك
    وحتى جثمان الامام الهادي يجب أن لا يحضر الى الخرطوم انما يدفن في نفس المكان
    وتحركت قوة من حامية الدمازين وقابلت العربة التي ارسلتها للسيد الامام الهادي في منتصف الطريق وقد دفنوه في منطقة تقع ما بين الكرمك والدمازين
    وانا اخذت معي بقية المتهمين الى الكرمك حتى فرغت من اجراءاتي البوليسية ورحلتهم في الصباح الباكر
    وعندها كانت فكرة الاعدامات قد انتفت وانا اصريت على عدم ارسالهم الى الدمازين ثم يتم تسفيرهم الى الخرطوم.

    - هل كنت قد أفصحت للدكتور عن اسم الشخص المصاب؟
    لا حتى تلك اللحظة لم اذكر اسمه اطلاقا.
    - ماهو اسم الدكتور؟
    ميرغني سليمان.
    - ولماذا لم تقم بالافصاح عن اسمه؟
    لاسباب أمنيه خاصة وان معسكرات الانصار كانت على مقربه منا ورغم ذلك حدث هلع كبير في المنطقه.
    - رفض الدكتور ميرغني سليمان الذهاب معك الى الخلاء ماذا حدث بعد ذلك؟
    قمت بارسال عربه للذهاب الى مكان الحادث وقد كانت مشتركة فيها عناصر من الجيش والشرطة وشددت عليهم في ضرورة أن تصل عربة المجروس التي كانوا يستغلونها الى مكان الحادث
    وكنت قد قلت لهم اذا وجدتم الشخص حيا يجب احضاره الى مركز الكرمك واذا توفى فقد كان في حوزتهم خطاب مني الى حامية الدمازين
    ليتم احضار طائرة هيليكوبتر ويرحل الى الخرطوم وعندما وجدوه قد توفى اتجهوا صوب الدمازين..
    - ماهو دور الضابط حسن دفع الله؟
    هو كان ضابط استخبارات وكان قد حضر قبل الحادث ليراقب الاسلحه وتهريبها
    وقد ظهر لي الملازم حسن دفع الله بطريقة مموهة باعتبار انه صاحب مشروع وقد جاء لجمع معلومات حول تهريب الاسلحه
    وكان يأتي ليجلس معي لكني كشفته له خطته من يومها الاول وفي الاخير قال لي بأن الشريف حسين الهندي يتواجد هناك ويشرف على المعسكرات.
    - هل نسقت مع الضابط حسن دفع الله؟
    نعم طلبت منه احضار بلتون من الجيش في الدمازين لنحتفظ به للطواريء في مكان بعيد حتى لايراهم الناس ويوصلوا المعلومه الى المعرضين في المعسكرات.
    حسب ماورد من معلومات في ذلك الوقت وكذلك روايات الشهود تقول بأن هناك جمالا محمله بالسلاح كانت تتحرك على الحدود الاثيوبيه السودانيه مامدى صحة هذا الكلام وأنت شاهد عيان على الاحداث؟
    نعم هذا الحديث صحيح.
    - أنت أوكلت لك مهمة مراقبة الحدود هل فكرت في اختراق معسكرات المعارضة في اثيوبيا ومتابعة الذين يتحركون منها واليها؟
    نعم عملت على كسب ثقة المعارضين عن طريق عميل مزدوج.
    الذي أعلمه بأن الاستاذ مهدي ابراهيم مستشار الرئيس عمر البشير حاليا كان ضمن الذين يدخلون ويخرجون من الكرمك الى معسكرات المعارضة لعدة مرات وفي رفقة اخرين
    - لكنكم لم تتمكنوا من القاء القبض عليهم هذا يعني أن الحدود كانت مستباحه وغير مراقبه بشكل جيد ماذا تقول؟
    حتى نكسب ثقة الاثيوبيين والمعارضين السودانيين عملنا وعن طريق العميل المزدوج تسهيل خروج ودخول مهدي ابراهيم وملامحه كانت تشبه سكان المنطقه وكان يرتدي سروالا وعراقي, لذلك دخوله وخروجه كان سهلا .
    - أنت تتحدث بثقه شديدة هل رحلتم اخرين معه من الاسماء المعروفه وكنتم تعرفونهم؟
    نعم رحلنا عثمان خالد مضوي والمرحوم محمد صالح عمر عن طريق اللاندروفر. كل هذه الرحلات سهلناها عن طريق اللاندروفر وكنا نتابع كل شيء ونعرف خطواتهم.
    - هل كنتم لاعبين بالمكشوف معهم؟
    لا ابدا هم لم يكونوا يعلمون بأننا نراقبهم
    - اذا كم عدد المرات التي رحلتم فيها فيها الاساتذة مهدي ابراهيم وعثمان خالد مضوي والمرحوم محمد صالح عمر الى داخل االاراضي السودانيه؟
    قمنا بذلك مرتين مرة عن طريق لوري والمرة الثانيه عن طريق اللاندروفر.
    - أنت تتحدث عن اللاندروفر كأنه شيء معلوم هل لك بتوضيح أمر هذا اللاندروفر؟
    نعم سأوضح لك كل شيء مادام البعض أراد أن يزور التأريخ وشهوده أحياء وأريد أن ألقي الضؤ على كفاءة الشرطه السودانيه في ذلك الحين.
    كان لدينا عدة مصادر أستطعت بها الحصول على معلومات ممتازة وكذلك نجحت في خلق عميل مزدوج
    - هل لك بالقاء الضؤ على هذا العميل المزدوج؟
    نعم بالتأكيد.
    - ماهي جنسيته؟
    سوداني الجنسيه.
    - ماهي مهنته؟
    تاجر من تجار سنجه وهو رجل متدين
    - وكيف عثرت عليه أوتعرفت عليه؟
    أتذكر أنني سمعت طرقا على باب منزلي في منتصف الليل أي بعد الساعه الثانيه عشر وقد وجدت الرجل أمامي
    وقال لي أنه على صله جيدة بالاثيوبيين كتاجر , لكن عن طريق المفتش الاثيوبي في مدينة أصوصا الاثيوبيه طلبوني هناك ووجدت الشريف حسين الهندي موجودا وقال لي :
    ( أنا لم أقم باختيارك وانما الاثيوبيين هم من قاموا باختيارك لانك تعرفهم وعلاقتك بهم جيدة وانا لاأعرفك لكني أريدك لمهمه وطنيه كبيرة.
    لدينا ناس نريد ترحيلهم من الجزيرة أبا الى المعسكرات ولدينا أسلحه نود ادخالها ونطلب منك أن تكون كحلقة اتصال)
    وطرح علي السؤال الاتي : هل تقبل هذا التكليف أم لا؟ وانا فكرت لانه في حالة رفضي ربما قام الاثيوبيون بقتلي , لذلك بسرعه شديدة أجبتهم بالموافقه في القيام بهذا العمل.
    عندها قام الشريف حسين الهندي بتسليمي مبلغ2 الف جنيها سودانيا لشراء عربه جديدة للتحرك بها وقد أخرج الرجل المبلغ من جيبه وقد شاهدته بعيني
    وقال هذا المبلغ في جيبي ومن طريقي هذا سأذهب الى منزلي لاخذ اولادي وزوجتي وأنه لايمكن أن يقوم بادخال سلاح يقتتل به أبناء الوطن الواحد
    وقد كان ممتعضا وقال لي أتيت لتبليغك واعتبارا من صباح الغد أنا مغادر لهذه المنطقه ولن أعيش فيها أبدا.
    هذا الشخص كان لديه نسيب (شقيق زوجته) عقيد في الجيش السوداني اسمه عزالدين عبدالمجيد.
    كنت قد طلبت منه أن يتناقش معه لانه ربما وجهه الوجهه الصحيحه ورجوته في عدم التسرع وشددت في قولي له بأنه سيقودنا الى القاء القبض على هذه المجموعه المتحركة وهدفنا هو عدم وقوع مجازر في البلد
    وفي الاخير اقتنع بكلامي وذهب لمقابلة نسيبه الضابط عزالدين عبدالمجيد والذي أقنعه في ضرورة الاتصال بمأمون عوض أبوزيد ومجموعته والذين قالوا له هذا رأس خيط سيقودنا في القاء القبض على هذه المجموعه وعلى الاسلحه التي ستدخل الى البلاد.
    وقد طلبوا منه أن يقوم بشراء عربه لاندروفر ليرحل بها مجموعة الناس الذين طلبوا منه ترحيلهم , وفي لحظة دخول السلاح سيتكون القوات السودانيه جاهزة للقبض عليها.
    - هل قام العميل المزدوج بترحيل بعض الناس كما طلبوا منه؟
    نعم قام بترحيل بعض الناس عن طريق سائقه عبدالرحمن بليل وهو يمت له بصلة القربى.
    - أود أن ارجع بك مرة أخرى للوراء قليلا عندما ذهبت عربة المجروس وهي تحمل القوات المشتركة من الجيش والبوليس ووجدوا المرحوم الامام الهادي المهدي قد فارق الحياة ماذا فعلت؟
    - وهل تولى زمام الامور بعد ذلك ضابط الحكومات المحليه هناك السيد أحمد حسين بامسيكا؟
    ناس الجيش كانوا قد حضروا بشكل كبير وقد قال لهم الضابط حسن دفع الله بأن الجيش قد خاض معارك شرسه وأنهم كسروا مخزن السلاح وأتوا بكل قوة المركز ومعهم مفتش الحكومات المحليه أحمد حسين بامسيكا
    ونتيجة لهذه المعلومات كانوا قد تحركوا وقد قابلوني في مدخل الكرمك وأذكر أن أحمد حسين بامسكا كان يرتدي جلبابا ابيضا ويحمل مسدسه
    وقال لي بأن هناك معركة كبيرة وهناك أعداد كبيرة من مهربي السلاح فانتحيت به جانبا وقلت له بصوت خفيض هؤلاء الناس هم الامام الهادي المهدي ومجموعته وأن أحد العساكر قد أصاب الامام الهادي
    وأواضحت بأن عدد العساكر الذين يرافقونه كبير ولابد من رجوعهم الى المركز وطلبت منه ان يذهب لتأمين المنطقه الى أن أعود اليه مرة أخرى
    وقد كان مايويا متحمسا جدا, وعندما وصل الى مكان الحادث لسؤ الحظ كان الامام الهادي قد فارق الحياة نتيجة للنزف الحاد وقد كان المرحوم سيف الدين الناجي يضع الامام الهادي في (حجره)
    وكان هناك خال الامام السيد محمداحمد المصطفى , وقد طلب بامسيكا من سيف الدين الناجي أن يقوم لكن الاخير رفض وقال له أن الامام مات لذلك لن أضعه في أرجلي
    وطلب من بامسيكا النهوض مرة أخري لكن سيف الناجي رفض طلبه مجددا.فما كان من بامسيكا الا وأن أطلق عليه 3 رصاصات من مسدسه استقرت في صدره,
    وبعد ذلك طلب من أحد العساكر أن يطلق عليه الرصاص لكن العسكري رفض ذلك لان سيف الدين الناجي لم يبدي أي نوع من المقاومه ,
    فأمر بامسيكا من جنديا اخر واسمه وداعه سيداحمد أن يطلق الرصاص ففعل الاخير وقد توفى سيف الدين الناجي مباشرة بعد أن أصيب بالرصاص
    - كم كانت المسافه مابين المرحوم سيف الدين الناجي ووداعه سيداحمد عندما أطلق عليه الرصاص؟
    المسافه كانت مابين ثلاثه الى 4 أمتار وهذه تعتبر جريمة قتل عمد لانه ضرب أحد المتهمين وهو مجرد من السلاح,
    وكنت قد طلبت أن يفتح بلاغ بالمادة 251 ضد احمد حسين بامسيكا , وفي ذلك الوقت وصلتني أوامر بأن الوقت غير مناسب لفتح بلاغ ضد هذا الشخص.
                  

04-04-2020, 00:52 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: خالد العبيد)

    اجرى الحوار عبد الوهاب همت

    - لماذا لم تقوموا بنقل الامام الهادي من المكان الذي جرح فيه الى المستشفى بدلا عن احضار الطبيب الى مكان الحادث فربما ساعد ذلك في انقاذه من الموت؟
    المنطقه التي وقع فيها الحادث كانت وعرة جدا وكلها جبال وأوديه وتبعد حوالي الميلين عن اخر نقطه يمكن للعربات أن تسير فيها.
    - اذا كيف نقلتم بقية المتهمين الذين قبضتم عليهم؟
    هؤلاء أخذناهم سيرا على الاقدام في منطقة أكثر وعورة ويستحيل أن تقود فيها أي سيارة,
    اضافة الى أن المتهمين كانت في حوزتهم أشياء كثيرة قبضت معهم.
    وفي الاخير وبعد عودتنا الى مكان الحادث اضطررنا لاستخدام عربات مجروس لانها عربات قويه ويمكنها السير في بعض الطرق الوعرة.
    - عندما دونتم البلاغ في نقطة بوليس الكرمك هل ذكرتم بأن المتوفي هو الامام الهادي المهدي أم أنكم لم تذكروا الاسم لاسباب أمنيه؟
    عندما أنتهينا وعدنا الى مركز الكرمك كان جثمان الامام الهادي قد تم ترحيله وكان الامر قد انكشف وعرف الجميع بالامر.
    - من أوصل معلومة أنكم قبضتم على الامام الهادي ومجموعته الى الجيش هل قام بذلك أحمد حسين بامسيكا أم أنت؟
    المعلومات كانت تصدر عن طريقي وأنا عملت اشارة لمدير البوليس في مدني وهم حولوها الى مدير البوليس في الخرطوم وقد قام بدوره في تحويلها الى وزير الداخليه.
    المعلومات كانت قد انتقلت بسرعه وكلها كانت قد صدرت مني باعتباري الضابط المسئول في الكرمك
    وكنت قد أرسلت برقية لمساعد مدير الشرطه قلت له أهنئكم بنجاح بوليس نقطة الكرمك في القبض على الامام الهادي ورفاقه ..قف.. الامام الهادي عدو الله ..قف.
    - من قام باستلام جثمان الامام الهادي المهدي هل هي القوات المسلحه أم جهات أخرى؟
    كانت قد أتت تعليمات من الرئيس جعفر نميري بدفنهم في مكانهم .
    - من تلقى هذه التعليمات؟
    هذه التعليمات لم تصلنا بشكل مباشر ونحن كان المطلوب منا هو القيام باجراءات البوليس العاديه وكان واجبنا أن نسلم الجثمان وكل المضبوطات الى حامية الدمازين .
    - هل وصلتكم أوامر باعدام بعض الناس؟
    لا نحن كقوات بوليس لايطلب منا ذلك ولكن في الدمازين تم اعدام محمد أحمد المصطفى خال الامام الهادي.
    - هل كنت مع المجموعة التي دفنت الامام الهادي؟
    لا أنا لم أكن مع تلك المجموعه
    - هل كنت تعلم بامكان القبور؟
    لا وفي أيام نميري لم يفصحوا عن قبور هؤلاء الناس.
    - قلت انك قمت باجراء ماهو مطلوب من البوليس مثل التحريات الاوليه مع المقبوض عليهم علما بأنهم كانوا يحملون اشياء كثيرة وقيمه كما علمت هل قمت بجرد هذه الاشياء لوحدك أم استعنت باخرين؟
    أي تحرك كنا نخطر به مساعد مدير البوليس بعد أن قبضنا على هذه المجموعه.
    - هل كونتم لجنه لحصر ممتلكات هؤلاء الناس؟
    نعم كوننا لجنه لحصر الممتلكات.
    - هل لك بذكر اسماء اعضاء هذه اللجنه ومواقعهم الرسميه؟
    نعم الصول صديق جبارة والسيد أحمد حسين بامسيكا ضابط الحكومات المحليه في المنطقه والسيد وكيل بوستة الكرمك والسيد بشير نايل (مك الكرمك) والسيد عثمان سعيد رئيس اتحاد الشباب السوداني في الكرمك والسيد فرح الشاذلي اضافة لشخصي. .
    - يقال بأن الامام الهادي المهدي في ليلة مغادرته للجزيرة أبا جمع كميات كبيرة من ثرواته معه وفيها مبالغ ماليه ضخمه وبعملات أجنبيه وكميات من الذهب والمقتنيات الاثريه ماذا وجدتم في حوزتهم بالضبط من الاشياء التي حصرتوها؟
    أولا وجدنا سيف مقبضه من الذهب الخالص ومكتوب عليه هديه من الملك جورج الخامس للسيد عبدالرحمن المهدي عام 1925 م.
    ثانيا مبالغ ماليه موجودة داخل كيس توزيعها كالاتي: عشرة ألف وعشرون جنيها استرلينيا و948 ورقه من فئة العشرة جنيها سودانيا و3000 ورقه من فئة الخمس جنيهات. و550 ورقه من فئة الخمس وعشرون قرشا عمله قديمه.
    وخمسه وعشرون الف وتسعمائه وسبعه وستون جنيها وخمسمائه وخمسون قرشا عملات مختلفه. 28 جنيها مصريا. و1000 ليرة ايطاليه و19 ليره لبنانيه.
    مبالغ أخرى وجدت داخل شنطه حمراء مصنوعه من الجلد وهي صغيرة الحجم والمبالغ كالاتي :
    6300 من فئة الجنيه السوداني و5000 فئة العشرة جنيه سوداني و2000 من فئة الخمس جنيهات السودانيه و950 فئة الخمسون قرشا سودانيا ومجموعها كان أربعة عشر الف وستمائه وخمسون جنيها لاغير.
    وقد وجدت بحوزة المعتقلين الاتيه اسماءهم المبالغ ودونت بدفتر الامانات :
    - محمد محمد صادق الكاروري مبلغ ثلاثه وعشرون جنيها سودانيا وعشرة جنيهات فئة الخمس جنيهات عمله قديمه واحدى عشر جنيها فئه قديمة وأتنين جنيه عمله جديدة ودون ذلك تحت القيد 64 بتأريخ 31 مارس 1970 بدفتر الامانات.
    - عمر مصطفى حسن مبلغ سبعمائه وستون جنيها وستون جنيها فئة العشرة جنيهات قديمه تحت القيد65 بتأريخ 30 مارس 1970.
    - ألم تعثروا على أسلحه مع المقبوض عليهم؟
    نعم قبضنا على أسلحه وتصنيفها كالاتي :
    الهادي عبدالرحمن المهدي مسدس اوتوماتيكي واحد خزنه استيرلنج معبأة ومحمد علي يونس مسدس اوتماتيكي عيار 38 خزنه استيرلنج معبأة بجفير
    ومحمد محمد صادق الكاروري مسدس عيار 38 وعباس أحمد عمر مسدس عيار 38 ومحمد أحمد المصطفى مسدس عيار 38 وعزالدين الشيخ مسدس عيار 38
    وعمر مصطفى حسن مسدس عيار 38 و182 طلقه عيار 45 وواحد مسدس صغير اوتوماتيكي و75 طلقه عيار 38 و18 طلقة مسدس اوتوماتيكي و8 طلقات أبوخمسه جبخانه مختلفه
    ووجدت بحوزة المتهمين وعددها 402 طلقه وخنجرين وسكينين ومطواة. ونحن نجزم بأن الجميع كانوا يحملون أسلحه بيضاء ماعدا عبدالمطلب الجزولي وسيف الدين الناجي
    - هل وجدتم أي مستندات أو أوراق ثبوتيه تخص ممتلكات ثابته كالعقارات أو كتب أثريه مثلا؟
    وجدنا عدد بقجتين موضحه كالاتي : شنطتين وعدد اربعه شنط وعصاة واحدة تخص الهادي عبدالرحمن. ووجدنا داخل الكيس الذي به النقود والساعات الثائق الاتيه
    - فايل يخص أسس المفاوضات للتفاهم والمكاتبات مع ثورة مايو.
    - فايل يخص القضيه 67و68 دائرة الامام المهدي (الاستاذ أحمد خير المحامي)
    - فايل به مكاتبات وخطابات خاصه للهادي عبدالرحمن المهدي.
    - فايل يخص دائرة المهدي الخصوصيه.
    - فايل يخص التوعيه والتهيئة والاعداد.
    -وثائق مختلفه وجدت بحقيبة الامام الهادي.
    - خطاب فاروق البرير المحامي للامام الهادي.
    - خطاب من قوة بوليس الخرطوم للهادي المهدي.
    - خطاب من الامام الهادي للملك فيصل.
    - خطاب من الشريف حسين الهندي للامام الهادي المهدي.
    - خطاب من الصادق المهدي للامام الهادي.
    - تقول بأنه كانت هناك شنط هل قمتم بكسر هذه الشنك أو هل تحصلتم على المفاتيح بالقوة من المتهمين؟
    ابدا المفاتيح التي فتحنا بها الشنط أخذت من جيب الامام الهادي المهدي بعد أن سقط على الارض وتم اخراجها من سلاحه
    - من قام بذلك؟
    أنا قمت باستخراج المفاتيح
    - ومن قام باخراج السلاح؟
    العساكر هم من قاموا باستخراج السلاح.
    - ماذا حدث بعد حصر هذه المتلكات ؟
    قامت اللجنه بتدوين وتشميع كل هذه الاشياء الثمينه من نقود وساعات ومستندات .
    أما مابداخل الشنط من ملابس فقد اكتفينا بتفتيشها وتدوينها وارجاعها الى امكانها وقد انتهينا من الحصر في حوالي الساعه الثالثه من صباح اليوم التالي الموافق الثلاثاء الاول من أبريل 1970
    وبعد ذلك شرعنا في ترحيل المعتقلين بواسطة عربة من القوات المسلحه بالاضافه لعناصر من الشرطه
    وقد أفادني البوليس الذي رافق المعتقلين بأنهم وجدوا في مطار الدمازين طائرة كانت تنتظرهم لترحلهم الى الخرطوم وقد حدث ذلك في نفس اليوم.
    وفي حوالي الساعه السابعه من نفس اليوم كان قد حضر الينا الضابط بركات محمد بركات موفدا من السيد مساعد الشرطة في مدني لاخذ المضبوطات
    وقد سلمتها له بكشوفات مرفقه وقد تحرك بها في اليوم الرابع من ابريل 1970 في تمام الحادية عشر صباحا.
    أود أن أشير الى أن هذا التقرير كان قد استخدم في المحكمة التي قامت بمحاكمة المتهمين في قضية الجزيرة أبا
    وكان قد ترأسها العميد معاش الفاتح بشارة وقد تجاوز عدد المتهمين المائه وفي الاخير صدر عفو عام من نميري ضد المتهمين باعتبارهم مضللين.
    - أثناء حصركم لهذه الممتلكات هل حاول البعض من عضوية لجنة الحصر أخذ بعض الاشياء؟
    نعم حدث ذلك لكني كنت حاسما في الامر ولم يتجرأ أحد بعد ذلك لاخذ شيء.
    - ألم تجدوا اشياء صغيرة وثمينه داخل هذه المقتنيات؟
    نعم كانت هناك مقتنيات صغيرة وثمينه مثل ساعات جوفيال ودوناها .
                  

04-04-2020, 01:10 AM

خالد العبيد
<aخالد العبيد
تاريخ التسجيل: 05-07-2003
مجموع المشاركات: 21983

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: خالد العبيد)

    الجزء الرابع : عبدالوهاب همت
    الخطاب كان تحريضيا على ثورة مايو وعندما قرأ الخطاب أحمد حسين بامسيكا مفتش الحكومات المحليه أمر بارسال برقيه للامن العام بالخرطوم طالبا بالقاء القبض على فاروق البرير وقد كانت وجهة نظري أن لانتدخل في أي عمل لايعنينا وعلينا فقط بارسال المضبوطات.
    - ماهي ردة فعل وزارة الداخليه أو الرئيس نميري في ذلك الوقت؟
    لأ اذكر أنه أتتنا تعليمات لدفنهم في نفس المكان الذي قتلوا فيه
    - لكن الرئيس جعفر نميري كان قد نسب الامر وقال ان القوات المسلحه هي التي ألقت القبض على هذه المجموعه هل سمعت هذا الكلام في حينها؟
    يجب أن أنوه الى أن تقرير نميري حول الاحداث لم يكن صحيحاً كما أن بعض الصحفيين ذكروا معلومات لم تكن صحيحة
    وقد ذكر احدهم بان الامام الهادي عبد الرحمن المهدي قد تم احضاره الى الخرطوم وهناك قتل عن طريق احد اعضاء مجلس قيادة (الثورة),.
    - أبناء الامام الهادي المهدي ماهي ردة فعلهم في تلك الفترة؟
    ابناء الامام المرحوم الهادي المهدي بعضهم ارادوا المتاجره بقضية والدهم تحت دعاوي انه حي وهو في غيبة مامورة سيذهب ويحضر منها مرة اخرى.
    والسيد ولي الدين بن الامام الهادي المهدي كان يقول أن والده حي يرزق وهو في غيبة مأمورة ولم يتعرض لاي أذى , وقد شاهده بعض الناس في مكه .
    واذكر أنني رديت عليه قائلا له(لايمكن لشخص عاقل أن يتاجر بوفاة والده لاغراض سياسيه ويدعي بأن والده حي وهو يعلم أنه قد فارق الحياة أمام أعيني,
    والمؤسف أنه يتاجر بالاسلام ويقول أن الامام سيأتي في يوم من الايام ليملأ الارض عدلا بعد أن ملأت جورا, وانا كشفت الحقائق بعيداً عن اي تأثير سياسي أو اعلام صحفي.
    - من قتل محمد أحمد المصطفى خال الامام الهادي المهدي وأين تم اغتياله؟
    المرحوم محمد احمد مصطفى قتله عساكر القوات المسلحه عندما قابلوهم في منتصف المسافه مابين الكرمك والدمازين.
    الاخوان المسلمين هم الذين حرضوا الامام ليقاتل في جزيرة معزولة..
    - ماهي أنواع الاسلحه التي وجدت في حوزة المتهمين وأين دونت؟
    هذه سجلت في دفتر الامانات في مركز الكرمك وسلمناها للحراسة العامة والتي كان المسئول الاول عنها هو السيد مامون عوض ابو زيد والاسلحة التي ضبطت في حوزتهم كانت كالاتي :
    المام المهدي في حوزته مسدس اوتوماتيكي واحد خزنة استيرلنق معبأة والمرافقين له وهم محمد علي يونس مسدس اوتوماتيكي عيار 38 معبأه
    وكذلك مع كل من محمد محمد صادق الكاروري وعباس أحمد موسى ومحمد أحمد مصطفى وعز الدين الشيخ موسى وعمر مصطفى حسن وكل منهم كان يحمل مسدساً من نفس النوع
    اضافة الى 182 طلقة عيار 35 ومسدس اوتومايتك صغير تابع لعمر مصطفى و75 طلقة عيار 35 و18 طلقة مسدس اوتوماتيك و38 طلقة ابو 5 وجملتها كانت :
    182 طلقة عيار 85 و75 طلقة عيار 75 و8 طلقات ابو 5 جبخانه مختلفة وجدت بحوزة المتهمين وعددها 402 طلقة والجميع كانوا يحملون طلقة ما عدا عبد المطلب الجزولي وسيف الدين الناجي.
    أنا تعاملت مع الحدث كضابط شرطة محترف واي طرف ثاني تعامل معه لمصلحة سياسية.
    الرئيس نميري مثلاً أعلن عن وقائع مختلفة حدثت ونسب الامر الى القوات المسلحه والامن مع العلم بأننا كنا قوة صغيرة من الشرطه نجحت في القاء القبض على المرحوم الامام الهادي المهدي
    لان هناك المئات من القوات المسلحه كانت تحيط بالجزيرة أبا ورغم ذلك تمكن الامام الهادي ورفاقه من التسلل منها.
    - هل تذكر اسماء الذين غادروا الجزيرة أبا في رفقة الامام الهادي المهدي؟
    المجموعه الاولى كنا قد قبضنا عليها أما الاسماء كاملة فقد علمت بها لاحقا وهم :
    المرحوم الامام الهادي المهدي والمرحوم محمد محمد صادق الكاروري وعزالدين الشيخ وعبدالمطلب الجزولي وعباس احمد عمر والمرحوم محمد علي يونس
    والمرحوم الفاضل الهادي المهدي والمرحوم محمد أحمد المصطفى والمرحوم سيف الدين الناجي والمرحوم العمدة عمر مصطفى.
    وقد أثبتت التحريات أن هذه المجموعه انقسمت الى مجموعتين المجموعه الثانيه كانت قد نجحت في التوغل الى داخل الاراضي الاثيوبيه.
    - ماذا حدث بعد انتهاء الاحداث هل واصلت عملك في الكرمك أم تم نقلك لمكان اخر وهل تمت ترقيتكم أم لا؟
    بعد تلك الاحداث تمت ترقيتي ونقلي الى مدينة يامبيو في جنوب السودان حفاظا على حياتي وقد كرمني الرئيس نميري بمنحي وسام الشجاعه وقد قلدني له السيد ابيل ألير نائب رئيس الجمهوريه.
    كان هناك رأي أن يتم نقلي للعمل في سفارة السودان في الجزائر ولكن رأى البعض أن وجودي في السودان أأمن لي من العمل خارج السودان.
    ومن يامبيو تم نقلي الى توريت في الاستوائيه ومنها نقلت الى بورتسودان وبعد ترقيتي تم ابتعاثي الى جمهورية المانيا الاتحاديه لمدة عامين.
    - عقب انتفاضة مارس أبريل المجيدة 1985 تم تقديمكم الى محاكمه متى كان ذلك بالضبط؟.
    عقب نجاح انتفاضة مارس أبريل 1985 وفي يوم 11 يونيو 1986 وبعد تولي السيد الصادق المهدي تم تكوين لجنة تحقيق في مقتل الامام الهادي المهدي
    وفي 16 أبريل 1987 أمر النائب العام ووزير العدل السيد عبدالمحمود حاج صالح بفتح بلاغات ضد المتهمين.
    تم القاء القبض علينا واودعنا في حراسات الشرقيات في سجن كوبر وظللنا فيها لقرابة الاسبوع في عزلة كامله عمايدور في العالم الخارجي
    وقد بدأت المحاكمات بشكل بطيء في يوم 5 سبتمبر 1988 وقد كونت لجنة تحقيق برئاسة الاستاذ محمد سعيد بدر عن ديوان النائب العام والاستاذ محمد الوسيله وهاشم محمد سليمان وأنور سرالختم
    وكانت التهم الموجهه الينا كالاتي الجندي المرحوم عبيد كمبال القتل العمد تحت المادة 251 والضابط مختار طلحه رحمه ( شخصي) تسبيب الموت بأهمال تحت المادة 256.
    - كم استمر التحقيق معك؟
    استمر التحقيق معي شهرا كاملا وانتهى باطلاق سراحي بالضمان الى حين بداية المحاكمة والتي بدأت بعد عام كامل من اطلاق سراحي بالضمان.
    - من تولى الدفاع عنكم في تلك المحاكمه؟
    أذكر أن العديد من المحامين كانوا قد شاركوا في الدفاع عنا. وكان هناك المحامي الدكتور شداد وصديق كدودة وعبدالباسط سبدرات وهاشم وابوبكر ومكي عثمان.
    كان الدكتور شداد موكلا من قبل العقيد حبيب الله وصديق كدودة موكلا من قبل رجال الشرطه المتهمين في القضيه هم :
    عبيد كمبال ووداعه سيدأحمد ومكي عثمان عن أحمد حسين بامسيكا وعبدالباسط سبدرات عن تيراب الغالي واوكلت انا المحامي الشاب هاشم ابوبكر ، أذكر ان القضيه كانت تتكون من 3 قضايا
    الاولى قضية اغتيال الامام الهادي المهدي المتهمين فيها هم عبيد كمبال ومختار طلحه.
    القضيه الثانيه قضية اغتيال سيف الدين الناجي المتهمين فيها وهم أحمد حسين بامسيكا ووداعة سيدأحمد
    القضيه الثالثه قضية اغتيال محمد أحمد مصطفى خال الامام الهادي والمتهم فيها عبدالله حبيب الله والجندي تيراب..
    أما بقية المتهمين وهم أحمد حسين بامسيكا ممثل الحكومات المحليه (حينها) والجنود وداعه حسين والجندي تيراب فقد وجهت لهم تهمة القتل العمد في قضية اغتيال العمدة محمد أحمد المصطفى ومعهم الرائد عبدالله حبيب الله.
    لابد لي من الاشادة بمواقف عناصر الشرطة الذين رفضوا أن نقدم للمحاكمه باعتبار أننا كنا نؤدي واجبنا الرسمي
    لكن السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء حينها والسيد محمد سعيد بدر أصروا على محاكمتنا .
    الاستاذ محمد الوسيله وزميلنا العقيد شرطه أحمد مختار قدموا اعتراضا للجنة التحقيق على محاكمتنا أنا وعبيد كمبال لاننا كنا نؤدي واجبنا,
    كما أن الاستاذ محمد الوسيله انسحب من اللجنه عندما وجهوا الينا الاتهام والتي كان فيها السيد هاشم محمد سليمان متحاملا كثيرا علينا
    عقب سماع قضية الاتهام مباشرة قامت المحكمة باعلان برائتي من التهمة الموجهه لي ولم ينتظروا الى نهاية المحاكمات ولم أشعر بأي تأثير تعرضت له المحكمة ,
    وقد ساهم الفريق شرطة عثمان الشفيع مشكورا في نقل جلسات المحكمه من أم درمان معقل الانصار الى الخرطوم بعد أن كنت قد تقدمت باعتراضي لان امدرمان تعتبر مركز الثقل لجماهير الانصار وذلك يشكل خطورة على حياتنا
    وقد استجاب سعادة الفريق شرطة عثمان الشفيع واتصل بالهيئة القضائيه وتم تحويل جلسات المحكمة الى دار القضاء في الخرطوم.
    واذكر بأن اعدادا كبيرة من جماهير الانصار كانت تأتي لحضور الجلسات وقد قام الفريق شرطة عثمان الشفيع بارسال قوة من الشرطه كانت تقوم بتفتيش الحضور وتجردهم من الاسلحه البيضاء التي كانوا يحملونها
    وقد كان التفتيش شديدا للشكوك حول البعض ربما كان يحمل اسلحه ناريه, كذلك تم فرض حراسة مشددة على كل المتهمين. وحقيقة كانت وقفة عثمان الشفيع معنا مشرفه..
    كما أن الفريق شرطه علي صديق مدير الشرطه كان قد ذكر لي بعد المحاكمه بأن الانصار بثوا دعاية قويه تقول أن الامام الهادي لم يمت وانما ذهب الى اثيوبيا
    وستكون هناك هجرة من الانصار وأسرة المهدي هي التي قالت ذلك وادعت بأن الامام حي وتجب عليهم الهجرة لنصرته.
    تعرضت لهجوم شرس في وسائل الاعلام عقب نجاح انتفاضة مارس ابريل 1985 من بعض أفراد أسرة الامام الهادي خاصة السيدة وصال المهدي زوجة الدكتور الترابي
    والتي اتهمتني بأن نميري أعطاني مبلغا من المال وقام بترقيتي ترقيه استثنائيه واني قتلت الامام الهادي
    وكان أن رديت عليها وقلت لها بأنني كنت ضابط شرطه صغير ومغمور يؤدي واجبه على الحدود الاثيوبيه حاملا روحه على راحتيه ولم تكن لي أي صله بالرئيس جعفر نميري
    لانني لم أكن أعمل معه (كمستشار لايشار ) او كنائبا عاما يزين القبح ويبارك الاباطيل ويهيء الناس لمبايعة أمير المؤمنين وقد ألقمتها ردودي فاثرت الصمت..
    وقد تعرضت لهجوم كذلك من قبل السيد الصادق المهدي.
                  

04-04-2020, 01:08 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: خالد العبيد)

    Quote:
    موقف الحزب الشيوعي من أحداث الجزيرة أبا

    بقلم: تاج السر عثمان
    سودانيل ٣١ - 03 - 2017

    بعض أعداء الحزب الشيوعي يصورون في محاولات بائسة لتزوير التاريخ، بان الشيوعيين مسؤولون عن احداث الحزيرة ابا.
    معلوم أنه بعد انقلاب 25 مايو 1969م، عارض الشيوعيون ديكتاتورية النميري وقوانينه القمعية و نظام الحزب الواحد ودولة الامن والمخابرات، ورفضوا مشروع العناصر المنقسمة من الحزب لحله وتصفيته وتذويبه داخل السلطة وحزبها الواحد " الاتحاد الاشتراكي"، وعارضوا العملية الانقلابية قبل حدوثها ، رغم الشعارات التقدمية الزائفة التي رفعها النظام، وكانت معارضة الحزب الشيوعي تتلخص في النقاط التالية:
    *ضد مصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية والنقابية، وضد الأوامر الجمهورية وحل الأحزاب والنقابات ومصادرة الصحف بالقانون.
    *رفض نهب ممتلكات المواطنين فيما سمي بالمصادرة والتأميم ، وركز علي سيادة حكم القانون.
    *رفض السلم التعليمي ، والنقل الأعمى للتجربة المصرية دون مراعاة واقع السودان وتنوع ثقافاته وتقاليده.
    *استنكر القمع الوحشي للمواطنين العزل في الجزيرة أبا.
    *عارض ماسمي ب"ميثاق طرابلس " أو الاتحاد الثلاثي بين مصر والسودان وليبيا ، ورفض سياسة المحاور والتدخل في الشؤون الداخلية، وان تكون الوحدة طوعية لاقسرية.
    وفي 28ديسمبر1969م، وبعد سقوط النظام الملكي في ليبيا أول سبتمبر1969م، تم التوقيع علي ميثاق طرابلس بين الدول الثلاث" مصر، السودان وليبيا" والذي شمل الي جانب التعاون الاقتصادي مجالات الدفاع والسياسة الخارجية، والاتفاق علي حتمية الوحدة وضرورة التدرج نحوها. وهنا ايضا انتقد الحزب الشيوعي ميثاق طرابلس، ودعا الي عدم التعجل الي الوحدة دون استكمال مقوماتها، وناقش عبد الخالق هذا الأمر في وثيقته التي قدمها للمؤتمر التداولي في أغسطس 1970 ، أشار فيها الي مقومات الوحدة في الآتي:
    1- تستند هذه الوحدة بين البلدان العربية علي اسس موضوعية وهي تمثل حاجة تاريخية لشعوب هذه المنطقة، ومن هذه الزاوية فالحزب الشيوعي السوداني داعية لهذه الوحدة.
    2- توضع الشروط اللازمة لهذه الوحدة خلال تحول المجتمعات صوب الاشتراكية – خلال فترة التقدم الاجتماعي حينما تصفي قواعد الطبقات الاجتماعية المستغلة وايديولوجيتها التي تستند علي التعصب الوطني الضيق ولا تري مصالح الحركة الثورية العامة في منطقتنا وعلي النطاق العالمي.
    3- لابد من اعتبار الخصائص الاجتماعية والسياسية والثقافية لكل بلد عربي والا يفرض نمط واحد من الأنماط أو من الخصائص لهذا الشعب أو ذاك علي بقية الشعوب.
    4- الشرط الجوهري هو أن تجد الحركة الثورية في كل بلد عربي الصيغة الملائمة للاتحاد بينها في النضال من اجل التقدم والاشتراكية اعتمادا علي استنهاض الجماهير علي اسس ديمقراطية، وأن يكون هذا هو الأساس لاتحاد حركة التحرر الوطني في نطاق البلدان العربية بأسرها.
    5- تتم الوحدة بالرغبة الشعبية لكل بلد عربي ولاتفرض فرضا.
    ويرى عبد الخالق أن طرح الوحدة للتنفيذ الفوري "عمل غير ناجح وسيؤدي بالفعل الي عزل الحركة الثورية التي تنفذ هذا الطرح عن الجماهير)" ص 127 )
    وبعد اعلان الرؤساء أنور السادات ومعمر القذافي وجعفر النميري في 8نوفمبر1970 الاتفاق علي قيام اتحاد ثلاثي يضم مصر وليبيا والسودان اصدر الحزب الشيوعي بيانا حدد فيه موقفه من هذا الاتحاد، أشار البيان الي أن هذا الاتحاد تم بدون استشارة أي من تلك الشعوب، ناهيك عن موافقتها ، وهذا خطأ جسيم يؤدي الي بلبلة الجماهير، ويؤدي الي اقامة محورلايفيد السودان في شئ ولاسيما أن دور السودان كان مميزا في الدفاع عن قضايا البلدان العربية، وان هذا الاتحاد سوف تترتب عليه نتائج ضارة بتطور الثورة في بلادنا وبمستقبل الوحدة العربية فيها، واقترح الحزب الشيوعي السوداني طرح موضوع الاتحاد بين البلدان الثلاثة للاستفتاء الشعبي بعد مناقشة جماهيرية واسعة وحرة، كما دعا الي اليقظة في وجه كل محاولات الرجعية والاستعمار لاثارة النعرات والتعصبات القومية الضيقة
    هكذا كان موقف الحزب واضحا ضد التعجل في فرض الوحدة بين البلدان الثلاثة، وهذا أيضا كان من قضايا الاختلاف مع سلطة 25مايو1969 وهذا الميثاق تحول الي حلف عسكري بدأ في التدخل لضرب حركة المقاومة في الجزيرة أبا ، وضرب حركة 19 يوليو 1971م، كما سنري لاحقا.
    *انتقد الحزب تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
    *رفض الحزب الشيوعي صيغة الحزب الواحد " الاتحاد الاشتراكي:، باعتباره لا يلائم التنوع والتعدد في السودان، وأن صيغة الجبهة هي البديل.
    وحقائق هذا الصراع الذي دار بين الشيوعيين وسلطة انقلاب 25 مايو 1969 م، وداخل الحزب منشور ومعلوم وللباحثين عن الحقائق، نشير لبعض المراجع مثل : كتاب د. محمد سعيد القدال : "معالم في تاريخ الحزب الشيوعي السوداني" ، دار الفارابي، وكتاب فؤاد مطر : "الحزب الشيوعي نحروه ام انتحر؟"، ووثيقة "المؤتمر التداولي لكادر الحزب الشيوعي السوداني ، أغسطس 1970م"، و"تقييم اللجنة المركزية لانقلاب 25 مايو 1969م".....الخ.
    ماهو موقف الحزب الشيوعي من احداث الجزيرة أبا؟.
    في مارس 1970م، وقعت احداث الجزيرة أبا المشهورة، التي قاوم فيها الأنصار في حركة مسلحة احدي زيارات نميري في منطقة النيل الأزرق مما اضطر لقطع زيارته والعودة الي الخرطوم ، وفي 27 /مارس، كان انتقام نظام مايو بطريقة وحشية، فقد أمر النميري بقصف الجزيرة بالصواريخ، وفي ذلك الوقت لم يكن السودان يملك طائرات ميغ- حسب رواية محمد احمد المحجوب رئيس الوزراء السابق – ولاطيارين يستطيعون قيادتها، مما جعل الكثيرين مقتنعين بأن القصف جري بطائرات مصرية وطيارين مصريين، وجاء بيان صادر عن وزارة الخارجية الليبية في وقت لاحق ليؤكد هذا الاقتناع( المحجوب: الديمقراطية في الميزان، ص 241).
    ويواصل المحجوب ويقول( ظلت المقاتلات طوال يومين" تنقض" علي الجزيرة وتضربها بالصواريخ وتغير علي السكان، لقد كانت مجزرة وحشية.. كانت اقسي تقتيل لا سابق له في تاريخنا وأوحشه ، كان يجري حصد الناس وتفجيرهم قطعا في الشوارع والحقول اثناء فرارهم للاحتماء، من دون أن يكون هناك دفاع أو حماية لهم ضد الغارات الجوية)
    وبعد احداث الجزيرة ابا اصدر مجلس قيادة الثورة المرسوم الجمهوري رقم(4) الذي وسع نطاق الجرائم والعقوبات الخانقة المعدددة في الامر الدفاعي رقم(2) الصادر في مايو 1969م، والذي انتقده الحزب الشيوعي.
    وبعد احداث الجزيرة أبا قرر مجلس قيادة الثورة نفي عبد الخالق محجوب سكرتير الحزب الشيوعي السوداني والصادق المهدي الي مصر، لقد كان ذلك اجراءا غريبا نوعا ما – ابعاد اثنين من مواطني بلد مستقل الي المنفي في بلد مجاور، وهو شبيه بنفي حكومة الاتراك للزبير باشا الي مصر وسجن قادة المهدية بعد معركة كرري وام دبيكرات في سجن رشيد بمصر.
    والجدير بالذكر أن الحزب الشيوعي كان قد انتقد السلطة ، وكان من الممكن أن تقلل الخسائر والضرب الوحشي والعشوائي والانتقامي للجزيرة ابا، كما انتقد اعتقال عبد الخالق محجوب ، وكان ذلك موقفا معاديا للحزب الشيوعي. ونتيجة لضغط الحركة الجماهيرية، عاد عبد الخالق من المنفي ليبقي في الحبس الانفرادي بالباقير وفي سجن مصنع الذخيرة الحربي حتي يونيو 1971م.
    كما واصلت السلطة هجومها علي الحزب الشيوعي والتنظيمات الديمقراطية، وقامت السلطة في ابريل 1970 بحل اتحاد الشباب والاتحاد النسائي ، وبدأت السلطة الاعداد لتكوين تنظيمات سلطوية فوقية بديلة لهما تمهيدا للإعلان الرسمي بتكوين الاتحاد الاشتراكي، في عملية نقل اعمي ومسخ للتجربة المصرية.
    * وخلاصة الامر، الحزب الشيوعي ليس مسؤولا عن احداث الجزيرة أبا، كما وضح من السرد أعلاه، وواصل الحزب مقاومته للانقلاب حتي احداث يوليو 1971م.
    في يناير 1974م وبعد النهوض الجماهيري ضد النظام في أغسطس 1973م، طرح الحزب الشيوعي شعار الانتفاضة الشعبية والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لإسقاط النظام، ورفض المصالحة الوطنية عام 1977م التي كان الهدف منها إطالة عمر النظام وتوسيع قاعدته مع استمرار النظام الشمولي الديكتاتوري والتي دخلها حزب الامة بقيادة الصادق المهدي ، والاخوان المسلمون بقيادة د. الترابي والاتحادي الديمقراطي بقيادة الميرغني، وثابر الحزب الشيوعي مع قوي المعارضة الأخرى الرافضة للمصالحة المزيفة والمشاركة في النظام، ومع النقابات حتي تمت الإطاحة بالنظام في انتفاضة مارس- ابريل 1985م.التي تمر ذكراها هذه الأيام. وذهب نظام النميري الي مزبلة التاريخ.
    وذهب أيضا الي مزبلة التاريخ نظام القذافي والنظام المصري الذين لعبا دورا كبيرا في قصف المواطنين العزل في الجزيرة أبا والذين تدخلا لقمع حركة 19 يوليو 1971م، والجريمة النكراء أو القرصنة التي قام بها القذافي في انزال طائرة المقدم بابكر النور والرائد فاروق حمد الله وتسليمهما لنظام السفاح نميري الذي ارتكب المجازر ضد قادة 19 يوليو وقادة الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق.
    ومازال الحزب الشيوعي يواصل النضال ضد نظام الإنقاذ الشمولي الفاسد ،وضد مشروع الهبوط الناعم الذي يعيد انتاج النظام وسياساته القمعية والاقتصادية ، وبناء أوسع تحالف من أجل اسقاط النظام وفتح الطريق للتحول الديمقراطي ووقف الحرب والحل الشامل والعادل لمشاكل دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان والشرق، وعقد المؤتمر الدستوري ، وتحسين الأوضاع المعيشية، وقيام دولة المواطنة المدنية الديمقراطية التي تسع الجميع غض النظر عن الدين أو اللغة أو العرق، واستعادة ممتلكات الشعب المنهوبة ورد المظالم.
                  

04-04-2020, 01:16 AM

elsharief
<aelsharief
تاريخ التسجيل: 02-05-2003
مجموع المشاركات: 6709

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: elsharief)

    Quote:

    تداعيات تاريخية:الحزب الشيوعي وانقلاب 25 مايو (٧ -٨)
    دكتور محمد سعيد القدال

    وفي مارس انفجرت أزمة جديدة لا تخلو من حدة، فقد تجمعت في الجزيرة أبا معارضة بقيادة الإمام الهادي والشريف حسين الهندي والاخوان المسلمين، وسلحوا اتباعهم وتخندقوا في الجزيرة أبا لمواجهة مسلحة مع النظام، ولكن هل باستطاعة المعارضة مواجهة النظام الذي تسنده القوات المسلحة بنفر ضعيف التسليح والتأهيل؟ وهل استطاعت المعارضة ان تكسب جانباً من القوات المسلحة؟ وماذا عن الشارع، هل سيخرج أم يظل ساكناً ينتظر النتائج؟ فإذا لم تحسسب المعارضة تلك الاحتمالات، فإن ما قامت به يكون عملاً انتحارياً.
    وانزعج النظام للمواجهة العسكرية التي لم يحسب لها حساباً ولم يدر حجمها. فجند لها حملة واستعان بسلاح الطيران المصري الذي دك الجزيرة أبا وتم سحق المقاومة في معركة غير متكافئة، ومن فوق النصر العسكري أخذ النظام في تصفية بعض حساباته السياسية. فنفى عبد الخالق إلى مصر في مطلع أبريل، وقال عبد الخالق ساخراً من ذلك النفي: أنا خليفة الزبير باشا في النفي، وفي مصر التقى عبد الخالق مع الرئيس جمال عبد الناصر الذي قال له ان مصر وطنه ويمكنه ان يبقى فيه ما شاء. فقال له عبد الخالق أنا أربأ بمصر ان تكون منفى للوطنيين، وانه يرغب في العودة للسودان، وعاد بالفعل بعد أسابيع، وهنا تستوقفنا عدة أمور منها، لماذا نفى عبد الخالق إلى مصر دون سائر البلاد العربية الأخرى؟ وهل كانت مصر على علم بذلك النفي؟ وما هو نفوذ مصر على السودان حتى يعيد عبد الناصر بارجاع عبد الخالق إلى السودان وينفذ وعده؟ ونفى مع عبد الخالق إلى مصر أيضاً الصادق المهدي.
    واجتمعت اللجنة المركزية في اليوم التالي لنفي عبد الخالق، وقال أحمد سليمان ومحاسن عبد العال ان نفي عبد الخالق تم لأسباب شخصية وليس له علاقة بالحزب، وهددا بعدم الالتزام بقرارات اللجنة إذا صدر منها بيان يهاجم السلطة، ونتيجة لذلك صدر بيان هزيل من اللجنة المركزية يناشد السلطة بمراجعة موقفها، فقامت منظمات الحزب في منطقة الخرطوم وأصدرت بياناً آخر، جاء فيه ان اعتقال عبد الخالق عمل موجه ضد الحزب، وانه رد فعل لمذكرة اللجنة المركزية في 18/3/1970 لمجلس قيادة الثورة حول أحداث الجزيرة أبا، وان اعتقال عبد الخالق يكشف التطور الجديد لأساليب الخيارات، كما يكشف عن غفلة الحزب تجاهها.
    وفي أبريل قامت السلطة بحل اتحاد الشباب والاتحاد النسائي وهما تنظيمان مستقلان ولكن للحزب الشيوعي نفوذ كبير فيهما، ويرى عبد الخالق ان تلك الإجراءات تشكل مخططات متكاملة تهدف إلى عزل المنظمات الجماهيرية والديمقراطية عن الحزب الشيوعي ووضعها تحت تصرف القيادة العسكرية للبرجوازية الصغيرة، أما المرحلة التالية فهي ترويض الحزب الشيوعي على قبول وضع ضعيف طالما نجحت الصيغة الأولى باختيار بعض أعضائه وزراء، والنتيجة ان هناك جواسيس داخل الحزب يعملون لصالح أجهزة الأمن، وسوف تتواصل هذه الصيغة بعد 25 مايو 1970، حيث يتم طرح ميثاق لتنظيم شعبي به بعض الشيوعيين المعينين، وقال انه من الضروري تصفية الاتجاهات اليمينية الانتهازية داخل الحزب، ودعا إلى عقد المؤتمر التداولي قبل 25 مايو، والتحضير لعقد المؤتمر الخامس لتصفية الاتجاهات اليمينية الانتهازية داخل الحزب، وانتهى قائلاً: أتابع في الصحف تصريحات المصفى القانوني للحزب الشيوعي، أو يهوذا الشيوعيين، السيد الوزير أحمد سليمان.. إلى متى يحتمل الشيوعيون هذا الدمل في جسدهم؟ (رسالة عبد الخالق إلى التيجاني الطيب منشورة في كتابي، الحزب الشيوعي وانقلاب 25 مايو).
    وانفجر صراع حول قوانين المصادرة والتأميم التي أعلنتها السلطة في 25 مايو 1970، وأثارت جدلاً بين مختلف القوى السياسية، وما كان ممكنا مناقشة الأمر في الحزب في جو الصراع المحتدم، فانتقل الصراع إلى الصحف، فكتب عبد الخالق في جريدة أخبار الأسبوع في يوليو بعد عودته من المنفى يقول بضرورة التمييز بين التأميم والمصادرة، فالتأميم في البلدان المتخلفة يستهدف أمرين، الأول وضع يد الدولة على أنشطة بعينها بهدف توفير فائض اقتصادي يسهم في تحقيق خطة التنمية، والثاني وضع يد الدولة على مراكز استراتيجية في الاقتصاد الوطني لتحريره من القبضة الأجنبية، ويشمل هذا بالنسبة للسودان المصارف والتجارة الخارجية وشركات التأمين، أما المصادرة في هذه المرحلة الوسطية من الثورة الوطنية الديمقراطية، فيعتبر عقوبة اقتصادية على الرأسماليين الذين يخرجون على قوانين الدولة الاقتصادية يضعفون بذلك التخطيط المركزي، وبما ان هذا الإجراء خطير في وقت مازالت فيه العناصر الرأسمالية مدعوة للاسهام في ميدان التنمية، فيجب ان تحاط المصادرة بإجراءات قانونية، كما ان التمويل الذي يقوم به الرأسماليون المنتشرون في كل بقاع البلاد ومواصلته أمر حيوي، لا بالنسبة لاقتصاد البلاد فحسب بل بالنسبة لأمن السلطة ومستقبلها.
    فانبرى عمر مصطفى المكي عضو المكتب السياسي للرد على عبد الخالق، فقال ان الثورة لا تعتمد في إجراءاتها على الفهم التقليدي للقانون وانما على شرعية أعمالها من ثوريتها، وما حدث صباح 25 مايو لم يكن عملاً قانونياً بالمعنى التقليدي، والشرعية الثورية تجيز أي إجراء يخدم مستقبل الثورة، كما ان إجراءات المصادرة تخطت ثورية الحزب الشيوعي نفسه.
    هكذا احتدم الصراع الأيديولوجي، وافترقت السبل في تناول القضايا التي تفرزها الأوضاع السياسية تباعاً، وفي هذا المناخ عقد المؤتمر التداولي، ولعله أهم مؤتمر في تاريخ الحزب الشيوعي.

                  

04-04-2020, 01:32 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: elsharief)

    الامام أحمد المهدي: الحزب الشيوعي بقيادة عبدالخالق محجوب لم يضرب الجزيرة أبا

    نظام (نميري )فرض سرية محكمه علي الاحداث مما جعلها أكثر غموضاً.

    عبدالخالق محجوب نفي لي علاقه حزبه بانقلاب 25 مايو 1969

    وبعد الاحداث تم نفيه إلى القاهرة في طائرة واحدة مع السيد الصادق.

    الرئيس المصري حسني مبارك نفى لي بشكل قاطع مشاركته في الاحداث ، وأنا قبلت حديثه على طريقة المثل السوداني (الشينة منكورة)

    ضرب الجزيرة أبا بالطيران


    وأغتيال الامام الهادي قضية كبيرة لن نتركها تمضي دون محاسبة.



    السيد الإمام أحمد المهدي كان لابد من سماع رأيه حول مادار في الجزيرة أبا، وهل توفرت لديهم أية معلومات حول دور الطيران المصري في قصف الجزيرة أبا، وماذا فعلوا تجاه تحريك دعوى قضائيه ضد الجناة، وهل تحدث آنذاك إلى الرئيس المصري حول ماحدث؟ وهل ينوون اتخاذ موقف جماعي كأسرة أم سيطرحون الأمر على الآخرين باعتبار أنها قضية وطنية.

    كان الرجل شهماً وكريماً كعهده أعلن استعداده دونما تحفظ للاجابة على أي سؤال بل ومضى أكثر من ذلك في القول أنه على أهبة الاستعداد لحوار آخر مطول.

    أجرى الحوار/ عبدالوهاب همت

    [email protected]

    ما هي الإجراءات التي قمتم بها لمعرفة ظروف وملابسات استشهاد الإمام الهادي المهدي؟

    ظللنا منذ وقوع الحادث الأليم في مارس 1970 نحاول أن نتقصى الحقائق لمعرفة ما تم، وكان النظام المايوي حريصاً جداً في التكتم والتمويه حول الأحداث مما جعلها أكثر غموضاً, وهم الذين سربوا شائعة أن الإمام الهادي لم يمت وكانت بياناتهم متضاربة حول ما حدث, وحتى إلى ما بعد المصالحة الوطنية في العام 1977 لم تكتمل الصورة وحاولت شخصياً الحصول على معلومات من الرئيس جعفر محمد نميري في عدة لقاءات تمت بيني وبينه, لكنهم لم يحرصوا على تمليكنا للحقائق حول الكيفية التي حدثت فيها ظروف اغتيال الإمام الهادي المهدي ورفاقه.

    ماذا فعلتم بعد سقوط النظام المايوي في مارس أبريل 1985؟

    أثناء فترة النظام الديمقراطي تم تكوين لجنة على أيام الفريق عبد الرحمن محمد حسن سوار الذهب وبعد تحقيقات مطولة اتضح للجنة أن الإمام الهادي المهدي ضرب بالرصاص في فخذه الأيمن بواسطة أحد الجنود، وأن الوفاة سببها النزيف الحاد وأنه قد دفن في منطقة معلومة، وهناك مرافقون آخرون له هما محمد أحمد المصطفى وسيف الدين الناجي وقد دفنا على مقربة منه. بعد ذلك حدث تحقيق واسع أدى إلى انعقاد محكمة للمتهمين وحكومة السيد الصادق المهدي تابعت الأمر.

    هل دلتكم اللجنة المعنية على مكان قبر الشهيد الإمام الهادي ورفاقه؟

    نعم دلتنا اللجنة على مكان القبر.

    من اقترح نقل الرفات؟

    هذا الاقتراح جاء من الأسرة وفعلاً تم نقل الرفات إلى قبة الإمام المهدي في أمدرمان، وكثير من أفراد العائلة أشرفوا على هذه المسألة، وتأكد بالوقائع أن هذا القبر هو قبر الإمام الهادي المهدي وأن القبرين الآخرين بهما كل من محمد أحمد مصطفى وسيف الدين الناجي ،وقد تم دفن رفات الإمام الهادي في القبة، وكنت قد أصدرت بياناً في هذا الشأن كعميد للأسرة وانتهى الموضوع على هذا الأساس.

    ماذا عن الحديث الذي ورد على لسان السيد محمد حسنين هيكل في (قناة الجزيرة) والذي يجانب الواقع حول مقتل الإمام الهادي؟

    يبدو أن السيد محمد حسنين هيكل لا يعرف ما يقول، فجغرافية مدينة كسلا بعيدة جداً عن موقع الحادث، كما هو معروف وواضح أن السيد محمد حسنين هيكل لم يطلع على ما حدث بعد سقوط نظام جعفر نميري من تحقيقات وكشف للحقائق ووقع في الفخ ولا أدري من أين له بهذه المعلومة المغلوطة حول تسمم الإمام الهادي المهدي بالمنطقة.

    لمتابعة أمر لجنة التحقيق التي كونت.. هل تم تفويضكم شخصياً من قبل الأسرة للمتابعة؟

    لا هذه اللجنة كانت لجنة حكومية ونحن في الأسرة اشتركنا فقط في نقل الرفات، وكان السيد الصادق المهدي رئيس الوزراء وهو ابن أخ للإمام الهادي المهدي.

    هل تذكر من كلفوا بالعمل في هذه اللجنة؟

    الذي أذكره أن المشرف على هذه اللجنة كان الأستاذ عبد المحمود حاج صالح وزير العدل والنائب العام، وكذلك السيد صلاح عبد السلام الخليفة وزير شئون الرئاسة وكانوا يتصلون بي بشكل مستمر، وأذكر أن الأستاذ عبد المحمود حاج صالح كان قد أرسل لي كل الأوراق المتعلقة بعمل هذه اللجنة، وقد اطلعت عليها كلها.

    هل قمتم بالإجراءات الطبية والتي تؤكد بأن الرفات هو رفات الإمام الهادي المهدي؟

    نعم تم التعرف على الجثث، وهناك بيان أصدرناه ذكرنا فيه التفاصيل حينها.

    فكرة نقل الرفات.. هل كان ذلك قراراً سياسياً أم رأي الأسرة فقط؟

    الأسرة كلها تدفن في القبة وهي التي رأت أن يتم دفن الإمام الهادي المهدي في القبة ولم يكن هناك أي خلاف في هذا الأمر.

    هناك حديث عن أن الطيران المصري لعب دوراً في ضرب الجزيرة أبا.. ما هي معلوماتكم في هذا الأمر؟

    والله الحكاية المهمة جداً جداً في حديث السيد محمد حسنين هيكل هو أنه كشف بالوثائق والمستندات معلومات لم تكن معروفة، وأن الرئيس جعفر محمد نميري كان قد طلب من الرئيس المصري جمال عبد الناصر التدخل للضرب بالطائرات, وهذا الكلام في غاية الأهمية وهو حديث لم نسمع به من قبل، وأن الرئيس جعفر نميري قد استدعى السفير المصري في الخرطوم وقتها وحمله رسالة للرئيس جمال عبد الناصر، وكان أن رد الأخير بالموافقة وأن هذه الطائرات كانت تحت تصرف الرئيس جعفر نميري، وهيكل قال أنه أقنع عبد الناصر بالتعديل عن هذا الرأي، لكن سبق السيف العذل. المهم في الموضوع أن هناك طائرات مصرية تحركت وضربت الجزيرة أبا..

    مقاطعة من المحرر ... ربما كانت هذه الطائرات سودانية؟

    لا أبداً السودان في ذلك الوقت لم يكن يمتلك مثل تلك الطائرات, وهيكل أكد أن نميري طلب المساعدة وأن الرئيس المصري جمال عبد الناصر أرسل له هذه الطائرات التي ضربت الجزيرة أبا، فالقول بأن جمال عبد الناصر غيّر رأيه لم يكن هناك وقت لذلك لأن المسألة تمت في يومين فقط والطائرات الحربية التي ضربت الجزيرة أبا لم تكن للقوات المسلحة السودانية القدرة على شرائها في ذلك الوقت، وهذا أمر لا يختلف حوله اثنان، وهذه خطورة وأهمية الحديث الذي أدلى به السيد محمد حسنين هيكل.

    ومحمد حسنين هيكل أراد أن يقول أن الحكومة المصرية يجب عليها عدم التعامل مع الدول الافريقية والمجاورة ودول نهر النيل بعنف, وهذا الكلام أتت به الظروف الحالية, لكن الواقع أن هذا التعامل حدث والنتيجة هي قصف الجزيرة أبا وهذا أمر مثار اهتمامنا الآن.

    هل سبق لكم وأن تحدثتم إلى الحكومة المصرية حول حقيقة دورها في ضرب الجزيرة أبا؟

    نعم الرئيس المصري محمد حسني مبارك أكد لي بأنهم لم يضربوا الجزيرة أبا بالطائرات، ولكن الآن اتضح أن جمال عبد الناصر كان قد وافق على ضرب الجزيرة أبا بالطائرات، وأن الرئيس الحالي محمد حسني مبارك كان هنا في الخرطوم، وكذلك الرئيس السابق محمد أنور السادات كان في الخرطوم أيضاً، ومعهم بعض قيادات الثورة الليبية, ربما كان هناك تدويل للموضوع والروس كانوا حريصين على تشجيع النظام لوجود عناصر شيوعية كثيرة فيه.

    لكن الحزب الشيوعي أعلن ومنذ زمان طويل بأنهم لم يشاركوا في ضرب الأنصار في الجزيرة أبا، بل قالوا أن سلاح الطيران المصري تحت قيادة الضابط أنذاك حسني مبارك هو الذي ضرب الجزيرة أبا، وبعد نجاح انتفاضة مارس أبريل 1985 أعلنوا بل أكدوا هذه المعلومات في ندواتهم السياسية وحواراتهم المختلفة. والمعروف أن الأخوان المسلمين وربما بعض العناصر في حزب الأمة هم من بثوا تلك الفرية،



    سؤالي هو ألم تتوفر لكم المعلومات بأن الطيران المصري هو من قصف الجزيرة أبا؟

    نحن كنا شاكون في مدى تدخل المصريين وكان هناك رأي قوي بأن مصر قد مدت نظام جعفر نميري لضرب الجزيرة أبا. هذا كله كان مجرد تخمين واستنتاجات، لكن حالياً انجلى الأمر بعد حديث محمد حسنين هيكل لأنه أتى بالوثائق والمستندات, رسالة نميري للرئيس جمال عبدالناصر بواسطة السفير المصري ورسالة عبد الناصر للنميري بالموافقه وأن الطائرات تحت تصرفهم, ويجب علينا الاستفادة من كلام هيكل وقضية تسمم الإمام الهادي المهدي أمر غير مهم .

    هل هذه شهادة براءة للحزب الشيوعي السوداني من التهم التي وجهت له بأنه من ضرب الأنصار في الجزيرة أبا بالطيران؟

    طبعاً.. طبعاً.. يعني التهمة على مصر لأن السودان دولة مستقلة وكان من المفروض الا يكون هناك دم بين الشعبين السوداني والمصري، والحكومة المصرية كان يجب عليها عدم الموافقة بهذه البساطة، أي ضرب الأنصار في الجزيرة أبا بأي شكل من الأشكال والمعلومات التي أرسلتها الحكومة السودانية للحكومة المصرية حينها كانت مغلوطة حول وقوع معارك واغتيالات، ولأن النظام كانت فيه عناصر شيوعية كثيرة أيام نميري ونميري أعتقد أنه لم يقدم على طلب كهذا لوحده والحكومة المايوية هي التي طلبت المساعدة من مصر. وأرى أنه لم يكن هناك داعٍ للأمر.

    الحزب الشيوعي السوداني أصر على موقفه في أنه لم يضرب الجزيرة أبا ومن ضربها هو الطيران المصري؟

    لكن هل تم ضرب الجزيرة أبا دون موافقة الحكومة يعني, حسب علمي أن الحزب الشيوعي كان منقسماً حين ذاك, وقد كان جزءاً منه مع الحكومة والجزء الآخر خارجها, أنا واثق من أن هناك شيوعيين لم يكونوا موافقين على هذا الأمر، وكنت قد قلت كلاماً كثيراً حول رأي عبد الخالق محجوب مثلاً والذي تحدث لي شخصياً عن الإنقلاب المايوي.

    ماذا قال لك عبدالخالق محجوب؟

    (قال لي بأنه ليس لدينا ضلع في هذا الانقلاب ويقصد انقلاب 25 مايو 1969 وأنه يخشى أن هذا الانقلاب سيرتكب حماقات باسم الحزب الشيوعي, ونتيجة لهذه الحماقات ستكون هناك اغتيالات في الشوارع)

    متى قال لك عبدالخالق محجوب هذا الكلام بالضبط؟

    بعد الانقلاب (انقلاب 25 مايو) بأسبوعين أو ثلاثة أسابيع. وهذا يعني أنه كان هناك رأي داخل الحزب الشوعي لم يكن حريصاً على العنف بالطريقة التي وقعها بها والمصريون هم الذين كانوا يندفعون بشكل كبير لأنهم كانوا أصحاب مصالح مع انقلاب 25 مايو.

    بعد ضرب الجزيرة أبا.. هل كنت قد قابلت عبدالخالق محجوب؟

    لا أبداً لم أقابله، حينها كنت خارج السودان بعد ضربة الجزيرة أبا.

    هل حاول عبدالخالق محجوب بعد ضربة الجزيرة أبا الاتصال بكم للمواساة أو اعلان تضامنه معكم وبالتالي اعلان براءة الحزب الشيوعي السوداني مما نسب إليه؟

    في ذلك الوقت لا أذكر تفاصيلاً كثيرة، لكن الذي أعلمه أن عبدالخالق محجوب والسيد الصادق المهدي كانا في الاعتقال وأبعدا إلى القاهرة بعد أحداث الجزيرة أبا مباشرة. وأعتقد عند ضرب الجزيرة ناس عبدالخالق محجوب لم يكونوا على وفاق مع حكومة نميري، لذلك تم نفيه إلى القاهرة في طائرة واحدة مع السيد الصادق المهدي. لا أعرف تفاصيل كثيرة في هذا الأمر.

    بعد ذلك.. هل قمتم بجمع معلومات أخرى أو أية تفاصيل حول ماجرى في الجزيرة أبا؟

    أنا كنت في بريطانيا مع المرحوم محمد أحمد محجوب وعبدالله نقدالله والسيد يحيى المهدي وقيادات أخرى في الحزب, وقلنا يجب علينا أن نتتبع سير الأحداث لكن لم نتوصل إلى أية معلومة حقيقية كما ذكرت لك من قبل.

    متى عدت إلى السودان؟

    أنا عدت إلى السودان في العام 1974 وقابلت نميري عدة مرات.

    هل طالبته بتنويركم حول ماجرى؟

    نعم طلبت منه تمليكنا للحقائق والمعلومات الصحيحة والتي لم تتوفر لي إلا بعد سقوط نظام نميري، والآن اتضح بأن الأمر كان مخططاً وأن هناك تدخلاً خارجياً قد تم, وهذه هي خطورة حديث محمد حسنين هيكل.

    هل تعتقد بأن هناك دولاً أخرى غير مصر كانت مشاركة؟

    نعم مصر ومعها ليبيا وربما روسيا. وهناك حديث عن أن هذه الطائرات كان يقودها روس وربما كانت هناك طائرات تابعة لروسيا. وحسني مبارك الرئيس المصري الحالي كان قائداً لسلاح الطيران المصري وكان يوجد حينها في الخرطوم.

    معلومة أن حسني مبارك هو من ضرب الجزيرة.. متى توفرت لكم؟

    حسني مبارك كان موجوداً في الخرطوم حينها ونائب الرئيس وقتها أنور السادات كان يوجد كذلك في الخرطوم.

    أنت قابلت الرئيس المصري محمد حسني مبارك عدة مرات.. هل سألته بشكل مباشر عن هذا الموضوع؟

    نعم سألته عن موضوع ضربهم للجزيرة أبا، لكنه نفى الأمر. أما العقيد معمر القذافي فقد قال لي أنه مستعد لتصحيح الخطأ الذي ارتكبه, لذلك دعم المعارضة السودانية والتي تمثلت في الجبهة الوطنية المتحدة بعد ذلك.

    حالياً بعد اعترافات محمد حسنين هيكل الأخيرة.. هل ستطالبون كأسرة وأنت شخصياً كإمام للأنصار وعميد لأسرة آل المهدي بتوضيح رسمي من الحكومة المصريه حول ماتم؟

    نعم سنطلب منهم توضيحاً بشكل كامل لأن حسنين هيكل أكد على أن عبدالناصر كان قد وافق على ضرب الجزيرة أبا, وقد قرأ هيكل هذا الخطاب في "قناة الجزيرة" وهيكل يكاد يكون قد قرأ هذا الخطاب للرأي العام في الجزيرة.

    ماهو أكثر مالفت انتباهكم في حديث السيد محمد حسنين هيكل؟

    حديثه مليء بالحشو, لكن كما قال هو أنه يمتلك وثائق ومستندات.

    ذكرت بأن نائب الرئيس المصري حينها محمد أنور السادات وقائد سلاح الطيران المصري محمد حسني مبارك كانا في الخرطوم أثناء ضرب الجزيرة أبا.. هل هذا يعني أنهما كانا على استعداد من فترة طويلة؟

    يبدو أن الأمر كان مخططاً له منذ وقت طويل وأنه في حالة قيام أي تحرك مزعج فإن الطيران المصري سيتولى حسم الموضوع، ولذلك حضر كل من محمد أنور السادات وحسني مبارك إلى الخرطوم، وهناك حديث يقول بأن مبارك قال أنه تعرف على السادات في السودان.

    شخصياً نفى لي حسني مبارك هذا الكلام بشكل قاطع، وأنا قبلت حديثه على طريقة المثل السوداني (الشينة منكورة)

    الاتدعوكم المعلومات التي أدلى بها هيكل للتوقف عندها كثيراً؟

    نعم يجب علينا التوقف عندها كثيراً ودراستها بقصد أن تكون السياسات واضحة مستقبلاً وأن نحترم استقلالية الشعوب بعضها البعض.

    هل ستطالبون بشكل رسمي توضيح ما حدث؟

    طبعا لأن كلام هيكل لايمكن أن يمر مرور الكرام.

    هل يمكن أن نقول بأن آل المهدي سيطالبون الحكومة المصرية بتوضيح ماحدث؟

    يجب أن يكون تحركنا كأنصار وكقيادات سياسية حزبية وكقيادات وطنية لأن الموضوع ليس موضوع أسرة المهدي هذا موضوع جماعة وتاريخ وطن وسيادة بلد، ولأبد أن نفعل شيئاً حتى لايتكرر الأمر مستقبلاً، وحتما ذلك سيؤثر على العلاقات بين الشعبين لأن الدم الذي حذر منه حسنين هيكل قد أُريق فعلاً, لكننا كنا قد ألقينا باللوم على الحكومة السودانية حينها, ونحن كنا نعرف أن النظام المصري كان مؤيداً للانقلاب المايوي وداعماً له ولديه تمثيل في الحكومه. لكن أن يأتي النظام المصري ليضرب شعباً أعزل بالطائرات ليدافع عن النظام المايوي، فهذا الأمر لايقبله أحد.

    هل جلستم داخل الأسرة مع أبناء الشهيد الإمام الهادي المهدي وكل أبناء عمومته واخواته وأخوانه واتخذتم خطوات عملية تجاه هذا الأمر؟

    نحن دائماً مع بعضنا البعض، الآن هذا الموضوع يهمنا كجماعة أولاً ولن نترك الأمر يمضي دون محاسبة.

    هل يمكن القول أنكم تناقشتم في هذا الأمر وحسمتم أمركم؟

    نعم تحدثنا فيه، وهناك أطراف أخرى فقدت أبناءها من أهلنا وأحبابنا وأصحابنا، وهذه قضية وطنية وعامة وليست قضية أسرة واحدة فقط.

    اللواء خالد حسن عباس أحد قادة النظام المايوي البغيض علق على كلام محمد حسنين هيكل.. هل اتصلتم به؟

    لا نحن لم نتصل به، لكن قرأت الكلام المنشور على لسانه قبل يومين، وقال فيه بأن هيكل يخرف وأن الإمام الهادي لم يمت مسموماً وهو يرى أن الموضوع ليس مهماً بالنسبة له.
    https://sudaneseonline.com/board/310/msg/1286752017.html
                  

04-04-2020, 01:48 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: كمال عباس)


    ( أخبار اليوم ) تخرج الرائد أبو القاسم محمد ابراهيم من صمته الطويل ويكشف أسراراً تنشر لأول مرة حول 25مايو 69
    نود ان تصف لنا حادثة الجزيرة ابا؟

    - بعد قيام الثورة ذهبنا انا وفاروق حمدنا الله الي الامام الهادي وحدثناه عن الثورة واهدافها واغراضها الامام ابدى تفهمه ووقوفه معها ولكن جماعة الشريف الهندي هم من حرضوه ضدها واذكر بان نميرى وانا كنا معه في رحلة لاقليم النيل الابيض خاصة وان نميرى عقب الثورة يقوم كالعادة بزيارات للاقاليم لتفقد احوالها وكنا في رحلة نيلية عبر الباخرة وفي كوستى وجدنا تجمعا من الانصار امام الباخرة يحملون حرابا ومجموعة من الجماهير لاستقبالنا وحاولت ومن معي ان اشرح لهم باننا لم نعتقل الامام خاصة وانه تجاوب معنا وحاولنا فض الموقف دون اراقة دماء واشتبكوا مع قوات الشرطة ومن كوستى عدنا للخرطوم وارسل الرئيس نميرى خطابا مع ابوالدهب الي قائد الانصار الامام الهادي وقدرنا فض الموقف وجمع السلاح وهرب الامام وبعد يومين من هروبه قمنا بترتيب الاوضاع في الجزيرة ابا بعد فترة جاءنا الخبر بان الامام الهادي اغتيل خطأ فقد ظنه العساكر قاطع طريق

    يقال بان مايو اصلاً ثورة شيوعية وخطط لها الحزب الشيوعي ونفذها الضباط الاحرار ثم انسلخ الضباط الاحرار من عباءة الحزب الشيوعي وقلبوا لها ظهر المجن ؟

    - قال وبزعل لا لا الحزب الشيوعي لم يؤيد الثورة واول بيان كان يوم 30 مايو من الحزب الشيوعي السوداني اوضحوا فيه بانهم ضد مايو مثل عبد الخالق محجوب واحمد سليمان وفاروق ابو عيسي ) وبابكر النور وهاشم العطا ايدونا واشركناهم في الحكومة واتضح بانهم تم رفدهم من الحزب وهم ماشيوعيين كما قيل ونحن اشركناهم واختلفوا معنا في ان الحزب الشيوعي هل هو من الاحزاب المحلوله ام لا ...؟
    http://www.sudaneseoffline.net/forums/showthread.php؟p=380036http://www.sudaneseoffline.net/forums/showthread.php؟p=380036
                  

04-04-2020, 01:52 AM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17147

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: كمال عباس)

    خالد حسن عباس نائب نميري حاليا ووزير دفاعه سابقا لـ (البيان) :المبادرة المصرية الليبية مخرج للسودان من التدويل


    هل تفشي كورونا سيخفف النزاعات في العالم؟


    نعم

    لا
    إرسال
    عرض النتائج
    التاريخ: 06 نوفمبر 1999
    اللواء معاش خالد حسن عباس, أحد رموز العهد المايوي في السودان وأول وزير دفاع في حكومة جعفر نميري بعد استيلائها على السلطة في مايو 1969 والتي أطيح بها في انتفاضة ابريل 1985.. التقته (البيان) في حوار طويل وصريح كشف فيه الكثير عن أسرار مايو, ما لها وما عليها, وعن الانقلابات وأبرزها حركة الشيوعيين في يوليو 1971 وتحدث عن الجنوب وأوضاعه مشيرا إلى انه هو أحد أسباب قيام حركة مايو وعن المصالحة مع المعارضة أيام فترة حكم نميري والتي قال عنها انها لم تكن جادة بعكس رغبة جعفر نميري, وتناول في حواره علاقة مايو بالاخوان المسلمين ومشاركتهم في الحكم, وعن حكومة الانقاذ الحالية برئاسة الفريق عمر البشير قال انها لا تختلف عن مايو حيث التحرك العسكري يجمع بينهما ولكن الفرق الوحيد ان مايو كانت متفتحة بعكس حكومة الانقاذ التي حصرت تعاملها مع الاسلاميين. وقال اللواء معاش خالد حسن عباس في حواره مع (البيان) انه يرى المبادرة المصرية الليبية المشتركة فرصة لا تعوض لحل الأزمة السودانية معتبرا اياها مخرجا من التدويل الذي يوشك ان يقع فيه السودان. وكشف اللواء (م) خالد وهو حاليا نائبا لرئيسه السابق جعفر نميري في تنظيم قوى الشعب العاملة (المتوالي) الكثير عن أسرار تلك الفترة ودوره في استعادة السلطة بعد انقلاب الشيوعيين الذي استمر ثلاثة أيام. وتحدث عن الاعدامات وعن اخفاء الشيوعيين لزعيمهم عبدالخالق في مكان لا يخطر على بال أحد وهو القصر الجمهوري بجوار مكتب نميري في وقت تكثف فيه قوات الأمن البحث عنه, كما تناول في حواره اخطاء مايو والأسباب التي أدت الى الاطاحة بها في انتفاضة ابريل وفيما يلي نص الحوار: * إذا افترضنا ان قضية الجنوب كانت السبب في تحريك انقلاب مايو فالمعروف ان مايو جاءت ترفع ايديولوجية محددة ولا تخفى واجهتها الشيوعية؟؟ ـ مايو جاءت ولم يكن لها اتجاه كما يدعى بعض الناس لأن تنظيم الضباط الأحرار كان تنظيما وطنيا لم ينتم أو يرهن قراره لأي حزب من الأحزاب, جائز في داخله تجد بعض الأعضاء لهم ميول لاتجاهات محددة, ولعل الحديث عن شيوعية مايو سببه وجود بعض الضباط الشيوعيين داخل قيادة مجلس الثورة ومجلس الوزراء, لكن ذلك لم يكن يعني سيطرة من هذا الحزب على التنظيم أو توجيه نشاطه بدليل انه في سبتمبر 1969 عندما أعلن بابكر عوض الله (عضو مجلس قيادة الثورة في مايو ورئيس مجلس وزرائها) ان السودان لا يمكن ان يحكم بدون الشيوعية فإن مجلس الثورة اجتمع وقام باعفاء بابكر عوض الله من مناصبه, ولذلك فإن دخول بعض الأفراد في مجلس قيادة الثورة من المنتمين للحزب الشيوعي كان من منطلق قدراتهم الشخصية وليس من منطلق حزبي لأنه لم يكن هناك حزب يملك امكانية توجيه قيادات مايو في أعلى السلطة أو يستطيع فرض برنامج على مايو أضف إلى ذلك ان الحزب الشيوعي نفسه كان محلولا مثله مثل بقية الأحزاب التي صدر قرار بحظرها. * بهذه المناسبة يقال ان الرائد فاروق حمد الله لم يكن شيوعيا لكن في أحداث يوليو 1971 تم اعدامه ضمن الشيوعيين؟ ـ فاروق وبقية العسكريين لم يعدموا لأنهم شيوعيون ولكن قانون القوات المسلحة كان واضحا, وأقول بكل الصدق ان فاروق بالنسبة لي زميل ودفعة في الكلية وأكثر الناس نشاطا وحركة في العمل وتنظيم الضباط الاحرار, لكن في الفترة الأخيرة, نجح الشيوعيون في استمالته كما فعلوا مع عدد كبير من الكوادر, وأحب ان أشير هنا إلى ان فاروق حمد الله عندما كان وزيرا للداخلية أول ناس جمع منهم السلاح كان من الشيوعيين وفاروق لم يعدم لأنه شيوعي ولكن لأنه شارك في عملية أو انقلاب وتمت محاكمته بموجب قانون القوات المسلحة. المجازر * من الأحداث التي لا ينساها الناس ضرب الجزيرة أبا ومجاذر ودنوباوي مارس 1970 والتي انتهت بقتل الامام الهادي ومطاردة الانصار اكبر تيارات المواجهة الاسلامية في ذلك القوت ضد مايو وقادتها لماذا حرصت مايو على ضربهم وقتل الامام الهادي؟ ـ لم يكن لنا عداء ضد الانصار, بل كنا في غاية الحرص للقاء الإمام الهادي والتفاكر معه وأرسلنا له مناديب وزارة وفد برئاسة الرائد فاروق عثمان حمد الله وأبو القاسم محمد ابراهيم والتقوا به وبارك اللقاء وخرج رافعا يداه معهم, لكن حدثت بعد ذلك مستجدات واتصالات. * الشريف حسين الهندي الذي هرب إلى أثيوبيا واستطاع اقناع الامام الهادي بضرورة المقاومة مما عقد الامور بين مايو والانصار, لكن مايو ليس لها أصلا عداء مع دين من الأديان أو طائفة من الطوائف لا مع الأنصار ولا مع الختمية, أما محمد عثمان الميرغني زعيم الختمية كان من أوائل الذين أيدوا مايو. *
    https://www.albayan.ae/one-world/1999-11-06-1.1079408https://www.albayan.ae/one-world/1999-11-06-1.1079408
                  

04-04-2020, 09:19 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: كمال عباس)

    سلام للجميع
    وشكرا جزيلا خالد العبيد والشريف وكمال عباس
                  

04-04-2020, 09:45 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    لقاء محمد حسنين هيكل في قناة الجزيرة في العام 2010 فيه كثير من الحقائق وبعض الأخطاء أو الأكاذيب. من الأخطاء أو الأكاذيب مسألة أن الإمام الهادي مات مسموما بمانجو في منطقة كسلا.

    أهمية اللقاء تظهر في الوثائق التي طلب فيها النميري من السفير المصري إيصال رسالة للرئيس جمال عبد الناصر يطلب فيها مساعدة الطيران المصري على ضرب الجزيرة أبا.


    ح2 محمد حسنين هيكل 3/6/10: جزيرة آبا والجرائم الغامضة



    ح3 محمد حسنين هيكل 3/6/10: جزيرة آبا والجرائم الغامضة
                  

04-04-2020, 10:12 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    مواصلة كلام هيكل في قناة الجزيرة


    ح4 محمد حسنين هيكل 3/6/10: جزيرة آبا والجرائم الغامضة


    ح5 محمد حسنين هيكل 3/6/10: جزيرة آبا والجرائم الغامضة


    أما هذا المقطع فهو الأول في هذه المقاطع من حيث الترتيب:

    ح1 محمد حسنين هيكل 3/6/10 : جزيرة آبا والجرائم الغامضة


                  

04-04-2020, 10:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)



    Quote: نميري في الجزيرة أبا
    21.715 Aufrufe
    •28.03.2015
    23
    9
    Teilen
    Speichern
    sayentoud
    7620 Abonnenten
    بعد أن هاجم الأنصار القوة التي جاءت لتأمين زيارة رئيس مجلس قيادة ثورة مايو جعفر نميري للجزيرة .... قام الجيش بحصار الجزيرة ثم إقتحامها في مارس 1970 .... كان يساند الإمام الهادي المهدي زعيم الأنصار ذاك الوقت بعض قادة الحركة الإسلامية ... خرج الإمام و معه بعض مؤيديه من الجزيرة قاصدين الوصول الى اثيوبيا .... قرب الحدود مع اثيوبيا اشتبكوا مع قوة من الجيش السوداني و قُتل الإمام و من معه ... و دفنوا هناك ....عندما إستلم الصادق المهدي رئاسة الحكومة 1986 أعاد دفن رفات الإمام داخل قبة المهدي بأم درمان
                  

04-04-2020, 10:44 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    اعتراف حسني مبارك بضرب الجزيرة أبا يوجد توثيق مهماعتراف حسني مبارك بضرب الجزيرة أبا يوجد توثيق مهم
    مذبحة الجزيرة أبا .. هذا ما حدث؟
    بقلم: حامد محمد حامد

    كما يقولون.. التاريخ «سجل الزمن للشعوب والأمم» ورغم هذا ظلت الشعوب لا تقتدي بالعظات والدروس والعبر.
    ** نتحدث اليوم من مفكرتي الصحفية التي لا تقبل النقل أو الاقتباس قضية تناولها الكثيرون من الكتاب والسياسيين والذين عاشوا الحدث..
    * ورغم أننا لا نود فتح الملف الخطير لتلك الأحداث وسيجئ يوم ما يفتح فيه هذا الملف وتأخذ العدالة مجراها، والعدل لن يخيب ظن الشعوب.

    ** أروي اليوم بعض الأسرار التي أحيطت بتلك الأحداث.. أروي جوانب منها مضطراً بعد متابعتي للبرنامج الذي بثته قناة الجزيرة مساء الخميس الماضي الثالث من شهر يونيو الجاري 2010 واستعرض فيه الصحافي الكبير الموسوعة المصري محمد حسنين هيكل في برنامجه الاسبوعي الذي ظللت أتابعه منذ أكثر من عام على هذه القناة.. وسبق ان تناولت القناة حلقاته تحت عنوان «تجربة حياة»، وحلقاته السابقة كانت عن انظمة الحكم المصري بالتركيز على ثورة الثالث والعشرين من يوليو 2591م وخلع آخر ملوك الخديوية فاروق فؤاد.. وكان يتحدث عن علاقاته العملية بالرئيس جمال عبد الناصر وحتى تلك الحلقات التي ظل يروي فيها احداثاً كبرى إلا أنه طمس بعضها ولدينا الوثائق التاريخية التي تناهض ذلك، ومنها على سبيل المثال قصة اعتقال الصحافي مصطفى أمين وحاول أن يخرج من القصة كخروج الشعرة من العجين ولكن يهمنا اليوم تصديه لأحداث الجزيرة أبا خلال النظام المايوي 1970 .
    معلومات غير صحيحة وأخرى مضللة
    روى هيكل نقطتين مهمتين للغاية:
    ** الأولى بدء أحداث الجزيرة في مارس 1970 هيكل لم يذكر بالضبط التواريخ باليوم والساعة ونحن نضع النقاط فوق الحروف لان التاريخ معهم يحسب بالثواني وليس بالأيام.
    * فقد انفجرت أحداث الجزيرة أبا وقبلها بيومين أحداث ود نوباوي في العشرين من مارس 1970، واتخذت شكل صدام مسلح بين القوى المعارضة من الأحزاب الوطنية وبين سلطة مايو فقد تمكنت تلك الاحزاب من تجميع قواها وتسليح نفر من اتباعها واتخذوا من الجزيرة أبا قاعدة لهم.
    وهنا تبرز عدة أسئلة هل كان في استطاعت المعارضة المسلحة القضاء على النظام الذي تسنده القوات المسلحة بالمواجهة العسكرية من مجموعة ضعيفة التسليح والتأهيل!!
    * قال هيكل ان الرئيس السابق جعفر محمد نميري بعث مكتوباً للرئيس المصري جمال عبد الناصر أوضح فيه ان نظامه مهدد بقوى رجعية وان الامام الهادي عبد الرحمن المهدي أعد العدة العسكرية لتطويق الخرطوم لاستلام الحكم.
    وقال هيكل مضيفاً ان في تلك الفترة كان هناك تنسيق للوحدة بين مصر وليبيا والسودان.
    ومن هنا اهتم عبد الناصر باعتبار تهديد السودان تهديد للمنطقة.
    ومضى هيكل يقول: إزاء هذا اتخذ عبد الناصر قراراً بأن تتوجه قوات مصرية مدعومة بالطيران لضرب الجزيرة أبا، وان الطيران جاهز فضلاً عن مجموعة سياسية موجودة بالخرطوم تتكون من السادات ومحمد حسني مبارك ومدير المخابرات هنداوي لتأمين الأمن القومى السوداني إلاَّ أنه -والحديث لهيكل- اتصل عبد الناصر شخصياً ونقل إليه ان ضرب الجزيرة أبا سيحدث آثاراً سالبة ليس من مصلحة أمن مصر مستقبلاً.. وهنا تراجع عبد الناصر واتخذ قراراً بايقاف تدخل الطيران المصري من ضرب الجزيرة وحل القضية سياسياً.
    * والقصة الثانية الغريبة التي رواها هيكل ان الامام الهادي المهدي تم تسميمه عند تناوله قطعة مانجو من طبق قدم إليه وهو في طريقه للهجرة من الجزيرة أبا نحو كسلا.
    * «ردنا على هاتين الروايتين بالآتي:
    حسب المعلومات التوثيقية التي لدى بمفكرتي الصحفية التي دونت فيها أحداث ود نوباوي وضرب الجزيرة أبا خلال الفترة من عشرين مارس 1970 حتى اليوم التاسع والعشرين وأيضاً مستندات أخرى لكتيبات صدرت منها: شاموق ومحجوب باشري والقدال واليكم بعض التفاصيل باختصار من المفكرة والمصادر الأخرى.. المهتمة بالتوثيق للأحداث السياسية الكبرى.
    * لقد سبقت ثورة الجزيرة أبا استعدادات ومن جوانب تلك الاستعدادات اعداد نفسي وفكري للمجاهدين الذين كانوا خارج السودان بعد انقلاب 25 مايو 1969ولقد جرت لهم تدريبات عسكرية وتنوير وتوعية بما كان يجري في داخل السودان للحكم العقائدي الشيوعي.
    فقد تم شراء السلاح وارساله بطرق عدة محفوفة بالمخاطر من الأراضي الاثيوبية للجزيرة أبا ولعب هذا الدور رجال سيظل يذكرهم التاريخ ويسجل وفاءهم بمداد من نور..
    فقد لبى الانصار وغيرهم نداء الامام الهادي بالهجرة من داخل مناطق السودان إلى الجزيرة أبا فانتبهت حكومة النميري للخطر القادم وحاولت التفاوض على أساس وضع السلاح والتسليم كسبا للوقت والضربة القاضية..
    رحلة النيل الأبيض:
    قام النميري برحلة للنيل الأبيض وفي ذلك اليوم حدث الاشتباك الأول بتفريق المظاهرات السلمية التي سارت ورفعت مذكرة تضمنت مطالب أهمها تحكيم القرآن والدعوة الى الدستور الاسلامي، إلا أن اعلام مايو روى وقتها أن أحد الرجال حاول اغتيال النميري إلى نهاية القصة المعروفة.
    **هيكل قفز إلى أن الموقف كان خطيراً للغاية حسب طلب النميري بالتدخل المصري بالطيران لكبح التحرك العسكري الانصاري المهدد للمنطقة، ولازالة حكمه وهنا تدفقت قوات الجيش السوداني وطوقت الجزيرة أبا وبعد محاولة ونقاش اجراه الضابط ابو الدهب مع الإمام الهادي وأعوانه وانتهي النقاش بدون الوصول إلى اتفاق.. ونذكر ان أبا الدهب سبق ان اشترك في انقلابات منذ مايو 1959.
    * المهم بعد فشل المفاوضات مع الهادي جرت عملية التنفيذ باقتحام الجزيرة أبا واشترك فيها العديد من الضباط العسكريين بقيادة الرائد أبو القاسم محمد إبراهيم الذي كانت تعجب به جماهير مايو في الشارع وتهتف في ذلك قائلة: «حاسم حاسم يا أبو القاسم»!!
    أسرار
    لا بد من ذكر بعض الاسرار منها ان السوفيت اعترضوا على الحرب على الابرياء ولم يشاركوا في المعركة لا عسكرياً أو بالطيران.
    * «إلا أن النظام المصري على قمته أيد وساند وشارك بالفعل وبعثبمخابراته للمتابعة وتم الغزو على طريقة بربرية وجرت المعركة غير المتكافئة».
    أهالي الجزيرة وكان معهم بنادق وأسلحة بيضاء وكانت القيادة العسكرية عند المرحوم محمد صالح عمر واصحابه، ومحمد صالح عمل استاذاً للشريعة بجامعة الخرطوم وجاهد في سبيل الله بفلسطين وفي فترة ما تم نقل خبراته للأمام الهادي وكان الانصار يكنون له الاكرام ويقولون عنه انه أسد يلبس نظارة!! باعتباره كان يلبس نظارة نظر.
    وهناك آخرون تمتلئ بهم قائمة الشرف:محمد محمد صادق الكاروري- مهدي إبراهيم- الشريف حسين الهندي، وكثيرون لا يتسع المجال لذكر اسمائهم.
    كيف جرت المعركة؟
    جرت المعركة بصورة سريعة استخدم فيها النظام المايوي جميع الاسلحة الفتاكة
    العسكرية المصرية
    واستخدم النظام المصري طائرات الميج رقم «17» بقيادة أحد كبار المسئولين في المؤسسة العسكرية المصرية وهو طيار معروف في سلاح الطيران.
    أسرار
    هذا الضابط الكبير قرأت مرة في مجلة المصور المصرية على الصفحة الثالثة بالتحديد تصريحات صحفية له لا أذكر ان كانت بعد سنة او سنوات من ضرب الجزيرة أبا في مارس 1970:
    افتخر «محمد حسني مبارك» انه دمر آخر معقل للانصار في السودان ولن يعلو لهم صوت بعد اليوم، وتحليل هذا الاعتراف له مدلولات تاريخية قديمة ضد الانصار.. وتحليل سياسي آخر أنه فعل هذا من أجل الاشتراكية العلمية التي تجمع النظامين المصري والمايوي.
    لقد قدر عدد القتلي بـ «28» ألفاً، المصدر كتاب المرحوم محمد أحمد محجوب بالإنجليزية «تجربة الديمقراطية»، ولكن تكشفت حقائق جاءت لا حقد ان عدد الموتى لا يقل عن «36» ألفاً وبمقارنة سريعة ان الحروب الاقليمية بين اليهود والعرب حتى حرب يونيو 1967 بين اسرائيل ومصر ان عدد القتلى في تلك الحرب قدر بعشرة آلاف.
    كيف قتل الناس في أبا؟
    ان قتلى الجزيرة أبا ماتوا بعدة وسائل:
    قتلوا بقاذفات اللهب- الضرب من خلال الدبابات والبرينات والمدافع الرشاشة ميدانياً، ثم بالضرب من الطائرات الميج من الجو، وآخرون ماتوا غرقاً وهم يعبرون الجاسر.
    وفي زيارة لى لسجن ود مدني قبل سنوات وجدت أحد ضحايا الجزيرة أبا في سجن المختلين عقلياً ولا يزال يصيح بأعلى صوت مقلداً ضربات المدافع «داو داو»، وعلمت من سلطات السجن ان الرجل فقد زوجته وجميع أولاده وأفراد أسرته واعتقلته سلطات مايو إلاّ أنه قبيل محاكمته اختل عقلياً وتم حفظه بسجن مدني تحت رعاية الطبيب النفسي وفي حالة تحسن حالته العقلية يقدم لمحاكمة إلا أنه ظل سنوات بلا محاكمة مع غيره حسب القوانين التي تعطي محافظ المديرية سلطة لابقاء المتهمين جنائياً تحت المحاكمة وتجدد فترته سنوياً.
    الصحافي المرموق هيكل الذي ظللت أقرأ له منذ ان كان محرراً بمجلة الاثنين المصورة التي أنشأها التوأم مصطفى وعلي أمين حتى تدرج هيكل واصبح محرراً بالأخبار وأخبار اليوم ثم رئيساً للتحرير لصحيفة «الأهرام» التي اصبحت مؤسسة صحفية كبرى دعمها عبد الناصر وجعل من هيكل ناطقاً ووسيطاً دبلوماسياً، إلا أن الرجل كان غيوراً من مصطفى أمين وشقيقه علي أمين لأنهما كانا علمين ومنارتين سامقتين وأراد ابعادهما من الواجبات الاعلامية ليخلو له الجو.
    وتضاربت الروايات حول مسألة تسريب مصطفى أمين معلومات استخباراتية لدبلوماسي أمريكي تقدح في النظام الناصري وتم إلقاء القبض على مصطفى أمين ووضع بالسجن تسع سنوات، وأفرج عنه محمد أنور السادات بعد رحيل عبد الناصر في 28/9/1970، وكتب عدة كتب منها «سنة أولى سجن» كما سرب كتباً ومعلومات من السجن لاصدقائه في بيروت للنشر.
    معلومات مضللة:
    وروى هيكل في برنامجه «تجربة حياة» في نفس المساء ان الهادي قتل وهو في طريقه من الجزيرة أبا إلى كسلا وقدم له طبق مانجو مسموم!! هذه رواية مضحكة ممعنة في الضحك ولا يقبلها أي عقل مهما كان..
    ومعلوم للجميع ان الامام هاجر من الجزيرة أبا مع مجموعة من خلصائه من الانصار وتوجهوا بعربات إلى الحبشة ويبدو أن الامام كان ذاهباً إلى امبراطور الحبشة هيلا سلاسي.. لان هيلا سلاسي خلال الحرب الايطالية 0491م على اثيوبيا لجأ للسودان وها هو نفسه الامام يلجأ إلى اثيوبيا.. إلا أنه قرب الحدود الاثيوبية حدث خطأ مريع لطلب ماء وكشف امرهم بعد اذاعات النظام المايوي وتم اطلاق النار على عربات الامام وقبض عليه واطلق عليه النار وعلى مرافقيه ايضاً ودفن هناك. إلا أن حكومة الديمقراطية الثالثة فشلت في حل اللغز واجراء المحاكمات، وها هو هيكل يقدم معلومات كاذبة.

    Quote: هذا الضابط الكبير قرأت مرة في مجلة المصور المصرية على الصفحة الثالثة بالتحديد تصريحات صحفية له لا أذكر ان كانت بعد سنة او سنوات من ضرب الجزيرة أبا في مارس 1970:
    افتخر «محمد حسني مبارك» انه دمر آخر معقل للانصار في السودان ولن يعلو لهم صوت بعد اليوم، وتحليل هذا الاعتراف له مدلولات تاريخية قديمة ضد الانصار.. وتحليل سياسي آخر أنه فعل هذا من أجل الاشتراكية العلمية التي تجمع النظامين المصري والمايوي.
                  

04-04-2020, 11:03 AM

علاء سيداحمد
<aعلاء سيداحمد
تاريخ التسجيل: 03-28-2013
مجموع المشاركات: 17162

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: تحياتي
    الأخ علاء ،،، بحسب الفيديو الرئيس الأسبق لمصر حسني مبارك لم يقل شاركنا ، بل قال العكس تماماً وهو نفس ما جاء في الشهادات الفوق بأنه الرئيس جمال عبد الناصر طلب منه مساعدة السودانيين بدون ما يشارك الجيش المصري في أي عمل عسكري ،،،،،
    الفيديو ينفي مشاركة جسني مبارك إلا إذا كان في بقية للفيديو


    مرحبا الاخ حسام الدين

    الاخ ياسر ما قصر فى شرح ما جاء فى المقطع واضيف هنا :

    ما فى مجرم يعترف بالحقيقة كاملة انما هناك طرق اثبات كثيرة يلجأ اليها القضاء لاثبات جريمة ما ومنها شهادة الشهود .
    هنا شهادة الظابط الذى يتحدث فى بداية المقطع وهو اعلى رتبة من حسنى مبارك وكان دفعة السادات ويقول بأن
    السادات عرّفه بحسنى مبارك : وانه مكلّف من عبدالناصر لضرب الجزيرة ابا فى السودان . ) هذه شهادة كبيرة ومعتبرة .
    ثانياً : قول حسنى فى انهم اتوا للنظر فى انهم ح يساعدوا بى شنو دون ضرب !؟
    يدحضه قول المتحدث فى بداية المقطع .
    وايضاً :
    - عبدالناصر اصلا لم يكن مرتاحاً من النظام الديمقراطى فى السودان ولذلك كان هو اول من ايّد نظام النميرى
    وهذا ايضا يمكن ان يكون دليلا فى امر عبدالناصر لسلاح الجو المصرى بضرب الجزيرة ابا .
    والتاريخ يعيد نفسه الف مرة وعسكر السودان مازالوا بنفس العقلية الغبية .

    فى الاسبوع الاول من الانقلاب زاره فى القاهرة وفد من مجلس قيادة الثورة برئاسة بابكر عوض الله
    وقد جاء فى كتاب قصة ثورة 23 يوليو خريف عبدالناصر ( اصدار مكتبة مدبولى ) يقول احمد حمروش
    وقد كان فى معية وفد مصرى زار الخرطوم فى الاسابيع الاولى من الانقلاب :

    Quote: .... قال لى جعفر نميرى ان جمال عبدالناصر قال له ثورة السودان اعطتنى قوة وعزيمة ومنحتنى أملاً وثقة ووجد عبدالناصر فى ثورة السودان عمقاً استراتيجيا .. ص 246


    - وايضاً من الشهادات :

                  

04-04-2020, 11:37 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: علاء سيداحمد)

    في هذا المقطع


    وفي الموضع 0:21 يعرض هيكل وثيقة مؤرخة 29 مارس 1970 يقول فيها سامي شرف للرئيس عبد الناصر أن هيكل له وجهة نظر معقولة وهي عدم المشاركة في ضرب الجزيرة أبا.
    ولكن المشاركة بالطيران كان قد حدثت بالفعل منذ يوم الجمعة 27 مارس واستمرت يوم السبت 28 مارس حسب رواية شهود العيان.
                  

04-04-2020, 01:37 PM

امتثال عبدالله

تاريخ التسجيل: 05-15-2017
مجموع المشاركات: 7424

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: خمسون عاما على حوادث الجزيرة أبا وودنوباو (Re: Yasir Elsharif)

    من باب الصدف يا حسام الدين انا كنت بقرأ الاسبوع الماضي في مجلة العربي الكويتية وتاريخها عام ١٩٨٨م، وفيه كلام عن الصحفي المصري محمد حسنين هيكل ويقول فيه كاتب المقال ان هذا الصحفي اكتر زول كضاب في الدنيا وانه بيالف حاجات من راسه،،،وعشان كده اظن لا نعتد برأيه وفيما يقوله لان كلامه كضب ....
    .واظنه زي زولنا كضباشي ......
    .وبالمناسبة كضباشي مالوا اختفى!!؟

    (عدل بواسطة امتثال عبدالله on 04-04-2020, 01:39 PM)

                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de