كما وصلني بالواتس انقله هنا نبضات5 صديق رمضان الشرق في خطر *في العام 2016 أتاحت لي الظروف فرصة عظيمة وسانحة إستثنائية ،وذلك حينما زرت محلية شطايا بولاية جنوب دارفور التي دفعت فاتورة الحرب بدارفور باهظة، موتا،ودما ودموعا ونزوحا،بل شهدت في عام 2004 واحدة من اسوأ جرائم العصر الإنسانية حينما تجردت قلوب أفراد من المليشيات المسلحة التي أستعانت بها حكومة المخلوع البشير من الرحمة،وقتلوا مايفوق الألف نفس بشرية مسلمة داخل مسجد كلارنيك وهي المذبحة التي اهتز لها الضمير العالمي وكانت سببا في تدخل المحكمة الجنائية الدولية *ورغم فظاعة ماشهدته شطايا الجميلة التي يحتضنها وادي كايا المنحدر من جبل مرة، إلا أن القبائل العربية التي وقفت وراء مفارقة الفور لديار أجدادهم أدركت خطأ ما اقترفته وتحلي قادتها بفضيلة الشجاعة وهم يعترفوا بظلمهم للفور الذين مارسوا الصفح في أبهي صورة وأختاروا مبارحة محطة الماضي بكل مراراته وإستشراف المستقبل برؤية مختلفة وأعلنوا موافقتهم علي طي صفحة القطيعة مع القبائل العربية. *وفي مشهد إنساني نادر لايقدم عليه إلا الشجعان أصحاب الهمم العالية والأفق الواسع والبصيرة النافذة والقلوب التي تفيض رحمة ،أجتمع في 2016 العرب والفور بشطايا ، كان يوما حاشدا بالعواطف ولم يستطع الرجال حبس أدمعهم التي أنهمرت أسفا وألما وندما . *كان يقف أحد أفراد قبيلة الفور ويخاطب شخصا بالأسم من القبائل العربية ويقول له انت قتلت بسلاحك خمسة من أفراد أسرتي ويحدد له الزمان والمكان،فتأتي الأجابة من الطرف الأخر بالاعتراف بالجريمة وهو مطرقا رأسه علي الأرض ، فيقول له منسوب قبيلة الفور لقد عفوت عنك لله ورسوله. *وأستمر مؤتمر التصالح هذه طوال يوم كامل بذات وتيرة الأعتراف والعفو الي أن أنتهي بانتصار إرادة الأقوياء بطي هذا الملف الذي ظل عالقا لأكثر من عشرة أعوام ،ولأن الفور بادروا بالصفح فإن العرب ردوا التحية بافضل منها وهم يعيدوا المشاريع الزراعية والمنازل التي استحوزوا عليها الي أهلها الفور بطيب خاطر،لتعود شطايا كما كانت مستقرة وآمنه . *في تلك الزيارة جلست مع أحد قادة القبائل العربية واستفسرته عن عدد من التفاصيل المتعلقة بالقضية، وأدهشني حينما أعترف بأمر غريب وهو أنهم منذ أن طردوا الفور وصادروا ممتلكاتهم تحت سطوة السلاح فإن الأرض ورغم خصوبتها وتوفر المياه لم تنتج ،وقال أن هذا يعود الي الظلم والدم الذي سال في المنطقة،بكل صدق أكبرت فيه شجاعته وممارسته النقد الذاتي وأعترافه بخطأ ماحدث من جانبهم تجاه أخوتهم الفور. *وماشهدته شطايا قبل ستة عشر عاما من موت ودمار ونزوح تلوح بوادره في أفق شرق السودان الذي وصل الإحتقان فيه الي مدي ينذر بكارثة حقيقية ،وتفشت الكراهية بين مكوناته لدرجة يمكن وصفها بالخطيرة ، واذا لم يظهر عقلاء بكل ماتحمل الكلمة من معان فإن الجميع سيعض بنان الندم علي المشاركة في تأجيج الفتنة أو بسبب الصمت السالب والجلوس علي رصيف الفرجة. *ومايؤسف له بكل صدق ان الشرق ورغم أن قادتة اصحاب تجارب وخبرات كبيرة ،إلا أنهم أنساقوا وراء حكومة المركز التي ولأجندة قادتها المتباينة أختارت تعميق الخلاف بينهم ،وأجاد المركز سياسة التسويف مع قادة الشرق بما يخدم مصالحه ويتسق مع أجندة غيره،فعل بهم مايريد لأنهم تفرقوا أيدي سبأ ولم تعد كلمتهم موحدة. *وقياسا علي معطيات الواقع نستطيع التأكيد أن من يحمل بيده الريشه لرسم خارطة الشرق الجديد تمكن حتي الآن من تحقيق أهم أهدافه بتمزيق وحدة أهل الأقليم وزرع الكراهية بينهم وأجبارهم علي الاصطفاف،ولا أستبعد أن تكون المرحلة القادمة دفعهم للحريق الأكبر الذي نتوقع ان يقضي علي أخضر الشرق ويابسه وهذا مانخشاه ونحذر منه قبل ان تقع الكارثة. *وكشفت لي الأزمة الأخيرة مع المجلس الأعلي للبجا أن الكثير من قيادات الشرق من كافة الأطراف تبدو غير راضية عن الواقع المؤلم وعبروا عن ذلك صراحة في حديثهم معي ،غير أنهم أختاروا الصمت خوفا من دمغهم بالخيانة والتولي يوم الزحف والعمل ضد مكوناتهم الإجتماعية ،وفي تقديري أن موقفهم غير موفق مهما كانت المبررات وهم شركاء في هذه الجريمة بجلوسهم علي رصيف الفرجة ، كان عليهم ان يصدحوا بالحق والنصح ويكشفوا حقيقة أن قادة المركز وأطراف أخري داخلية وخارجية تعمل علي تأجيج نيران الفتنة وإن من يكتوي بالنيران هو مواطن الشرق. *كيف يكون أهل الشرق أصحاب موروث إجتماعي باذخ في المصالحات وهو القلد ويعجزوا في ذات الوقت عن حل قضاياهم ويختاروا المركز بيكون الفيصل بينهم. خارج النص نعم أستجبت مؤقتا لمبادرة الأخ العزيز سيف الدين آدم هارون والرجل المحترم المهندس جعفر محمد ادم ومن خلفهما الأخ الأكبر الناظر ترك ولكن يظل مافي القلب في القلب. هل تصدق عزيزي القارئ أن الذي وقف وراء ماحدث في مؤتمر المجلس الأعلي للبجا شخص يدعي أنس ..... ، ولن ازيد أكثر من ذلك وأحتفظ بالكثير من المعلومات حاليا أحتراما للعهد ولأن قضيتي باتت أكبر من الأفراد، هي قضية أقليم يحدق به الخطر من كل الإتجاهات وأهله في غيهم سادرون. الي الجالسون علي الرصيف تذكروا ان التاريخ يدون الاشراقات والمخازي،فكونوا من أهل الإشراقات.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
احمد عمر محمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست