بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 03:55 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-15-2021, 00:04 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها

    00:04 AM June, 14 2021

    سودانيز اون لاين
    Sinnary-usa
    مكتبتى
    رابط مختصر




    في بوست الأخ مازن عن بشاشا X كتيبة المشاء
    كتب موجهاً الكلام لي


    Quote:
    بالنسبة للجزء الثاني من ردك. فما شايفك جبت ولا مرجع.
    جبت كلام كتير يحتاج ضبطا لتعدد شعابه.
    أرى ولا أقول أقترح إنو تجيب ما يدعم كلامك بالمراجع في كل جزئية مهمة هناك وهناك, وعليّ مثله. مثلا إذا أردت أن تستدل بـ"ماركسين أفارقة" و"دو بويس" وغيره, فالأسلم أن تستدل به بمرجعيته, كما هو معروف في العرف الأكاديمي.

    وإلا فهي دعوة إلى الفوضى. لأن هناك ما تفترضه وهو قابل للنقاش "كرأي", وما تأخذه من تركة معرفية معينة وهو كذلك قابل للنقاش. المهم المرجعية تكون واضحة.

    كلامك ده مع احترامي ينفع كعصف ذهني وليس كحوار أكاديمي بسبب المراجع البحثية غير الموجودة.


    وهو يقصد المداخلات التي كتبتها في البوست
    أنا حسب فهمي المتواضع رأيت أنها محاولة منها لتشتيت الموضوع الأساسي
    وهو طلبي منه البرهنة على ما قاله من أن الفلسفة الإغريقية نسبت زوراً للأغاريق
    ولما لم يرد على السؤال
    وبدلاً عن ذلك يكرر عاوزين مراجع تأكد ما جاء في مداخلاتك
    رأيت أن أنزل عند رغبته ولآن الموضوع كبير
    وعدته بفتح بوست لهذا الغرض
    وبذلك نحفظ البوست أياه من التشتيت

    أول مداخلة كتبتها هناك أوردها أدناه
    وأبدأ في تحقيقها فقرة فقرة في المداخلات القادمة


    Quote: كتب الأخ مازن أن الأصيل في التاريخ هو أن الفلسفة منسوبة زوراً وبهتاناً إلى أثينا؟
    وهذا كلام يكرره كثيراً بشاشا ومعه محمد محمد القاضي وإنضم لهم في هذا البوست
    عبدالله حسين والذي أتمنى أن يرجع لموقف الماركسيين الأفارقة في موضوع المركزية
    العرقية هذا وإدعاءتها بأنها أصل المعرفة، وحتماً سأورد آراء بعضهم هنا وعلى
    رأسهم دوبويس العلم الأمريكي الأسود الذي مزق الجواز الإمريكي وهاجر لغانا
    توقعت من هؤلاء أي نصوص في المنطق أو الميتافيزيقيا أو الفلسفة السياسية أو علم الجمال
    أو الأخلاق أو أي جنس من أجناس الفلسفة اللي إشتغل عليها الفلاسفة الأغاريق القدماء
    تبين أصول فرعونية ليها؟ وعندها ما حيكون قدامنا غير نقر ليهم بما إدّعوا
    ولكنهم هوّموا في فضاءات لا علاقة للفلسفة بها
    ربما أشكل عليهم تعريف الفلسفة
    أي ما هو الإنتاج ذهني الذي يصنف فلسفــــــــــــــــــــــــــة
    هل يمكن أن نطلق على كتاب في أصول الطبخ الإفريقي أو الهندي مثلاً
    مهما برع الكاتب في المادة كتاب في الفلسفة
    حتى لوإختار له المؤلف العنوان التالي: معالم في فلسفة الطبخ
    إن الفلسفة تعرّف بموضوعاتها ومناهجها النقدية (الحججية)
    وهذا هو الفهم الذي جرت عليه التقاليد الفلسفية منذ ولادتها
    وكانت موضوعاتها تعالج مسائل الكينونة، الجمال، الوجود،
    الحركة، العقل، الحقيقة، الشر، الوعي، السببية.. ألخ
    تعالجها بمقاربات وتحريات نقدية تسل الروح
    وتطرح سؤال تجاوبه بسؤال آخر يتولد عنه سؤال آخر إلى ما لا نهاية
    لكن أهم من دا كله
    أين تولد الفلسفة وتذدهر
    تولد الفلسفة وتذدهر فقط في مناخات الحرية
    لأنها تتناول موضوعات أوسع من حدود ما تسمح به أنظمة القهر والملكيات
    ولآنها تتناول هذه الموضوعات تناولاً نقدياً تاملياً تجاوزياً
    ودا المناخ الما كان متوفر لا في مصر القديمة
    ولا في أي زمان من أزمنة الإستبداد
    ويا له من سلطان قامع للتفلسف
    سلطان الفراعنة وحلفائهم من الكهنة
    الفرعون هو الله أو ابن الله في مصر القديمة
    وفي مصر القديمة كان الفراعنة بتزوجوا أخواتهم
    حتى لا يختلط الدم النبيل بالدم الما نبيل
    يعني كانت المقامات محفوظة بحدود
    لا يمكن أن يتطاول عليها فيلسوف
    لدرجة أن حتى الحظوظ في الأخرة تم توزيعها وقصرها
    على ذوي الدماء النبيلة وأشياعهم لزمن طويل
    فهل دا مناخ ممكن تذدهر فيه فلسفة
    طيب لو إفترضنا وجود فلسفة إفريقية ولدت في مصر القديمة
    ياتوا مواضيع ممكن تكون فضاءات بحثها؟
    وما هي الدوائر الإجتماعية أو النخبوية التي قامت بالتلقي والتداول والإثراء
    ودور الكهنة كان تزييف الحقائق بتغليفها دينياً
    وليس السماح بنقدها
    عندماى تدعوا بأن إذدهار اليونان القديمة الفكري
    يجب أن يكون فرعاً من أصل هو مصر القديمة
    لماذا كل العالم اليوم شهود على الآثار الفكرية التي
    خلفها الفرع
    ولم يسمع العالم بإي أثر وجد في البلد الأصل المزعومة
    أول الفلاسفة الأغاريق المعروفين كان طاليس
    رفض طاليس ومن عاصره وتبعه من الفلاسفة التفسيرات الاسطورية والخرافية للظواهر
    لصالح التفسيرات العقلانية والرياضية والمادية
    والتي تبحث في جوهر الأشياء
    فانتجت مفاهيم الأضداد والتغير (الماء لا يجري في نفس النهر مرتين)
    وصاغ ديموقريطس مثلاً النظرية الذرية الكون صياغة احتفت بها العلوم الحديثة
    وصاغ هيراقليطس أول نظرية في الديالكتيك توسع فيها هيجل وماركس لاحقاً
    وصاغ نظرية جليلة في الحركة وعلاقتها باللامحدود
    وصاغ بروتاغراس نظرية عميقة في فلسفة الذات ونسبية الواقع
    هل كان هنالك حقل تمت فيه مناقشة مثل هذه المسائل في مصر القديمة
    هل كان هنالك مجال للمنطق والحجج المنطقية في مصر الفرعونية
    قولوا لي يا مازن والقاضي وبشاشا وعبدالله حسين
    ماذا كتب المصريون في نقد العقل وكنه الطبيعة والذات والكينونة والأخلاق
    والمجتمع أومفهوم الحقيقة
    لقد قدم الفلاسفة الأغاريق الكون ككينونة واحدة متكاملة
    تخضع لقوانين ثابتة يمكن فهمها من خلال المنهج العقلاني وقاموا
    بتفسير ظواهر الكون اعتماداً على قوانين الطبيعة على عكس مجتمعات
    رواة القصص أو علماء اللاهوت الذين فسروا هذه الظواهر أو ربطوها بالآلهة
    المجتمعات الدينية كانت تنسب كل شيء لله وليس للعقل
    إن الحديث عن وجود فلسفة إفريقية إخترعه كما ذكرت من قبل أوربيان
    كانا يعملان مع الإستعمارفي إفريقيا
    هما القس البلجيكي بلاسيد تمبل والذي كان يعمل مبشراً في مناطق البانتو
    والآنثربولوجي الفرنسي قرايولي الذي عمل في مناطق قبائل الداقون
    وتولت بعد ذلك نخب إفريقية الترويج متهللين بما كتبا
    مثلما إخترع الأب الفرنسي أبي جين كرسان
    حجوة النظام المصري الإسطوري القديم
    لكن من الأحسن تأجل الحديث عن هؤلاء
    لقد نهلت الثقافة العالمية على إتساع البسيطة من أفكار الفلاسفة الأغاريق الأوائل
    وطورها المفكرون اللاحقون في الإمبراطوريات الرومانية والعربية والبيزنطية
    وفي شتى أنحاء العالم فيها
    ففي الإمبراطورية العربية إشتغل الفارابي وابن رشد على أفكار أرسطو وطوروها
    ليتملى بعد ذلك في العصر الأوروبي الوسيط
    توما الإكويني فلسفة ابن رشد مثلما فعل ابن سينا مع إفلاطون
    ولينهل أغسطين وموسى بن ميمون من ابن سينا
    ومن نهلوا منه وطوروا أفكاره صاروا يعرفون كمعلمين تانين وتالتين ورابعين وهلمجرا
    لم يتلاشى أرسطو رغم تطور أفكاره لاحقاً لكنه بقى المعلم الأول
    لسبب مهم
    لأن الثقافة لا تسرق وإن الفكر لا يسرق
    لم يتم تدوين الأحاديث إلا في القرن الثاني للهجرة
    لكنها بقيت في صدور المؤمنين
    كتب أرسطو المنطق الصوري لـتأمين الفكر من خطل وخطر المغالطات
    وكتب في الميتافيزيقيا عن المحرك الأول الذي يحرك ولا يتحرك
    كتب في الفيزياء والأحياء والزراعة والسياسة
    وكتب كتاب معنون باسم ابنه في فلسفة الأخلاق
    كتب في الجمال والمسرح والرقص وكتب في الطب
    ولكن الرافرم يحدثونا عن المعلم رقم زيرو
    الذي سرق من خزانته أرسطو هذه المفاهيم والفهوم
    الذي قد نحتاج للتوصل لإسمه وإنتاجه مراجعة سلسلة الشياطين ال 13
    من هو المعلم رقم زيرو
    وأين وكيف تطورت فلسفته
    وهو ابن مجتمع من أهم سماته طغيان السلطة المركزية
    سلطة كان فراعنتها يتوسلون بأسمنتي الدين لغلق أي مسامات يتنفس منها الفكر الحر
    الفرعون هو الإله أوابن الإله وفي أسوأ الأحوال ظل الإله
    هيمنة لا تخر من ثقوبها حرية
    لذا كان التجانس الفكري هو ثيمة وشيمة المجتمع المصري القديم
    لم تعرف مجتمعات مصر القديمة أي مظاهر للتنوع الفكري أو التداول السلمي للمعرفة
    فالككهنة بالمرصاد
    دا من ناحية أدى إلى بناء دولة مركزية قوية
    رغم الإنسلاخات والإلتئامات المتواصلة بين مصر العليا والسفلى
    لكن لا توجد أي آثار ضمن الكتابات الهيروغليفية على ورق البردي
    تشيء ببحوث في أجناس الفلسفة ألهم إلا الأخلاق المرتبطة بالأديان في كل المجتمعات
    لا توجد كتابات تشير لظهور فكر سياسي نقدي ومتطور في مصر القديمة
    ليسرقها ويبني عليها إفلاطون وأرسطو
    إفلاطون إبتدر في الفلسفة السياسية فكرة مدهشة عن الملك الفيلسوف
    يدلي فيها بحيثيات حجته في أن الفيلسوف هو أفضل من يحكم أي مجتمع
    فهل بالعقل كدا ممكن تكون هذه أفكار مصدرها مصري؟
    الفرعون كان يحرص على توفر الغطاء المقدس ليزيد من سطوته على الناس
    ولا توجد أي أدلة بأن كانت هنالك أي محاولات لنقد الفرعون
    وكلنا نذكر قصة الطفل (موسى) الذي رمته أمه في صندوق في البحر
    عندما قرر الفرعون قتل كل طفل يولد من أم يهودية
    لأن عرافة تنبأت بنهايته على يد يهودي
    وتم تداول الكثير من القصص التهكمية عن مثلاً
    الفرعون الذي كان يسير عارياً ولا أحد يقول له بخ
    إلا طفلاً بريئاً صاح بأعلى صوت أنظروا الملك عريان
    وكذلك عبارة (على هامان يا فرعون)
    أغلب الظن أن هذه نوادر لا تعكس وقائع حقيقية
    لكن المغزى منها أن هذا مجتمع كان يتم فيه تغييب العقل تماماً
    فكل السلطة، السياسة، الحقيقة، الأخلاق تقيم حيث يقيم الفرعون
    للحق نقول أن هنالك فكرة عظيمة أنتجتها في مصر الفرعونية
    وكان لها تأثير كبير في الفكر الديني اللاحق لها ألا وهي فكرة الآخرة
    الحساب بعد الموت المرتبط بأفعال الناس قبل الموت
    ورغم المسارات العجيبة التي تطورت فيها هذه الفكرة
    والتي تقرر ضمنها أن من أهم ضمانات الخلود أن يصاحب الميت كتاب الموتى
    لكن الكتاب ولقرون طويلة كان مقصوراً على الملوك وعلية القوم
    تطورت فكرة الحساب بعد الموت لتفتح الباب لفكرة عظيمة أخرى وهي فكرة التوحيد
    ورغم أن ملابسات هذه الفكرة كانت درامية إنتهت بمحاولة محو آثار من أنتجوها
    وبواسطة المصريين أنفسهم
    ضمن صراع مثير بين الكهنة وإخناتون
    انتصر فيه إخناتون وحكم سبعة عشر عاماً وبعد موته إنتقم الكهنة ممن تبعوه
    ومحوا ذكرى التوحيد الإخناتوني والعاصمة التي أسسها
    أكرر لإثبات مصرية الفلسفة الإغريقية نحتاج للنصوص المصرية الأصلية
    وإلا أن الأمر سيتحول لبضاعة مزجاة وإنشاء مجاني
    النصوص الخالدة تبقى لو ما مكتوبة محفوظة تتداولها النخبة وتنقدها وترقيها وتتجمل بها
    لو حرقت النصوص فهل حرقت الصدور
    ولماذا بقيت نصوص كثيرة تم كشفها بعد حجر رشيد عما كتبه الكتاب في تلك الفترة من التاريخ
    ما وجد من نصوص عن تلك الفترة يشمل عناصر منظومة معقدة ومتقنة من المعتقدات الدينية
    بعضها فيه الكثير من التعمق و يتناول قصص تكتنز بالرموز والشفرات والإستعارات
    وللحق أيضاً نقول أن هذه المنظومة تطورت كثيراً في ظل المملكة الحديثة في مصر الفرعونية
    لتنتج نظريات لاهوتية داينمية كاملة الدسم وأكثر تعقيداً من المنظومة التوحيدية اليهودية في بواكيرها
    ولكن ذلك الجلال لا يجعل الفكر الديني المصري القديم فلسفياً
    فهي منظومة ثيولوجية خالية من الترخيص النقدي ويمكن تجاوزاً إعتبارها فلسفة شعبية
    فكونها تفتقد لأي درجة من درجات السبر النقدي لا تتأهل فلسفياً لإجتياز معايير الفلسفة بالمفهوم الحديث للفلسفة
    وأكثر من ذلك أنها لا تمتلك إلا القليل من القيمة اليوم
    الدين المصري كما ذكرت أعلاه نشأ وتطور في مناخات تغيب فيها الأفكار المتناوئة والمتصارعة بجدية
    ولا حتى كان لديهم الإحساس بالحاجة للتواصل مع الآخر (الخارج) والدعوى كما كان الحال مع الإسلام
    وحتى في الداخل لم تجد هذه الأفكار العقدية متابعات تطور فيها وحتى أقوى النظريات وهي فكرة التوحيد تم سحلها في مهدها
    وبالتالي لم تتحول هذه الأفكار والعقائد لمفاهيم حية تعيش إلى الآن كما يحدث مع الفلسفة الإغريقية
    لأنها كانت تفتقد للبوصلة التي أتقنت الفلسفة الإغريقية السير على هداها
    أما الإدعاء بأن الفلسفة الإغريقية مسروقة من مصر فتعوزه الأدلة التي ننتظر أن يأتي بها بشاشا
    لكن دعني أقول لك شيئاً وهو أن بشاشا لن يأتي بأي شيءفالفلسفة الإغريقية فلسفة أصيلة
    ولا أتفق معك يا عبداللطيف بأن الفلسفة الإغريقية قامت بنمرة خمسة طوالي
    فطاليس أول الفلاسفة الأغاريق وهو من منطقة أناضولية على البحر تعرف بملتوس
    وقد كان تاجراً ومفكراً نابهاً زار عدد من البلدان وكان يمارس التأمل أينما حلّ
    وكون أن من البلدان التي زارها مصر لا يكفي للقول بأن فلسفته مسروقة من مصر
    بل في هذا سرقة لحق الرجل في الإعتراف بما تمتع به من مواهب في التفكير والتأمل كفاح في المعرفة
    ونحن نحتاج لأدلة مادية لنثبت خلاف ذلك .
    قد تكن في أراء طاليس في الدين أو الهندسة أو الفلك تأثراً بالمعارف في البلاد التي زارها
    ولكن كان المعروف عنه أيضاً أنه يمضي جل وقته في الدرس الذي أنهمك فيه جسده بشكل ظهر للعيان
    ويقال أنه من شدة عنايته بالبحث والمعرفة أنه سقط في حفرة وهو يرقب النجوم وتندر بها بعد ذلك الركبان.
    أهم مآثر طاليس الفلسفية والدليل على أن الفلسفة لم تبدأ بنمرة خمسة ولم تسرق من مصر
    أنه أول من قرر أن يدخل العقل في المعرفة.
    قبل طاليس كانت كل الظواهر الطبيعية تفسر دينياً
    وأن سببها هو الآلهة
    لكن طاليس قال دعنا نبحث عن أسباب غير الآلهة تفسر الحياة وما يلفها من غموض
    وإقترح بأن السبب الأول في الحياة هو الماء وليس الألهة.
    بالطبع وجد بعض المعارضة من سدنة الألهة اليونانية المتعددة
    ولكنه فتح الباب للتفكير في تفسير الحياة عقلانياً
    وهذا لم يحدث في مصر فرع وآتون كانوا سبب الحياة وكل شيء فيها.
    أتى أناكسيميناس بعد طاليس وفكر فيما قاله طاليس
    وإقترح بأن الهواء هو السبب الأول في الحياة
    وأنه يحيط بالكون كما يحيط الجسد بالروح
    وربما بالتالي أن هنالك علاقة بين الهواء والروح
    لا سيما أن لا حياة بدون تنفس أي بدون هواء.
    إستمرت رحلة العقل والتفلسف تتطور رويداً رويداً
    مستفيدة من الديمقراطية المتاحة على عكس الشمولية الدينية القائمة في مصر القديمة.
    إستمر التفكير في السبب الأول للحياة
    وأتى أناكسمني بفكرة الهوة العميقة
    وأتى فيثاغورث وقد كان ممن زاروا عدة بلدان منها مصر
    ولأن والده كان يعمل في نحت الجواهر فقد كان مشدوهاً بأشكالها الهندسية والعلاقة بين الأشكال
    فكان ينفق الساعات في حساب مساحة الأوجه فيها
    ورأي بأن من هذه الأشكال الهندسية تتكون الجبال وكافة الأجسام الصلبة في الكون
    وأن ألمبدأ أوالسبب الأول في الكون لا بد وأن يكون ذو طبيعة رياضية
    فإهتم بالأرقام والأشكال مستعيناً بها للتوصل لأسرار الكون
    بما في ذلك علاقة الأرقام بالموسيقي أو بالمصير بعد الموت.
    ثم أتي هيرقليتس والمشهور بتفكيره في مبدأ التغير
    الذي إستمر يتطور في الفلسفة مذّاك وحتى اليوم
    ومقولته الشهيرة بأن الماء لا يجري في نفس النهر مرتين لا زالت تعيش معنا
    وتعتبر فلسفته ونده بارميندس تطور كبير في فلسفة من سبقوه
    وقد علق على ما قاله طاليس وأناكسيميناس قائلاً
    بأن لا الماء ولا الهواء هم سبب الحياة بل هي النار وأتى بمبدأ وحدة الأضداد.
    الكلام عن هيرقليتس كثير ومشوق وربما تتاح لنا فرصة أخرى للمواصلة فيه
    المهم أتي بارميندس في نفس الفترة ورفض مفهوم التغير في الحياة
    وقال أنه مجرد وهم وأنّ لا شيء اسمه العدم
    وأن الحقيقة واحدة لا تتغير
    انتج ولأول مرة فكرة الإستنباط Deduction.
    أتي زينو بعد ذلك وكان تلميذاً لبارمينيدس
    ورأى أن الكون شيء واحد لا تنفصل أجزاؤه عن بعضها
    وكان مسكوناً بتفسير فكرة الحركة
    وأنتج فكرة مثيرة قد نتعرض لها لاحقاً وهي تقول بأن لا شيء يتحرك في الوجود
    سأكتفي بهؤلاء لأن أهم من أتي بعدهم هم الثلاثة الكبار سقراط وإفلاطون وأرسطو
    وطوروا في هذه الأفكار إبتداء بسقراط
    الذي نقل التفكير من أصل الوجود إلى الإنسان وأنتج فكرة الجوهر.








                  

06-15-2021, 02:26 AM

سيف النصر محي الدين
<aسيف النصر محي الدين
تاريخ التسجيل: 04-12-2011
مجموع المشاركات: 8995

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها (Re: Sinnary)

    والله يا دكتور-بعد التحية- مافي داعي.
    الكتابة عندها اغراض متعددة منها تداول الافكار وعرض الرؤى والاتجاهات وعندما لا تكون الكتابة لغرض اكاديمي
    وعندما يكون الطرف الآخر ليس جهة مطلوب منها التقييم فليس ثمة داع للمراجع والتحقيق. الاخ سخاروف نفسه ردد هنا اكثر من مرة في معرض
    رده على تساؤلات قراء أنهم مفروض يمشوا يعملوا الهوم وورك بتاعهم وانه ليس مسؤولا عن عدم معرفتهم او قلة اطلاعهم او كلام بهذا المعنى.
                  

06-15-2021, 05:46 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها (Re: Sinnary)

    أول الفقرات في هذه المداخلة أشارت إلى أحد أشهر القامات الفكرية في تاريخ الأمريكان السود
    هو دبليو إي بي دوبويز W. E. B. Du Bois والذي أصدر العديد من الكتب منها
    The Negro، وكذلك كتاب The Conservation of Races و كتابDusk of Dawn.
    في صفحة 30 من كتابه Dusk of Dawn كتب دوبويز أن الحضارة المصرية القديمة لها جذورها
    المصرية الداخلية ولكنها أخذت كثيراً من الحضارات القريبة منها في آسيا (غالباً يقصد الحضارة السومرية)
    وفي صفحة 33 من نفس الكتاب أن مجتمع مصر القديمة كان يتكون من عدة أعراق يمثل الزنج أقلية فيه
    في كتابها The history of Black America كتبت Lerone Bennett في صفحة 7
    " ” Great Black scholars , like W. E. B. Du Bois ,
    Carter G. Woodson and William Leo Hansberry , have insisted that
    the ancient Egyptians , from Menes to Cleopatra , were a mixed race
    that presented the same physical types and color ranges as American"
    وإبتداءً من صفحة 30 إلى صفحة 34 في كتابه The Negro يقول دو بويز:
    " إختلط السود في مصر عندما دخلوها قبل عصر الأسروقد كانوا في حد ذاتهم مجموعات مختلفة
    إختلطوا بشعوب البحر الأبيض المتوسط التي غزت مصر من آسيا وشمال إفريقيا، وأصبح
    السكان لونهم فاتح أكثر من سكان المناطق الجنوبية وأغمق من سكان المناطق الشمالية، ويمكن
    تصور ذلك عندما يختلط في إميركا السود باللاتينين والألمان الأمريكان

    في صفحة 34 من كتابه New Caribbean Thought: A Reader يورد الكاتب الكندي من أصل
    جامايكي Brian Meeks عبارة شهيرة للأديب والروائي الماركسي الجامايكي مستهزئاً بالمركزوإفريقيين
    (جماعة ناس بشاشا) "" ان إفريقيا لا تنتظرك ساكنة في القرن الخامس عشر أو السابع عشر
    لترجع لها عابراً الأطلسي فتعيد إكتشافها في نقائها العرقي وعقلها البدائي، و كي يوقظها من ثباتها أبناؤها العائدون
    وبناتها العائدات".
    " Africa is not waiting there in the fifteenth or seventeenth century ,
    waiting for you to roll back across the Atlantic and rediscover it in its tribal purity
    . . . waiting to be awoken from inside by its returning sons and daughters .

    أما بالنسبة لعبارة "موضوعاتها تعالج مسائل الكينونة، الجمال، الوجود،
    الحركة، العقل، الحقيقة، الشر، الوعي، السببية.. ألخ
    وهنالك مراجع عديدة في تشرح هذه النقطة أسهلها كتاب

    Philosophy 101: From Plato and Socrates to Ethics
    و مؤلفه Paul Kleinman
    والذي تجد في الصفحة الثانية من مقدمته ما يلي:
    بصورة عامة هنالك ستة مواضيع أساسية تبحث فيها الفلسفة
    وهي
    1) الميتافيزكس وتبحث في مسألتي الكون والحقيقة
    2) المنطق ويبحث في بناء الحجة الصالحة
    3)نظرية المعرفة: وتدرس المعرفة وشروط الحصول عليها
    4)الجمال: وتدرس الفن والجمال
    5)السياسة وتدرس النظرية السياسية
    6) الأخلاق: وتدرس القيم

    وستجد تفصيلاً أكثر عن ضروب وأجناس الفلسفة في المقال التالي وهو جزء
    من مقال عند الفلسفة في موقع المعرفة https://www.marefa.org/%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9

    مواضيع فلسفية
    تطورت مواضيع الفلسفة خلال فترات تاريخية متعاقبة وهي ليست وليدة يومها وبحسب التسلسل الزمني لها تطورت بالشكل التالي :
    اصل الكون وجوهره.
    الخالق(الصانع) والمخلوق.
    العقل واسس التفكير.
    صفات الخالق(الصانع) ولماذا وجد الانسان؟
    براهين اثبات الصانع ( علما ان اليونان قد تطرقوا لها ).
    من ثم اصبحت الفلسفة اكثر تعقيدا وتشابكا في مواضيعها وتحديدا بعد ضهور الديانة المسيحية بقرنين او يزيد .
    يتأمل الفلاسفةُ في مفاهيم كالوجود أَو الكينونة، أو المباديء الأخلاقية أَو طيبة، المعرفة، الحقيقة، والجمال.
    من الناحية التاريخية ارتكزت أكثر الفلسفات إمّا على معتقدات دينية ، أَو علمية. أضف إلى ذلك
    أن الفلاسف قد يسألون أسئلةَ حرجةَ حول طبيعةِ هذه المفاهيمِ .
    تبدأُ عدة أعمال رئيسية في الفلسفة بسؤال عن معنى الفلسفة. وكثيرا ما تصنف أسئلة الفلاسفة وفق التصنيف الآتي :
    ما الحقيقة؟ كيف أَو لِماذا نميّز بيان ما بانه صحيح أَو خاطئ، وكَيفَ نفكّر؟ ما الحكمة؟
    هل المعرفة ممكنة؟ كَيفَ نعرف ما نعرف؟
    هل هناك إختلاف بين ما هو عمل صحيح وما هو عمل خاطئ اخلاقيا (بين القيم ، أو بين التنظيمات )؟
    إذا كان الأمر كذلك، ما ذلك الإختلاف؟ أَيّ الأعمال صحيحة، وأَيّها خاطئ؟ هَلْ هناك مُطلق في قِيَمِ، أَو قريب؟ عُموماً أَو شروط معيّنة، كيف يَجِبُ أَنْ أَعيش؟ ما هو الصواب والخطأ تعريفا؟
    ما هي الحقيقة، وما هي الأشياء التي يُمْكِنُ أَنْ تُوْصَفَ بأنها حقيقية؟ ما طبيعة تلك الأشياءِ؟ هَلْ بَعْض الأشياءِ تَجِدُ بشكل مستقل عن فهمنا؟ ما طبيعة الفضاء والوقت؟ ما طبيعة الفكرِ والمعتقدات؟
    ما هو لِكي يكون جميل؟ كيف تختلف أشياء جميلة عن كل يوم؟ ما الفن؟ هل الجمال حقيقية موجودة ؟
    في الفلسفة الإغريقية القديمة، هذه الأنواع الخمسة من الأسئلة تدعى على الترتيب المذكور بالأسئلة التحليلية أَو المنطقيّة،أسئلة إبستمولوجية، أخلاقية، غيبية، و جمالية.
    مع ذلك لا تشكل هذه الأسئلة المواضيعَ الوحيدةَ للتحقيقِ الفلسفيِ.
    طوّرَ اليونانيون، من خلال تأثيرِ سقراط و طريقته، ثقافة فلسفية تحليلية، تقسّم الموضوع إلى مكوّناتِه لفَهْمها بشكل أفضلِ.
    في المقابل نجد بعض الثقافات الأخرى لم تلجأ لمثل هذا التفكر في هذه المواضيع ، أَو تُؤكّدُ على نفس هذه المواضيعِ.
    ففي حين نجد أن الفلسفة الهندوسية لَها بعض تشابهات مع الفلسفة الغربية، لا نجد هناك كلمةَ مقابلة ل فلسفة
    في اللغة اليابانية، او الكورية أَو عند الصينيين حتى القرن التاسع عشر، ع
    لى الرغم من التقاليدِ الفلسفيةِ المُؤَسَّسةِ لمدة طويلة في حضارات الصين .فقد كان الفلاسفة الصينيون، بشكل خاص،
    يستعملون أصنافَ مختلفةَ من التعاريف و التصانيف .و هذه التعاريف لم تكن مستندة على الميزّاتِ المشتركة،
    لكن كَات مجازية عادة وتشير إلى عِدّة مواضيع في نفس الوقت . لم تكن الحدود بين الأصناف متميّزة في الفلسفة الغربية،
    على أية حال، ومنذ القرن التاسع عشرِ على الأقل، قامت الأعمالَ الفلسفيةَ الغربيةَ بمعالجة
    و تحليل ارتباط الأسئلةِ مع بعضها بدلاً مِنْ معالجة مواضيعِ مُتخصصة و كينونات محددة .
    أواصل
                  

06-15-2021, 05:48 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها (Re: Sinnary)

    معذرة الأخ سيف
    حاولت إقناعه بأننا في المنبر نتناقش ولا نقدم أوراق علمية
    لكنه أصر على تحقيق أي جملة في مداخلاتي
    وسألبي طلبه
                  

06-15-2021, 06:25 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها (Re: Sinnary)

    الجملة التي تلي الجملة أعلاه كانت
    أين تولد الفلسفة وتذدهر
    وإدعيت أنا في المداخلة الآتي:
    "تولد الفلسفة وتذدهر فقط في مناخات الحرية
    لأنها تتناول موضوعات أوسع من حدود ما تسمح به أنظمة القهر والملكيات
    ولآنها تتناول هذه الموضوعات تناولاً نقدياً تاملياً تجاوزياً
    ودا المناخ الما كان متوفر لا في مصر القديمة"

    وهنا سأورد لك أجزاء من مقالات لثلاثة مثقفين عرب يشتغلون في حقل الفلسفة
    كتب أيمن بكر في مجلة الجديد https://aljadeedmagazine.com/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AFhttps://aljadeedmagazine.com/%D8%A7%D9%84%D8%AD%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%84%D8%B3%D9%81%D8%A9-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%82%D8%AF
    مقال بعنوان الحرية والفلسفة والنقد جاء فيه
    "كن الفلسفة كممارسة عقلية إنسانية عالمية، استطاعت بأثمان باهظة أن تتجاوز الخطوط الحمراء، التي تفرضها الثقافات الاجتماعية المحدودة على الفيلسوف أو المفكر
    . إن العلاقة بين الحرية والفلسفة تتسم بالتغذية والتغذية المرتجعة، فهل دفعت الثقافة العربية ثمن إقامة الفلسفة الحرة بصورة آمنة ضمن حدودها؟ هل سمحت
    عناصر الحراك الثقافي والاجتماعي والسياسي في الثقافة العربية/الإسلامية بمركزة الحرية كقيمة عليا، أو بالانتباه لأهمية الفلسفة والدفع باتجاه الاعتماد عليها في بناء العقول؟
    لا أحسب أن أحدا يغفل عن تردي وضع الفلسفة والحرية كليهما ضمن الثقافة العربية على مرّ عصورها (ليس صحيحا بصورة حاسمة
    أن العصر العباسي الذي شهد تفوقا حضاريا عربيا قد شهد حرية فكرية واسعة، ولنا في قتل المتصوفة والشعراء وإحراق كتب الفلاسفة مثل).


    وكتب إدريس المنصوري في إستعراض لكتاب بعنوان الفلسفة والحرية في موقع عرض للكتب https://books.openedition.org/cjb/704؟lang=enhttps://books.openedition.org/cjb/704؟lang=en
    أقتطف منه التالي
    "لكي أبدأ عرضي هذا، أريد أن أنطلق من قولة كتبها أحد الزملاء العزيزين علي، وهو سليم رضوان، في العدد الأول من « فلسفة »، مجلة الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة.
    2يقول سليم رضوان في مقال تحت عنوان « الفلسفة والديمقراطية »: « إن الفلسفة لا يمكن أن تحيى إلا في مملكة الديمقراطية » (ص. 35).
    هذه المقولة نستطيع أن نضعها محل تساؤل. من المتداول في تاريخ الفلسفة أننا حينما نتحدث عنها، نتحدث عنها عند الإغريق، عن المدينة الإغريقية بصفتها مدينة ديمقراطية
    كان الشعب هو الذي يسيرها. والعقل نشأ عن طريق الحوار والديمقراطية، أي أن الفلسفة مرتبطة بصفة عضوية بالديمقراطية. هذه الأطروحة المتداولة جدا تعرضت للانتقاد،
    ووضعت منذ القدم محل تساؤل. فهناك من المؤرخين الإنجليز من كتب الكثير لكي يتساءل: كيف نستطيع أن نسمي المجتمع الإغريقي –وهو مجتمع عبودي- مجتمعا ديمقراطيا؟
    3وهذه الإشكالية تتخذ صيغة ظرفية. ذلك لأننا نستطيع أن نقول، مع انهيار النظم السياسية التي كانت سائدة في أوربا الشرقية، أن فلسفة ما استطاعت أن تأخذ زمام مجموعات بشرية -
    وانهارت- لم تؤد إلى الحرية. على كل، انهارت أو لم تنهر، فالناس عاشوا في إطارها لا على أساس أنهم يعيشون في حرية، بل على أساس أنهم يعيشون في نظام قد لا يكون يمت بأي
    صلة إلى ما يقتضيه مفهوم الحرية."

    وأخيراً أقتطف من نبيل الأزرق جزء من مقال كتبه في محرك مغرس بعنوان الفلسفة والحرية https://www.maghress.com/fkihbensalah/1000477https://www.maghress.com/fkihbensalah/1000477

    "إن ارتباط الفلسفة بالتفكير و التأمل في إشكال الحرية، كإشكال راهن معاش و يومي، يؤرق الإنسان المعاصر الذي بات يعيش في عالم تزداد فيه مجالات السلطة و شبكات التحكم
    أتساعا و تمددا على حساب مجال الحرية الشخصية و الجماعية، التي أصبحت تضيق لحظة بعد لحظة إلى أن وصلت إلى مستوى الانعدام، هو تفكير في الفلسفة و في و لادتها اليونانية،
    التي كانت نتاج لإرادة الإنسان اليوناني لكي يتحرر من قيود الأسطورة و الخرافة التي حكمت عقله و تحكمت في تفكيره لقرون ليست بالقليلة. فكانت الفلسفة ثمرة لإرادة التحرر من
    سلطة "الميتوس- Méthos "(الأسطورة) و ذيق أفاقه، لأجل العيش في رحابة و لامحدودية "اللوغوس- Logos"( العقل). و هذا ما تمثل لنا في النسق الفلسفي السقراطي( نسبة إلى
    الفيلسوف اليوناني سقراط 470-389 ق.م) الذي كان هدفه هو تعليم الناس كيفية توليد المعرفة و الحكمة و الحقيقة من عقولهم الخاصة، بدل الاتكال على عقول الآخرين من أولائك
    السوفسطائيين الذين يوهمون الناس بأنهم يعرفون كل الأشياء و كل المواضيع، من خلال قولته «إعرف نفسك بنفسك» بدل أن تعرف نفسك عن طريق فكر الآخرين. و هو ما تجسد،
    كذلك، في النسق الفلسفي الأفلاطوني( أفلاطون428-347 ق.م) الذي كان تتمة لنسق أستاذه سقراط، إذ دعا الإنسان إلى ضرورة الخروج من كهف الحياة اليومية المسكون بالأوهام
    و الضلال، و بأشباه الحقيقة، و التحرر منها لأجل بلوغ الحقيقة العقلية التأملية المطلقة، كخير أسمى ينير حياة الإنسان و وجوده الفردي و الجماعي. و هو ما تمظهر لنا، أيضا، في النسق
    الفلسفي الأرسطي ( أرسطو 384 322 ق.م) الذي أخذ على عاتقه صياغة آلة عقلية فكرية سماها "الأورغانون" تمكن الإنسان الذي يتبعها في نمط تفكيره من تجاوز الخطأ و التزييف..
    و أن يحرر نفسه و عقله منها بهدف التمكن من ملامسة الحقيقة اليقينية و المطلقة التي لا يساوره فيها أي شك لأنها منطقية. و هذه الآلة العقلية هي المنطق الأرسطي
    فمن هذه الأنساق الفلسفية، و من غيرها من الفلسفات، نفهم أن الفلسفة تدل على الحرية العقلية و الفكرية التي تمنح للإنسان، أو التي على الإنسان أن يمنحها لنفسه و أن يصل إليها.
    و بأن المشكل الأساسي للفلسفة هو الحرية الإنسانية التي تسعى للدفاع عنها، و تمثلها في مختلف صورها و أشكالها الممكنة، و دعوة الإنسان إلى ممارسة هذه الحرية في وجوده المعاش.
    لأن الحرية حسب سارتر ( فيلسوف فرنسي 1905-1980) هي شرط الإنسان الذي مقدر عليه أن يعيش حريته، و أن يبحث عنها، و يوجد لها الأرضية المناسبة لعيشها.
    إذن فالحاجة إلى الفلسفة في لحظتنا الوجودية الراهنة، تنبع من حاجتنا الملحة للحرية، التي أصبحت شبه منعدمة، أو منقوصة، أو حرية مزيفة نعيشها و نقبل بها بدل الحرية الحقيقية.
    بالتالي كيف تكون الفلسفة تفكيرا في الحرية و مدافعة عنها؟ و كيف يمكننا بناء مفهوم الحرية انطلاقا مما هو فلسفي؟ للإجابة عن هذه الإشكالات سنركز على ثلاث فلاسفة
    ، هم الفيلسوف الهولندي "باروخ اسبينوزا"، و الفيلسوف الألماني "إيمانويل كانط"، و الفيلسوف الألماني، الأخر " إيريك فروم".
                  

06-15-2021, 02:49 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها (Re: Sinnary)

    كتبت في الفقرة التالية لذلك

    Quote: دا المناخ الما كان متوفر لا في مصر القديمة
    ولا في أي زمان من أزمنة الإستبداد
    ويا له من سلطان قامع للتفلسف
    سلطان الفراعنة وحلفائهم من الكهنة
    الفرعون هو الله أو ابن الله في مصر القديمة


    وللتأكيد على ذلك أورد ما كتبه دكتور فيصل كتب فيصل عادل مستدلاً بجمال حمدان في الجزيرة نت
    https://www.aljazeera.net/midan/intellect/history/2020/2/24/%D8%A3%D8%B5%D9%88%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%BA%D9%8A%D8%A7%D9%86
    كتب دكتور فيصل مقالاً بعنوان
    أصول الطغيان.. كيف أثرت الجغرافيا والتاريخ والزراعة على تعايش المصريين والاستبداد؟
    جاء فيه:
    وفي ظل الإطار الطبيعي للبلاد، أصبح "التنظيم" شرطا أساسيا للحياة، إذ يتحتم على الجميع التنازل طواعية عن حريته؛ ليخضع لسلطة أعلى تُوزِّع الماء بين الجميع.
    فلم تعد الطبيعة وحدها سيّدة الفلاح، بل أضاف الري سيدا آخر هو "الحاكم". ليلعب الحاكم بذلك دورا وسيطا بين الإنسان والبيئة، وهمزة الوصل بين الفلاح والنهر،
    ووصيا على العلاقة بينهما، ومن أجل السيطرة على الناس كافة كان لا بد أن يتحوَّل الحاكم إلى نوع من أنواع القداسة، فظهر الفراعنة الآلهة وأبناء الآلهة في مصر
    كنوع من أنواع القوى التي يستخدمها في السيطرة، بصفتهم ضباط النهر والناس.
    في الدولة المصرية أصبح الفرعون شرعيا أو نظريا هو المالك الأوحد للأرض، وصار الوطن كله قطاعا عاما ملكا للدولة، وبات الفرعون ملك الأرض ومَن عليها
    والكل يخضع له خضوعا مطلقا، لذلك كان تأليه فرعون ظاهرة قديمة ومحورية، فالمصريون "عبدة النيل"، ثم أصبح عبدة النيل "عبدة للدولة"، ثم عبدة لفرعون بالتبعية،
    ومن هنا بدأ الطغيان الفرعوني للمصريين. أما الدولة الفرعونية فبدورها صارت سلطة مركزية ونظاما شموليا يحكم كما يملك ويتحكّم كما يحكم، باختصار كانت الدولة
    الفرعونية نظاما ديكتاتوريا مطلقا، فأدى النظام الفرعوني، على علّاته، دوره في تأسيس الحضارة المصرية وأرسى دعائمها، لكن سرعان ما تحول إلى القهر، فمن مُوزِّع
    الماء إلى مالك الماء، ومن الحاجز والقاضي بين الناس إلى المُتحكِّم في الناس، فلم يكن من الغريب أن يسأل فرعون: "أليس لي ملك مصر وهذه الأنهار تجري من تحتي؟
    وبذلك، انقسم المجتمع المصري إلى فراعنة وفلاحين، فبقدر قوة وقسوة وثراء الطبقة الأولى بقدر انسحاق وفقر وتبعية الطبقة الثانية. فجوة جعلت من الدولة الفرعونية
    تتحول إلى دولة بوليسية تحمي الإقطاع والمُلّاك عن طريق رجال الفرعون، وتجعل الفلاحين أشبه بالعبيد الذين يستخدمهم الفرعون في التشييد والبناء، فآثار كالأهرام
    والمعابد العملاقة على الرغم من عقمها الاقتصادي فإنها ليست سوى دليل على أنها نصب تذكاري هائل للطغيان . لذا، ليس من الغريب تأثُّر النظريات الاجتماعية بالأمة
    المصرية القديمة، فكما يقول جمال حمدان: "لم تكن مصر هي أول حضارة إنسانية ودولة قبل أن تعرف الإنسانية معنى الدولة،
    لكنها أيضا هي أول دكتاتورية ونظام استبدادي عرفه التاريخ"،
    فاستعان ماركس وأنجلز بالحضارة المصرية بجانب الحضارات الآسيوية في الصين والهند لبناء نظريتهم "نمط الإنتاج الآسيوي" التي تحولت بعد ذلك إلى "نمط الاستبداد الشرقي"
    على يد كارل أوغست ويتفوجيل، النظرية التي تشرح الارتباط الوثيق بين نشأة الديكتاتورية بالدول التي تنشأ على أنهار. وتقول النظرية بوجود فئة حاكمة تسكن المركز،
    وتُصادِر بشكل مباشر فائض المجتمعات القروية ذات الاكتفاء الذاتي، نتيجة لاحتكار الدولة للأرض ونظام الري والقوة العسكري
                  

06-15-2021, 06:35 PM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها (Re: Sinnary)

    الفقرة التالية كانت

    Quote: رفض طاليس ومن عاصره وتبعه من الفلاسفة التفسيرات الإسطورية والخرافية للظواهر لصالح التفسيرات العقلانية والرياضية والمادية والتي تبحث في جوهر الأشياء


    وقد جاء في صفحة 63 من مؤلف Whitesmith Martha Whitesmith الصادر السنة الماضية بعنوان
    Cognitive Bias in Intelligence Analysis الآتي:

    ". Greek philosopher Thales was the first to reject religious and mystical interpretations of the natural world
    and argued instead that every event in ... He believed that demonstration by experimentation revealed
    the deductive causal structures underlying natural phenomena .

    وكتب Marvin Perry في صفحة 46 من مؤلفه Western Civilization: A Brief History

    الآتي "Thales revolutionized thought because he omitted the gods from his account of the origins
    " of nature and searched for a natural explanation of how all things came to be

    وجاء في موقع الحكمة ترجمة عن موسوعة ستانفورد للفلسفة قام بها الأستاذ مشرف بك أشرف
    عن الفلاسفة السابقين لسقراط الآتي:

    "وما روي عن طاليس وفي طاليس يعرضه صاحب نوع بديع من التفسير العلمي، عصارته أنه اتخذ من الماء مادة مبدئية لهذا للكون وماحوى من الأشياء،
    وأدار حول الماء – في معرض دراسته العلمية – رحى جميع التغييرات التي تطرأ والتحولات التي تعترض، ولم تتوكأ عصا فكره إلا على ما كان داخل
    هذا الكون متأصلا في طبيعته، فهو بذلك شق طريقا جديدا، وجاء بما لم يسبق إليه فخرج على ما كان مألوفا في اليونان وغيره من جميع أنواع التفسير
    لهذا الكون، لقد شارك طاليس غيره ممن ينسحب عليه رداء فلاسفة ما قبل سقراط، شاركه في أن الطبيعة نظام متكامل منتظم بنفسه مكتف بذاته بغير معونة
    بشيء من خارجه، فلايحتاج التفسير العلمي إلى العناية الإلهية الخارجة من تخوم هذا الكون. نعم، يمكن أن يكون الماء في رأيه ذا صبغة إلهية، ولكنه جزء
    من نظام هذا الكون غير خارج منه.[vii] هذا وكل ما في جعبتنا لعزو التفسير الطبيعي المحض للكون إلى طاليس قرائن وظروف غير مباشرة تشير إليه،
    وليس لدينا دليل يجعلنا يستقين أو نغلب ظنا بذلك، إن نحن إلا نظن. ولكن هذه النزعة الطبيعية نجدها بوثوق لدى أنكسمندر.
                  

06-21-2021, 02:42 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها (Re: Sinnary)

    Quote: فانتجت مفاهيم الأضداد والتغير (الماء لا يجري في نفس النهر مرتين)


    في كتابه An Introduction to Philosophical Analysis
    الصادر في 2013 أورد John Hospers في صفحة 9 ما يلي
    ويمكن الحصول علي باقي الشرح بقوقلة العبارة أدناه

    Heracleitus said that everything is constantly changing, that nothing ever remain the same. If asked
    whether we can step into the same pond twice, presumably he would have said no,
    even if the pond does contain the same drops of water today as yesterday

    .
    Quote: وصاغ ديموقريطس مثلاً النظرية الذرية الكون صياغة احتفت بها العلوم الحديثة


    جاء في موقع جامعة استانفورد وموسوعتها الفلسفية عن نظرية ديموقريطس الذرية (في الرابط التالي https://plato.stanford.edu/entries/democritus/)

    Ancient sources describe atomism as one of a number of attempts by early Greek natural philosophers to respond to the challenge offered by Parmenides. Despite occasional challenges (Osborne 2004), this is how its motivation is generally interpreted by scholars today. Parmenides had argued that it is impossible for there to be change without something coming from nothing. Since the idea that something could come from nothing was generally agreed to be impossible, Parmenides argued that change is merely illusory. In response, Leucippus and Democritus, along with other Presocratic pluralists such as Empedocles and Anaxagoras, developed systems that made change possible by showing that it does not require that something should come to be from nothing. These responses to Parmenides suppose that there are multiple unchanging material principles, which persist and merely rearrange themselves to form the changing world of appearances. In the atomist version, these unchanging material principles are indivisible particles, the atoms: the atomists are often thought to have taken the idea that there is a lower limit to divisibility to answer Zeno's paradoxes about the impossibility of traversing infinitely divisible magnitudes (Hasper 2006). Reconstructions offered by Wardy (1988) and Sedley (2008) argue, instead, that atomism was developed as a response to Parmenidean arguments.
    The atomists held that there are two fundamentally different kinds of realities composing the natural world, atoms and void. Atoms, from the Greek adjective atomos or atomon, ‘indivisible,’ are infinite in number and various in size and shape, and perfectly solid, with no internal gaps. They move about in an infinite void, repelling one another when they collide or combining into clusters by means of tiny hooks and barbs on their surfaces, which become entangled. Other than changing place, they are unchangeable, ungenerated and indestructible. All changes in the visible objects of the world of appearance are brought about by relocations of these atoms: in Aristotelian terms, the atomists reduce all change to change of place. Macroscopic objects in the world that we experience are really clusters of these atoms; changes in the objects we see—qualitative changes or growth, say—are caused by rearrangements or additions to the atoms composing them. While the atoms are eternal, the objects compounded out of them are not. Clusters of atoms moving in the infinite void come to form kosmoi or worlds as a result of a circular motion that gathers atoms up into a whirl, creating clusters within it (DK 68B167); these kosmoi are impermanent. Our world and the species within it have arisen from the collision of atoms moving about in such a whirl, and will likewise disintegrate in time.
    In supposing that void exists, the atomists deliberately embraced an apparent contradiction, claiming that ‘what is not’ exists. Apparently addressing an argument by Melissus, a follower of Parmenides, the atomists paired the term for ‘nothing’ with what it negates, ‘thing,’ and claimed that—in a phrase typical of the atomists—the one ‘no more’ exists than the other (DK 67A6). Schofield (2002) argues that this particular phrase originated with Democritus and not his teacher Leucippus. By putting the full (or solid) and the void ontologically on a par, the atomists were apparently denying the impossibility of void. Void they considered to be a necessary condition for local motion: if there were no unoccupied places, where could bodies move into؟ Melissus had argued from the impossibility of void to the impossibility of motion; the atomists apparently reasoned in reverse, arguing from the fact that motion exists to the necessity for void space to exist (DK 67A7). It has been suggested that Democritus' conception of void is that of the (temporarily) unfilled regions between atoms rather than a concept of absolute space (Sedley 1982). Void does not impede the motion of atoms because its essential quality is that of ‘yielding,’ in contrast to the mutual resistance of atoms. Later atomist accounts attest that this ‘yielding’ explains the tendency of bodies to drift into emptier spaces, driven out by collision from more densely packed regions (Lucretius DRN 6.906–1089).
    Some controversy surrounds the properties of the atoms. They vary in size: one report—which some scholars question—suggests that atoms could, in principle, be as large as a cosmos, although at least in this cosmos they all seem to be too small to perceive (DK 68A47). They can take on an infinite variety of shapes: there are reports of an argument that there is ‘no more’ reason for the atoms to be one shape than another. Many kinds of atoms can interlock with one another because of their irregular shapes and hooks at their surface, accounting for the cohesiveness of some compounds. It is not clear whether the early atomists regarded atoms as conceptually indivisible or merely physically indivisible (Furley 1967). The idea that there is a smallest possible magnitude seems to suggest that this is the lower limit of size for atoms, although notions like being in contact or having shape seem to
    entail that even the smallest atoms have parts in some sense, if only mathematically or conceptually.

    Quote: وصاغ زينو نظرية جليلة في الحركة وعلاقتها باللامحدود


    وجاء في موقع الإنسكلوبيديا الفلسفية عن نظرية زينو في الحركة ما يلي
    (رابط الموقع https://iep.utm.edu/presocra/#SSH6biii)

    iii. Infinite Divisibility and Arguments against Motion
    The idea of infinite divisibility plays a key role in many of Zeno’s arguments. For example, let us look at his arguments against motion. It is impossible for a body in motion to traverse, say, a distance of twenty feet. In order to do so, the body must first arrive at the halfway point, or ten feet. But in order to arrive there, the body in motion must travel five feet. But in order to arrive there, the body must travel two and a half feet, ad infinitum. Since, then, space is infinitely divisible, but we have only a finite time to traverse it, it cannot be done. Presumably, one could not even begin a journey at all. Aristotle criticized this argument by saying that there are two senses of “infinite” with reference to magnitudes: there is infinite divisibility and infinity with reference to extremes (Graham 261). We cannot get through an infinite quantity in a finite time, but one can get through an infinitely divisible space, because time is also infinitely divisible. If there is a parallel between the divisibility of space and time, then we can cross an infinitely divisible span of space, because there will be a bit of time measuring each bit of the motion in which to do it.
    Similar to this argument is the Achilles argument. Swift-footed Achilles will never be able to catch up with the slowest runner, assuming the runner started at some point ahead of Achilles, because Achilles must first reach the place where the slow runner began. This means that the slow runner will already be a bit beyond where he began. Once Achilles progresses to the next place, the slow runner is already beyond that point, too. Thus, motion seems absurd.
    Again, an arrow flying from point A to point B is actually not in motion. At each moment in its apparent flight, it occupies a place equal to its size. If something occupies a place equal to itself, it must be at rest, since nothing can be in a place equal to itself while in motion. Thus, the arrow is not actually in flight, but at rest in its place. Aristotle’s criticism here is that Zeno assumes time to be composed of indivisible moments or “nows.” Now the arrow is here, and now it is here, and now it is here, and so on. The other assumption of Zeno’s argument is that something is only in a place when it is at rest. He also argues against place, however, by saying that if something is in a place, then that place must be in a place, and that place must be in a place, ad infinitum. Thus, if everything is in a place, then there would be infinite places of those places, and this is absurd (Graham 261).
    The most conceptually difficult argument is the Stadium or Moving Rows paradox. Suppose there is a set of bodies at one end of a racetrack and one at another. They will both move in opposite directions at equal speeds and will thereby run past one another. They will both pass by a third set of stationary bodies equal in size to the racing bodies. The Stadium paradox is often illustrated in the following way.
    The Bs and Cs are in motion, while the As are stationary. The Bs and Cs are moving at an equal and constant rate of speed. Since their starting point is the middle A, so to speak, it should take the Bs and Cs twice as long to bypass each other as it takes them to bypass the As. That is, the rightmost B must move past only one A, while it must move past two Cs, and the leftmost C must move past two Bs, but only one A. The Cs and Bs have therefore moved across both a longer and a shorter distance at the same time; thus the contradiction (Graham 263). Aristotle, however, says that this reasoning is fallacious since the Bs and Cs are in motion. Since they are in motion, and moving at an equal speed, it will take them half as long to move past each other as it does to pass a stationary A (Graham 263). Some commentators, thinking that Zeno could not possibly have made such an egregious error, suppose that Zeno might have intended for each body in the row to be atomic, i.e., indivisible. If this were the case, then a B cannot move past only half of an A or a C (since they are indivisible), but must move past the whole body at once. Thus, Zeno’s paradox would remain intact, although we have no textual evidence that this is what Zeno had in mind (McKirahan 192).
    The final paradox is the millet seed paradox, which is either given to us in an incomplete way, or is simply fallacious. If a bushel of millet seeds dropped, it will make a sound. If this is true, then one millet seed when dropped should also make a sound, and one ten thousandth of a part should as well. But this does not happen. As it is, there are two problems with this argument. On the surface, we do not know what Zeno meant to prove from this. Logically, the argument commits the fallacy of division. Just because the whole (the bushel) makes a sound when dropped, we cannot conclude that any given part (one ten thousandth of a seed) will as well (Graham 265). Whatever the case, the overall picture of Zeno is of his fight against plurality and motion for the sake of monism.



    Quote: وصاغ بروتاغراس نظرية عميقة في فلسفة الذات ونسبية الواقع


    جاء أيضاً في موقع الإنسكلوبيديا الفلسفية عن نظرية بروتقراسعن الذات و النسبية ما يلي
    (رابط الموقع https://iep.utm.edu/presocra/#SSH6biii)

    One of the earliest and most famous Sophists was Protagoras (c. 490-c. 420 B.C.E.). Only a handful of fragments of his thought exist, and the bulk of the remaining information about him found in Plato’s dialogues should be read cautiously. He is most famous for the apparently relativistic statement that human beings are “the measure of all things, of things that are that they are, of things that are not that they are not” (F1b). Plato, at least for the purposes of the Protagoras, reads individual relativism out of this statement. For example, if the pool of water feels cold to Henry, then it is in fact cold for Henry, while it might appear warm, and therefore be warm for Jennifer. This example portrays perceptual relativism, but the same could go for ethics as well, that is, if X seems good to Henry, then X is good for him, but it might be bad in Jennifer’s judgment. The problem with this view, however, is that if all things are relative to the observer/judge, then the idea that all things are relative is itself relative to the person who asserts it. The idea of communication is then rendered incoherent.

    On the other hand, Protagoras’ statement could be interpreted as species-relative. That is, the question of whether and how things are, and whether and how things are not, is a question that has meaning (ostensibly) only for human beings. Thus, all knowledge is relative to us as human beings, and therefore limited by our being and our capabilities. This reading seems to square with the other of Protagoras’ most famous statements: “Concerning the gods, I cannot ascertain whether they exist or whether they do not, or what form they have; for there are many obstacles to knowing, including the obscurity of the question and the brevity of human life” (F3). It is implied here that knowledge is possible, but that it is difficult to attain, and that it is impossible to attain when the question is whether or not the gods exist. We can also see here that human finitude is a limit not only upon human life but also upon knowledge. Thus, if there is knowledge, it is for human beings, but it is obscure and fragile
                  

06-22-2021, 00:41 AM

Sinnary
<aSinnary
تاريخ التسجيل: 03-12-2004
مجموع المشاركات: 2770

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بوست التحقيق لمداخلات يطلب تحقيقها (Re: Sinnary)

    Quote: قولوا لي يا مازن والقاضي وبشاشا وعبدالله حسين
    ماذا كتب المصريون في نقد العقل وكنه الطبيعة والذات والكينونة والأخلاق
    والمجتمع أومفهوم الحقيقة
    هل كان هنالك حقل تمت فيه مناقشة مثل هذه المسائل في مصر القديمة
    هل كان هنالك مجال للمنطق والحجج المنطقية في مصر الفرعونية


    في تقرير نشر بموقع Philosophy Now وقامت بترجمته الأستاذة الزهراء جمعة للجزيرة نت وموقع الميدان
    جاء الآتي عن فرية أن مصر هي أصل الفلسفة اليونانية وسرقها الفلاسفة الأغاريق من مصر

    Quote: قبل أكثر من عام بقليل فحسب، قام فريق متلهف من علماء الآثار بحفرِ الطين والآبار الجوفية في حيّ فقير في القاهرة. كان الحي مقامًا على أنقاض مدينة فرعونية قديمة هي هليوبوليس. عملية الحفر كشفت النقاب عن تمثال ضخم يمثّلُ في اعتقادهم الفرعون رمسيس. لكن سرعان ما تحولت النشوة إلى خيبة أمل عندما اكتشفوا أن التمثال لم يكن لرمسيس وإنما لحاكم أقل شهرةً من القرن السابع قبل الميلاد في مصر، هو إبسماتيك الأول
    مع أنه كان شبه منسيٍّ من ذاكرة العالم الحديث، إلا أن إبسامتيك حظي بالاحترام في مرحلة ما باعتباره حاكمًا عزز العلاقات التجارية والدبلوماسية مع اليونان. فقد سمحت سياساته للهِّيلينيين بإنشاء مستعمرات على الأراضي المصرية لأول مرة، مما أفسح المجال أمام علاقة تجارية وثقافية ستصمد لأكثر من ثلاثمائة عام.
    كان المؤرخون الهيلنييّون اليونان وسواهم في وقت لاحق، مثل هيرودوتس في مؤلَّفه “تاريخ”، على قناعةٍ أن هذه هي الشرارة التي أوقدت مشعل التحول المحوري في الثقافة اليونانية، الذي واكب الانبثاق البهيّ للفلسفة من التربة اليونانية. بالنسبة للكثيرين منهم، كانت هليوبوليس هي الرافد لأعمق المفكرين اليونان، مثل فيثاغورس وأفلاطون، والتي وتعلموا فيها أسس الميتافيزيقيا، أو علم الفلك، أو الهندسة.
    لألفيّ سنة لاحقة، تأرجح نوّاس علم التأريخ بين باحثين رأوا مصر باعتبارها بئر الحكمة الغربية، وآخرين رفضوا تلك الفكرة بوصفها سرابا. بحلول منتصف القرن التاسع عشر، كان معظم المؤرخين الغربيين قد رفضوا "الأطروحة المصرية" بشكل قاطع. ففي عشرينيات القرن التاسع عشر قام جان فرانسوا شامبليون بفك شيفرة الهيروغليفية المصرية بدراسة حجر روزيتا المتعدد اللغات. وهو ما أتاح قدرا هائلا من النصوص المصرية الناجية لتكون بين أيدي علماء القرن التاسع عشر الذين أدركوا على الفور أن طريقة التعبير المصرية القديمة اختلفت إلى حد كبير عن تلك التي وجدت في نصوص مثل الميتافيزيقيا لأرسطو أو الإنيادة لأفلاطون. لقد أعلن هذا الاكتشاف موت النظرية الهيلوبيتينيّة [القائلة بأن مصر هي منبع الفلسفة]، أو إلى هذا ذهب كثيرون. لقد رأوا الفلسفة بوصفها "معجزة إغريقية" خالصة، ولدت من رحم الثقافة اليونانية، التي كانت منارة العقلانية في المستنقعات الضحلة للفكر ما قبل الفلسفي في الشرق الأوسط وأفريقيا.
    لكن بعد مرور قرن من الزمان سجلت الأطروحة المصرية عودة مدويّة، عندما لفت عدد من الكُتّاب الأميركيين الأفارقة والكاريبيين والإفريقيين انتباه وسائل الإعلام بادعاء أن الفلسفة اليونانية سُرقت من أفريقيا، وبالتحديد من مصر. وقد استشهد أكاديميون مثل الدكتور مولفي كيتي أسانتي بجامعة تمبل بمجموعة متنوعة من المصادر اليونانية والرومانية والمصرية الرئيسية والثانوية، للادعاء بأن الحضارات الأفريقية هي أصل الفكر والعلوم والطب الغربي. ورغم من أن مارتن برنال لم يكن عضوًا في "معسكر الفوقية الأفريقية"، إلا أنه كتب عما يعتقد أنه الجذور المصرية للفلسفة اليونانية في المجلد الأول من أعماله المثيرة للجدل "أثينا السوداء" (1987).
    لكن عندما ألقى خبراء آخرون في الحضارة القديمة نظرة فاحصة على الحجج، اكتشفوا تفسيرات غير متسقة للنصوص بالإضافة إلى أدلة زائفة، كالادعاء بأن أرسطو سرق الفلسفة المصرية من مكتبة الإسكندرية (مع أن المكتبة قد أقيمت بعد موت الفيلسوف). وقد استخدم علماء المصريات والكلاسيكيّات المزاعم المستبعدة لإطلاق رصاصة الرحمة على النظرية القائلة بأن مصر كان لها تأثير كبير على الفكر اليوناني. وبدعم كامل من المؤسسة الأكاديمية، قام علماء مثل أستاذة كلية ويليسلي ماري ليفكوفيتز بإسقاط القضية إلى بديهية بسيطة: برع المصريون في الأسطورة، بينما قدم اليونانيون العقل والمنطق. لم تعلِّم إفريقيا شيئاً لليونانيين عندما تعلق الأمر بالفلسفة، وما خلاف ذلك محض خيال أو تمنيات مدفوعة سياسيا.
    المثير للدهشة، أن معظم أولئك الذين جادلوا في تلك الفترة، سواء أيدوا التأثير المصري أم رفضوه، تجاهلوا بعض المعارف المذهلة التي كشفت عن درر مفاهيمية نادرة من نصوص مصرية عمرها آلاف السنين. بمجرد أن نفض الغبار عنها، كشفت هذه النصوص عن مواضيع مشابهة لبعض جوانب الفلسفة اليونانية الكلاسيكية، مثل نظرية الأشكال، ونظرية العناصر الأربعة، والتنظيم العقلاني للكون. عندما ينظر المرء في مثل هذه التشابهات المفاهيمية على خلفية العلاقات المصرية-الهيلينية التي تعاظمت خلال فترة ما قبل سقراط من القرن السابع قبل الميلاد فصاعدا، فإن احتمال أن تكون الفلسفة الغربية قد تلقت بعضا من بداياتها الأولى من هذه الحضارة، يبدو أقل بعدا. لذا فلنلقِ نظرة سريعة على بعض منها.
    واحدٌ وعِدَّة في مصر القديمة
    بعكس اليونان الكلاسيكية، فلم تتبلور المفاهيم المصرية الكونية والميتافيزيقية والأخلاقية على مدى بضعة قرون. إلا أنها كانت نتيجة آلاف السنين من العمل الفكري، والتي طور خلالها مئات من الكهنة أساليب صعبةً، متناقضة في الغالب، لفهم الكون. كجزء من هذه العملية، ظهرت العديد من مدارس الفكر الديني التي تنافست في بعض الأحيان على إنشاء آلهة لكل واحدة منها باعتبارها الخالق الأسمى. هذا التناحر، أثار عن غير قصد عدة اختراقات فكرية في نهاية الألفية الثانية قبل الميلاد، أدى إلى قيام المصريين بتطوير أفكار مشابهة بشكل ملحوظ لبعض الدعائم الأساسية للفكر الهيليني اللاحق
    في كتاب "الاستجابات اللاهوتية لتل العمارنة" (2004)، أظهر عالم المصريات الألماني الكبير يان أسمان كيف بدأت هذه العملية في القرن الرابع عشر قبل الميلاد عندما صعد إخناتون إلى العرش. حيث سعى إلى تفكيك المؤسسة الدينية القوية التي وقفت في طريق سعيه للحصول على السلطة المطلقة من خلال استخدام نظرة علمية للعالم للقضاء على الشرك في مصر. وهذا يعني أنه حظر عبادة كل الإلهة المصرية واستبدلها بشخصية واحدة: آتون، وهو يجسد قرص الشمس، أو الطاقة الشمسية. متقدما على المفكرين الأوائل ما قبل سقراط، الذين قاموا، بطرق مختلفة، بتتبع مصدر الكون إلى عنصر واحد، أعلن إخناتون أن الطاقة الشمسية ليست فقط مقدسة، بل أنها العنصر الوحيد الذي نشأ منه الكون بأسره. وقد وُصف كل عنصر من عناصر الواقع المرئي على أنه "تطور" أو انبثاق عن تلك الطاقة. في المقابل، تم تجاهل عالم الآلهة غير المرئية، والعالم السفلي، والأرواح، كقصص خرافية من حقبة ماضية. أغلقت المعابد، وامَّحت الكتابات التي تعظم الآلهة الأخرى، ودُمِّرت تماثيل الآلهة الأخرى. كانت هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي يتم فيها تبني شكل من أشكال التوحيد باعتباره العقيدة الرسمية للمملكة.
    لقد شكل هذا الإيقاف الخاطف والمفاجئ لكوكبة هائلة من الآلهة صدمة كبيرة للنخبة الفكرية المصرية التي اعتادت رؤية معتقدات دينية متعددة تتعايش سويا في كافة ربوع مصر؛ هكذا، كان مفاجئًا ذلك الشرخ المفاجئ الذي وقع عندما رحل الفرعون المهرطق، فقد أعاد الكهنوت المخلوع تأسيس النظام اللاهوتي القديم بحماس لا مثيل له، لكن كان مدفوعا بحتمية جديدة: التوفيق بين التعددية المتنوعة للواقع المُحتفى بها مع الآلهة المتعددة، وعقيدة أخناتون التوحيدية.
    أجاب الكهنوت على تحدي أخناتون بالوحدانية بطريقة سبقت الجهود المحكمة وربما حتى القديمة للحضارة اليونانية، جهود بارمنيدس وأتباعه على سبيل المثال لكشف الواحدية التي تقبع خلف عالم متعدد. لقد رممت الكهنوتية المصرية أفكارًا أقدم لتخمين الكيان الإلهي، المتمثل بالشمس، بوصفه مؤلِّفا للكون ومسيِّرًا له. وبينما عانوا من محدودية المفردات في عصرهم، حاول الكهنة الإشارة إلى صفات غير مادية لهذه الكينونة غير المعروفة، وأسموها "بالواحد"، و"المستتر"، و"شبيه بالروح". لقد زعموا أن الوصول إليه باللغة والعقل أمر متعذر، وأنه مقيمٌ في مكان أنطولوجي منفصل عن عالم البشر. ومن عجيب المفارقات، أن نفس الكهنة كانوا أيضاً يفكرون في أن ملايين الآلهة ومكونات الكون الأخرى كانت تقوم باستمرار بتطوير أجزاء من هذا الكائن غير القابل للوصف، والذي ظل حاضراً وغير مرئي في الكون. لقد استخدم المصريون بشكل متكرر كلمة آمون "المستتر" اسما مستعارا للإشارة إلى الكائن الأسمى المجهول الذي كان كائنًا واحدًا شاسعًا لا حدّ له وعددًا لا نهائيًا من الأكوان في الوقت نفسه. قد يكون هذا التأكيد على "وحدانية" غير مرئية ومضمونة للكون المنظور مرجعًا للفكرة اليونانية الإيلية (مدرسة فلسفية) التي تقول إن العالم المتنوع للإدراك يخفي أو يسيء تمثيل الواقع الحقيقي، وهو في الأساس كائن وحيد فريد وشامل الوجود
    العناصر الأربعة في مصر واليونان
    في "مدينة رام مان: قصة مدينة منديس القديمة" (2010)، أوضح عالم الآثار الكندي دونالد ب. ريدفورد أن الكهنة في مدينة منديس المصرية، قد طوروا الفكرة القائلة بأنه في إظهار نفسه وإدارة الكون، يمكن تحديد الكائن الأسمى عن طريق أربعة عناصر.
    تركزت هذه الفكرة على الاعتقاد الأقدم بأن العدد أربعة يمثل كُلية الكون واكتماله. وحريٌّ القول أنه كان هناك عدد قليل من النظريات السابقة لهذه النظرية، التي مثّلت أحيانا قمّة الإلهية بحيازة رؤوس عشرة. أما في منديس حدد الكهنوت العدد إلى أربعة، وفقا لمفاهيم قانونية كهنوتية لما يتألف منه الكون.
    استخدم حكماء منديس كبشًا غامضًا بأربعة رؤوس يدعى بان باداج لإيضاح هذه الفكرة. كل رأس من هذه الرؤوس يرمز لإله، يمثل عنصراً مانحًا للحياة. وهكذا، فقد مثل أوزوريس الماء؛ وراع لأشعة الشمس أو النار؛ شو كان الهواء، بينما مثّل غب الأرض. عندما اتحدوا، شكلوا الكائن الأسمى، ممثلا رمزيا بالكبش ذي الرؤوس الأربع، والذي يحوي العناصر الأربع التي تشكل الكون وتحافظ على استدامته.
    ويمكن أن يلاحظ أي شخص لديه معرفة أولية بفلسفة ما قبل سقراط أن ثمة تشابهات قوية هنا مع نظرية طورها الفيلسوف اليوناني إيمبيدوكليس في القرن الخامس قبل الميلاد. متأثرًا بِالفيثاغورية، يعود الفضل إلى إيمبيدوكليس إلى حد كبير في إدخال نظرية العناصر الأربعة إلى الفكر الغربي. بما أنه ربط كل عنصر (أو "جذر" كما أسماه) بألوهية منفصلة: زيوس كان الهواء؛ هيرا كانت الأرض؛ هيدس كان النار أو شمس. وكانت نستيس هي الماء. كما أكد إمبيدوكليس أنه عند اتحاد العناصر الإلهية الأربعة، فإنها كونت كائنًا أسمى، يطلق عليه سفايروس. واستخدم الفيلسوف شخصيتين استعاريتين أطلق عليهما اسم الحب والكراهية كسبب لتمازج العناصر أو انفصالها عن بعضها.
    هي تأثر أمبيدوكليس اليوناني بمدينة منديس المصرية؟
    لن تكون مبالغة أن نتصور الكبش ذي الرؤوس الأربع يصل إلى الشواطئ اليونانية خلال حياة إيمبيدوكليس. ففي نهاية المطاف، أقام فرعون أحمس الثاني معبدًا لـ بان باداج في منديس قبل قرن واحد من ولادة إيمبيدوكليس. وعلى خطى إبسماتيك الأول، امتد أحمس في العلاقات التجارية والدبلوماسية مع العديد من المدن-الدول الهيلينية. وكانت التحالفات مع الحكام اليونانيين ضرورية للحفاظ على حكمه، حيث اعتمد الفرعون على المرتزقة اليونان لإبقاء أعدائه تحت المراقبة. ويقال إنه ساعد في إعادة بناء المعابد في اليونان، وأرسل هدايا ثمينة لحكام إسبرطة ولندوس وساموس حيث كان فيثاغورس مشغولًا ببناء علاقات وثيقة مع حاكمها، بوليكراتس الطاغية.
    وسواء كان إيمبيدوكليس قد استخلص أفكاره مباشرة من مصر أو من الوسطاء الفيثاغورسيين، كما تشير بعض المصادر القديمة، إلا أنه يظل من الواضح أن أوجه التشابه بين معتقداته ونظرائه من المصريين مدهشة للغاية.
    وكالة العقل و نظرية المثل
    وهناك ميزة أخرى للفكر المصري القديم الذي يقترب من الفكر اليوناني المبكر، وهي فكرة أن الكون مبني على أساس منطقي، ومنظم وفقا للمبادئ الفكرية. في أعقاب وفاة إخناتون، بدأ الكهنوت في اللعب بفكرة الذكاء الإلهي والتعبير. في البداية، تم تصور الآلهة فقط كثمرة التفكير الدقيق. ولكن سرعان ما فُسر الخلق بكامله باعتباره نتاجا عقليا إلهيا أطلق عليه المصريون اسم "القلب" وكلمة آمرة والتي تعني عند المصريين "اللسان".
    وبلغ هذا المنظور الجديد ذروته تحت حكم فرعون سوداني المولد يدعى شاباكا وهو فرعون من الأسرة المصرية الخامسة والعشرين، والذي بلغ معه التفكير في الخلقية أحد أعظم تجلياته في عالم ما قبل الحقبة الهيلينية -وهي فترة متأخرة من الحضارة الإغريقية التي ازدهرت في الفترة المسماة العصر الكلاسيكي، وتمتد منذ أوائل القرن الرابع قبل الميلاد وحتى موت الإسكندر-أطلق عليه عالم المصريات الأمريكي جيمس برستيد، اسم "لاهوت منف". ومع أنه كان في البداية رافضا لفكرة وجود تأثير مصري في الفلسفة اليونانية، إلا أن برستيد أخذ منعطفًا جذريًا عندما اكتشف اللاهوت الموجود في مخزن مظلم في المتحف البريطاني. أتاح التحليل الدقيق للنص له أن يرى أن مؤلفيه يفكرون أن هناك مبدأ فكريا للخلق ذاته. لم يقتصر دور مؤلفي النص على تثبيت إله معبود صانع، هو بتاح، باعتباره الإله الأعلى،وإنما أشاروا إليه أيضًا باسم "القلب"، ما يعني أنه كان في الوقت نفسه، يمثّل الذكاء والكلمة الآمرة لكل الآلهة والبشر.
    لا يتوقف إبداع منف عند هذا الحد. وقد أظهر عالم المصريات الأمريكي جي بي ألين مع يان أسمان – في كتاب "الخلق في الهيروغليفية: علم النثريات الكوني في مصر القديمة" (2007) وكتاب سفر التكوين في مصر: فلسفة حسابات الخلق المصري القديم (1998)- كيف ميز اللاهوتيون بين الأشياء و "الكلمات الإلهية" بأنه عندما حوّل بتاح المادة الموجودة إلى كون، فإنه كان يتبع مجموعة محدودة من النماذج. لقد رأوا المكونات المتنوعة للكون باعتبارها نسخا (أمثالا) من مفاهيم أصلية، بالطريقة نفسها التي يعتقد فيها الكتبة المصريون عمومًا أن الهيروغليفية قدمت تمثيلا بصريا للمفاهيم.
    يشبه هذا التقييم عمل الباحث باتريك بويلان والمتخصص في الفن المصري ويتني م. ديفيس. في العشرينات أظهر بويلان كيف استخدم المصريون تعبير "الكلمات الإلهية" للإشارة إلى مفاهيم الأشياء بدلاً من الأشياء نفسها (في كتاب تحوت، هيرميس في مصر: بعض جوانب الفكر اللاهوتي في مصر القديمة). في السبعينات، تعجب ديفيز من الأفلاطونية المتأصلة فيما اعتبره الميتافيزيقا المصرية. وقد حاجج بكل جدية في كتاب "أفلاطون في الفن المصري" كيف أن هذه الميتافيزيقا – التي يتكون العالم منها من نسخ من الكلمات الإلهية – انعكست في فن الحضارة، حيث اتبع الفنانون مقادير رياضية ومجموعة من "الأنواع القياسية" لتصوير الواقع. وتمادى ديفيز لدرجة أنه أظهر أن هناك روابط "واسعة المدى" و "عميقة" بين الفكر المصري ونظرية نماذج ومثل أفلاطون.
    ووفقًا لأسمان، فإن "أفلاطونية ما قبل النظرية" جسدت ميل الكتبة المصريين لرؤية الأسماء أو المفاهيم باعتبارها ترتيبا هرميا للكون. بالنسبة للمصريين، كانت تلك المفاهيم مرتبطة بشكل وثيق مع تحوت، إله الحكمة المعروف باسم "رب الكلمات الإلهية"، والذي قيل أيضًا إنه اخترع الكتابة. وبمرور الوقت، ارتدى تحوت عباءة الإله الخالق، الذي يوصف على نحو متزايد بأنه الابن، والكلمة، ثم العقل لإله الشمس رع. لذلك ليس من المستغرب أن يظهر تحوت في اللاهوت على أنه الكلمة الإلهية، ويقود الكون إلى الوجود حسب المثل والنماذج السابقة.
    إن القراءة عن التفاعل المتشابك بين "العقل" و"البارع\ الخالق" و"النماذج" في مصر تجعل أي شخص على دراية بالأفلاطونية يتململ في كرسيه. إن محاورات أفلاطون المتوسطة والأخيرة مفعمة بأحاجٍ عن الكون باعتباره نسخة شائبة لسلسلة من النماذج الأصلية. في محاورته -التي رويت على شكل أسطورة، حكى أفلاطون عن خالق كوني استخدم النماذج لصياغة الكون من بين الفوضى.
    وفي هذه المحاورة وسابقاتها، يوصف "الديميورغوس"، أو خالق الكون المادي بأنه "العقل" و"المنطق"، الذي يحكم الأكوان وفقا لمبادئ ومقادير رياضياتية دقيقة. وما هو أكثر إثارة للدهشة من هذه التشابهات المذهلة مع نظرية نشأة الخلق التي تعود لمنف المصري، هو أن أفلاطون منح الإله المصري تحوت مكانة عليا في اثنتين من محاوراته، شارحا دور الإله في التوسط بين النماذج الإلهية والنصوص المكتوبة، بالإضافة لفرض النظام على فوضى الحشود البشرية.
    وبلسان حال آمون ( المشار إليه باسم تحموس في محاورة فيدروس) يعنف أفلاطون تحوت لتقديم الكلمة المكتوبة لتحل محل النماذج الأصلية. ويحذر الكيان الأسمى من أن الكتابة لها القدرة على تسميم العقل بفقدان الذاكرة، لا أن تداويه بذكرى المُثل. غير أن أفلاطون- في محاورة فيلبوس- يرد لتحوت اعتباره بالحديث عن توليه مسؤولية فرض النظام، والمفاضلة والوَحدة للتعددية اللامتناهية للصوت البشري.
    ويعد عرض أفلاطون لفهم غير معتاد لبعض الأفكار ذات الصلة بتحوت الإله المصري أمرا ملحوظا، غير أن تقديمه كشفا ناقدا لهذه الأفكار هو أمر مذهل للغاية. ويعيدنا إلى إدعاءات اليونانيين أنفسهم أن فلسفة أفلاطون كانت مصرية الأصل. زعم ستاربو (الكاتب اليوناني) في "الجغرافيا" أن الأثيني ربما عاش ثلاثة عشر عاما مع كهنة هليوبوليس، كما أنه يدعي أنه زار أجنحة النوم في المعبد العظيم في مدينة الشمس، حيث عاش أفلاطون. بينما تمكن إكليمندس السكندري- واحد من أبرز معلمي المدرسة اللاهوتية بالإسكندرية- من تسمية الكاهن الذي استشاره أفلاطون وتتلمذ علي يديه.

    هل أمضى أفلاطون فترة في مصر؟ وهل يكون قد أدخل الأفكار المصرية في أعماله ونمقها؟
    لا يعتبر البعض أن أي الفكرتين مبالغة، حيث أن أفلاطون كان يكتب في زمن من التعاون الدبلوماسي والعسكري المكثف بين مصر وأثينا في وجه العدوان العسكري الفارسي. غير أن الأثيني أعجب بمصر كثيرا كما أشار في محاورته"القانون". ورأى في تلك الحضارة القديمة ترياقا قويا للنظام السياسي الفوضوي آنذاك في أثينا الديمقراطية
    في التسعينيات، ربما قدم عالم المصريات الفرنسي جان يويوت أفضل تلخيص للقضية الواسعة عندما حاول أن يحل أكثر مفارقاتها بساطة: رغم اختلاف اليونان القديمة ومصر في طريقة عرض مفاهيمهم الخاصة والتعبير عنها إلا أن أكثر الأفكار جدارة بالنظر كانت متشابهة للغاية.
    وأصر يويوت على تمييز اليونان الفلسفية عن مصر ما قبل الفلسفة. غير أنه قدم حلا للغز بإقراره أن هذا التمييز لا يملك أي تأثير يذكر على التلاقح بين الحضارات فعلى كل حال قدم كهنة مصر تأكيدا على نظرية العناصر الأربعة واتحاد الإله الواحد وتعدد الآلهة، وكذلك دور العقل الإلهي في الكون، قبل أن يولد أول فيلسوف يوناني بزمن طويل.
    وبتنحية اختلاف أساليب التعبير جانبا، فمن الممكن تماما تصور أن المفكرين الهيلينيين قد استوردوا أفكارًا مصرية ثم طوعُوها لأغراضهم الخاصة. لا تزال أطروحة يويوت على قيد الحياة اليوم، حيث كشفت مجموعة جديدة من المتخصصين، مثل الكلاسيكية الأمريكية سوزان ستيفنز والفيلسوف روبرت هان، العلاقات المستهان بها بين الفلسفة اليونانية القديمة ومصر القديمة.
    ومع ارتفاع وتيرة المناقشة، أعاد الاكتشاف الأخير في هليوبوليس الأنظار مجددا إلى إبسماتيك الأول. فاتحا الباب أمام فرصة جديدة لاستكشاف دوره في الربط بين حضارة إفريقية شمالية شرقية قديمة وحضارة أخرى أوروبية غربية وليدة. يميل المؤرخون المتخصصون بالعالم القديم إلى الاتفاق على أن الروابط تظهر في زخارف وتقنيات مصرية في الفن اليوناني القديم والعمارة والطب كذلك. ما يتبقى هوما إذا كانت السياسات الدبلوماسية والاقتصادية قد ساعدت على تنشيط الفكر الغربي.
    وإذا كان تقييم يويوت صحيحا، فهذا يعني أن الأدلة تشير إلى أن أعظم إرث لإبسماتيك الأول هو العون على تهيئ وخلق الظروف للفلسفة الغربية حتى تتمكن من الانطلاق. في عالم اليوم المطارد من أشباح الشعبوية المنعزلة، وكراهية الأجانب يقف هذا الإرث التاريخي ليذكرنا بالإمكانات العظيمة للتبادل الحضاري.


                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de