السودان : الجيش والتحول الديمقراطي ..مقال لدكتور صديق بولاد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-19-2024, 04:21 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-26-2021, 01:50 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6753

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان : الجيش والتحول الديمقراطي ..مقال لدكتور صديق بولاد

    12:50 PM July, 26 2021

    سودانيز اون لاين
    معتصم مصطفي الجبلابي-ولاية فرجيينيا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    السودان : الجيش والتحول الديمقراطي


    د.صديق موسي بولاد
    كندا المتجمد الشمالي
    24/07/2021

    عصر وعهد الانقلابات والحكومات العسكرية انتهي ، واصبحت الديمقراطية العلامة المتميزة الرائجة . فموجات الديمقراطية العالية الكاسحة اجتاحت معظم بلدان العالم . وتراجعت اعداد الانقلابات العسكرية واصبحت تصنف في باب ، لكل قاعدة شواذ. يشار لبعضها بالبنان من قلتها ، وكساد تجارتها .
    في السابق كان مايطلق عليه العالم الثالث هو مركز ومسرح الانقلابات العسكرية . بدات في افريقيا بانقلاب مصر 1952 ، ثم السودان 1958 ، ثم الكنقو موبوتو 1960 حتي غطت الانقلابات افريقيا لتصل الي 62 انقلاب عسكري ، تمكنوا فيها من حكم 80% من سكان افريقيا . وقد تقدمت بوركينا فاسو المشهد الانقلابي ، ففي فترة تسعة شهور وقعت فيها ثلاثة انقلابات عسكرية ! اما جمهورية توغو ، ودت ان لاتفوتها هذه الموجة والموضة الانقلابية ، وهي حديثة الاستقلال وعدد جيشها كان 250 جندي ، فقام بانقلاب واستولي علي السلطة ، قائلا مافيش حد احسن من حد . اما نيجيريا اكبر الدول الافريقية سكانا ، وسيراليوان ، غانا ومالي " الاخيرة جنرالاتها الشهر الماضي قاموا باعتقال رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء في سكناتهم العسكرية واجبروهم علي الاستقالة ، ولم يطلقوا سراحهم الا ، بعد ان تمكن هولاء العسكريين من احكام قبضتهم علي السلطة ." في غرب افريقيا كان لها نصيب الاسد في دفتر الانقلابات العسكرية مكتوبة بالخط العريض .
    حتي قال قائل : ان الانقلابات العسكرية في افريقيا وبلدان العالم الثالث اصبحت تعادل عدد الحكومات المنتخبة ديمقراطيا في العالم .
    امريكا اللاتينية ، وامريكا الجنوبية كانت ايضا مسرحا للانقلابات العسكرية بصورة مماثلة ل افريقيا ان لم تتجاوزها. فقد شهدت ، البرازيل ، شيلي ، اورغواي انقلابات عسكرية ، بينما ضربت فنزويلا وبوليفيا الرقم القياسي ثمانية عشر محاولة انقلابية لكل منهما . ظروف الحرب الباردة التي اعقبت الحرب العالمية العظمي الثانية والتي قسمت العالم الي معسكرين غربي وشرقي علي راس كل منهما قوي عظمي امريكا ، والاتحاد السوفيتي . والعالم العربي نشطت فيه التيارات القومية العربية الناصرية والبعثية ، مصر ، سوريا ، العراق . هذا الواقع الاقليمي والدولي الكل نشط فيه ليمد نفوذه وتاثيره وسطوته ومصالحه . وكانت الانقلابات العسكرية ، تجد الموازرة والتاييد والترحيب ، ان لم يكن التخطيط لها او المشاركة الفعلية في تنفيذها من قبل هذا الطرف او ذاك ، وما انقلاب شيلي ، والانقلاب علي مصدق في ايران ، وانقلاب كامرال في افغانستان ، الا ، شواهد حيه لهذه التدخلات السافرة من قبل هذا الطرف او ذاك .
    السودان وقع في مركز الانقلابات العسكرية وهزاتها وتوابعها مابين محاولات انقلابية فاشلة واخري ناجحة ، واذا احصيت سنجد اننا تفوقنا علي رقم فنزويلا وبولبفيا القياسي . والشاهد ان هناك ثلاث جنرالات في السودان ، حكموا السودان ل اكثر من نصف قرن ، " عبود " ست سنوات " نميري "ستة عشر عام " والبشير " ثلاثين عام تقريبا " ، ولازال هناك بعض المغامرين يطمعون في المزيد !
    هذه الانقلابات المدمرة .. التي نسفت الاستقرار السياسي ، ومزقت البلاد وقسمتها ، وهددت وحدتها الوطنية ، وضعضت الامن ، ونشرت فوضي السلاح ، وولدت الجماعات المسلحة ، والقبائل المسلحة التي اصبحت لها مجالس لادارة عملها القبلي المسلح . يعود السبب الرئيسي للانفراط الامني ، عن غياب الجيش وانصرافه عن مهامه الاساسية ودوره الفاعل في المحافظة علي الامن والاستقرار ، وسيادة البلاد وحرمة اراضيها . فمعظم حروب الانظمة الانقلابية السودانية حروب داخلية ضد مواطنيها .بينما حدود البلاد تقتطع شمالا وشرقا امام مراي ومسمع الجيش . انقلابات السودان تدرجت في السوء من اولها ، نظام عبود ، وازدادت في الانقلاب الثاني نميري ، الذي قصف معارضية بالطائرات والدبابات حتي في اماكن العبادة ، وفي اعدامات معارضيه مدنيين وعسكرين . اما انقلاب البشير - الترابي ، كان حصاده كارثيا علي البلاد والعباد علي حد سواء . انتهت الانظمة الانقلابية السودانية الثلاث بثورات شعبية عظيمة كانت فيها تضحيات كبيرة ، صحبتها مقاومة منتظمة ومتدرجة ومتصاعدة وصولا للثورة والانتفاضة . هذه الثورات كلها ، انتصرت ، ولكن تركت سوالا اساسيا مفتاحيا لم تتم الاجابة عليه بصورة حاسمة وهو : ماهي علاقة الجيش بالسلطة والحكم ؟ وهل له صلاحية التدخل ، كلما حلت ازمة سياسية تواجهها النظم السياسية بانتظام علي مستوي العالم ؟ وللاجابة علي هذا السوال المحوري ، يجعلنا نتوقف قليلا امام تكوين الحكومة الانتقالية المشترك ، العسكري - المدني والتي تواجه تحديات كبيرة ، لماذا ؟ لان الانتقال هذه المرة يختلف تماما عن الانتقال بعد ثورة اكتوبر وابريل ، واكثر تعقيدا في مشهده الداخلي والاقليمي والدولي ، ويمكن الاشارة الي بعض التحولات التي طرات علي هذا المشهد :
    - انقسام الدولة السودانية وانفصال الجنوب .
    - العزلة الاقليمية والدولية التي شهدها الوطن طيلة حكم الانقاذ مصحوبة بعقوبات اقتصادية مدمرة .
    - انهيار مشاريع الدولة الكبري الجزيرة ، الرهد ، مشاريع النيل الابيض والازرق . الخطوط البحرية ، الجوية ، النقل النهري ، وتراجع السكة حديد .
    - تدهور الخدمة المدنية ، والخدمات الاساسية كهرباء ، ماء ، صحة تعليم ، والبني التحتية .
    - اما المنظمومة الامنية بكافة تشكيلاتها وماحدث فيها من خراب هذا يتطلب مزيد من التفصيل .
    - اما اقليميا ودوليا ، فملف واحد ، كالامن المائي ، وقضية سد النهضة .. تكفي عنوانا لجواب ..يحوي الكثير المثير الخطر في داخله .
    تحديات الفترة الانتقالية ، والتحول الديمقراطي تنوء عن حملها الجبال وتضع الجيش السوداني امام خيارين :
    - الاول :
    ان يعتقد بعض المغامرين او الانقلابيين او بعض ماتبقي من خلايا الانقاذ النائمة في سباتها العميق المخطط له ، والتي تراودها الاشواق بالعودة للاوضاع القديمة التي حكموا فيها اوحكم فيها الجنرالات السابقين اكثر من نصف قرن . يشاركهم في ذلك بعض المتعلمين الرحل ضيوف كل حكومة استبدادية في مشهد شبيه بذلك الطائر الانتهازي الذي يحمل بيضه ليضعه في عش طائر اخر ، ليتولي الاخير حضانة البيض وحين يفقس يكون الطائر الاخير اكثر اندهاشا بان هذه الفراخ غريبه في الشكل والتكوين عن فراخه ، ورغم ذلك يغذيها ، وحين يشتد عودها تطير الفراخ المدعاة. المثل اعلاه يمثل علاقة المشاركين في الانظمة الدكتاتورية العسكرية ، وهم اصلا لم يكونوا جزء من الفعل ، يستصحبون وفق قاعدة المصالح والمنافع ، وتنتهي العلاقة حين يحقق اي من الطرفين مصالحه . فما يجمعهما انتهازية مشتركة .. كل طرف فيها يتحين الفرص ضد الاخر .. ويقفز سريعا اذا اوشكت السفينة علي الغرق . اضف الي كل ذلك ، ان هذه المجموعات صيد سهل للدول الاخري التي تود ان تحقق مصالحها او تعطيل التحول الديمقراطي الذي تخشي ان تمتد عدواه الحميدة الي شعوبها التي اعي وادمي معصمها كثرت الاغلال والقيود . كل هولاء لايدركون ان عهد الانقلابات العسكرية والانظمة الدكتاتورية الاستبدادية قد افلت نجومه وانحسر ضيائه ، الا من ثغوب مظلمة ضئيلة ومتباعدة ومنبوذة منذ حدوث انقلابها فبورما ومالي تقدمان نموذجا لذلك .
    وهولاء ان فات عليهم ذلك ، فليرجعوا ببصرهم قليلا ، قبل ان يرتد اليهم حسيرا ، ويتذكروا ، ان عبود بامر الشعب اصبح معزولا ، ونميري طريدا ، وعمر البشير حبيسا يتارجح مصيره بخيط رفيع يبدا في كوبر وينتهي في لاهاي ، وفي كلتا المحطتين سيقضي الامر الذي فيه تستفتيان . ولو امعنوا النظر اكثر بحثا عن العبرة والعظة ، فان حسني مبارك ، رغم مرضه وعمره حمل علي نقالة للمحكمة ، وان زين العابدين بن علي فر من تونس علي عجل ، وان القذافي مات مقتولا ، والشاه طريدا ، ولم توفر لندن ملجا ل بنوشي الذي حمل علي كرسيه ليواجه العدالة في شيلي . وخير ختام ، اتي من الرئيس اليمني الراحل الذي قال : " من يحكم اليمن يمشي علي رووس الافاعي . " ورغم حكمة القول فان غضبه من انتفاضة الشعب اليمني ، جعلته يدبر امرا ، بان فتح ابواب صنعاء ل افعي كبيرة فولجت عبرها الي داخل العاصمة ، فلدغته ، فقضت عليه .

    الثاني :
    ان غالبية الجيش التي انحازت للشعب في ثورة اكتوبر ، وابريل ، وديسمبر ، وان طلائعها التي زحفت سيرا علي الاقدام من سلاح المظلات وهي في كامل عتادها وزيها ، لتلتحم مع شعبها في ميدان الاعتصام امام القيادة العامة ، هولاء يمثلون نبض الجيش في احترام خيار الشعب وحقه في اختيار حكامه . وقد تعرضوا كما تعرض الشعب ، للاعتقال ، والتعذيب ، والتصفية ، والاعدام ، والفصل التعسفي . اذن هم ضحايا للانقلابات ، ومن مصلحتهم ان تكون هناك قوات شعب مسلحة مختصة ، تحمي الوطن وخيار الشعب في السلام والحرية والعدالة والحكم الرشيد الراشد . هولاء يدركون ان الجيش يحتاج اعادة بناء مثله مثل اجهزة الدولة الاخري التي عبثت بها ايدي الدكتاتورية . فالاصلاح الاقتصادي ، ومحاربة الفساد والمفسدين ، واعادة الخدمة المدنية لفاعليتها ، ورتق النسيج الاجتماعي الذي حاولت الانقاذ تفكيكه عملا بمبدا فرق تسد . وغربلة الساحة السياسية مما لحق بها من غبار ، وما اعترا تنظيماتها من اهترا بفعل الزمن والدكتاتورية ، والتكلس الناتج عن غياب التجديد والتحديث . هولاء اذن يدركون ان السودان يحتاج الي الاثنين State-building, and nation building بناء الدولة ، والامة علي حد السواء . هولاء يقع عليهم عب بناء قوات مسلحة ، تواجه تحديات كبيرة ، اهمها بسط الامن ، والمحافظة علي الوطن وحدته وسلامة اراضيه ، وان تكون هي والاجهزة النظامية الاخري هي الوحيدة التي تملك وسائل الردع واستخدام القوة ، المضبوطة والمحكومة بالقانون ، وحتي نصل لهذه المرحلة ، نحتاج الي التعامل مع مهددات الامن الداخلي والخارجي والتي يمكن اختصار بعضها في الاتي :
    - انتشار السلاح بصورة غير مسبوقة نتيجة للحروب الداخلية ، والحروب في دول الجوار ." كيفية نزعه ، والسيطرة عليه ، والتحكم فيه.. "
    - القبائل المسلحة .. التي زودتها الانقاذ بالاسلحة او حصلت عليها بطرق مختلفة ، واخذت تتنافس في ذلك ، فاصبحت لاي قبيلة ترسانة سلاح بما فيها الثقيل . وهذا شجع حروب داحس والغبراء التي تندلع بين الفينة والاخري . واصبحت لبعض القبائل مجالس حرب ومليشيات منظمة .
    - التقلبات المناخية ومانتج عنها من صراع علي ماء وكلا وزراعة ومراعي .. فتح الباب للنزاعات .. والحروب .. التي تشتعل وتتسع دائرتها بين القبائل ، وبين العشائر في القبيلة الواحدة مما يتطلب حضورا ، وقوة ، وردع .. لوقف سفك الدماء المستمر .
    - الحركات المسلحة التي وقعت اتفاقيات سلام ، والتي لم توقع بعد ووضع قواتها وسلاحها قبل الدمج والتسريح. خصوصا ان الاتجاه العام بناء جيش قومي متوازن ، يشمل نسيج المجتمع السوداني ، يستهدي بالكثافة السكانية في كل اقاليم البلاد ؛ حتي لاتكون هناك اي هيمنة اثنية ، او عرقية او جهوية في الجيش . وامامنا تجربة الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان وما نتج عنه من استقطاب داخلي ، وتدخل خارجي يدعم هذين التنظيمين المسلحين فاصبحا دولة داخل الدولة . ومن مظاهر السيادة لاي دولة ان يكون لها جيش قومي واحد ، تحت قيادة واحدة ، ويعمل وفق توجيهات الدولة .
    - الفيروس الانقلابي لازال كامنا وفي فترة حضانة بيات شتوي ، فهو يعشعش في رووس بعض المغامرين ، وفي تنظيمات عقائدية يسارية ويمينية ، وتسعي للتغلغل في القوات المسلحة ل احداث انقلاب . هذه العناصر والتنظيمات تعلم علما لايخالجه ادني شك ، انها لن تصل للسلطة عبر الخيار الديمقراطي ، فهي يائسه من تحقيق ذلك كيئس الكفار من بعث ، من في القبور ، فليس امامهم غير الانقلاب للوصول للسلطة .. وعند بعضهم الانقلاب يمثل جوهر نظريتهم ، وقد طبق ذلك في سوريا والعراق ومصر من قبل .
    - حدود السودان الواسعة الممتدة ، المفتوحة مع دول الجوار ، والتي تعوزها الموانع الطبيعية سهلت عمليات التهريب التي هدت الاقتصاد السوداني ، وفتحت ابواب الهجرة غير الشرعية للوطن ، وعمليات تهريب البشر ل اوربا ، والجريمة المنظمة العابرة للحدود بشتي انواعها واصنافها بما فيها الجماعات الارهابية المتنقلة والمتسللة من دولة الي اخري .
    - السودان يقع في حزام الانفجار السكاني الافريقي فهو محاط ، بمصر شمالا ، اثيوبيا شرقا ، ونيجيريا غربا " يفصلنا عنها دولة تشاد ، والطرق البرية الممتدة سالكة منذ زمن سحيق ، حين كانوا يتوجهون للحج عبر السودان " . ومع تناقص الموارد الطبيعية ، وازدياد حدة الفقر والبطالة .. هذا فتح باب النزاعات الحدودية ، رغم ان مصر واثيوبيا يعلمان علم اليقين ان الفشقة ، وحلايب وشلاتين وابورماد ، يقعان ضمن حدود السودان المعترف بها دوليا منذ اليوم الاول لاستقلاله عام 1956. وليحافظ السودان علي حدوده وحرمة اراضية محتاج جيشا قويا مدربا منظما مجهزا تجهيزا كاملا ومستعدا لرد اي عدوان او تغول علي حرمة اراضيه .
    مااشرت اليه اعلاه جزء يسير من المهام العظيمة التي تقع علي عاتق قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية النظامية الاخري والتي تتطلب استعدادا وتفرغا كاملا للاطلاع بها علي الوجه السليم والاكمل . ولكن الذي نشهده عكس ذلك تماما ، فما حدث في مدينة الجنينة ، وبورتسودان ، وكسلا ، والحروب القبلية المتفجرة توضح بجلاء اوجه القصور والتقاعس عن حفظ الامن والسلام والاستقرار . والالاف الارواح البريئة ازهقت بغير وجه حق ، بينما دمرت الممتلكات العامة والخاصة ، وفقد المواطن الطمانينة في الحل والترحال .
    النظم الديمقراطية .. فيها جيش واحد منظم مدرب مزود باحدث المعدات الحديثة ، للقيام بمهمته الوطنية في المحافظة والدفاع عن الوطن وحدوده وامنه . كما ان العمل في القوات المسلحة والاجهزة الامنية ، عمل وطني ، اختار الذبن ينضمون اليه خدمة وطنهم في هذا الجانب الحيوي الهام ، كما اختار الاطباء ، المهندسين ، القضاة ، المحاسبين ، العمال ، الزراع ، الرعاة ، التجار ، ورجال الاعمال والصناعة الخ كل هولاء قرروا خدمة وطنهم في جانب اختاروه ويحبونه . وكل هولاء ، لايحق لاي منهم فرض وصاية علي الشعب السوداني بدون تفويض منه .
    وهذا التفويض الذي يمنحه الشعب هو حقه وخياره في اختيار حكامه بكل حرية . قد يقول قائل ان ديغول ، وايزنهاور حكما فرنسا وامريكا وهم جنرالات في الجيش ، ويفوت علي هولاء انهم اتوا للحكم بعد ان تخلوا عن بذتهم العسكرية وانتموا ل احزاب سياسية وخاضوا انتخابات ديمقراطية حرة ونزيهة فازوا فيها . فمن اراد من ضباط او منتسبي القوات المسلحة العمل السياسي ، فليخلع بذته العسكرية التي حرمت قوانينها النشاط السياسي او الانقلاب علي حكومة ديمقراطية منتخبة اختارها الشعب ، واذا فشلت في انجاز برامجها الانتخابية التي علي ضوئها انتخبت . فان حسابها ومسائلتها تتم بواسطة الشعب ، الذي سوف يسقطها ويختار اخرين ليقوموا مقامهم . وبعد خلع البذة العسكرية يمكنهم الانضمام للحزب الذي يودون عبره مزاولة نشاطهم السياسي ، واذا لم تعجبهم الاحزاب الموجودة يمكنهم ان يوسسوا حزبا جديدا . فاذا وجد التاييد الشعبي ، وتم انتخابهم ديمقراطيا علي الرحب والسعة . في العقد الماضي شهدت ايطاليا عدم استقرار ، في كل شهر او ثلاث شهور تسقط حكومة وتقوم مكانها اخري . لم يقم الجيش الايطالي بالتخطيط او التفكير في الاستيلاء علي السلطة ، فهناك نظام ودستور يحدد كيف تنتقل السلطة . قد يقول قائل ان الجيوش في العالم الثالث اذا لم تكن منهمكة في اعمال تشغلها تفكر في الانقلابات العسكرية . Samuel Huntington argued that : " acountry wishing to keep the military out of politics must impart professional values to its officers.." g . والقوات المسلحة المتخصصة ، بعد ان تتقن علومها العسكرية ، وتحكم تنظيمها الداخلي ، وتحصن ضباطها من التاثير الايدولجي السالب والاختراق الضار ، وتطور مستواهم التعليمي . يزداد عطائها للوطن ، فتجدها تشيد الجسور وتعبد الطرق ، وتكون اول الحاضرين للنجدة حين الازمات والكوارث الطبيعية او التي حدثت بفعل البشر بنشاطهم او اهمالهم .
    شعب السودان عبر عن ارادته في ثلاث ثورات شعبية عظيمة وكانت رسالته لجيشه اننا لانقبل ، لادكتاتورية ، ولا استبداد ، وطريق الشعب هو طريق الحرية والسلام والعدالة والحكم الديمقراطي الرشيد .
    وان الجيش عليه ان يكون بعيدا عن امرين ، السياسة والتجارة . وخاضعا للسلطة المدنية المنتخبة . فهذه هي قاعدة شعبنا الذهبية .


    د. صديق موسي بولاد
    كندا - المتجمد الشمالي
    24/07/2021






                  

07-26-2021, 02:17 PM

بشير أحمد
<aبشير أحمد
تاريخ التسجيل: 03-21-2008
مجموع المشاركات: 10017

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان : الجيش والتحول الديمقراطي ..مقال (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    تحول ديمقراطي ايه وبطيخ ايه...


    الديمقراطية ح تجيب الاسلاميين .
                  

07-27-2021, 05:04 AM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان : الجيش والتحول الديمقراطي ..مقال (Re: بشير أحمد)

    Quote: وان الجيش عليه ان يكون بعيدا عن امرين ، السياسة والتجارة . وخاضعا للسلطة المدنية المنتخبة . فهذه هي قاعدة شعبنا الذهبية .
                  

07-27-2021, 05:32 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان : الجيش والتحول الديمقراطي ..مقال (Re: محمد البشرى الخضر)

    شكرا دكتور بولاد على هذا المقال الممتاز
    معك اردد على الجيش التركيز على مهامه الاساسيه حمايه الحدود والدستور
                  

07-28-2021, 01:39 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6753

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان : الجيش والتحول الديمقراطي ..مقال (Re: Mohamed Doudi)

    تسلم دودي
                  

08-13-2021, 02:00 AM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6753

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان : الجيش والتحول الديمقراطي ..مقال (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    *
                  

09-23-2021, 05:49 PM

معتصم مصطفي الجبلابي
<aمعتصم مصطفي الجبلابي
تاريخ التسجيل: 08-28-2006
مجموع المشاركات: 6753

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: السودان : الجيش والتحول الديمقراطي ..مقال (Re: معتصم مصطفي الجبلابي)

    اقروا المقال ده مرة ثانية
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de