السودان بين حكومة "المُلّا" و "الشُلّة" و "الجُلّة"...

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-16-2024, 06:00 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-30-2020, 09:37 PM

محمد عبدالله حمدنا الله
<aمحمد عبدالله حمدنا الله
تاريخ التسجيل: 11-24-2009
مجموع المشاركات: 616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
السودان بين حكومة "المُلّا" و "الشُلّة" و "الجُلّة"...

    09:37 PM June, 30 2020

    سودانيز اون لاين
    محمد عبدالله حمدنا الله-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    السودان بين حكومة "المُلّا" و "الشُلّة" و "الجُلّة"...
    ==========================

    شعب بلاد السودان و ان اشتهر بعدم قابليته للإضطهاد إلا أن التجارب أثبتت أنه شعب ذو ذاكرة سياسية "ضعيفة" و قليل التعلم من تجاربه السياسية خصوصآ على مستوى النخب التي يفترض بها أن تقود الوعي و التنوير. لذلك ليس من المستغرب ان تتكرر تجاربه السياسية بنفس السيناريوهات و نفس الحيثيات فقط مع اختلاف المسميات و الشخوص، فقلما يوجد شعب على ظهر البسيطة تعاقبت عليه الثورات و الانقلابات التي مرت على السودان في نصف قرنٍ من الزمان دون أن يتعلم منها بل و تكون المحصلة النهائية عبارة عن انحدار دائم في معدلات التنمية و الوعي و الاستقرار السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي.
    ليس المقام هنا مقام سرد تاريخي فهو معلوم للغالبية و ليس المقام أيضآ مقام تحليل لهذه الظاهرة فقد تجاوزت الاحداث و نتائجها الماثلة و المتوقعة هذه النقاط و انتقلت الى نقطة الانحدار نحو الكارثة.

    و في هذا السياق ارتفعت أسقف التوقعات لنتائج ثورة ديسمبر بأن تكون نقطة نهاية سطر العلاقة المعقدة بين الحكومات العسكرية و الاحزاب العقائدية و بداية لعهد جديد من التوافق الاجتماعي و السياسي ينهض فيه الجميع بمسئولياتهم الوطنية و يفرغون طاقاتهم في وطن يسع الجميع بكل انتمائاتهم و اختلافاتهم...فالنيل و خيرات الارض هنالك...الا أنه و للأسف تم إختطاف الثورة قبل أن تكتمل ...و في ذروة التهافت على "تقسيم التركة" و لمّا "يدفن الميت " بعد... تكالبت النخب السياسية على حجز مكان لها في الخارطة السياسية دون التركيز على الهدف الأسمى المتمثل في تحقيق الحلم الوطني الواسع قبل الحسابات الحزبية الضيقة و بدلآ من السعي لتضميد الجراح تمددت التجاذبات و الاصطفافات لتغرق الوطن في بركة من التوهان و القضايا الانصرافية التي لا تؤدي الا الى مزيد من الاستقطاب و ضياع المكتسبات و الحقوق الوطنية و زيادة تكلفة إعادة البناء و التنمية.
    هنالك ثلاثة نقاط لا تخفى على أي مراقب و ان تجاهلتها -أو تناستها-النخب السياسية في غمرة انشغالها بتكتيكاتها الحزبية الرعناء:

    ١-الثورة السودانية في أصلها ثورة شعبية لغالبية غير منتمية كان سوادها الاعظم الشباب لتحقيق حلم الحرية و العدالة و التنمية و ليس لاعادة تدوير الشد و التجاذب الحزبي.

    ٢- النظام السابق قد قام و على مدى ٣٠ عامآ بجرف كل ارضيات النمو السياسي الطبيعي لاي جماعات ثقافية او سياسية او اجتماعية ...لذلك فأي محاولة للبناء على ما توقف قبل هذا التاريخ هي محاولة فاشلة فقد اهترأت أساسات هذه التنظيمات و اصبحت في معظمها تغرد خارج سرب "الزمن السياسي" و الدليل على ذلك أن معظم هذه التنظيمات قد دخلت بطريقة او بأخرى في حوارات مع النظام السابق و انهم قد تفاجأوا بسقوط النظام دون ان يكون لهم اي برنامج واضح لما بعد السقوط رغمآ عن هرولتهم لركوب الثورة التي لو توفر لها "رأس" طبيعي و مسئول لما تسيدت هذه التنظيمات الموقف و لما شهدنا التخبط الحالي.

    ٣- العسكر و ان اختلف الناس في انتماءاتهم و تطلعاتهم...الا أنهم القوة الوحيدة التي تتحرك ككتلة موحدة مستغلة طبيعة المؤسسة العسكرية و ميزة تفوق القوة النوعي عن باقي مؤسسات الدولة لذلك فأي محاولة لإلغائها أو استفزازهم لن تؤدي الا تفكيك الوطن اولآ و تكرار التجارب الفاشلة ثانيآ لذلك فأي سياسي عاقل يدرك تمامآ أن إصلاح المؤسسة العسكرية يبدأ بإصلاح المؤسسة السياسية أولآ لأن آليات الصراع تختلف نوعيآ فالعسكر يمتلكون السلاح و المعلومات و القدرة التنظيمية و الحركية و الثورة الوليدة تمتلك قوة الدفع الشعبي و اي محاولة احتكاك بين القوتين لن تكون الا على حساب الوطن و الشعب.

    لذلك كان المأمول بعد تنحي النظام ان يتوافق الجميع كسودانيين في المقام الاول بغض النظر عن انتمائاتهم على تشكيل حكومة توافق وطنية تفصل في المقام الاول بين الحكومة الانتقالية و واجبات العسكر في الحفاظ على الامن القومي ....هذا الفصل بين المكونين يتمثل في حكومة انتقالية قومية بعيدة عن المحاصصة و التوجهات ذات هدفين لا ثالث لهما:

    ١- الاهتمام بتسيير الدولة و حوجات المواطنين و تضميد الجراح الوطنية.
    ٢- التجهيز لإنتخابات وطنية تعبر بالبلاد من محطة التأخر السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي.

    و يكون دور العسكر هنا فقط هو تأمين الوطن و الحكومة دون الدخول في تفاصيل الحكم.
    لكن نتيجة للصراع السياسي نجح النظام السابق في التعامل مع العسكر و نجحت "بعض" التنظيمات السياسية في "ركوب الموجة الثورية" و اخترقت الجهاز الحكومي اضافة للابتزاز و المصالح الاقليمية و اجندات الحركات المسلحة في فرض واقع التقاطع بين العسكر و المدنيين في ما يعرف ب"مجلس السيادة" و الوثيقة الدستورية التي وحدت العسكر و جعلتهم يمسكون بتلابيب الدولة بهدوء دون ان يدفعوا مستحقات الفشل التي تركوها للتنظيمات المتشاكسة و ابواقها المراهقة و ادخلوها في صراعات و معارك دون كيشوتية كانت ابرز نتائجها:

    ١- مزيد من التردي السياسي و الاقتصادي.
    ٢- تآكل الكتلة الصلبة لقوى الدفع الثورية.

    كل هذه العوامل اجتمعت لاخراج ما نراه هذه الايام من حراك شعبي و ان اختلفت تطلعات و توقعات المشاركين الا انه يتفق على انه حراك رافض لما يجري و هنالك احساس عميق بان الثورة قد سرقت و انحرفت عن المسار المأمول لها و ان إستمر الحال كذلك فللأسف كل المؤشرات تشير الى عودة العسكر "بالشباك" في صيغة "إنقلاب مدني" يعيد حالة البلاد الثورية إلى النقطة الثورية الصفرية خصوصآ و ان مخالب العسكر يبدو انها قد اخترقت الحركات المسلحة و عدد كبير من تنظيمات قحت و لها تأييد إقليمي و دولي مستتر مما يمهد الهبوط لتحركهم بصورة آمنة آخذين في الاعتبار حالة الملل و الضيق الشعبي من "مراهقة" سياسيي المرحلة الحالية التي أسهموا بفعالية في وصولها لهذه الذروة.

    لذلك و حسب المعطيات الحالية لا أرى أي حل يلوح في الأفق للخروج من الأزمة الحالية سوى:

    ١- الخروج من قيود "الوثيقة الدستورية" المعيبة فهي ليست قرآن غير قابل للنقض و التعديل .

    ٢- حل مجلس السيادة و كل اللجان و المستشاريات المصاحبة.

    ٣- أن يمتلك رئيس الوزراء عبدالله حمدوك الجرأة و الشجاعة الكافية و الاحساس بهذه اللحظة التاريخية و الوطنية و أن يقوم بحل الحكومة الحالية و تشكيل حكومة كفاءات وطنية حقيقية غير متحزبة ...أقول هذا ليس لقناعتي بعبدالله حمدوك فالرجل فاشل سياسيآ بإمتياز و لا يمتلك سوى عقلية موظف خالي من الخيال و الألمعية...لكنه رضينا أم أبينا أصبح يمثل آخر بقايا حلم الثورة السياسي و له بعد ان يستقر الحال ان يذهب.

    ٤- الاتفاق على قيام العسكر بواجباتهم الوطنية بعيدآ عن العمل السياسي و لهم ان يحتفظوا بهياكلهم و مستحقاتهم حتى تسليم الامانة لحكومة منتخبة.

    ٤- التركيز على اصلاح و تفعيل المنظومات العدلية و الرقابية لجعلها تقف في منتصف المسافة بين الجهاز السياسي و العسكري و الشعب لضمان حقوق جميع الاطراف دون تغول طرف على آخر.

    أقول هذا الكلام و لازال أملي بأن حواء السودان ولود و أنها لن تعدم المخلصين ذوي الكفاءة و الرؤية و النضج الذين يمكنهم العبور بالبلاد الى بر الحرية و السلام و العدالة.

    هذا ...أو حكومة "الجُلّة"...فقد جربنا حكومة "الملّا"...و حكومة "الشُلّة"..


    # ود حطب الله


    ==================
    * الجُلّة: هي طلقة المدافع القديمة التي تعتمد على كتلتها الحديدية الصلبة الثقيلة في دهس الهدف.






                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de