الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نضال نعيسة في برنامج الاتجاه المعاكس عن العرب والعروبة!!

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 00:58 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-28-2020, 11:32 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نضال نعيسة في برنامج الاتجاه المعاكس عن العرب والعروبة!!

    11:32 AM October, 28 2020

    سودانيز اون لاين
    Yasir Elsharif-Germany
    مكتبتى
    رابط مختصر



    حلقة أمس الثلاثاء 27 أكتوبر 2020




    Quote: الاتجاه المعاكس - بعد توزع ولاءاتهم على القوى المسيطرة بالمنطقة.. ماذا بقي من العروبة والعرب؟
    95.439 Aufrufe
    •27.10.2020
    1926
    196
    Teilen
    Speichern
    Al Jazeera Channel قناة الجزيرة
    7,37 Mio. Abonnenten
    ناقشت حلقة (2020/10/27) من برنامج "الاتجاه المعاكس" موجة التطبيع العربية الأخيرة مع إسرائيل بعد عداء استمر لسنوات، وتساءلت: ماذا بقي من العروبة والعرب بعد توزع ولاءاتهم في المنطقة؟

    تقديم: فيصل القاسم






                  

10-28-2020, 12:38 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: Yasir Elsharif)

    تحياتي د. ياسر

    تحديد الهوية السودانية مصيري للسودان.
    وهو واحدة من مشاكلنا التي اقعدت من تقدمنا.
    لماذا نتمسك بأننا عرب 🙂
    انا شخصيا لا أرى انه من الفخر ان ننسب للعرب.
    نحن حضارة سبقت الحضارة العربية بآلاف السنين.

    حضارة كوش..
    واهو قالوها لينا عديل. وبالمناسبة الرجل كان صريح بل وقح
    ولكن هذه نظرتهم جميعا دون استثاء لنا.

    فهل نعتبر؟
                  

10-28-2020, 12:43 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: Dr. Ahmed Amin)

    عمل من نفسه مجرد مسخرة ومهزلة.

    العبار بريمة بلل ولعربوي الاخر حاتم الياس

    بئس المصير
                  

10-28-2020, 12:44 PM

Deng
<aDeng
تاريخ التسجيل: 11-28-2002
مجموع المشاركات: 52561

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: Deng)

    بالله شوفو ناس صديق تاور والسنهوري الايام دي منظرهم بقى كيف؟
                  

10-28-2020, 01:00 PM

Dr. Ahmed Amin

تاريخ التسجيل: 02-20-2007
مجموع المشاركات: 7616

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: Deng)

    اعتقد بأن ثورة ديسمبر المجيدة
    فرصة تاريخية للسودان لتصحيح
    كثير من المفاهيم الغلط التي صاحبت
    السودان منذ الاستقلال.

    تحديد هويتنا الحقيقية فرصة قد لا تتكرر قريبا.

    نحن أهل حضارة ضاربة في التاريخ. العروبة ليست فخر
                  

10-28-2020, 01:16 PM

ترهاقا
<aترهاقا
تاريخ التسجيل: 07-04-2003
مجموع المشاركات: 8423

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: Dr. Ahmed Amin)

    Quote: عتقد بأن ثورة ديسمبر المجيدة
    فرصة تاريخية للسودان لتصحيح
    كثير من المفاهيم الغلط التي صاحبت
    السودان منذ الاستقلال.

    وحنغير كيف يا دكتور أحمد في ظل وجود أمثال هؤلاء
    نحن مشكلتنا مشكلة كبيرة والناس المتمسكين بالعروبة مثل هذا المستعرب ياهم الكيزان
                  

10-28-2020, 01:27 PM

أيمن الفاضل
<aأيمن الفاضل
تاريخ التسجيل: 01-12-2013
مجموع المشاركات: 1013

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: ترهاقا)

    بالله شوف الفضيحة دة
    لكن السوري ما قصر معاهو

    لحسن الحظ العروبيين ديل قربو يختفو من السودان ودعوتهم سوقها بار
    الشباب واعي جداً
                  

10-29-2020, 07:01 AM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: وحنغير كيف يا دكتور أحمد في ظل وجود أمثال هؤلاء
    نحن مشكلتنا مشكلة كبيرة والناس المتمسكين بالعروبة مثل هذا المستعرب ياهم الكيزان

    طيب الشيوعيين والبعثيين والناصريين أنصار أفرقة؟

    حتغير لما تبدأ بنفسك! وترفض مزاعم (هؤلاء) في بيئتك.
    بعدين في الحقيقة المتمسكين بالعروبة هم أصحاب الأسماء الموريتانية من (السودانيين)، يعني يجمعهم (وهم) مش عقيدة أو حزب.
    ومجرد كون الراجل يحمل الاسم (فلان_الدين+البشير) كافي عشان نعرف مدى استمساكه بالعروبة ملتزماً بكل أعراضها الفعلية والقولية،
    تماماً كما أشرنا إلى توفر هذه النعرة بالوراثة عند أصحاب الأسماء (حيدر، بابكر، طه، الطيب، الحاج، الشيخ، محمد_الحسن، حسين، علي، سيد_أحمد، إلخ).



    دونية الدفاع عن العروبة هنا بالنسبة لهؤلاء هدف في ذاته لا يختلف الشعور فيه عن رعشة الجماع المهيجة لصفير الأذنين،
    لا تختلف عن التصدي لصناعة الشعر العربي أو إلقاءه أو معاقرة اللغة ونحوها والدين وتعريجاته
    الرعشة بالضبط كما كان يحسها بطل التايكوندو هذا:



    أدرينالين عاطفي يسري في (العروق) الأفريقية ساعة (الشوفة)
    لهذا يعيدون الكرة تلو الأخرى، عادة جهرية تليدة، غير حميدة.

    ____
    كم هوبة قلبها "العربي" (زولي-شان) الفوق دا سعيداً برغم أنفه؟





    ____
    العملاق وقف في الخلف ينظر للأرض ولا يعرف أين يضع يديه!




    ____
    أياها، مخاخيت العروبة ودموعها المالحة، المليحة، (السمحة)!





    _____
    كل يبرز ما لديه، للإثبات، بطاقة هوية بطعم الألم.




    تلك هي نوبات استعراب ابن آدم الثلاثة+1.
                  

10-29-2020, 11:24 AM

AMNA MUKHTAR
<aAMNA MUKHTAR
تاريخ التسجيل: 07-31-2005
مجموع المشاركات: 13702

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: Yasir Elsharif)

    هههههه إستغفر الله من حقهم !
    لكن يا حاتم إبراهيم الفيديوهات الجبتها دي مؤلمة مؤلمة ياخي..
    زي القرود في السيرك !!

    الناس ديل بيتعولقوا كدا ليه للخلايجة..ياخ والله ما في أبسط من أمخاخ العرب ديل..
    ياخي يتمنوا هم يصاحبونا ويتعلموا مننا حاجات كتيرة.
                  

10-29-2020, 11:51 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: AMNA MUKHTAR)

    سلام للجميع
    كتب عاطف من نافذة الفيسبوك:
    Quote: المنبر دا (بوق) للعروبة الجمهورية الطاهوية!!
    والله صحي!!

    بل يبشركم يا أهل السودان (الأفارغة)
    بقيادة العالم برشد من الفحولة العربية!!
    والله صحي!!

    المافاهم يكلم الفاهم!!
    ههههههههههههههه

    فما هي حقيقة ما يقول الأستاذ محمود:

    جاء في كتاب "السفر الأول"، وهو أول كتاب صدر عن الحزب الجمهوري في العام 1945:

    Quote: ((نحن اليوم بسبيل حركة وطنية تسير بالبلاد في شحوب أصيل حياة العالم هذه المدبرة ، إلى فجر حياة جديد ، على هدى من الدين الإسلامي ، وبرشد من الفحولة العربية ، وبسبب من التكوين الشرقي .. ولسنا ندعو ، أول ما ندعو ، إلى شئ ، أكثر ولا أقل ، من إعمال الفكر الحر فيما نأتي ، وما ندع من أمورنا ـ الفكر الحر الذي يضيق بكل قيد ، ويسأل عن قيمة كل شيء، وفي قيمة كل شيء .. فليس شيء عنده بمفلت عن البحث ، وليس شيء عنده بمفلت عن التشكيك .. فلا يظنن أحد أن النهضة الدينية ممكنة بغير الفكر الحر .. ولا يظنن أحد أن النهضة الاقتصادية ممكنة بغير الفكر الحر .. ولا يظنن أحد أن الحياة نفسها يمكن أن تكون منتجة ممتعة بغير الفكر الحر.
    إن الحزب الجمهوري لا يسعى إلى الاستقلال كغاية في ذاته ، وإنما يطلبه لأنه وسيلة إلى الحرية .. وهي التي ستكفل للفرد الجو الحر الذي يساعده على إظهار المواهب الكمينة في صدره ورأسه. ويؤمن الحزب الجمهوري ، إيماناً لا حد له ، بالسودان .. ويعتقد أنه سيصبح من الروافد التي تضيف إلى ذخر الإنسانية ألواناً شهية من غذاء الروح ، وغذاء الفكر ، إذا آمن به أبناؤه ، فلم يضيعوا خصائصه الأصيلة ، و مقوماته ، بالإهطاع نحو الغرب ، ونحو المدنية الغربية ، في غير روية ، ولا تفكير .. ورأي هذا الحزب في المدنية الغربية ، هو أنها محاولة إنسانية نحو الكمال .. وهي ككل عمل إنساني خطير ، مزاج بين الهدى والضلال .. وهي لهذا ، جمة الخير ، جمة الشر .. وشرها أكبر من خيرها .. وهي كذلك بوجه خاص على الشرقي الذي يصرفه بهرجها ، وبريقها ، وزيفها ، عن مجال الخير فيها ، ومظان الرشد منها .. ويرى هذا الحزب : أننا ما ينبغي أن نتقي هذه المدنية ، بكل سبيل ، كما يريد المتزمتون من أبناء الشرق .. ولا ينبغي أن نروج لها ، بكل سبيل ، و نعتنقها ، كما يريد بعض المفتونين ، المتطرفين ، من أبناء الشرق .. و إنما ينبغي أن نتدبرها ، وأن ندرسها ، وأن نتمثل الصالح منها .. هذه المدنية تضل وتخطئ ، من حيث تنعدم فيها معايير القيم ، وتنحط فيها اعتبارات الأفكار المجردة .. فليس شيء لديها ببالغ فتيلاً إذا لم يكن ذا نفع مادي ، يخضع لنظام العدد ، والرصد .. فهي مدنية مادية ، صناعية ، آلية ، وقد أعلنت إفلاسها ، وعجزها ، عن إسعاد الإنسان ، لأنها كفرت بالله ، وبالإنسان .. ويعتقد الحزب الجمهوري أن الشرق ، عامة ، والسودان ، خاصة ، يمكنهما أن يضيفا عنصراً إلى المدنية الغربية هي في أمس الحاجة إليه ، وذلك هو العنصر الروحي .))




    وجاء في كتاب "قل هذه سبيلي" الصادرة طبعته الأولى في عام 1952:

    Quote: ((مذكرة تفسيرية

    الحزب الجمهوري دعوة إلى مدنية جديدة تخلف المدنية الغربية المادية الحاضرة التي أعلنت إفلاسها بلسان الحديد والنار فى هذه الحروب الطواحن التي محقت الإرزاق وأزهقت الارواح ثم لم تضع أوزارها إلا ّوقد انطوت الضلوع على حفائظ تجعل فترة السلام فترة استعداد لمعاودة الصيال من جديد بصورة أكثر بشاعة وأشد تسعيرا ..
    والفلسفة الاجتماعية التي تقوم عليها تلك المدنية الجديدة ديمقراطية اشتراكية تؤلف بين القيم الروحية وطبائع الوجود المادي تأليفا متناسقا مبرأ على السواء من تفريط المادية الغربية التى جعلت سعي الإنسان موكلا بمطالب المعدة والجسد ومن إفراط الروحانية الشرقية التي أقامت فلسفتها على التحقير من كل مجهود يرمي إلى تحسين الوجود المادي بين الأحياء ، وطلائع هذه المدنية الجديدة أهل القرآن الذين قال تعالى فيهم "وكذلك جعلناكم أمة وسطاً" أي وسط بين تفريط الغرب المادي وإفراط الشرق الروحاني ودستور هذه المدنية الجديدة "القرآن" الذى تقدم بحل المسألة التاريخية التي أعيت حكمة الفلاسفة: مسألة التوفيق بين حاجة الفرد إلى الحرية الفردية المطلقة وحاجة الجماعة إلى العدالة الاجتماعية الشاملة .. وسمة هذه المدنية الجديدة الإنسانية أنها ترى أن الأسرة البشرية وحدة وأن الطبيعة البشرية حيث وجدت فهى بشرية وأن الحرية والرفاهية حق مقدس طبيعى للأسود والأبيض والأحمر والأصفر.))


    في يوم 23 أغسطس 1958 دعا الأستاذ محمود إلى الانسحاب من جامعة الدول العربية. وأنا هنا أهدي القراء مقالا جامعا مانعا كتبه الأخ الدكتور عبد الله الفكي البشير ونشر في عدة مواقع منها سودانايل، وسوف أستعين الألوان للتركيز على العبارات المهمة:


    Quote: الذكرى الـ 60 لدعوة الأستاذ محمود محمد طه لانسحاب السودان من جامعة الدول العربية .. بقلم: دكتور عبدالله الفكي البشير

    التفاصيل
    نشر بتاريخ: 13 أيلول/سبتمبر 2018
    الزيارات: 3425



    المحاور:
     مدخل
     الدعوة للوعي والإيمان بالذاتية السودانية
     إطلاق الدعوة لانسحاب السودان من جامعة الدول العربية
     تجديد الدعوة: العروبة تُحجّم دور السودان بينما الأفريقية تُعظّمه
     هل كان الموقف من الجامعة العربية في عام 1958 موقفاً طارئاً أم أنه رأيٌ مؤسسٌ؟
     هل كانت دعوة الأستاذ محمود للانسحاب من الجامعة العربية أول دعوة تُطلق في السودان؟
     اللغط حول انضمام السودان لجامعة الدول العربية
     خاتمة


    مدخل
    "نحن سودانيون، والتفكير في أننا سودانيون يجب أن يسبق أي شيء آخر".
    الحزب الجمهوري، 6 ديسمبر 1946

    يوافق شهر أغسطس الماضي الذكرى الستين لدعوة الأستاذ محمود محمد طه لانسحاب السودان من جامعة الدول العربية، والتي أطلقها في يوم 23 أغسطس 1958 وقام بتجديدها في يوم 18 أكتوبر من ذات العام. جاءت دعوة الأستاذ محمود في ظل حماسة جل قادة السودان وساسته لتوجه السودان العروبي بعد نيله الاستقلال عام 1956. فقد شهد عقدا الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي، نشاطاً واسعاً من قبل الكثير من القادة والسياسيين وارثي حكم السودان من المستعمر، من أجل التسويق لعروبة السودان، وفي اتجاه تمكين الثقافة العربية، وتعزيز القومية العربية في السودان، دون اعتبار لتنوعه ومكوناته الأخرى. فعلى سبيل المثال، لا الحصر، ظل خضر حمد (1910- 1970)، الذي عمل وزيراً للرى والقوة الكهربائية في الخمسينات، وعضواً لمجلس السيادة في الستينات (1965- 1969)، ينشط بقوة منذ أربعينات القرن الماضي داخلياً وخارجياً من أجل التأكيد والتبشير بعروبة السودان، وقام بجولات في البلدان العربية، داعياً العرب لدعم عروبة السودان، ودعم عضويته في جامعة الدول العربية، وكما قال: "إن فكرة القومية العربية وتعزيزها، والوحدة العربية والدعوة لها كانت تملك تفكيري". (خضر حمد، ص 115- 147). وذهب الشيخ علي عبدالرحمن الأمين (1906- 1983)، رئيس حزب الشعب الديمقراطي، الذي عمل نائباً لرئيس الوزارء ووزيراً للداخلية، في سبيل تأكيده على عروبة السودان وحماسته للقومية العربية ، إلى أن السودان كله يدخل في نطاق القومية العربية بما في ذلك النوبة والبجة والفور والزنوج وسواء في ذلك المسلمون والمسيحيون والوثنيون. (علي عبدالرحمن الأمين، ص 23). كما دعا بابكر كرار (1930-1981)، الأمين العام للحزب الاشتراكي الإسلامي، لحسم عروبة السودان، ونادى بضرورة العمل على دعم استقلال السودان الوطني بتحقيق القومية العربية. (بابكر كرار، 5 أبريل 1958). وظل كرار ناقداً لطرح شعار "الانتماء الأفريقي" في السودان. (ناديه يس عبد الرحيم، ص 235). ويتفق مع رؤية هؤلاء الكثير من القادة والمثقفين، فقد لاحظ بعض الباحثين، أن اندفاع بعض المثقفين والقادة السياسيين في تعميم عروبة السودان، دون تمييز لتنوع الثقافات والمكانة التي تحتلها الثقافات الأفريقية في السودان، ظل جزءاً من الأسباب التي قادت وتقود بعض مشاكل السودان الحالية. (عبدالغفار محمد أحمد، ص 102- 103).

    الدعوة للوعي والإيمان بالذاتية السودانية
    "[نسعى إلى] العناية بالوحدة القومية، ونرمي بذلك إلى خلق سودان يؤمن بذاتية متميزة ومصير واحد".
    محمود محمد طه، 1945
    ظل الأستاذ محمود محمد طه منذ عام 1945 يدعو إلى ضرورة الوعي بالذاتية السودانية، والعمل على "خلق سودان يؤمن بذاتية متميزة ومصير واحد" (محمود محمد طه، 1945) من خلال العناية بالوحدة القومية، وبدون اللجوء إلى معاونة من الخارج. وكان يرى بإن تحقيق وحدة السودان تكون من خلال بناء الذاتية السودانية وتعميق المصير المشترك. ولا يتأتي تعميق المصير المشترك، كما يقول الأستاذ محمود، إلا "بإزالة الفوارق الوضعية من اجتماعية وسياسية، وربط أجزاء القطر شماله وجنوبه وشرقه وغربه حتى يصبح كتلة سياسية متحدة الأغراض متحدة المنافع متحدة الإحساس" (محمود محمد طه، 1945، ص 26- 28). كما أن الإيمان بالذاتية السودانية يحقق الانسجام الداخلي ويُسودِن المرتكز الحضاري للسودان، فبدلاً عن اللجوء إلى الخارج للإرتكاز الحضاري، كما درج بعض القادة والساسيين في نشاطهم من أجل عروبة السودان، فإن الإنشغال يجب أن يكون بالوحدة الداخلية أولاً، فاللجوء إلى الخارج يؤثر سلباً على الوحدة والانسجام الداخلي. وظل يدعو، كما ورد آنفاً، إلى التركيز على الوحدة الداخلية بدلاً عن اللجوء لمعاونة الخارج، الذي "قد تؤثر في انسجام هذه الوحدة" (الحزب الجمهوري، 6 ديسمبر 1946). كما ظل يؤكد بأن الذاتية السودانية تحمل من الأصالة في الخصائص والمقومات، بما يجعل السودان "يلعب دوراً كبيراً جداً"، ولهذا فإن الحاقه بالمركز العروبي، يجرده من خصائصه، كما أن السير به انطلاقاً من "قولنا إن السودان بلد عربي أو جزء من الأمة العربية سير خطأ". (محمود محمد طه، مارس 1969). رفض الأستاذ محمود محمد طه القول بعروبة السودان والتعلق بالعواصم العربية والثقافة العربية الإسلامية، لتكون بمثابة المرتكز الحضاري للسودان، فدعا منذ أربعينات القرن الماضي لسودنة المرتكز الحضاري، وضرورة أن يكون التفكير في أننا سودانيون هو من الأولويات التي يجب أن لا يسبقها شىء آخر. وظل يسعى باستمرار لتحرير الفكر السياسي السوداني من أشواق العروبة، كما حذر من أن الدعوة لعروبة السودان فيها هضم لحقوق الآخرين من غير العرب، ودعا للحرص على وحدة السودان، انطلاقاً من الإيمان بالذاتية السودانية.

    إطلاق الدعوة لانسحاب السودان من الجامعة العربية

    عقب انضمام السودان لجامعة الدول العربية، وفي ظل أشواق القادة والساسيين آنفة الذكر، وفي مناخ إطلاق دعوة القومية العربية بزعامة الرئيس المصري جمال عبدالناصر (1918- 1970)، وفي خضم سجال واسع شهدته الصحف المحلية في السودان عام 1958 عن القومية العربية، أصدر الأستاذ محمود محمد طه في يوم 23 أغسطس 1958 بياناً نشرته صحيفة أنباء السودان، دعا فيه إلى الانسحاب من الجامعة العربية، قائلاً: "الانسحاب فوراً من الجامعة العربية وذلك لسببين أولهما أننا أمة أفريقية وثانيهما أن الجامعة العربية أصبحت تابعه لوزارة الخارجية المصرية ولم تعد تمثل دولاً مستقلة". ثم طالب في نفس البيان، وعلى ضوء رؤيته لواقع وتاريخ ومكونات ومستقبل السودان، بأن يتبنى السودان رؤية تقوم على :"الوقوف الواضح كدولة أفريقيه ترعى حسن الجوار مع جميع الدول المجاورة وتتعاون مع جميع الدول العربية والبعيدة لحفظ السلام ولتدعيم هيئة الأمم وتشجيع الإحتكام إليها والرضا بقرارتها". فانتماء السودان لجامعة الدول العربية، لا يعود بالنفع ولا يحقق المصلحة الوطنية الشاملة، وإنما يوفر أسباب التفرقة، ويعمق القطيعة مع المكونات الأفريقية، فيهدد وحدة البلاد.

    تجديد الدعوة: العروبة تُحجّم دور السودان بينما الأفريقية تُعظّمه

    جدد الأستاذ محمود محمد طه في يوم 18 أكتوبر 1958، دعوته وموقفه الرافض لانتماء السودان لجامعة الدول العربية، حيث أصدر بياناً نشرته صحيفة أنباء السودان، بعنوان: "عضويتنا في جامعة الدول العربية"، قال فيه: "رأي الحزب الجمهوري فيما يتعلق بعضوية السودان في الجامعة العربية واضح ومعروف ويتلخص في أنها مؤسسة إقليمية ضيقة". بل هي مؤسسة عنصرية، ولا يرجى منها خدمة السلام العالمي، ذلك لأنها: "لا تقوم على مذهبية فكرية تجعلها أداة خلاقة تخدم مصالح أعضائها وتسير في الوقت ذاته في إتجاه سليم يخدم قضية الإنسانية في السلام العالمي إنما هي عنصرية ضيقة". كذلك أكد البيان بأن رفض الحزب الجمهوري لعضوية السودان في الجامعة العربية، يعود إلى أن الشعب السوداني شعب أفريقي، قائلاً: "نحن كشعب أفريقي فتى له مكانته في القارة الإفريقية، [يمكن أن] نخدم أنفسنا ونخدم الشعوب المجاورة، بل ويمكن أن نقدم خدمات أكبر لقضايا الأحرار وقضية السلام العالمي بأوسع وأيسر مما يمكن أن نفعل ونحن داخل إطار جامعة الدول العربية". ظل الأستاذ محمود رافضاً لمبدأ عروبة السودان، مبيناً أن السير بالسودان في وجهة العروبة هو تحجيم لدور السودان وتضييق لفرص امتداداته وإسهاماته في أفريقيا والعالم، بينما الأفريقية تُعظّم دوره وتؤكد ذاتيته وخصوصيته.

    هل كان الموقف من الجامعة العربية في عام 1958 موقفاً طارئاً أم أنه رأيٌ مؤسسٌ؟

    "نحن نريد الوحدة الداخلية، قبل أن نعمد إلى اللجوء إلى معاونة من الخارج قد تؤثر في انسجام هذه الوحدة".
    الحزب الجمهوري، 1946


    لم يكن موقف الحزب الجمهوري من عضوية السودان في جامعة الدول العربية موقفاً طارئاً أو لحظياً، وإنما كان رأياً مؤسساً ينطلق من رؤية ثاقبة، كانت مستصحبة لمكونات السودان وتاريخه، وهي تخاطب مستقبله. فقد ظل موقف الحزب الجمهوري برئاسة محمود محمد طه، منذ أربعينات القرن الماضي، رافضاً لعضوية السودان في جامعة الدول العربية. ففي الوقت الذي كانت فيه الأحزاب السودانية تنادي بضرورة الانتماء لجامعة الدول العربية، بل بعضها يرى بأن تمثيل السودان في الجامعة العربية يعني اعترافاً ضمنياً باستقلاله، أصدر الحزب الجمهوري في يوم 6 ديسمبر 1946 بياناً، بعنوان: "حزب الأمة والجامعة العربية"، جاء فيه: "ترى بعض الأحزاب والجماعات السودانية، أن من الاعترافات الضمنية بالسودان كدولة هو تمثيله في جامعة الدول العربية"، رفض الحزب الجمهوري هذه الرؤية وأوضح بأنها رؤية تعقد وضع السودان بما ينطوي عليه من تداخل في تركيبته، فأوضح الحزب، قائلاً: "إننا شعب مركب من عنصرين مختلفين، وهما في نفس الوقت متداخلان". ثم بيَّن البيان بأن انتماء السودان لجامعة الدول العربية يثير في النفوس فكرة الاختلاف، ويعمق التفرقة، كما أن الانتماء للجامعة ليس هو بالوسيلة المثلى لتحقيق الوحدة، وإنما "الوسيلة المثلى لتمكين أواصر وحدة هذين العنصرين، هي أن نبتعد عما من شأنه أن يثير في النفوس فكرة الاختلاف هذه". ثم بيَّن البيان أن مصلحة السودان الوطنية تقتضي مراعاة مكونات الشعب السوداني، فهو ليس بالشعب العربي، برغم روابطه مع العرب، وإنما هو خليط من عناصر مختلفة، قائلاً: "نعم هناك أواصر تاريخية تربطنا بالعرب، ولكن إذا قارنا بين المصلحة الوطنية التي ربما نجنيها من اتصالنا بالجامعة العربية،... وبين الضرر الذي ربما يحدث لوجدنا كفة الخسارة هي الراجحة".
    ذهب البيان محذراً من مآلات المستقبل، خاصة في ظل سياسات التفرقة التي اتبعتها الإدارة الاستعمارية تجاه جنوب السودان، ومن خلال إنشائها للمجلس الاستشاري لشمال السودان، يقول البيان: "الشيء الملموس هو أن الحكم الحاضر، قد مهد لأن يجعل لجنوب هذا القطر مزاجاً وطابعاً مبايناً لمزاج وطابع الشمال، بتطبيق أسلوب تعليمي ذي لون معلوم، وبوضع العراقيل في سبيل الاتصال المباشر بين الشطرين، وبإنشاء مجلس استشاري يمثل الشمال ولا يمثل الجنوب!! كل ذلك بغية التفرقة!! فكيف إذن، نتصل بالجامعة العربية في مثل هذه الظروف". ثم أشار البيان إلى ضرورة التفكير بدافع المصلحة الوطنية الشاملة، ومستقبل السودان، عند تكييف علاقاته بما يقتضيه الموقف والظروف، والحرص على وحدة السودان.
    أوضح أمين محمد صديق (1911- 1980)، سكرتير الحزب الجمهوري، في مذكراته قصة هذا البيان "حزب الأمة والجامعة العربية"، فكتب، قائلاً: "بينما كان المصريون يوجهون حزب الأشقاء، ويسوقونه لوحدة وادي النيل خوفاً وطمعاً، كان الإنجليز يحتضنون حزب الأمة ويوجهون سياسته وفقاً لأغراضهم ويجعلون منه ترياقاً ضد الحركة التي تساند مصر والحركات الوطنية كلها.. فلما قويت الحركة الموالية لمصر، أوعزوا إلى حزب الأمة أن يتقدم بطلب إلى الجامعة العربية لقبول السودان كعضو مستمع بالجامعة أسوة بالجزائر.. وكان في ظاهر هذا الطلب، إذا تم، اعتراف ضمني من دول الجامعة بحق السودان في أن يكون دولة لها كيانها.. وقد وضح للحزب الجمهوري الخطر الكامن وراء هذا الطلب، والذي ربما يتخذه الإنجليز ذريعة فيوجهون الجنوبيين للمطالبة بالانضمام للوحدة الأفريقية، فأصدرنا المنشور التالي [حزب الأمة والجامعة العربية]". (أمين محمد صديق، ص 42- 43).

    هل كانت دعوة الأستاذ محمود للانسحاب من الجامعة العربية أول دعوة تُطلق في السودان؟

    إن دعوة الأستاذ محمود لانسحاب السودان من جامعة الدولة العربية، كانت، في تقديري وحسب اطلاعي، هي أول دعوة، تُطلق في السودان. وبرغم أن الدعوة قد أُطلقت عام 1958، وكانت منشورة في الصحف السودانية، إلا أنها كحال الكثير من الأفكار الأصيلة التي طرحها الأستاذ محمود محمد طه، وكانت تصب في تشخيص قضايا السودان، وتخاطب أسباب التهميش فيه، وتدعو لتداركه وتحذر منه، لم يقف عليها الناس في السودان، ولم تجد سوى التجاهل عند الأكاديميا السودانية. ولعل التجاهل والجهل بهذه الدعوة، في تقديري، يعود إلى عدة أسباب، منها ضعف انفتاح الدراسات السودانية والباحثين على الإرشيف القومي السوداني. ومما يؤكد أن الدعوة لا يعرفها الأكاديميون السودانيون، أذكر أنني كنت في القاهرة في شهر مايو من العام 2012، فهاتفني الدكتور حيدر إبراهيم علي، ووجه لي الدعوة، مشكوراً، لحضور اجتماع لتدشين الجمعية السودانية لمناهضة العنصرية، وبالفعل حضرت الاجتماع، إلى جانب مجموعة من الأساتيذ والباحثين والشباب، كان من بينهم الأخ جبير بولاد، ودار في الاجتماع حوار ثري وعميق وقُدمت مداخلات قيمة. كان من بين المتداخلين الأستاذ/ الفاضل عباس علي، وقد تحدث في مستهل مداخلته، قائلاً: إنه جاء إلى القاهرة من الإمارات العربية المتحدة، لمتابعة طباعة وصدور كتاب له، وأشار إلى أن كتابه يدعو لخروج السودان من جامعة الدول العربية، وأضاف بأن هذه الدعوة لخروج السودان من الجامعة العربية، هي الأولى من نوعها في السودان، ثم استكمل مداخلته.
    عندما استمعت لحديث الأستاذ/ الفاضل عباس علي، أدركت بأن غياب المعلومة عنه هو السبب فيما ذهب إليه. وعندما اتيحت لي الفرصة للحديث، وقبل الدخول في مداخلتي، بدأت بالتعليق على مداخلته، وأوضحت بأن كتابه سيكون إضافة للمكتبة السودانية، ولا شك بأن جهداً كبيراً قد بذل فيه، ولكن أرجو أن يسمح لي الأستاذ/ الفاضل عباس بأن أصحح ما جاء في مداخلته، بشأن دعوته لخروج السودان من جامعة الدول العربية، والتي سيتضمنها كتابه، باعتبارها أول دعوة في السودان. ففي واقع الأمر إن الدعوة لخروج السودان من جامعة الدول العربية ليست جديدة، ولم تكن الأولى في السودان. ففي أغسطس من عام 1958 كان الأستاذ محمود محمد طه، قد أطلق دعوة لانسحاب السودان من الجامعة العربية. ثم أشرت لبيان الأستاذ محمود محمد طه ونص الدعوة للانسحاب من الجامعة العربية وأسباب الانسحاب. هذا الموقف، يوضح بأن المعلومة عن الدعوة التي اطلقها الأستاذ محمود محمد طه للانسحاب من جامعة الدول العربية، كانت غائبة عند الأستاذ/ الفاضل عباس علي، وفي هذا فهو ليس متهماً، ولكن الموقف يوضح بجلاء ضعف انفتاح الدراسات السودانية، لا سيما الأكاديميا السودانية، على الإرشيف القومي السوداني، سواء في دار الوثائق القومية بالخرطوم أو في القاهرة ولندن، ووحدة إرشيف السودان بجامعة درم بالمملكة المتحدة، وجامعة بيرجن بالنرويج وهولندا وغيرها. إن ضعف الانفتاح على الإرشيف القومي السوداني، يضعف قيمة وفائدة الانتاج في الدراسات ويعزز التهميش ويعمق الإقصاء، خاصة في بيئات التعدد الثقافي، كحال السودان الذي يمتد تاريخه لآلاف السنين، وينطوي على تعدد ثقافي، نادر المثيل من حيث القِدم والأصالة.
    إن دعوة الأستاذ محمود محمد طه لانسحاب السودان من جامعة الدول العربية، لم تكن دعوة عابرة أو ظرفية أو جاءت بمناسبة محددة، وإنما كانت دعوة تنطلق من رؤيته لمستقبل السودان القائمة على رفض هوس الثقافة العربية، ودجل القومية العربية، وحفاظاً على التنوع الثقافي الذي يحظى به السوان. وتقوم الدعوة كذلك على رأي مؤسس، ومعلن منذ عام 1945 وباستمرار في بيانات ومقالات عديدة، وفي المواجهة التي قادها ضد دعوة القومية العربية، سواء مع زعيمها جمال عبدالناصر، أو في المساجلات التي قادها مع المثقفين السودانيين. إلى جانب التأكيد على أفريقية السودان. فقد تحدث في مارس 1969، قائلاً: "السودان بلد أفريقي.. بل الحقيقة عمله كبلد أفريقي أعظم من عمله كبلد عربي".

    اللغط حول انضمام السودان لجامعة الدول العربية

    يشيع بعض المثقفين السودانيين أن قرار عضوية السودان في جامعة الدول العربية لم يكن باجماع الدول العربية، إذ أن بعض الدول العربية رفضت انضمام السودان للجامعة، ويسمي البعض لبنان باعتبارها الدولة التي احتجت ورفضت عضوية السودان في الجامعة العربية. كان عبدالله علي إبراهيم قد أطلق نداءً في أغسطس 2017، في مقال له تناول فيه قول الذين ذهبوا إلى معارضة لبنان لعضوية السودان في الجامعة العربية عند استقلاله، ودعا عبدالله إلى ضرورة التقصي والتنقيب عن الأمر في إرشيف جامعة الدول العربية، بدلاً عن الحديث غير المؤسس علمياً، وحتى نحسم الجدل أو نقيمه استناداً على الوثيقة واستنطاقها. كتب عبدالله في ندائه، قائلاً: "أرجو لمن له إفادة حول انضمامنا للجامعة العربية أن يدلي بها. ولو تحقق أحدكم بالقاهرة من معارضة لبنان لدخولنا الجامعة العربية على بينة من وثائقها بالمدينة، يؤجر لعدل الرأس". (عبدالله علي إبراهيم، 12 أغسطس 2017). لقد اتيحت لي فرصة الوقوف على نص قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بشأن عضوية السودان عام 1956، بعد أن زودني به السفير إبراهيم جعفر السّوْري، المستشار السابق للأمين العام لجامعة الدول العربية، السيد نبيل العربي. لقد عمل السّوْري، وهو من الخبراء السودانيين، في جامعة الدول العربية لمدة ثمانية وثلاثين عاماً، وكان عضواً في لجنة الصياغة لمجلس الجامعة ثم تولى لاحقاً رئاسة اللجنة.
    لقد صدر قرار جامعة الدول العربية بشأن عضوية جمهورية السودان، في يوم 19 يناير 1956، وجاء تحت الرقم: ق 1107/ د.ع 24/ج5- 19/1/1956، وهو يؤكد أن الموافقة على عضوية السودان كانت بالاجماع. ونص القرار على الآتي: "انضمام السودان إلى جامعة الدول العربية: يقرر مجلس جامعة الدول العربية بالاجماع الموافقة على انضمام جمهورية السودان إلى جامعة الدول العربية". (انتهى). وأضاف إبراهيم جعفر السّوْري فأفادني بأنه أطلع على محضر الدورة العادية الرابعة والعشرين التي تم فيها المصادقة على القرار، وجاء في محضر الجلسة: لقد تم إقرار عضوية السودان بالاجماع دون نقاش. وأضاف السوري بأن لبنان كانت هي الدولة العربية الثانية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع السودان. (إبراهيم جعفر السّوْري، مقابلات بتاريخ 10- 11 أبريل 2018؛ الخميس 13 سبتمبر 2018).

    خاتمة
    إن هذا المقال وهو يحتفي بدعوة تم إطلاقها قبل ستين عاماً لانسحاب السودان من الجامعة العربية حفاظاً على وحدته وتأكيداً على أفريقيته، مقروءاً براهن السودان ومستقبله، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، حاجتنا الماسة لرؤية الأستاذ محمود محمد طه وأطروحاته. إن الحماسة التي تملكت معظم القادة والسياسيين لعروبة السودان، وسعيهم على التأكيد والتسويق لعروبته، دون اعتبار للمكونات غير العربية، نتج عنها، إلى جانب عوامل أخرى بالطبع، الانحياز للمكون العروبي، سواء في رسم السياسات أو وضع التشريعات، ومن ثم تكييف الرأى العام والمسار السياسي للسودان في الوجهة العروبية، الأمر الذي أدى لتهميش الشعوب والثقافات الأصلية في السودان. تبع ذلك أن ظل السودان يسير في وجهة تناقض إرثه الحضاري، وتصادم آركيوليوجيته الثقافية، وتناطح تركيبة شعوبه الوجدانية. فأفضى ذلك المسار، إلى جانب عوامل أخرى بالطبع، إلى انفصال جنوب السودان عام 2011، وتفجير الانتماءات الإثنية والجهوية، واشتعال الحروب، وتفشي مناخ التشظي في سماء السودان.
    إننا في حاجة ماسة للعمل بجد وعلم وإتقان من أجل تصحيح مسار السودان، والعمل على سودنة التشخيص لقضاياه، وسودنة سيناريوهات الحلول كذلك، لاستكمال الاستقلال عبر تحرير العقول، بما يضمن التعايش ووحدة البلاد وبناء السلام. وفي تقديري أن هذا لا يمكن تحقيقه بمعزل عن الأطروحات التي طرحها الأستاذ محمود محمد طه. فقد جاء الوقت لبعث تلك الأطروحات وتحريرها من تآمر رجال الدين والمؤسسات الإسلامية التقليدية، وتحريرها كذلك من التجاهل والتغييب الذي ظلت تمارسه الأكاديميا السودانية وتؤكده مع مرور كل يوم.
    ثبت المصادر والمراجع

    أمين محمد صديق، في ذكرى الاستقلال رقم (60): مذكرات سكرتير الحزب الجمهوري الأستاذ أمين محمد صديق، ديسمبر 2015.
    بابكر كرار، "القومية العربية.. ظهيرة الإسلام"، صحيفة السودان الجديد، السبت 5 أبريل 1958.
    بابكر كرار، حسم عروبة السودان، ط2، 1975.
    الحزب الجمهوري، "مذكرة تفسيرية- دستور الحزب الجمهوري"، 26 أكتوبر 1945، دار الوثائق القومية، أحزاب سودانية: 2/1/5.
    الحزب الجمهوري، "منشور رقم (12): حزب الأمة والجامعة العربية"، 6 ديسمبر 1946.
    خضر حمد، مذكرات خضر حمد: الحركة الوطنية السودانية: الاستقلال وما بعده، ط1، مكتبة الشرق والغرب بالشارقة، الإمارات العربية المتحدة، 1980.
    عبدالغفار محمد أحمد، السودان بين العروبة والأفريقية، ط2، مركز البحوث العربية للدراسات والتوثيق والنشر، القاهرة، 1995.
    عبدالله الفكي البشير، صاحب الفهم الجديد للإسلام محمود محمد طه والمثقفون: قراءة في المواقف وتزوير التاريخ، رؤية للنشر والتوزيع، القاهرة، 2013.
    عبدالله علي إبراهيم، "حجوة أم ضبيبينة: من عارض انضمامنا للجامعة العربية؟"، صحيفة الأحداث نيوز على الإنترنت، استرجاع بتاريخ 12 أغسطس 2017، الرابط: alahdathnews.com/archives/22660
    علي عبدالرحمن الأمين، الديمقراطية والاشتراكية في السودان، ط1، المكتبة العصرية، بيروت، 1970.
    محمود محمد طه، "الحزب الجمهوري يقدم دعائم الميثاق القومي"، صحيفة أنباء السودان، العدد رقم: (154)، السبت 23 أغسطس 1958.
    محمود محمد طه، "الدستور الإسلامي المزيف"، (محاضرة)، دار الحزب الجمهوري، أم درمان،
      مارس 1969. (للاطلاع أو الاستماع للمحاضرة، راجع موقع الفكرة الجمهورية على الإنترنت، الرابط: alfikra.org/talk_view_a.php؟talk_id=45
      محمود محمد طه، "عضويتنا في جامعة الدول العربية"، صحيفة أنباء السودان، العدد رقم: (164)، 18 أكتوبر 1958.
      محمود محمد طه، السفر الأول، ط1، أم درمان، 1945.
      مقابلات مع إبراهيم جعفر السّوْري، تمت في الدوحة، الأولى كانت بتاريخ 11 أبريل 2018، الساعة 12:15 بتوقيت الدوحة؛ المقابلة الثانية كانت بتاريخ 10 يوليو 2018، الساعة 11:45، بتوقيت الدوحة؛ المقابلة الثالثة كانت بتاريخ الخميس 13 سبتمبر 2018، الساعة 13:30 بتوقيت الدوحة.
      ناديه يس عبد الرحيم، بابكر كرار: سيرته وفكره، مركز البحوث والدراسات الأفريقيه، دار جامعه أفريقيا العالمية للطباعة، الخرطوم، 2006.
      [email protected]




                  

11-01-2020, 10:55 AM

حاتم إبراهيم
<aحاتم إبراهيم
تاريخ التسجيل: 08-11-2014
مجموع المشاركات: 3382

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الإسلامجي المستعرب سيف الدين البشير مع نض (Re: Yasir Elsharif)

    Quote: هههههه إستغفر الله من حقهم !
    لكن يا حاتم إبراهيم الفيديوهات الجبتها دي مؤلمة مؤلمة ياخي..
    زي القرود في السيرك !!

    فعلاً زي القرود!
    ومؤلمة لدرجة إنو الواحد ما يعرف يودي وشو وين.

    فالاستعرابي في الواقع "انجلاطي" سميك الجلد لذلك يسعي بأكثر من وسيلة لإشباع غريزته الموروثة!
    لذلك فالدونية مجرد عرض، وغالباً هو لا يحس بها وسط بيئته الطبيعية بسبب اندفاعه للاستعلاء على الآخرين لتخفيف وطأتها.
    لكنه ينهار سريعاً وتبرز مثل السلوكيات الأنتي سألتي منها بوصفها (عولاق)، وهي كذلك.

    زمان يا أخت آمنة أنا كتبت

    Quote: الشعور بالدونية يقود المرء إلى السلوك التعويضي بالتطرف في الانجاز!
    ومن مظاهره أيضاً هذا الاستعراض والبوبار وما يتبعهما
    وأقصد الاحتفال بالمستعرض المتبوبر نفسه!

    من مظاهر التعويض النفسي في حالات الشعور بالدونية على المستوى الفردي
    إما الاجتهاد العظيم في العمل والوظيفة بدافع إثبات الولاء والصلاحية
    أو التميز في كل ما له صلة بالطرف (المتفوق) من المعادلة (لغة، شعر، دين، إلخ)
    أو التميز في مجالات أكاديمية مختلفة كالعلوم التطبيقية والإنسانية الأخرى بالنسبة لمن يكون مباشرة في النطاق المهيمن
    أو تأدية دور المهرج بتسلية السيد أو تبني حالة الضعف والانهزام اختياراً وإن توفرت سبل القوة والتطور والاعتماد على النفس.



    أما التكفل بأعمال العلاقات العامة في الأمور الثقافية والاجتماعية والأيديولوجية
    (بالتعصب والموالاة والتطرف والدفاع والتبرع بالشرح وتيسير ما غاب من الصورة المتوهمة)
    فهو من (الأعراض) الشائعة بين المستلبين على كافة أصولهم وفروعها في القرى والحضر.

    بعضنا يا عبد العظيم باع الثقافة المحلية لمليون ونصف من السكان
    مقابل حروف عربية وفرصتين دبلوم ودكتوراة واحدة! ولم يطلب أي مقابل
    بعض الأعضاء هنا تواضع وتنازل حتى عن غريزته البشرية ودعا لاستيراد الأخلاق
    من هناك، كنظام تشغيل، وأردفها بطلب الشعر العربي باعتباره (add-on software).

    وهذا يفسر انتظار الكثيرين (للمكافأة) التي تأتي على هيئة إطراء ومدح، مكتوب ومكرر
    يأساً من الضم والإلحاق والتبني أو أي صورة للاعتراف، هكذا كان يتصرف عنترة
    أجاد الحلب والصر ثم أصبح فارساً وشاعراً، ولو حضر الإسلام لصار إماماً عظيماً.
    Re: خطبة البروفيسر عبدالله الطيب فى مجمع اللغRe: خطبة البروفيسر عبدالله الطيب فى مجمع اللغ


    هنا أنا ما زدت على أن أوردت نماذج حقيقية للتصنيفات الفوق دي، وعشان التيسير حأديها ديباجات سهلة للتذكر:


    نموذج العياطي:

    اعتقد النموذج فوق واضح ومنها بالمناسبة حكايات الشجاعة والأمانة والوفاء والانهماك في العمل والاجتهاد لتأدية الواجب
    بما يفوق المطلوب أو بمصطلحات الزمن المعاصر (over-loyalty).


    نموذج أبو المعاطي:

    نماذجهم نادرة في الظاهر لكن في الواقع نسبتهم عالية لأن العطاء متنوع ويأتي في أكثر من لبوس كما في حالة أبو المعاطي 2020

    Quote: الإسلام واللغة والعرب دخلوا بالشرق والشمال يا حاتم ..
    من سنة 700 ميلادية العرب والمسلمين ليهم وجود موثق ومدون في المنطقة ..
    والعباسيين إشتروا المنطقة الجغرافية البنتكلم عنها دي من الزمن داك
    اشتروها فعلاً غير مجاز ودخلوا ناسهم ..

    Re: انا والتـاريخ زمن كرونا - النوبــة مش مسالRe: انا والتـاريخ زمن كرونا - النوبــة مش مسال


    سعيد جداً بتزوير التاريخ وتقديم القرابين والأرضين، ويأمل في قبول منحته،
    حتى يصنع حجة قدوم العرب إلى أفريقيا وهو في معية رحلهم بأي صفة كانت، وسيقبلها شاكراً مغتبطاً.



    نموذج الاستعباطي:

    ديل بقى ناس الرقيص والتهريج ومنهم أخينا القعد في حبة الطعمية (زولي شان) الفوق داك











    نموذج عبد العاطي:

    ديل المثقفاتية أهل السياسة والأدب واللغة والدين والتصوف والدجل والشعوذة، بالآلاف ومعظمهم أنصاف متعلمين
    عادي الواحد فيهم يصنع قصيدة ويلبلب بيها جدام الخلق بربع رطل شلاليف باعتقاد تمام انتماؤه للأمة العربية.

    ومعظم امتداداتهم تعود لغرب أفريقيا، لذلك حساسيتهم عالية جداً في أي مواضيع تسعى تذكرهم ببيئتهم الأصلية



    مع علمهم التام بالنظرة العامة لمن على شاكلتهم وسهولة تفنيد مزاعمهم، بعد ظهور الانترنت


    لذلك فشلنا في الاستفادة مما توفر لدينا، فحتى أرضنا يسعى بعضنا لتمليكها لبني العباس، دونية ساكت!
    فالتفريط في مقدرات الوطن لم يكن سلوك فردي في أي وقت من الأوقات بل ظاهرة متفاوتة يتبارى فيها هؤلاء.

    كلمة السر الجامعة بين أنماط السلوكيات أعلاه هي (الحاجة للاعتراف).

    لذلك فقدنا إرادتنا وصار من السهل إدارتنا.

    ____
    للأسف.
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de