بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-13-2024, 01:41 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
12-01-2020, 04:16 AM

sadiq elbusairy
<asadiq elbusairy
تاريخ التسجيل: 07-30-2005
مجموع المشاركات: 670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا)

    03:16 AM November, 30 2020 سودانيز اون لاين
    sadiq elbusairy-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر

    (adsbygoogle = window.adsbygoogle || []).push({});الفصل الاول - المشهد الأول
    لعنة الشتاء تأتي حاملة مع هبات (السقط) البرد القارس تأتي حاملة الوجع و الجوع و العدم، إلا أنه لا يغشى أحياء و بيوت اصطفتها عشيرة الضباع، يعود تاريخ عشيرة الضباع الى الضبع الكبير الذي عاش في أرض الكنانة و كان يقتات على بقايا الموائد و بعد أن يسكت جوعه و يملأ بطنه يكيل الشتائم و يكفر أصحاب النعم الذين يأكل من فتات موائدهم، أما هم فقد اعتادوا عليه هكذا عندما يكون جائعا يكون وديعا و مسالما و عندما يملأ بطنه يشتم و إذا نُهر و زجر اتزجر ، و لكنهم كانوا لا يولونه ظهورهم فهم يعلمون غدره، تزوج الضبع من جنوب الوادي و أنجب عشرة من الأبناء و كان له من زوجته شمال الوادي ايضا عشر أبناء، تكاد تكون أعمارهم متقاربة، لم ينتبه أولي النعم أن الضبع صار عشيرة بابنائه ثم أحفاده، و كما قيل معظم النار من مستصغر الشرر، فقد ظنوا أن الضباع تأكل بعضها عندما لا تجد ما تأكل، هم كذلك و لكن الأضعف هو الضحية بينهم و لا يتجرأ قوي على قوي اخر مثله. في تلك الليلة الباردة في الشتاء كان يهرول حتى تكاد قدماه لا تلمسان الأرض من فرط استعجاله، كانو يسير في ممر حديقة بيت الشيخ عندما قفزت أمامه من بين الأشجار ارتجف لهول المفاجأة لم يكن الوقت و المكان المتاسبين لان تظهر أمامه صاح ماذا تريدين في هذه العسرة قالت أريدك انتقال هل حننت الان و هنا دعي الأمر كما كنا نفعلقالت لا اريدك الأن و الا صحت فيخرج جدي و أقول له ما تفعل بي قال لا اكترث لتهديدك هذا اليوم لا فرق عندي جدك استدعاني على عجل و قال لي إن لم اتي سيرسل خلفي من يقتلني قالت حسنا أذهب و لكن ان عدت حيا لن اعتقك حتى تقضي وطرك مني.قال إذا كان هناك في العمر بقية، لم ارى جدك غاضبا كاليوم حينما تحدث إلي بالهاتف و امرني أن أحضر على عجل. انطلق في الممر الذي يكاد أن لا ينتهي أبدأ، (ماذا يريد هذا الخرف مني ، ياليتها كانت القاضية عليه، لم نرى منه خير ليته كان كوالده الضبع الكبير لكنه ليس سوى فأر يحب كثرة الكلام، لكن يا ترى ما به اليوم كأنه اسد جريح، الله يستر ...) هكذا كان يتمتم مع نفسه قبل ان تطأ قدماه مدخل مجلس الشيخ.

    (عدل بواسطة sadiq elbusairy on 12-01-2020, 07:16 AM)
    (عدل بواسطة sadiq elbusairy on 12-05-2020, 09:59 AM)







                  

12-01-2020, 08:33 AM

sadiq elbusairy
<asadiq elbusairy
تاريخ التسجيل: 07-30-2005
مجموع المشاركات: 670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) (Re: sadiq elbusairy)

    المشهد الثاني:
    خلع نعليه و دخل على الشيخ قبل ان يبادره بالسلام قال له الشيخ بصوت غاضب ماذا فعلت يا مصلح ايها الغر كيف تطلق سراح فريستنا ذلك الكافر الملحد من امرك بهذا و الله انك ضار و غير مصلح.
    قال يا سيدنا الشيخ حلمك علي يا شيخ فقد فعلت فعلتي و اردت الخير للعشيرة
    قال الشيخ و كيف يكون ذلك خيرا الا ترى اننا بذلنا كل ما في جعبتنا من حيل و مكيدة حتى اوقعنا هؤلاء الكفرة في الاسر؟
    قال يا شيخ اتاني شقيق هذا الذي اطلقت سراحه يتوسل لي ان اخاه مريضا و لا يقوى على الاسر و قسوة التعذيب ففكرت قليلا فقلت في نفسي ماذا لو كان الشيخ في موقفي هذا ماذا تراه فاعلا؟، فتمثلت لي صورتك المبجلة امامي تقول لي بوقارك المعهود و حسن منطقك" اطلق سراحه لكن لا تدع القدر يمهله طويلا"، فسالتك مرة اخرى ماذا افعل؟ قلت لي" اقتله من حيث لا يدري و لا يحتسب" فقلت كيف فرددت علي " حادثة عرضية فيموت عنها و نكون امام الناس كالذئب من دم يوسف" فقلت نعم الرأي شيخي المبجل ففعلت .
    قال الشيخ و ماذا فعلت؟
    قال يا سيدي اتسألني و انت الملهم؟
    قال السيخ في تواضع جم: انها الشريعة يا بني ام تراني اسفر الغيب عن سري.
    قال مصلح: دبرت له حادثة مات على اثرها و من فوره.
    تبسم الشيخ و قال: يالك من مجاهد فذ لقد كبرت و صرت صيادا ماهرا يا مصلح، تستحق ان يكون لك شأن عظيم.
    عندها تنفس مصلح الصعداء و كانه طيلة استجواب الشيخ له لم يكن يتنفس.
    (منذ ذلك اليوم صار مصلح احد خلصاء الشيخ يحادثه و يشاوره في الامر قائلا اخبرني يا مصلح ماذا قال لك خيالي يقول مصلح و قسمات وجهه يعلوها التقوى و الخنوع للشيخ في تودد يا سيدي انت الملهم اتسألني و انا بين يديك فقد قلت لي كذا و كذا فهل اذنت لافعل
    يقول الشيخ على بركة الله ليبارك الرب فيك فكلنا و ما نملك في سبيل الله " ثم طأطأ راسه و اغرورقت عيناه بدومع التقوى و الوجد".)

    فكر مصلح في الخروج من عند الشيخ فصار يتململ في جلسته بين يدي الشيخ فظن الشيخ ان مصلح قد اصابه الارهاق من طول الجلسة على الارض فقال له انهض و اذهب الى حالك يا بني
    لم يكن مصلح يريد الخروج فهو يعلم ان مطاردته تنتظره بالخارج فقد اعلن التوبة الان بعد ان وجد من الشيخ المكانة التي كان يرجوها فكيف له ان يهدم ما بنته الاقدار له و لكن كيف له ان يتخلص من مطاردته و قد اقسم الان لنفسه ان لايضيع الفرصة عليه و يعود لفعلته معها مرة اخرى، اثناء ذلك بدرت له بادرة في ذهنه حتى تبسم منها, فسأله الشيخ ماذا بك يا بني؟
    فقال مصلح اريد الزواج من حفيدتك فلانة اذا اذنت لي؟
    فرح الشيخ فصار يردد بخ بخ و نعم الاختيار يا بني فانت ابني و هي ايضا ابنتي ليبارك الله لكما.
    ما كاد ان ينهي الشيخ حديثه حتى زفت البشرى دار الشيخ و سمعت النساء و و سمعت مطاردته بالخبر فانفرجت اساريرها فرحا و سرورا بالنباء العظيم.
    تناول الشيخ رشفة من فنجان الشاي الاخضر الذي يجلب له من ارض المغاربة و امر لمصلح بفنجان منه. و نهض كل من بالمجلس من اخوته الضباع يباركون له بين حاسد و حانق عليه ، فتلك طبيعة جبل عليها القوم من العشيرة.
    لم يلبث حتى تم الزواج الميمون بين ضبع و ضبعة الامر الذي زاد مصلحا قربا من الشيخ و حظوة بل اوصى به الشيخ لدى المشير ان يصبح من بين سواعده في الحكومة.
    صار مصلح ذو سطوة و جبروت يهابه الناس و الضباع ايضا يخافونه فهو هادئ الطبع لا يتحدث كثيرا و لكنه يعلم متى يفعل و ماذا يريد، لا يستطيع احد ان يأمنه فهو اكثرهم حيلة و دهاء و حباه الله ببنية جسدية قوية .
    لم يكن مصلح يدرك ان تلك ليست منحة بل محنة ستلازمه حتى يقع في ذات الشراك التي ينصبها للناس.

                  

12-02-2020, 12:03 PM

sadiq elbusairy
<asadiq elbusairy
تاريخ التسجيل: 07-30-2005
مجموع المشاركات: 670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) (Re: sadiq elbusairy)

    المشهد الثالث مصلح كسائر أو معظم ابناء البلد تربوا في مجتمع يرزح تحت طائلة الفقر و العوز، الا ان مصلح كان لا يشارك اقرانه في الحي اللعب الا نادرا فكان والده لا يسمح له بذلك ولكن عندما يذهب والده لاحدى القرى المجاورة لزيارة اقربائه يتسلل مصلح ليلعب معهم و كنا عتدما نراه قادم للعب معنا نصيح (غاب اب شنب لعب اب ضنب) ، فحياة مصلح الاسرية لم تكن كبقية الاطفال كان له اب شرس يعنف و يضرب كل من يخالفه رغم انه من حفظة القران الكريم و لكنه كان قاسي الطباع و التعامل مع اهل بيته على وجه الخصوص فكان مصلح االطفل ضعيف البنية يتلقى اللكمات و الرفسات و الرصعات على جسده الصغير، كنا نراه يكاد يوميا و في وجهه كدمة او عين محمرة او اثر جرح في احدى صفحات وجهه، لا احد يستطيع ان يتفوه او يسأله حتى المدرسين في المدرسة التي كنا رتادها معا ،كانوا يخشون التدخل في الامر لانهم يعلمون من هو أن ابو مصلح و عشيرته الضباع، هكذا عاش و ترعرع مصلح وسط القهر و العنف الاسري كما يسمى اليوم و لكن لم اكن اتوقع ان العنف الذي تربى تحت وطئته سوف ينطبع في شخصية مصلح بشكل مغاير عن ما كان عليه في مرحلة التعليم الاولي، بل و يجعل منه ذلك انسانا شرسا حاقدا، كنت اتوقع ان يصبح مصلح يكون انسانا مهزوزا و جبانا، و لكن الان عندما التقيته في الجامعة بعد عقد من الزمان تبدو شخصية مصلح مختلفة تماما. أتذكر عندما كنا في المدرسة معا اذا رفع احدنا يده امام وجه مصلح تراه يشيح بوجهه خوفا و كان يلقب بالجبان لهذه الحركة كما لم يكن يستطيع ان ينظر اليك في عينيك مباشرة عندما يتكلم يالعثم في الكلام و يوجه نظره نحو الارض، اما الشخص الذي التقيت به بالامس في الجامعة لم يكن مصلح ذاك الذي اعرفه بل كان رجلا هادئا مبتسما قوي البنية قوي النظرات بل مخيف النظرات رغم الابتسامة الفارغة من كل شئ و التي صارت لا تفارق وجهه، تسألت كيف حدث هذا التغير في شخصية مصلح فقد افترقنا قبل الدخول في مرحلة المدرسة الاوسطى بعام و لم نلتقي الا في الجامعة و رايته شخصا مختلفا تماما. التقيت بعد عدة ايام احد اقراننا في الحي صار طالبا في كلية الطب سألته عن مصلح :ماذا حدث لمصلح فلقد تغير هكذا و اصبح غير الشخصية التي عرفنها في المدرسة الاولية ذلك الطفل ضعيف البنية و الشخصية؟رد علي صديق الطفولة الفاضل قائلا: بعد ان سافرت انت مع اسرتك الى الخارج بعام توفى أبو مصلح و تعلم ان مصلح اكبر اخوته فكان عليه ان يعمل في مزرعة والده الشيخ بعد انتهاء اليوم الدراسي ، و في مرحلة المدرسة الوسطى التقى بمدرس من عشيرته كان يدرس في شمال الوادي ، و انت تعلم ان عشيرة الضباع كلها تسير على نفس منهج والد مصلح عبد الرحمن الضبع ، انشأ قريبه المدرس ذاك بعد انضمامه الى المدرسة بفترة قليلة مجموعة من الطلاب من عشيرته سماها باسم العشيرة " الضباع" و كانوا يتدربون على القتال ليلا في الساحة خلف مدرسة البنات الثانوية.تسألت مقاطعا: تلك المنطقة خلوية التي كان لا يؤمها احد سوى السكارى؟قال: نعم و لكن قبل ان يستعمروها "الضباع" للتدريب على القتال و احيانا تجدهم بعد التدريب يجلسون في حلقة يرددون بعض الاناشيد، و في فترة العصر يعملون جميعا في مزرعة ابو مصلح التي ورثها مصلح و اخوته عن أبيهم حتى انها ازدهرت بمساعدة اعضاء مجموعتهم و صار مصلح يجني من ورائها أمولا كثيرة خصوصا من بيع البرسيم و الخضروات و كان يخصص مبلغ كبيرمن بيعه لمحصول المزرعة للمجموعة حتى اصبح أعضاء مجموعته تبدو عليهم اثر النعمة فكل واحد صار عنده دراجة هوائية "عجلة" من نوع "رالي" ، و هكذا منذ ذلك الوقت بدأ مصلح يتغير في كل شئ فشخصيته بدت اقوى و بنيته الجسدية فصار مفتول العضلات وحتى طريقة كلامه فلم يعد يتلعثم كما كان في السابق و كان كثيرا ما يقول لنا هذا حرام و ذاك حرام حتى لما كنا نلعب لعبة "البلي" كان يقول لنا الخرت حرام هذا قمار. قلت مقاطعا: حرام ؟ الم نكن في اليوم التالي نعيد توزيع "البلي" على بعضنا لنلعب مرة اخرى و الفائز ياخذها للبيت و نعيد الكرة في اليوم التالي.واصل الفاضل في حديثة دون ان يعلق على كلامي: و استمر حاله على ذلك حتى في المدرسة الثانوية بل اتخذ منحى جديد مع المجموعة ذاتها التي انتقلت معه الى الثانوية فكانوا يقومون بمخاطبة الطلاب و صرنا نسمع كلمة حرام و جهاد و غيرها لاول مرة في المدرسة في اركان الخطابة التي اقاموها لمناهضة المشير و حكم بالكفر، بينما أنشأت انا و بعض من زملائنا جمعية "الاحرار" و كنا ندعم المواهب الفنية و الرياضية و الموسيقية كما كنا نقوم ايضا بمخاطبة الطلاب و توعيتهم بالنظافة و الالتزام بالدراسة و حصص الدروس الاضافية.قلت : هذا عمل جميل و رائع، هل تعلم ان ابي كان يحكي لي انه في بخت الرضا كانوا يتعلمون الموسيقى و فن المسرح من تمثيل و تاليف مسرحيات و اخراجها و الرسم و حصص الموسيقى؟ جميل جدا واصل.قال: في احد تلك الايام حدثت بيننا و بينهم مشادة كلامية في ذات سياق كلام مصلح فقد حرم كل ما نفعله حتى كرة القدم و بدأوا يكسرون الالات الموسيقية و اللوحات الجداريات الخاصة بمجموعتنا، فنشبت بيننا معركة و فوجئنا باسلحة بيضاء لا ندري من اين اتوا بها، و احتدم الصراع و تلقى زميلنا في الجمعية عبد السلام طعنة في خاصرته بسكين كادت تودي بحياته، و لا ندري من فعل ذلك فقد كانت معركة حامية الوطيس و كنا نحاول تجنب الاسلحة البيضاء فكنا نضرب ايديهم بعصي اقتطعناها من شجر "النيم" اثناء المعركة.قلت متألما: لا حول و لاقوة الابا الله و ماذا حدث لعبد السلام؟ يا اخي عبد السلام هذا كان شخصا مسالما جدا يحب الرسم و الخط العربي شخص مرهف.قال معقبا : نعم و ظل كذلك، يبدو انهم اختاروه بالذات لانه هو كذلك، و ايضا لانه الوحيد الذي كان يحاول ان يهدئ الطرفين بسماحته المعهودة و يعرفون انه شخص مهم جدا في جمعيتنا، و لكن دوما يقولون له انت كافر تصنع التماثيل و التصاوير حتى سموه صانع الاصنام.ثم تابع قائلا: حملنا عبد السلام الى المشفى و اجريت له جراحة استمرت ثلاث ساعات متواصلة، ثم خرج علينا الطبيب و قال: ان صديقكم محظوظ فقد مرت السكينة بالقرب من الكلية و كادت ان تقطعها لو لا ستر الله.تسألت: و اين الشرطة؟ هل حضرت الشرطة؟قال: قوات المشير الحيران الامنية سمعت بالخبر طبعا انت تعرف ابو القاسم كنا دائما نشك في انه مخبر امن المشير الحيران فكما تعلم فهو متسلق من يومه.قلت : الا تتذكر كيف كان ينقل الكلام من واحد لاخر و عندما تحدث مشكلة تجده يقف بعيدا يتبسم و كأنه ينتشي بالفتنة التي احدث.قال : و هذا ايضا ظل على حاله، التحق الان بقوات الامن العام كما كنا نتوقع.ثم تابع : في ليلة يوم المعركة تم اعتقالنا جميعا بواسطة رجال الامن ، و كان كلما يلقى باحدنا في الشاحنة الكومر يعصبوا عيناه بقطعة قماش اسود لا ترى من خلاله شئ.ثم اردف قائلا: لن تتخيل اين كان المعتقل!!! اتتذكر ذلك البيت المهجور الذي كان اهلنا يقولون انه يسكنه الجن قرب المقابر القديمة.قلت مؤكدا: نعم ذلك البيت الذي يحكي لنا الاهل انهم سمعوا من ابائهم و امهاتهم ان ذلك البيت كان يسكنه عبد الجبار الذي قتل زوجته و حرق نفسه بعدها و بقيت اطلال البيت المهجور بعد قامت الشرطة بدفن عبد الجبار و زوجته و لم يكن لعبد الجبار و زوجته ابناء او اقارب و لا حتى اصدقاء.قال متباعا لقصة بيت عبد الجبار: نعم هو ذاك البيت و كان اغرب ما يروى عن عبدالجبار ان لا احد يراه يخرج لسوق او يشتري طعام و لا يخالط الناس و انه كان يخرج هو وزوجته ليلا في بعض المرات و لا ياتي الا بعد عدة ايام ليلا ايضا. و لكنه كان يشارك فقط في حفر القبور كما اخبرونا و يساعد في دفن الموتى و قيل انه كان يرتل القران اثناء الدفن بصوت يبكي الجميع، عموما لا نعرف مدى صحة الرواية لكنها كما كانت تروى لنا. قلت : اذن ذلك هو البيت صار معتقلا. و لكن كيف عرفتم انه هو المعتقل.قال و هو يممص شفتيه: العصابة التي كانت على عيني لم يوثق رجل الامن رباطها جيدا فاذا رفعت راسي رايت من الاسفل الطريق فعلمت اننا متجهون الى هناك. سالت متشوقا : و ماذا حدث بعد ذلك؟قال: عندما ادخلونا البيت و لم اكن احسبه كبير هكذا من الداخل فكانت الممرات التي سرنا فيها كثيرة احيانا تنحدر الى الاسفل و احيانا نسير في خط مستقيم و اخرى نلتف نصف دائرة و هكذا و كنت ارى ارضية الممرات فهي مستوية و كلها من بلاط اسمنتي يقال عليه هنا في العاصمة المزايكو، حتى ادخلنا الى مكان فكوا العصب السوداء عن اعيننا فوجدنا انفسنا داخل غرفة اكبر من ديوان عمك الحاج مسعود العمدة و كلها مضاء باضاء كهربائية بيضاء من النيون.قلت مستعجلا له في مواصلة القصة: ثم ماذا حدث بعد ذلك؟قال مواصلا القصة : اجلسنا على الارض و كانت باردة رغم اننا كنا في منتصف الصيف الحار حيث لا هواء و لا نسمة عليله، و لكن في تلك الغرفة بل الديوان كانت تاتينا نسمة هواء باردة لا ندري من اين تأتي. ثم بدأ الاستجواب ففي كل مرة ياخذوا احدنا الى غرفة من الغرف المتراصة حول الديوان و كانت كثيرة ما يقارب عشر غرف او يزيد.قلت: بهذا الحجم ذلك البيت المهجور؟ كان يبدو صغيرا اليس كذلك؟قال : نعم، المفاجاءت تتوالى يا عزيزي اصبر حتى اكمل لك.قلت: حسنا.قال : ادخلت لاحدى الغرف و كانت المفاجأة وجدت يسري ابن عمك يعقوب يجلس خلف طاولة مكتب كبيرة و حوله اربع اشخاص لا اعرف ايا منهم كنت اقف امامه و خلفي اثنان.قلت في استغراب: يسري؟ اليس هو ذلك الشاب الذي التحق بالجيش و سمعنا انه قتل في معركة شمال الوادي مع العدو؟قال و قد شعر بانه تمكن مني تماما: نعم هو بشحمه و لحمه.قلت : كيف ذلك؟ الا تتذكر يوم جلب جثمانه في صندوق خشبي مغلق لابيه الذي انهار في تلك اللحظة على عربة الجيش و يرافقه عدد كبير من العساكر و الضباط و امروا بان لا يفتح الصندوق و دفن وسط تشيع البلد باسرها و كانت امه تكيل التراب على راسها ثم توفت بعد ثلاثة ايام من ذلك اليوم؟ نعم كنا صغارا لكن لن انسى ذلك اليوم و كأنه الامس.قال: قلت لك هو يسري بشحمه و لحمه بل ناداني باسمي ، فانعقد لساني علمت انني امام شبح و ربما هؤلاء هم الجن الذي يتحدث عنه اباؤنا تمثل في شكل يسري، يبدو انه ادرك ما يدور في ذهني فتبسم و قال لي قول بسم الله، الشياطين ما بتقعد بعد كلمة بسم الله فارتفعت اصوات ضحكات الحضور في سخرية.قلت : لو كنت في موقفك هذا لمت من فوري ( وضحكنا)قال: كاد ان يحدث لي ذلك لولا ان تلك الشابة الجميلة التي تجلس يمين يسري و الاخرى التي تجلس في الجانب الايسر نعم الاربعة كان بينهم شابتين من اجمل ما رأت عيناي كأنهن الحور العين، يا رجل كنا يلبسن كنساء الغرب البنطلون و القميص و لا شيئ يغطي شعورهن الجميلة المنسدلة على اكتافهن.صرخت بصوت عالي: شابتين؟قال لي و هو يضع كفه على وجهي: اصمت ماذا بك اتريد ان تفضحنا في الجامعة؟قلت: لكن ما تقول عجب عجاب، و كمان بناطلين و شعر، ما في ثياب كالتي يرتدينها امهاتنا او موظفات الدول اللائي يرتدين ثياب بيضاء كالاتي نراهن في العاصمة.قال: هو كذلك يا عزيزي، المهم قالت لي احدهن بصوت عذب نحن نعلم انك و مجموعتك لستم من تسبب في المعركة المدرسية هذه و نعلم ان ابناء عشيرة الضباع هم من تعدوا عليكم و لكن جئنا بكم جميعا حتى لا يقال انكم تتامرون معنا، فقلت لها و نحن فعلا كذلك لا دخل لنا بكم، قالت و لكنكم في الطريق الصحيح لا تتحدثون عن المشير الحيران و لا الحكومة، قلت و ما دخلنا بالمشير الحيران و حكومته نحن نهتم ب.. قاطعتني نعلم و هذا ما اقوله الان.قلت: كمان فصاحة شديدة، اول مرة اعرف ان امن المشير الحيران يعمل به نساء و شابات كمان. يا اخي ديل اكيد بنات ابليس. (ضحكنا)

    (عدل بواسطة sadiq elbusairy on 12-05-2020, 12:09 PM)

                  

12-04-2020, 06:57 PM

sadiq elbusairy
<asadiq elbusairy
تاريخ التسجيل: 07-30-2005
مجموع المشاركات: 670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) (Re: sadiq elbusairy)


    الفصل الثاني
    المشهد الأول

    عجزت أن اقنع العسكري الذي القى علي و زوجتي القبض في طريق عودتنا من دعوة عقد قران صديقنا، فبينما كنا متجهين نحو حافلة المواصلات اوقفنا ذلك العسكري و معه مجموعة أخرى في سيارة الشرطة و اقتادنا الى محكمة الطوارئ الملحقة بقسم الشرطة، و أدخلنا على القاضي الذي كان يحتسي الشاي الأحمر و يبدو عليه الشبع من وليمة خروفية فلا زالت ذقنه تلمع من ذهن اللحم الذي لا تنكره العين بينما يتحسس بيده اليسرى بطنه المكورة كحامل ننتظر مولد في اللحظات الأخيرة من الحمل، قال للعسكري: ما جريمتهما؟قال العسكري وسط اندهاشتي: شروع في الزنا؟صرخت : هل انت حمار يا هذا؟ شروع في الزنا في مع زوجتي؟ القاضي بعد أن تجشأ حتى تردد صوتها في القاعة و ملأت رائحة الثوم و البصل و خمير بطنه الهواء حتى ضاق علينا النفس : و ما هو الدليل على ادعاءك؟قلت يا مولانا : منذ متى نحمل وثائق الزواج في جيوبنا، حتى البطاقة الشخصية ليس بها ذكر للزوجة؟ قال القاضي و لازال يمص شفتيه: الظاهر عليك أنك مشاغب أفضل لك ان تعترف و تجلد انت و هذه الساقطة أربعون جلدة!!هممت بأن اقفز فوق المنضدة و أمسك برقبته فلما شعر بي العسكري و أمسك بيدي خلف ظهري قلت يا مولانا: أرسل معنا العسكري حتى الييت و نريه الوثيقة إذا لم يتحقق منها عاد بنا إليك و أما اذا تحقق يتركنا لحالنا؟قال القاضي: اتظنني مغفلا يا هذا حسبك!، خذهما يا عسكري و اجلدهما كلا أربعين جلدة.صرخت زوجتي في وجه القاضي: انت رجل ليس عند عرض، كيف تجلد زوج و زوجة الا تخاف الله اليس عندك ولاية؟رد عليها القاضي المنتفخ: اخرسي أيتها العاهرة.دون أن أشعر وجدت نفسي جاثما على صدره و ممسكا برقبته و عبثا يحاول العسكري فك يدي، و تجمهر العساكر و صاروا يضربونني بالسياط على ظهري. وقع القاضي على الارض مغشيا عليه و قد أفرغ معدته من غدائها الدسم المتعفن بخمر بطنه و كذلك مثانته حملت الى حبس انفرادي و ظهري ينزف دما، و لا أدري ما حل بزوجتي المسكينة التي كنت أسمع صراخها و العساكر يجرونني إلى الحبس.لا أدري كم مر من الوقت لان الحبس كان مظلما بل شديد الظلام، ثم فتح الباب و سمعت صوت العسكري ينادي علي أخرج، لكو تكن عيناي تتحملان الضوء فقد لبثت أيام لا ادري كم كانت، أخذني إلى غرفة الضابط المناوب هناك وجدت قريبي كان ضابطا برتبة رفيعة في الجيش بل كان من حرس المشير الحيران، لم يتحدث الي فقط رمقني بنظرة فهمت منها كأنه يامرني بالصمت ثم انكفى على ورق وضعه الضابط المناوب أمامه ثم مهره بتوقيعه. ثم قال الضابط المناوب مخاطبا العسكري: فك قيده و ناولني اغراصي ، الساعة و المحفظة و النظارة، نظر الي قريبي ثم قال: هيا بنا قلت له: لن أخرج دون زوجتي قال: اتبعني فحسب. قلت: لن أتحرك من هنا دونها التفت الى و قال : إنها في بيت اهلها منذ ثلاث أيام، خرجنا من القسم و ركبنا سيارته قلت مندهشا: مرت ثلاث أيام علي في الحبس قال : نعم،قلت : لكن لماذا لم اجلد كما حكم القاضي، قال : أحمد ربك أنك خرجت من الحبسقلت : لم أفعل شئ القاضي الغبي حكم علي و زوجتي بالجد للشروع في الزنا كما زعم و صار يشتم زوجتي.قال: أترك عنك الموضوع الأن لنذهب الى بيتك أولا فزوحتك الان تنتظرك هناك بعد ما اخبرتها أنني ساخرجك من السجن.فهمت منه أنه لا يريد ان يتحدث أمام السائق و المرافق العسكري تابعه، صمت على مضض و علامات الاستفهام، و يعتصرني الألم.

    (عدل بواسطة sadiq elbusairy on 12-05-2020, 07:48 AM)

                  

12-05-2020, 12:04 PM

sadiq elbusairy
<asadiq elbusairy
تاريخ التسجيل: 07-30-2005
مجموع المشاركات: 670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) (Re: sadiq elbusairy)

    المشهد الثاني
    لم أكن أتخيل ان يوما سياتي و اقف أمام مصلح متوسلا و راجيا ذليلا كسيرا
    لم انم الليل و أنا أفكر كيف سأهزم كبريائي و نفسي و مبادئي، لم استطع النوم و ظللت احدق في خشبات السقف تارة اعدها و تارة أنظر الى الدوائر الكنتورية عليها، و أقول في نفسي إن أخي بين الحياة و الموت في المعتقل و المرض يشتد عليه فلن يقوى على الصمود اكثر، أحيانا أقول أن أخي ليس بأفضل من صديقي الفاضل كلهم من أجل مبادئهم يبذلون الروح، لم يمر على استشهاد الفاضل شهرا بعد على إثر طعنة بسكين على يد مصلح و هو يردد عليه اتتذكر هذه السكين هي ذاتها التي غرستها في حنب عبد السلام و لكنك لن تكون أوفر حظا منه تلك الأيام كان رجال أمن المشير الحيران يلاحقوننا أما الآن فنحن الذين نلاحقهك و نلاحقكم، لقد حكى لي أحد الجيران هذه القصة على لسان إبن عمه أحد رجال مصلح، و كان جاري ينصحني قائلا" لا أذهب إليه فقد يبطش بك أنت".
    علمت من جاري بواسطة إبن عمه أن مصلح يصلي الفجر في الجامع الكبير، و تلك الفرصة الوحيدة التي يمكن أن تقابله و تكلمه لكن كما اوصاني ابن عمي أن اقول لك إحذر الحرس الذي يتابعه، لا يعلم جاري ان مصلح يعرفني.
    نهضت من أرقي و استعديت للذهاب لصلاة الفجر بالجامع الكبير ، ثم انطلقت و اناأحاول في الطريق أن افرغ ذهني من التفكير، فكانت نفسي تحدثني كيف لقاتل ان يقف بين يدي الله اي نفاق هذا، فما البث حتى أزجرها و اقول ما لي بذاك شأن المهم أن أقنعه أن يفرج عن أخي من معتقله.
    وصلت إلى الجامع الكبير توضأت ثم دخلت لم يكن الحضور كثير بعد فقد جئت مبكرا حتى أجلس بالقرب من المكان الذي أخبرني عنه جاري نقلا عن إبن عمه، اتخذت مكانا بالقرب من ذاك المكان، و كنت أتلفت حولي بسرعة الأفكار التي تتقافز في رأسي، غيرت مكاني فقد كان هناك عمود قلت قد يحجب الرؤية عني، و فعلت ذلك ثلاث مرات حتى أستقر بي المقام في مكان استراتيجي لا يمكن أن يخطئني فيه، مرت الدقائق كأنها ساعات ، فجأة سمعت أصوات و حركة كثيفة خلفي لم ألتفت علمت أن مصلح قد وصل، ظللت أركز بصري على المحراب و اتمتم تارة بالاستغفار و تارة بالصلاة على رسول الله لعلي اجد الثبات، لم يكن مصلح ذاك الرجل او على الأقل لم يعد يؤمن مكره، شعرت برجل يقف على يميني و يكبر لصلاة السنة و عندما ركع اختلست النظر انتابتني رعشة هذا الذي بحواري هو مصلح، فما لبث و أن انتهى من الصلاة فبعد أن سلم على يسراه مباشرة مد يده لي مبتسما
    قال: السلام عليكم الاخ خالد
    مددت يدي و كانت كقطعة الثلج فهذه اليد التي اصافحها هي من قتل الفاضل و هي التي تبطش بأخي فأي خيانة هذه التي أنا بصددها و لكن تذكرت انني سأنقذ اخي فاروق من بطش هذه اليد الملوثة بالدماء،
    قلت: و عليكم السلام سيد مصلح
    ضحك بصوت فاجر ملأ أرجاء الجامع
    قال: سيد؟ ي أخي نحن أبناء دفعة و بلد بل حي واحد أنا مصلح فقط دون ألقاب
    استبشرت خيرا رغم أني أعلم أن معسول كلامه يدس فيه السم كما عرف عنه
    بدأ المأموم في إقامة الصلاة
    قال: بعد الصلاة نلتقي
    تقدم إلى الصف الامامي و يبدو ان الحضور يعلمون مكانه في الصف الأمامي ثم بعد ان استوى في الصف الأمامي اشار إلى الحرس الذي على يساره ان يرجع إلى الصف الثاني و أشار إلى ان أتقدم بجانبه في الصف على يساره مكان الحرس الذي رجع للصف الثاني كما أشار إليه مصلح.
    انقضت الصلاة و الدعاء بعد الصلاة و كان الإمام قد خصص له نصيب منه، تراجع كل من بالصف الأمامي إلى الخلف فكنت أجلس أنا فقط على يساره التفت نحوي قائلا: أعلم لما أنت هنا، تريدني أن اتوسط إليك في إخراج فاروق من المعتقل
    قلت منكسا رأسي و تكاد الدموع تنهمر من عيناي: نعم فأنت تعلم أن فاروق مريض جدا و يحتاج إلى العلاج
    قال: قبل أن نخوض في موضوع فاروق أريد أن أحكي لك شئ،
    قلت: كلي أذان صاغية!!!
    قال: تعلم يا خالد أننا بذلنا نحن عشيرة الضباع الأرواح من أجل هذه اللحظة، لم تكن الطريق ممهدة تعلم كم عذبنا و اعتقلنا، ربما حكى لك الفاضل (رحمه الله) ( قالها و كأنه شامتا و هو يعلم أنه هو من قتله)، بل حكى لك الفاضل يوم أن اعتقلنا في البيت المهجور أثر معركة دارت بيننا و بين جمعيتهم بالمدرسة الثانوية، بينما كنتم جلوسا في الجامعة، (تبسم في خبث و مكر)، لا تستغرب فقد سمعنا كل ما دار بينكما في تلك الجلسة، فنحن منذ ذلك الوقت نعد العدة لهذا اليوم لذا كان علينا معرفة كل ما يدور حولنا، كنا نعلم أن المشير الحيران لن يدوم أكثر من ذلك فكانت الهدنة معه مرحلة مؤقته، و كنا نخطط بهدوء و حنكة، عموما لم يحكي لك الفاضل ماذا حدث بعد أن أطلق رجال أمن المشير الحيران سراحهم و ابقوا علينا و اذاقونا من العذاب ما لا يتخيله بشر، أبسطها كانوا يعلقوننا من ارجلنا مع سقف غرفة الحجز لساعات طويلة و يجلدون أجسادنا بالسياط و أحيانا بالجنازير الحديدية، ثم كشف عن ساقه اليمنى أنظر هذا اثر الجرح منها، و لكن بعد أعوام أعلن المشير الحيران المصالحة و أطلق يدنا في الأمن و القضاء، لكن المدهش لم أكن أتخيل أنك بهذه القوة، القاضي الذي مثلت انت و زوجتك أمامه كان بمثلى حجمك مرتين او يزيد فقد اخترته بعناية لكن يبد ان غضبك أكبر من جسمك، (ضحك ضحكة مدوية)، نعم لقد دبرت لك تلك المحكمة بل الإعتقال أولا ثم المحكمة لكن لم يكن بحسباني أنك ستهجم على القاضي كما فعلت، أرأيت، منذ ذلك الوقت كنت قادرا على فعل أشياء كثيرة، و كنت أطمع في أن يجعلك ذلك تنضم لي و مجموعتنا، لكنك أصبحت درويشا لا قيمة لك ناقصك ان تلبس جلبابا مرقعا و تحمل إبريق و تلف الألفية حول عنقك.
    لم استطع ان اتفوه بأي كلمة فقد أصبت بحالة من الذهول، و قد أدرك هو ذلك بل تعمد ذلك
    قال: أما بالنسبة لفاروق فهو تذكرتي الرابحة، ساطلق سراحه اليوم قبل الظهر سيكون عندكم بالبيت، و لو شئت ان تعالجه بالمستشفى الأمني ليس لدي مانع فقد امرتهم إن يسمحوا لكم لذلك على حسابي.
    نهض و حدق في عيني بنظرة لم افهما في حينها و قال : السلام عليكم.
    رجعت إلى البيت مستبشرا و خائفا و متردد أيضا أن ابشر والدي بخبر إطلاق سراح شقيقي
    عندما كان أذان الظهر يرفع توقفت سيارة أمام الباب نزل منها شخصين يحملان فاروق داخل البيت.
                  

12-05-2020, 09:06 PM

sadiq elbusairy
<asadiq elbusairy
تاريخ التسجيل: 07-30-2005
مجموع المشاركات: 670

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: بئس قوم العشير في حكم المشير (فانتازيا) (Re: sadiq elbusairy)

    المشهد الثالث
    جاء إبن اخي فاروق و هو شاب يناهز العشرين من عمره ،
    قال: عمي هناك رجل بالباب يريد أن يقابلك يقول أنه صديقك في الطفولة
    قلت: أدخله الديوان ريثما ارتديت جلبابي
    و كنت أتساءل في نفسي بينما كنت أرتدي جلبابي ترى من يكون صديق الطفولة هذا؟ و لما العجلة الأن أذهب إليه و أعرف من هو. كانت دهشتي بادية على وجهي و أنا أرحب بضيفي، فقد كان آخر من اتوقع زيارته
    قلت: السلام عليكم اي ريح اتت بك.
    قال: أعلم أنها مفاجئة، أعلم أنك لم تتوقع زيارتي مطلقا.
    قلت: الحقيقة حتى لم يخطر بخيالي ذلك، عموما مرحبا بك تفضل
    قال: قبل أن أجلس ارجو أن تتقبل تعازي في وفاة شقيقك فاروق، أعلم لقد مضى وقت طويل جدا، و لكن لم تكن لدي الجرأة و لا بيدي حيلة أن احضر لتعزيتك فيه.
    قلت: أتعلم من فتح لك الباب و ادخلك الديوان يا أبو القاسم؟
    قال: اتقصد ذلك الشاب اليافع إنه يشبهك بل يشبه اخوك فاروق أكثر، هل هو ابنك؟
    قلت: هو ابني، لكنه إبن اخي فاروق رحمه الله كان قد تركه و هو في سن الخامسة من عمره انجبه قبل اعتقاله، أتعلم كم عمره الأن؟ عشرون عام يعني انت الأن تقدم لي العزاء في أبوه الذي قتل قبل خمسة عشر عام!!!
    قال: لا تقسو علي أكثر من ذلك أعلم اني مقصر، و لقد اتيتك اليوم و كلي حسرة و ندم.
    قلت: الأمر لا يستحق كل ذلك أن تأتي متأخرا خيرا من أن لا تأتي، و لكن قل لي ماذا حل بك أراك نحيلا و يبدو عليك آثار المرض و ثيابك !! ، ليست كما عهدتك فقد كنت انيق الملبس؟!!!
    قال: هذا ما دفعني لان أتي إليك معزيا، أجر خيبتي و حسرتي
    (اجهش في بكاء مرير)
    انتبهت أن خالد إبن اخي فاروق الذي سماه على إسمي لفرط حبه في فقد كنا أنا و فاروق أصدقاء و ليس أشقاء فحسب، جالسا معنا
    قلت: أنهض و أتي بماء لعمك هذا ثم أذهب لشأنك و اتركنا لوحدنا
    قال خالد: حاضر يا عمي
    خرح خالد ثم عاد بعد برهة يحمل الماء الذي قدمه لأبو القاسم الذي لا زال يبكي، ثم خرج.
    شرب أبو القاسم بعضا من الماء ثم وضع الكأس على الطاولة.
    ثم نظر الي قائلا: لست هنا فقط للعزاء إنما جئتك أطلب الصفح و العفو عني، فكما ترى ضعفي و قلة حيلتي التي أنا عليها الان.
    قلت: اصفح عنك فيما؟ في تبليغك عن الفاضل لمصلح أم لمتابعتك لي و رصد تحركاتي لمصلح أم على ماذا؟ّ عموما ذلك زمن مضى و كلا يعمل على شاكلته.
    قال: يا خالد أرجوك هون علي مهمتي فانت رجل فاضل و عرف عنك كريم اخلاقك.
    قلت: لا بأس قل ما عندك.
    قال: بعد مقتل فاروق بثلاثة أشهر، تغير حال مصلح و صار أكثر قسوة و أوسع سلطة كما تعلم، فانقلب على الجميع الذين كانوا يعملون معه من قبل و أتى بأبناء عمومته.
    استوقفته قائلا: على رسلك قلت مقتل فاروق، أنا اقولها لأني كنت أشك في أنه لم يكن مجرد حادثة بالسيارة بل هناك يد عبثت بسيارته مما أدى الى ذلك الحادث المشؤوم، فمن أين أتيت انت بمعلومة أنه قتل؟
    قال: هذا ما أردت أن اوضحه لك، و لكن أقسم لك لم أكن أعلم انها سيارة فاروق، بعد أن بلغ فاروق الصحة من مرضه و عمل بتلك الشركة التي منحته تلك السيارة، و هذه معلومات علمتها بعد الحادثة من مصلح و كانت سببا فيما أنا فيه الأن، أمرني مصلح أن أقوم بفك صواميل إطارات سيارة أعطاني رقمها و مكانها، و قال لي المعلومات تقول أن صاحب هذه السيارة من المعارضين للحكومة الرشيدة و انه سيسافر بسيارته هذه إلى إحدى المدن فجرا و علي أن أنفذ مهمتي قبل ذلك بساعة على الأكثر دون أن يشعر بي احد، و لكن أقسم لك لم أكن أعلم انها سيارة فاروق، (عاد للبكاء مرة اخرى).

    قلت: أخبرني ما كنت ستفعل لو علمت أنها سيارة فاروق؟ هل كنت ستعصي أوامر مصلح و لا تنفذ مهمتك؟
    قلت ذلك بغضب و صوت مرتفع و مرتجف من الحنق فقد جال بخاطري أن اخنقه و أقتله و لكن حاله و حالته الصحية التي تبدو متدهورة حتى الكلام يخرج منه بجهد واضح من المرض و الإعياء كانت كافية لتنذر بدنو أجله فما حاجتي لادنس يدي.
    قال: من حقك ان لا تصدقني و لكن أنا الأن في حال أضعف من أكذب عليك فقد تمكن المرض الخبيث من جسدي كله و لا أعلم ان خرجت من عندك كم سأعيش، لقد جئتك متوسلا لأن تصفح عني، ذهبت بالأمس إلى محمد أخو الفاضل الأصغر و طلبت ايضا منه العفو و لكنه لم يفعل و قال لي عسى ربنا يتلطف بك ليس عندي لك غير ذلك.
    قلت: و ماذا كنت تتوقع أكثر من ذلك، اكنتم تظنون إن الموت لن يدرككم و انتم في غيكم ذلك؟
    قال: كانت غفلة مني، أما مصلح لا يرى ذلك غفلة بل يراه أمر شرعي و جهاد، فبعد ثلاثة أشهر من ذلك الحادث المشؤوم جاء بأبناء عمومته من الضباع، و امرهم بحبسي و تعذيبي مكثت و من كان معي من زملائي في السجن عشر سنوات لم ينجى منا سواي، و لما اشتد علي المرض أمر مصلح باخراجي من السجن، و اودعوني مستشفى عام لا اتلقى فيه علاج سوى مسكنات للألم تركوني لاموت هناك فحسب، لم يزرني أحد من أهلي فقد تطلقت زوجتي مني بأمر مصلح و زوجها لأحد أبناء عمومته من الذين أستبدلنا بهم، ظللت بالمستشفى قرابة ثلاثة أعوام، و خرجت أحسن بقليل من حالتي الأولى، خرجت من المستشفى لا مأوى و لا ملجأ فصرت أسكن سوح المساجد و اقتات من بقايا المطاعم، حتى التقيت بعبدالسلام قبل شهرين في موقف الحافلات لم يعرفني في البدء و لكني عرفته، أخذني معه لداره فهو لا زال يعيش وحيدا، و بعد أيام اخذني إلى مستشفى متخصص قال لي الطبيب هناك أن حالتي ميؤس منها طبيا و ليكن الله في عونك، قلت لعبد السلام أن يعطيني عنوان محمد شقيق الفاضل و عنوانك فقد علمت منه أنك غيرت سكنك من الحي القديم، تلك بإختصار حياتي التعيسة.
    كنت أنوي أن ألقي عليه محاضرة في شرف الرجال و الكرامة و لكن حالته تكفي ان تكون واعظا له.
    قلت: الله يتلطف بك في عنقك كثير و لكن الله رحيم بعباده عسى أن يتوب عليك، لا أملك لك سوى ذلك
    نهض بصعوبة و سار نحو الباب و هو يبكي و يجر قدماه ثم خرج.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de