المكان وتعزيز الانتماء عبر الأغنية السودانية (2)

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 01:31 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-22-2021, 08:21 AM

محمد التجاني عمر قش
<aمحمد التجاني عمر قش
تاريخ التسجيل: 10-22-2012
مجموع المشاركات: 501

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
المكان وتعزيز الانتماء عبر الأغنية السودانية (2)

    07:21 AM August, 22 2021

    سودانيز اون لاين
    محمد التجاني عمر قش-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    المكان وتعزيز الانتماء عبر الأغنية السودانية (2)
    محمد التجاني عمر قش
    ما زلنا نطوف في أرجاء الوطن، ونتنسم أريج الانتماء عبر المكان في الأغنية السودانية المترعة بكل ما هو وطني جميل يظل يشد أبناء الوطن إلى ديارهم. وحلقة هذا الأسبوع جاد بها قلم الشاعر والأديب علي الطاهر العباس القادم من ود حامد شمال شلال السبلوقة.
    سوداني الجوه وجداني بريدو
    الحُبو علاني وسماه ظلاني بريدو
    كانت الأجواء في معظم سنوات القرن الماضي، قبل وبعد الاستقلال وحتى التسعينيات تقريبا، مفعمة بالمشاعر الوطنية ومشحونة بالعواطف التي غرست في النفوس حب الوطن والاعتزاز بالانتماء إليه؛ خاصة بالنسبة لأبناء الجيل الذين عاشوا فترة الحركة الوطنية، وكذلك الذين أطلوا على الحياة في السنوات الأولى بعد الاستقلال. وليس أدل على ذلك من أن الإنتاج الأدبي والإبداعي، في تلك الفترة، جاء معبراً عن تلك المشاعر والأحاسيس. فالغناء بمختلف ضروبه، شعرا فصيحا أو عاميا أو حتى دوبيتا، كان هو الأكثر تأثيرا في نفوس الناس وتعبيراً عن أشواقهم زماناً ومكاناً. وعبارة (الزمن الجميل) ظلت حاضرة لدى معظم السودانيين في كل جلسات أنسهم. وقد عبر عن ذلك الشوق إلى الماضي شاعرنا عبيد عبد الرحمن في قصيدته التي تغنى بها إبراهيم الكاشف:
    حليل زمن الصبا الماضي
    وحليل زهر الحياة الزاهر
    أما المكان فقد شحنه الشعراء بمعاني كثيرة ومحببة إلى النفس حتى أصبح في حد ذاته رمزا للوطن كله يتلاشى معه أي انتماء جهوي. أنظر إلى هذا الدفق الوطني الذي يعتريك وأنت تردد مع محمد الأمين أو بادي:
    مالو أعياه النضال بدني
    وروحي ليه مشتهية ود مدني
    ليت حظي يسمح ويسعدني
    طوفه فد يوم في ربوع مدني
    وهل من قوة تكبح جماح حنينك إلى بساتين البرتقال والمانجو في شندي وأنت تستمع إلى عثمان الشفيع وهو يشدو:
    يا حليل ربوع شندي
    بلد الجمال عندي
    وحيثما كنت في أقاصي الشمال أو الشرق أو الجنوب، فخيالك قادر على أن يطوي بك المسافات إلى كثبان الرمال ونسمات الخريف في معية لحن كردفاني شجي:
    الليلة والليلة
    دار ام بادر يا حليله
    بريد زولي
    زولا سرب سربه
    وختا الجبال غربه
    أدوني لي شربه
    وخلوني النقص دربه
    كان للأغنية السودانية، أثر بالغ في تعميق احساسنا بالانتماء إلى سودان أصبحنا نشعر بأن (كل أجزائه لنا وطن)، كيف لا والواحد منا إذ يستمع إلى برنامج ما يطلبه المستمعون، أو ربوع السودان، أو حقيبة الفن، يجد نفسه في رحلة سياحية يجوب فيها معظم مدن السودان. فتارة مع الأستاذ حسن أكرت يدندن:
    يا ظبية البص السريع
    همت بيك وخايف اضيع
    قام من الخرطوم للجبل
    في دقايق حالا وصل
    وما أن تنتهي رحلة (البص السريع) في ربك حتى يجد المرء نفس في محطة ما في مدينة ما من بلادنا الحبيبة مستعجلا رحيل قطار الشوق إلى عطبرة:
    قطار الشوق متين ترحل تودينا
    نشوف بلدا حنان أهلا ترسي هناك ترسينا
    نسايم عطبرة الحلوة تهدينا وترسينا
    نقابل فيها ناس طيبين فراقم كان ببكينا
    لم يتشكل وجدانا هذا من فراغ، فكان الرعيل الأول من التربويين السودانيين، على درجة عالية من الحصافة وبعد النظر وهم يستشعرون أهمية المكان ودلالته العميقة في تعزيز الانتماء الوطني. لذلك كانت رمزية المكان ماثلة أمامهم وهم يضمنون المناهج التعليمية مواد تبني وجدان الطفل السوداني وترسخ فيه الحب والولاء للمكان بوصفه مكون أساسي للهوية الوطنية. فنشأ أبناء جيلنا يتغنون بحب أماكن لم يروها. والأمر لم يكن مقتصرا على معرفة سبل كسب العيش في تلك الأماكن فحسب، بل كانت المعرفة ممزوجة بالتشويق لرؤيتها والإحساس بالانتماء إليها. فمن من أبناء جيلنا لا يهزه الحنين إلى الجفيل وبابنوسة ويامبيو البعيدة وهو ينشد مع أقرانه في الشرق والغرب والشمال والجنوب في القولد التقيت بالصديق بل يرتحل مع اصدقائه مرددا:
    ومرة بارحت دار أهلي
    لكي أزور صاحبي ابن الفضل
    الفيته وأهله قد رحلوا
    من كيلك وفي الفضاء نزلوا
    في بقعة تسمى بابنوسة
    إنّ الشعور بقيمة المكان وأهميته في ترسيخ معاني محددة سواء كانت وطنية أو عاطفية كان شعوراً عظيما والدليل على ذلك أنه حتى كثيرا من الاغنيات التي يختارها فنانون سودانيون من الشعر العربي، كانت لها صلة بالمكان، فمثلا اختيار الأستاذ الكابلي لأغنية، الجندول لعلي محمود طه، كان اختيارا نوعيا بحق. ورغم ان المكان الذي تخلده الأغنية هو فينسيا إلا أن عنصر التطريب في الأغنية يظل عاليا ومشعلا للشوق إلى فينسيا:
    أين من عيني هاتيك المجالي
    يا عروس البحر، يا حلم الخيال
    كانت تلك هي فينسيا فكيف بك وأنت تستمع إلى طه ود الشلهمة يتحرق شوقا إلى (إيد الهمُر) في البطانة، التي لم يترك شعراؤها مكانا فيها إلا خلدوه شعراً رصينا يتغنى به عشاق الدوبيت:
    الجاب الخبر من أسنبير واردادا
    سمحت من شناة الصيفة والنيل عادا
    قشها قام نباتا فوقه الصبيب اترادا
    حار بحيل فراق إيد الهُمر وأسيادا






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de