الدقير في مقال يقول رحيل بهنس-كان رحيله أقرب للفضيحة المُرْكّبة، ثقافياً، وسياسياً، وأخلاقيا!

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-11-2024, 09:07 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
02-24-2021, 07:33 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الدقير في مقال يقول رحيل بهنس-كان رحيله أقرب للفضيحة المُرْكّبة، ثقافياً، وسياسياً، وأخلاقيا!

    06:33 AM February, 24 2021

    سودانيز اون لاين
    زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
    مكتبتى
    رابط مختصر



    هذا هوالمقال



    سَايْكُوْلُوْجْيَا الذِّئَابْ! .. بقلم: عمر الدِّقير/رئيس حزب المؤتمر السُّوداني
    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 23 شباط/فبراير 2021
    الزيارات: 263

    ضيف على الرُوزنامة

    الإثنين
    منذ نشوء الدولة الحديثة، عرف تاريخ الحكم نوعين من الخطاب السياسي: أحدهما خطاب الحقيقة والشفافية الذي يصور الواقع كما هو، ويشرك الشعب في مواجهة تحدياته، والآخر هو خطاب طلاء الواقع بقشرة تجميلية، وتغييب الحقائق عن الشعب، والإنابة عنه في الحلم، والتفكير، وصياغة المصير.
    ولعلّ المثال الأوضح للخطابين، ونتائجهما، ما حدث خلال الحرب العالمية الثانية، فقد كان خطاب الزعيم الألماني أدولف هتلر غارقاً في الأوهام، والذهول عن حقائق الواقع، حيث اندفع - مزهوَاً بالإنتصارات العسكرية - إلى تبشير الألمان بضمان اجتياح الرايخ الثالث لأروبا، وبسط سيادته عليها لمئات السنين! بينما كان خطاب خصمه، رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل، واقعياً، وهو يرى قنابل الطيران النازي تتساقط على عاصمة بلاده، وتهدم سقوف البيوت على رؤوس قاطنيها، وتأتيه الأخبار بأنّ الجيش البريطاني ينسحب عشوائياً، عارياً من أسلحته، ومعنوياته، أمام الجيش الألماني في "دنكرك"، وأنّ فيالقَ من مدرعات النازي تجتاح أراضي حليفته فرنسا، وتسحق العشب والأزهار في شوارع مُدِنِها! مع ذلك وقف تحت قبة البرلمان، بُعيد اختياره رئيساً للوزراء، وسط دويِّ المدافع، وأزيز الطيران الحربي، وخاطب شعبه قائلاً: "ليس عندي ما أُقدِّمه لكم غير الدم، والكدح، والدموع، والعرق. سنخوض غمار الحرب بكل ما أُوتينا من قوة، وبكل ما منحنا الله من عزمٍ، في مواجهة الطغيان الوحشي الذي لا مثيل لبشاعة جرائمه ضد الانسانية. هدفنا النصر، ولا شىء سوى النصر بأي ثمن، فبغيره لن يتسنّى لنا البقاء"!
    كان خطاب تشرشل شفّافاً، وصادقاً في تصوير الواقع، وفي تحديد الهدف، فنجح في استنهاض مواطنيه، وحشد إرادتهم، وتأجيج صمودهم، وصمود حلفائهم، لمجابهة التحدِّي، ولتحقيق النصر. أمّا خطاب هتلر المحتشد بالأوهام، فقد انتهى بهزيمة الرايخ الثالث، واستسلامه بلا شروط، كما انتهى بهتلر نفسه منتحراً في مخبئه، قرب حديقة مستشارية الرايخ التي شهدت حرق جثته تنفيذاً لوصيته!
    إسقاط واقع بريطانيا، في ذلك الوقت الصعب من تاريخها وتاريخ العالم، على واقع بلادنا اليوم، يبدو ملائماً، رغم الفوارق. كان الشعب البريطاني يواجه، آنذاك، أزمة التهديد النازي لسيادته الوطنية، وربما التفتيت لكيان بلاده الموحّد، ناهيك عن الأزمة الاقتصادية جراء كلفة الحرب وتداعياتها. فلئن كان الشعب البريطاني قد امتلك روح المقاومة، والاستعداد للتضحية، من أجل تحقيق النصر، فقد كان من حسن حظه أنْ توفّرت له قيادة سياسية في مستوى طموحاته، وعلى قدر التحدِّي الذي يواجهه. تمثلت هذه القيادة في حكومة كل الأحزاب (all-party government)، و تجسّدت، تحديدأ، في رئيسها ونستون تشرشل الذي رفض كل دعوات الاستسلام بحجة الواقعية، معتبراً إيَّاها استسلاماً للحظة ضعف تشلُّ الإرادة، وتُنسي قرائن التاريخ، وتهزم الحاضر، وتصادر المستقبل، وبهذا نجحت حكومته في قيادة المعركة، وحَشْد الطاقات المعنوية والمادية كافة، عبر منهج الحقيقة والمصارحة، ووحدة الهدف والإرادة، نحو تحقيق النصر على النازية، وتخليص البلاد، بل والعالم أجمع، من خطرها.
    في المقابل، ولأن شعبنا السوداني لا ينقصه وضوح الأهداف، ولا روح المقاومة، ولا الاستعداد للتضحية من أجل هذا الوطن الذي أُهْرِقَ النفيس من دماء أبنائه، على مذابح الحريّة، والكرامة، في سبيل تحقيق الحلم بغدٍ لا يكرِّر كوابيس البارحة، فإن الواجب الملح يبقى أن تغادر القيادة السياسية عقلية الخنادق المتقابلة، والتخوين المتبادَل، وتنهي حالة الاستقطاب النخبوي البائس من أجل مغانم صغيرة ضعف فيها الطالب والمطلوب، وأن ترتقي إلى مستوى قامة شعبها، وأن تُحْسِن الإصغاء إليه، ليفضي ذلك إلى توافقها على برنامج للبناء الوطني، بمنهج إدارة علمي، نزيه، وشفّاف، يمكِّن من عبور مستنقع الأزمات، باتِّجاه الأهداف المباشرة لثورة ديسمبر المجيدة التي اختزلتها عبقرية شعبنا في معاني الثالوث الإنساني الخالد "حريّة، سلام، وعدالة".
    الشرط الأساسي لتجاوز أية أزمة هو مواجهتها بسلاح الحقيقة والإرادة، خصوصاً إذا كانت الأزمة .. وطنية شاملة.
    الثلاثاء
    أحياناً تكون سيرة حياة الشاعر هي قصيدته الكبرى .. جال هذا المعنى بخاطري الأسبوع الماضي، خلال مشاركتي في أمسية حوارية عن دور الثقافة في التغيير، تخلّلتها فقرة للاحتفاء بذكرى الشاعر، السارد، الفنان محمد حسين بهنس الذي رحل إلى دار الخلود فجر الثلاثاء 17 ديسمبر 2013م. كان رحيله أقرب للفضيحة المُرْكّبة، ثقافياً، وسياسياً، وأخلاقيا! فهذا المبدع متعدد المواهب كان روائياً، وشاعراً، ونحّاتاً، ومصوِّراً، وعازفاً، وملحِّناً، وتشكيلياً، زيّنت بعض لوحاته قصر الإليزيه في باريس. مع ذلك مات وحيداً، شريداً، بإمعاء خاوية، ومعدة تتضوَّر جوعاً، وفرائص ترتعد من شدة صقيع القاهرة، وجسد تجمَّد متكوِّماً على أريكة حجرية في أحد ميادينها، من حيث جرى نقله إلى المشرحة، فدوّنت الشرطة اسمه في خانة "مجهول الهوية"، حتى تعرَّف عليه، بعد أكثر من يومين كاملين، بعض أصدقائه، مصادفة!
    ولأن الشّجى يبعث الشّجى، والشيء بالشيء يُذكر، فيلزمنا ذكر طرف مما حفظ التاريخ من سيَر الكثير من المبدعين، خصوصاً الشعراء، الذين انتهوا إلى مثل هذا المصير الفاجع، بعد مسيرٍ حافلٍ بالصراع، والمكائد، والجحود، والنكران! وكان لافتاً أنّ أكثرهم تمثيلاً وجدانياً لشعوبهم، وأصدقهم تعبيراً عن آلامها، وآمالها، لاقوا تلك المصائر على أيدي أبناء جلدتهم، سواء تمثّلت تلك الأيدي في سلطة مستبدة، أو في قوى ظلامية، أو في عدم اهتمام بالمبدع، أو إهماله، وترْكِه يواجه غوائل الدهر وحيداً!
    في هذا السياق يبرز، كمثال، اسم ألكساندر بوشكين، شاعر روسيا الأكبر الذي قضى مقتولاً برصاصٍ ضابطٍ من حاشية القصر استدرجه، بتدبيرٍ من القيصر، إلى مبارزة غير متكافئة يكون فيها إمَّا قاتلاً أو مقتولاً، وفق تقاليد ذلك الزمان، بعد أن راود زوجته الحسناء ناتاليا عن نفسها، فأصابه بجرحٍ لا شفاء منه! وليس خافياً، في الحقيقة، أن بوشكين كان مصدر إزعاج لسلطة القيصر، بدعوته الدائمة لمحاربة الفساد، ومناداته التي لا تفتر بالعدالة، وبرفعه المستمر لمطلب إصلاح النظام القيصري!
    كما يبرز، في ذات السياق، اسم أبي الطيب المتنبي، شاعر العربية الأشهر الذي كانت رؤاه وطموحاته سبباً في أن يعيش حياته "على قلقٍ كأنّ الرِّيح تحته"، مثلما كانت سبباً فيما تعرَّض له من حسدٍ، وغيرةٍ، ومكائد، إلى أن قضى، بدوره، مقتولاً في مبارزة مشابهة مع فاتك الأسدي الذي ظل يلاحقه للثأر منه على هجائه لأخته بقصيدةٍ مقذعة! فإذا كانت سلطة القيصر وراء موت بوشكين للتخلُّص من معارضته، فإنّ سلطة الخليفة لم تُظْهِر أي اهتمام بموت المتنبي، بل ربّما شعرت بالارتياح له!
    أمّا بدر شاكر السّيّاب، أبرز رُوّاد الحداثة في الشعر العربي، وأحد أكثر شعراء العراق حُزْناً وعبقرية، والذي حمل وطنه كالصّليب وطاف به المنافي وهو يُردِّد: "الشّمْسُ أجْمَلُ في بلادي من سِواها والظّلامْ/ حتّى الظّلامُ هناك أجْمَلْ/ فَهْوَ يَحْتَضِنُ العِراقْ"، فقد مات وحيداً وغريباً في مشفىً بالكويت، وحمل أحد أصدقائه جثمانه ليُدفن في مسقط رأسه في البصرة؛ لكنه عندما وصل إلى بيت السّيّاب لم يجد العائلة، بل وجد الأثاث مبعثراً في الشارع، لأنّ مالك البيت استصدر أمراً قضائياً بإخلائه لعجز العائلة عن سداد الأجرة لعدة شهور، بعد فَصْل السّيّاب من وظيفته في دائرة الموانيء، بسبب تطاول مدة مرضه. وواصل جثمان الشاعر رحلته إلى المقبرة تحت المطر، الذي لطالما ألهمه أجمل قصائده، ولم يشارك في تشييعه سوى بضعة أشخاص!
    وقبل هؤلاء جميعاً، عاقب الإمبراطور الروماني شاعر الهوى أوفيد بالنفي إلى مكانٍ تختلط فيه الفصول، وتتداخل فيه التقاويم، وذاك بالطبع نفيٌ يليق بالشعراء، لأنَّ أوفيد، الذي كتب "مسخ الكائنات"، تمرّد على الواقع، وغرَّد خارج السِّرب، فوقف وحيداً على ضفاف الحلم، في انتظار لحظة الشُّروق!
    ولئن كان رحيل بهنس، بكل ما أحاط به من ملابسات محزنة، قد حدث في حقبة الجمر والرّماد "الإنقاذية"، فإنه من المفجع أن يلحق به، بسبب سوء الحال في سودان ما بعد الثورة، الشاعر السوداني الشاب عبد الوهاب محمد الشهير بـ "لاتينوس"، بعد غرق القارب الذي كان يقله مع ثُلّةٍ من أقرانه، أواخر أغسطس الماضي، في طريق هجرتهم من وطنهم إلى أوربا، بحثاً عن ملاذٍ آمن، وأسباب عيشٍ كريم .. رحل "لاتينوس" بعد أن كتب شهادته في إحدى قصائده: "سأفرُّ مِن وطنٍ يُلْهِبُ ظهرى بالسِّياطِ ليلَ نهارْ/ سأفرُّ من كلِّ شىء/ وأهربُ غير مكترثٍ، نحو العَدَمْ"!
    إنها، بالحقِّ، قسوةٌ بالغة عندما يموت المبدع على أيدي أبناء جلدته، أو بسبب إهمالهم له، وجحودهم لعطائه، فثمة ما يشبه استئصال الضمير، أو الانتحار في هذا الموت، أو قل هو انتقام الشعوب من ذاتها، في لحظات التخلي عن ذاتها، بالتفريط في أبهى رجالها ونسائها!
    الأربعاء
    على أحد الألواح المحفوظة عن الحضارة الهِندِّية، كُتِبَ النّص الآتي: "يصعب على الإنسان ألّا يذوق عسلاً امتدَّ إليه لسانه، وعليه فإنه يصعب على من يدير أموال الملك ألّا يأخذ لنفسه منها ولو شيئاً قليلاً" .. فالفساد، بمعنى إساءة استخدام السلطة العامة لتحقيق مكاسب خاصة، موجود منذ أن وجدت الحكومات، حتى أصبح في العصر الحالي قضية عالمية، لدرجة أنّ الأمم المتحدة أفردت اتفاقية خاصة لمكافحته. تتفاوت نسب الفساد من دولة لأخرى وفقاً للجهود التي توليها الحكومات لمكافحته والحدِّ من انتشاره. لكنَّ حقائق الحياة تثبت أن الفساد قرين الإستبداد، وتوأم روحه، فكلاهما يُعَبِّر عن نزعة السطو والإستحواذ على ما يُفترض أن يتشارك فيه الجميع، السلطة والثروة، وكلاهما يستمدُّ أنموذجه من «سايكولوجيا الذئاب» التي لا يتوقف لُعَابُها عن السّيلان مهما اشتّدَت استغاثات ضحاياها!
    من الطبيعي أن يكون السودان، خلال فترة نظام "الإنقاذ" الموسومة بثنائية الاستبداد والفساد، من أكثر الدول فساداً، حسب تصنيف منظمة الشّفافية العالمية. ولكن أنْ يحتفظ السودان بموقعه في ذلك التصنيف، بعد حوالي عامين من الثورة على نظام "الإنقاذ" وإسقاطه، كما هو مثبت في تقرير المنظمة الصادر في يناير 2021م، فذلك ما يدعو للدهشة والحسرة في آن واحد! ولا يحملنا على تصديق تقرير منظمة الشفافية الأخير ما تضجُّ به المجالس من حكاوي الفساد، فحسب، وإنما نتوقف عند قرينتين حائرتين: أولاهما اللجنة التي شكّلها مجلس الوزراء، في مارس الماضي، للتحقيق حول اتهامات بالفساد في ترسية عقود شراء بعض السلع الاستراتيجية، والتي لا يعلم الرأي العام شيئاً عن نتيجة عملها حتى الآن! وثانيتهما الصّمت الحكومي المريب على الاتهام العلني الذي أطلقه وزير الطاقة السابق، بُعيد استقالته، بوجود مخالفات في عقود استيراد الوقود!
    نأمل أن تكون مكافحة الفساد في صدارة أولويات الحكومة الجديدة، وحبّذا لو تم التعجيل بإجازة قانون مفوضية مكافحة الفساد وتشكيلها، وقبل ذلك التعجيل بتشكيل المجلس التشريعي لمراقبة الحكومة وأجهزتها، والمحاسبة على أدائها.
    الخميس
    في قصيدته السّاخرة "قدَّاس وجنَّاز بمشاركة عدة أحزاب"، يقول الشّاعر الأرمني هوفهانيس كريكوريان:
    الحزبُ الأولُ يُحِبُّ الشعبَ
    وهو يناضلُ كي يرفعَ من مستوى معيشةِ الشعب
    الحزبُ الثاني يُحِبُّ الشعبَ كثيراً
    وهو يناضلُ ضد الحزبِ الأولِ كي يرفعَ من مستوى معيشةِ الشعب
    الحزبُ الثالثُ يُحِبُّ الشعبَ كثيراً جداً
    وهو يناضلُ ضد الحزبين الأولِ والثاني كي يرفعَ من مستوى معيشةِ الشعب
    الحزبُ الرابعُ يُحِبُّ الشعبَ أكثرَ من الآخرين
    وهو يناضلُ ضد الحزبِ الأولِ والثاني والثالثِ كي يرفعَ من مستوى معيشةِ الشعب
    وها هو الشعبُ البائسُ بالكادِ يُرى، بين الأكاليلِ الأنيقةِ، مُغلِقاً عينيهِ إلى الأبد
    لم يبقَ من الشعبِ سوى العظام، وهو مُحاطٌ بِحُبِّ الأحزابِ الشامل!
    الجمعة
    من الأساطير اليونانية عميقة المغزى أسطورة "كعب أخيل" التي تحكي عن أنّ غلاماً وُلد لأحد الملوك أسماهُ "أخيل"، وقد تنبأ له العرَّافون بأنه، عندما يكبر، سيُقْتَل في حرب ما! ولتفادي تحقُّق النبوءة، أخذته أمه إلى بحيرة "ستيكس"، حيث تقول الأسطورة أن كلَّ طفلٍ يُغطَّس فيها يُكْتَبُ له الخلود! لكنَّ الأم عندما أرادت تغطيس طفلها في البحيرة أمسكت بكعب إحدى قدميه كي لا يغرق، ولذلك لم يصل ماء الخلود إلى ذلك الكعب!
    كَبُر "أخيل" وأكمل حصص التدريب على القتال، فكَلّفه أبوه بقيادة الجيش في إحدى المعارك. حاول الأعداء حسم المعركة بقتل القائد "أخيل"، لكن ذلك استعصى عليهم، إذ فشلت كل ضربات السُّيوف، وطعنات السِّهام، في صرعه، إلى أن دلَّهم أحد الخونة، من جيش "أخيل" نفسه، على سر نقطة الضعف المتمثلة في الكعب غير المغسول بماء البحيرة السِّحري، فاستهدفوا ذلك الكعب، حتى نجحوا في إصابته بسهمٍ أوقع "أخيل" أرضاً، لتجهز عليه، بعد ذلك، ثُلّةٍ من الفرسان! ومن وحي هذه الأسطورة شاع في الاستخدام تعبير "كعب أخيل"، للإشارة إلى نقطة الضعف عند الأفراد والشعوب!
    ألا ما أكثر «كعوب خيل" التي تحتاج للحراسة، خلال فترتنا الانتقالية، حتّى لا تؤتي ثورة ديسمبر المجيدة من قِبَلِها!
    السبت
    جمهورية تشيلي هي بلد الشّاعر العالمي العظيم بابلو نيرودا، الحائز على جائزة نوبل في الأدب، والذي وصف شعبه في إحدى قصائده قائلاً: "نحن فضةُ الأرضِ النقية / ومعدنُ الإنسانِ النّبيل / ولحظةٌ في الظّلامِ لا تُنسينا النَظًرْ"؛ كما أنها بلد الروائية المبدعة إيزابيل الليندي، إبنة أخ الزعيم الإشتراكي سلفادور الليندي الذي انتخبه التشيليون رئيساً لبلادهم عام 1970م وأُطاح به، عام 1973م، انقلاب الجنرال أوغستو بينوشيه، بمساعدة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية؛ وأقلّ من هؤلاء الثلاثة شهرةً عازف الجيتار، والمغني الشعبي التشيلي، فيكتور جارا، الذي أُعْدِم بوحشية بالغة في الأيام الأولى لانقلاب بينوشيه!
    خلال مشاركتي في مؤتمر مهني قبل عدة سنوات جمعتني استراحة بين الجلسات بأحد المهندسين التشيليين، وكانت مفاجأة لي حين ذكر أن والده كان صديقاً لجارا، ورفيقاً له في لحظات حياته الأخيرة. وحرص الرجل على أن يروي تفاصيل تلك اللحظات كما سمعها من والده الذي نجا من موتٍ محقق في تلك الأيام العصيبة حسب قوله.
    مضى محدثي يروي، نقلاً عن والده، كيف أن نظام بينوشيه - كعادة الإنقلابيين - نفّذ في الأيام الأولى للإنقلاب حملة إعتقالات واسعة طالت العديد من مؤيدي الرئيس الشرعي المغدور سلفادور الليندي. ولمّا ضاقت زنازين السجون بالمعتقلين، حوّل النظام الانقلابي استاد سنتياغو الرياضي إلى سجنٍ كبير زجَّ فيه بمئات المعتقلين الذين كان من بينهم والده وجارا. وفي أثناء طوافه على طابور المعتقلين، قدّم أحد الضباط جيتاراً لجارا وأمره أن يعزف عليه ويغني، إلاّ أن جارا رفض تنفيذ الأمر وصرخ في وجه الضابط بأنه، في مثل هذا الموقف، يغني فقط للحرية وكرامة الإنسان، وانخرط يعزف بأصابعه على الجيتار ويردد النشيد الثوري للجبهة الوطنية التي كان يتزعمها سلفادور الليندي .. استشاط الضابط غضباً وأمر جنوده أن يقطعوا أصابع جارا. وبالفعل قطع الجنود أصابع جارا واحداً بعد آخر بدمٍ بارد، قبل أن يجهزوا عليه بوابل من رصاص بنادقهم تنفيذاً لأمر الضابط المذكور!
    بعد سنوات من سقوط نظام بينوشيه، استجابت الحكومة التشيلية - التي كانت ترأسها السيدة ميشيل باتشليت - لطلب أسرة فيكتور جارا بإجراء تحقيق لتحديد مكان دفنه ومعرفة ملابسات وأسباب وفاته والمسؤول عنها، حيث كشف التحقيق مكان دفن جارا وأكد التشريح الطبي لرفاته أن أصابع إحدى يديه قد بُترت كلها وأنه أصيب بالرصاص في مواضع كثيرة من جسده، بينما لم يتم التأكد من هوية الجنود الذين عذّبوه وقتلوه، ولا هوية الضابط الذي أمرهم بذلك!
    قررت الحكومة التشيلية تكريم فيكتور جارا بتسمية استاد سنتياغو الرئيسي الذي أُعدم فيه باسمه، كما قررت إعادة دفن رفاته في المقبرة الوطنية بسنتياغو، وكانت مراسم تشييعه مهيبة، ومشحونة بالعاطفة لكثيرٍ من التشيليين الذين فقدوا أقرباء وأعزاء لهم خلال فترة حكم بينوشيه، والذين عبّر بعضهم عن إحساسهم بالراحة والعزاء لإعادة الإعتبار لأحد رموز ضحايا عسف الدولة في عهد الطغيان، مؤكدين أنّ ذلك، وليس النسيان، هو السبيل الوحيد لمداواة جراحهم، واستعار أحدهم عبارة نيلسون مانديلا الشهيرة "نعم للصفح، لا للنسيان"!
    كانت أرملة جارا وابنته في مقدمة المشيِّعين تغالبان دموعهما وتنثران الورود، بينما كانت الرئيسة ميشيل باتشليت تقول في كلمتها: "الآن، وبعد مرور كل هذه العقود، يرقد جثمان فيكتور جارا في سلام، لكن لا يزال هناك الكثير من العائلات التي تريد أن يرقد أعزاؤها في سلام، ولذا من الضروري أن نستمرَّ في البحث عن الحقيقة والعدالة، حتى يشعر الشعب التشيلي كله بالسلام".
    أما بعد، ما أشدّ حوجتنا للبحث عن الحقيقة والعدالة حتى يشعر الشعب السوداني كله بالسلام. وفي الأثناء لا تزال المنظومة العدلية والحقوفية تنتظر الإصلاح، ولا تزال مفوضية «العدالة الانتقالية» في ضمير الغيب!
    الأحـد
    سأل رئيس المحكمة العسكرية قائد الكتيبة المُنسحِبة:
    ــ «لماذا خالفتم التعليمات وانسحبتم للعدو من موقعكم الاستراتيجي»؟!
    أجاب القائد:
    ــ «سيدي القاضي، هناك عشرة أسباب أجبرتنا على الانسحاب، السبب الأول لم تكن لدينا ذخيرة، أمَّا السبب الثاني .. »،
    هنا قاطعه رئيس المحكمة بصرامة:
    ــ «لا داعي لذكر بقيّة الأسباب»!
    ***اين انتم منا نحن نحاول الولوج الي النهضة ونتجرع أقسي صنوف المعاناة وانتم في أبراجكم تنعمون#






                  

02-24-2021, 08:40 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدقير في مقال يقول رحيل بهنس-كان رحيله أق (Re: زهير عثمان حمد)


    مابين رحيل بهنس
    وحذلقة السياسي الدقير#




    كل ما أقرأ مقال او اشارة بمقال لرحيل المبدع وصديقي بهنس غفر ربي له يعتصرني الألم واري مصيرا قريب من هذا المائل ها أنا غرفتي مقفرة كالقبر، باردة، ظلمتها قاسية وموحشة تطلُّ من شدقٍ مفغور، والريح خلف الباب تؤز كأرواح ثكلى، تولل، في ممر القبو الرطب المفضي إليّ نهايات الطريق دّقت في الظلام، فإذا ورائي أثنان وخمسون سنة تبتعد عنّي! الآن فقط أحسُّ بالضعف، يا إلهي! الأيام تفرُّ مني وأضأت شمعةً، ورحت أرقب، لهبها الكسول، يضيء بوهن غرفتي المعبأة بدخان السجائر، وزفرت الدخان، دوائر وتزحم أخرى متلاشية كأحلامي ككل شيء حولي ويمت لي و نزعت ثيابي، واغتسلت من تلك الرائحة النفاذة التي استباحتني هذا النهار رأسي ثقيل، ثمل، وجسدي يرتعش، لا بدّ أننّي شربت كثيراًحاولت ان اتذكر بهنس ، وغصت في بحر الفوضى أمامي زجاجات النبيذ الفارغة، فتات الخبز وأعقاب السجائر، بقع الشاي والمشروب فول الصويا، صور النساء العرايا على الحائط، بقايا حلة الليلة المطبوخة علي عجل ليتني اكلت منها أنّا جائع!

    يا رب أنّا خائف. ضاع العمر

    لا أعرف لماذا تداخل الاستهلال في حديثي الموجه إليك مع الخاص الضارب في خصوصيته ولكنها عادة نعيب ونحضر إنها ذهنية الدوريش فينا سيدي المبجل اليك هذا النص اعرف انك تحتفي بروائع الابداع وهو تحت عنوان المثقف و السلطة و بعمق الكآبة كتبه إبراهيم وهبة

    المثقف رحلة في المجهول عالم

    المثقف موتي في سربي- أكسر المألوف –الجبال الشامخة ملجأي

    السلطة لعبة ممزوجة بالدم-أمر عادي -مظاليم في سجوني تفاهة -العدل من سمتي-المثقف سيفي قلمي- رفيق الدرب السلطة أمل المثقفين و حكاويهم المملة-ينتقدون من أجل الإنتقاد-و أول فرصة تتسنى لهم عندي حاضرون هكذا يراهم وهبه بكل ووضوح وبساطة

    ونراكم سيدي انتم التغيير المفقود اليوم والابعاد عن أسباب ومسارات الثورة الذي عرفها السودان ماذا كانت مآلات هذه الثورة وما أدواركم كساسة وما هي أهم العوائق التي تواجه السودان الان لدخول مرحلة جديدة تحسون القول والكتابة ولكن الاضعف انجاز وفعل

    نعلم أن البناء الديمقراطي ليس سهلا؛ يحتاج إلى زمن وإلى تغيير مستمر، كما يحتاج إلى قبول الآخر المختلف صحيح هناك حقائق موجودة من الصعب القفز عليها أو إنكارها، يجب التعامل معها في اعتقادي أن الفئات المستنيرة في المجتمع ما زالت غير مؤهلة بالدرجة الكافية للعب دور تاريخي في خلق المناخ الملائم للتغيير، لأنها منهكة بفعل الصراعات والانقسامات، وغياب النضج الفكري والسياسي، بالإضافة إلى هشاشتها وضعف مصداقيتها أمام مجتمعها
    كما ساهم عدم التداول على السلطة، والتضييق على الحريات، وبقاء نفس الوجوه في إدارة دفة الحكم لسنوات طويلة، في خلق مناخ من القلق والإحباط واليأس لدى فئة كبيرة مننا هذا المناخ القاتل مهّد لاستقالة الطبقة المتوسطة والنخبة المثقفة الحقيقية من الساحة، وعجل بميلاد فئة جديدة، فئة همجية، فئة لا تؤمن إلا بالمصالح الآنية والشخصية، فئة لا تعرف من الوطنية إلا انتهاز أقرب فرصة لتحقيق أكبر قدر من المكاسب والمنافع الشخصية والعائلية

    ولنا له تاريخ طويل وتجربة تعرفها في تقسيم وتفكيك كل من يناوئكم، فقد نجحتم في تشتيت الكثير من الأحزاب وإضعافها وخلق بدائل لها، كما استوعب واستقطب وأعاد إلى صفوفه الكثير من الأصوات الشابة المعارضة حيث إن فشل منظمات المجتمع المدني وعجزها عن أداء مهامها الحقيقية ورضوخها لمختلف الضغوط والاستغلال السياسي الآني والمصلحي من طرف السلطة والأحزاب السياسية، ساهم في إنتاج وإعادة إنتاج نمط من القيم والسلوكيات التي تقوم على العنف والانقسام الاجتماعي

    نعم نغضب منكم ونراكم صورة طبق الأصل لجيل السودانه وبجينتاتكم كل صنوف الفشل لا تتحدثوا عن معاناتنا لا تعرفونا نحن أبناء هذا التراب ونقول لكم وبصوت عالي (إن الذات السلبية في الإنسان هي التي تغضب وتأخذ بالثأر وتعاقب بينما الطبيعة الحقيقية للإنسان هي النقاء وسماحة النفس والصفاء والتسامح مع الآخرين)

    لذلك اتركوا بهنس بقبره هناء واتركونا لكي نتعايش برحمة ولا نتقاتل وقبل النهاية والرحيل المحتوم اقول لك ان انهيار اليقين فيكم اضحي واقع ، وعن التحديات التي تواجه الأجيال الجديدة، المعركة لم تعد الدفاع عن الثورة بل صناعة قدر جديد بمفاهيم جديدة لم تتشكل بعد نحن في غاية الحزن والانكسار وكأننا نقرأ مأساتنا من كتاب القدر، وندرك أنه لا فكاك من المأزق القادم وفي خلفية تفكيري كانت صورة الحكيم الهندي العجوز تملأ المشهد، وهو يقعد ساكناً في انتظار مصير يعرفه، ويعرف أنه ليس في صالحه ولا في صالح شعبه، فيما يخرج الوافد الجديد من المشهد لينطلق في المجهول على حصان وحيد يحمله مع حبيبته وقليل من الزاد والماء والأمل، في مصير لا يتماهى مع مصير الجيل المهزوم

    وانت ايها المتحذلق عالمك السياسية وعالمنا نحن هنا نصارع الواقع من اجل سودان افضل للجميع لنسا حزبيين وبنهس كان حزبه الإنسان يا سعادة المهندس


    (عدل بواسطة زهير عثمان حمد on 02-24-2021, 08:46 AM)

                  

02-24-2021, 04:59 PM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدقير في مقال يقول رحيل بهنس-كان رحيله أق (Re: زهير عثمان حمد)

    شعر
    المثقف و السلطة و بعمق الكآبة بقلم: إبراهيم وهبة

    (1)

    المثقف رحلة في المجهول

    عالم ينحت زخرفة

    الأمل غاية

    و الورد عشق

    السلطة غاية

    المجهول معلوم

    الأمل لعبتنا المفضلة

    المثقف أبوابي افاقا

    عوالم تتشكل ببحور

    سفر

    التيه عملتي النادرة

    أوراقي البالية رسم لماضي سحيق

    السلطة عالمي الغلابة

    بمدى مصلحتي

    السفر تعزيز علاقات

    المصلحة هدفي

    المثقف المصلحة إنكار الذات

    البحث عوم

    نكهتي بلا لون بلا طعم

    قتل الذات سمة

    السلطة سيد

    الكون حكايتي

    الهو بالوقت أرى كما أريد

    أنشد الأغاني

    المثقف قوتي ببحوري

    أنشد العزة و الجود

    مرآتي إنكسار

    هزائمي إنتصار

    السلطة هزيمة تتلاشى

    التملّك قوتي

    عزوتي بقبيلتي

    و الأمن بيتي

    المثقف جوال في متاهات

    الدروب كسر

    بيوتي متداعية

    مدقع أنا

    أكره العنف و أشكاله المتعددة

    السلطة كلمتي

    صوتي مسموع

    حاكم شديد صبور

    و لكن أحذر مني عند غضبي

    المثقف تبا فالجوع صمتي

    كتابي رفيقي

    أجسد الذي لا يتجسد

    و لحدي غايتي

    السلطة أطرد أفرض الموت بأشارة

    أنحو المسار و الهدف واضح

    أكره المتلعثمين و أكره من يشد أزارهم

    المثقف الضياع رحلتي

    العمق كآبتي

    أنشد العزلة

    السلطة الرفيق مجدي

    شعبي جبار بهلالي

    علمي يرفرف عاليا بقوة المغاوير

    المثقف موتي في سربي

    أكسر المألوف

    الجبال الشامخة ملجأي

    السلطة لعبة ممزوجة بالدم

    أمر عادي

    مظاليم في سجوني تفاهة

    العدل من سمتي

    المثقف سيفي قلمي

    رفيق الدرب

    السلطة أمل المثقفين و حكاويهم المملة

    ينتقدون من أجل الإنتقاد

    و أول فرصة تتسنى لهم عندي حاضرون

    (2)

    السلطة رسم

    و الأيادي

    مكبلة

    المثقف الجسد

    كتاب مفتوح

    السلطة دروب معبّدة

    و الأفق غاية

    المثقف تائه

    و اللون رماديّ

    السلطة عين الكلام

    تجسيد

    المثقف زخرفة عبثية

    و الكلام عابر

    السطة التبؤ و العقل

    حاضر

    المثقف " الأنا ", متشظية

    الوقت لهوٌ

    السلطة حضور

    بقوة النص

    المثقف خيال

    و واقع متلاشي

    ***********

    بعمق النكبة

    بحورا محفوفة بالخطر

    أفعالا عنقودية

    عينا لا تزيخ

    و أطفالا

    تتسربل

    و الحق مسلوب

    بعمق المخيمات

    و غدا عابس

    و الليل مزيج

    دروب معتمة

    و العنجهيّة نسيجا

    و الحصاد

    بالرصاص
                  

02-25-2021, 08:36 AM

زهير عثمان حمد
<aزهير عثمان حمد
تاريخ التسجيل: 08-07-2006
مجموع المشاركات: 8273

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الدقير في مقال يقول رحيل بهنس-كان رحيله أق (Re: زهير عثمان حمد)

    كتب أحدهن ما يلي

    انسان:
    25 فبراير، 2021 الساعة 12:41 ص
    من يتاجر ببهنس من ايقظ بهنس من رقاده سيبقى رحيل بهنس عار فى وجه كل سوداني اما السياسيون فى بلادي فهم اقذر ما انتجته حواء فى بلادي وارخص من حذاء مهتري مرمي فى الزباله افاقون كزابون يبيعكون امهاتهم فى اول محطه لا امان ولاوطنيه لهم من يامن السياسييون المتعفنون فى بلادي اللا السذج والهمل بهنس الذي بكته الدنيا وسط اعلام لايجيد سوى التطبيل لرقصات البشير والحاشيه سيعاقبنا الله جميعا سكارى وشيوخ منابر يلبسون الذقن وسيلة عبور ويبكون علي الدين بكاء التماسيح على فرائسها بصراحه لا احترم اي سياسي ولارجل دين فى هذا الوطن كلاهم خطر على السودان

    ان موت الروائي والشاعر والفنان التشكيلي السوداني محمد حسين بهنس محزناً وفاضحاً لهذا التلوث الإنساني القاتل لورد التفاؤل ! ومع أنني لا أميل لثقافة الرثاء في جلد الذات فقد فاجأتني هذه الأسطر الحزينة لرثاء الإنسانية في موته المتجمد من شدة البرد على رصيف تلك الغربة الموحشة في فداحة الرحيل المترقب لنبض مفقود . فكيف تختبيء الكلمات البيضاء حين نريد سماعها في حياتنا . وكيف تغيب يد العطاء في تواري الأيدي ! أليس ممكنا إشاعة البهجة وغرسها في فضاء أوجاعنا وحين لا أحد يراك سوى ذاتك المفجوعة ! وهل من الصعوبة أن نؤازر ذلك الحزن ؟ و من السهل أن نخذل , و نحتفي بخيباتنا محاطة بالورود في القاعات الفارهة , وأن نصفق للمزيفين وننسى الإنسان فينا ! وفي هذا الوضع الحزين يرسم الموت اللوحة الأخيرة لبهنس كما يرسمها لكل المتعبين ليرينا كم نحن بحاجة إلى إنسانيتنا التي نخونها . بل أشبعناها خيانة . وليرينا الكرامة لموت يكشف خيباتنا بلغة تجسد هذا الرحيل الغارق في التشرد ملء الفجائع .. فلا كتف غير هذا الرصيف .. ولا دفء غير هذا العراء . في عجز مجتمعاتنا العربية عن توفير مأوى لمبدع كتب الشعر لمجتمعات لم تعد هي القصيدة ! ورسم الموت اللوحة الأخيرة الشبيهة بذاته التي انتهت كقطرة عرق عصية على جبين بطلة روايته راحيل يا لهذه المرارة التي اختزل الموت خيباتها . وكأن الأشياء تتضافر مع البؤس وتواعد الإضافات التعيسة في معطيات الزمن من المآسي والأوجاع , وتنسجم مع واقعنا العربي الذي يخون موته وسلامه ! يقول الأديب الفلسطيني الراحل غسان كنفاني ( إن قضية الموت ليست على الإطلاق قضية الميت .. إنها قضية الباقين ) ! وكم هي قضايا الموت المجاني في مجتمعاتنا العربية .. إنها الإدانة لهذا الوعي المزيف , و لكافة مؤسساته ولحظته التاريخية العاجزة عن إشاعة الفرح في عالمنا الضاج بكل هذه الخيبات وحيث يبقى الإبداع وحده الذي يملك نبوءته في خذلان ملهمه .. لقد خذل الملهم في موت بهنس تلك المروءة , ولم يتذكره أحد في موته الكريم الذي فضّل الرصيف أن يرافقه في محنة البرد والحاجة ! !فأين الرفاق في مصر الكنانة ؟ حين زار القاهرة ليعرض فيها لوحاته وفنه ويختارها فيما بعد مدينة لإقامته فكيف تخذل الرفقة في المدن الجميلة هذا البهاء ؟ وفي مدينة معجونة بالماء والإنسان . وأين هم الأصفياء و الأقرباء من حقيبة مؤثثة بالدفء والنعناع والحبق ؟ فلا منازل , ولا لمسة وداع للصوت الأخير ! يا لهذا الجحيم حين يسرب غيّه تاركا للرصيف أن يحنو! وللوطن أن يغيب , وللخذلان أن يتمكن . لقد انحاز بهنس النص لذاته في نبوءة الشعر وحس الفنان حيث يقول (بهديك الغربة .. هتاف الموتى وصمت التربة ) إنه الهتاف اللوحة الأخيرة لاختزال نبوءته .

    – آخر الكلام / من شعر بهنس :

    بهديك الفوضى .. شجار طفلين في ساحة روضة .. بهديك الغربة هتاف الموتى .. وصمت التربة .. بهديك حزنك .. وستات الفول أثناء الخمشة .. بعد إذن .. بهديك إحباطي ..
    حديث عابر في مركبة عامة بصوت واطي .

    بقلم / فوزية الحميد .

    رد



                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de