الفترة الانتقالية وجدل المناهج

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-08-2024, 10:27 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
01-16-2021, 11:40 AM

اسماعيل عبد الله محمد
<aاسماعيل عبد الله محمد
تاريخ التسجيل: 08-26-2007
مجموع المشاركات: 2816

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الفترة الانتقالية وجدل المناهج

    10:40 AM January, 16 2021

    سودانيز اون لاين
    اسماعيل عبد الله محمد-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    المرحلة الانتقالية الممدة بالتعديل الدستوري المستحق عبر اتفاقية سلام جوبا
    شهدت تحديات كثيرة منذ انطلاقة مسيرتها قبل عام ونيف،
    بدءًا من صياغة الوثيقة الدستورية غير المعدلة وانتهاءً بتوقيع اتفاق السلام،
    ثم جاء الجدل حول المناهج التربوية وبروز رأي بعض علماء الدين
    حول ما ذهب اليه مدير مركز المناهج من مذهب،
    حسبوه خروجاً من الاطار العام لرؤية المركز فيما يتعلق بمقررات التربية الاسلامية والتاريخ،
    وكما هو متعارف عليه أن السودانيين بسجيتهم التلقائية
    لا ينسجمون مع الرؤى والافكار الفلسفية المتناولة لموضوع تدينهم ب
    تلك الجرأة التي أثارها المدير المستقيل للمركز القومي للمناهج،
    وكعادة رجال الدين منذ عهود العصور الوسطى لا يتكيفون مع صراحة العلم
    والحديث من افكار المتعلمين والمستنيرين،
    ودوماً هنالك مساحة كبيرة تفصل بينهم وبين الصفوة المثقفة،
    لذا قامت قيامة دنيا الناس ولم تقعد وعصفت عواصف الآراء الناقدة لسياسة المركز ورئيسه،
    وعلت اصوات الائمة من منابر المساجد وداخل قاعات المؤتمرات الصحفية،
    منذ أن تم تعيين مدير المركز المثير لحفيظة رجال الدين وزعماء الطرق والطوائف الصوفية،
    لقد امتدت الفترة المثار حولها غبار جدل المناهج للعديد من الاشهر.

    الثورة الشعبية المجيدة عندما اقتلعت الطاغية كانت واضحة الاجندة والاهداف،
    وكان من اكبر اهدافها بعد التعليم والصحة هو معالجة الازمة الاقتصادية والمعيشية،
    ورأينا كيف بذلت الطاقات واستنفذت المشاعر والعواطف
    في مضمار صراع المناهج التربوية المطلوب تنقيحها وتقديمها للطلاب في سنتهم الدراسية الجديدة،
    ولكي ندرك شغف السودانيين بتعليم ابناءهم علينا ان ننظر للرياح الهائجة والمائجة
    التي ضربت موضوع المناهج التعليمية،
    إنها دلالة كبرى على تمسك المواطنين بحق ابنائهم في الحصول على خدمات تعليمية جيدة،
    ومؤشر جيّد على دخول هذه المجتمعات السودانية الى مراحل ذات آفاق ارحب
    في تقديم الهدف الاكثر سمواً على الحاجة لملء البطون،
    فبرغم الجوع والمرض وانعدام الوقود وشح الخبز الا ان المتظاهرين
    في مليونيتهم الاخيرة هتفوا (الجوع ولا الكيزان)،
    الهتاف الدال على نبل وطهر السريرة السودانية وسعي الفرد لتحقيق الغايات النبيلة
    اكثر من كونه حائماً حول حمى المادة،
    وبناءًا على النتائج التي اظهرتها عصبية الطرف المؤيد لسياسات المركز القومي للمناهج
    وتشدد الآخر المتشنج برفضه لمجهودات المركز ورئيسه،
    تكمن الحقيقة الراسخة في أن هذا الشعب قد جبل على حب العلم وطلبه له من المهد الى اللحد.

    الجدال الذي دار حول المناهج مع مفتتح تدشين مرحلة الانتقال،
    يعتبر تمريناً رياضياً لتقوية خصيصة الروح الديمقراطية في نفس المواطن،
    ويجيء هذا تصديقاً للمقولة القديمة التي تم تداولها في سنوات الديمقراطية الثالثة
    (لا تتحقق الديمقراطية الا بتعزيز مزيد من الديمقراطية)،
    واختباراً صعباً للمؤسسات الدينية في المجتمع عن مدى تقبلها للحديث من الافكار
    وجديد الرؤى المتناولة للطرائق القديمة للتعليم،
    وخضوع الطرفين المتصارعين لمحكمة رئيس الوزراء
    كان ايضاً نصراً لهيبة سلطة الانتقال التي ظن بعض الناس
    انها لا تقف من المتنازعين على بعد نفس المسافة تساوياً،
    فكان قرار رئيس الوزراء بتجميد المقترحات التي قدمها مدير المركز المستقيل
    قد اصاب كبد الحكمة باتاحة الفرصة للوقوف على الدقيق والمفصلي من الموضوعات المثارة،
    ولتلمس قائد سفينة الانتقال للأهمية المصيرية للقضية المطروحة
    وأنها ليست كمثيلاتها من القضايا البسيطة التي يمكن ان تحل بجرة قلم،
    فالامر يمس مستقبل اجيال وبناء وطن ارهقته الانقسامات واتعبته الاختلافات،
    لذلك رأى كثيرون أن ما توصل اليه حمدوك من قرار كان في منتهى الكياسة والتأني الايجابي.

    الصراعات التي صاحبت اطروحات المركز القومي للمناهج
    سوف تكون مقدمة مفيدة للجدال القادم الذي سوف يتناول مشروع الدستور،
    والتشاكس الذي حدث بين المكونات الثقافية والفكرية والدينية حول المناهج،
    سيترك بصمته الواضحة على التناول القادم والخاص بوضع هذا الدستور،
    فقد كشفت الروح الخشنة احياناً والدبلومساية احياناً أخر بين المدرستين
    الفكريتين والدينيتين الحديثتين والقديمتين
    عن ظاهرة صحية فيما يتعلق بالفصل في القضايا الوطنية الكبرى،
    ووضحت وتجلت الحمولات الذهنية والتهيئات المعنوية للمكونات المجتمعية
    والكيانات السياسية بشفافية عالية،
    إذ أنه وفي سيرورة جدل المناهج لا تجد صاحب رأي متطرف ومتعصب
    ولا معتنق لفكر غريب وشاذ على ذوق عموم اهل السودان،
    إلا وتبين من خلال المعارك الفكرية التي اندلعت
    عقب الاعلان عن التصورات المثيرة للجدل التي تقدم بها المركز القومي للمناهج،
    هذه الظاهرة ان بحثت عنها في عهد الطغيان لن تجدها وامكانية وجودها تكاد تكون شبه منعدمة تماماً،
    وغير متاحة ولو بمثقال حبة من خردل الزمن والمكان،
    وهذا هو الفرق بين الزمان السالف والأوان الحاضر الذي يفرق بينهما جسر طويل جرت تحته المياه الكثيفة.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de