|
Re: التيجاني عبدالقادر:الإسلامي المحترم في ر� (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
صحيفة الراكوبة: الامام الصادق المهدى في رحاب الله 27 نوفمبر، 2020 0 فيسبوك تويتر
غيب الموت صباح الخميس (السادس والعشرين من نوفمبر 2020) السيد الامام الصادق المهدى، رئيس وزراء السودان الأسبق، ورئيس حزب الأمة القومي، والزعيم الروحي لملايين الأنصار الذين يمثلون امتدا لتراث الثورة المهدية المجيدة. وبوداع السيد الصادق المهدى ربما يكون هذا الجيل قد ودع آخر زعيم عربي معاصر ينال السلطة عن طريق انتخابات حرة نزيهة، ويؤمن بحقوق الانسان، ويدعو الى الاصلاح، ويحسن الحديث باللغة العربية، ويمارس القراءة والكتابة حتى الرمق الأخير في حياته، ولا يتلجلج في إدانة العدوان الصهيوني؛ وهي الإدانة التي تضافرت معها جائحة الكرونا فنال بهما مقام الشهادة بإذن الله.
ولا شك أن السيد الصادق المهدى قد صعد الى السياسة على أكتاف حزب كبير وجمهور عريض، ولكنه استطاع بكسبه الشخصي واجتهاده الفكري أن يطور ذلك الحزب من كتل جماهيرية مثقلة بجراح الماضي، الى جماعة سياسية فاعلة في المجتمع ومنفتحة على المستقبل. ورغم أنه ظل طوال زعامته يعمل على ضبط التوازنات الداخلية بين الاسرة والطائفة والحزب، إلا أنه عمل جاهدا على تحديث حزب الأمة ومأسسته، وعلى تحويله الى جماعة سياسية ناضجة، تأتمر بالشورى، وتنتظم في أطر حديثة، تتفاعل مع الداخل والخارج، وتجمع بين الأصل والعصر، حتى أن الحزب لم يعد حزبا للأنصار وحدهم، وإنما صار حزبا قوميا، يلتقي فيه السودانيون من شتى الأقاليم والأعراق.
لقد تعرض السيد الصادق مرات عديدة الى لاعتقال والنفي بسبب مواقفه الثابتة؛ من التزام بالنظام الديموقراطي، ورفض للانقلابات العسكرية، ودعم للوسطية الإسلامية المستنيرة، ووقوف مع قضايا الامة الإسلامية، مما جلب عليه المتاعب من قبل اليمين واليسار، وضيق عليه المسالك الإقليمية والدولية. ولكنه ظل مع ذلك يتمسك بمواقفه، ويؤكد رفضه لأصحاب “القفز الى الوراء”، ولأصحاب “القفز الى الامام”، كما جاء في عبارته. كان يعتقد أنه إذا كان لابد من “قفز” فليكن مربوطا “بخطة نهضوية”، تتكامل فيها برامج الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، وتحملها “قيادة ثورية” واعية بفرص اللحظة التاريخية وعقباتها. وهذا كما ترى مقصد بعيد عن إدراك المتسلقين المتعجلين للاستيلاء على أجهزة الدولة، والسير بها على خير هدى ولا كتاب منير.
على أننا لا نملك، بعد الرضا والتسليم بقضاء الله، الا أن ندعو للفقيد بالرحمة، ولأسرته ومحبيه بالصبر، آملين، بل واثقين، بأن حزب الأمه بما توفر لديه من خبرات وطاقات يستطيع أن يقدم قيادة جديدة، تمتلك الرؤية والشجاعة والطموح لتواجه تحديات القرن الحادي والعشرين، ولتساعد في صناعة المستقبل البديل للشعب السوداني. إن العالم ينظر اليكم، وإن لهذا اليوم ما بعده، ولا قوة الا بالله.
| |
|
|
|
|
|
|
|