افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-04-2024, 02:54 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-17-2021, 08:19 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني

    08:19 PM April, 17 2021

    سودانيز اون لاين
    عمر التاج-KHT
    مكتبتى
    رابط مختصر



    لست من أنصار الحديث عن جهة منقرضة او التعليق على كيان مضى لحاله وأصبح محدود الاثر في حياة الناس، الا ان افطار الاسلاميين مساء أمس الجمعة حمل دلالات خفية هي للمستقبل اقرب منها للماضي، فاليوم الرابع من رمضان هو اليوم الذي افترق فيها الاسلاميون الى فريقين، فريق في السلطة وفريق في الجحيم، وكان الشباب آنذاك أقرب لشيخهم ورقمهم المرجعي، الا ان رفقاء السلطة عملوا فيهم مالم يفعل في الاسلاميين من قبل، وكان سلاح الترهيب والترغيب هو الحاسم في نزع الولاء من العقيدة للولاء للكرسي، وكانت تلك اللحظات في الحقيقة هي بداية سقوط الاسلاميين بينما مثلت انتفاضة ٢٠١٣ وثورة ٢٠١٩ مكملات لهذا السقوط ..






                  

04-17-2021, 08:37 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: عمر التاج)

    سليم القلب لا احمل للناس سوى الحب ..
    هذا النشيد كان بعضا مما تغنى به الاسلاميون بالأمس ، ولقد كان شعارا زائفا حاولت من خلاله طائفة منهم الالتصاق بأثر جيل البعثة النبوية.. الا ان الفرق بين الممارسة والتنظير كان شاسعا، وما حمل الاسلاميون -شيبا او شبابا- لاخوتهم سوى الحفر والضر و القتل..
    تخيل أن يصبح معك رفيق في مكتب عمل او خندق مهمة، وما ان يأتي عليك صباح اخر حتى يكون نفس الاخ جلادا لك ، البعض لم تكن وظيفته مجرد سجن رفيقه والوقوف على تعذيبه.. بل كان القتل سنة رأى فيها البعض فرصة للنفوذ والتقرب من الالهة الزائفة .
    قيادات كبرى كانت ملء السمع والبصر تهتف للترابي، وبين عشية وضحاها كانت في مواقع مرموقة في الدولة تهتف بحياة نافع والبشير ، زعماء أماجد تركوا الفارهات من ناقلات وفلل، وبعد شهر من التضييق عادوا اليها وهم اكثر نهما للسلطة وحبا للمتعة على حساب قوت البشر وجماجم الأبرياء والرفقاء .. فان كان هذا ديدن أصحاب المؤتمر الوطني مع شريكه السابق قي المؤتمر الشعبي .. فكيف يكون حاله مع بقية البشر ؟ انها قمة المأساة والسنن غير الأخلاقية التي شرعت بعد الرابع من رمضان وأراد الاسلاميون احياءها بالأمس .. وما حملت قلوبهم للناس سوى الوجع.
                  

04-17-2021, 10:16 PM

محمد البشرى الخضر
<aمحمد البشرى الخضر
تاريخ التسجيل: 11-14-2006
مجموع المشاركات: 28869

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: عمر التاج)

    المعنى كالتالي:
    اقلبها و توكل يا برهان فستجد حاضنة اجتماعية كبيرة تسندك
                  

04-18-2021, 01:56 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: عمر التاج)

    الرابع من رمضان عام ١٩٩٩ كما قلنا كان يوم فرقان عظيم داخل الحركة الاسلامية ، وأثبت تماما ان السلطة فتنة عظيمة يمكن ان تفسد أي كيان بين عشية وضحاها، فبعد ان افترق الحزبان وحدث بينهما ما صنع الحداد، ظهر الضعف الفكري والتربوي لقادة التنظيم الجدد، وكان الشباب هم الفئة الاكثر فتنة وتعرضا للفساد، تركوا كل ما كانوا ينادون به وراء ظهورهم واتجهوا نحو التحزب الكامل والاستغلال الاسوأ للدولة والتنظيم بغرض بناء ذاتهم وسلطانهم، واعملت الخلافات الذاتية سيفها فيما تبقى من مبادئ ومثل، وأجبرت الكثيرين للاحتماء وراء القبيلة لحماية مصالحهم الخاصة، وظهر الخلاف في البر والبحر لدرجة انقسام ابناء الأسرة الواحدة والتنظيم الواحد، يخرج بعضهم فجأة متمردين ويبقى الاخرون في الحزب الفضفاض لقتالهم.
    الرابع من رمضان كان بداية النهاية للاسلاميين وضياع مشروعهم المزعزم، وغير انه فرقهم شيعا وضع خيارهم فكرا وفهما في موقع الحياد، وترك الغارب لضعفاء النفوس والقدرات ليديروا البلد، وخلق لهم عدوا من بينهم ، فاصبحوا يتنافسون في اضعافهم و ابعادهم من اجل نيل مزيد من الفرص في الصعود والترقي، وبالأمس مرت الذكرى الثانية والعشرين على هذا الفراق، والحزبان والمتفرجون والمغاضبون والحلفاء خارج السلطة ، فهل تناسوا المرارات بينهم وغفروا، ام ان يوم الحساب والخصام قد تأجل ؟
                  

04-18-2021, 02:08 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: عمر التاج)

    Quote: اقلبها و توكل يا برهان فستجد حاضنة اجتماعية كبيرة تسندك

    البرهان يعلم تمام العلم أن الاسلاميين ابعد الناس اليه ولا يمكن ان يشكلوا حاضنة لهم ولو تخلى عنه كل بني قحتان
    ولكن ثمة سؤال يا محمد متعلقة بهذه الجزئية ..
    لماذا لم يقم من فض اعتصام القيادة العامة بفعلته تلك أيام حكم البشير رغم أنه كان جزءا من نظامه ؟
                  

04-18-2021, 03:50 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48782

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: عمر التاج)

    سلامات يا عمر التاج

    رمضان مبارك

    أرجو الارتفاق بمواد هذا البوست:

    عمار: الحركة الأسلامية حركة علمانية: منقولعمار: الحركة الأسلامية حركة علمانية: منقول

    الفكر الإخواني والسلفي عموما، بما فيهم الشيعة، ليس لديه مستقبل لأنه يتناقض تناقضا أساسيا مع جوهر الدين، السلام، ومع الحياة المعاصرة، لذلك لا يستطيع أن يؤثر فيها.

                  

04-18-2021, 04:58 PM

اخلاص عبدالرحمن المشرف
<aاخلاص عبدالرحمن المشرف
تاريخ التسجيل: 03-04-2014
مجموع المشاركات: 10314

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: Yasir Elsharif)

    السلام عليكم
    التجارة بالدين دون الاهتمام بجوهره هو ما يميز
    هؤلاء المتأسلمون ، افطار لهم ولا دخل لفقراء
    الشعب به ، ومزايدة بالصيام الذي لم يهذب افعالهم

    اهل الكذب والمظاهر قاتلهم الله، ما لنا وصيامكم
    وافطاركم . ومتي قام الصحابة بافطار جماعي ؟!!!!

    انما هي بدع سلطانية بدأت مع المماليك وعهد الفاطميين.
    لم يفعلها الرسول وصحبه
                  

04-19-2021, 09:14 AM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: اخلاص عبدالرحمن المشرف)

    وعليكم السلام عزيزي ياسر
    عمار رجل منفتح ومطلع وهذا يجعل منه عضو غير ملتزم
    لذا تجمع كتاباته كثير من الصدق والعاطفة
    ومما ساهم في رؤيته كمتابع مثلنا..
    أن الجيل الذي ترعرع فيه عمار
    يختلف تماما عن جيل اراجوازات المؤتمر الوطني
                  

04-19-2021, 09:45 AM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: اخلاص عبدالرحمن المشرف)

    وعليكم السلام د.اخلاص
    Quote: التجارة بالدين دون الاهتمام بجوهره هو ما يميز
    هؤلاء المتأسلمون ، افطار لهم ولا دخل لفقراء
    الشعب به ، ومزايدة بالصيام الذي لم يهذب افعالهم

    التجارة بالدين ان كانت تأمرهم بالمعروف وتنهاهم عن المنكر لربحت تجاربهم ، ولكنها للاسف لم تزدهم الا خبالا وفساد..
    تجارة أضاعت قيم المجتمع ، واضاعت المعروف بينهم كحكام قبل أن يفقدها الشعب، فأنى للوطن ان يتكسب بها ؟
    والسودان لم يفقد قيمة الجماعة الا حينما أحتكروا تجارة القيم والمبادئ ، وحوروها لتجارة زائفة بينهم .. اذا أفسد منهم الشريف صعدوه لأعلى المراتب، واذا سرق الضعيف من عامة الشعب أقاموا عليه عدلتهم المعوجة ، وبهذا الطريقة الخبيثة استقطبوا كل ذباب البلد، ومكنوا لهم بضمانة ملفات يمسكونها عليهم، أما عامة الشعب فلم يجد فائدة من حشودهم المصنوعة ولا جموعهم المتناقضة، تحسبهم جميعا وقلوبهم شتى، مؤتمر وطني ضد مؤتمر شعبي، وسائحون صفوة على حساب قاعدة هزيلة، ورجال مكاسب وسلطة ضد اهل دعوة، وجند نافع واولاد علي ضد عيال البشير وأهل وداد.. هكذا كان جهادهم ووظائفهم التنظيمية حتى قلب عليهم قوش الطاولة وأنهى عهد العبث للابد.
    شباب الاسلاميين كانوا الحلقة الأسوأ والأضعف من حلقات الاسلاميين، خاصة بعد تفرقهم وتساقط اوراقهم بعد خريف الرابع من رمضان ، وكنت قد تنبأت لهم بهذا المصير في بوست قديم سأحاول البحث عنهم ، هم باختصار كانوا تجار سلطة ونفوذ واموال ونساء.. تركوا كل أحمال المسؤولية وتفرغوا للفارغات وملذات السلطة والنفوذ، كل همهم هو تكوين دولته الخاصة ومملكته الحصينة التي تضم اسطولا من الفارهات والفلل والمزارع والمثنى والرباع من الحسان و جميلات السكرتارية ومديرات المكاتب والاعمال وثلة من بنات الذوات والثراء ..
    كل هذه المطامع الرخيصة كانت جزء كبير من مكوناتهم، وماتزال .. ولن يجدي التجمع والبكاء بعد زوال النعم، ولن ينفع الهتاف والصراخ مالم يعودوا الى كهوفهم ويحاسبوا انفسهم على ما اقترفوه واعتقدوه قبل أن يحاسبهم الله ثم الشعب.
                  

04-19-2021, 02:11 PM

عمر التاج
<aعمر التاج
تاريخ التسجيل: 02-08-2008
مجموع المشاركات: 3422

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: عمر التاج)

    تلك كانت خواطر متابع، وددت لو وجدت الزمن لسكبها كاملة
    ولكن لظروف خاصة اكتفي بهذا القدر حاليا ، واختم بمقال مماثل
    من أصحاب الشى ذاتهم..
    ..
    ..
    *حسن مكي : المشروع الإسلامي في السودان انتحر ذاتيا*

    الخرطوم ـ عربي21 ـ
    خالد سعد
    السبت، 02 نوفمبر 2019

    قال المفكر الإسلامي والأكاديمي السوداني البروفيسور حسن مكي، إن مشروع الإسلام السياسي في السودان "انتحر ذاتيا"، لكن صوت المشروع الإسلامي يصعد في العالم الغربي والمنطقة الإفريقية والعربية، مشيرا إلى حاجة العالم إلى "التدين والروحانية". ورأى أن الموجة الإسلامية قادمة في العالم "لأن العالم يتهيأ للتغيير" وليس بالضرورة أن تعبر عنه واجهة حركة الإخوان المسلمين، لأن "الإسلام يبحث عن نفسه" دون بوتقة محددة.

    ورأى مكي في مقابلة خاصة مع "عربي21" أن الحركة الاسلامية في السودان "انتحرت ذاتيا" عندما انخرط رائدها الدكتور حسن الترابي في حالة روحية وعقلية وضعته في مكانة "المهدي"، وسقط مشروعها عندما حاول الرئيس البشير المعزول محاكاة الترابي، موضحا أن فصل السياسي عن الدعوي بدأ مبكرا في السودان بعد الانقلاب العسكري في حزيران (يونيو) 1989م حين أبعد المفكرون والتنويريون في الحركة الاسلامية من اتخاذ القرار في السلطة.

    وأوضح أن الراحل الترابي ـ زعيم الحركة الإسلامية في السودان ـ أبعد المفكرين وأصحاب القدرات في التنوير لأنه كان يريد الطاعة العمياء، وأصبح "أمير مؤمنين والبقية مؤمنون"، وأنه يتحمل مسؤولية إسقاط المشروع الإسلامي لأنه من رواده في السلطة خلال الفترة من 1990م وحتى العام 1997م وهي الفترة التي شهدت أسوأ أوضاع للحريات، "ولم يستطع أن يقود ثورة ثقافية وسط الشباب كما فعل في المصالحة الوطنية مع الرئيس الراحل جعفر النميري 1977م، حينما قاد الترابي ثورة المرأة وأصبحت المرأة السودانية كبيرة حراس الحركة الإسلامية"، ولكن منذ وصول الحركة الإسلامية إلى السلطة بقيادة الترابي 1990 ـ 1997م أصبحت البندقية والأمن هي حارسة المشروع، ولذلك برز آلاف المقاتلين ولكن لم يبرز عشرات المتنورين في المشروع لذلك تآكلت مقومات النمو العقلي والفكري وأسس التقدم في المشروع الإسلامي.
     
    *الترابي أصابته حالة "مهداوية" والبشير حاول محاكاته فسقط* :
    وفي تفسيره للنهاية المأساوية للإسلام السياسي الذي مثلته الحركة الإسلامية السودانية، قال مكي: "جاءت الطامة الكبرى بسيطرة المنظومة العسكرية برئاسة البشير، وسقط المشروع قبل أن يسقط عندما انسدت أفقه وبدأ البشير يبحث عن مخلصين من خارج المشروع بدلا من أن يفتح الباب للحريات ويجدد المشروع من الداخل وإجراء الانتخابات العامة النزيهة، ولكنه (البشير) لجأ إلى أساليب الترابي في كسب الانتخابات والتمكين للمجموعات الطفيلية اقتصاديا وسياسيا وإعلاميا ثم نحر المشروع في أبريل ومارس حينما قطع رأس حزب المؤتمر الوطني بحل الحكومة، بيد أن الواقع ـ حسب مكي ـ فإن تصفية الدولة العميقة للإسلاميين تمت تصفيتها في مرحلتين، الأولى في صراع البشير ـ الترابي والتي أطاحت بكافة الذين يؤيدون الترابي في السلطة، والمرحلة الثانية عندما قام البشير بالانتحار الذاتي وصفى حزبه "المؤتمر الوطني" من مؤسسات الدولة.
     
    وأوضح أن الحركة الإسلامية السودانية تواجه ضعفا بنيويا، وإعجابا بالرائد حسن الترابي الذي جاءته حالة "مهدوية" لذلك أخذ ينظر إلى علاقة الناس به علاقة مرشد بقصَر، وأن مهمة "القصَر" انتهت وأن عليهم أن يكونوا بيادق في لعبة الشطرنج، ولكن في النهاية انقلب "السحر على الساحر".

    ورأى مكي أن الحركة لم تكن مؤسسية ونحرت نفسها، وهي في حاجة للقيادة الجماعية كما حدث بعد انقلاب المراقب العام للإخوان المسلمين الرشيد الطاهر عام 1959م، وهي طريقة للاستجاب السريعة لكن حينما سقط الترابي لم يجدوا بديلا له غير البشير، ولكنه لم يكن ندا للترابي فالتف حوله الطفيلية.

    وأضاف مكي: أن تعتمد الحركة الإسلامية المؤسسية وأن تكون القيادة "جماعية" و"متبادلة" بحيث يمكن أن يؤسس لها حزب المؤتمر الشعبي الذي أسسه الترابي بعد صراعه مع البشير، إلى جانب بقايا حزب المؤتمر الوطني وحركة الإصلاح الآن، بيد أن الأهم هم التيار الذي يضم الإسلاميين في الرصيف.

    وقال مكي: إنه لا توجد دولة عميقة في السودان، وإنما مجتمع عميق، يحاول تجديد نفسه، بينما الحركة الإسلامية تصحو الآن في إطار السلفية المنكفئة على ذاتها، وهي ليست السلفية التي قام عليها المشروع الإسلامي في خيوطه التاريخية، وهي من وجوه الاستجابة للتغيير ولكنها ستفشل بسهولة.

    وتوقع بروز بدائل للإسلاميين الجالسين على الرصيف في غضون ثلاثة أشهر، ويشير إلى أنهم مكون مؤثر ومهم في "المجتمع العميق"، ويبحثون عن البديل ويتطلعون إلى القيادة، خصوصا وأن الأجواء مهيأة لذلك وأن الحكومة الانتقالية الحالية "مجهولة الهوية".

    واعتبر مكي أن الحكومة الحالية عاجزة عن مواجهة المشكلات الحياتية للمجتمع، لأنها ليست على "قلب رجل واحد" وأنها تضم ثلاث مكونات، أبرزهها القادمون من خارج السودان بأفكار ما بعد الحداثة مثل اتفاقية القضاء على كل أشكال التمييز ضد المرأة "سيداو" أو مثل "المثلية الجنسية" التي لم تنبت في الدول الغربية إلا بعد صراع شديد وحركة تنوير كبيرة، بل حتى دولة مثل مصر لم تقبل الأفكار المستحدثة إلا بعد حملة تنوير كبيرة قادها مفكرون من أمثال طه حسين وهدى شعرواي وحزب الوفد وقاسم أمين ولكن مع ذلك لم تسيطر الأفكار الغربية على مصر بالكامل. 

    وأضاف مكي: " قادة الحكومة الانتقالية في السودان جاؤوا بهذه الأفكار دون تنوير في البيئة الاجتماعية باستثناء تجربة محمود محمد طه وباستثناء أي انجاز اجتماعي، فالحكومة التي تتجه إلى هذه الأفكار تتناسى أن الشعب يتجه للأسوأ من ناحية معيشية، حيث الجوع والفقر والجهل هو الأساس، ولم يقدم هؤلاء أي إنجاز في هذا الخصوص حتى الآن، بينما يتحدثون عن أفكار لمجتمعات مترفة"، موضحا بأن "المجتمع العميق" سوف يرفض هذه الأفكار، وقد بدأ فعليا في مواجهتها الآن.
     
    وتابع مكي: "إذا فشلت حكومة الخرطوم في خفض الأسعار وتنظيم الأسواق والمواصلات وإدارة الدولة، فإنها ستفشل في تطبيقة أفكار ما بعد الحداثة، وإن اتجاهها لتصفية الموظفين في الدولة لاعتبارات أنهم إسلاميين من بقايا الدولة العميقة المتوهمة فإن من شأن ذلك توسيع دائرة العداء ضد الحكومة الانتقالية دون أن تصيب هدفها بإقصاء الإسلاميين، الذين تمت تصفيتهم مرتين، في مرحلة الترابي وفي مرحلة البشير الذي أقال ألف شخص في يوم واحد عندما حل الحكومة في أيامه الأخيرة بالسلطة.

    وحول خفوت تأثير الحركات الإسلامية بشكلها التقليدي في العالم بعد تجاربها في كثير من الدول ومن بينها السودان، قال مكي: "إن حركة التيار الإسلامي ظلت قضية متجذرة في العالم الإسلامي منذ جمال الدين الافغاني ومحمد عبده، وهما من قياداة تيارات ما يسمى بالسلفية الإسلامية التي هي النقيض المعاكس للسلفية الحالية، لأن سلفية الإمام محمد عبده كانت تبحث عن العقل والتجديد في الفكر الإسلامي، وتلمست ذلك في الفلسفة الإسلامية وبالابتعاد عن الصفصفة والجدل الطائفي على عكس السلفية المعاصرة التي مثلت انكفاء للذين اكتفوا بالنص وحتى القراءة الظاهرية أو الحرفية الذين جعلوا الإنسان تاريخا يمتد من أحمد بن حنبل وانتهاء بمحمد عبد الوهاب، وهو خيط ضعيف جدا في التاريخ الإسلامي، بينما في التاريخ والثقافة الإسلامية هناك خيوط معقدة ومتشابكة مثل هذا الخيط الذي يمثله أبو حامد الغزالي الذي ينظر إليه البعض رغم تجديده وقدراته العلمية والعقلية المذهلة، ولكنه مسؤول جزئيا عن الانحطاط الذي ألم بالعقل الإسلامي لأنه اهتم بالأطروحات ورفض العقل في بحثه عن اليقين وحتى في كتابه (إحياء علوم الدين) حيث تكلم عن الجوع والعطش وعطل السببي، ورأى أن العطش والجوع يؤدي للنور الداخلي بينما العطش والجوع من أمراض التخلف والعصر، وهو يعتبر أب لدائرة كبيرة وأساسا لكساد وركود العقل الإسلامي.

    لكن مكي ينظر إلى العالم الآن من زاوية أخرى، حيث يرى مدارس إسلامية متعددة مثل الجماعة الإسلامية التي تآكلت داخليا لأنها انعزلت عن الحراك السياسي وبناءها الموجود نفسه في مرحلة من المراحل كانت ضد مشروع باكستان وكانت مع مشروع غاندي ثم أصبحت ضد مشروع الحداثة الغربية ولكن هذه المدرسة انكفأت على نفسها الآن رغم أن قائدها لديه قدرات كبيرة عقلية وجدلية وخطابية ولكن مشروعه السياسي ضد أيوب خان وساند العلمانية فاطمة علي بن أحمد لأنه كان يؤمن بالديمقراطية ضد الديكتاتورية، والجماعة الإسلامية لم تحرز شيئا وبرزت الجماعات السلفية وجماعات العلماء.
     
    "هنالك عودة للتدين وسط الشباب في العالم، وردة عقلية سوف تنتج مراكز وحركات إسلامية تشمل البعد السياسي."

    ورأى أن الحديث عن خفوت الصوت الإسلامي، بخفوت صوت الحركة الإسلامية غير دقيق، مشيرا إلى أن صوت الإسلاميين في تونس لم يخفت؛ بل في تونس وهي أقرب منطقة تماس مع العقل الغربي والعلمانية سقط المشروع العلماني ولم يحرز حزب نداء تونس غير مقعد واحد وعاقبته الجماهير التونسية لأنه وقف ضد الشريعة الإسلامية وتبني أفكار ما بعد الحداثة.

    أما على صعيد الإسلام السياسي في الإقليم، يقول مكي: "إن الوضع الإقليمي فيه تجاذبات، فالإسلام بوجوهه المختلفة يواجه بإشكالات، ففي تركيا فإن الرئيس رجب طيب أردوغان يواجه بالعلمانية، وفي مصر فإن الحركة الإسلامية مختنقة وموجودة في السجون، وفي تونس موجودة في الشارع ولكن المسرح غير معروف المعالم، وفي أفغانسان الحركة الاسلامية بوجها السلفي القديم (طالبان) تنتصر على المشروع الأمريكي وتعود بعد أن انتصرت على المشروع السوفييتي، وحتى في الصومال فإن حركة الشباب بوجهها السلفي هي التي تسيطر على الأوضاع، بينما في أثيوبيا فإن أقوى صراع الآن بين أبي أحمد الذي يمثل روح حركة التصحيح والإصلاح في الأرومو وبين جوهر محمد وكلاهما يستند على عمق إسلامي، ولكن الواضح أن جوهر أقوى لأن لديه مشروع الوسائط الإعلامية ولأنه الذي حرك الثورة أصلا.

    ويخلص مكي إلى أن العالم كله يتهيأ للتغيير ولكنه ينتظر الانطلاقة، ورأى أن هذه الانطلاقة ستكون في الاتجاه الإسلامي، لأن الإسلام هو أكثر الأديان  إنتشارا في أمريكا، وكذلك في بريطانيا هنالك الحزب الإسلامي والجماعات الإسلامية، بينما الراديكالية في العالم جزء منها اختراقات مخابراتية وجزء منه حماسة إسلامية قادمة من أمريكا والغرب.

    واعتبر مكي أن الإسلام ليس بالضرورة أن يأتي بوجه الإخوان المسلمين أو الحركات الإسلامية المعروفة الآن، لأن الإسلام هو الذي يبحث عن نفسه ودون بوتقة محددة أو وجه محدد، بل هو البحث عن الروحانية الجديدة التي يحتاجها العالم الآن.

    وأشار إلى أن ما يحدث الآن مؤشر لبروز الاتجاه الإسلامي في العالم، فعندما خرج كتاب سلمان رشدي (آيات شيطانية) كان البعض يرى فيه ضربة كبيرة للإسلام، ولكنها تحولت إلى مقدمة لموجة إسلامية ثالثة، والآن هنالك عودة للتدين وسط الشباب في العالم، وردة عقلية سوف تنتج مراكز وحركات إسلامية تشمل البعد السياسي.
                  

04-19-2021, 05:05 PM

كمال عباس
<aكمال عباس
تاريخ التسجيل: 03-06-2009
مجموع المشاركات: 17146

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: افطار الرابع من رمضان ، الدلالات والمعاني (Re: عمر التاج)

    يل ناس الشعبي واللا - الوطني ؟
    علي الأقل ناس الشعبي ـ مثبتين علي شرعية الثورة ومشروعية التغيير وحتمية وقطعية سقوط الإنقاذ وإن أختلفو مع الحكم الحالي وقوي الحرية والتغيير
    - أما قواعد الوطني وكوادره ـ فضد الثورة وإرادة الشعب والتغيير ولازالو "متمسكيين" بالقيادات الفاسدة والمستبدةـ
    -إي إرتباط أو تحالف أو إندماج بين الشعبي وفلول الوطني سيخصم من رصيد
    الشعبي ومن مصداقيته
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de