العالم لم يكن يوما أفضل مما هو عليه الآن او في هجاء الزمن الجميل وتوجد دعوة للاحتفال بالهنا والان!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 12:28 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-18-2020, 08:06 PM

محمد جمال الدين
<aمحمد جمال الدين
تاريخ التسجيل: 10-28-2007
مجموع المشاركات: 5391

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
العالم لم يكن يوما أفضل مما هو عليه الآن او في هجاء الزمن الجميل وتوجد دعوة للاحتفال بالهنا والان!

    08:06 PM June, 18 2020

    سودانيز اون لاين
    محمد جمال الدين-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    في هجاء "الزمن الجميل".. دعوة للاحتفال بالهنا والان.. العالم لم يكن يوما أفضل مما هو عليه الآن!

    "يا لروعة ايام زمان"

    كثير ما نسمع تلك العبارة تتردد على مسامعنا وهي تحيل إلى لحظة أو فترة تاريخية ماضوية محددة من خيال الفرد.

    هذا وهم رومانسي يجرد الماضي من بشاعته كونه أصبح في حكم الحياد المادي لمصلحة راحة النفس وفتح أبواب للحنين الهارب من مواجهة الهنا والآن: اللحظة الراهنة.. الماضي دائماً أسوأ في المجمل والمحصلة النهائية لميزان الأحداث.. الراهن جميل بالمقارنة والمستقبل أجمل وفق المعادلة!.


    العالم لم يكن يوما أفضل مما هو عليه الآن!


    أفضل وأجمل لحظة في تاريخ الكوكب بالمقارنة هي اللحظة الحاضرة من الوجود البشري على مر تاريخه!.

    بل تسطيع أن تصفها (اللحظة الراهنة) بإطمئنان شديد بالرائعة بينما أنت تجلس أمام التلفاز الذي يرسل بثه عبر عربسات تشرب القهوة ذات البن البرازيلي وتقرأ الشريط الصغير أسفل الشاشة وكالعادة هناك أنباء غير سارة في شتى أنحاء العالم ويأخذ منها عالمنا المشرقي القسط الأكبر فتتحسر على عالمك وعلى بقية العالمين!.

    الراهن أجمل!.

    كيف يصح مثل هذا الزعم ونحن نشهد بشاعات ماثلة في عدد لا حصر له من أركان الكوكب الأربعة؟!.

    نعم تحدث في اللحظة الراهنة حروب وكوارث بشرية وطبيعية وعذابات ومسغبة وديكتاتوريات بغيضة ودمار وكذب وخداع ومؤامرات لا حد لها!.

    لكن للأسف لم يكن يوماً ما في الأرض سلام!. كان هكذا الحال في كل اللحظات التاريخية السابقة. بل من المؤكد كان الحال أسوأ بدرجات كبيرة ربما كان هناك إختلاف حتى نوعي في عذابات البشرية (سأقول كيف لاحقا) ليس في المقدار فحسب.

    أنا هنا هذه المرة للدفاع عن حاضرنا!. أنا هنا للإحتفاء باللحظة الراهنة "هنا والآن". أنا هنا لتمجيد "الآن".

    أثق جداً عندما تكملون قراءة هذة المقالة ستنضمون فرحاً معي إلى ساحة المهرجان مزيحون عن قلوبكم نبض التعاسة ومزيلون عن عقولكم مشهد التشاؤم ونافضون عن أجسادكم ألم الجراح. ودون أن تتخلو عن حربكم الحتمية من أجل عالم أجمل من هذا الجميل!

    قبل حوالي نصف قرن فقط لم تكن هناك إتفاقية جنيفا لحقوق الإنسان (لم يكن مثلاً حق اللجوء السياسي مشرع قانونياً ولن تستقبل ألمانيا أفواج القادمين من سوريا العزيزة) .. ولم تكن العنصرية على جميع الأصعدة مرفوضة.

    وفي أكثر القوانين المحلية والدولية كمالاً كان التمييز السلبي ضد الأفراد والجماعات جزءاً أصيلاً من تلك الدساتير في غرب الكرة الأرضية كما في الشرق والجنوب والشمال.قبل حوالي مئتي سنة خلت لا توجد ديمقراطية حقيقية في الغرب الأوروبي ولا في أي مكان على وجه الأرض ولا توجد ثورة فرنسية حتى جاءت بعد حين وأدعت إحتكار (الحرية والمساواة والأخوة) كأختراع "ثوري" فرنساوي بحت!.

    تلك الجرأة الفرنسية ليست من العدم!.
    بل للأسف الشديد تلك كانت حقيقة الدنيا الفرنسية وكل الدنياوات الأخرى وكان المقصود بتك القيم في وقتها فئات الشعب الفرنسي ذاته ثم بعد حين الأوروبي ثم لا أحد!.

    إذ لم يكن خيال البشرية في تلك اللحظة ليسع الآخرين ويشملهم مجاناً بتلك الهبات العظيمة.
    فمثلاً بعد تلك الثورة العظيمة بحوالي ثلاث سنوات فقط جاء نابليون إلى مصر بجيش عرمرم فأحتل القاهرة وأستباح جيشه من قبلها المنصورة دون أن يكون لأهل المنصورة ذنب جنوه وطبعاً أنسى الحرية والمساواة والأخوة فهم يستحقون فقط الإغتصاب والقتل. ثم سرعان ما سقطت تلك الثورة العظيمة ذاتها في بشاعة التاريخ إلى أن حان وقت جديد.

    قبل ألف عام خلت على سبيل المثال كان العالم غابة وكلما ذهبت إلى الوراء زاد الظلام.

    أظنني لا أحتاج كثير الأدلة هذه اللحظة توفيراً لوقتكم الغالي كونها واضحة للعيان!.
    غير أن دوماً كانت هناك بقع للضوء ومسافات منيرة ورواد يقدمون عقولهم وجهودهم وأجسادهم وأرواحهم فداً للحلم الكبير "الحرية الفردية المطلقة والعدالة الإجتماعية الشاملة" أي أنسنة الإنسان الواقعي.

    ما تفعله داعش وما شابهها الآن مرفوض ومشنع من معظم البشرية في الوقت الراهن لكن في الماضي القريب كانت تلك قوانين الحرب وحقوق المنتصر. ولم تكن أوروبا ولا غيرها تستقبل اللاجئين الفارين من الكوارث والحروب كون الضعيف يستحق أن يموت أو يستعبد بمعاني الكلمة المختلفة أو ينفى (لا خيارات أخرى) في كل أعراف وقوانين الحروب الماضية مع إستثناءات شاذة لا يعتد بها.

    الإنسان أصبح أكثر معرفة ولطفاً وليناً وإنسانية من أي لحظة سابقة في تاريخ هذا الكوكب. حتى بعض الأشرار منا مسهم في غفلة منهم بعض الدفق الإنساني العنيف المنسكب فوق كوكب الأرض.

    مثلاُ: رجل شرير ومجرم عتيق مثل حسن عبد الله الترابي (المؤسس الحقيقي لحركة الإخوان المسلمين في السودان) عندما شاهد يد سارق تقطع أمامه (أيام الرئيس نميري) وفق قوانين هو ذاته من شرعها وأقرها أغمى عليه لبعض الوقت كما جاء في الأنباء، ذاك هو "الترابي" فما بالك بالبشر العاديين الأسوياء!.

    هذا الوعي الإنساني المتنامي ولو ببطء شديد يستحق الإحتفاء الشديد كونه لم يحدث عبطاً.لدينا لستة طويلة من العقول والنفوس الخيرة (في الغرب وفي الشرق وفي كل أركان الأرض) كرست حياتها حتى الممات حرقاً بالنار من أجل ذلك الحلم العظيم وما زالت المسيرة تتواصل حتى هذه اللحظة.

    الإنسان كان غليظاً بدرجات تفوق الخيال. فعلى سبيل المثال:
    إمرأة منعمة ومرفهة مثل هند بنت عتبة لاكت كبد حمزة بن عبد المطلب بعد موته "إنتقاماً" أو كما جاء في الأخبار وهو سلوك تحتمله اللحظة التاريخية تلك صح أو لم يصح كواقعة مفردة.

    عندي زعم أن مثل هذا الفعل لا تستطيعه الآن بتلك السلاسة أبشع إمرأة في التاريخ الحاضر إذ لم يتطور العقل وحده في إكتساب أبعاد ومساحات جديدة وخيال أكبر بل النفس (السيكولوجية) البشرية ذاتها مشت مسافات بعيدة في اللطف الإنساني (بالمقارنة طبعا) والمسيرة بعد طويلة ولا سبيل إلا بالمواصلة في درب الإنسانية والمضي إلى الأمام بصبر وتؤدة وجاهزية للتضحية كون الإنسان بلا كرامة ولا حرية يكون مجرد حيوان وتلك من ضرورات ومستلزمات التضحية حين يحين أوانها وتصبح لا مناص منها وهذا ما فعله الرواد الذين خلفوا لنا ما نحن فيه من نعيم بالمقارنة بأزمانهم.

    عنترة بن شداد رجل فارس وشاعر ورومانسي معروف "طبعاً" عندما أراد أن يتجمل أمام حبيبته الأثيرة الجميلة المدللة "عبلة" أنشدها: وَلَقَد ذَكَرتُكِ والرِّماحُ نَواهِلٌ - مِنّي وبِيضُ الهِندِ تَقطُرُ مِن دَمي فَوَدَدتُ تَقبيلَ السُيوفِ لأَنَّها - لَمَعَت كَبارِقِ ثَغرِكِ المُتَبَسِّمِ.والقصة راحت أبعد من ذلك.

    حادثة بشعة في فهم هذا الزمان إذ جاء عنترة لعبلة بهدية (ليس باقة ورد أو قارورة عطر باريسي) بل مِخْلاة معبأة برؤوس بشرية قتلها في المعركة وكان من ضمنها رأس فارس همام "نعال السبت ليس بتوأم).. وكانت عبلة مبتسمة سعيدة بالهدية الجميلة (هذا التصور معقول في زمانه)!.

    كان كل العالم مثل ذلك في لحظته التاريخية تلك: بشاعة بشاعة بشاعة. مازال البعض منا (أقلية) لكنها أقلية فاعلة تعيش بشاعة الماضي وتمارسها (إنه ديالكتيك الإنسانية) علينا أن نقف ضدهم بشدة من أجل المكسب الإنساني العظيم الذي حققته البشرية وهو إختراع مصطلح ال"إنسانية"!.

    لذا أقول هذه اللحظة التاريخية تستحق منا الإحتفاء "هنا والآن".

    إذ حدث تغيير جذري في خيال الإنسانية. هذا التغيير الجذري المعني تلخصه إستخدامات كلمة ال"إنسانية" ذاتها في اللغة والمصطلح ففي الماضي القريب هذه الكلمة "إنسانية" غريبة على خيال الناس لأنها تتضمن إمكانية أن يكون كل البشر بشر يتوحدون في "النوع" البشري تحت مسمى في غاية الروعة هو "الإنسانية".

    إختراع جديد لم يعرفه أبداً الناس من قبل إذ كانت البشرية مقسمة بإطمئنان شديد وحتى القرن الماضي إلى أمم خيرة وأخرى شريرة تستحق الفناء المادي والمعنوي والأمم مقسمة إلى أعراق خيرة وأخرى شريرة تستحق الفناء المادي والمعنوي والأعراق مقسمة إلى أحرار وعبيد يمنحون حق الحياة في مقابل خدمة مالك اليمين والأحرار مقسمين إلى أشراف وغير أشراف وغير الأشراف في خدمة الأشراف وهلمجرا.

    وكان بين كل قرن وآخر يموت نصف سكان أوروربا الغربية والشرقية بالطاعون ونصف الشرق بالجدري وكان في القرن الماضي متوسط سكان مدينة ماسترخيت الهولندية حوالي 35 سنة والآن 85 (مجرد مثال ينطبق على معظم سكان الكوكب في جميع عوالمه) .

    وقبل نصف قرن فقط لم تكن هناك كهرباء ولا ماء عبر الحنفيات لمعظم سكان الكرة الأرضية وطبعاً لا توجد إنترنت ولا واتساب ولا تويتر ولا فيسبوك ولا فضائيات ولم يكن ليسمع أحد بأخبار وتطورات الفتنة الأكبر في زمن الخليفة العباسي المأمون حيث تسربلت دجلة والفرات بثياب الدماء بأكثر بكثير مما تفعل داعش الان وفوق ذات الرقعة الجغرافية .

    كلما ذهبت اعمق في الماضي كان للإنسان مشاكل وعذابات أكثر وأكبر من الآن.
    وتلك مجرد أمثلة صغيرة طبعا.

    وأهم واخطر شيء لم يكن الإنسان يتعاطف مع أخيه الإنسان المطلق بالقدر الذي نراه اليوم إذ كان قتل الإنسان المختلف شريعة كل الشرائع ما خلا إستثناءات صغيرة مشروطة.

    حتى جاء حين من الدهر قبل نصف قرن فقط أي بعد الحرب العالمية الثانية حيث أنتبه الإنسان لوهلة إلى "الإنسانية"!.


    وتجلى ذلك عملياً في الإعلان العالم لحقوق الإنسان 1948 وما تلاه من معاهدات متعلقة هي خلاصة النضال البشري المشبع بالألم والدم منذ فجر البشرية وحتى هذه اللحظة التي بدورها غاية البشاعة والألم والدم لأن التاريخ ما زال يعيش "هنا" بين ظهرانينا!.

    وعدتكم في بداية هذا السرد بإحتفالية مبهجة!.

    معذرة لن يحدث حتى نحقق "الإنسانية" فعلاً لا قولاً ونكون كلنا بشر نتمتع بالحرية والأخوة والمساوة. وذلك لن يحدث إلا حينما نحرر أنفسنا وعقولنا من بشاعة الماضي وإرثه المشبع بالإقصاء والدم ذلك التاريخ "الماضي" ما زال بين ظهرانينا يتناسل في قلوبنا وعقولنا في كل مرة مجدداً ذاته في لباس جديد.
    معذرة لا احتفالية سعيدة بل لدينا سرادق للعزاء!.

    محمد جمال الدين

    ملاحظة: هذه المقالة كتبت بداية سنة 2016 ولذا حوت بعض الأمثلة البيانية دون غيرها فقط لانها كانت مناسبة لزمن الكتابة ليس إلا.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de