حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 10:36 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-24-2020, 05:46 PM

saif khalil
<asaif khalil
تاريخ التسجيل: 01-30-2005
مجموع المشاركات: 1529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!!

    05:46 PM October, 24 2020

    سودانيز اون لاين
    saif khalil-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    *حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!* (1)
    --------------------------------------------ه
    بقلم: سيف الدولة احمد خليل

    * استميح القارئ عذرا،إن اخترت هذا العنوان الصادم لمقالي، فهذا من ادبيات رفدتنا بها ثورة ديسمبر المجيدة وهي تصك ساخر العبارات ولاذعها تعبيرا عما ابتلانا به الاسلاميون من مفارقات لاصول العمل العام، واشتراطات الالتحاق بالوظائف الحكومية.
    * التوزير والتوظيف الخلوي او الخليوي، ربما اصبح ثقافة عامة، تجذرت بفعل سيادتها لثلاث عقود، حتى لحقتنا نحن الذين نعتقد اننا ثوريون واننا جئنا لنغير ما ثرنا عليه.فكانت تجربتنا الاولى في تكوين حكومة الثورة بشقيها المدني والعسكري حافلة بالخليويين.
    * خشيت ان تلحق "الخليوية" المستشرية هذه بوزارة الخارجية، فما رشح من أخبار عن مرشحيها لا ينبئ بخير، وكأن الدكتور حمدوك لم يتعظ من تجربته الاولى، وكأنه لم يستصحب معارفه العلمية، خبراته العملية أو ما اختبره من معايشة السياسة في دول شتى قدر له ان يتمكث فيها حينا من الدهر. وربما لم يُعمِل فراسة الكناني، فالرجل من قبيلة اشتهرت بالفراسة والاستشعار واستشراف المستقبل ولا ادل على ذلك، مثل ما يحكيه تاريخنا عن رابحة الكنانية.
    * اهمني امر وزارة الخارجية، لانها اهم الوزارات طرا، خاصة في ظروف انتقالنا بالغ التعقيد هذا. فالدبلوماسية ما عادت هي دبلوماسية التمثيل والمحطات، فنحن في عهد الدبلوماسية الاقتصادية، دبلوماسية السلام، دبلوماسية المعرفة والمعلوماتية، ودبلوماسية المنظمات الدولية. فلا يجوز باي حال من الاحوال ان تخضع هذه الوزارة للمحاصصات او مجاملات الاصدقاء.
    * رغم ان الدبلوماسية السودانية كانت من اسبق الدبلوماسيات في انتهاج الدبلوماسية الشاملة والحديثة في عهد الراحل الدكتور منصور خالد قبل ان تعود القهقري في العهود التي تلته الا من بعض التماعات معدودة.
    * قناعتي التامة، بانه ليس من شروط صحة الاستوزار التخصصية، فالوزارة ليست كلية او مدرسة يمتحِن فيها الوزير ما احتازه او حصله من اكاديميات، فالوزير عادة هو شخص سياسي للاشراف على البرنامج السياسي للحكومة في الوزارة المعنية، بينما يقع عبء الاشراف والمتابعة الفنية لطاقم التنفيذ الفني، المهني والاداري للوزارة.
    * قولى عاليه لا يعني باي حال من الاحوال، اختيار اي سياسي خبط عشواء ليتولى الوزارة اي وزارة كانت.
    فالسياسي الذي اعنيه، ليس هو ذلك السياسي الذي، كل كسبه نشاط طلابي لا يتعدى اركان النقاش والتظاهرات الطلابية. ان السياسي المطلوب للاستوزار سياسي ممارس، خبير، مثقف، موسوعي الثقافة مديد المعرفة، غض النظر عما درسه او تخصص فيه، الا وكانت الحصيلة مثل حصيلة مدني عباس فيما احتقب من وزارة.
    فمدني قد ظُلم او ظلم نفسه، بارتدائه ثوبا يكبره قياسا، حاله حال الطفل الذي يتسربل في جلباب والده. ومما رشح من اخبار عن وزراء الحكومة القادمة، فاننا موعودون بان نرى حمدوك محاطا بالمترسبلين بجلابيب ابائهم.
    * اعود لايضاح ما قصدته بتولي السياسي الحذاقي بما اشترطته من مواصفات لاي وزارة غض النظر عن التخصص، فلو قدر للراحل منصور خالد او كمال الجزولي مثلا تولي اي وزارة، قل وزارة الصحة او الدفاع، فبما اكتسب من معرفة، خبرة، حنكة سياسية وادارية اورثته الحكمة وحسن التدبير، سيفلح فيما اوكل اليه لا ريب. فهو لديه ال mentality او ذهنية الرجل العام، التي تجعله يدرك ما يجب عليه فعله وما يجب ان يتركه لاهل التخصص والتأهيل.
    * مثل هؤلاء السياسيين، لا اضراب لهم اليوم وان وجدوا فهم قلة، ولهذا اسبابه الموضوعية، ثلاثون عاما من الكبت السياسي لا تتيح مجالا لدربة سياسية، فالسياسي كسبه من غناء الحراك السياسي الذي يعرضه للصراعات السياسية والفكرية والثقافية، فيتطور معرفة وفكرا وممارسة. ففترة الانقاذ بمؤسساتها التعليمية المنهارة، باجدابها الثقافي،وبركاكتها السياسية افرزت سياسيين يعانون فقر التجربة والمعرفة، وضعف المراس فما بلغوا شأو السياسي، هم مجرد نشطاء. والحكم عليهم ميسور وبائن،بجملة اخفاقاتهم فيما قرروا من قرارات وفيما قدروا من تقديرات سياسية ايام الثورة ومرحلة تكوبن حكومة الانتقال، مثل هؤلاء ليس في مقدورهم ان ينتجوا غير، وثيقة دستورية مثقوبة، حكومة مدنية ضعيفة في عناصرها وادائها لدرجة اضطرت رئيس وزرائها لحلها قبل تمام عامها الاول.هؤلاء ليس في مقدورهم الا انتاج حكومة بلا سلطتي القوة او المال، وليس في مقدورهم الا الاتيان بسلام منقوص وعسكر يسيطرون على الامور ويسطون على ملفات السلام، الامن، الاقتصاد ويا للعجب والدبلوماسية.
    * رغم قولي بان الوزير يمكن ان يكون سياسيا حذاقيا بلا توقف عند تخصصه او ما يحمل من مؤهل، الا انني اؤكد ان المؤهل الاكاديمي المرتبط بالوزارة هو قيمة اضافية للسياسي الحذق.
    * في وزارة الخارجية التي نحن بصدد الحديث عنها، فان ما رشح الينا من اسماء مرشحة لتولي حقيبتها، في غالبيتهم ليسوا بسياسيين حذاقيين او موسوعيين ولا هم اصحاب مؤهل اكاديمي يعينهم على اداء مهمتهم.
    * وزير الخارجية، يجب ان يكون على معرفة بالمصلحة العامة واصول العلاقات الدولية، ان تكون له القدرة على التحليل والاستنتاج وادراك ما وراء الحديث الذي يطرح على طاولات الحوار، ان يكون مثقفا ومطلعا على ايديولوجيا وانماط تفكير الامم الاخرى، ان يكون بليغا وواضحا وواثقا من نفسه وقدراته، ان يجافي الذاتية والتشنج والارتباك، ان يكون مرتبا يعتمد التسجيل وتدوين الملاحظات، الاهتمام بالتفاصيل والتركيز على الهدف المرجو، والقدرة على المناورة واهم من هذا كله ان يكون ديمقراطيا مؤمنا بالعمل في فريق والعمل الجماعيْ من واقع ان الخارجية هي وزارة الوزارات، فهي وزارة الاقتصاد والتجارة والتنمية والاستثمار والجمارك، وهي وزارة الامن والحربية، وهي وزارة الرياضة والسياحة والثقافة والتكنولوجيا والتعليم، هذا من خلال الادارات الموازية للوزارات دات الصلة بالعمل الدبلوماسي.
    وفي ظرف السودان الذي نعيشه، يلزمنا وزير قادر على ادارة المرحلة القادمة بكل تعقيداتها التي تمر بمحطات دبلوماسية السلام والمنظمات الدولية ودبلوماسية الاقتصاد والتنمية والمؤسسات المالية، وملفات الدبلوماسية الجيوسياسية فيما ندير ملف العلاقة مع اسرائيل ودول الاقليم والجوار.
    با ترى هل من بين من رشحت اسماؤهم من هو مؤهل للقيام بهذه الادوار؟






                  

10-24-2020, 05:51 PM

saif khalil
<asaif khalil
تاريخ التسجيل: 01-30-2005
مجموع المشاركات: 1529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!! (Re: saif khalil)

    *حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك! (2)*
    ------------------------------------------ه

    بقلم : سيف الدولة احمد خليل

    * في هذه الحلقة، اعود بفذلكة تاريخية عن وزارة الخارجية السودانية، ليعلم القارئ مدى اهمية هذه الوزارة من خلال القامات التي قادتها في معظم الفترات. نقول معظم الفترات لاقرارنا بأن هنالك قلة ممن تسرب اليها في عهود الظلام او التيه السياسي كوزراء خارجية خلاء، ورغم تصنيفنا لهم بهذه الديباجة الا انني اخشى ان يكون غالب من رَشَحت اسماؤهم من مرشحين لتولي دبلوماسية الانتقال اقصر قامة واقل قيمة من خليويي العهود السابقة.
    *في فذلكتنا التاريخية نجد ان بعض الباحثين يعتبر ان تاريخ الدبلوماسية السودانية قد بدأ منذ مرحلة السودنة، معتبرا ان اول وزير خارجية هو القانوني د. عقيل احمد عقيل الذي وضع اللبنات الاولي لهذه الوزارة السيادية، الا ان بعضا آخر يؤرخ لها بالقانوني الاستاذ مبارك زروق كاول وزير خارجية سوداني في العام ١٩٥٦، والذي اعقبه القانوني الضليع محمد احمد المحجوب للفترة ١٩٥٦ الي ١٩٥٨، اي الي انقلاب الفريق عبود.
    * طوال فترة الفريق ابراهيم عبود، من ١٩٥٨ الي ١٩٦٤ احتقب وزارة الخارجية قانوني آخر لا يقل ضلاعة عن سابقيه هو الاستاذ احمد خير المحامي.
    * بعد سقوط ابراهيم عبود عاد محمد احمد المحجوب الي كرسي الوزارة في الفترة ١٩٦٤ الي١٩٦٥، ليعقبه عليه استاذ القانون البروفيسور محمد ابراهيم خليل للعام ١٩٦٥/ ١٩٦٦، ثم خلف البروفيسور خليل قانوني آخر هو ابراهيم المفتي للعام ١٩٦٦/ ١٩٦٧.
    وفي العام ١٩٦٨ الي انقلاب مايو ١٩٦٩ تولى حقيبة الخارجية القانوني الشيخ علي عبد الرحمن الامين الضرير.
    * عند انقلاب مايو تولى وزارة الخارجية القانوني مولانا بابكر عوض الله للعام ١٩٦٩ الي ١٩٧٠، خلفه الرئيس جعفر محمد نميري لخمسة اشهر امتدت من العام ١٩٧٠ الي ١٩٧١، ليتولى الوزارة بعده، القانوني الاستاذ فاروق ابو عيسى لفترة لم تطل.
    * بعيد انقلاب الشيوعيين وعودة نميري للحكم تولى حقيبة الخارجية القانوني د. منصور خالد للفترة ١٩٧١ الي ١٩٧٥، وخلفه في العام ١٩٧٥-١٩٧٦ اللغوي، الاستاذ الاديب الدكتور جمال محمد احمد، ومن بعدهما اللغوي ذي الخلفية الدبلوماسية محجوب مكاوي ١٩٧٦ الي ١٩٧٧
    * بعد المصالحة الوطنية عاد د. منصور خالد الي الخارجية لفترة امتدت لاشهر من العام ١٩٧٧، ليعقبة القانوني الرشيد الطاهر بكر من ١٩٧٧ الي ١٩٨٠، ليعقبه دبلوماسي من خلفية عسكرية هو محمد ميرغني مبارك للفترة من ١٩٨٠ الي ١٩٨٤، ثم خلفه اللغوي الدبلوماسي الاستاذ هاشم عثمان من ١٩٨٤ الي ١٩٨٥
    * عند انتفاضة ابريل ١٩٨٥، في حكومة الانتقال تولى وزارة الخارجية ، اللغوي الديبلوماسي ابراهيم طه ايوب
    * في الديمقراطية الثالثة، تعاور منصب وزير الخارجية الاستاذ زين العابدين الشريف الهندي في العام ١٩٨٦ الي ١٩٨٧، ليعقبه في جزء من عام ١٩٨٧ الاستاذ الصحفي محمد توفيق احمد، ثم القانوني الدكتور مامون محجوب سنادة ١٩٨٨ الي ١٩٨٩، ثم جيئ بالطبيب دكتور حسين سليمان ابوصالح لجزء من العام ١٩٨٩ ليحدث بعدها انقلاب الاسلاميين
    * في العام ١٩٨٩ دخل استاذ القانون الدكتور حسن عبد الله الترابي مكتب وزارة الخارجية لاشهر معدودة، ليعقبه عليه قانوني آخر هو الاستاذ سيد احمد الحسين في ذات العام
    * ثم جاء الدبلوماسي علي سحلول ليشغل كرسي الوزارة من العام ١٩٨٩ الي ١٩٩٣، و د. حسين سليمان ابوصالح ١٩٩٣-١٩٩٥
    * في الفترة ١٩٩٥ الي ١٩٩٨ تولى الخارجية القانوني الاستاذ علي عثمان محمد طه، ثم اعقبه الطبيب مصطفى عثمان اسماعيل ١٩٩٨ الي ٢٠٠٥
    * بعد اتفاقية نيفاشا قضت الاتفاقية ان تتولى الحركة الشعبية هذه الحقيبة، فكانت من نصيب استاذ الهندسة الدكتور لام كول من ٢٠٠٥ الي ٢٠٠٧، ثم اعقبه اللغوي الدبلوماسي دينق الور ٢٠٠٧ الي ٢٠١٠
    * تولى القانوني الاستاذ علي كرتي وزارة الخارجية في الفترة ٢٠١٠ الي ٢٠١٥،ثم الطبيب بروفيسور ابراهيم غندور من ٢٠١٥ الي ٢٠١٨، ثم كان آخر وزراء الخارجية الانقاذيين القانوني الدرديري احمد
    * بعيد ثورة ديسمبر تولت حقيبة الخارجية في حكومة قحت الاولى الاستاذة الدبلوماسية اسماء محمد عبد الله.
    * عرفت وزارة الخارجية السودانية عدد ست وثلاثين تشكيلا وزاريا بعدد تسع وعشرون وزيرا.
    *وزير واحد تكرر على الوزارة ثلاث مرات، هو محمد احمد المحجوب بمجموع اربعة سنوات
    *ووزيران تكررا عليها مرتان، هما منصور خالد بمجموع سنوات تقارب الخمسة، والدكتور حسين ابو صالح سنتان
    * اكثر الوزراء عملا بالخارجية هو د. مصطفى اسماعيل لسبعة سنوات، الاستاذ احمد خير لست سنوات، منصور خالد، علي كرتي خمس سنوات لكل، محمد احمد المحجوب ومحمد ميرغني مبارك وعلي سحلول اربع سنوات، ثم ثلاث سنوات للرشيد الطاهر بكر، دينق الور ، ابراهيم غندور وعلي عثمان محمد طه.
    * سبعة عشر وزيرا، خلفيتهم قانونية
    * ست وزراء لغويين منهم خمس وزراء
    career diplomats
    * وزير واحد career diplomat بخلفية اقتصاد وعلوم سياسية
    * عسكريان احدهما
    career diplomat
    * ثلاث وزراء اطباء
    * وزير استاذ جامعي من خلفية هندسية
    * وزير خلفيته لغة عربيه
    * وزير ليست له خلفية اكاديمية محددة ولكن لديه خبرة صحفي واعلامي
    *اثنان وعشرون وزيرا من جملة تسع وعشرون وزيرا لهم خلفيات اكاديمية ومهنية لها علاقة بالدبلوماسية...و سبع وزراء خارجية لا علاقة اكاديمية او مهنية لهم بالدبلوماسية..نجح منهما اثنان بمستوى معقول بمعايير الدبلوماسية.. وفشل الآخرون
    * مقارنة بهؤلاء الوزراء الذين استعرضناهم في فذلكتنا هذه، لن يكون حكمنا على مرشحي حكومة الانتقال لهذه الوزارة، تحاملا او تجنيا، ان نظرنا الي سيرة مرشحيناالذاتية ومراسهم السياسي وخبراتهم العملية والحياتية. لذا يحار المرء لم لم يختشي هؤلاء او من قدموهم او من قبلوا ترشيحهم؟
    * ليس من بين "من اشير اليهم"، موسوعيا او خطيبا او اديبا ، او كاتبا نحريرا، او مؤلفا في اي مجال من المجالات كمن حفلت بهم فذلكتنا.
    * لربما حجني محتج فيما اعتبرته شرط صحة لتولي الوزارة، فلا امانع من اطراح ذلك جانبا، ولكني ساواجه مناجزي بانه ليس من بينهم من احتاز على مهارات التفكير الابداعي، النقدي، التكتيكي، الاستراتيجي وحل المعضلات والاهم التفكير التحليلي، فمنهم من لا يصل الا الي التقديرات السياسية الخاطئة!!.
    * ولو تجاوزنا هذه وتلك، فاننا سنقف عند ال presentability، ففي هذه فقر بائن، ولعل الشئ بالشئ يذكر ، نقف عند تجربة منصور خالد مؤسس الدبلوماسية الحديثة في السودان، لهيكلة الوزارة . لقد حافظ المنصور على ما هو تالد فيها، فيما يختص بالملحقيات التي تتم انتدابا، من الجهات التي ينتمي اليها المنتَدب، فهنالك لملحقيات الثقافية، العسكرية، الشرطية، الامنية، الجمركية وغيره من تخصصات تحسب من البعثات الدبلوماسية، ورغم انهم ليسوا بدبلوماسيين اصالة، فقد حرص المنصور على تدخل وزارته في اختيارهم بمعايير صارمة، غير ذلك رفد منصور الوزارة بكفاءات من تخصصات مختلفة في اطار ما يفهم منصور وما يريد لوزارته ان تكون..
    * مجيئ منصور للخارجية كان نعياََ للسفارة والدبلوماسية التقليدية، دبلوماسية البعثات والمحطات، والانتقال الي مدرسة الدبلوماسية الحديثة، التي تعتبر الشان الاقتصادي، التجاري، الجمركي،التنموي، الامني، العسكري، الرياضي والسياحي شأنا دبلوماسيا وان وزارة الخارجية هي وزارة الوزارات، لذا عمد لخلق ادارات موازية للوزارات ذات الصلة بالعمل الدبلوماسي.( راجع الفجر الكاذب ولا خير فينا ان لم نقلها)
    وقد عهد الي هذه الادارات او الاشخاص امر العمل البحثي والمعلوماتي في المجال المطلوب حتى يكون هو كوزير خارجية مسلحا بالمعلومة والمعرفة في الشأن الذي يطرقه، ولم تكن هذه الوظائف على الشيوع وانما كانت تتم انتقاء، ليت القارئ يراجع كتابات السفير المتقاعد فخر الدين كرار احد ابناء منصور خالد.
    * في عهد المنصور،لن تكون بالخارجية ان لم تكن مجودا للغة وان لم تكن ملما باطراف من القانون الدولي، وعلوم التفاوض وابرام العقود،وقد حرص منصور على التأكد من هذه الاساسيات بنفسه وان لم يسمح ظرفه، عهد بالامر الي غيره من اساتيذ حرص على انتقائهم..
    وكان رحمه الله يحرص على تدريب وتأهيل من يرجى خيره فيما ينقصه.
    الا ان المدخل الاساسي للسلك الدبلوماسي ظل هو وظيفة سكرتير ثالث التي يُعلَن عنها بذات الاشتراطات التقليدية، كالتخصص في اللغات، العلوم السياسية والقانون.
    * في كل هذه الوظائف التي تحدثنا عنها، كان المنصور متمسكا وحريصا على شرط ال presentability و good looking
    فان لم تستوف ذلك فانت لست بدبلوماسي،لذا كان يتدخل وبصرامة في مظهر الدبلوماسيين وما يلبسون، ففي عهده ابعد من الوزارة من لا يهتمون بمظهرهم او طريقة مشيهم او طريقة كلامهم، فلو طبقنا هذا المعيار على مرشحينا لخرج غير قليل منهم من دائرة التنافس.
    * ورغم ان مبحثنا عن وزير الخارجية، وليس من يعملون في السلك الدبلوماسي، لكني، من باب المنطق ارى ان رقص اهل البيت يلزم ربه بضرب الدف.
    * يظل الاساس في تولي الوزارة هو التأهيل السياسي، والتأهيل السياسي مراس حياتي، ليس هو تخصص او دراسة،فمتخصصوا العلوم السياسية ليس في غالبهم سياسيون، فمعظمهم اكاديميون مهنيون،وقليل منهم من له مراس سياسي. وهذا ما يعرف بداهة. والحاقا لما تقدم ليس كل من عمل في الاحزاب سياسي،واعظم دليل على ذلك ان معظم وزراء الفترة الانتقالية، قد مارسوا السياسة الحزبية هونا ما، لكنهم ليسوا بسياسيين البتة من واقع تجربتهم الماثلة امامنا، فالمراس وحده لا يخلق من الشخص سياسيا.. فالسياسة ككرة القدم،فهنالك لاعب مصنوع وآخر موهوب،تضيف له الصناعة القا وتوهجا.كذلك الساسة فهنالك السياسي الذي حباه الله بالمهارة الفطرية والتي هي في حالة السياسي mentality of "ساس يسوس"..والتي يصقلها ويشذبها العمل الحزبي والنشاط العام، وعليه ليس كل حزبي او ناشط عام سياسي،وبالطبع لا يفوت على القارئ..انه ليس بالضرورة ان يكون السياسي قائدا، قد تكون سياسيا فذا وتفشل في القيادة، والنعمة ان يجمع السياسي مقومات القيادة وذهنية السياسي. .
    * بالنسبة لوزارة الخارجية فان وزيرها لا بد ان يكون سياسيا، قياديا ،له ذات الخلفية المهنية او معيار الكفاءة المؤهل لمهنة الدبلوماسية كالقانون، العلوم السياسية، العلاقات الدولية او اللغات.
    * ما يثير قلقنا ان مرشحينا لهذه الوزارة لا تأهيلهم يقربهم من معرفة شعاب الدبلوماسية ولا هم كوادر سياسية حقيقية ،ولا هم كوادر معرفية ،ولا تأهيلهم او خبراتهم لها صلة بما انتدبوا له.
                  

10-24-2020, 05:53 PM

saif khalil
<asaif khalil
تاريخ التسجيل: 01-30-2005
مجموع المشاركات: 1529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!! (Re: saif khalil)

    *حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!!! (3)*
    ----------------------------------------ه

    بقلم : سيف الدولة احمد خليل

    * اعود مواصلا لما بدأناه في حلقتينا السابقتين ،تناولاََ لموضوع الدبلوماسية السودانية والذين تسنموا حقيبتها منذ عهد السودنة والاستقلال الي يوم الناس هذا، لعله بتنقيبنا في دهاليز الماضي نستطيع ان نستشرف المستقبل ونقف على ما نحن فيه من خطل الحاضر.
    * كما تشير الاحصائية التي قدمت بها..فان من تعاوروا حقيبة الدبلوماسية السودانية عددهم تسع وعشرون وزيرا من بينهم امرأة.
    * اثنان وعشرون من هؤلاء الوزراء تاهيلهم الاكاديمي وخبراتهم العملية وما احتازوا عليه من معارف وتحصيل ثقافي هيأتهم لان يكونوا وزراء خارجية مثاليين بمعايير المهنية والكفاءة، ومن ثم يتعذر الطعن فيهم موضوعيا.
    * سبعة وزراء، موضوعيا جاز الطعن في توليهم لأمر الوزارة، رغم التفاوت في موضوعية هذا الطعن..هؤلاء لم ينالوا تأهيلا يسمح لهم بممارسة الدبلوماسية، فضلا عن انه لم يعرف عنهم كسب معرفي او موسوعية ثقافية تَعبُرُ بهم الي ضفة الممارسة الدبلوماسية، غير ذلك انهم بلا مراس او أختبار في ممارسة اي عمل له علاقة بالدبلوماسية أو رصيد بائن في بنك المراس الحزبي او العمل العام.
    ولعلي استعير ادبيات ما بعد ثورة ديسمبر لاطلق عليهم *وزراء خارجية خلاء*
    * وزراء خارجية الخلاء هؤلاء معظمهم جاء في فترة الانقاذ او في ظروف مرتبكة سياسيا فيما قبلها، فلم تُتبع المعايير الموضوعية في اختيارهم وانما كان المعيار هو الاضطرارية، المحاصصة، الولاء والقرب من مصادر القرار. لذا لم يستطِل بقاء وزاء الخلاء كثيرا في الوزارة ، ولم يضعوا بصمة يُذكروا بها.
    * اول وزراء الخلاء، كان جعفر نميري ولعل استوزاره كان اضطراريا لارتباك سياسي ساد الفترة ١٩٧٠ الي ١٩٧١، ولم تتجاوز فترته خمسة أشهر، ولم يوسِم الوزارة بميسم يحسب له او عليه.
    * برع الاتحاديون في تقديم هذه الشاكلة من الوزراء في الديمقراطية الثالثة اذ قدموا خمس وزراء منهم اثنان فقط من ذوي التأهيل والكفاءة والكسب السياسي. ابرز من قدموا من الاكفاء، العالم والقانوني ذو المراس الدكتور مأمون محجوب سنادة ١٩٧٨ الي ١٩٨٨ كما قدموا قانوني آخر له باع في النضال والمراس السياسي المرحوم سيد احمد الحسين في العام ١٩٨٩.
    اما الثلاثة الذين كان ينبغي الا يكونوا وزراء خارجية باي معيار من المعايير فهم زين العابدين الشريف الهندي ١٩٨٦ الي ١٩٨٧، وقد جاء محاصصة بين الاحزاب فيما بينها وموازنة داخل الحزب الاتحادي، فوضع الرجل حيث لا ينبغي ان يكون فلا دراسته الاكاديمية ولا مراسه السياسي كانا يؤهلانه لذلك، فكان مكان تندر من الحركة الشعبية وغيرها من اهل السياسة، ايضا ولأقل من عام قدموا الممارس للصحافة محمد توفيق احمد في ١٩٨٦، ولم يكن له من مؤهلات غير الوسامة والاناقة وربطة العنق "الفيونكا"، وهي مؤهلات لها اعتبار في الدبلوماسية الا انها ليست كل شئ، ويبدو ان محمد توفيق جيئ به انتقالا ما بين فترة الشريف زين العابدين الهندي وفترة الدكتور مامون سنادة، فقد كانت وزارة الخارجية من حصص الاتحاديين الوزارية في ائتلافهم مع حزب الامة، فكان تعاملهم معها كبيت الايجار.
    ولان عجائب الاتحاديين لا تنقضي فقد جاءوا بالطبيب حسين ابوصالح ١٩٨٨ الي ١٩٨٩ من ضمن الخليويين، وهو رجل مرتبك ملتبس، له في جوفه قلوب شتى فهو اخواني، اتحادي، ومصري، لا تتجاوز مؤهلاته مهنته التي يبرع فيها ويتمهر، وقد جيئ به في اطار العلاقة بين الاتحاديين ومصر. والغريبة ان ذات الرجل قد اتت به الانقاذ من ضمن وزراء خلائها في الفترة ١٩٩٣ الي ١٩٩٥.
    * عندما جاءت الانقاذ اتت بالعديد من وزراء الخلاء هؤلاء، فكما اشرنا الي حسين ابوصالح، فقد اتت بآخر هو مصطفى عثمان اسماعيل في الفترة ١٩٩٨ الي ٢٠٠٥، مصطفي عثمان اسماعيل، رغم انه لا علاقة له بالدبلوماسية الا ان دعم بكري حسن صالح واستلطاف البشير له دفعا به لكرسي الوزارة، وهو اكثر وزير خارجية استقر على كرسي هذه الوزارة لسبع سنوات لم تنقطع، وهو قد فاق في ذلك علي كرتي ذو الخمس سنوات واحمد خير ذو الست سنوات ومن استوزروا اكثر من مرة كالمحجوب ذي الاربع سنوات(في ثلاث دورات) ومنصور خالد ذي الخمس سنوات (في دورتين) وحسين ابوصالح ذي الثلاث سنوات (في دورتين).
    مصطفى عثمان اسماعيل، احتاز على مؤهلات السِفارة التقليدية كالوسامة والاناقة واللباقة في الحديث واجادة اللغة، وهو من الاذكياء القلائل والذين يعرفون قدر نفسهم، فهو يدرك تماما انه قد وضع في غير موضعه وان الكثير ينقصه ليملأ هذا المنصب، لذلك تصالح مع نفسه واتبع دبلوماسية المكتب (office) ..فعمد الي جعل المنصب مكتبا وفريقا، فاستعان باميز السفراء المهنيين في الوزارة وكون منهم مكتبا، كان على رأسه السفير الاديب الاريب صديقي الدكتور خالد محمد فرح الفحل، وما كان الوزير الا متحدثا رسميا باسم هذا المكتب، وهذا ذكاء وحيلة سمحا له بعبور ما امتحن به.
    ومن وزراء الانقاذ الخليويين الوسيم الانيق ..عالم الهندسة الدكتور والرث لام اكول في العام ٢٠٠٥ الي ٢٠٠٧، ولم يكن له ان يأتي الي وزارة الخارجية لولا موازنات ومحاصصات نيفاشا ..وقد دخل الوزارة وخرج دون ان يبقى من عطره شئ.
    وآخر وزراء الانقاذ الخليويون، كان البروفيسور غندور من ٢٠١٥ الي ٢٠١٨، لا ادري ما السبب الذي اتى به الي وزارة الخارجية، ايضا هو وسيم انيق ولبق وربما استفاد من خبرته السياسية والنقابية الطويلة في ادارة بعض الملفات التي حقق فيها بعضا من نجاح، وربما استفاد من تجربة مصطفى عثمان اسماعيل في تجربة ديبلوماسية المكتب.
    * اشارتنا الي وزراء الخلاء،لمن يكن طعنا فيما تخصصوا به،ولا تحيزا لمهنة على مهنة،فجل من اشرت اليهم ربما انمازوا فيما اختصوا به، الا انهم لم يعرفوا ككوادر سياسية حتى داخل احزابهم، فلا زين العابدين الهندي الذي ولج السياسة من باب المعاوضة، ولا محمد توفيق الذي لم يعرفه الناس الا بانه كادر صحفي، ولا حسين ابو صالح الذي لم يعرف الا كطبيب ونقابي مهتز، ولا غندور الذي مارس السياسة من باب النقابة ولا مصطفى اسماعيل الذي لم يعرف ككادر سياسي مائز في الحركة الاسلامية، ولا لام اكول الذي لم يعرف في العمل العام الا من باب تمرده على نظام نميري،وكل ممارساته ومواقفه من الحكومة او من قرنق لم تكن ناضجة ولا علاقة لها بالسياسة والذهنية السياسية، كلهم لم يكونوا موسوعيين او اصحاب اسهام فكري او معرفي،ولا تخصصاتهم العلمية تقربهم من معرفة شعاب الدبلوماسية..
    * لو نظرنا الي بقية وزراء الخارجية الذين تعاوروا كرسيها، نجد الغلبة للقانونيين بسبعة عشر وزيرا وستة لغويين منهم خمسة مهنيبن، ومهني بخلفية اقتصاد سياسي ومهني بخلفية شُرطية وهذا لم يكن اعتباطا او محض صدفة، فالديبلوماسية في غالب ارض الله مهنة اختص بها اهل القانون، العلوم السياسية واهل اللغات، حتى ان هذه التخصصات غدت شرطا للتقديم لوظيفة سكرتير ثالث،مدخل العمل الديبلوماسي الرئيس.
    * كل هؤلاء اتسموا بوسامة الخَلْقِ والاخلاق، وبالاناقة واللباقة، فما كانوا "يبغبغون" ولا يرددون كلمة او جملة ولا يصيبون راءِِ او سامع بإملال.
    كلهم يتبرجون بالمحاسن التزينية الي درجة الاجتهاد في توليد الاشتقاقات غير المألوفة والمتراقصة موسيقيا وتشكيليا فيما يلبسون وفيما بكتبون وفيما يقولون فكانوا وكانهم الواح تشكيلية تجسيدا لمدرسة "الاسلوب هو الرجل"
    انهم رجال ما عهد عنهم الا اختيار ربطات العنق الانيقة والاقمصة الزاهية والبدلات الفخيمة والعطر الفواح، لم يتسربلوا ب"العلي الله" ولم تَعرَى منهم الرؤس او الاقدام انهم يمثلون ال presentability في ابهى صورها، فمن يُعهَد له باختيار وزير الخارجية وغَضَ طَرْفَهُ عن هذه المعايير والجدارات، فهو غافل دون ريب. ومن الطرائف التي تعكس هذه القيم وسيادتها على المشهد في الوزارة السيادية بالغة الاهمية، ان محمد احمد المحجوب في اطار ما يجري بينه وبين مبارك زروق من تنافس وتراشق ما وجد ما يعبر به عن غيظه من الرجل الا وصفه "بالشاب الانيق المعطر". ورغم ان ذلك مما لا يعاب فكلاهما انيق معطر، لكن ربما اراد المحجوب ان يشير الي ان زروق قد تزيًد في الامر.
    * ممن تعاقبوا على وزارة الخارجية من القانونيين شيخ القبيلة العالم الفَقِه عالم القانون د. عقيل احمد عقيل، وعالم القانون البروفيسور محمد ابراهيم خليل، وعالم القانون الموسوعي الدكتور منصور خالد وعالم القانون ايضا الدكتور مامون محجوب سنادة وعالم القانون الدكتور حسن عبدالله الترابي، ومن القانونيين ذوي المراس والحنكة مبارك زروق،محمد احمد المحجوب، احمد خير، ابراهيم المفتي، علي عبد الرحمن الضرير، بابكر عوض الله، فاروق ابو عيسى، الرشيد الطاهر بكر، سيد احمد الحسين، علي عثمان محمد طه، علي كرتي والدرديري..
    اهل القانون يجودون اللغة ويتميزون بالعقلية المرتبة والشخصية الصارمة ودراستهم ذات صلة بالسياسة والاقتصاد فضلا عن دراستهم للعقود والقانون الدولي.
    * نلحظ ان محمد ميرغني مبارك الذي شغل منصب وزير خارجية السودان ١٩٨٠ الي ١٩٨٤، هو career diplomat اي دبلوماسي مهني التحق بالسلك الدبلوماسي من الشرطة، وقد كان دبلوماسيا انيقا، وسيما، لبقا وصارما اشتهر بجانب دبلوماسيته بحسن الادارة
    * فيما يختص باللغويين الذين شغلوا منصب وزير الخارجية هنالك العالم الدكتور جمال محمد احمد وهو الوحيد بين اللغويين الذي لم يكن دبلوماسيا مهنيا، ومع ذلك كان من الناجحين بدرجة جعلت منصور خالد يدبج فيه الاماديح الطوال ويصفه بالاستاذية الديبلوماسية. كما ان هنالك من اهل اللغة المهنيين دبلوماسيا، محجوب مكاوي، هاشم عثمان، ابراهيم طه ايوب، علي سحلول ودنق الور
    * الغريب ان وزير الخارجية المهني الوحيد الذي خلفيته علوم سياسية هو الاستاذة اسماء محمد عبد الله واسماء متقنة لمهنتها ولكنها ضعيفة في مهارات التواصل واللباقة وربما شخصيتها غير المُبادِئة والمُصادٍمة اظهرتها بمظهر الوزير الضعيف،رغم انني على قناعة ان اختيارها اساسا قام على ضعف شخصيتها، فهى لم تكن من ضمن خيارات قحت فقد اتت من باب آخر وبدعم آخرين، فيبدو ان من اختاروها كانوا يبحثون عن وزير بمواصفاتها، حتى يهيئون لحمدوك ممارسة الدبلوماسية الرئاسية، لذا نجده قد امسك مباشرة بكل الملفات الخارجية فيما يختص بالبند السادس، وملف التعويضات ورفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب وغير ذلك من زيارات ذات طابع دبلوماسي قام بها، بل حتى ملف السلام والعلاقات مع اسرائيل ومصر والامارات كانت ملفات رئاسية خاصة بالمكون العسكري في المجلس السيادي. ولعل من جاء بأسماء اراد وزيرا لا يستطيع المنازعة والمكاجرة الديبلوماسية مع المؤسسات الرئاسية، فوجود وزير صاحب قامة ومنهج يُخرِج الامر من يد المستشارين، فوزير الخارجية ليس له مستشارون او ملتزم بما يشير به من يحملون هذه الصفة، فالافضل لهم ان يكون الامر بيد من يشيرون عليه. ولعل هذا ما يفسر بحثهم عن وزير خارجية خلاء للفترة القادمة من الانتقال.
    * بقيت ملاحظة ..ان الغالب الاعم من وزراء خارجية السودان كانوا من البلغاء والفصحاء والخطباء، كما ان عديد منهم من المفكرين والكتاب واصحاب المؤلفات والبحوث العلمية كمحمد احمد المحجوب، احمد محمد خير، بروف محمد ابراهيم خليل، د. منصور خالد، د. جمال محمد احمد، د. مامون سنادة، د. حسن عبدالله الترابي، دنق الور.
    يا ترى ماذا يحمل وزير خارجيتنا القادم من جينات هؤلاء السوامق؟
                  

10-24-2020, 05:57 PM

saif khalil
<asaif khalil
تاريخ التسجيل: 01-30-2005
مجموع المشاركات: 1529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!! (Re: saif khalil)

    *حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!!! (4)*
    ----------------------------------------------ه
    بقلم : سيف الدولة احمد خليل

    * وصلا لما بدأناه، عن وزارة الخارجية والدبلوماسية في السودان وما ينبغي ان يكون بشأن اختيار وزير الخارجية لما تبقى من فترة الانتقال، آتي الي منتهى رمحي في هذا المضمار بمقالي هذا الذي بين يديك قارئي الكريم.
    * ربما بدا للقارئ من مقالاتي السابقة انحيازا مني لقبيلة القانونيين، وهو ما لا انفيه، اذ انه انحياز، او توخيا للدقة هو تفضيل، يقوم على اسس موضوعية للغاية، ولو كنت غير ذلك لانحزت لللغويين بظنة انني منهم
    * فكما يقول والدي علية الرحمات تترى، القانون ذهنية وصنعة mentality and workmanship، وكنت اعجب لم لايقول ذهنية ومهنة
    mentality and profession
    او ذهنية وحرفة mentality and craft
    ولدهشتي وجدت ان الكلمات رغم اشتراكها في المعنى، الا ان ظلال المعنى في كلمة صنعة تمتد طويلا، كظل الشاخص بعد الظهيرة، فالحرفة وسيلة كسب، والمهنة مشروطة بخبرة ومعرفة محدودة، اما الصنعة فامر آخر ، فهي الطَّريقة المنظَّمة الخاصَّة التي تتَّبع في عمل يدويّ أو ذهنيّ، ومن تخريجاتها؛ صانعةُ او صَنَع اليدين تعني المهارة والحذق والاجادة ورجُلٌ صَنَعُ اللّسَانِ: بليغٌه وصَنَعَ الفرسَ اي تعهَّده وأَحسن القيام عليه،وصنع ولدَه: ربّاه ،وصَنِعَ الصَّانِعُ : حَذَقَ، مَهَرَ فِي الصُّنْعِ، والصنِيعُ: القعل الحَسَنُ، والصنِيعُ: السَّيْفُ أو السَّهْمُ المجلُوُّ المجرّبُ، والصانع هو الخالق والمنشئ للشئ، ازاء هذه المعاني التي لا تشير الي شئ سوى البراعة والتمهر والحذاقية، ادركت سر مهنة القانون وسر نجاح القانونيين الضليعين فيما يوكل اليهم من أمر .
    * ساداتنا القانونيون المجيدون، فرضا عليهم الموسوعية بحكم دراستهم التي تميل الي الموسوعية وبحكم مراسهم المهني، فمادة القانون والتمرس فيه،يمسكان برقاب كل شئ في هذه الحياة!!
    * اجادة اللغة او اللغات شرط صحة لدراسة القانون، اتقان التعبير والتسبيب واجب، تركه او الاخلال به لا يجبره دم. فضول القول رجس من عمل الشيطان وجب عليهم اجتنابه، الصياغات صنعة يجبرون على تعلمها، اليست هذه الدبلوماسية؟
    * ذهنيتهم مرتبة، منضبطة تنعكس على شخصياتهم صرامة بلا تَزَيًُد، وايفاء لا يَفلِت معه اعطاءُُ لحق او تفريط في أخذه، وتنعكس عليهم وسامة شخصية مظهرا ومخبرا، قولا وفعلا.
    * لذلك،ليس بينهم عيٌّ لا يفصح، يجيدون الحوار والتفاوض، ويعزون الناس خطابا، لا يثأثؤن ولا يفأفئون.
    ما يدرسونه يجعلهم مطَّلعين على سرائر البشر وطرائق تفكيرهم، فهو مشرع الابواب على معارف الدنيا وما فيها، يطلون على التجارة والمصارف من باب دراستهم للقانون التجاري commercial law وعلى والسلع والاقتصاد من باب دراستهم لعرض السلع display of goods ودراستهم لقانون الارض land law, والاجارة leasing ويلجون الي السياسة من باب القانون الدستوري constitutional law والاداري adminstrative law ويتقحمون السياسة الدولية وعمل المنظمات العامة من باب القانون الدولي international law والعلاقات الدولية international relations ويتوهطون في بساط التاريخ حين يبحثون تاريخ القوانين من باب الفقاهة او الفقه القانوني في مادة ال jurisprudence ويعرفون حق العارف،كيف يلزمون لكلِِ طائره في عنقه وهم يدرسون المسئولية التقصيرية law of tort وهم يعرفون تأطيرالحقوق، وتدوين الاتفاقات، لدراستهم قانون العقود law of contract
    * هذا سر تميز القانونيين حينما يقتحبون الخارجية والدبلوماسية، ولعل انضر وازهى ايام خارجيتنا كان في عهود القانونيين، فقد نجح احمد خير في عهد عبود نجاحا انقطع نظيره في توثيق عرى علائقنا مع كافة دول وشعوب العالم، وفلح فيما لم يفلح فيه فالح، بأن احتفظ بعلائق السودان وطيدة وثيقة مع جميع الكتل والمعسكرات في آن معا وكانه يلعب بالبيضة والحجر، في اوج الحرب الباردة، فامتدت في عهده علاقاتنا مع الاتحاد السوفياتي واوربا وامريكا ودول شرق اوربا،وفلح في استقطاب العون الاقتصادي من الجميع، وقد انعكست تجربته وسياسته على الحراك التنموي الملحوظ في عهد الفريق ابراهيم عبود
    * ايضا نجح القانوني الضليع محمد احمد المحجوب،في ان يجعل للدبلوماسية السودانية صيتا لا زلنا نفاخر به، من خلال مرافعاته التاريخية في الامم المتحدة، وتوفيقه بين الدول ومؤتمر اللاءات الثلاث
    * وعن المنصور يحلو القول، ففترته كانت قفزة في الديبلوماسية السودانية واداء وزارة الخارجية الاداري والمهني، فقد انعكست شخصية منصور الانيقة فيما خص به الوزارة من مبنى فخيم، وكادر بشري حرص ان يكون انيقاََ في ملبسه وفي معارفه، وزاد بأن هيكل الوزارة واهتم بالتوثيق والرصد المعلوماتي والتاهيل والتدريب، وجعل الوزارة وزارة كل الوزارات، فضلا عن تبني اسس الدبلوماسية الحديثة فقد خرج بها من تقليدية المحطات والتمثيل الدبلوماسي التقليدي الي دبلوماسية المؤتمرات والقمم وطرق ابواب الاقتصاد والاستثمار، السلام والصداقة بين الشعوب، ولعل الفضل يعود للمنصور وحده في انجاز اتفاقية اديس ابابا، مشروع كنانة، مشروعات الصداقة الصينية، ومعظم المشروعات التنموية في مايوْ، علاوة على اكتشاف البترول، العلاقات المفتوحة مع غالب دول العالم فقد استثمر المنصور منابعاته المعرفية والتكنولوجية، معارفه وعلاقاته العملية وصداقاته الشخصية في الانفتاح على مختلف الدول ففي عهده كان للسودان مكانا مرموقا في الاسرة الدولية فضلا عن ريادة في العمل العربي، الافريقي والاسلامي. ولعل من التماعات المنصور المركز الإسلامي الأفريقي الذي أنشأه منصور لغير ما آل اليه، فقد كانت نظرته للمركز ككيان دبلوماسي لذلك انتدب له دبلوماسيا هو السفير د. ياجي، وكانت نظرته للمركز مشروعا حضاريا يشكل الجسر بين افريقيا والعروبة والاسلام مستهدفا ان ينقل السودان من الهامش الدبلوماسي الي مركز افريقي، عربي واسلامي، الا ان خبث الاسلاميين وغباء النميري جعل المركز الافريقي مجرد بؤرة هوس ديني.
    * رغم ما قدمنا به، الا ان اختيار وزير الخارجية يعتمد في الاساس على المدرسة الدبلوماسية التي تنتهجها الدولة المعنية، فهنالك دول لا تهتم كثيرا بمن يكون وزير الخارجية،حينما تكون معتمدة على الديبلوماسية الرئاسية التي تعتمد على الرئيس والمؤسسة الرئاسية او دبلوماسية المكتب حينما تكون الوزارة عبارة عن مؤسسة ووزير الخارجبة مجرد spoke man
    * غير اني افضل تولي القانونيين لامر هذه الوزارة لما تقدم عن ذكرهم، ولان غالب دول العالم تولي امر هذه الوزارة للقانونيبن،ولنا في التجربة الامريكية اسوة حسنة.
    * امريكا منذ تأسيسها تولى وزارة خارجيتها سبعون وزيرا عاملا، هذا لا يشمل وزراء الخارجية بالوكالة في فترات الانتقال والظروف الاستثنائية التي يتولى الامر فيها الموظفون العموميون القدامي او الدبلوماسيون الممتهنون
    * دعونا ننظر الي التجربة الامريكية، كما جاء آنفا، جلس على كرسي الخارجية الامريكية سبعون وزيرا. لم يكن بينهم ممن ليس لتاهيله علاقة بالدبلوماسية، ست وزراء فقط،ولجوا الوزارة من باب تميزهم السياسي، العسكري والامني وهم
    ١- الوزير رقم 20 ادورد ايفرت اتي من باب السياسة والخطابة فهو استاذ جامعي دارس للادب
    ٢- الوزير رقم 39 روبرت بيكون وزير لثلاث اشهر فقط وهو من خلفية عسكرية
    ٣- الوزير رقم 50 جورج مارشال من خلفية عسكرية
    ٤- الوزير رقم 60 جورج شولتز دارس للاقتصاد وله خلفية عسكرية واستاذ جامعي
    ٥- الوزير رقم 65 كولن باول خلفية عسكرية ومستشار امن فومي
    ٦- الوزير رقم 69 ريكس تيلرسون اقيل بعد سنة وهو رجل اعمال وتأهيله مهندس مدني

    * اربعة وستون وزيرا خلفيتهم قانونية، لغات،علوم سياسية، علاقات دولية او career diplomats
    * من الديبلوماسين الذين استوزروا في خارجية امريكا
    ١- الوزير رقم 48 ادورد ستيتنيوس
    ٢- الوزير رقم 53 كريستيان هيرتز
    ٣- الوزير رقم 62 لورنس ايغليبيرغر
    * الوزراء الذين التحقوا بالخارجية بخلفية علوم سياسية او علاقات دولية
    ١- الوزير رقم 56 هنري كيسنحر خلفيته الاكاديمية علوم سياسية
    ٢- الوزير رقم 59 الاكسندر هيغ رغم خلفيته العسكرية فهو دارس للعلافات الدولية بدرجة ماجستير
    ٣- الوزير رقم 64 مادلين اولبرايت خلفيتها علوم سياسية وشئون عامة ودولية
    ٤- الوزير رقم 66 كونداليزا رايس بدكتوراة في العلاقات الدولية وماجستير في العلوم السياسية وخبرة كمستشارة امن قومي
    * تبقى 57 وزيرا, تخصصوا في القانون وعملوا به منهم المحامي، والقاضي، والنائب العام
    * بعض القانونيين حمل مؤهلات أخري كاللغات او العلوم السياسية كالوزير رقم 68 جون كيري، ورقم 70 الوزير الحالي بومبيو دكتور القانون ذو الخلفية العسكرية
    * خلاصة القول ان الخارجية الامريكية عبر التاريخ قادها القانونيون بغالبية 57 وزيرا, 3 وزراء دبلوماسيون career،و 2 علوم سياسية,.و 2علاقات دولية, و6 وزراء من غير اعتبار للكفاءة المهنية المرتبطة مباشرة بالوظيفة.
    * نلاحظ الاهتمام بالكفاءة المهنية بمعنى، ان وزارة الخارجية مهنيتها هي الديبلوماسية والديبلوماسية كفاءتها المؤهلة لها مرتبطة بعلوم انسانية بعينها، كالقانون، العلوم السياسية، العلاقات الدولية واللغات، لذا لم يتجاوز الامريكان هذه المعايير سوى ست مرات. ربما للكفاءة السياسية الطاغية، او للضرورات الحربية او الامنية، وقطعا كل من تسنموا هذا الموقع سياسيون عاملون في احزابهم وتبواوا "مناصب سياسية" عديدة.
    * بعد ما قدمنا به، لا يكون معقولا ان تأتي ترشيحاتنا لهذه الوزارة خلوا من اهل الكفاءة، رغم ان الساحة تعج بالسياسيين النابهين ممن اجتمع لديهم الشمول والموسوعية او التأهيل المطلوب للعمل الدبلوماسي، ارمدٌ من لا ترى عينُه السياسي المتمهر والقانوني الضليع الاستاذ اسماعيل التاج القاضي السابق، مجود اللغات والدبلوماسي الذي عمل في الامم المتحدة، واعشى من لا يقف عند الاستاذ عمر قمر الدين بما اختبر من الوزارة وملفاتها وما احتقب من تأهيل عال في الاقتصاد والسياسة في اقيم جامعات العالم فضلا عن مراس في منظمات المجتمع المدني وحقوق الانسان ومعرفة بفجاج صناعة القرار الامريكي غير انه من دارفور. ومخلول من لا يرى الموسوعي، المفكر الاديب والقانوني الضليع كمال الجزولي او الموسوعي والمؤلف الدكتور محمد جلال او الموسوعي الدكتور النور حمد او العالم الموسوعي البروف عبدالله علي ابراهيم او الدكتور الباقر العفيف او السياسي الشامل والمحلل الحذق الاستاذ الحاج وراق. ولعينٌ من يغص الطرف عن الدكتورة سلوى كامل دلالة مدير ادارة المؤتمرات بالوكالةالدولية للطاقة الذرية الموظفة الدولية، الدبلوماسية والعالمة الدارفورية التي تتحدث خمس لغات حية. هؤلاء من يشبهون وزراء الخارجية شكلا وموضوعا، لا الذين لا يجيدون المشي على الارض!!!. والرحمة تتنزل على الراحل منصور خالد!!!
                  

10-26-2020, 00:45 AM

saif khalil
<asaif khalil
تاريخ التسجيل: 01-30-2005
مجموع المشاركات: 1529

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!! (Re: saif khalil)

    Up...........up
                  

10-26-2020, 03:30 AM

Gaafar Ismail
<aGaafar Ismail
تاريخ التسجيل: 08-27-2005
مجموع المشاركات: 4911

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: حذاري من وزير خارجية الخلاء يا حمدوك!! (Re: saif khalil)



    UP
    مقال يستحق القراءة والتأمل والإحتفاء

    تحياتي ووافر احترامي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de